أول مسجد أسس على التقوى

إنضم
28/11/2005
المشاركات
43
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية
في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم لبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ركب راحلته فسار يمشي مع الناس ، حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة .

وقد أمر ببناءه صلى الله عليه وسلم وشارك في ذلك

وكان صلى الله عليه وسلم يزوره ، قال صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمره " أحمد النسائي بن ماجه الحاكم

وكان يأتيه صلى الله عليه وسلم راكباً وماشياً كما في الصحيحين عن بن عمر : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشيا "
 
مسجد التقوى:
*قال تعالى:
{ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ(108)}. سورة التوبة.
قال القرطبى:
قوله تعالى: "لا تقم فيه أبدا" يعني مسجد الضرار؛ أي لا تقم فيه للصلاة. وقد يعبر عن الصلاة بالقيام؛ يقال: فلان يقوم الليل أي يصلي؛ ومنه الحديث الصحيح: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). أخرجه البخاري.... وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية كان لا يمر بالطريق التي فيها المسجد، وأمر بموضعه أن يتخذ كناسة تلقى فيها الجيف والأقذار والقمامات.
قوله تعالى: "أبدا" ظرف زمان. وظرف الزمان على قسمين: ظرف مقدر كاليوم، وظرف مبهم كالحين والوقت؛ والأبد من هذا القسم، وكذلك الدهر.... وهنا مسألة أصولية، وهي أن "أبدا" وإن كانت ظرفا مبهما لا عموم فيه ولكنه إذا اتصل بلا النافية أفاد العموم، فلو قال: لا تقم، لكفي في الانكفاف المطلق. فإذا قال: "أبدا" فكأنه قال في وقت من الأوقات ولا في حين من الأحيان.

قوله تعالى: "لمسجد أسس على التقوى": أي بنيت جدره ورفعت قواعده على تقوى الله وطاعته من أول يوم ابتدئ في بنائه....والأسس أصل البناء؛ وكذلك الأساس. والأسس مقصور منه... وجمع الأس إساس؛ مثل عس وعساس. وجمع الأساس أسس؛ مثل قذال وقذل. وجمع الأسس أساس؛ مثل سبب وأسباب. وقد أسست البناء تأسيسا.... ومعنى التقوى هنا الخصال التي تُتقى بها العقوبة،...ويدخل فيها كل خير ونفع للمسجد.

أي المساجد هو؟:
واختلف العلماء في المسجد الذي أسس على التقوى؛ فقالت طائفة: هو مسجد قباء؛ يروى عن ابن عباس والضحاك والحسن. وتعلقوا بقول: "من أول يوم"، ومسجد قباء كان أسس بالمدينة أول يوم؛ فإنه بني قبل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ قاله ابن عمر وابن المسيب، ومالك فيما رواه عنه ابن وهب وأشهب وابن القاسم.... وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري: قال تماري رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم؛ فقال رجل هو مسجد قباء، وقال آخر هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو مسجدي هذا). قال حديث صحيح. والقول الأول أليق بالقصة؛ لقوله: "فيه" وضمير الظرف يقتضي الرجال المتطهرين؛ فهو مسجد قباء. والدليل على ذلك حديث أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية. قال الشعبي: هم أهل مسجد قباء، أنزل الله فيهم هذا.. وقال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء: (إن الله سبحانه قد أحسن عليكم الثناء في التطهر فما تصنعون) ؟ قالوا: إنا نغسل أثر الغائط والبول بالماء؛ رواه أبو داود..... وروى الدارقطني عن طلحة بن نافع قال: حدثني أبو أيوب وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك الأنصاريون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" فقال: (يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا) ؟ قالوا: يا رسول الله، نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهل مع ذلك من غيره) ؟ فقالوا: لا غير، إن أحدنا إذا خرج من الغائط أحب أن يستنجي بالماء. قال: (هو ذاك فعليكموه). وهذا الحديث يقتضي أن المسجد المذكور في الآية هو مسجد قباء، إلا أن حديث أبي سعيد الخدري نص فيه النبي صلى الله عليه وسلم على أنه مسجده فلا نظر معه. وقد روى أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة قال حدثنا صالح بن حيان قال حدثنا عبدالله بن بريدة في قوله عز وجل: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" [النور: 36] قال: إنما هي أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي: الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وبيت أريحا بيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام، ومسجد المدينة ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى، بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم....وعن ابن عباس: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} يعني مسجد قباء.....وعن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال: "مسجدي هذا"...وعن عثمان بن عبيد الله، قال: أرسلني محمد بن أبي هريرة إلى ابن عمر أسأله عن المسجد الذي أسس على التقوى، أي مسجد هو؟ مسجد المدينة، أو مسجد قباء؟ قال: لا، مسجد المدينة....وعن ابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد، قالوا: المسجد الذي أسس على التقوى: مسجد الرسول...وعن أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: المسجد الذي أسس على التقوى: هو مسجد النبي الأعظم....وعن سعيد بن المسيب، قال: إن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، هو مسجد المدينة الأكبر.... قال أبو جعفر الطبري: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لصحة الخبر بذلك عن رسول الله. ذكر الرواية بذلك.
وفى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى.[البخارى كتاب التهجد]...قال ابن حجر: وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء، ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الأمم السالفة، والثالث أسس على التقوى.
وقال ابن حجر في بقية كتاب المناقب..باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم:
و مسجد قباء، فهو أول مسجد بني " يعني بالمدينة، وهو في التحقيق أول مسجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بأصحابه جماعة ظاهرا، وأول مسجد بني لجماعة المسلمين عامة، وإن كان قد تقدم بناء غيره من المساجد لكن لخصوص الذي بناها... وقد اختلف في المراد بقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) فالجمهور على أن المراد به مسجد قباء هذا وهو ظاهر الآية، وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: هو مسجدكم هذا "... قال القرطبي: هذا السؤال صدر ممن ظهرت له المساواة بين المسجدين في اشتراكهما في أن كلا منهما بناه النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأجاب بأن المراد مسجده، وكأن المزية التي اقتضت تعيينه دون مسجد قباء لكون مسجد قباء لم يكن بناؤه بأجر جزم من الله لنبيه، أو كان رأيا رآه بخلاف مسجده، أو كان حصل له أو لأصحابه فيه من الأحوال القلبية ما لم يحصل لغيره، انتهى.... ويحتمل أن تكون المزية لما اتفق من طول إقامته صلى الله عليه وسلم بمسجد المدينة، بخلاف مسجد قباء فما أقام به إلا أياما قلائل، وكفى بهذا مزية من غير حاجة إلى ما تكلفه القرطبي، والحق أن كلا منهما أسس على التقوى، وقوله تعالى في بقية الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) يؤيد كون المراد مسجد قباء، وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) في أهل قباء " وعلى هذا فالسر في جوابه صلى الله عليه وسلم بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء، والله أعلم.... قال الداودي وغيره: ليس هذا اختلافا، لأن كلا منهما أسس على التقوى وكذا قال السهيلي وزاد غيره أن قوله تعالى: (من أول يوم) يقتضي أنه مسجد قباء، لأن تأسيسه كان في أول يوم حل النبي صلى الله عليه وسلم بدار الهجرة، والله أعلم.أ.هـ

*إشكال والجواب عنه:
قوله تعالى: "أحق أن تقوم فيه" أي بأن تقوم؛.... و"أحق" هو أفعل من الحق، وأفعل لا يدخل إلا بين شيئين مشتركين، لأحدهما في المعنى الذي اشتركا فيه مزية. على الآخر؛
( والجواب) فمسجد الضرار وإن كان باطلا لاحق فيه، فقد اشتركا في الحق من جهة اعتقاد بانيه، أو من جهة اعتقاد من كان يظن أن القيام فيه جائز للمسجدية؛ لكن أحد الاعتقادين باطل باطنا عند الله، والآخر حق باطنا وظاهرا؛ ومثل هذا قوله تعالى: "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا" [الفرقان: 24] ومعلوم أن الخيرية من النار مبعودة، ولكنه جرى على اعتقاد كل فرقة أنها على خير وأن مصيرها إليه خير؛ إذ كل حزب بما لديهم فرحون.
( عن موقع صيد الفوائد )

وإن شاء الله أنقل لك ماقاله وحققه أبو زيد السهيلي ،

في كتابه ذي الفوائد الكثيرة :

الروض الأُنُف ...
 
ربما يا شيخ عبدالرجمن يصح نزولها في مسجد قباء ، وأولى منه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال شيخ الاسلام بن تيمية

ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى قال : " هو مسجدي هذا "

يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن الآية واضحة في دخول قباء في الأمر ، إذ لا خلاف في كونها في أهل قباء كما قال بن العربي ، " فيه رجال يحبون أن يتطهروا "

وقد ذكر الحافظ بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال : " هو مسجدي هذا "

حتى لا يتوهم أحد أن ذلك خاص بقاء

منقول بتصرف
 
لم أعرف أن تعليقكم شيخ عبدالرحمن عنوان بحث

ما تنبهت إلا وقت متأخر جزاك الله خيرا
 
قرأت بحثكم بأُخرةٍ ياشيخنا الفاضل المفضال عبدالرحمن الشهري

ووجدت فيه متعة وفائدة

جزاك الله خيرا
 
الحمد لله ، وبعد ..

أخرج الترمذي رحمه الله في " جامعه " من حديث أبي سعيد الخدري قال : امترى رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أُسِّس على التقوى ، فقال الخدري : هو مسجد رسول الله صلىالله عليه وسلم .
وقال الآخر: هو مسجد قباء .
فأتيا رسولَ الله صلى الله عليه و سلم في ذلك.
فقال : هو هذا_ يعني مسجده _ وفي ذلك خير كثير

فهذا نص نبوي في الموازنة في بيان المسجد الذي أسس على خير هو مسجد رسول الله ، وبيَّّن صلى الله عيه وسلم أن لقباء فضلاً وخيراً كثيراً .
ولذا قال السندي رحمه الله في حاشيته على "المسند" : وهذا نصٌّ صريح في الباب ، ولا وجه للاختلاف بعده . والله تعالى اعلم .

وقد تناول هذا الأمر الحافظ ابن كثير رحمه الله وجمع بين الأمر .

والله أعلم
 
أظهر قولي أهل العلم في ذلك أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
ولكن يشكل عليه أن جمهور الأصوليين على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول ؛ وقد قال جمع بأن سبب النزول كان في أهل قباء.
فإذا ثبت ذلك فمسجد قباء داخل قطعا في معنى الآية .
والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى