أظن أنك أخي الأشرف تجتهد لأن تكون "ترجمة معاني القرآن الكريم" هي هي "تفسيرًا للقرآن الكريم" وهذا ما يجعلك عدوًّا للترجمة الحرفية وما ينجر عنها منْ ترك المجال واسعًا أمام ذهن القارئ ليستوعب المراد من مؤول النصِّ لا من ظاهره كما هو الشأن بالنسبة للقارئ العربيِّ حين قراءته القرآن الكريم.
هدانا الله سبل الرشاد وعلمنا وإياك ما ينفعنا، إنه أعلى وأعلم.
أخي الأستاذ الفاضل محمد يزيد
أحسنت وأجدت بارك الله فيك
نعم وليس على المترجم أن يترجم معنى الآية دون أي مراعاة للبناء اللفظي لمفردات الآية ولا لصياغة تلك الكلمات ولا ترتيبها ؟ كل ذلك من أجل أن يتجنب الترجمة الحرفية التي هي مذمومة عنده !
فمثلا تجده يترجم الآية ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) بأن يجعلها بالإنقليزية كما لو كان الأصل الذي ترجمها عنه هكذا : كان المجرمون يضحكون من المؤمنين !
لاريب أن هذا إفساد لا مسوغ له , ثم إن صيغة بناء الكلمة في النص تعطي انطباعات دلالية عميقة لا تستطيع الصيغ الأخرى مجاراتها . لذا لابد من محاولة المحافظة قدر الوسع البشري على مراعاة بناء الكلمة في الآية عند صياغة الترجمة بحيث توافقها في البناء فإذا كانت كلمة الآية من المبني للمجهول ( ما لم يسم فاعله ) فعند الترجمة نحاول الإتيان بهذه الصيغة في الإنقليزية التي هي passive ولا نحولها إلى صيغة أخرى طبعا بشرط أن لا يغير هذا في المعنى المراد , فمراعاة دقة المعنى تأتي أولا
وهذا ما يميز ترجمة فريق صحيح انترناشونل عن غيرها ممن تركز على الترجمة بالمعنى فحسب كمثل ترجمة صافي قصقص , مع العلم أن الترجمة مهما بلغت أعلى مراتب الجودة والإتقان فمن المحال أن تقارب بلاغة القرآن وإعجازه التي لو اجتمع الإنس والجن على الإتيان بآية واحدة مثلها فلن يستطيعوا
و قد قال كثيرون ممن أسلموا - ممن لا يعرفون العربية - أنهم شعروا بإعجاز القرآن من خلال ترجمة القرآن , فقد ادركوا بقرأتها أن هذا كتاب لا مثيل له وذلك من خلال طبيعة الخطاب و طريقة عرض الحجج التي فيه , وبعضهم شعروا بهذا من القرأة الأولية لترجمة القرآن وقد انهمرت من أعين بعضهم الدموع عندما يقرأون ترجمة كلام رب العالمين لأن المعاني إعجازية في صياغتها وترتيبها وانتقالها من غرض إلى آخر
وقد أخبر البروفسور الأمريكي جفري لانج أنه ترك الإلحاد ودخل الإسلام بعد قرأته لترجمة القرآن فقد انبهر بما فيها من حجج صيغت بأسلوب فريد جعلني أسيرا له , ومازلت أقرأ والإلحاد يذوب ويتلاشى شيئا فشيئا حتى أيقنت أن هذا الكتاب من رب العالمين