تفاؤل
New member
أقوال العلماء في سبب سقوط البسملة من سورة براءة.
بسم1
اختلف العلماء في تأويل سقوط البسملة على سبعة أقوال:
القول الأول :
أن ذلك على عادة العرب إذا كتبوا كتابا فيه نقض عهد أسقطوا منه البسملة، فلما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه ليقرأها عليهم في الموسم، قرأها، ولم يبسمل على عادة العرب في شأن نقض العهد، نقل هذا القول عن المبرد وبعض أهل العلم كما ذكر القرطبي. ([1])
القول الثاني :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب في صلح الحديبية (بسم الله الرحمن الرحيم) لم يقبلوها وردوها فما ردها الله عليهم، ذكره ابن الجوزي ، ونسبه إلى عبد العزيز بن يحيى المكي.([2])
القول الثالث:
أن سورة «براءة» نسخ أولها فسقطت معه البسملة، وهذا القول رواه ابن وهب ، وابن القاسم، وابن عبد الحكم ، عن مالك وعن ابن عجلان ، وعن سعيد بن جبير، أنها كانت تعدل سورة «البقرة» كما ذكر ابن العربي وعن حذيفة رضي الله عنه، قال : ما تقرؤون ربعها، يعني براءة . ([3])
القول الرابع:
أن الصحابة لما اختلفوا : هل «براءة» و «الأنفال» سورة واحدة أو سورتان ، تركوا بينهما فرجة لقول من قال : أنهما سورتان ، وتركوا البسملة لقول من قال : هما سورة واحدة ، فرضي الفريقان وثبتت حجتاهما في المصحف، قاله خارجه وأبو عصمة كما ذكر القرطبي.([4])
القول الخامس:
أن عثمان رضي الله عنه ألحق التوبة بالأنفال لأنه ظن أنهما سورتان لمشابهتهما لبعض، ودليلهم : ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :" قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتموهما في السبع الطوال فما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أنزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب عنده ، فيقول : «ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا» ، وتنزل عليه الآيات فيقول : «ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» ، وكانت «الأنفال» من أوائل ما أنزل بالمدينة ، و«براءة» من آخر ما أنزل من القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها ، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتها في السبع الطول " ([5]) . رجح هذا القول ابن العربي واختاره الشنقيطي في أضواء البيان. ([6])
القول السادس :
أن البسملة رحمة وأمان و «براءة» نزلت بالسيف، فليس فيها أمان، وهذا القول مروي عن علي رضي الله عنه كما أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: "سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان و براءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان "([7]) وحكي هذا القول عن سفيان بن عيينة وعن الحسن وقتادة ومجاهد ، واختاره الشاطبي فقال:
ومهما تصلها أو بدأت براءة لتنزيلها بالسيف لست مبسملا.
وقال الباقلاني: "وعليه الجمهور من أهل العلم".([8])
القول السابع :
أن البسملة لم تكتب في هذه السورة ; لأن جبريل لم ينزل بها، ذكره القرطبي عن القشيري ورجحه. ([9])
بعد تأمل الأقوال السابقة نجد أنها ترجع إلى أمرين :
([1]) القرطبي (8/61) .
([2]) زاد المسير (3/390).
([3])أخرجه الحاكم في المستدرك (2/330) (3274) وانظر: أحكام القرآن لابن العربي (4/160)القرطبي (8/62).البرهان (1/262).
([4]) القرطبي (8/62).
([5]) أخرجه أحمد (1/460)(399) أخرجه الترمذي (5/123)(3086) ، والبزار (2/8) (344) ، والنسائي في " الكبرى "(5/10) (8007) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص(114) (97) من طريق يحيى بن سعيد القطان .وأخرجه أبو داود (1/287) (786) (787) ، وابن حبان (1/230)(43) ، والحاكم (2/241)(2857) ، والبيهقي (2/465) (2415) من طرق عن عوف بن أبي جميلة ، به . وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
([6]) أحكام القرآن لابن العربي (4/160) أضواء البيان (2/113) .
([7]) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/360) (3273) وقال عنه الحافظ ابن حجر في"اتحاف المهرة " (11/510)
: إسناده ضعيف جدا.
([8])الكشف والبيان (5/5) ، بحر العلوم (2/37) ،النكت والعيون (2/347)،زاد المسير (3/390) ،حرز الأماني ص26 ،إبراز المعاني (1/68).
([9])القرطبي (8/63).
([10]) الإتقان (1 /214 .(
بسم1
اختلف العلماء في تأويل سقوط البسملة على سبعة أقوال:
القول الأول :
أن ذلك على عادة العرب إذا كتبوا كتابا فيه نقض عهد أسقطوا منه البسملة، فلما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه ليقرأها عليهم في الموسم، قرأها، ولم يبسمل على عادة العرب في شأن نقض العهد، نقل هذا القول عن المبرد وبعض أهل العلم كما ذكر القرطبي. ([1])
القول الثاني :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب في صلح الحديبية (بسم الله الرحمن الرحيم) لم يقبلوها وردوها فما ردها الله عليهم، ذكره ابن الجوزي ، ونسبه إلى عبد العزيز بن يحيى المكي.([2])
القول الثالث:
أن سورة «براءة» نسخ أولها فسقطت معه البسملة، وهذا القول رواه ابن وهب ، وابن القاسم، وابن عبد الحكم ، عن مالك وعن ابن عجلان ، وعن سعيد بن جبير، أنها كانت تعدل سورة «البقرة» كما ذكر ابن العربي وعن حذيفة رضي الله عنه، قال : ما تقرؤون ربعها، يعني براءة . ([3])
القول الرابع:
أن الصحابة لما اختلفوا : هل «براءة» و «الأنفال» سورة واحدة أو سورتان ، تركوا بينهما فرجة لقول من قال : أنهما سورتان ، وتركوا البسملة لقول من قال : هما سورة واحدة ، فرضي الفريقان وثبتت حجتاهما في المصحف، قاله خارجه وأبو عصمة كما ذكر القرطبي.([4])
القول الخامس:
أن عثمان رضي الله عنه ألحق التوبة بالأنفال لأنه ظن أنهما سورتان لمشابهتهما لبعض، ودليلهم : ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :" قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتموهما في السبع الطوال فما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أنزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب عنده ، فيقول : «ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا» ، وتنزل عليه الآيات فيقول : «ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» ، وكانت «الأنفال» من أوائل ما أنزل بالمدينة ، و«براءة» من آخر ما أنزل من القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها ، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتها في السبع الطول " ([5]) . رجح هذا القول ابن العربي واختاره الشنقيطي في أضواء البيان. ([6])
القول السادس :
أن البسملة رحمة وأمان و «براءة» نزلت بالسيف، فليس فيها أمان، وهذا القول مروي عن علي رضي الله عنه كما أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: "سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان و براءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان "([7]) وحكي هذا القول عن سفيان بن عيينة وعن الحسن وقتادة ومجاهد ، واختاره الشاطبي فقال:
ومهما تصلها أو بدأت براءة لتنزيلها بالسيف لست مبسملا.
وقال الباقلاني: "وعليه الجمهور من أهل العلم".([8])
القول السابع :
أن البسملة لم تكتب في هذه السورة ; لأن جبريل لم ينزل بها، ذكره القرطبي عن القشيري ورجحه. ([9])
بعد تأمل الأقوال السابقة نجد أنها ترجع إلى أمرين :
- أن يكون سقوط البسملة كان من فعل الصحابة ، فمنهم ذكر أنه علي -رضي الله عنه-عندما قرأها في الموسم ، ومنهم من قال بأنه عثمان رضي الله عنه عندما ظن أنها من الأنفال، ومنهم من قال بأن الصحابة اختلفوا فيها فأسقطوها إرضاءا للطرفين.
- وأن سورة براءة أنزلت بدون بسملة؛ واختلفوا في تعليل ذلك فقيل لأنها نزلت بالسيف، وقيل لأن المشركين ردوا البسملة في صلح الحديبية فما ردها الله عليهم ، وقيل بأنه نسخ أولها فارتفعت معه البسملة.
([1]) القرطبي (8/61) .
([2]) زاد المسير (3/390).
([3])أخرجه الحاكم في المستدرك (2/330) (3274) وانظر: أحكام القرآن لابن العربي (4/160)القرطبي (8/62).البرهان (1/262).
([4]) القرطبي (8/62).
([5]) أخرجه أحمد (1/460)(399) أخرجه الترمذي (5/123)(3086) ، والبزار (2/8) (344) ، والنسائي في " الكبرى "(5/10) (8007) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص(114) (97) من طريق يحيى بن سعيد القطان .وأخرجه أبو داود (1/287) (786) (787) ، وابن حبان (1/230)(43) ، والحاكم (2/241)(2857) ، والبيهقي (2/465) (2415) من طرق عن عوف بن أبي جميلة ، به . وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
([6]) أحكام القرآن لابن العربي (4/160) أضواء البيان (2/113) .
([7]) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/360) (3273) وقال عنه الحافظ ابن حجر في"اتحاف المهرة " (11/510)
: إسناده ضعيف جدا.
([8])الكشف والبيان (5/5) ، بحر العلوم (2/37) ،النكت والعيون (2/347)،زاد المسير (3/390) ،حرز الأماني ص26 ،إبراز المعاني (1/68).
([9])القرطبي (8/63).
([10]) الإتقان (1 /214 .(