أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أفكر في جمع ما كتب في التفسير من غير كتب التفسير ؛ وخاصة عندما أجد كلاماً مهماً في تفسير بعض الآيات وليس موجوداً في أكثر كتب التفسير .
وهذا المشروع يحتاج إلى جهود كبيرة لا يستطيع أن يقوم به فرد واحد ، بل ولا جماعة قليلة ؛ ومن هذا المنطلق ، وبمناسبة افتتاح هذا الملتفى المبارك إن شاء الله حرصت أن نبدأ جميعاً في الكتابة في هذه السلسلة ، وفي هذا المشروع الضخم ، مع الحرص التام على مراعاة ما يأتي :

أولاً - أن يكون المنقول هنا ليس من كتب التفسير كشرط رئيسي .

ثانياً - الحرص على كتابة المرجع بدقة ، مع ذكر رقم الجزء والصفحة ، وبيان معلومات الطبعة المستفاد منها .

ثالثاً - أن تستبعد أقوال العلماء الذين جمعت أقوالهم في التفسير في كتب مستقلة كابن القيم مثلاً ، إلا إذا كان المنقول مما ليس في المجموع .

اسأل الله أن يبارك عملنا في هذا المشروع ، وأحث جميع أعضاء هذا الملتقى على المشاركة في هذه السلسلة حتى تعم الفائدة ، ويحصل النفع للجميع .
 
موضوع رائع والعثور علىالفوائد في هذا الباب له حالان :

1-ان يكون العثور على ذلك عرضا بان يقرا المرء في كتاب او يبحث في مسالة ففي اثناء ذلك يجد كلاما لاحد العلماء في التفسير والذي يفيد كثيرا في هذا دفتر الفوائدالذي يجعله الطالب لتقييد الفوائد فيه.

2-ان يمكن العثور على ذلك قصدا ولذلك حالان :

أ-يكون العثور على التفسير يسيرا وذلك في نحو كتب الفتاوى فانها ترتب ومن اقسام ذلك قسم التفسير ومن امثلة ذلك :الحاوي للفتاوى للسيوطي وفتاوى السبكي وفتاوى ابن الصلاح وغيرها .

ب-يحتاج العثور الى بعض الوقت وذلك في الكتب الحديثة المفهرسة فان فيها فهرسا للايات فينظر في الفهرس في رقم الصفحة ويرجع اليها .
وهذه الطريقة قد تكون الفوائد فيها كثيرة وذلك في نحو كتب التراجم التي تشتمل على ذكر فوائد عن المترجم له .
وقد تحتاج الفوائد الى صبر فقد تنتقل في الفهرس من اية الى اية وتنظر في الكلام عليها فتجدها مذكورة ضمن ايات نظائر لها او تجد الاستشهاد بها لمعنى واضح او نقلا لكلام احد المفسرين من كتابه او نحوذلك .
وعليه فانني انصح من اراد العناية بهذا الباب ان يجعل البحث في النوع الاخير في غيراوقات النشاط وصفاء الذهن وبهذا يستغل وقته اكبراستغلال فلاتضيع عليه اوقات الركود هذه االا في النافع.


والان الى الفوائد :


1-قوله تعالى (وثيابك فطهر )المدثر4 تكلم عليها ابن تيمية في شرح العمدة الجزء الثاني تحقيق المشيقح طبع دار العاصمة من ص404-408وهو مهم ولم انقله لطوله وانقل ما رجحه قال:
"والاشبه والله اعلم ان الاية تعم نوعي الطهارة وتشمل هذا كله فيكون مامورا بتطهير الثياب المتضمنة تطهير البدن والنفس من كل ما يستقذر شرعا من الاعيان والاخلاق والاعمال".

2- قال ابن تيمية :
(وقوله "لاخذنا منه باليمين "
قيل لاخذنا بيمينه كما يفعل بمن يهان عند القتل :خذه بيده فيجر بيده ثم يقتل فهذا هلاك بعزة وقدرة من الفاعل واهانة وتعجيل هلاك للمقتول .
وقيل لاخذنا منه باليمين اي بالقوة والقدرة فان الميامن اقوى ممن ياخذ بشماله كما قال" فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر"
وكما قال "ان بطش ربك لشديد "
لكنه قال :اخذنا منه ولم يقل لاخذناه فهذا يقوي القول الاول)النبوات 2/898.
 
ومن فوائد كتاب طبقات الشافعية للسبكي:

1-(ومن فوائد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني في تفسير قوله تعالى" التائبونالعابدون الحامدون السائحون "الاية في الجواب عن السؤال المشهور وهوانه كيف ترك العطف في جميع الصفات وعطف النهي عن المنكر علىالامر بالمعروف بالواو ؟
قال :عندي فيه وجه حسن وهو ان الصفات تارة تنسق بحرف العطف وتارة تذكر بغيره ولكل مقام معنى يناسبه فاذا كان المقام مقام تعداد صفات من غير نظر الى جمع او انفرادحسن اسقاط حرف العطف وان اريد الجمع بين الصفتين او التنبيه على تغايرهما عطف بالحرف وكذلك اذا اريد التنويع بعدم اجتماعهما اتي بالحرف ايضا .
وفي القران الكريم امثلة تبين ذلك ) ثم ذكر مثالين وهما في سورة التحريم اية 5.وصدرسورة غافر ووضحهما.طبقات الشافعية 9/203 طبعة دار هجر.

2-(ومن مباحثه[اي محمد بن علي البارنباري الملقب طوير الليل ]في السؤال الذي يورد في قوله تعالى
"لاتاخذه سنة ولانوم " وتقرير ان السنة اعم من النوم ويلزم من نفي العام نفي الخاص فكيف قال"ولانوم"بعد قوله"لاتاخذه".

وقد اجاب الناس عن هذا باجوبة كثيرة ومن احسنها ما نحاه هذا الرجل فانه قال :
الامر في الاية على خلاف مافهم ،والمنفي اولا انما هو الخاص وثانيا العام ويعرف ذلك من قوله تعالى "لاتاخذه "اي لاتغلبه ولايلزم من عدم اخذ السنة له التي هي قليل من نوم او نعاس عدم اخذ النوم له فقال "ولانوم "وعلى هذا فالسؤال منتف وانما يصح ايراده ان لو قيل :لا يحصل له سنة ولانوم.

هذا جوابه وهو بليغ ،الا ان لك ان تقول :فلم لا اكتفىبنفي اخذ النوم على هذا التقرير الذي قررت وما الفائدة حينئذ في ذكر السنة ؟)9/250.
وما اورده السبكي يمكن الجواب عنه .

3-(سمعت الوالد يقول في قوله تعالى "ارايت من اتخذ الهه هواه "انه سمع شيخه ابا الحسن الباجي يقول لم لا قيل اتخذ هواه الهه ؟.
قال الوالد :فما زلت مفكرا في الجواب مذ اربعين سنة حتى تلوت ماقبلها وهو قوله "واذا راوك "الى قولهم "ان كاد ليضلنا عن الهتنا "فعلمت ان المراد الاله المعبود بالباطل الذي عكفوا عليه وصبروا واشفقوا من الخروج عنه فجعلوه هواهم )10/270.
 
بسم الله

أخي الكريم المشارك 7

جزاك الله خيراً على بدايتك وفتحك الباب في هذه السلسلة

وأرجو أن تكون مشاركاً فاعلاً معنا في هذا الملتقى ، مع رجائنا أن تكون مشاركتك باسمك الصريح لعدة اعتبارات .

ولك أن تجعل اسمك في مكان التوقيع ليظهر في أسفل مشاركاتك .


وشكر الله لك مرة أخرى .
 
مشروع رائد

مشروع رائد

الفكرة بحدّ ذاتها رائعة

وهي مع ذلك عائمة
لسببين :
1- أن التفاسير في غير كتب التفسير إنما هي في الغالب منقولةٌ من كتب المفسّرين ؛ وكمثالٍ على ذلك :
بعض تقريرات ابن تيمية في التفسير إنما هي (( بالنص)) من كلام الزمخشري أو البغوي في بعض الأحيان .
2- أن التفسير بهذا الشكل لايعطي أي بعدٍ منهجيٍ أو فكريٍ للقارئ ‍‍.
3- و شريطة ألا يكون أصل التفسير موجوداً في كتب التفسير ؛ (( وإن كان فيه بعض الصعوبة على المشاركين )) حتى تستمرّ الأهمية

فحبذا التخصص والتخصص أكثر في نوعية الفوائد المنتقاة

وإلا فجميع كتب الإسلام هي شروح لكتاب الله عز وجل وتطبيقٌ لمعانيه


ولتكن الفكرة - مثلاً - تفسير البلاغي من كتب العقائد
أو التفسير العلمي في الكتابات والبحوث المعاصرة
 
التعديل الأخير:
تحية ولكن

تحية ولكن

احيي صاحب الفكرة ولكن
الفكرة جادة وتحتج الجدية والترتيب
فأقترح التالي
ان يسجل الشاب جميع ما يعرض له من الفواءد في التفسير في قراءته المعتادة ولكن قبل ذلك يخبر الاخوة بالكتاب الذي يقرؤه الآن ويأخذ فوائده حتى لا تكون الجهود مبعثرة
وارجو من الاخ المقترح ان يضع خطة واضحة لهذا المشروع مع استشارة اهل الاختصاص وعلى رأسهم الدكتور خالد بن عثمان السبت والدكتور الطيار
وجزاكم الله خيرا
واخبرك اني لم اسجل في اي منتدى ولكن لما تصفحت هذا المنتدى سجلت مباشرة لما رأيته فيه من الجدية وأرجو الاستمرار
وتقبلوني عضوا جديدا
والسلام
 
إخوتي الكرام (المشارك 7 - عبدالله الخضيري - أبا حيان) وفقهم الله جميعاً

أشكركم على تفاعلكم مع الفكرة ، وهذا في حد ذاته مؤشر طيب في بداية الأمر للمشاركات إن شاء الله ، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!
الفكرة كما ظهر لي يقصد بها الأقوال النادرة التي يجدها طالب العلم وهو يقرأ في غير كتب التفسير ، ولم يسبق له أن قرأها في كتب التفسير ، حتى إنه يقوم من فوره فيقيدها في كناش أو نحوه خشية فواتها. والفكرة أشبه ما تكون بفكرة زوائد الحديث ، فيصح أن يقال فيها : زوائد غير المفسرين على المفسرين ، أو فرائد التفسير عند غير المفسرين.
حيث إن طالب العلم وهو يقرأ كتب التراجم أو كتب الأدب أو حتى كتب شروح الشعر العربي أحياناً يقع على قول فريد ، ورأي سديد في تفسير بعض الآيات القرآنية ، لم يتعرض له أحد من أهل التفسير. وقديماً قيل : تجد في السواقي ما لا تجد في الأنهار ! وتأمل فوائد الأخ (مشارك7) من كتاب طبقات الشافعية ما أجملها.
وهذا الأمر إن اردنا أن يكون على وجهه لا بد له من استقراء واسع ، فإن طالب العلم المبتدئ يجد كل شيء جديداً ، فلو وجد تفسيراً لآية في شرح ابن هشام - مثلاً - لقصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير رضي الله عنه قال : هذه من نوادر التفسير ، ولم أطلع عليها من قبل! فيجعلها من هذا النوع.
وهذا ليس مقصوداً لأخي أبي مجاهد فيما أظن. وإنما يقصد بالتفسير في غير كتب التفسير ، أن يكون الطالب على علم بما في كتب التفسير ، فإن رأى في غيرها ما ليس فيها عرفه وقيده وقدره حق قدره. وبهذا عرف العلماء في القديم. وهو الاستقراء الواسع لمسائل وكتب العلوم. حتى قيل إذا قال لك فلان : لا أدري ، فلا تسأل عنها بعده أحداً .
انظر إلى كتب زوائد الحديث ، هل يستطيع أحد أن يدعي أن هذا الحديث من زوائد أبي داوود على الصحيحين إلا إذا كان يحفظ الصحيحين جيداُ ، فإذا سمع الحديث الذي ليس فيهما قال : هذا الحديث ليس في الصحيحين ، لأنه يعرف أحاديث الصحيحين. وإلا لو لم يحفظهما لما عرف ما زاده أبو داوود. وهكذا.
لكن هذا الشرط عزيز ، ولا يكاد يمكن لأن كتب التفسير كثيرة ، وكثير منها غير مطبوع. وإنما يكفي أن تكون هذه الفائدة التفسيرية من دقائق المسائل التي تستحق الوقوف ، ويستغرب وجود مثلها في ذلك المكان ، حتى إن طالب العلم يقول : لو كانت هذه الفائدة في تفسير فلان كالطبري أو القرطبي لكانت أولى ، ثم يقوم فيكتب هذه المسألة هناك أو في دفتر مستقل أعده لذلك.
وأما التفسير الذي يجده طالب العلم في غير كتب التفسير مما قد أشبعه المفسرون في كتب التفسير فهذا لا فائدة من ذكره لسهولة الوصول إليه في كتب التفسير.
وهذه الفكرة ستظهر بجلاء مدى استقراء واطلاع المشارك ، حيث ستظهر إن كان ينقل كلاماً من غير كتب التفسير وهو في كتب التفسير قد بحث ووضح وضوحاً لا خفاء فيه. وما ذكره صاحبه لا يعدو أن يكون كلاماً مبتسراً لا جديد فيه.
وبين مشارك يأتي بفوائد ، تستحق شد الرحال ، وقطع المسافات الطوال لتحصيلها ، ولا يعد ذلك خسارة في جنب تحصيلها!
وهذا المشروع لا يقدره حق قدره إلا من نخل كتب التفسير نخلاً ، ثم هو الآن يتجول في غيرها ، فيصادف مسائل كان يتمنى العثور عليها من قبل ، وبحث في كتب التفسير فما رجع بطائل، فلما وقع عليها أكرم نزلها ، وحفظها في مستقر العلم في قلبه وعقله ، ولطرافتها وحبه لها تجده يقول في مجالسه : وقد ظفرت في كتاب كذا بكذا وكذا ، وقد وقعت في كتاب كذا على كذا. كأنه يتحدث عن جوهرة ، أو يحدث عن إلف فقده ثم جمعته به تصاريف الزمان بعد طول شوق وانتظار.
ولعل أبا مجاهد يؤكد كلامي أو يفنده. وفق الله الجميع.
وأشكر الأخ الكريم أبا حيان على لفتته التشجيعية حيث أشعرنا أننا صنعنا شيئاً مفيداً مما جعله ينضم إلى أسرة ملتقى أهل التفسير وهذه شهادة نسعد بها كثيراً.
فما أجمل أن يرى الإنسان لعمله صدى حسناً عند من يقدر العلم النافع ، والهدف النبيل.
وأما طلبه أن نستمر على هذا المنهج فهذا ما ننويه ، وعلى الله الاتكال ، ونحن نسعى للكمال ولكن يا ترى هل نستطيع أن نقاربه ؟! أسأل الله ذلك.
وليس لدي شك أنه إذا صدقت النيات ، وتظافرت الجهود فسيتحقق كثير من الأهداف بإذن الله ، وسينضم إلينا من كان من المعرضين عنا ، لأن الناس قد ملت من الطرح التافه ، والكلام الفارغ ، وأصبحت تبحث عن الجدية في كل الأمور.
أشكرك يا أبا حيان ، فقد جددت الأمل ، وبعثت على الجد والعمل ، ولا تبخل علينا بمثل هذا التحريض بين الحين والآخر ، فالعزائم تضعف ، والعوائق تعوق ، وارتفاع ثمن فواتير الهاتف قد يثبط عن الاستمرار !! وإن كان هم هذا الملتقى سيجعلنا بإذن الله نتغلب على كل ذلك ، وقديماً قال المتنبي :
ليس عزماً ما مرَّض المرء فيه ** ليس همَّاً ما عاق عنه الظلامُ
وأما طلبك بأن نتقبلك عضواً فقد كان ، ولكننا نطالبك بأن لا تكتفي من التصفح بالقراءة فحسب واعلم أن لنا حقاً عليك ألا تغادر الملتقى إلا وقد أبديت رأياً ، أو طرحت سؤالاً ، أو شاركت بعلم نافع جاد جيد جديد. وبهذا نتعاون ، ولا يدركنا الملل والسأم ، ولا يصبح ملتقى أهل التفسير موقعاً ميتاً لا جديد فيه.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع ، سواء بمشاركة في الموضوع ، أم برأي وتوجيه ، أم بنقد هادف بناء ؛ وبهذا التفاعل إن شاء الله تتبلور الفكرة ، وتتحدد معالمها .
وهذه الفكرة قد استشرت فيها بعض المشايخ وطلبة العلم ، ومنهم الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ، وقد ذكر لي بأن الفكرة كانت عنده من زمن ، وقد شجعني على البداية في تنفيذها ، وذكر لي أن هناك بعض الأقوال التفسيرية في كتب قد لا يتنبه لها الباحث في التفسير .

وحتى لا تكون هذه الفكرة عائمة غير محددة المعالم ؛ فإني اقترح أن نبدأ بجمع الأقوال التفسيرية من المصنفات التي ألفت قبل بداية القرن الرابع الهجري ، أي أن وفاة مصنفيها قبل عام500هـ .

وها أنا أبدأ سائلاً الله التوفيق والسداد .

جاء في كتاب السنة للإمام أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي المتوفى سنة 294هـ :
( حدثنا أبوقدامة قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كنت أقرأ هذه الآية فلا أعرفها : (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا) (البقرة: من الآية106) أقول : هذا قرآن ، وهذا قرآن ، فكيف يكون خيراً منها ؟ حتى فسر لي فكان بيّناً : نأت بخير منها لكم ، أيسر عليكم ، أخف عليكم ، أهون عليكم . ) انتهى ص 186 ، وهو أثر صحيح كما قال محقق الكتاب الدكتور عبد الله البصيري . وهو مما فات جامع تفسير سفيان بن عيينة .

وجاء في نفس المرجع السابق :
( قال أبو عبد الله [ هو المصنف] : وقال : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ )(البقرة: من الآية231) فتأولت العلماء أن الحكمة ها هنا هي السنة ؛ لأنه قد ذكر الكتاب ثم قال : والحكمة ، ففصل بينهما بالواو ، فدل ذلك على أن الحكمة غير الكتاب ، وهي : ما سن الرسول r مما لم يذكر في الكتاب ؛ لأن التأويل إن لم يكن كذلك فيكون كأنه قال : وأنزل عليك الكتاب والكتاب ، وهذا مما يبعد . ) الخ كلامه ص 269-270

وأخيراً : أحب أن أنبه على أنه ليس من شرط ما يذكر هنا أن يكون غير موجود في كتب التفسير ؛ لأن ذلك من الصعوبة بمكان ، ولكن يكفي أن يكون للقول المذكور هنا أهمية وقوة وأصالة .

وليلعم جميع الإخوة الكرام بأن هذه الفكرة لا زالت في مراحلها الأولى ، وأنا على يقين بأننا لو واصلنا المسير في جمع الأقوال التفسيرية من غير كتب التفسير لتحصل لدينا ثروة غنية غير موجودة في كتب التفسير المشهورة والمعروفة .
وفق الله الجميع لما فيه مرضاته .
 
التعديل الأخير:
اسمحوا لي بهذه الفائدة

اسمحوا لي بهذه الفائدة

قناعةٌ تامة بمعاني الآيات
أعلم تناول القصة في غير باب التفسير ( إلى الوعظ أقرب )
لكن لمّا عثرت على الفائدة أحببت لإخواني وأحبابي قراء هذا الملتقى تلك الفائدة
فمعذرةً
قصة ذكرها الغزالي في إحياء علوم الدين 1 / 65 - 66

حاثاً على نوعية معينةٍ من العلم إذ يقول : بل ينبغي أن يكون المتعلم من جنس ما روى عن حاتم الأصم تلميذ شقيق البلخي رضي الله عنهما أنه :
قال له شقيق : منذ كم صحبتني ؟
قال حاتم : منذ ثلاث وثلاثين سنة .
قال : فما تعلمت مني في هذه المدة ؟
قال : ثماني مسائل .
قال شقيق له : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل .
قال : يا أستاذ لم أتعلم غيرها ؛ وإني لا أحب أن أكذب .
فقال : هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها .
قال حاتم : نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه إلى القبر
فإذا وصل إلى القبر فارقه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي .
فقال : أحسنت يا حاتم . فما الثانية ؟
فقال : نظرت في قول الله عز وجل } وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[41]{ [سورة النازعات] ، فعلمت أن قوله سبحانه وتعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى .
الثالثة : أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل ممن معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله عز وجل } مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ { ،فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً .
الرابعة : أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قول الله تعالى } إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13}{ ، فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما .
الخامسة : أني نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل }أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {32} { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه وتعالى فتركت عداوة الخلق عني .
السادسة : نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت إلى قول الله عز وجل } إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6}{ ، فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدو لي فتركت عداوة الخلق غيره .
السابعة : نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت إلى قوله تعالى }وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {6} { ،فعلمتُ أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت ما لي عنده .
الثامنة : نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلهم متوكلين على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعته وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت إلى قوله تعالى } وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {3} {ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبي .
قال شقيق : يا حاتم وفقك الله تعالى ؛ فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم فوجدت جميع أنواع الخير والديانة وهي تدور على هذه الثمان مسائل فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة فهذا الفن من العلم لا يهتم بإدراكه والتفطن له إلا علماء الآخرة فأما علماء الدنيا فيشتغلون بما يتيسر به اكتساب المال والجاه ، ويهملون أمثال هذه العلوم التي بعث الله بها الأنبياء كلهم عليهم السلام
ودمتم مع كتاب الله طلاباً ومعلمين وموفقين
 
ومما ورد في كتاب السنة للمروزي أيضاً من كلام له تعلق مباشر بالتفسير ، وهو من النصوص النفيسة القيمة = قوله :
( وسمعت اسحاق يقول في قوله : ( وأولي الأمر منكم ) ( النساء : 59) : قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم ، وعلى أمراء السرايا ؛ لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه ، وليس ذلك باختلاف .
وقد قال سفيان بن عيينة : ليس في التفسير اختلاف إذا صح القول في ذلك ، وقال: أيكون شيء أظهر خلافاً في الظاهر من )الخنس( ؟! قال عبد الله بن مسعود : هي بقر الوحش ، وقال علي : هي النجوم . قال سفيان : وكلاهما واحد ؛ لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل ، والوحشية إذا رأت إنسياً خنست في الغيضان وغيرها ، وإذا لم تر إنسياً ظهرت . قال سفيان : فكلٌ خُنّس .
قال اسحاق : وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمدٍ r في الماعون ، يعني أن بعضهم قال : هو الزكاة ، وقال بعضهم : عارية المتاع . قال : وقال عكرمة : أعلاه الزكاة ، وعارية المتاع منه .
قال اسحاق : وجهل قومٌ هذه المعاني ، فإذا لم توافق الكلمة الكلمة قالوا :هذا اختلاف ، وقد قال الحسن – وقد ذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا - ، فقال : إنما أُوتي القوم من قبل العجمة . ) انتهى ص41-43، وهو كما يرى القارئ الواعي من أنفس النقول ، يستحق شد الرحال للحصول عليه ، فقد جاءكم هو فاقبلوه .
وكلام سفيان بن عيينة السابق لم يذكره أحمد صالح محايري الذي جمع تفسير سفيان .
 
ومن أقوال الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في التفسير ما نقله ابن القيّم عنه بقوله في تأويل الإستثناء في آية النور :(إلا الذين تابوا ...):
(قال أبو عبيد في كتاب القضاء : وجماعة أهل الحجاز ومكة على قبول شهادته [ أي : القاذف ]، وأمّا أهل العراق فيأخذون بالقول الأول أنه لا تقبل أبداً ، وكلا الفريقين إنما تأولوا القرآن فيما نرى ، والذين لا يقبلونها يذهبون إلى أن المعنى انقطع من عند قوله : ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً) ثم استأنف فقال : (وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا ) فجعلوا الاستثناء من الفسق خاصة دون الشهادة .
وأما الآخرون فتأولوا أن الكلام تبع بعضه بعضاً على نسق واحد ، فقال : ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا) فانتظم الاستثناء كل ما كان قبله .

قال أبو عبيد : وهذا عندي هو القول المعمول به ؛ لأن من قال به أكثر ،وهو أصح في النظر ولا يكون القول بالشيء أكثر من الفعل ، وليس يختلف المسلمون في الزاني المجلود أن شهادته مقبولة إذا تاب . ) انتهى نقلاً عن اعلام الموقعين لابن القيم 2/239-240 بتحقيق مشهور آل سلمان .
وقد ذكر أبو عبيد كلاماً قريباً من هذا في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز ، وفيه تفصيل أكثر مما ذكره هنا . [ينظر هذا الكتاب ص 153-154 بتحقيق مجمد المديفر ] .
 
التعديل الأخير:
الخطابي

الخطابي

قال الخطابي (توفي388):
..ذلك أن في الكلام الفاظا متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في افادة بيان مراد الخطاب كالعلم والمعرفة والحمد والشكر ...وكقولك : اقعد واجلس... والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك لأن لكل لفظه منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها وإن كانا يشتركان في بعضها.

ثم ضرب بعض الأمثلة وفصل قيها إلى أن قال- وهنا الفائدة-

ومن ههنا تهيب كثير من السلف تفسير القرآن وتركوا القول فيه حذرا ان يزلوا فيذهبوا عن المراد وإن كانوا علماء باللسان فقهاء في الدين . أ.هـ

بيان اعجاز القرآن للخطابي ص34 طبع دار المعارف بعنوان ثلاث رسائل في الاعجاز ومنها هذه وهي قيمة جدا بعيدة عن التكل فوالانشاء الذي يوجد عادة عند من يتحدثون عن الاعجاز في القرآن.
وانا اسأل هل هناك طبعة أخرى لهذا الكتاب؟
والسلام
 
بالنسبة لاقتراح الشيخ ابي مجاهد وعمله بهذا الاقتراح وهو ان تخص الفوائد بمن قبل عام 300 فان هذا التخصيص او اي تخصيص غيره يذهب كثيرا من مزايا وفوائد هذه الفكرة وذلك لان هذه الفكرة تقوم على اقتناص الفوائد من هنا وهناك .
ومن ادلة ذلك ان المشاركات في هذا الموضوع على قلتها لم تلتزم بذلك .

واما ما ذكره الشيخ الخضيري من كون هذه الفكرة عائمة فيمكن حل ذلك بان يوضع لهذا الموضوع -بعد ان تكثر المشاركات -فهرسا فتوضع قائمة منسدلة فيها جميع سور القران وتوضع كل فائدة في موضعها وبذا يستفيد من كان يبحث في سورة معينة في اثراء بحثه او في ترجيح بعض الاقوال على بعض كما في الفائدة التي نقلتها عن ابن تيمية .

ويضاف للفهرس مع سور القران عنوان "منهج التفسير" او نحو ذلك ويوضع فيه ما ذكره الاخوة هنا من فوائد تتعلق بمنهج التفسير .

ويبقى مع هذا الفهرس الموضوع مفتوحا وكلما اضيفت مشاركة بقيت المشاركة في الموضوع واضيفت للفهرس وهكذا .

فما رايكم في هذا بارك الله فيكم .
 
بسم الله

أشكرك أخي المشارك 7

وبالنسبة لما ذكرته من كون تحديد الأقوال بمدة معينة يقلل من المشاركات ويقيدها

أقول : إني لم أقصد استبعاد الأزمان الأخرى ، وإنما أردت وضع خطة زمنية للعمل في هذا المشروع الكبير ،فنبدأ بالكتب المتقدمة المؤلفة قبل عام 500هـ ، ثم ننتقل إلى مرحلة أخرى تليها ،وهكذا .

ومع ذلك فمن وجد فوائد تفسيرية لا تتقيد بهذه المدة فالأمر فيه سعة ، ولكن حبذا لو سرنا على منهج واحد وطريقة واحدة .

وأشكرك على ملاحظتك واهتمامك .
 
بسم الله

ومن نفائس أهل اللغة في التفسير هذه المقتطفات من كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد من تأليف أبي العباس المبرد المتوفى سنة 285 هـ .
( ومن ذلك [ أي : من المتفق لفظه المختلف معناه ] المُقوي للقوي والضعيف ، قال الله تعالى : (وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ) (الواقعة: من الآية73) أي : الضعفاء ؛ تقول العرب : أكثِر من فلان فإنه مقوٍ ، أي : ذو إبل قويّة .
ومن ذلك الرجاء ؛ يكون في معنى الخوف .... قال المفسرون في قوله تعالى : مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (نوح:13) أي : لا تخافون لله عظمة .وكلُ من آثر أن يقول ما يحتمل معنيين فواجب عليه أن يضع ما يقصد له دليلاً ? لأن الكلام وضع للفائدة والبيان .

ومما اتفق لفظه واختلف معناه قوله تعالى : ( إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )(البقرة: من الآية78) هذا لمن شك ؛ ثم قال :( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ ) (البقرة: من الآية46) فهذا يقين ؛ لأنهم لو لم يكونوا مستيقنين لكانوا ضلالاً شكاكاً في توحيد الله تعالى .
ومثله في اليقين قول المؤمن : ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ )(الحاقة:20) ? أي : أيقنت .
ومثله قوله تعالى : ( فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا )(الكهف: من الآية53) أي : أيقنوا .....

ومما جاء متفق اللفظ مختلف المعنى : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) (الرحمن:39) ? ومثله :( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ )(المرسلات:35) ثم قال : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ) (الصافات:24) فليس هذا ناقضاً للخبر الأول عن ذلك .
وكان مجاز قوله : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) أي : لا يسأل عن ذنبه ليُعلمَ ذلك من قبله ؛ والدليل عليه قوله تعالى : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ) (الرحمن: من الآية41) وقوله : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ) يقول : موبّخُون ؛ كما يقول المعاقِب للمعاقَب : ألست الفاعل كذا ؟ أتذكر يوم كذا ؟ أما فعلت كذا ؟ ليس ذلك ليعلم ذلك من قبله ؛ ولكن لتوبيخه بما فعل . ... ) إلخ
والكتاب على اختصاره مشتمل على أقوال وفوائد تفسيرية طيبة مباركة ? يجدر بالباحثين الرجوع إليها ? والإفادة منها .
والكتاب يقع في ثمان وستين صفحة مع المقدمة والفهارس والحواشي بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية . الطبعة الأولى عن دار البشائر – دمشق
 
بسم الله
ومن أقوال أهل اللغة في التفسير أيضاً هذه المقتطفات من أقوال أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة 255هـ من كتابه :كتاب الأضداد :
( قال أبو حاتم : اجتمعت العرب على أن ندّ الشيء مثلُه وشبهه وعدله ، ولا أعلمهم اختلفوا في ذلك .
قال لبيد :
أحمد الله فلا ند له بيديه الخير ما شاء فعل
والجمع أنداد . قال الله تعالى : فلا تجعلوا لله أنداداً . .......

ومن ذلك [ أي : من الأضداد ] وراء ؛ تكون في معنى : خلف ، ومعنى : قدام . ففي القرآن في معنى بعد وخلف قوله تعالى: ( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ )(هود: من الآية71) قال أبو حاتم في الحديث عن وراء أن وراء ها هنا ولد الولد . وقوله تعالى : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي ) (مريم:5) والموالي هم بنو العم . ...
وفي القرآن في معنى قدام قوله تعالى : ( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً )(الكهف: من الآية79) يعني : قدامهم وأمامهم . قال أبو حاتم : حدثني أبو عامر العقدي ويعقوب القارئ ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أن ابن عباس قرأ : { وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً } .
وقال تعالى : (وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ) (ابراهيم: من الآية17) أي : من بين يديه ، وهو كثير في القرآن . .......

وقالوا : عسى شكٌّ ، وعسى يقين . وهي من الله يقين . ويروى في الحديث في تفسير قوله تعالى : ( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )(التوبة: من الآية102) عسى من الله واجب . ومن الشك قول الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب . .....

قال أبو حاتم : يقال : صار فلانٌ الشيء قطعه ، وصاره جمعه . وقال في هذه الآية : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ )(البقرة: من الآية260) أي : قطعهن واجمعهن في التفسير . قال أبو حاتم : قال مجاهد : أراد فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن : فقدم وأخر . ....) انتهى المراد نقله .

ويظهر من هذا الكتاب أن أبا حاتم رحمه الله يتورع عن الكلام في التفسير ويتقيه مخافة الخطأ والزلل ، كما يظهر أنه كثيراً ما ينقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ويتعقبه في مواضع متعددة .

وأحسب أن أقوال هذا الإمام في التفسير جديرة بالجمع والدراسة ، وهي تصلح لتكون موضوعاً لرسالة ماجستير ؛ فله كتب كثيرة بين المطبوعة والمخطوطة . والله أعلم
 
بسم الله

وهذه مقتطفات من أقوال أئمة متقدمين في التفسير انتقيتها من الكتاب القيّم النفيس : كتاب الفقيه والمتفقه للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي ، المشهور بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 462هـ ، من الطبعة التي صدرت عن دار ابن الجوزي بتحقيق عادل الغرازي .
( روى المصنف بإسناده الصحيح [ كما قال المحقق ] عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير في قوله : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) (الكهف: من الآية28) قال : مجالس الفقه . [ 1/92]

وأورد بسند رجاله ثقات [ كما قال المحقق ] أن أبا العباس أحمد بن يحيى المعروف بـ (ثعلب) سئل عن قوله : ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( البقرة : 129 ) فقال : الحكمة فقه الشيء . قيل له : فالكتاب غير الحكمة ؟ فقال : « لا يكون حكيماً حتى يعلم القرآن والفقه ، فإن علم أحدهما لا يقال له حكيم حتى يجمعهما ، معناه : يعلمهم الكتاب ويعلمهم معانيه ». اهـ [ 1/133-134]

قال المصنف : فالعلم الرباني : هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل ، ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد ، وقد دخل في له بأنه رباني وصفُه بالصفات التي يقتضيها العلمُ لأهله ، ويمنع وصفه بما خالفها .
ومعنى الرباني في اللغة : الرفيع الدرجة في العلم ، العالي المنزلة فيه ، وعلى ذلك حملوا قول الله تعالى : ( لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَار )(المائدة: من الآية63) ، وقوله تعالى : ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )(آل عمران: من الآية79) .
ثم ذكر آثاراً في معنى الربانيين ، ومنها ما أورده بسنده الصحيح [ كما قال المحقق ] أن ثعلباً سئل عن هذا الحرف ( رباني ) ، فقال : سألت ابن الأعرابي ، فقال : « إذا كان الرجل عالماً ، عاملاً ، معلماً ، قيل له رباني ، فإن خرم عن خصلة منها لم يقل له رباني .» [1/ 184- 185 ] .

ومما رواه المصنف بإسناد صحيح أيضاً عن أبي العباس ثعلب المتوفى سنة 291هـ رحمه الله ، أنه سئل عن قول الله تعالى : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (البقرة: من الآية269) فقال : الفهم . [1/190] .

وروى المصنف بسنده رواته ثقات عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار في قول الله تعالى : ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )(البقرة: من الآية196) قال : « أيتهن شاء » وعن عمرو بن دينار قال : « كل شيء في القرآن ( أو ...أو ) له أيّهُ شاء .»
قال ابن جريج : « إلا قول الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ) (المائدة: من الآية33) فليس بمخيّر فيها .»
قال الشافعي : « كما قال ابن جريج وغيره في المحاربة في هذه المسألة أقول . » [ 1/221-222]
ووما جاء في هذا الكتاب مما له صلة بالتفسير ، قول المصنف الخطيب البغدادي في شرحه لحديث : « وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً » قال : وقوله : « يقم لهم دينهم » أي ملكهم وسلطانهم . والدين : الملك والسلطان ، ومنه قول الله تعالى : ( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ) (يوسف: من الآية76) . انتهى [1/297]) .

انتهى المراد نقله من كتاب الخطيب البغدادي الفقيه والمتفقه .

أقول : وهو كتاب جدير بالدراسة ، وفيه أقوال قيمة نفيسة في التفسير وعلوم القرآن ، وأحسب أن دراسة أقوال الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن تصلح بحوثاً للماجستير أو الدكتوراه .
 
بسم الله

وهذه تتمة لأقوال ومرويات التفسير في كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي :

( قال الخطيب البغدادي في كتابه السابق : ( وقد ورد القرآن بتسمية ما ليس بحجة حجة ،قال الله تعالى : ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(النساء: من الآية165) وقال تعالى : ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)(البقرة: من الآية150)
فأما الآية الأولى فإن تقديرها : بعثت الرسل ، وأزحت العلل ؛ حتى لا يقولوا يوم القيامة : إنا كنا عن هذا غافلين ، ولا يقولوا : لولا أرسلت إلينا رسولاً ، فأزاح الله العلل بالرسل ؛ حتى لا يكون لهم حجة فيما ارتكبوه من المخالفة ، ويجب أن تعلم أن الله تعالى لو ابتدأ الخلق بالعذاب لم يخرج بذلك عن الحكمة ، ولا كانت عليه حجة وله أن يفعل ذلك ؛ لأنه قِسم من أقسام التصرف في ملكه ، فبان أن ما يقولونه ليس بحجة ، إذ ليس ذلك من شرط عذابه ، وإنما سماه حجة لأنه يصدر من قائله مصدر الحجاج والاستدلال.
وأما الآية الأخرى فإنها نزلت في اليهود ؛ وذلك أنهم قالوا : لو لم يعلم محمد أن ديننا حق ما صلى إلى بيت المقدس ، فأنزل الله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) يعني : اليهود في قولهم هذا ، وإن لم يكن حجة في الحقيقة ، وليس تفرق العرب بين ما يؤدي إلى العلم أو الظن أن تسمِّيه حجة ودليلاً وبرهاناً . ) ثم روى بإسناده أن ثعلباً سئل عن البرهان ، فقال : الحجة ؛ قال الله تعالى : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البقرة: من الآية111) أي : حجتكم . [ انتهى من كتاب الفقيه والمتفقه 2/45-46 . ]

ومن الآيات التي قد يرى الناظر فيها أن بينها تعارضاً قوله تعالى : ( وأن تجمعوا بين الأختين ) ، وقوله سبحانه : ( ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ) فالآية الأولى تدل على تحريم الجمع بين الأختين بملك اليمين ، والثانية تدل على أن الرجل غير ملوم إذا لم يحفظ فرجه عن زوجه وما ملكت يمينه . قال الخطيب البغدادي في الترجيح والجمع بينهما : ( ووجه الترجيح أن يقول : روي عن علي بن أبي طالب أنه قال : « حرمتها آيةٌ ، وأحلتها آيةٌ ، والتحريم أولى . » ؛ لأن قوله : (وأن تجمعوا بين الأختين ) قصد به بيان التحريم ، وليس كذلك قوله تعالى : ( أو ما ملكت أيمانهم ) ، فإنه قصد به مدح قوم ، فكان ما قصد به التحريم وبيان الحكم أولى بالتقديم ، ويجب حمله على ظاهره ، وترتب الآية الأخرى عليه . ) انتهى [ 2/94-95]

وروى الخطيب بإسناده الصحيح عن أبي بكر محمد بن علي الأدفوي النحوي قوله : ( إذا تعلم الإنسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد ، قال الله تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه ) [ الكهف : 60] ، وهو يوشع بن نون ، ولم يكن مملوكاً له ، وإنما كان متلمذاً له ، متبعاً له ، فجعله الله فتاه لذلك .) انتهى [ 2/ 197]

ومن مرويات الخطيب في التفسير ، ما رواه بإسناد حسن عن يحيى بن آدم أنه قال : سمعت في تفسير هذه الآية : ( وأما السائل فلا تنهر ) [ الضحى : 10] قال : « هو الرجل يسألك عن شيء من أمر دينه ، فلا تنهره ، وأجبه » . [ 2/387] .)
 
بسم الله

ومن أقوال الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ومروياته في التفسير التي أوردها في كتابه خلق أفعال العباد هذه المقتطفات :

·قال أبو عبد الله [البخاري] في تفسير قول الله تعالى : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) [ البقرة : 255] : يعني : إلا بما بيّن . [ ص42]


·وقال معلقاً على حديث شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة ، الذي قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )(البقرة: من الآية143)
قال أبو عبد الله : هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم » . [96]


· وروى بإسناد صحيح عن قتادة ، ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)(البقرة: من الآية146) قال : يعرفون أن الإسلام دين الله ، وأن محمداً رسول الله ، مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل . [167]

·قال أبو عبد الله : وقال ابن عيينة في قوله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) [ الحاقة: 12] : أذن وعت عن الله عز وجل . [ 167]

·قال البخاري : ويذكر عن إبراهيم أو مجاهد : (والذي جاء بالصدق وصدق به ) [ الزمر : 33] : هم أهل القرآن إذا عملوا به . [ 175]

هذه المقتطفات من كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري بتحقيق عمرو عبد المنعم سليم . الطبعة الأولى 1423هـ - دار ابن القيم – الدمام .
 
بسم الله

ومن كتب اللغة كذلك – التي حوت مادة تفسيرية قيمة نفيسة – كتاب الأضداد لمحمد بن القاسم الأنباري المتوفى سنة 327هـ ، وهذه بعض المقتطفات من هذا الكتاب :

·ذكر في مقدمة كتابه أن كلام العرب جاء على ثلاثة أضرب :

أحدها : الحروف التي تقع على المعاني المختلفة ، فلا يعرف المعنى المقصود منها إلا بما يتقدم الحرف أو يتأخر بعده مما يوضح تأويله ، وهذا الضرب نوعان :
الأول منهما : ما يجري مجرى الأضداد ، فيكون للحرف الواحد معنيان متضادان ، وهذا النوع هو موضوع كتابه هذا .
والثاني : ألا تكون هذه المعاني التي دل عليها الحرف متضادة ، مثل لفظ الأمة ؛ له معاني متعددة ، منها : تبّاع الأنبياء ، والجماعة ، والصالح الذي يؤتم به ، والحين من الزمان ، وغيرها . وهذا الضرب بنوعيه هو القليل الظريف في كلام العرب .

الضرب الثاني : أن يقع اللفظان المختلفان على المعنيين المختلفين ، كقولك : الرجل والمرأة ، والجمل والناقة ، واليوم والليلة ...؛ وهذا هو الكثير الذي لا يحاط به .

والضرب الثالث : أن يقع اللفظان المختلفان على المعنى الواحد ، كقولك : البر والحنطة ، والعَير والحمار ، وجلس وقعد ، وذهب ومضى .

ثم ذكر كلية مهمة تتعلق بالضرب الثالث ، فقال : ( قال أبو العباس عن ابن الأعرابي : كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد ؛ في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه ، ربما عرفناه فأخبرنا به ، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله .)
ثم قال ابن الأنباري بعد أن ذكر قولاً آخر :( وقول ابن الأعرابي هو الذي نذهب إليه ).

ومما جاء في كتابه هذا من الأقوال :

·الظن يقع على معان أربعة : معنيان متضادان : أحدهما الشك ، والآخر اليقين الذي لا شك فيه .
فأما معنى الشك فأكثر من أن تحصى شواهده . وأما معنى اليقين فمنه قول الله عز وجل : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبا ً) (الجـن:12) ، معناه : علمنا . وقال جلّ اسمه : ( وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا )(الكهف: من الآية53) ، معناه : فعلموا بغير شك . ......
والمعنيان اللذان ليسا متضادين : أحدهما الكذب ، والآخر التهمة ؛ فإذا كان الظن بمعنى الكذب قلت : ظن فلان ، أي كذب ، قال الله عز وجل : ( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (الجاثـية : من الآية24) ، فمعناه : إن هم إلا يكذبون ؛ ولو كان معنى الشك لاستوفى منصوبيه أو ما يقوم مقامهما . وأما معنى التهمة فهو أن تقول : ظننت فلاناً ، فتستغني عن الخبر ؛ لأنك اتهمته ، ولو كان معنى الشك المحض لم يقتصر به على منصوب واحد . ... قال الله عز وجل : (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) (التكوير:24) ، فيجوز أن يكون معناه : بمتهم ، ويجوز أن يكون معناه بضعيف ، من قول العرب : وصلُ فلان ظنون ، أي ضعيف ، فيكون الأصل فيه : وما هو على الغيب بظنون ، فقلبوا الواو ياءً ...
قال أبو العباس : إنما جاز أن يقع الظن على الشك واليقين ؛ لأنه قولٌ بالقلب ؛ فإذا صحت دلائل الحق وقامت أماراته كان يقيناً ، وإذا قامت دلائل الشك ، وبطلت دلائل اليقين كان كذباً ، وإذا اعتدلت دلائل اليقين والشك كان بابه شكاً لا يقيناً ولا كذباً . [ انظر كتاب الأضداد لابن الأنباري ص 14-16 بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ] . ونذكر بقية المقتطفات التفسيرية من كتابه هذا في وقت لاحق إن شاء الله تعالى .
 
وهذه مقتطفات تفسيرية من كتاب الأضداد لابن الأنباري :

· وأسررت من الأضداد أيضاً ، يكون أسررت بمعنى كتمت ، وهو الغالب على الحرف . ويكون بمعنى أظهرت ، قال الله تعالى : ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) (الانبياء: من الآية3) يعني : كتموا .
وقال تبارك وتعالى في غير هذا الموضع : ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ) (يونس: من الآية54) ،قال الفراء والمفسرون : معناه كتم الرؤساء الندامة من السفلة الذين أضلوهم . وقال أبو عبيدة وقطرب : معناه : وأظهروا الندامة عند معاينة العذاب ....ص45-46

· وبعد حرف من الأضداد ، يكون بمعنى التأخير ، وهو الذي يفهمه أكثر الناس ، ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له . ويكون بمعنى «قبل» ، قال الله عز وجل : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ )(الانبياء: من الآية105) فمعناه عند بعض الناس : من قبل الذكر ؛ لأن الذكر القرآن . ... وقال الله عز وجل : ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) (النازعـات:30) فمعناه : والأرض قبل ذلك دحاها ؛ لأن الله خلق الأرض قبل السماء . والدليل على هذا قوله :( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )(فصلت: من الآية11) .
وقال ابن قتيبة : خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين ، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين ، ومعنى دحاها : بسطها .
قال أبو بكر : وهذا القول عندنا خطأ ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها ، وتقدير أقواتها ، وذلك أنه قال عز وجل : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ )(فصلت: من الآية10) علمنا أن الدحو دخل في هذه الأيام الأربعة ، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء . ... [ ثم أطال في تقرير ما ذهب إليه ] فلينظر ص107-111

· وقال بعض أهل اللغة : أوزعت حرف من الأضداد ، يقال : أوزعت الرجل إذا أغريته بالشيء وأمرته به ، وأوزعته إذا نهيته وحبسته عنه . قال الله عز وجل : ( فهم يوزعون ) [ النمل : 17] أي : يحبس أولهم على آخرهم .
قال أبو بكر : والصحيح عندنا أن يكون أوزعت بمعنى : أمرت وأغريت ، ووزعت بمعنى : حبست ، والدليل على هذا قوله عز وجل : ( رب أوزعني ) معناه : ألهمني ...ص139-140
 
بسم الله

ومن الأقوال التفسيرية التي وردت في كتاب الأضداد لابن الأنباري :

· سمعت أبا العباس يقول : يقال للساكن : رَهْو ، وللواسع : رهو ، وللطائر الذي يقال له الكُركيّ : رهو ؛ قال الله جل وعز : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً ) (الدخان:24) ، فمعناه : ساكناً . [ص150]
· فسِّر قول الله عز وجل : ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )(التين: من الآية6) على ثلاثة أوجه : فقال بعضهم : المحسوب . وقال آخرون : المنون : الذي لا يمن به ، فالله عز وجل لا يمن بإنعامه
على من ينعم عليه ... ، ويقال : الممنون : المقطوع الذي قد ذهبت مُنَّته ، وإنما سميت المنونُ المنونَ لأنها تذهب بمُنَّة الإنسان وتضعفه . [ص156]
· ومما يشبه الأضداد : الأصفر ؛ يقع على الأصفر ، وربما أوقعته العرب على الأسود . قال الله عز وجل : ( صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا )(البقرة: من الآية69) قال بعض المفسرين : هي صفراء ..، وقال آخرون : الصفراء السوداء . وقال جل اسمه : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) (المرسلات:33)
قال عدة من المفسرين : الصفر : السود .... عن الحسن في قوله : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) قال : الصفر : السود . ........... [ ص160-161]
· يقال : خبتِ النار إذا سكنت ، وخبت إذا حميت .... وقول الله جل وعز : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً)(الاسراء: من الآية97) قال بعض المفسرين : معناه توقدت . وهذا ضد الأول . حدثنا محمد بن يونس ، قال : حدثنا بكر بن الأسود ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن اسماعيل ، عن أبي صالح في قوله : (كُلَّمَا خَبَتْ ) قال : معناه كلما حميت . وأخبرنا عبدالله بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج في قوله : (كُلَّمَا خَبَتْ ) قال : خبُوُّها توقدها ؛ فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئاً صارت جمراً تتوهج ؛ فإذا أعادهم الله خلقاً جديداً عاودتهم . عن ابن عباس . قال أبو بكر [ المصنف ] : والذين يذهبون إلى أن الخبو هو السكون يقولون : معنى قوله : (كُلَّمَا خَبَتْ ) : كلما خبت سكنت ، وليس سكونها راحة لهم ؛ لأن النار يسكن لهبها ويتضرم جمرها ؛ هذا مذهب أبي عبيدة . وقال غير أبي عبيدة : نار جهنم لا تسكن البتة ؛ لأن الله تعالى قال : ( لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ ) (الزخرف: من الآية75) ، وإنما الخبو للأبدان . والتأويل : كلما خبت الأبدان زدناهم سعيراً ، أي إذا احترقت جلودهم ولحومهم ، فأبدلهم الله جلوداً غيرها ازداد تسعر النار في حال عملها في الجلود المبدلة . أخبرنا عبدالله ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا عمرو بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة في قوله : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) قال : كلما احترقت جلودهم بُدلوا جلوداً غيرها . [ ص175-176 وللكلام بقية مهمة يرجع إليها من أراد التوسع والفائدة ] .
 
و للشاطبي في "الاعتصام" تفسير لقول الله عز و جل {ورهبانية ابتدعوها ...}

في المجلد الثاني من طبعة دار التوحيد
 
بسم الله

كنت قد ذكرت مقتطفات من أقوال الإمام ابن الأنباري في التفسير من كتابه القيّم : الأضداد .

وهذا الكتاب مليء بالأقوال التفسيرية القيمة ، فأنصح بالرجوع إليه والاستفادة منه .

ومن باب التنبيه أقول : إن ابن الأنباري إمام جليل ، ولأقواله قيمة علمية كبيرة ، ومصنفاته خير برهان على ذلك ، وقد قدم أحد الزملاء موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه حول أقوال هذا الإمام في التفسير ، ولا أدري ما خبرها الآن .

وأنبه أيضاً إلى أنه يحيل في كتابه الأضداد كثيراً على كتاب له بعنوان : الرد على أهل الإلحاد في القرآن فهل هناك أحد يعرف خبر هذا الكتاب ، الذي يبدو من الإحالة عليه أنه من أنفس كتب ابن الأنباري ؟؟
 
بارك الله في المشائخ الفضلاء
لقد قام الشيخ طارق عوض الله محمد جزاه الله خيراً بجمع تفسير ابن رجب الحنبلي من كتبه مثل فتح البارئ والتخويف من النار فعل من أراد أن ينقل التفسير عن ابن رجب الحنبلي فليعد إلى هذا الكتاب وجزاكم الله خير
 
عبارات الشكر قليلة في حق صاحب الفكرة ومن تفاعل لها . فجزاهم الله خيرا أجمعين

ولكن كم كنت أتمنى كغيري أن تتم المشورة في الأمر حتى يتم تجميع الفكرة وترتيبها وتوزيع الأدوار لتوحيد الجهود .... قبل بدء العمل بها

ولا أدري هل بقي بصيص أمل من الاقتراحات أم لا ..

لأننا لو أردنا أن نجمع كل كلام يختص بالتفسير في كل كتاب فهذا يعني أننا سنقرأ كل الكتب .... ولنفرض أن الكتب الدينية تقارب المليون كتاب ... فكل عضو سيتولى عددا من هذه الكتب حتى يتوزع الجميع الأدوار .

فهل نستطيع ذلك ؟

عقلا وفطرة يكون الجواب بــ : لا

إذن هل نكتفي بطريقة من قرأ كتابا _ أي كتاب _ يضع لنا الفوائد التفسيرية التي فيه ؟

أليست هذه الطريقة غير مرتبة ؟

فربما اتفقنا قدرا على قراءة كتاب معين على حساب كتب أخرى .

وربما انشغلنا بكتب قليلة فيها الآيات المفسرة على حساب كتب كثيرة فيها الآيات المفسرة ..

.... الخ

ثم إن انتهينا هل نرتب موضوعا منفردا فنضع كل فائدة استخلصناها تحت ما يناسبها من آيات القرآن بحيث نخرج في نهاية الفكرة والموضوع بتفسير للقرآن من غير كتب التفسير ؟

أسئلة كثيرة وربما عند غيري أكثر ... وأهم سؤال حسب نظري القاصر هو :

هل لو أمضينا ولو ما يقارب ستة أشهر في التفكير فقط في أنسب طريقة .. هل تعد هذه نقطة إيجابية توحد الجهود وتحمسها أم لا ؟

...
 
بسم الله

أشكر الأخ الذي رمز لنفسه بـ (أخوكم) على ما ذكره من استفسارات حول فكرة هذا الموضوع - الذي استشكل طريقته البعض - ، وأود هنا النبيه على أن الغرض من هذا الموضوع ليس ما يفهم من عنوانه ، وإنما الغرض منه فتح أبواب لمن أراد أن يجمع بعض أقوال التفسير من غير كتبه ، ولذلك من قرأ ما كتبته في الحلقات السابقة يجد أني أشير إلى أقوال بعض العلماء الذين لهم أقوال في التفسير في كتب ليست تفسيرية ، ثم أنبه في آخر النقل عن كل عالم ببعض التنبيهات التي تفيد الباحثين .

ففي الرسائل العلمية في الجامعات نجد كثيراً من الرسائل في هذا الإطار ، فهناك مثلاً رسائل جمعت أقوال الأزهري ، والخطابي ، وابن فارس ، والشاطبي ، والقاضي عياض ، وابن رجب ، والحافظ ابن حجر ، وغيرهم .

فمثل هذه النقول التي نذكرها هنا تفتح آفاقاً للبحث وجمع أقوال بعض العلماء عندما يعلم القارئ بأن أقوالهم تستحق الجمع .

وقد أشرت سابقاً إلى أن من العلماء الذين ينبغي العناية بأقوالهم في التفسير - ولم تجمع أقوالهم حسب علمي - :

الخطيب البغدادي ، وأباعبيد القاسم بن سلام ، وأبا حاتم السجستاني .

ولكن يبدو أن الإشكال في عنوان الموضوع ، ولذلك فلعلي أغيره إلى عنوان آخر ، وأنتظر رأيكم جزى الله الجميع خيراً
 
قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ البقرة : 29 ]
وقال تعالى : { أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(27) رَفَعَ سَمْكَــهَـا فَسَوَّاهَـا(28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَـا وَأَخْرَجَ ضُحَـاهَـا(29) وَالْأَرْضَ بَعْـدَ ذَلِكَ دَحَـاهَـا(30) } [النازعات ، الآيات : 27-30 ]
ظاهر آية البقرة وآيات النازعات التعارض ، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أقوالاً في الجمع بينهما ، وقد وقفت على رأي لابن حزم الظاهري (ت : 456 هـ) رحمه الله في الجمع بين تلك الآيات - وذلك عند جمعي لآرائه في التفسير - رأيته مهجوراً على الرغم من وجاهته وقوته .
قال ابن حزم :
وكان مما اعترض به أيضا ً(1) أن ذكر قول الله تعالى: { أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَـا فَسَوَّاهَـا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30) } قال: فذكر في هذه الآية أن دحو الأرض، وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد رفع سمك السماء ، وبعد بنائها وتسويتها وإحكام ليلها ونهارها، ثم قال في آية أخرى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) } قال: فذكر في هذه الآية ضد ما في الأولى، وذلك أن التسوية للسماء كانت بعد خلق ما في الأرض .
قال ابن حزم : والقول في هذا أن بظاهر هاتين الآيتين يكتفي عن طلب تأويل أو تكلف مخرج ، وهو : أنه تعالى ذكر في الآية التي تلونا أولاً: أنه عز وجل بنى السماء ، ورفع سمكها ، وأحكم الدور الذي به يظهر الليل والنهار، وأنه بعد ذلك أخرج ماء الأرض ومرعاها وأرسى الجبال فيها .
وذكر تعالى في الآية الأخرى : أن تسويته تعالى السماوات سبعاً ، وتفريقه بين تلك الطرائق السبع - التي هي مدار الكواكب المتحيرة والقمر والشمس - كان بعد خلقه كل ما في الأرض.
فلم يفرق هذا الجاهل المائق بين قوله تعالى : إنه سوى السماء ورفع سمكها ، وبين قوله تعالى : إنه سواهن سبع سماوات .
وإنما أخبر أن تسوية السماء جملة واختراعها كان قبل دحو الأرض ، وأن دحو الأرض كان قبل أن تقسم السماء على طرائق الكوكب السبع ، فلاح أن الآيتين متفقتان يصدق بعضهما بعضاً . (2)
==========================
(1) يريد ابن النغريلة اليهودي .
(2) رسالة في الرد على ابن النغريلة اليهودي ، ضمن مجموع رسائل ابن حزم ( 3 / 46-47 ) .
 
بسم الله

فهذا موضوع كتبه الشيخ مساعد الطيار وفقه الله هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=541

وله تعلق بهذا القسم ، ومن باب الفائدة وجمع المتفرقات في موضع واحد أنقله هنا :

نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى ، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر ، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها .
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)
وهذه الزاوية نفيسة جدًّا ، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب ، أو من كتب التاريخ ، أو من كتب التراجم ، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد ، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية ، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه ، وينهلون منه .
وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة ، لطولها ، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة .
وهذا الصيد الذي أقدمه لكم من نفائس الوزير الحنبلي ابن هبيرة ( ت : 560 ) ، وهي تدلُّ على فكر ثاقب ، ونظر عميق ، وتدبر في كتاب الله ، وسعة اطلاعٍ في العلم ، وسأرتبها مرقمة ، وسأحذف مما ذكره المصدر ما لا علاقة له بالآيات ، وهو صالح لأن يخرج في كراسٍ صغير مع التعليق عليه ، وموازنته بما ذكره غيره من العلماء في الآيات التي أظهر فيها فوائد والله الموفق .
قال ابن رجب في ذيل الطبقات 1/264
قال ابن الجوزي في المقتبس :
(1) سمعت الوزير يقول : الآيات اللواتي في الأنعام ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ) [الأنعام: من الآية151] محكمات ، وقد اتفقت عليها الشرائع ، وإنما قال في الآية الأولى : ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [البقرة: من الآية73 ] في الثانية : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأنعام: من الآية152] وفي الثالثة : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: من الآية21] ؛ لأن كل آية يليق بها ذلك ، فإنه قال في الأولى : ( أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [الأنعام: من الآية151] والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له ، ويدعوا العقل إلى بر الوالدين ، ونهى عن قتل الولد ، وإتيان الفواحش ؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته ، فكذلك هو ، ينبغي أن يجتنبها ، وكذلك قتل النفس ، فلما لاقتت هذه الأمور بالعقل ، قال : ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ولما قال في الآية الثانية : ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ) [الأنعام: من الآية152] والمعنى : أذكر لو هلكت فصار ولدك يتيماً ، واذكر عند ورثتك ، لو كنت الموروث له ، واذكر كيف تحب العدل لك في القول ؟ فاعدل في حق غيرك ، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن ، فلاق بهذه الأشياء التذكر ، فقال : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأنعام: من الآية152] وقال في الثالثة : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) [الأنعام: من الآية153] ، فلاق بذلك اتقاء الزلل ، فلذلك قال : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: من الآية21] .
(2) قال : وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) [صّ: من الآية80] قال : ليس هذا بإجابة سؤاله ، وإنما سأل الانتظار ، فقيل له : كذا قدر ، لا أنه جواب سؤالك ، لكنه مما فهم .
(3) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) [التوبة: من الآية51] قال : إنما لم يقل : ما كتب علينا ؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن ، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له ، إن كان خيراً فهو له في العاجل ، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل .
(4) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( حِجَاباً مَسْتُوراً ) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير : يقولون : ساتراً ، والصواب : حمله على ظاهره ، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .
(5) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ) [الكهف: من الآية39] قال : ما قال : ما شاء الله كان ولا يكون ، بل أطلق اللفظ ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن .
(6) قال : وتدبرت قوله تعالى : ( لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) [الكهف: من الآية39] فرأيت لها ثلاثة أوجه .
أحدها : أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته ، ويسلم الأمر إلى مالكه .
والثاني : أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله ، فلا يخاف منهم ؛ إذ قواهم لا تكون إلا بالله ، وذلك يوجب الخوف من الله وحده .
والثالث : أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها ، فإن هذه الكلمة بينت أن القوىّ لا يكون إلاَّ بالله .
(7) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) [الكهف:97] قال ( التاء ) من حروف الشدة ، تقول في الشيء القريب الأمر : ما استطعته ، وفي الشديد : ما استطعته ، فالمعنى : ما أطاقوا ظهوره لضعفهم ، وما قدروا على نقله لقوته وشدته .
(8) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ) [طـه: من الآية15] قال : المعنى إني قد أظهرت حين أعلمت بكونها ، لكن قاربت أن أخفيها بتكذيب المشرك بها ، وغفلة المؤمن عنها ، فالمشرك لا يصدق كونها ، والمؤمن يهمل الاستعداد لها .
(9) قال : وقرأت عليه ما جمعه من خواطره ، قال : قرأ عندي قارئ ، قال : ( هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي ) [طـه: من الآية84] فأنكرت في معنى اشتقاقها ، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه ، والله لا يجوز أن يخاطب بهذا ، ولم أر أحداً خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار ، كما قال الله عز وجل : ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ) [النحل: من الآية86] ، ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا ) [لأعراف: من الآية38] وما رأيت أحداً من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه ، والله أعلم .
فأما قوله : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ ) [الزخرف:88] فإنه قد تقدم الخطاب بقوله : يا رب ، فبقيت ( ها ) للتمكين ، ولما خاطب الله عز وجل المنافقين ، قال : ( هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [النساء: من الآية109] وكرم المؤمنين بإسقاط ( ها ) فقال : ( هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ ) [آل عمران: من الآية119] وكان التنبيه للمؤمنين أخف .
(10) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ ) [الانبياء: من الآية110] المعنى : أنه إذا اشتدت الأصوات وتغالبت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان . والله عز وجل يسمع كلام كل شخص بعينه ، ولا يشغله سمع عن سمع .
(11) قال : وقوله : ( قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) [الانبياء: من الآية112] قال : المراد منه : كن أنت أيها القائل على الحق ؛ ليمكنك أن تقول : احكم بالحق ، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق .
(12) وقال في قوله تعالى : ( لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ) [النور: من الآية53] قال : وقع لي فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن المعنى : لا تقسموا واخرجوا من غير قسم ، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم ؛ فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه .
والثاني : أن المعنى نحن نعلم ما في قلوبكم ، وهل أنتم على عزم الموافقة للرسول في الخروج ؟ فالقسم هاهنا إعلام منكم لنا بما في قلوبكم . وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب .
والثالث : أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم ، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم . وبهذا المعنى وقع المتنبي ، فقال :
وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم
(13) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ ) [الفرقان:8] قال : العجب لجهلهم حين أرادوا أن يلقى إليه كنز أو تكون له جنة . ولو فهموا علموا أن كل الكنوز له وجميع الدنيا ملكه . أو ليس قد قهر أرباب الكنوز ، وحكم في جميع الملوك ؟ وكان من تمام معجزاته أن الأموال لم تفتح عليه في زمنه ؛ لئلا يقول قائل قد جرت العادة بأن إقامة الدول ، وقهر الأعداء بكثرة الأموال ، فتمت المعجزة بالغلبة والقهر من غير مال ، ولا كثرة أعوان ، ثم فتحت الدنيا على أصحابه ، ففرقوا ما جمعه الملوك بالشره ، فأخرجوه فيما خلق له ، ولم يمسكوه إمساك الكافرين ، ليعلموا الناس بإخراج ذلك المال : أن لنا داراً سوى هذه ، ومقراً غير هذا .
وكان من تمام المعجزات للنبي  : أنه لما جاءهم بالهدى فلم يقبل ، سلّ السيف على الجاحد ، ليعلمه أن الذي ابتعثني قاهر بالسيف بعد القهر بالحجج .
ومما يقوي صدقه أن قيصر وكبار الملوك لم يوفقوا للإيمان به ؛ لئلا يقول قائل : إنما ظهر لأن فلان الملك تعصب له فتقوى به ، فبان أن أمره من السماء لا بنصرة أهل الأرض .
(14) وقال في قوله تعالى : ( فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ) [الفرقان: من الآية19] قال : المعنى : فقد كذبكم أصنامكم بقولكم ؛ لأنكم ادعيتم أنها الآلهة وقد أقررتم أنها لا تنفع فإقراركم يكذب دعواكم .
(15) وقال في قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ) [الفرقان: من الآية20] قال : فهو يدل على فضل هداية الخلق بالعلم ، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع ؛ فإن النبي  كالطبيب ، والطبيب يكون عند المرضى ، فلو انقطع عنهم هلكوا .
(16) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ) [النمل: من الآية19] قال : هذا من تمام برّ الوالدين . كأن هذا الولد خاف أن يكون والده قصرا في شكر الرب عز وجل ، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ؛ ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا .
(17) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ ) [القصص: من الآية80] قال : إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء ، فمن كان هكذا فهو عالم . ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم .
(18) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ) [القصص: من الآية71] وفي الآية التي تليها : ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) [القصص: من الآية72] قال : إنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار ؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار ، ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل .
وقال المبرد : سلطان السمع في الليل ، وسلطان البصر في النهار .
(19) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) [فاطر: من الآية3] قال : فطلبت الفكر في المناسبة بين ذكر النعمة وبين قوله تعالى : ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) [فاطر: من الآية3] فرأيت أن كل نعمة ينالها العبد فالله خالقها ، فقد أنعم بخلقه لتلك النعمة ، وبسوقها إلى المنعم عليه .
(20) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ) [سـبأ: من الآية46] قال : المعنى : أن يكون قيامكم خالصاً لله عز وجل ، لا لغلبة خصومكم ، فحينئذ تفوزون بالهدى .
(21) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) [يّـس: من الآية20] وفي الآية الأخرى : ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ) [القصص: من الآية20] فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره : أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه ؛ فإن الناس يقولون : الرئيس الأجل فلان ، فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه ، وهو صاحب يس أمر بالمعروف ، وأعان الرسل ، وصبر على القتل ، والآخر إنما حذر موسى من القتل ، فسلم موسى بقبوله مشورته . فالأول هو الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف . فاستحق الأول الزيادة . ثم تأملت ذكر أقصى المدينة ، فإذا الرجلان جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف ، ولم يتقاعدا لبعد الطريق .
(22) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي ) [يّـس: من الآية 26ـ27] قال : المعنى : يأتيهم يعلمون بأي شيء وقع غفرانه . والمعنى : أنه غفر لي بشيء يسير فعلته ، لا بأمر عظيم .
(23) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ . إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ . فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [الدخان: من الآية 34ـ37] قال : ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا ، وليس كذلك ؛ فإن الذي سألوا لا يصلح أن يكون دليلاً على البعث ؛ لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم ، ولا على من تأخر ، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدا ، ولمن تأخر خبراً ، اللهم إلا أن يجيء لكل واحد أبوه ، فتصير هذه الدار دار البعث . ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى ، كتبع ، لا أنتم يا أهل مكة ، فإنكم لا تعرفون في بقاع الأرض .
(24) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) [غافر: من الآية7] قال : علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين ، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم . وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه ، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده ، حيث تحته على إكرام محبوبه .
(25) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً ) [الواقعة: من الآية65] ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) [الواقعة: من الآية70] قال : تأملت دخول اللام وخروجها ، فرأيت المعنى : أن اللام تقع للاستقبال ، تقول : لأضربنك ، أي فيما بعد ، لا في الحال . والمعنى ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ . لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً ) [الواقعة: من الآية 63ـ65] أي : في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد ، وذلك أشد العذاب ، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع ، واجتماع الدين عليه ، لرجاء القضاء بعد الحصاد ، مع فراغ البيوت من الأقوات .
وأما في الماء : فقال : ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) [الواقعة:70] أي الآن ؛ لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان ، وادخر منه الإنسان .
(26) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) [الممتحنة: من الآية5] قال : المعنى : لا تبتلينا بأمر يوجب افتتان الكفار بنا ، فإنه إذا خذل المتقي ونصر العاصي فتن الكافر ، وقال : لو كان مذهب هذا صحيحاً ما غلب …

(27) وذكر صاحب سيرة الوزير قال : سمعته يقول في قوله تعالى : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هِيَ عَصَايَ ) [طـه:18ـ17] قال : في حمل العصا عظة ؛ لأنها من شيء قد كان نامياً فقطع ، فكلما رآها حاملها تذكر الموت .
قال : ومن هذا قيل لابن سيرين رحمه الله : رجل رأى في المنام أنه يضرب بطبل ؟ فقال : هذه موعظة ؛ لأن الطبل من خشب قد كان نامياً فقطع ، ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح . وهذا أثر الموعظة .
(28) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) [البقرة: من الآية10] قال : المريض يجد الطعوم على خلاف ما هي عليه ، فيرى الحامض حلواً ، والحلو مراً . وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلاً ، والباطل حقاً …

(29) قال وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ) [المدثر:25] قال : العرب لا تعرف ذا ولا هذا إلا في الإشارة إلى الحاضر . وإنما أشار هذا القائل إلى هذا المسموع . فمن قال : إن المسموع عبارة عن القديم ، فقد قال : هذا قول البشر …
(30) وكان يقول في قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ) [الأنعام: من الآية123] إنه على التقديم والتأخير ، أي : جعلنا مجرميها أكابر …
(31) وقال : الحبس غير مشروع إلا في مواضع .
أحدها : إذا سرق فقطعت يمينه ، ثم سرق فقطعت رجله ، ثم سرق : حبس ولم يقطع ، في إحدى الروايتين .
الثاني : أمسك رجل رجلاً لآخر فقتله : حبس الممسك حتى يموت ، في إحدى الروايتين أيضاً .
الثالث : ما يراه الإمام كفَّا لفساد مفسد ؛ لقوله تعالى : ( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ) [صّ:38] وما يراه أبو حنيفة في قطاع الطريق ، فإنه يحبسهم حتى يتوبوا ، فأما الحبس على الدين فمن الأمور المحدثة ، وأول من حبس فيه شريح القاضي ، وقضت السنة في عهد رسول الله  وأبي بكر وعمر وعثمان : أنه لا يحبس على الدين ، ولكن يتلازم الخصمان .
فأما الحبس الذي هو الآن فإني لا أعرف أنه يجوز عند أحد من المسلمين . وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم ، غير متمكنين من الوضوء والصلاة ، ويتأذون بذلك بحره وبرده . فهذا كله محدث . ولقد حرصت مراراً على فكه ، فحال دونه ما قد اعتاده الناس منه ، وأنا في إزالته حريص والله الموفق .
(32) وقال في حديث الزبير في شراج الحرة : فيه جواز أن يكون السقي للأول ، ثم الذي بعده . إلا أن هذا في النخل خاصة ، وما يجري مجراه . وأما الزرع وما لا يصبر على العطش أكثر من جمعة ونحو ذلك : فإن الماء يتناصف فيه بالسوية ، كما قال تعالى : ( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ) [القمر: من الآية28] .
(33) وقال في سورة الضحى لما توالى فيها قسمان ، وجوابان مثبتان ، وجوابان نافيان ، فالقسمان : ( وَالضُّحَى . وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) [الضحى: 1ـ2] والجوابان النافيان : ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) [الضحى:3] والجوابان المثبتان : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى . وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) [الضحى: 4ـ5] .
ثم قرر بنعم ثلاث ، وأتبعهن ثلاث : كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها .
فإحداهن : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ) [الضحى:6] وجوابها : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) [الضحى:9] .

والثانية : ( وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) [الضحى:7] فقابلها بقوله : ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) [الضحى:10] وهذا لأن السائل ضال يبغي الهدى .
والثالثة : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) [الضحى:8] فقابلها بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) [الضحى:11] .
وإنما قال : ( وَمَا قَلَى ) [الضحى: من الآية3] ولم يقل : وما قلاك ؛ لأن القلى بغض بعد حب ، وذلك لا يجوز على الله تعالى . والمعنى : وما قلى أحداً قط ، ثم قال : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ) [الضحى:4] ولم يقل : خير من الإطلاق . وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك .
وقوله : ( فَآوَى ) [الضحى: من الآية6] ولم يقل : فآواك ، لأنه أراد : آوى بك إلى يوم القيامة …
(34) وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه ( الإفصاح ) فوائد غريبة .
فذكر في أول كلامه : أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة محدثة ، فلا يقال : هذه مساجد أصحاب أحمد ، فيمنع منها أصحاب الشافعي ، ولا بالعكس ؛ فإن هذا من البدع . وقد قال تعالى في المسجد الحرام : ( سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) [الحج: من الآية25] وهو أفضل المساجد …
انتهى ، ولله الحمد والمنة . انتهى ما أورده الشيخ مساعد

وأود التنبيه هنا أن كتاب الإفصاح لابن هبيرة يحتاج للرجوع إليه حتى يعلم هل لابن هبيرة أقوال تفسيرية تصلح أن تكون بحثاً للماجستير أو للدكتوراه ؛ لأن أقواله كما هو ظاهر لها قيمة علمية ، وهي جديرة بالبحث
 
وجدت للإمام محمد بن سلام الجمحي (ت231هـ) رحمه الله في كتابه الثمين (طبقات فحول الشعراء) بتحقيق الشيخ محمود شاكر رحمه الله ما يلي :

قال محمد بن سلام : قال يونس : - أي ابن حبيب - كل شيء في القرآن :(فَأَتْبَعَهُ) : أي طَالَبَه ، و(اْتَّبَعَه) ، يتلوه.
قال المحقق في الحاشية : هذا الفرق غير واضح في كتب اللغة ، ولم يذكروا مقالة يونس ، وانظر: اللسان ومشارق الأنوار.
وهذا يدخل في باب الفروق اللغوية وأثرها في التفسير ، وقد بحثها شيخنا الدكتور محمد الشايع في كتابه ( الفروق اللغوية وأثرها في التفسير).
أحببت أن أذكر هذه الفائدة هنا لعل أحداً يزيدها أيضاحاً من الإخوة وفقهم الله.
 
بسم الله

الفرق بين ( أَتبع ) و ( اتّبع ) تكلم عنه المفسرون وغيرهم عند تفسيرهم لآية سورة الكهف : ( فأتبع سبباً ) ففيها قراءتان سبعيتان .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره : ( وقوله: فأتبع سببـا اختلفت القراء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الـمدينة والبصرة: «فـاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، بـمعنى: سلك وسار، من قول القائل: اتبعت أثر فلان: إذا قـفوته وسرت وراءه.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة فأتبع بهمز، وتـخفـيف التاء، بـمعنى لـحق.
وأولـى القراءتـين فـي ذلك بـالصواب: قراءة من قرأ: «فـاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، لأن ذلك خبر من الله تعالـى ذكره عن مسير ذي القرنـين فـي الأرض التـي مكن له فـيها، لا عن لـحاقه السبب )

وصنيع ابن جرير يدل على أن بينهما فرقاً .

وجاء في تفسير القرطبي : ( {فأتبع سببا} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي «فأتبع سببا» مقطوعة الألف. وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو «فاتبع سببا» بوصلها؛ أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها. قال الأخفش: تبعته وأتبعته بمعنى؛ مثل ردفته وأردفته، ومنه قوله تعالى: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (الصافات: 10) ومنه الإتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح. قال النحاس: واختار أبو عبيد قراءة أهل الكوفة قال: لأنها من السير، وحكى هو والأصمعي أنه يقال: تبعه واتبعه إذا سار ولم يلحقه، وأتبعه إذا لحقه؛ قال أبو عبيد: ومثله {فأتبعوهم مشرقين} (الشعراء: 60). قال النحاس: وهذا من التفريق وإن كان الأصمعي قد حكاه لا يقبل إلا بعلة أو دليل.وقوله عز وجل: {فأتبعوهم مشرقين} ليس في الحديث أنهم لحقوهم، وإنما الحديث: لما خرج موسى عليه السلام وأصحابه من البحر وحصل فرعون وأصحابه انطبق عليهم البحر.
والحق في هذا أن تبع واتبع وأتبع لغات بمعنى واحد، وهي بمعنى السير، فقد يجوز أن يكون معه لحاق وألا يكون.)

وقال أبو حيان : ( والظاهر أنهما بمعنى واحد. )

ولعل ما ذهب إليه ابن جريرمن التفريق بينهما أرجح والله أعلم .





وبعد هذا الاستطراد نعود إلى الموضوع الأصلي ، وهو التفسير من غير كتب التفسير ، فأقول :

إن في كتب الإمام البيهقي[ المتوفى :458 ] أقوالاً كثيرة قيمة في التفسيرتحتاج إلى جمع ودراسة ، فإن لم تكن قد جمعت فهي تستحق أن تجعل مشروعاً لعدة رسائل في التفسير .

ولعلي أذكر شيئاً من أقواله مستقبلاً إن شاء الله تعالى .
 
بسم الله

من الأئمة الكبار الذين لهم أقوال في التفسير تستحق الجمع والدراسة الإمام المحدث الحافظ ابن خزيمة صاحب الصحيح ، وهذا نص قيم من كتابه التوحيد :

قال رحمه الله تعالى :
( ·
((82): (باب ذكر الدليل على أن قوله عز وجل-):
(وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم يحييكم) ليس ينفي أن الله (عز وجل) يحيى الآنسان أكثر من مرتين.
على أن من ادعى ممن انكر عذاب القبر،وزعم أن الله لا يحيى احداً في القبر قبل يوم القيامة، احتجاجاً بقوله: (ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين..).
وهذه الآية من الجنس التي قد أعلمت في مواضع من كتبنا في ذكر العدد الذي لا يكون نفياً لما زاد على ذلك العدد فافهموه لا تغطالوا.
قال الله (عز وجل): (او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيى هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فقد احيا الله (عز وجل) هذا العبد مرتين قبل البعث يوم القيامة (وسيبعث يوم القيامة)، فهذه الآية: تصرح أن الله (تعالى) (قد احيا هذا العبد مرتين اذ) قد احياه المره الثانية بعد مكثه ميتاً مائة سنة، وسيحييه يوم القيامة، فيبعثه، وقال جل وعلا: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم).
وقد كنت بينت في كتابي الاول كتاب معاني القرآن أن هذا الامر أمر تكوين، اماتهم الله بقوله (موتوا) لأن سياق الآية دال على أنهم ماتوا والاحياء إنما كان بعد الاماتة، لأن قوله عزوجل: (ثم احياهم)، دال على أنهم قد كانوا ماتوا فأحياهم الله بعد الموت، فهذه الجماعة قد احياهم الله مرتين، قبل البعث، وسيبعثهم الله يوم القيامة احياء، فالكتاب دال على أن الله يحيى هذه الجماعة مع ما تقدم من احياء الله إياهم ثلاث مرات.
لو كان كما ادعت هؤلاء الجهلة أن الله (عز وجل) لا يحيى احداً في القبر قبل وقت البعث فكيف وقد ثبت في كتاب الله وسنن نبيه ‘ خلاف دعواهم الداحضة، خبر الله (عز وجل): أن آل فرعون يعرضون علىالنار غدواً وعشياً، وسياق الآية دال على أن النار، إنما تعرض عليهم غدواً وعشياً قبل يوم القيامة ومحال أن تعرض النار على جسد لا روح فيه، ولا يعلم أن النار تعرض عليه، والنبي ‘ قد أخبر أيضاً أن النار تعرض على كل ميت إذا كان من اهلها، كذلك أخبر أن الجنة تعرض على كل ميت غدواً وعشياً إذا كان من اهلها.

(....): حدثنا يحيى بن حكيم قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ‘ قال: "إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعدة بالغداة والعشي، أن كان من أهل النار، فقالوا: هذا مقعدك حتى تبعث إليه".
قال أبوبكر: قد أمليت طرق هذا الخبر في كتاب الجنائز في أبواب عذاب القبر، وهذا الخبر يبين ويوضح أن المقبور يحيا في قبره، ويبين ويوضح أيضاً: أن الجنة والنار مخلوقتان، لا كما ادعت الجهمية أنهما لم تخلقا بعد فاسمعوا خبراً يدل على مثل ما دلت عليه الآي التي تلوتها، والبيان أن الله (عز وجل) يحيى المقبور قبل البعث يوم القيامة مما لم اكن ذكرته في أبواب عذاب القبر، إذ ليس في الاخبار التي اذكرها ذكر العذاب، إنما فيها ذكر الاحياء في القبر دون ذكر العذاب.)
 
بسم الله

ومن أقوال الإمام أبي بكر ابن خزيمة في التفسير من كتابه التوحيد :

( على إني قد أعلمت في بعض كتبي أن العرب قد تضع الواو في موضع أو، كقوله تعالى: )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع( ولا شك ولا امتراء أن معناه، أو ثلاث أو رباع. )


ومنها قوله : ( فاما دعواهم: أن (قط) انها: الكتاب، فعلماء التفسير قد اختلفوا في تأويل هذه اللفظة. ولسنا نحفظ عن أحد منهم أنهم تأولوا (قط: الكتاب)

31- (138): حدثنا محمد بن يحيى، قال ثنا بن يوسف، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: في قوله (عجل لنا قطنا) قال: عذبنا وثنا محمد بن يخيى، قال: ثنا ابن يوسف، قال: ثنا سفيان، عن اشعث بن سوار، عن الحسن في قوله (ربنا عجل لنا قطنا): قال " عقوبتنا "

32- (139): حدثنا عمي إسماعيل بن خزيمة، قال: ثنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: " نصيبنا من النار".

33- (139): حدثنا محمد بن يحيى، قال:ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان عن ثابت بن هرمز، عن سعيد بن جبير، في قوله: (عجل لنا قطنا) قال: نصيبنا من الجنة.

34- (141): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن سعيد بن جبير: (عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب): قال: " نصيبنا من الآخرة "

35- (142): حدثنا عمي " إسماعيل "، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن عطاء الخراساني، في قوله (قطنا) قال: "قضاءنا".

36- (143): حدثنا محمد بن عمر المقدمي ثنا شعث بن عبدالله، عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله (عجل لنا قطنا) قال: "رزقنا".




ومنها قوله : ( والله (جل وعلا) قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من خلقه.
ودل ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، (فقال (عز وجل): (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وهذه الآية من الجنس الذي نقول: مجملة غير مسفرة، معناها: (قل يا محمد: لو كان البحر مداداً لكلمات ربي فكتبت به كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد) كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا.
والآية المفسرة لهذه الآية: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (إن الله عزيز حكيم)..).
فلما ذكر الله الاقلام في هذه الآية، دل ذوي العقول بذكر الاقلام أنه اراد: لو كان ما في الأرض، من شجرة أقلام، يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مداداً فنفد ماء البحر لو كان مداداً لم تنفد كلمات ربنا.
وفي قوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) أيضاً ذكر مجمل، فسره بالآية الأخرى، لم يرد في هذه الآية: أن لو كتبت بكثرة هذه الاقلام، بماء البحر كلمات الله، وإنما أراد، لو كان ماء البحر مداداً كما فسره في الآية الأخرى.
وفي قوله جل وعلا: (لو كان البحر مداداً) الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار، في هذه الآية، أي (على البحار كلها)، واسم البحر قد يقع على البحار كلها لقوله: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك..) الآية.
وكقوله: (والفلك تجري في البحر بأمره)، والعلم محيط أنه لم يرد في هاتين بحراً واحداً من البحار، لأن الله يسير من أراد من عباده في البحار.
وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر الله، لا أنها كذا في بحر واحد وقوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة اقلام) يشبه أن يكون من الجنس الذي يقال: إن السكت ليس خلاف النطق، لم يدل الله بهذه الآية أن لو زيد من المداد على ماء سبعة أبحر لنفدت كلمات الله (جل وعلا) عن أن تنفد كلماته.
والدليل على صحة ما تأولت هذه الآية: أن الله جل وعلا: قد أعلم في هذه الآية الاخرى، أن لو جيء بمثل البحر مداداً لم تنفد كلمات الله.
معناه لو جيء بمثل البحر مداداً، فكتب به أيضاً كلمات لم تنفد. واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلها، ولو كان معنى قوله في هذا الموضع (قل لو كان البحر مداداً) بحراً واحداً، لكان معناه في هذا الموضع) (أنه لو كان به بحر واحد، لو كان مداداً لكلمات الله) وجئ بمثله أي ببحر ثان لم تنفد كلمات الله.
فلم يكن في هذه الآية دلالة أن المداد لو كان أكثر من بحرين فكتب بذلك أجمع كلمات الله نفدت كلمات الله.
لأن الله قد أعلم في الآية الأخرى: أن السبعة الأبحر لو كتب بهن جميعاً كلمات الله لم تنفد كلمات الله.)

وأختم بهذا القول له :


قال أبوبكر: وقد اختلف عن ابن عباس في تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى): فروى بعضهم عنه أنه رآه بفؤاده.

11- (282): حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: ثنا عبدالله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن زياد بن حصين عن أبي العاليه، عن ابن عباس _ما في قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى) قال: "رآه بفؤاده".

12- (283): حدثنا عمي: إسماعيل، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، قال: (رآه بقلبه).

13- (284): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي يلمة عن ابن عباس _ما قال: قدر رأى محمد ربه.

14- (285): حدثنا أبو موسى، وبندار قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: (فأوحى إلى عبده ما أوحى)، قال: عبده: محمد.
وقال قتادة: قال الحسن: "عبده جبريل".
قال بندار: قال الحسن: (عبده: جبريل لم يقولاها هنا).

15- (286): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، قال: ثنا سفيان عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس _ما، قال: (رآه مرتين).
قال أبوبكر: احتج بعض أصحابنا بهذا الخبر أن ابن عباس _ما وأبا ذر كانا يتأولأن هذه الآية أن النبي ‘ رأى ربه بفؤاده لقوله بعد ذكر ما بينا (فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى).
وتؤول أن قوله: (ثم دنا فتدلى) إلى قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى): أن النبي ‘ دنا من خالقه (عز وجل) قاب قوسين أو أدنى، وإن الله (عز وجل) أوحى إلى النبي ‘ (ما أوحى، وإن فؤاد النبي ‘) لم يكذب ما رأى، يعنون رؤيته خالقه جل وعلا.
قال أبوبكر:" وليس هذا التأويل الذي تأولوه لهذه الآية بالبين، وفيه نظر، لأن الله إنما أخبر في هذه الآية أنه رأى من آيات ربه الكبرى.
ولم يعلم الله في هذه الآية أنه رأى ربه جل وعلا. وآيات ربنا ليس هو ربنا جل وعلا. فتفهموا لا تغالطوا في تأويل هذه الآية.)



وأخيراً ؛ أؤكد على أهمية بحث أقوال هذا الإمام في التفسير ودراستها ، فلعل أحد طلبة الدراسات العليا يسجله موضوعاً للماجستر ، و لن يندم إن شاء الله
 
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين

ومن أقوال التفسير من غير كتبه ما أورده الإماممحمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة ، ومنها قوله :

( باب
ذكر قول الله عز وجل : وتقلبك في الساجدين


قال محمد بن الحسين رحمه الله : اعلموا رحمنا الله وإياكم ، أن النكاح كان في الجاهلية على أنواع غير محمودة ، إلا نكاحاً واحداً ، نكاح صحيح : وهو هذا النكاح الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، يخطب الرجل إلى الرجل وليته ، فيزوجه على الصداق وبالشهود ، فرفع الله عز وجل قدر نبينا صلى الله عليه وسلم ، وصانه عن نكاح الجاهلية ، ونقله في الأصلاب الطاهرات بالنكاح الصحيح ، من لدن آدم عليه السلام ، ينقله من أصلاب الأنبياء ، وأولاد الأنبياء ، حتى أخرجه بالنكاح الصحيح صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال : أشهد على أبي يحدثني ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم ، إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء .
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الشاهد قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري قال : أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : أن رسول الله في صلى الله عليه وسلم قال : خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح .
وحدثنا أبو سعيد أيضاً قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا الحسن بن بشير الهمداني قال : حدثنا الوليد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس فى قول الله عز وجل : وتقلبك في الساجدين قال : ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه .


وهذا القول الذي ذكره في تفسيرهذه الآية لم أره في تفسير ابن جرير رحمه الله
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لست أدري ان كانت هذه المشاركة على شرطكم أم لا ؟

جمعت من مطالعاتي لكتاب " المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر " مطبعة نهضة مصر بالقاهرة ، دون تاريخ ، بتحقيق الدكتورين: أحمد الحوفي ، وبدوي طبانة في أربع مجلدات ، لابن الأثير الصاحب ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الاثير الجزري ، الكاتب البليغ المتوفى سنة 637 ه ، مجموعة من النكت و الفوائد المتعلقة بالاعجاز البياني في القرآن الكريم ، و سانشر اولاها اليوم فان كانت في المستوى ، اواصل نشر الباقي و الا فنبهوني حتى اتوقف.

'' ابن الاثير هو الصاحب العلامة الوزير ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الاثير الجزري مولده بجزيرة ابن عمر في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، وتحول منها مع أبيه وإخوته، فنشأ بالموصل، وحفظ القرآن، وأقبل على النحو واللغة والشعر والاخبار.
ولإبن الأثير هذا أخوان يعرف كل منهما أيضا بابن الاثير الجزري. احدهما الأكبر و هو المحدث المشهور مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري ، صاحب " جامع الأصول " و " النهاية في غريب الحديث " المتوفى سنة 606 ه .
والأخ الثاني هو المؤرخ المشهور ، عز الدين واسمه علي بن محمد بن محمد بن الاثير الجزري توفي سنة 630 ، صاحب " الكامل في التاريخ " و " " كتاب اخبار الصحابة " و غيرها.
(لمزيد من المعلومات ينظر ترجمته عند الامام الذهبي تذكرة الحفاظ : 4 / 1316 ، الاعلام للزركلي : 7 / 125 ، مرآة الجنان وعبرة اليقطان في معرفة حوادث الزمان وتقليب أحوال الإنسان - أبو محمد عبدالله بن أسعد بن علي اليمني المعروف باليافعي : 2 / 176).

'' كانوا ثلاثة اخوة فضلاء، رأيت منهم الضياء، كان شيخاً حسن الصورة فاضلاً حلو الحديث كريم الطبع، له تصانيف كثيرة منها: المثل السائر كتاب في علم البيان في غاية الحسن، وكتاب في شرح الألفاظ الغريبة التي وردت في أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وغيرهما.
'( آثار البلاد و أخبار العباد 1/ 143 ).


[align=center]الصناعة اللفظية :[/align]

وقد رأيت جماعةً من مدعي هذه الصناعة [ البيان و الفصاحة ] يعتقدون أن الكلام الفصيح هو الذي يعز فهمه، ويبعد متناوله، وإذا رأوا كلاماً وحشياً غامض الألفاظ يعجبون به ويصفونه بالفصاحة، وهو بالضد من ذلك لأن الفصاحة هي الظهور والبيان، لا الغموض والخفاء.
وسأبين لك ما تعتمد عليه في هذا الموضع، فأقول: الألفاظ تنقسم في الاستعمال إلى جزلة ورقيقة، ولكل منهما موضع يحسن استعماله فيه.
فالجزل منها يستعمل في وصف مواقف الحروب، وفي قوارع التهديد والتخويف، وأشباه ذلك.
وأما الرقيق منها فإنه يستعمل في وصف الأشواق وذكر أيام البعاد، وفي استجلاب المودات،وملاينات الاستعطاف، وأشباه ذلك.
ولست أعني بالجزل من الألفاظ أن يكون وحشياً متوعراً عليه عنجهية البداوة، بل أعني بالجزل أن يكون متيناً على عذوبته في الفم ولذاذته في السمع، وكذلك لست أعني بالرقيق أن يكون ركيكاً سفسفاً،وإنما هو اللطيف الرقيق الحاشية الناعم الملمس ، وسأضرب لك مثالاً للجزل من الألفاظ والرقيق، فأقول:

انظر إلى قوارع القرآن عند ذكر الحساب والعذاب والميزان والصراط، وعند ذكر الموت ومفارقة الدنيا، وما جرى هذا المجرى، فإنك لا ترى شيئاً من ذلك وحشي الألفاظ، ولا متوعراً،ثم انظر إلى ذكر الرحمة والرأفة والمغفرة، والملاطفات في خطاب الأنبياء، وخطاب المنيبين والتائبين من العباد، وما جرى هذا المجرى، فإنك لا ترى شيئاً من ذلك ضعيف الألفاظ ولا سفسفاً.
فمثال الأول وهو الجزل من الألفاظ قوله تعالى:
" وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ{68} وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ{70} وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ{71} قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ{72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ{73} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{74} [ سورة الزمر الآيات 68 – 74 ].
فتأمل هذه الآيات المضمنة ذكر الحشر على تفاصيل أحواله وذكر النار والجنة، وانظر هل فيها لفظة إلا وهي سهلة مستعذبة على ما بها من الجزالة ؟؟.
وكذلك ورد قوله تعالى
: { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }الأنعام94.
وأما مثال الثاني: وهو الرقيق اللفظ فقوله تعالى في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم : { وَالضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} الضحى... إلى آخر السورة، وكذلك قوله تعالى في ترغيب المسألة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186.
وهكذا ترى سبيل القرآن الكريم في كلا هذين الحالين من الجزالة والرقة، و يستحيل أن يقاس به كلام العرب الأول في الزمن القديم مما ورد نثراً أو نظما.

لمقالة الأولى : 1 / 59 -60.
فصل : في الصناعة اللفظية
باب : في اللفظة المفردة.
 
حياك الله يا أبا مجاهد ..
والموضوع كذلك من الموضوعات الطريفة المهمة التي تفاعل معها الجميع.
 
عودة
أعلى