أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه ( لطيف لما يشاء ) ؟

أم الأشبال

New member
إنضم
30/06/2004
المشاركات
503
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى والصلا والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه ( لطيف لما يشاء ) ؟
كنت أستمع للشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ، يتحدث عن كيد النساء ، وأن كيدهن عظيم لشدة ضعفهن ... إلى آخر ما قال.
فاستوقفني الأمر ، إن هذا واقع النساء فعلا ، ويزيد الأمر عند اللآتي بلا دين ولا أخلاق ، ومن اشتد إيمانها أشتدت قوتها ، والقرآن الكريم شاهد على ذلك ، وأعود لصلب الموضوع ، فبحثت في التفاسير علني أجد جوابا ، طبعا لا يمكن أن أن يكون الكيد من قبل الله تعالى ضعفا سبحانه ، لكن وجدت ضالتي في سورة يوسف ، قال تعالى :
((( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )))
وقال تعالى في سورة يوسف:
((( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )))

أتمنى من اخواني الأساتذة الكرام والمشايخ الفضلاء التوجيه والتصحيح إذا احتاج الأمر ، جزاكم الله الخير الكثير وبارك فيكم .
 
أختي الفاضلة أم الأشبال
وصف الله تبارك وتعالى بالكيد من قبيل المدح، والكيد والمخادعة والمكر هي إيصال الشيء إلى الغير بطريقٍ خفي.
والكيد نوعان :قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحق، وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له، فالأول مذموم ،والثاني ممدوح.
والله تبارك وتعالى إنما يفعل من ذلك مايُحمد عليه عدلاً منه وحكمة،وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباد الله.
وقوله تعالى في سورة يوسف(كذلك كدنا ليوسف) يعني :عملنا عملاً حصل به مقصوده دون أن يشعر به أحد.
ولو رجعتِ لكتاب العقيدة الواسطية شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لوجدتِ تفصيلا لذلك.
وفقك الله.
 
الكيد والمكر من الله تعالى صفة كمال فالله تعالى يكيد أعداءه ويمكر بهم ، وكيده ومكره بهم جزاءٌ من جنس عملهم.
وإذا كانت صفة الكيد والمكر من المخلوق لها وجهان : وجه هو صفة نقص والله منزه عن النقص ، ووجه كمال والله أحق بالكمال.
وحتى يتبين المراد أقول:
لو أن مديرا ما يحسن إلى أحد موظفيه ويحرص على نفعه بكل الوسائل ويغض الطرف عن هفواته وزلاته ، ثم إن هذا الموظف يقابل هذا الإحسان بالنكران ويرد الجميل بالإساءة ويتنقص مديره ويكيد له في الخفاء والمدير مطلع على كل ذلك من حيث لا يعلم ذلك الموظف النكد ولكنه يمد له الحبل بعد أن انقطع الأمل من إصلاحه حتى يوقعه في شر أعماله.
فماذا تظنون بفعل المدير بعد أن وصل الأمر إلى النهاية ووقع الموظف في شر أعماله ؟
لقد كان رجلا ذكيا حصيفا استخدام الكيد والمكر في محله فكان صفة كمال في حقه.

مثال لتقريب المعنى
ولله المثل الأعلى
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
 
أختي الكريمة والفاضلة صاحبة المغفرة جزاك الله خيرا على ما أضفتي .
وجزاك الله خيرا أخي أبا سعد الغامدي على ما أضفت.

وللتوضيح :
أنا مؤمنة بقوله تعالى :
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
ولم أقصد أن أنفي ما توهمتم أني أريد نفيه .
فقط أردت أن أشير إلى أن الخلق لضعفهم يكيدون مما كتبت وما أوصلني إليه التدبر . وأن الله تعالى كيده دليل على قوته وعظمته ، ولا يمكن أن يكيد إنسان كما يكيد الديان .
وأود أن أضيف ، أن ما رأيته من خلال الآيات الكريمة والله أعلم بالصواب ، أن الله تعالى يذكر لفظ الكيد في كتابه العزيز في سياق معاقبة الظالمين ، ولكن عند الحديث عن المؤمنين ترد لفظة اللطف ، وهذا يدعوني للتفكير ، هل هناك كيد حسن وكيد غير ذلك ، أم أن الله تعالى ، خاطب الظالمين بلفظ يفهمونه على سبيل الزجر والترهيب ، هذا والله أعلى وأجل وأعلم .
 
ورد في هامش شرح العقيدة الواسطية لهراس :
" قرر ابن القيم في « الصواعق » أن الله تعالى لم يصف نفسه بالمكر والكيد والاستهزاء والخداع مطلقا بل على وجه الجزاء لمن فعل ذلك "
 
الأخت الفاضلة أم الأشبال
كلامك حق ومشاركتي من باب التفاعل مع الموضوع رجاء أن ينفع الله به
الله تعالى يمكر بالظالمين ويمكر للمؤمنين ، ويكيد الظالمين ويكيد للمؤمنين " وكذلك كدنا ليوسف"
والمكر والكيد حسن من وجه وقبيح من وجه آخر
فالكيد والمكر على سبيل الاعتداء قبيح
والكيد والمكر على سبيل مجازة الظالم من جنس عمله حسن
يقول الله تعالى:
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) آل عمران(178)
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال(30)
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) الأعراف(99)
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) يونس (21)
(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد(42)
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ) النحل(26)
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) الطارق
نخلص إلى أن الله تعالى يمكر بأعدائه ويكيدهم ويستدرجهم وأفعاله كلها عدل وحق وكمال
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع الطيب
 
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا سعد ، وقد انتفعت كما غيري بمشاركاتك القية لا حرمك الله أجر ما تكتب .
وللفائدة :
كنت أقرأ في كتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى ، لعبدالهادي وهبي ،ص: 320، عند الفائدة المسلكية من الإيمان بصفة اللطف :
" ومن مقتضى الإيمان بهذا الاسم الكريم :
أن يحرص المؤمن أن يكون له حظ منه ، فيتلطف مع العباد " أهـ
فلا يظلم الأخ أخيه ، فالله لطيف لما يشاء. فهو اللطيف الخبير .
فإن كاد الخلق وظلموا ، فاليستعدوا لكيد الخالق الذي ليس كمثل كيده مثل كيف وهو يعلم بواطن الأشياء وخفياتها وأحاط بكل شيء علما .
هذا والله أعلم.
 
والكيد نوعان :قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحق، وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له، فالأول مذموم ،والثاني ممدوح.
.
فالممدوح قد يكون ممدوحاً ومذموماً:
الأول إن كان الفعِل ظاهر ومقصود
والثاني: إن كان الفعل مشكوك او غير مقصود
لأنه لو حمل على صاحبه من شك فيقع في الكيد المذموم
هذا والله أعلى وأعلم،،
 
فالممدوح قد يكون ممدوحاً ومذموماً:
الأول إن كان الفعِل ظاهر ومقصود
والثاني: إن كان الفعل مشكوك او غير مقصود
لأنه لو حمل على صاحبه من شك فيقع في الكيد المذموم
هذا والله أعلى وأعلم،،
جزاك الله خيرا يا أم الفضيل ، فكرت فيما سطرتي ، أنت تتحدثين عن قضية :
قال تعالى :
((( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ))) (126:النحل)
فلابد من التأكد من أن الظالم قصد الظلم ، قبل أن نرد عليه إن قررنا ذلك بمثل ما عمل ، وإلا أصبح عملنا ظلما .
ويشكل علي أمر هل كل الأفعال المذمومة يمكن أن تمدح ؟
 
عودة
أعلى