أهمية الوقت في حياة المسلم

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
68
الإقامة
الدوحة - قطر
الوقت هو رأس مال المسلم في الدنيا ، إذ الوقت هو الحياة ، ففيه يكون العمل الدال على حياة الإنسان وقيمتها ؛ وشغله بما لا يعود على المسلم بمنفعة دينية أو دنيوية خسارة للحياة ؛ ويدل على الأهمية العظيمة للوقت أمور أهمها : أن الله تعالى أقسم به في آيات كثيرة من كتابه العظيم ؛ وذلك تنبيها على أهميته ، فالله عز وجل لا يقسم إلا بآية عظيمة من آياته ؛ فأقسم سبحانه بالعصر ، وهو الدهر الذي هو ظرف الأعمال الصالحة للمؤمنين ، وهو زمن أعمال الشقاء للمعرضين ؛ وفيه ما فيه من العبر والعجائب للناظرين ؛ وأقسم عز وجل بأجزاء من الوقت ؛ فأقسم بالليل في آيات ذوات عدد ؛ وأقسم بالنهار ، وبالفجر ؛ وبالصبح ، وبالضحى .

ويدلك على أهمية الوقت أن الله تعالى ذكر في بيان نعمة الوقت العظيمة - التي هي من أصول النعم - آيات كثيرة في كتابه ؛ منها قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } ، وقوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } .

وينبئك عن أهمية الوقت في حياتك - أيها القارئ - قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ ؟ " ؛ فسُتسأل عن عمرك كله ، ما كان عملك فيه ؟ فهل وعيت أهمية الوقت ؟

وينبئك عن أهمية الوقت ، وصية النبي صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ : " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ " ؛ فالوقت سريع الانقضاء ، وحياة الإنسان تتقلب في الشيء وضده ، وعليه أن يغتنم هذه الأحوال التي يكون فيها أقوى على العمل .

ومما يُظهر أهمية الوقت أنه إذا فات لا يعود ؛ وقد فهم ذلك العقلاء ؛ فقد قيل لعمر بن عبد العزيز : لو ركبت وتروحت ؟ فقال : فمن يجزئ عني عمل ذلك اليوم ؟ فقيل له : تؤجله إلى الغد ! فقال : فدحني [ ثَقُلَ علي ] عمل يوم واحد ، فكيف إذا اجتمع عليَّ عمل يومين ؟!

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع

ولهذا كان الوقت عند السلف أغلى من الدراهم والدنانير ، قال الحسن : أدركت أقوامًا كان أحدهم أشح على عمره منه على دراهمه ودنانيره ... وللحديث صلة .



 
عودة
أعلى