ألا يؤدي هذا للطعن في البخاري

إنضم
14 نوفمبر 2004
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
صحافي شاب يصحّح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام
مقال مدقق للصحافي إسلام بحيري، من جريدة 'اليوم السابع': 15/ 07/ 2008، ص 21 :

قضية زواج عائشة في عمر 6 سنوات ودخول النبي بها في عمر 9، بدا للأستاذ إسلام بحيري غير منطقي فوَطَّنَ نفسه على أن يدرسها ولم يثنه أنها مثبتة في البخاري وأن أعلام الأمة تقبلوها لأكثر من ألف عام، بناءً على ما جاء في البخاري (باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها 3894): حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا على بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «تزوجني النبي صلي الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة.. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين».
وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله (ص) لعلها لم توجد في غيره. وأعد نفسه لمقارعة تلك القضية، ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، ولكنه أيضًا نقد سند الروايات التي روي بها أشهر الأحاديث الذي جاء في البخاري ومسلم، وأثبت في الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحًا.
من ناحية التواريخ، عاد الصحفي الشاب إلي كتب السيرة (الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيان)، فوجد أن:
* البعثة النبوية استمرت 13 عامًا في مكة و10 أعوام بالمدينة، وكان بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام 610، وكانت الهجرة للمدينة عام 623م أي بعد 13 عامًا في مكة، وكانت وفاة النبي عام 633م والمفروض بهذا الخط المتفق عليه أن الرسول (ص) تزوج (عائشة) قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أي في عام 620م،
وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحي، وكانت تبلغ من العمر 6 سنوات، ودخل بها في نهاية العام الأول للهجرة أي في نهاية عام 623م، وكانت تبلغ 9 سنوات، وذلك ما يعني حسب التقويم الميلادي، أنها ولدت عام 614م، أي في السنة الرابعة من بدء الوحي حسب رواية البخاري، وهذا وهم كبير. ونقد الرواية تاريخيا بحساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ 10 سنوات،
كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ 27 عامًا ما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام 610م كان 14 سنة وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة 13 سنة وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن ( 27 ــ 13 = 14 سنة)، وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ10 سنوات، إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة) كان 4 سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي بـ 4 سنوات كاملات، وذلك عام 606م،
ومؤدَّي ذلك بحساب بسيط أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها 14 سنة، لأن (4 + 10 = 14 سنة) أو بمعني آخر أن (عائشة) ولدت عام (606م) وتزوجت النبي سنة (620م) وهي في عمر (14) سنة، وأنه كما ذكر بني بها ـ دخل بها ـ بعد (3) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام (624م) فيصبح عمرها آنذاك (14 + 3 + 1 = 18 سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي الكريم (عائشة).
حساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء ـ ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهي مقتل ابنها (عبد الله بن الزبير) على يد (الحجاج) الطاغية الشهير، وذلك عام (73 هـ)، وكانت تبلغ من العمر (100) سنة كاملة فلو قمنا بعملية طرح لعمر (أسماء) من عام وفاتها (٧٣هـ) وهي تبلغ (100) سنة كاملة فيكون (100 ــ 73 = 27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات،
وهي السنوات التي تكبر فيها أختها (عائشة) يصبح عمر (عائشة) (27 ــ 10 ــ 17 سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة ولو بني بها ـ دخل بها ـ النبي في العام الأول يكون عمرها آنذاك (17 + 1 = 18 سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبي.
* وما يعضد ذلك أيضًا أن (الطبري) يجزم بيقين في كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبي بكر) قد ولدوا في الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح ويكشف ضعف رواية البخاري، لأن (عائشة) بالفعل قد ولدت في العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.
حساب عُمُر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) بنت النبي: يذكر (ابن حجر) في (الإصابة) أن (فاطمة) ولدت عام بناء الكعبة والنبي ابن (35) سنة، وأنها أسن ــ أكبر ــ من عائشة بـ (5) سنوات، وعلى هذه الرواية التي أوردها (ابن حجر) مع أنها رواية ليست قوية، ولكن على فرض قوتها نجد أن (ابن حجر) وهو شارح (البخاري) يكذب رواية (البخاري) ضمنيا، لأنه إن كانت (فاطمة) ولدت والنبي في عمر (35) سنة فهذا يعني أن (عائشة) ولدت والنبي يبلغ (40) سنة وهو بدء نزول الوحي عليه، ما يعني أن عمر (عائشة) عند الهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية في مكة وهي (13) سنة وليس (9) سنوات وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد في رواية البخاري .
* نقد الرواية من كتب الحديث والسيرة: ذكر (ابن كثير) في (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم «ومن النساء.. أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله (صلي الله عليه وسلم) يدعو في خفية، ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة»، وبالطبع هذه الرواية تدل على أن (عائشة) قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام (4) من بدء البعثة النبوية بما يوازي عام (614م)، ومعني ذلك أنها آمنت على الأقل في عام (3) أي عام (613م) فلو أن (عائشة) على حسب رواية (البخاري) ولدت في عام (4) من بدء الوحي معني ذلك أنها لم تكن على ظهر الأرض عند جهر النبي بالدعوة في عام (4) من بدء الدعوة أو أنها كانت رضيعة، وهذا ما يناقض كل الأدلة الواردة، ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنها ولدت في عام (4) قبل بدء الوحي أي عام (606م) ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (614م) يساوي (8) سنوات، وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث وينقض رواية البخاري.
* أخرج البخاري نفسه (باب ـ جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا قبل الحبشة)، ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول إن النبي كان يأتي بيتهم كل يوم وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات. والمؤكد أن هجرة الحبشة إجماعًا بين كتب التاريخ كانت في عام (5) من بدء البعثة النبوية ما يوازي عام (615م)، فلو صدقنا رواية البخاري أن عائشة ولدت عام (٤) من بدء الدعوة عام (614م) فهذا يعني أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة، فكيف يتفق ذلك مع جملة (لم أعقل أبوي) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحًا، ولكن بالحساب الزمني الصحيح تكون (عائشة) في هذا الوقت تبلغ (4 قبل بدء الدعوة + 5 قبل هجرة الحبشة = 9 سنوات) وهو العمر الحقيقي لها آنذاك.
* ولم يقنع المؤلف بهذه الحساب المقارن، بل إنه أجري أيضًا حساب عمر (عائشة) مقارنة بفاطمة الزهراء، مما لا يتسع له مجال المقال...
* ثم ختم الباحث بحثه بنقد السند فلاحظ أن الحديث الذي ذكر فيه سن (عائشة) جاء من خمسة طرق كلها تعود إلي هشام بن عروة، وأن هشام قال فيه ابن حجر في (هدي الساري) و(التهذيب): «قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وكان مالك لا يرضاه، بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم -جاء- الكوفة ثلاث مرات ـ مرة ـ كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة وقدم ـ جاء ـ الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة».
والمعنى ببساطة أن (هشام بن عروة) كان صدوقاً في المدينة المنورة، ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء وبدأ (يدلس) أي ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي، بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفي علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثني) أقوي من قول الراوي (عن فلان)، والحديث في البخاري هكذا يقول فيه هشام عن (أبي وليس (سمعت أو حدثني)، وهو ما يؤيد الشك في سند الحديث، ثم النقطة الأهم وهي أن الإمام (مالك) قال: إن حديث (هشام) بالعراق لا يقبل...
فإذا طبقنا هذا على الحديث الذي أخرجه البخاري لوجدنا أنه محقق، فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة، بل كلهم عراقيون مما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق بعد أن ساء حفظه، ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرًا طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولو مرة واحدة، لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبي في كتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذي رأى وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة، فكفى بهاتين العلتين للشك في سند الرواية السابقة انتهي.
أختم المقال بما قدمته به، أن هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه باحث لم يتخرج في الأزهر ـ ربما بفضل عدم تخرجه في الأزهر ـ من تفنيد لقضية تقبلتها الأمة بالإجماع (كما يقولون)، وفاتت على الأئمة الأعلام، ولماذا لم يلحظ رئيس قسم الحديث بالأزهر هذا بدلاً من أن يتحفنا بفتوي إرضاع الكبير؟
 
قد أنقل لكم في الملتقى شيئا مما استفدته من رد الشيخ أبي إسحاق الحويني على المقال المذكور في برنامج فضقضة بقناة الناس يوم الأربعاء مساء قبل 20 يوما من اليوم.
 
التعليق

التعليق

السلام عليكم
ما أودّ أن يُعرض الموضوع على هذه الهيئة، بوصفه تصديقا أو تكذيبا لكتاب من كتب الحديث! فما هو إلا محاولة تسليط الضوء على رواية من الروايات وتتبع مظانها ومحاولة تطبيقها على الواقع
وعلى الرغم من انطلاق الكاتب من هدف تفنيد الفكرة مما جعله يستفرغ وسعه لتبيين بطلانها، وهو منهج لا نرتضيه.
وقبل انتقاد طريقته في التفكير انتقادا علميا يحسن الدفاع عنه، إذ لا يسوغ أن نصنع صِداماً مصطنعا بين أي كاتب وبين العلماء الأجلاء.
فكتاب البخاري هو أصح الكتب المصنفة في دواوين الحديث، وغرض علم الحديث نقلُ أقوال النبي عليه الصلاة والسلام بحسب الإمكان، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكتب أقواله أصبح بحكم المستحيل نقلها كما هي دون إخلال لأن الشفاهية لا يمكن أن تنقل إلى الكتابية قبل عصر التسجيل الصوتي. فالحديث يُروى بالمعنى لا باللفظ ،
وعلى ذلك لم يقل أحدٌ من العلماء أن لصحيح البخاري حجية المصحف الشريف من حيث قطعية الثبوت.
ولو قال قائل ذلك لما كان لقوله مستند
بل هو أصح كتب الحديث بحسب إمكانية علم الحديث على نقل الأحاديث .
ولذلك فقد أبعد النُّجعة من نظر إلى الموضوع بهذه الطريقة‘ لأن النظر إلى الموضوع عبر خلق صدام مصطنع يمنع الناس من أي محاولة لفهم أو تفهم.

أما القضية نفسها أعني عُمُرأم المؤمنين عائشة حين زواجِها الميمون، فلو صح لما كان فيه سنة أو تشريع لمظنة أن يكون من خصائصه صلى الله عليه وسلم كما جعل الله تعالى من خصائصه جواز الجمع بين أكثر من أربعة على حين لم يسمح لرجال أمته ذلك.
وقد خصَّ الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم بخصائص ليعلم الناس أن النبوة شأنها عظيم وأن لا محيص عن الإيمان بالرسالة من أجل فهم شخصية النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لا نجد نحن المسلمين أي حرج أو غضاضة عند ذكر أي من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط
 
شاهد الحلقة

شاهد الحلقة

رد الشيخ ابي اسحاق الحويني على من أنكر زواج أمنا عائشة رضي الله عنها في سن تسع سنوات
________________________________________
فضفضة ايمانية
لفضيلة الشيخ المحدث ابي اسحاق الحويني
حفظه الله من كل سوء و رعاه
بتاريخ 29 / 10 / 2008

الذب الأحمد عن سنة نبينا أحمد
صلى الله عليه و سلم

حلقة خصصها الشيخ بارك الله في عمره للرد على
الصحفي الذي انكر زواج السيدة عائشة رضي الله عنها في سن تسع سنوات
و خالد الجندي الذي ايد الرأي في برنامج البيت بيتك من الفضائية المصرية و انكر الحديث.
كما اشار الشيخ الى بعض شبه الكلب زكريا بطرس
الحلقة قاربت الساعتين و النصف

http://www.tinjah.com/forum/showthread.php?p=74319

http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=8463
 
[align=center]شكراً للأخ سمير القدوري
ما أزال أستمع لمحاضرة الشيخ الحويني
وهي محاضرة ممتعة سلط فيها الضوء على عدة مسائل مهمة
وهو الآن يتحدث عن أن بنات البلاد الحارة يحِضن قبل غيرهن
وذكر ما لم أره في رواية وهو أنّ أم المؤمنين كانت قد حاضت
قبل أن يبني بها النبي صلى الله عليه وسلم
وهو مقحم في الرواية
وقال أيضاً إن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام لا يجب أن يحملنا
على ردّ رواية صحيحة

لكن كما قلت قبل استماعي إليه ، ليس ردّ الرواية درايةً أو البحث
عن مطعن فيها مما يشكل خطراً على الدين
بالعكس نتمنى أن يكشف البحث التاريخي عن خطأ في الرواية وأن يكون
سنّ عائشة أكبر مما جاء في رواية البخاري
وكما ذكرتُ أنه لا يُستحبُّ تزويج البنات في سن صغيرة بناء على هذه
الرواية لمظنة أن يكون الأمر كله من خصائصه صلى الله عليه وسلم
.

وقد وقع الشيخ نفسه فيما حذر منه طوال حلقته
فقد قال إن بعض المسلمين ممن لم يتضلعوا في العلوم الشرعية
يقومون بردّ الروايات حين يرون أن أحد المستشرقين أو الغربيين قد
وظف تلك الرواية لهدم أصل من أصول الدين،
لكنه نسي فعمم نقده للاستشراق
فقال إن جهاز الاستشراق لم يقدم خدمة للتراث الإسلامي بل قام كله
لهدم الدين ،
والصواب كما تنوقش في الموضوع هاهنا في ملتقى أهل التفسير أن
الاستشراق ليس شرا كله بل قد خدم الاستشراق تراث المسلمين وحفظ لهم كثيرا من مخطوطاتهم
وليس كل المستشرقين كولدتسيهر وبرنارد لويس
بل منهم نولدكة وبرجشتراسر ونيكولسون وفنسنك وجاك بيرك صديق العرب
ما تزال جامعات ألمانية تشتغل شغلا منظما لتصنيف التراث الإسلامي وحفظه.
أقولُ ذلك مُتذكِّراً قوله تعالى

ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا

والسرّ في حصول بعض الخلط هو أن خطاب العامة لا يمكن أن يكون خطاب الخاصة
، او على أقل تقدير مما يصعب صعوبة لا يمكن تجاوزها.

وللإخوة المتخصصين في علم لحديث أثير التساؤل الآتي

تحدث أبو إسحق الحويني عن شرط مسلم الذي بينه في مقدمة صحيحه ،
وعن شرط البخاري الذي قال إنهم استنبطوا شرطه من عمله في صحيحه
ولم يفصّل بل لمّح إلى تأييده لما فعلوا.
فمن المشهور بين تلامذة المحدثين أن شرط مسلم كان المعاصرة لا اللقاء
وأرادوا على ما يبدو أنْ يرفعوا قدر البخاري فوق مسلم
فجعلوه اشترط اللقاء لا الاكتفاء بالمعاصرة؟
وأودّ بمحبة أن أضع التساؤل التالي:
لو صحّ ما قالوه من شرط البخاري ، ونحن نعلم أن صحيح مسلم قد أُلف بعد البخاري
، لوجب أن تكون دائرة رواية مسلم أوسع من دائرة رواية البخاري، أي أن شرط مسلم أخف وأوسع من شرط البخاري
ولمّا كان مسلمٌ لم يقل إنه سيتجنب ما رواه البخاري بل جعل لنفسه نفس الهدف وهو اختيار أصح الروايات
كان لا بدّ أن يتضمن صحيح البخاري كاملاً[لأن اللقاء متضمن في المعاصرة] ثم يزيد عليه ما تنازل عنه من شروط
فلماذا اتفق الشيخان على نصف أحاديث البخاري فقط؟


ـــــــــــــــــــــ

الأمر الثاني
أن الخطر الحقيقي على الدين ليس ما يذكره الحويني أن بعض الناس ناقش
بعض المسائل العلمية، وهي بقصد الدفاع عن الإسلام وعن السيرة وعن الدعوة
،فهو أمر جديد حديث
لكن الخطر الحقيق الذي تُسترعى له أنظار الحكماء
ويتسنفر له أولي الأمر هو الفضائيات القادمة من الشرق والتي تتبنى
فكر الصفويين حين أرادوا خلق حاجز بين من يحكمون وبين دولة بني عثمان،
فسعوا إلى صُنع روايات وأطر فكرية تعبئ الناس ضد أمة الإسلام وتربط
أهواءها ومطامعها بثورة الحسين رضي الله عنه، وتبرمج أتباعها على كره الأمة وتوهمهم أن خلاصهم ونجاتهم ليس في القرآن والسنة بل في اتباع القيادات
الدينية للمد الصفوي الذي زعم اتصاله بكائن أسماه صاحب الزمان!
هذا هو الخطر ولهم اليوم عدة فضائيات تسمي من لا يؤمن بأوهامهم نواصب
وتتوعدهم بطائر العنقاء الذي جعلوا بينه وبين آل محمد نسبا ليأتي فيقتل العرب
لأنهم أبناء بني أمية كما يزعمون
كيف نواجههم وعلماؤنا يُحرِّمون كل وسائل المواجهة؟
ثبت أن العقل يتلقى بصرياً، وهم يستخدمون كل وسائل السمع والبصر لنشر
بدعهم فكيف نواجههم ونحن لا خطة لنا لذلك. ولا قرار سياسيا لمنع فضائياتهم
؟
هل بعد ما كشفوا عن أطماعهم وسوء أخلاقهم ، وموقفهم من أمة الإسلام
قاطبة إلا من صدقهم وآمن بإلاههم الجديد الذي جعلوا بينه وبين آل محمد
نسبا ليقودوا الناس من خلاله،
هل بعد كل ما فعلوا نطمع في فيئهم أو أن يرقبوا في مسلمٍ إلاً أو ذمة؟

إذا كان للساسة رؤاهم فماذا فعلت مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الدينية
والجمعيات الثقافية والجامعات لمواجهة هذه الأعاصير من الجراد الشرقي؟
[/align]
 
ما أودّ أن يُعرض الموضوع على هذه الهيئة، بوصفه تصديقا أو تكذيبا لكتاب من كتب الحديث! فما هو إلا محاولة تسليط الضوء على رواية من الروايات وتتبع مظانها ومحاولة تطبيقها على الواقع
وعلى الرغم من انطلاق الكاتب من هدف تفنيد الفكرة مما جعله يستفرغ وسعه لتبيين بطلانها، وهو منهج لا نرتضيه.
وقبل انتقاد طريقته في التفكير انتقادا علميا يحسن الدفاع عنه، إذ لا يسوغ أن نصنع صِداماً مصطنعا بين أي كاتب وبين العلماء الأجلاء.

معذرة دكتورنا الكريم . دعني أزيدكم توضيحــًا .

القضية ليست قضية "كاتب" و"تسليط ضوء" . القضية أوسع من هذا .

القضية قضية محاربة الالتزام بالدين وضرب ثوابته .

"إسلام بحيري" كاتب الموضوع الأصلي لا يتحدث عن "تسليط ضوء" ولا ما شابه ..
"إسلام بحيري" يتحدث عن " شيوخ الضلال من فقهاء النفط المقدس من العربان البدو وأزلامهم فى مصر التى تروق لهم هذه الرواية وتليق بأخلاقهم وشهواتهم" ..
يتحدث عن "أيقونة الوهابيين ابن تيمية" ..
يتحدث عن "فقه الحمامات" الذي غرقت فيه الأمة ..
يتحدث عن "مغارة التوافه" التي هي عنده "أبواب الكتب الفقهية كأبواب أحكام الوضوء وسننه وفرائضه والاستنجاء والغسل والجماع والجنائز وسنية السواك وتحليق الشوارب وإعفاء اللحى وتقصير الجلابيب والجهر بـ (بسم الله) فى أول الصلاة" ..
يتحدث عن "فقتل الله من أملى ذلك, وقتل الله من كتبه, وقتل الله من دافع ويدافع عن صحته" يقصد أحد أحاديث مسلم .. أو كما يقول متهكمـًا "الأستاذ مسلم النيسابوري" ..

هل عرفت هذه الشنشنة من قبل دكتورنا الكريم ؟!

والأمر لا يحتاج أن أنقل شيئــًا من كلامه .. بل حسبنا عنوان الذي لخص المقال "صحافي شاب يصحّح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام" ، ونبرة الانتشاء والتشفي لاهتزاز أي ثابت ، لنعرف حال من يطبل له العلمانيون ويزمرون .

إن "احترام" أمثال هؤلاء البحيري ، ووصفهم بالكاتب أو الباحث و"تسليط الأضواء" ... الخ ، مما يعلي من شأنهم ، ويساعد على ترويج باطلهم .


أخشى أن نرتكب هذا الخطأ في معاملة "زقزوق" وزير الأوقاف المصري الذي عزم على إصدار كتاب "النقاب عادة اجتماعية سيئة وليس عبادة" ..
http://almoslim.net/node/101937

أخشى أن نجد بعض علمائنا يقصر خطابه على "جواز كشف الوجها" .. كأن الذي دفع "فضيلة" الوزير إلى هذا هو "جهاده ضد المنكرات" !

ازدياد العري وأعداد الأفخاذ المفتوحة ليل نهار يملأ الكتب والمجلات والتلفاز والسينما .. و"فضيلته" لم يرفع للإسلام رأســًا بنهي واحد ، ولم ينصح لحاكم ولا محكومين .. لكن أرّق "فضيلته" النقاب لأنه "يسيء للوطن" ، ولأنه يمنع "التواصل" !

أرجو ألا يتفوق علينا العلمانيون دومـًا في فهم "اللعبة" .
 
أما بالنسبة لمشكلة " الجراد الشرقي " فما أدرانا أن بداية الحل ليست بأيدي علمائنا أيضــًا .

وكما أن كثيرًا من علمائنا تغبشت لديه الرؤية في مواجهة العلمانيين ، كذلك نجد نفس البلوى في مواجهة "الجراد الشرقي" .

إن مشكلة الروافض ليست مشكلة " علمية " فحسب .. نعم ، المواجهة العلمية مطلوبة ، وكتابات علمائنا - جزاهم الله خيرًا - منشورة مشهورة ، والروافض طمعهم منقطع في ترويج باطلهم إلا بالتقية .

مهما هجم الروافض بعقائدهم ، فبمجرد أن يسمع العوام سبهم في أبي بكر وعمر ، يغلقون الباب دونهم .

مشكلة الروافض مشكلة " عملية " أيضـًا . والجانب العملي هو الذي ظهر تقصيرنا فيه بوضوح .

الناس يرون بأعينهم الروافض يجاهدون اليهود والأمريكان ، ويشاهدون هذا على شاشات الفضائيات التي دخلت كل بيت الآن .

في مصر ، بعد انتشار الفضائيات ، استمع الناس إلى " محمد حسان " و " حسين يعقوب " و " الحويني " وغيرهم من شيوخنا الفضلاء .. أحبهم الناس وأحبوا دعوتهم وأحبوا الالتزام بالدين .. وصار الناس يرجعون عن كثير من أفعالهم ومعتقداتهم بسبب درس معه أو خطبة حضرها لأحد هؤلاء المشايخ . لكن حين هاجم هؤلاء الأفاضل "حزب الله" ، استاء الناس من مشايخهم ، وودوا لو أنهم لم ينطقوا بهذا " السخف " عن " حزب الله " المجاهد ! .. نعم ظل الناس يستمعون لهؤلاء الأفاضل ، ونحوا جانبـًا كلامهم عن " حزب الله " من باب عدم تتبع زلات العلماء !

إن " المؤلفات العلمية " وحدها غير كافية في مواجهة الروافض .. لا بد من إعطاء النماذج العملية .. وهي غائبة إلى الآن .

أضرب مثالاً لكلامي بواحد من عامة الناس دينيـًا ، وإن كان له " ثقافته " ، وهو طبيب بشري ، له مؤلفات أدبية ، اسمه " أحمد خالد توفيق " ، وله عمود ثابت بجريدة مصرية منتشرة بين " المثقفين " .

يقول :
في فترة ما من حرب العراق، كانت المقاومة شيعية أساسًا قبل أن يقرر الصدر أن يحقن دماء رجاله، وكنت في تلك الآونة أتلقى سيلاً من الرسائل على بريدي الالكتروني خاصة بإحدى مجموعات الأخبار، وبالطبع كان اسم المرسل مستعارًا لكنه اسم (أصولي) جدًا.. كان محتوى الرسائل واحدًا تقريبًا .. الشيعة كفرة .. الشيعة خارجون على الملة .. البرهنة بالأدلة على فساد عقيدة الشيعة .. كل رسالة طويلة جدًا تحتاج إلى ساعة في قراءتها، ومعها عدد لا بأس به من الصور تظهر الشيعة وهم يمزقون أجسادهم بالجنازير أو السياط في الاحتفالات .. أو احد الأئمة يقبل طفلاً في شفتيه مع تعليق يقول : الشذوذ الجنسي ضرورة عند الشيعة .. الخ ...

يومًا بعد يوم تنهمر على الرسائل، ويمتلأ بريدي عدة مرات في اليوم .. هذا رجل كرس حياته لقضية واحدة يهون من أجلها كل مرتخص وغال ألا وهي أن الشيعة (موش تمام)..

في النهاية لم يعد الأمر محتملاً فكتبت ردًا على ذلك المخبول بحيث يُتاح للجميع في ذلك المنتدى قراءته .. قلت في هذا الرد: "عزيزي .. في الآونة الحالية التي ينتهك فيها الأمريكيون أعراض العراقيين، ويذبح شارون الفلسطينيين، لا يبدو أن هناك طرفًا قادرًا على القتال راغبًا فيه إلا حزب الله في لبنان وشيعة العراق، أي أن الشيعة هي الفئة الوحيدة التي تحارب الأمريكان والصهاينة في العالم الإسلامي كله .. فهل تعتقد بحق أن هذا أنسب وقت لإثبات أنهم كفرة فاسدو العقيدة ؟.. معنى كلامك أن من يحارب الأمريكان والصهاينة اليوم كافر .. وهي لعمري رسالة مريبة .. أنا لا أعتقد أنك عميل للمخابرات المركزية .. فقط أنا أعتبرك مجرد متعصب أحمق آخر ."

بالطبع لا أقول بصحة وجهة نظر هذا الكاتب . لكن أقول إن ألف مقال " علمي " لن ينجح في إقناعه ، وهذا حال أكثر الناس .

الناس تحتاج من علمائنا شيئــًا غير الكتب والمقالات والرسائل الأكاديمية !

ونفس ما قلناه عن المواجهة مع العلمانيين ، ومع " الجراد الشرقي " ، يُقال أيضـًا مع مشكلة " التفجيرات " والتطرف .

نفس المشكلة قائمة .. مؤلفات كثيرة وكتب ومقالات .. لكن الشباب يحتاج شيئـًا فوق هذا .

متى ندرك إحساس الشاب المتحمس لدينه ، وهو يسمع أطنان الخطب من علمائه عن " طاعة أولي الأمر " وعن " فقه إنكار المنكر " ، في نفس الوقت الذي يشاهد فيه على الفضائيات الأمير السعودي بعينين ملؤها الوله والاشتياق يراقص " بوش " منتشيــًا رقصة السيف ! .. المصيبة الأكبر عند هذا الشاب ، أن عالمـًا واحدًا لم يبين له كيف يطبق " فقه إنكار المنكر " حيال هذه " الرقصة " !

هذا الشاب يسمع دومـًا علماءه ينصحون " المتطرفين " أو من يخشون أن يكونوا كذلك .. لكنه لا يراهم مرة واحدة يقولون كلمة حق عند سلطان جائر .. وعندما يسأل عن السبب يُقال له : لعلهم .. لعلهم .. أكرر : لعلهم فعلوا ولكن مثل هذه الأمور لا تصل إليك !

إنها نفس المشكلة .. مؤلفات .. كتب .. صوتيات .. مرئيات ..

لكن أين النماذج العملية ..

أين ؟!
 
جزى الله الجميع خيرا، وأضيف أني استمعت إلى طرف من برنامج على قناة الحياة، من يومين عنوانه: (الحياة اليوم) يتحدث عن رفع دعوى قضائية ضد الأزهر لإلغاء 24 ألف حديث نبوي شريف، وقد تحدث أحد الحضور حديثا مفاده أن أحاديث كثيرة في البخاري ومسلم ليست بصحيحة وإنما وضعت على أسس سياسية محضة وأن رواتها وضعوها خوفا من بطش بني أمية، ومن هؤلاء الرواة- على زعم القائل -لا سامحه الله-: عروة بن الزبير، وابن شهاب الزهري - رحمهما الله تعالى- فقد ذكر أنهما نشآ يومئذ والدولة لبني أمية وسلطانهم مبسوط على رقعة الدولة الإسلامية وأن الذين دونوا الحديث إنما وضعوه على أهواء بني أمية، فعروة لم يزل ذاكرا ما حدث لأخيه عبد الله، ويخاف إن تكلم بما يغضبهم أن يحدث له ما حدث لأخيه، وابن شهاب الزهري عالم يتأكل من بلاطهم ومما يغدقونه عليه من هبات وعطايا فأنى لهذين أن يضعا أحاديث تهاجم حكم الأمويين أو تبين خطأ من أخطائهم؟!
لكني لشدة غضبي لم أواصل استماع هذه التفاهات وحولت إلى قناة أخرى
ولا يزال الموضوع يحز في نفسي جدا، وأرجو من أحد الإخوة ممن لهم باع في علم الحديث أن يذكر لنا ولو نبذا يسيرة من سيرة هذين الجليلين الذين رماهما ذلك الأفاك بالسوء - شلت يمينه-وأن يرد على تلك التهمة الشنعاء ، وقد ذهبت إلى ملتقى أهل الحديث لأستطيع عرض هذا الكلام هناك لكني للأسف غير مسجل والتسجيل مغلق لإشعار آخر، ولذلك عرضت الموضوع عليكم
وسلمتم جميعا
 
بل هو طعن صريح في صحيح الإمام البخاري رضي الله عنه، هذا السفر الذي تلقته أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالقبول إجماعا خلفا عن سلفا، جيلا بعد جيل، وقد عرضه المصنف رضي الله عنه على جهابذة علم الحديث كأحمد وبن المديني وبن معين وغيرهم، رحمهم الله تعالى ورضي عنهم، والطاعن في صحيح البخاري إما أنه ضال جاهل لا يدري ما يخرج من رأسه متكلم في دين الله بغير علم، أو أنه زنديق كافر يريد الطعن في نصوص الوحي الثابتة وإسقاطها من عيون عامة الناس.
ثم إن هذا الكاتب قد قرأت ردا عليه -أظن الراد هو الدكتور محمد عمارة- فقد فند شبهه الباطلة شبهة شبهة، وقد بين في الرد أن الكاتب اعتمد على روايات ضعيفة وأسانيدها عليلة جدا في مقابل الصحيح الثابت الذي رواه الإمام البخاري.
والوجه الآخر من الرد كان على طريقة الحساب (الخنفشارية) التي قام بها هذا الكاتب، وأنها خطأ كبير لا يصح.
لعل الله أن ييسر لي الوقوف على بحث الدكتور -أظن اسمه محمد عمارة ولست متأكدا- ولكنه منشور على الشبكة.
والله المستعان.
 
أستسمح أخي الكريم (شمس الدين) بنقل رد الدكتور محمد عمارة على هذا الصحفي.

[align=center]الرد على من طعن في سن زواج عائشة[/align]

عوَّدنا الكاتبُ (جمال البنا) على كل غريب ومبتدع، وكان آخر هذه المبتدعات ما أعلنه في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 13/8/2008 من ظهور صحفي شاب يصحح للأمة خطأً منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وجعل البنا يمدح ويبجل ذلك الصحفي الذي استطاع أن يكشف خطأ عَمِي على الأعلام طوال هذه القرون، فيا حظ أمه بهذا الجهبذ الذي دقق وفتش وقارع، ونقد سند الرواية التي تتحدث عن سن السيدة عائشة وقت زواجها من النبي، والتي غفلت عنها الأمة طوال 1000 عام، والفضل الأول كما يرى البنا يرجع إلى أنه لم يدرس في الأزهر وإلا لما كان يستطيع هذا العمل العظيم، وسوف يذهب هذا الرد وساوس الشيطان من رأسيهما إن شاء الله تعالى، إن أرادا الحق، وإن أبوا إلا المكابرة والعناد فكما قال ربنا: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: 119].

يظهر في هذا البحث الكذب والاختلاق والجهل؛ وذلك من عدة أوجه:
أولاً: كلمة أريد بها باطل، يقول البنا: "وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- لعلها لم توجد في غيره"، وهذا محض كذب وافتراء، وفعله ليس دفاعًا عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- ولا حمية له، بل هذه محاولة من محاولات القضاء على سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- من خلال التشكيك في الأحاديث الواردة، وبث الريبة في نفوس العامة نحو الأئمة الأعلام، وإن كان البنا صادقًا فأين هؤلاء من ذبهم عن الدين، ورد افتراءات المستشرقين والعلمانيين، أين جهدهم في صد عدوان الكفر، أين هم من الدعوة لدين الله، لا شيء من هذا مطلقًا؛ إلا مقالات سيئة، وفتاوى ماجنة كتلك التي تجيز تقبيل الشباب للفتيات، وشرب الدخان في نهار رمضان وغير ذلك من الفتاوى القبيحة المنكرة.

ثانيًا: كذب وتدليس على الخلق؛ إذ قال: "وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها -يعني أسماء- أكبر من عائشة بـ10 سنوات"، وهذا غير صحيح فليس هذا بالاتفاق وإنما هي رواية ذكرت، وسوف أبين الصحيح لجلاء الغيوم عن مرضى القلوب.

ذكر الباحث نقلا من كتب (الكامل، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ الطبري، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية، وتاريخ بغاد، وتاريخ دمشق) ما يؤكد أن عائشة قد ولدت قبل البعثة، بانيًا وهمه هذا على ما روي من فارق السن بينها وبين أختها أسماء وهو عشر سنوات، وهذا يضعف - في زعم الصحفي - حديث البخاري الذي يثبت فيه أن النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- تزوج عائشة وهي بنت ست ودخل عليها وهي بنت تسع سنين.

وقد رجعت إلى تلك المصادر التي اعتمد عليها الصحفي وعلى غيرها من أمهات الكتب فلم أجد ما زعمه إلا روايات لا تشهد له بشيء؛ ففي كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3208)، والبداية والنهاية (3/ 131)، وسير أعلام النبلاء (3/ 427)، وأسد الغابة (7/ 7، 186، 216)، وتاريخ الإسلام (3/ 604، 698)، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين لمحب الدين الطبري (صـ 36)، أضف إلى ذلك ما ذكره ابن هشام في السيرة وهو أسبق من هؤلاء جميعًا في عدم تمييز عائشة البكاء من الفرح قبل الهجرة لصغر سنها.

جاء في سير أعلام النبلاء أيضًا (3/ 522) وكذا تاريخ الإسلام: "وكانت -أي أسماء- أسن من عائشة ببضع عشرة سنة". وإن كنا لا ننفي الرواية الواردة بأن الفارق بينهما عشر سنين فقط، إلا أنها لا تصح.

فإذا كانت كتب التاريخ تؤكد أن وفاة أسماء كان سنة 73 هـ وتوفيت عن عمر 100 سنة، وأن أسماء هاجرت وعمرها 27 سنة وهذا يعني أنها حينما أسلمت كان عمرها 14 سنة بطرح مدة الدعوة المكية 13 من مجموع السن 27-13 = 14، والثابت أنها كانت أكبر من عائشة ببضع عشرة سنة على الراجح كما ذكر ذلك الذهبي وغيره، والبضع من 3 إلى 9، فلو اعتبرنا ما بين أسماء وعائشة، لوجدنا أن البضع عشرة سنة هو ما بين 13 إلى 19 سنة، وعليه فتكون عائشة قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة، أي في الإسلام وليس قبل الإسلام، وهذا ما يتفق مع الكتب السابقة.

ثالثًا: الكذب والتدليس مرة أخرى فينقل الصحفي كلامًا من كتاب البداية والنهاية ليس له وجود أصلا فيزعم أن ابن كثير قال عن الذين سبقوا بإسلامهم: "ومن النساء أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله يدعو في خفية ثم أمر الله رسوله بإظهار الدعوة"، ثم يقول: وبالطبع هذه الرواية تدل على أن عائشة قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام 4هـ وأخذ يستطرد ويدور حول هذه القصة الملفقة ليثبت المراد من هذا الكذب ظنًّا أن هذا الأمر لن يبحث عنه أحد، قلت: وقد رجعت إلى الموطن المشار إليه فلم أجد ما ذكره الصحفي الهمام الذي لم يجد بدًّا من الكذب على الأعلام لإظهار الخطأ الموهوم، ولم يذكر ابن كثير خبرًا فيه ذكر أسماء في السابقين إلى الإسلام فضلا عن عائشة.

رابعًا: الحديث الثاني الذي يستند عليه، والعجيب أنه من رواية البخاري الذي يزعم كذبه ويستدل به، والأعجب أنه لم يفهم فحواه، ولعل عذره أنه لم يتخرج في الأزهر كما يقول تلميذه البنا!، والحديث عن عائشة: "لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا قبل هجرة الحبشة..." وهذا كذب وتدليس من الصحفي ومتابعة على جهله من تلميذه البنا للوصول إلى مأرب وغرض خبيثين، ونص الحديث: "خرج أبو بكر مهاجرًا قِبَلَ الحبشة"، وهناك فارق كبير بين المعنيين، فالحديث يبين أن أبا بكر لما أوذي واشتد إيذاء قريش له خرج نحو الحبشة مهاجرًا وكان خروجه هذا قريبًا من هجرة المدينة يعني في أواخر الدعوة المكية، فلقيه ابن الدغنة فأجاره، والهجرة لم تنقطع إلى الحبشة إلا بهجرة المدينة، ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث نفسه: على لسان أبي بكر لابن الدغنة: إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم-: ((قد أريت دار هجرتكم؛ رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين...)) يعني الأمر لم يتعدَّ الأيام التي خرج فيها أبو بكر يريد الحبشة، فرجع في جوار ابن الدغنة، فلم يمتنع عن استعلانه بالقرآن فشكت قريش إلى ابن الدغنة، فخلع أبو بكر جواره فبشره النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- برؤية أرض الهجرة.

وقد حرف النص كما ترى ليصل إلى مراده، ومعلوم أن بدء الهجرة إلى الحبشة كان في بداية الإسلام ليثبت أن عائشة كانت قد ولدت قبل البعثة، لاحظ أيضًا أن هذا الحديث يؤكد صغر سن عائشة لقولها: "لم أعقل أبوي قط..." وهذا يؤكد أنها ولدت في الإسلام كما أثبتناه.

خامسًا: تناقض في قياس عمر عائشة على عمر فاطمة بأن فارق السن بينهما خمس سنوات وأن فاطمة ولدت قبل البعثة بخمس سنوات مما يستلزم أن تكون عائشة ولدت عام البعثة الأول، وهذا فيه تناقض صريح؛ إذ كيف يثبت مولدها قبل البعثة بـ 4 سنوات بالموازنة بينها وبين أسماء، ثم يثبت مولدها عام البعثة الأول مقارنة بسن فاطمة، والحقيقة غير ذلك، يقول الذهبي في السير: "وعائشة ممن ولد في الإسلام، وهي أصغر من فاطمة بثمان سنين" (سير أعلام النبلاء 3/ 429). وتأمل هذا، وفي ترجمة فاطمة قال الذهبي: "مولدها قبل البعثة بقليل" (السير 3/ 417)، فإذا ما نظرنا إلى سن زواج النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- من عائشة وكان قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا، وقيل بعامين، أضف على هذا السن عمر عائشة حينها وكان ست سنوات، فيكون المجموع 2 + 6 = 8 اطرح هذا من مدة الدعوة المكية 13 - 8 = 5، فإن هذا يعني أنها ولدت في السنة الخامسة من الهجرة. ويؤكد هذا المعنى ما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 216) إذ ذكر أن النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- زوج عليًّا من فاطمة بعد أن تزوج النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- عائشة بأربعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وهذا يعني أنه بنى بها في السنة الثانية من الهجرة، فإذا ما اعتبرنا السن المذكور لفاطمة تبين لنا أنها ولدت قبل البعث بقليل كما ذكر الذهبي وغيره.

فانظر كيف تناقض المسكين الذي يفخر به تلميذه البنا بأنه لم يدرس في الأزهر، والفخر للأزهر حقيقة أنه لم يحتضن هؤلاء المشاغبين، ولم يجلسوا في أروقته، ولم يعرفوا أدب العلم وحق العلماء.

سادسًا: عدم الأمانة العلمية في نقل النصوص؛ إذ نقل الكاتب عن كتاب الإصابة أن فاطمة ولدت عام بناء الكعبة وعمر النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- 35 سنة، وأنها أسن من عائشة بخمس سنوات، ولم يبين أن هذه رواية من روايات عدة ذكرها ابنُ حجر؛ منها أيضًا أن فاطمة ولدت سنة إحدى وأربعين من ميلاد النبي، وقد رجح ابن حجر أن مولدها كان قبل البعثة بقليل وهو ما يتفق مع ما ذكرناه قبل ذلك.

سابعًا: الجهل بالنصوص وعدم الفهم؛ ومن ذلك قوله عن الطبري: "بأنه جزم بيقين أن كل أولاد أبي بكر قد ولدوا في الجاهلية"، وهذا كذب وخلط وعدم فهم؛ لأن نص الطبري المذكور يتحدث فيه عن أزواج أبي بكر الصديق وليس عن أولاده (راجع تاريخ الطبري 2/ 351)، وقد قسم الطبري أزواجه اللاتي تزوجهن؛ فمنهن من تزوجهن في الجاهلية وولدن له، ومنهن من تزوجهن في الإسلام، ثم سمى أولاد أبي بكر من زوجتيه اللتين تزوجهما قبل الإسلام وقال: "فكل هؤلاء الأربعة من أولاده ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية"، فالحديث عن الأزواج وليس عن الأولاد، ويمكن أيضًا مراجعة تاريخ الطبري ج 2 صـ 212 في ذكر زواج النبي بعد خديجة، وهو يجزم بأن النبي بنى بها بعد الهجرة وكان عمرها تسع سنين.

وأخيرًا:
الأولى أن يترك هذا لأهل الاجتهاد والعلم وليس لأهل الجهل، فقد أوقعوا بأنفسهم نتيجة عدم البحث والدراسة، والإصرار على التعالم، فعليهم أن يعملوا فيما تخصصوا فيه لا فيما يدعونه؛ فإن ذلك يوقع بهم فيما نرى، وأرجو أن تكون آخر بلايا جمال البنا.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

[align=center]والله تعالى أعلم.
د. محمد عمارة
أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية "جامعة الأزهر"[/align]

المصدر
 
والعجيب أن من يروج لهذه الشبهة هم النصارى !

فليت شعري على من ينبغي أن يكون الرد ؟!

فصرت إذا أصابتني سهام *** تكسرت النصال على النصال

إلى الله المشتكى أيها الحبيب، وهذا هو ديننا منذ نشأته، محارب من الداخل والخارج، ولكن "يخلف هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الجاهلين وانتحال الغالين". أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.

وكما قال ابن القيم رحمه الله:
والحق ممتحن ومنصور فلا *** تجزع فهذي سنة الرحمن

وجزاك الله خيرا على نقل البحث.
 
تعليق على ردّ الأستاذ محمد عمارة

تعليق على ردّ الأستاذ محمد عمارة

انطلق الدكتور محمد عمارة حفظه الله من حمية الدفاع عن المشهور مما استقر عليه رأي جمهور علماء اهل السنة. وقد أعجبني ردّه وأثار فيّ بعض الأفكار أحببت أن أضعها هاهنا. وأنا من محبي الدكتور عمارة ومُواليه ولا أتفق معه في كل ما يذهب إليه.
وقد رجعت إلى تلك المصادر التي اعتمد عليها الصحفي وعلى غيرها من أمهات الكتب فلم أجد ما زعمه إلا روايات لا تشهد له بشيء؛ ففي كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3208)، والبداية والنهاية (3/ 131)، وسير أعلام النبلاء (3/ 427)، وأسد الغابة (7/ 7، 186، 216)، وتاريخ الإسلام (3/ 604، 698)، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين لمحب الدين الطبري (صـ 36)، أضف إلى ذلك ما ذكره ابن هشام في السيرة وهو أسبق من هؤلاء جميعًا في عدم تمييز عائشة البكاء من الفرح قبل الهجرة لصغر سنها.

قول الدكتور لصغر سنها مدرج في رواية ابن هشام، فهو رأي الدكتور عمارة وليس رأي غيره. فهي لم تكن تعرف أن أحدا يبكي من الفرح إلا حين شاهدت أبابكر يبكي من فرحه بصحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله.
وهو أمر نادر الحصول ، وربما عاش إنسان قرنا كاملا دون أن يرى أحدا يبكي من الفرح
، فقد أبعد الأستاذ النُّجْعة!

وحتى لو وجدنا من يظن هذا الظنّ من السابقين لكان مُبعدا للنجعة ، وقد رأينا ما لا يحصى من إساءات الفهوم لعلماء لسنا إلا من حملة أحذيتهم

وقد حرف النص كما ترى ليصل إلى مراده، ومعلوم أن بدء الهجرة إلى الحبشة كان في بداية الإسلام ليثبت أن عائشة كانت قد ولدت قبل البعثة، لاحظ أيضًا أن هذا الحديث يؤكد صغر سن عائشة لقولها: "لم أعقل أبوي قط..." وهذا يؤكد أنها ولدت في الإسلام كما أثبتناه.

بوصفي مختصا ً بتحليل النص وعلم الدلالة، فإنّ هذا النص أعني قول عائشة (لم أعقل أبويّ قطّ إلا وهما يدينان بالإسلام) إذا ثبت تاريخيا أنها قالته فعلا بهذا اللفظ، فهو يدل فعلا على ما ذهب إليه الصحفي الشاب وليس ما ذهب اليه الدكتور عمارة،
لم أركز تفكيري قبل اليوم على هذا الحديث، وليس علينا سوى استخدام الباحث الآلي لتتبع رواياته كلها.
فإنها ستكون دليلاً قويا على صحة الرواية بلفظها
أو بقريب من لفظها
وهي تدل دلالة قاطعة في تصوري وفهمي على أن عائشة قد ولدت قبل البعثة بقليل وأنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان بالإسلام، لأننا لا نستطيع أن نفترض تأخر إسلام أبويها من أجل أن نؤمن بصغر سنها إبان البناء المبارك بها.
وعليه يكون رأيي المتواضع واجتهادي الذي أدين الله به أنها قد بني بها وهي ابنة 14 سنة أو خمس عشرة سنة.
والله أعلم


سادسًا: عدم الأمانة العلمية في نقل النصوص؛ إذ نقل الكاتب عن كتاب الإصابة أن فاطمة ولدت عام بناء الكعبة وعمر النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- 35 سنة، وأنها أسن من عائشة بخمس سنوات، ولم يبين أن هذه رواية من روايات عدة ذكرها ابنُ حجر؛ منها أيضًا أن فاطمة ولدت سنة إحدى وأربعين من ميلاد النبي، وقد رجح ابن حجر أن مولدها كان قبل البعثة بقليل وهو ما يتفق مع ما ذكرناه قبل ذلك.

رواية من روايات عدة ذكرها ابن حجر

لا شأن لي شخصيا بالنزاع ولكن ها هي ذي رواية تشهد لما ذهبتُ إليه في معنى قول عائشة لم أعقل أبويَّ قطُّ إلا وهما يدينان بالإسلام

سابعًا: الجهل بالنصوص وعدم الفهم؛ ومن ذلك قوله عن الطبري: "بأنه جزم بيقين أن كل أولاد أبي بكر قد ولدوا في الجاهلية"، وهذا كذب وخلط وعدم فهم؛ لأن نص الطبري المذكور يتحدث فيه عن أزواج أبي بكر الصديق وليس عن أولاده (راجع تاريخ الطبري 2/ 351)، وقد قسم الطبري أزواجه اللاتي تزوجهن؛ فمنهن من تزوجهن في الجاهلية وولدن له، ومنهن من تزوجهن في الإسلام، ثم سمى أولاد أبي بكر من زوجتيه اللتين تزوجهما قبل الإسلام وقال: "فكل هؤلاء الأربعة من أولاده ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية"، فالحديث عن الأزواج وليس عن الأولاد، ويمكن أيضًا مراجعة تاريخ الطبري ج 2 صـ 212 في ذكر زواج النبي بعد خديجة، وهو يجزم بأن النبي بنى بها بعد الهجرة وكان عمرها تسع سنين.
[align=center]
رائع جداً الأستاذ عمارة في هذا التصحيح فجزاه الله خيراً[/align]


وأخيرًا:
الأولى أن يترك هذا لأهل الاجتهاد والعلم وليس لأهل الجهل، فقد أوقعوا بأنفسهم نتيجة عدم البحث والدراسة، والإصرار على التعالم، فعليهم أن يعملوا فيما تخصصوا فيه لا فيما يدعونه؛ فإن ذلك يوقع بهم فيما نرى، وأرجو أن تكون آخر بلايا جمال البنا.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

والله تعالى أعلم.
د. محمد عمارة
أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية "جامعة الأزهر"
[align=center]
نصيحة رائعة ، وعسى أن يتريث الناس فيما يكتبون ، وأن يأتوا البيوت من أبوابها،
ويصعدوا السلم خطوة خطوة، ولكن على تلاميذ العلوم الشرعية وأهلها أن يقللوا من تقديس فهوم السابقين فهم بشر يصيبون ويخطئون. وليس بمستبعد أن يوافق الحق في مسألة معينة من لم يُعرف بأنه من أنصار الحق.
والحمد لله[/align]
 
جزى الله الجميع خيرا
بوصفي مختصا ً بتحليل النص وعلم الدلالة، فإنّ هذا النص أعني قول عائشة (لم أعقل أبويّ قطّ إلا وهما يدينان بالإسلام) إذا ثبت تاريخيا أنها قالته فعلا بهذا اللفظ، فهو يدل فعلا على ما ذهب إليه الصحفي الشاب وليس ما ذهب اليه الدكتور عمارة،
لم أركز تفكيري قبل اليوم على هذا الحديث، وليس علينا سوى استخدام الباحث الآلي لتتبع رواياته كلها.
فإنها ستكون دليلاً قويا على صحة الرواية بلفظها
أو بقريب من لفظها
وهي تدل دلالة قاطعة في تصوري وفهمي على أن عائشة قد ولدت قبل البعثة بقليل وأنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان بالإسلام، لأننا لا نستطيع أن نفترض تأخر إسلام أبويها من أجل أن نؤمن بصغر سنها إبان البناء المبارك بها.
وعليه يكون رأيي المتواضع واجتهادي الذي أدين الله به أنها قد بني بها وهي ابنة 14 سنة أو خمس عشرة سنة.
والله أعلم
النص ثابت عن عائشة رضي الله عنها في البخاري وغيره بالفعل بلفظ: (لم أعقل أبويَّ قط إلا وهما يدينان الدين) ولا علاقة لكلامها هذا بتأخر إسلام أبويها أبدًا ولا تعارض بين الأمرين كما فهمته أخي الدكتور عبد الرحمن.
لأن إسلام أبويها لا يتوقف على مسألة سنها، كما أن سنها وصغرها لا يتعارض مع مسألة إسلام أبويها رضي الله عنهم جميعا.
وهي تتحدث رضي الله عنها عن رؤيتها لأبويها وهما يدينان الدين، وأنها لم ترهما قط قبل إسلامهما وإنما رأتهما وهما يدينان بالإسلام.
فإلى هذا الحد الأمر لا إشكال فيه.
ويحتمل هذا أن تكون قد ولدت قبل البعثة بقليل أو تكون قد وُلِدتْ بعدها بقليل أو كثير.
هذا كله بالنظر في هذا اللفظ المذكور فقط دون بقية الحديث.
لكننا عندما نرجع لبقية الحديث سنجدها تتكلم عن الهجرة وأن هذا الذي تتحدث عنه (لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين) إنما كان في أيام الهجرة.
فهي كما يدل عليه الحديث نفسه في بقيته كانت صغيرة في أيام الهجرة، وليس في أيام البعثة.
وهذا يدل على صحة استدلال الدكتور محمد عمارة بهذا اللفظ على صغر سن أم المؤمنين رضي الله عنها عند الهجرة.
وبقية الحديث واضحة في توضيح هذا الأمر.
فهي إذن كانت صغيرة السن عند الهجرة وحدثت الهجرة وهي صغيرة وهذا كله يؤيد الحديث الوارد في صحيح البخاري.
وقول أم المؤمنين هذا كالافتخار بأنها وُلِدَتْ في الإسلام
والله أعلم.
 
إلى الأستاذ جمال البنا: أنت الخاطئ وليس أمة الإسلام !
الثلاثاء28 من شوال 1429هـ 28-10-2008م الساعة 09:41 م مكة المكرمة 06:41 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> تقارير -> تقارير و مقالات
11/21/2008 12:39:05 PM

أ.د. علي السالوس

إجماع الأئمة الأعلام، وما تلقته الأمة بالقبول، لا يمكن أن يكون خطأ، فالأمة - وهي خير أمة أخرجت للناس - لا تجتمع على ضلالة.

والأستاذ جمال البنا دأب على الخروج على هذا الإجماع، والتشكيك في الثوابت التي لا خلاف فيها، وذلك لم يستغرب أن يقول بأنه هو أو غيره اكتشف خطأ وقعت فيه الأمة والأئمة الأعلام وذلك كما جاء في مقاله بجريدة المصري اليوم بتاريخ 13/8/2008.

وبالرجوع إلى المصادر التي رجع إليها واحتج بها للطعن في صحيح البخاري وفي إجماع الأمة يتبين أن كل هذه المصادر بلا استثناء تؤيد بلا خلاف أنه وقع في خطأ جسيم يتنافى مع أخلاق أي مسلم مؤمن؛ فالمؤمن لا يكذب.

والكتب التي ذكر الكاتب أنها تخالف ما جاء في صحيح البخاري هي: الكامل وتاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ الطبري، وتاريخ بغداد، وكتاب وفيات الأعيان.. ثم ضم إلى هذه الكتب بعد ذلك كتابين هما: الإصابة، والبداية والنهاية.

وأنقل هنا ما جاء في هذه الكتب الثمانية، ذاكراً الجزء ورقم الصفحة ليرجع إليها من شاء، والصفحات كلها عندي يمكن أن أرسلها لمن يطلبها.

جاء في كتاب الكامل لابن الأثير:

«فأما عائشة فكانت يوم تزوجها صغيرة بنت ست سنين».

ثم قال: «وأما عائشة فدخل بها بالمدينة وهي ابنة تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة». (جـ 2، ص 175 - الطبعة الأولى)

وفي تاريخ دمشق (3/180) قال ابن عساكر: «فنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهي بنت ست سنين، وبنى بها بعدما قدم المدينة، وعائشة يوم بنى بها ابنة تسع سنين».

وفي سير أعلام النبلاء قال الذهبي: عن عائشة قالت: «تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة، وأنا ابنة ست، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع».

وأما الطبري فتحدث عن نكاحها في ثلاث صفحات من الجزء الثاني: فقال في رقم (9):

«بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بعد مقدمه المدينة بثمانية أشهر، في ذي القعدة في قول بعضهم، وفي قول بعض: بعد مقدمه المدينة بسبعة أشهر، في شوال. وكان تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين بعد وفاة خديجة، وهي ابنة ست سنين. وقد قيل: تزوجها وهي ابنة سبع».

وبعد أسطر ذكر قول عائشة: «نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين».

وفي (ص 211) قال: «فأما عائشة فكانت يوم تزوجها صغيرة لا تصلح للجماع».

وفي (ص 212) ذكر قول عائشة: «فبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وأنا يومئذ ابنة تسع سنين».

وبعد ثلاثة أسطر قال الطبري: «ونكح عائشة متوفى خديجة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عائشة مرتين، يقال له: هذه امرأتك، وعائشة يومئذ ابنة ست سنين: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة بعدما قدم المدينة وهي يوم بنى بها ابنة تسع سنين».

وفي تاريخ بغداد (جـ 11، ص 275) روى الخطيب البغدادي «أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي ابنة ست سنين، وبنى بها وهي ابنة تسع سنين، وقُبض النبي صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثمان عشرة سنة».

وفي وفيات الأعيان لابن خلكان في ترجمة عائشة رقم (318) جـ 3 ص 9، 10 جاء ما يأتي:

«تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين وكان لها يوم تزوجها ست سنين، وقبض صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثماني عشرة سنة».

هذه هي الكتب الستة التي ذكرها السيد جمال البنا، وقال بأنها تجمع كلها على خلاف ما جاء في البخاري، وتنقض قضية تقبلتها الأمة بالإجماع.

فهذه النقول التي نقلتها كما جاءت بالنص من هذه الكتب تؤكد ما جاء في صحيح البخاري، وما أجمعت عليه الأمة وتلقته بالقبول، فهل يجد السيد البنا تفسيرا لهذا المسلك الذي سلكه؟!

ويبقى الكتابان اللذان ذكرهما السيد الكاتب تأييداً لما ذهب إليه، فلننظر فيهما.

أحدهما كتاب الإصابة للحافظ ابن حجر، وترجمة عائشة في الجزء الرابع (ترجمة رقم 704)، جاء فيها: «ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس؛ فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السادسة ودخلت في السابعة. ودخل بها وهي بنت تسع».

والكتاب الثاني هو البداية والنهاية للحافظ ابن كثير: وذكر في الجزء الثالث (ص 176) ما يأتي في زواج عائشة:

«تزوجها وهي ابنة ست سنين، وبنى بها وهي ابنة تسع، لا خلاف فيه بين الناس، وقد ثبت في الصحاح وغيرها».

ومن هذا نرى أن الكتابين يؤكدان ما جاء في كتب التاريخ الستة التي ذكرها وما جاء في صحيح البخاري.

فهل من أخلاق المسلم أن يقول كلاماً غير صحيح ليهدم ما أجمعت عليه الأمة، وما تلقته بالقبول؟! وما جاء في صحيح البخاري، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى؟

وقبل أن أختم هذه الكلمة أضم بعض ما جاء في مقاله في المصري اليوم أيضا بتاريخ 20/8/2008، تحت عنوان: «إنها دعوة لإثارة الفكر وإعمال العقل».

قال مدافعا عن قوله بإباحة التدخين في نهار رمضان، وإباحة القبل الغرامية بين الشباب والشابات: هذه الاجتهادات في مقصد الهجرة إلى الله ورسوله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!

وقال: من أكبر أسباب تخلف المجتمع المصري سوء فهم الإسلام وقد أدت إساءة فهمه إلى تدهور المجتمع، وجاءت هذه الإساءة من الاعتماد كلياً على ما فهمه عبر الأسلاف، وما وضعوه من القواعد والمبادئ لمنظومة المعرفة الإسلامية من تفسير أو حديث أو فقه منذ أكثر من ألف عام... ومع التقليد جاء الغباء وصدأ العقل المسلم.

ثم قال ذاك الذي يصف الأمة بالغباء وصدأ العقل:

لا تحرر إلا بالتحرر من التراث الفقهي، والعودة إلى القرآن نفسه، وعدم الاعتداد بالمفسرين، من ابن عباس حتى سيد قطب، وضبط السنة بمعايير من القرآن الكريم... إلخ.

بعد هذه النقول نرى ما يأتي، والله عز وجل هو الأعلم:

1 - في المقال الأول ركز هجومه على صحيح البخاري، مع أنه لم ينفرد بروايته، بل رواه أيضا: مسلم، وأبو داود، والنسائي، والدارمي، وابن ماجة، وابن الجارود، والبيهقي، والطيالسي، وأحمد، وابن سعد في الطبقات. (انظر إرواء الغليل 6/230).

أي أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها في السادسة، والبناء بها وهي في التاسعة جاء في عشرة كتب من كتب السنة غير صحيح البخاري، فلو أن كتب التاريخ تعارضت مع كتب السنة، فإن المنهج العلمي يفرض علينا تقديم كتب السنة المسندة المتصلة الإسناد على كتب التاريخ التي لا تنضبط بضوابط السنة، فالتاريخ كما يقول الإمام أحمد من العلوم التي لا أصل لها.

غير أن التركيز على صحيح البخاري لأنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فلو هُدم أمكن هدم باقي كتب السنة، هذا المقصد يتضح من مقاله الثاني حيث دعا إلى ترك تراثنا الحديثي، وهدم السنة والاكتفاء بالقرآن الكريم.

وأول من دعا إلى هذا فرقة ضلت في عهد الإمام الشافعي كما جاء في الجزء السابع من كتاب الأمم، وناقشها مناقشة علمية ممتعة حتى ردها عن ضلالها.

وأثبت نص الحوار، كما ذكرت من جاء بعد هذه الفرقة من الضالين، وأثبت ضلالهم جميعا في كتابي «قصة الهجوم على السنة» أو «السنة بيان الله على لسان رسوله».

وطبع عدة طبعات مستقلاً، وطبعات أخرى ملحقاً بكتابي «مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع - موسوعة شاملة».

2 - السنة النبوية المشرفة خُدمت خدمة لم تعرفها أمة غير أمة الإسلام، ووضعت لها ضوابط دقيقة جعلت بعضها يصل إلى حد التواتر كالقرآن الكريم، وبعضها وصل إلى التواتر عن بعض الصحابة، وبعضها صحيح لا شك فيه. فكيف أننا نترك السنة، وعلومها، ونبدأ بسنة جديدة حديثة تضبط بضوابط القرآن الكريم؟!

3 - ابن عباس رضى الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن، وما ثبت عنه مرفوعا في التفسير، أو كان في حكم المرفوع، فهو في أعلى مراتب التفسير، فإذا طعنا فيه وفيما ثبت عن باقي الصحابة أصبح القرآن الكريم بدون تفسير، وهو ما دعا إليه السيد جمال البنا، كما دعا إلى أن نترك الفقه كله، ما ثبت عن الأئمة الأربعة وعن غيرهم، وهكذا علينا أن نحرق كتب التفسير والحديث والفقه، فالتمسك بها أدى إلى الغباء وصدأ العقل المسلم كما يزعم ذاك المجترئ.

4 - بعد هذا يبقى القرآن وحده، والخطوة التالية أن نسلمه للسيد جمال البنا، الذي لم يصب بالغباء وبصدأ العقل كما أصيبت أمة الإسلام، ليخرج لنا ما نتبعه مما يستحدثه بعقله من التفسير والحديث والفقه، وأظن أنه في التسعين من عمره؛ أي ممن رد إلى أرذل العمر. وقدم لنا نماذج من فقهه؛ فعلى الصائمين أن يدخنوا في نهار رمضان كما يشاءون، فالتدخين من الطيبات التي لا تفطر وليس من الخبائث، وعلى الشباب والشابات أن يتبادلوا الأحضان والقبل الغرامية فلا حرج عليهم، وبالطبع ستأتي البقية.

5 - القرآن الكريم نقل إلينا عن طريق الصحابة رضى الله عنهم، وما دمنا طعنا فيهم وفي روايتهم للتفسير والحديث، فلم يبق إلا أن نطعن في روايتهم للقرآن الكريم.

وهذه هي الخطوة التالية التي تبقى أمام السيد جمال البنا، وعندها ستصبح شهرته مثل شهرة سلمان رشدي وأمثاله. وإنا لله وإنا إليه راجعون.





** ..أ.د. علي السالوس

النائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وأستاذ الفقه والأصول وأستاذ فخري في المعاملات المالية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي من جامعة قطر، وعضو مجمع فقه المنظمة ومجمع فقه الرابطة
http://www.islammemo.cc/Tkarer/Tkareer/2008/10/28/71764.html
 
الدكتور السالوس يهاجم "جمال البنا" بشدة ويتهمه بالكذب على الأمة والقدح في ثوابتها
الثلاثاء28 من شوال 1429هـ 28-10-2008م الساعة 11:55 م مكة المكرمة 08:55 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> الأخبار -> العالم العربي والإسلامي
11/21/2008 5:36:35 PM
مفكرة الإسلام: وجّه الدكتور علي السالوس النائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وأستاذ الفقه والأصول، انتقادات حادة للكاتب جمال البنا الذي يصف نفسه بـ"أنه مفكر إسلامي"، واتهمه بتعمد مخالفة ما أجمعت عليه الأئمة وخرق الثوابت الإسلامية.
وكان الأستاذ جمال البنا قد دأب على الخروج على ما أجمعت عليه الأمة، والتشكيك في الثوابت التي لا خلاف فيها، ولذلك لم يُستغرب أن يقول بأنه هو أو غيره اكتشف خطأ وقعت فيه الأمة والأئمة الأعلام.
وفي مقال خصَّ به "مفكرة الإسلام"، كشف الدكتور السالوس حقيقة المزاعم التي استند إليها جمال البنا في الوصول إلى ما وصل إليه من محاولة الطعن في السنة النبوية المطهرة.
وأكد الدكتور علي السالوس أن محاولة جمال البنا الادعاء بأن هناك بعض الكتب والمراجع قد خالفت ما ورد في كتب السنة الكبرى مثل صحيح البخاري هو ادعاء باطل، واستشهد السالوس في مقاله على هذه المحاولات التلفيقية بسرد العديد من الأمثلة التي تؤكد عدم صدق النقل الذي ساقه البنا.
وخلص الدكتور السالس إلى أن مساعي جمال البنا وأمثاله من الكتاب الذين يصفون أنفسهم بـ"المستنيرين" ترمي إلى الطعن في الثوابت التي يقوم عليها المعتقد الإسلامي من أجل هدمها شيئًا فشيئًا وصولاً في النهاية إلى الطعن في القرآن الكريم.
ولمزيدٍ من التفاصيل حول ردود الدكتور علي السالوس، يمكن الرجوع إلى مقاله المنشور على "مفكرة الإسلام" تحت عنوان "إلى الأستاذ جمال البنا: أنت الخاطئ وليس أمة الإسلام!"
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/.../28/71766.html
 
الحمد لله العزيز الحكيم
هذه القضية يفصل فيها القرآن فهو تبيان لكل شيء وخاصة إذا كانت تخص رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الله تعالى عالم الغيب والشهادة إذا علم أن الناس سيصدقون كلاما باطلا يتعلق برسوله عليه الصلاة والسلام فإنه تعالى ينفيه عنه في القرآن قبل أن يوجد هذا الباطل.
قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
الناس سواسية في الخلق، مرحلة الطفولة تستغرق 15 سنة عند كل إنسان (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) ، فالطفل مرفوع عنه القلم حتى يبلغ رشده، فهو لا يعتبر مذنبا حتى يتم 15 سنة من عمره، لذلك فليس من الحكمة أن يزوج الله رسوله طفلة عمرها 9 سنوات ليخاطبها مع غيرها بقوله : يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يسيرا.
هل يتوعد الله طقلة عمرها أقل من 15 سنة بمضاعفة العذاب !!
كلا، فالله عزيز حكيم عدل في حكمه لا يعاقب إلا من بلغ سن التكليف الذي فطر الناس عليه، لا تبديل للفطرة.
آية سورة الروم بينت أن الدين القيم يوافق الفطرة التي فطر الناس عليها ، هذا يعني أن الرسول الذي يمثل الدين القيم يطبق الفطرة ولا يشذ عنها، فهل زواج الفتاة قبل البلوغ هي الفطرة المقبولة التي يطبقها أكثر أهل الأرض أم العكس!!
 
الناس سواسية في الخلق، مرحلة الطفولة تستغرق 15 سنة عند كل إنسان

يظهر أنها قد تستغرق أكثر بكثير عند البعض خاصة من تسول له نفسه تكذيب أم المؤمنين عائشة نفسها مع أنها بداهة أدرى بعمرها من غيرها
 
يظهر أنها قد تستغرق أكثر بكثير عند البعض خاصة من تسول له نفسه تكذيب أم المؤمنين عائشة نفسها مع أنها بداهة أدرى بعمرها من غيرها

المكذب لأم المؤمنين هو من يسمع منها الكلام مباشرة ثم يكذبه.
هنا الرواية جاءت خبرا، والخبر ظن لا يفيد اليقين، اليقين هو الذي تستطيع أن تقسم على صحته.
فهل أنت على يقين يمكنك أن تقسم بالله على صحته!!
 
.... هنا الرواية جاءت خبرا، والخبر ظن لا يفيد اليقين، اليقين هو الذي تستطيع أن تقسم على صحته.
فهل أنت على يقين يمكنك أن تقسم بالله على صحته!!
الخبر ورد في حديث صحيح والحديث المتواتر يفيد العلم اليقيني
والآحاد الراجح فيه أنه يفيد العلم اليقيني أيضاً وإن كان كثير من الفقهاء يقولون أنه يفيد الظن الراجح ومن هذا الباب ولج المتكلمون والزنادقة للطعن في السنة .
للمزيد راجع http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=15483
 
الخبر ورد في حديث صحيح والحديث المتواتر يفيد العلم اليقيني
والآحاد الراجح فيه أنه يفيد العلم اليقيني أيضاً وإن كان كثير من الفقهاء يقولون أنه يفيد الظن الراجح ومن هذا الباب ولج المتكلمون والزنادقة للطعن في السنة .
للمزيد راجع http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=15483

كلامك صحيح إذا وجدت أدلة تبرهن بها على صحة الخبر، فاليقين يتحقق بالأبصار أو بالبصائر، إذا عدت إلى القرآن فستجد اليقين يأتي دائما مقرونا بالرؤية (الأبصار أو البصائر).
قال تعالى: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ.

إبراهيم عليه السلام كان مؤمنا إيمان غيب ، فلما أراه الله مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أصبح إيمانه إيمان شهادة، وإيمان الشهادة هو الأحق باليقين.
وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
رؤية الآيات هنا رؤية بالبصائر، إذا عدت إلى أول السورة ستجد أن الله وصف الذين سيريهم هذه الآيات بقوله: وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ.

إذن فاليقين رؤية بالأبصار أو بالبصائر، واليقين تستطيع أن تقسم بالله على صحته، أما الخبر فهو ظن لي ويقين لمن رآه.
نحن هنا أمام خبر لم نجد له في القرآن ما يدعمه ليصبح يقينا، فعلى من يدعي أنه يفيد العلم اليقيني أن يثبت صحة دعواه وهي القسم بالله على صحته لأن بينة اليقين هي القسم.
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه المبعوث رحمة للعامين وعلى اله وصحبه اجمعين .
اود ان اقول كلمة لنفسي ولاحبتي في الملتقى الايماني .... علينا اولا التحري عند قراءة النصوص واقصد قراءة التراث الاسلامي وما يتعلق بشخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ... وان لا نفتح الباب الحديث من اجل التقول او الاجتهاد من غير حجة او دليل شرعي او عقلي .
لابد من ترك الميدان لاهل العلم والفضل ممن شهد لهم اهل زمانهم بالحجة والقول السديد ....
واسال اين الغرابة في الزواج المبكر ؟
والحمد لله اولا واخرا .
 
عودة
أعلى