(ألا له الخلق والأمر) هل تكون للاستفهام؟

محمد العبادي

مشارك فعال
إنضم
30/09/2003
المشاركات
2,157
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
الخُبر
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
قرأت في أحد الكتب هذه العبارة: "( ألا له الخلق )؟ بلى إن له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات ...".

فهل نص أحد من المفسرين على أن هذه الجملة من الآية الكريمة يمكن أن يراد بها الاستفهام؟
 
المعروف أن " ألا " هنا للاستفتاح فحسب، والمعنى: هو الذى خلق الأشياء كلها وله الأمر كله. والعلم عند الله تعالى.
 
أشكرك فضيلة الدكتور عبدالفتاح.
وما ذكرتَه هو الذي أعرفه، وهو الذي ذكره المفسرون الذين بحثت في كتبهم، ولم يذكروا غيره.

ويبقى السؤال:
هل يصح في قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) أن تكون (ألا) للاستفهام؟ فتكون كالتي في قول الشاعر:
ألاَ اصْطِبَارَ لِسَلْمَى أَمْ لَهَا جَلَدٌ = إذَا أُلاقِي الذِي لاقَاهُ أَمْثَالي؟
أو نعتبرها همزة استفهام دخلت على (لا) النافية؟
أم أن التعبير هنا ليس فيه استفهام وإنما جاءت (ألا) للاستفتاح وحسب؟
 
الحمد لله

أحسب ان القاعدة في مثل هذه المسائل أن ينظر الى المعنى هل هو صحيح

ثم ينظر الى موافقته لنصوص القرآن

بعد ذلك يقال

اذا احتملت الاية أكثر من معنى و لم تتضارب هذه المعاني او تتعارض حمل عليها جميعا

ومثل سؤالك أخي ذكر في قوله تعالى

ما أغنى عنه ماله و ما كسب....على الاستفهام

ويشبه أيضا قوله تعالى ....وما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يومنون /يونس

فقد يعبر عن النفي بالاستفهام وهو معروف في علم المعاني.....والله اعلم
 
أخي الفاضل البليغ معن

أشكرك على تعليقك، وما ذكرتَه هو الذي لا يجري على لساني سواه!
 
أخي الكريم (المجلسي الشنقيطي)
أشكرك على جوابك القيم.
وأنا أدرك ما ذكرتَه جيدا، ولم يكن سؤالي عن صحة المعنى لو أردنا الاستفهام، فلن يتغير المعنى لو أردناه.
إنما كان سؤالي متعلقا بصحة دخول (ألا) الاستفهامية على مثل هذا التعبير، لأن ما أعرفه هو أنها قد تدخل على الجملة الاسمية فتعمل عمل (لا) التي لنفي الجنس كما جاء في المثال الذي ذكره ابن هشام، وقد تدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) وهي كذلك للاستفهام.
لكن في هذه الآية هل يصح أصلا أن تكون استفهامية؟
هل يصلح أن تباشر حرف الجر (اللام)؟
هذا ما دعاني للسؤال، وقد يكون بسبب عدم اعتياد هذا الأسلوب، لأننا اعتدنا في مثل هذا المقام أن يقال: أليس له كذا؟ أما له كذا؟ ولم نعتد: ألا له كذا؟
 
فهل نص أحد من المفسرين على أن هذه الجملة من الآية الكريمة يمكن أن يراد بها الاستفهام؟


لحمد لله

عذرا على سوء فهمي لسؤالك اخي الكريم ولكن هذا ما فهمته من الفاظك

و يبقى السؤال مطروحا....وهو سؤال جيد نسأل الله أن نجد له جوابا
 
الحمد لله

أذكر قاعدة جليلة أخرى أشار اليها الامام ابن جرير الطبري غيره وهي ان كلام الله تعالى يحمل على الاشهر و الافصح و الاغلب و ليس على النادر...وهذه تنفع ان شاء الله في هذه المسألة فيكون ألا للاستفتاح ان شاء الله
والعلم عند الله تعالى
 
جميل جدا ..
والقاعدة معروفة ومشهورة وأشكرك على إيرادها.
ويبقى معرفة صحة استعمال هذه الأداة في مثل هذا الأسلوب، ثم لو صح بحثنا في صحة حمل الآية عليه.
 
الحمد لله

وبعد

أخي الكريم العبادي حفظك الله

لا يزال سؤالك يعاودني...ويعاودني....ثم إنه ظهرت لي بعض الامور أحببت ان أعرضها عليك لعلها تهدينا الى

الصواب في مسألتك..........فأقول

سؤالك أخي الكريم عن قوله تعالى ألا له الخلق و الأمر..........هل يليق أن يكون استفهاما

هذا السؤال يتفرع عنه سؤال آخر متى اهتدينا الى الجواب عنه ...فقد اهتدينا الى الصواب في السؤال الاصلي

و السؤال المتفرع يكون بنزع اداة الاستفهام المفترض أنها اداة استفهام و ليست همزة ألا التي هي للاستفتاح

وهذا السؤال هو هو

هل من الفصيح أن تقال هذه العبارة لا له كذا......دون تكرار لا...........

هل يصح هذا التركيب في العربية

وهذا يقودنا الى دراسة لا النافية وعملها

أولا إذا افترضنا ان لا عاملة عمل إن

فهل يصح مثل هذا التركيب

الجواب لا يصح مثل هذا التركيب لان لا النافية للجنس تعمل في النكرة..سواء كررت هذه النكرة مثل لا حول و لا

قوة الا بالله او غير مكررة مثل لا رجل في الدار....ثم إنها تركب مع هذه النكرة.اذا كانت مفردة ..فتكون هذه النكرة مبنية على ما تنصب به...واذا

فصل بينها و بين اسمها ..أو كان اسمها معرفة يجب تكرار لا ورفع اسمها ..وتصير بذلك لا عاملة عمل ليس...فتكون ملغاة في العمل....


وكل هذه الشروط معدومة هاهنا

قال ابن مالك

عمل إن اجعل للا في نكره *** مفردة جاءتك او مكرره

وقال

وركب المفرد فاتحا كلا *** حول و لا قوة .....الخ



وقال ابن هشام في شروطها في مغني اللبيب

- أنها لا تعمل الا في النكرات

-أن خبرها لا يتقدم على اسمها ولو كان ظرفا او مجرورا....

وعلى هذا فاذا افترضنا ان لا في قول القائل ... ألا له......إذا افترضنا ان الهمزة للاستفهام و لا نافية للجنس

فهذا التركيب ليس بعربي....لأن كلمة الخلق....التي يفترض أن تكون اسم لا هي معرفة......ثم إنه لا يتقدم خبرها

على اسمها كما قاله ان هشام.

وخلاصة الكلام .....لا له كذا وكذا.....تركيب غير صحيح اذا اعتبرنا لا نافية للجنس

فيكون هذا جوابا على السؤال المتفرع

و بذلك يتبين الجواب على السؤال الاصلي

ألا له الخلق و الامر ........الهمزة فيه لا يمكن أن تكون للسؤال....اذ لا يمكن ان تكون لا هنا نافية كما سبق

قال ابن مالك

واعط لا مع همزة استفهام *** ما تستحق دون الاستفهام

وهذا يعني بوضوح ان شروط لا دون همزة استفهام هي نفسها شروطها مع همزة استفهام

و اما بيت الشعر .....ألا اصبار لسلمى......فإن الشروط المذكورة متوفرة...وقد عملت لا في اسمها ...فهو اسم نكرة

..ولم يفصل بينها و بينه......الخ

ثانيا اذا افترضنا ان لا عاملة عمل ليس

يكفي في ابطال هذا الامر ما ذكره ابن عقيل في شروط عملها

أولا ان يكون اسمها و خبرها نكرتين هنا....../وهذا معدوم..فالخلق معرفة

ثانياالا يتقدم خبرها على اسمها..../وهو ايضا معدوم فقد تقدم الخبر المزعوم ...له...على اسمها المزعوم....الخلق

الا ينتقض النفي ب إلا

وبهذا يتبين إن شاء الله بما يقطع الشك أن ألا في قوله تعالى ألا له الخلق و الامر.....هي للاستفتاح

و ليست تركيب كلمتين هما همزة الاستفهام و لا النافية

و الله اعلم
 
{ 54 } { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }...
هل نصل إلى دلالة كلمة أو جزء من آية ما لم نربطها بسياقها؟

بارك الله جهدكم الطيب وجزاكم الله خيرا.
 
بارك الله فيكم على هذا الحوار النافع .
ولي ملحوظة على إيراد أخي محمد العبادي للسؤال ، وهي أنَّه لم يذكر المصدر الذي أورد مثل هذا القول ، فليس كل ما يعرض للقارئ يستحق الوقوف عنده، ومثل هذا القول ظاهر الضعفِ ابتداءاً، إلا أن نجده في مصدرٍ موثوق من عالمٍ لغويٍ حجةٍ يستحق أن نتلمس له المخارج الإعرابية فحينذاك يكون للبحث وجهٌ من وجهة نظري . وأرجو أن يذكر لنا المصدر الذي أورد مثل هذا الفهم للآية.
 
......... ومثل هذا القول ظاهر الضعفِ ابتداءاً.........

جاء في لسان العرب ( حما ) :

( ووجه ثان وهو أَنه إذا قال الشفاءَا وقعت الهمزة بين أَلفين، فكرهها كما كرهها في عَظاءَا)

وبعد إدمان النظر في سِفر ( لسان العرب ) لم أجده يرسم ألف تنوين النصب بعد الهمزة المسبوقة بألف

ودأب علماء الرسم على ألا يرسموا الهمزة بين ألِفَيْنِ

مع تحياتي لعشاق العربية تعلُّما وتعليما .
 
هذا سؤال مر به أزيد من ست سنوات، وأذكر أن المصدر كان أحد كتب العقيدة، وليس الشأن في تلمس المخارج، فالأمر كما ذكرتم، وإنما في مظنة اعتماد المؤلف على قولٍ في الآية له وجه، وجزاكم الله خيرا على حسن الإفادة.​
 
يقول الله تعالى : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }[الأعراف:54]
فالأداة (ألا) هنا للاستفتاح للتنبيه على أهمية الخبر ، فالخلق والأمر لله لا لغيره . ولقد تكرر هذا المعنى في القرآن الكريم بصيغ مختلفة :
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}[يونس:34]
{أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }[النمل:64]
{...قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ...}[آل عمران:154]
{... بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً ...}[الرعد:31]
ومثل هذا الأسلوب ورد في الآية 62 من سورة الأنعام :
{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }[الأنعام:62]
يقول رشيد رضا (ت:1354) في تفسيره : "{ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ( 62 ) } ألا حرف استفتاح يذكر في أول الكلام لتنبيه المخاطب لما بعده إذا كان مهما لئلا يفوته منه شيء ، وقوله : { له الحكم } يفيد الحصر ، أي له الحكم وحده ليس لغيره منه شيء في ذلك اليوم ، لا على سبيل الصورة والإضافة الموقتة ولا على سبيل الحقيقة . "
ويقول ابن عاشور (ت:1393) : "وجملة : { ألا لَهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين } تذييل ولذلك ابتدئ بأداة الاستفتاح المؤذنة بالتنبيه إلى أهمية الخبر . والعرب يجعلون التذييلات مشتملة على اهتمام أو عموم أو كلام جامع .
وقدّم المجرور في قوله { له الحكم } للاختصاص ، أي له لا لغيره ، فإن كان المراد من الحكم جنس الحكم فقصره على الله إمَّا حقيقي للمبالغة لعدم الاعتداد بحكم غيره ، وإمَّا إضافي للردّ على المشركين ، أي ليس لأصنامكم حكم معه ، وإن كان المراد من الحكم الحساب ، أي الحكم المعهود يوم القيامة ، فالقصر حقيقي . وربَّما ترجَّح هذا الاحتمال بقوله عقبه : { وهو أسرع الحاسبين } أي ألاَ له الحساب ، وهو أسرع من يحاسب فلا يتأخَّر جزاؤه . "
والله أعلم وأحكم
 
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ وكل نعيمٍ لا محالة زائلُ
حرف اثبات في هكذا موضع ولا يقال عنه استفهام وسياق البيت يبين ذلك بوضوح وكذلك موضع "ألا" في الآية بالنظر للسياق حرف اثبات وحصر وليس استفهام البتة والله اعلم
 
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ وكل نعيمٍ لا محالة زائلُ
حرف اثبات في هكذا موضع ولا يقال عنه استفهام وسياق البيت يبين ذلك بوضوح وكذلك موضع "ألا" في الآية بالنظر للسياق حرف اثبات وحصر وليس استفهام البتة والله اعلم

هل استعمال هكذا في مثل هذا السياق صحيح ؟
 
لا، غير الصحيح. والصحيح "في موضع كهذا" أو "في هذا الموضع"
 
عودة
أعلى