أقسام الدخيل في التفسير:-1-

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
أقسام الدخيل في التفسير:

قبل ذكر أنواع الدخيل في تفسير القرآن الكريم لا بأس من بيان المقصود بكلمة الدخيل.
معنى الدخيل لغة:
قال الفيروزبادي في القاموس المحيط:" و الدخل محركة: ما داخلك من فساد في عقل أو جسم، و قد دخل كفرح و عني، دخلا-بسكون الخاء- و دخلا-بفتحها- و الغدر و المكر و الداء و الخديعة و العيب في الحسب و الشجر الملتف و القوم الذين ينسبون إلى من ليسوا منهم، و داء و حب دخيل: داخل، و دخل أمره كفرح: فسد داخله وهو دخيل فيهم أي: من غيرهم و يدخل فيهم. و الدخيل: كل كلمة أدخلت في كلام العرب و ليست منه...و الدخل-بسكون الخاء-: الداء و العيب و الريبة، و يحرك..."
و في المصباح المنير في غريب الشرح الكبير لأحمد الفيومي: " و دخل عليه بالبناء للمفعول:إذا سبق وهمه إلى شيء فغلط فيه من حيث لا يشعر، و فلان دخيل بين القوم: أي ليس منهم بل هو نزيل بينهم و منه قيل هذا الفرع دخيل في الباب و معناه: أنه ذكر استطرادا و مناسبة و لا يشتمل عليه عقد الباب".
و في المعجم الوسيط:" الدخيل: من دخل في قوم و انتسب إليهم و ليس منهم، و الضيف لدخوله على المضيف، و كل كلمة أدخلت في كلام العرب و ليست منه، و الفرس بين فرسين في الرهان، و المداخل المباطن و الأجنبي الذي يدخل وطن غيره..جمع دخلاء، و يقال: داء دخيل..".
و من خلال ما ورد في هذه المعاجم اللغوية و غيرها يتبين أن الدخيل هو: الشيء الوارد أو الوافد المتسلل من الخارج بحيث لا مكان له في المحيط الذي أدخل فيه و تسلل إليه، و يكون في الأشخاص و الأنساب و الكلمات و غيرها.
كما أن كلمة الدخيل تدور حول معنى العيب و الفساد الداخلي و المكر أو الخديعة أو عفن الجوف.
و دخيل فعيل بمعنى فاعل أي داخل و بمعنى مفعول أي مدخول، فباعتبار الشيء المعيب فهو دخيل بمعنى مدخول، و باعتبار الشيء الداخل فهو دخيل بمعنى داخل، و يمكن القول كذلك أن كلا المعنيين ينطبقان على أي دخيل، فباعتباره دخل في الشيء و تسلل إليه فهو داخل، و باعتبار من أدخله و أقحمه فهو مدخول.
معنى الدخيل في الاصطلاح:
الدخيل في الاصطلاح هو الشيء الذي لا أصل له في الدين، فهو غريب عنه، و بخصوص التفسير فهو ما تسلل في رحاب التفسير الأصيل و أدرج فيه إدراجا و أقحم إقحاما، و كان هذا التسلل على حين غفلة من المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم، بفعل مؤثرات كثيرة و أسباب متعددة .

أقسام الدخيل في التفسير:
الدخيل في التفسير يقابل الأصيل الذي يتمثل في ما ثبت من التفسير سواء تفسير القرآن بالقرآن أو بالسنة أو بأقوال الصحابة أو التابعين أو باللغة-أي ما يعرف بالتفسير بالمأثور-، أو ما توصل إليه بالرأي الصحيح المضبوط-التفسير بالرأي-، كما يقال:" التفسير إما نقل ثابت أو رأي صائب و ما سوى ذلك فمردود"، و هذه قاعدة مهمة من قواعد التفسير و أصوله تبين بوضوح أن كل ما خالف هذين الطريقين في التفسير-النقل و الرأي الصائب- فمردود، و لا شك في هذا فإن الدخيل يفسد و لا يصلح ، فرده واجب محتم، و رحم الله تعالى شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول:" العلم إما نقل مصدق عن معصوم أو قول عليه دليل معلوم و ما سوى ذلك فإما مزيف مردود و إما موقوف لا يعلم أنه بهرج و لا منقود"- مقدمة التفسير-.
لذا فالدخيل في التفسير قسمان: دخيل في التفسير بالمأثور و دخيل في التفسير بالرأي، و كل قسم من هذين القسمين يتضمن أنواعا من الدخيل.
1- الدخيل في التفسير بالمأثور:
قبل بيان أقسام الدخيل في التفسير بالمأثور أذكر بالمقصود بهذا النوع من التفسير:
التفسير بالمأثور: هو تفسير القرآن بالقرآن، و بسنة النبي صلى الله عليه و سلم ، وبأقوال الصحابة الذين عاصروا نزول الوحي و علموا أسباب النزول فكانوا أعلم المسلمين بتفسيره، و كذلك أقوال التابعين على الراجح، باعتبارهم أخذوا كثيرا من التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم و كانوا أقرب إلى الحق و الصواب ممن جاء بعدهم، أضف إلى أنهم من القرون المفضلة بنص النبي صلى الله عليه و سلم.
و قد اختلف في التابعين على قولين فمنهم من يدرجهم في هذا النوع من التفسير و منهم من لا يدرجهم ، و الراجح اعتبار أقوال التابعين من التفسير بالمأثور، و هذا ما قام به الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره المسمى جامع البيان في تأويل آي القرآن، و هذا النوع من التفسير –أي التفسير بالمأثور- هو أعلى أنواع التفسير و في مقدمته طبعا تفسير القرآن بالقرآن، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في مقدمة التفسير.

يتبع إن شاء الله تعالى.
 
الفاضل ناصر عبد الغفور بارك الله فيكم
تفسير القرآن بالقرآن لا يدخل ضمن التفسير بالمأثور .

مع فائق التقدير والاحترام
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الأخ الفاضل عبد الكريم
قلت:"تفسير القرآن بالقرآن لا يدخل ضمن التفسير بالمأثور"
و هذا كلام لا يصح، فإنه كما تعلم التفسير ينقسم عموما إلى قسمين تفسير بالنقل أو بالمأثور و تفسير بالرأي، و منهم من يذكر قسما آخر و هو ما يسمى بالتفسير الإشاري، و التفسير بالمأثور ينقسم بدوره إلى أقسام أولها بل أعظمها تفسير القرآن بالقرآن، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في مقدمة التفسير:" فإن قال قائل : فما أحسن طرق التفسير ؟ فالجواب : أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن ؛ فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له..."
و في منهال العرفان للزرقاني:" وقسم بعضهم التفسير باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام: تفسير بالرواية ويسمى التفسير بالمأثور وتفسير بالدراية ويسمى التفسير بالرأي وتفسير بالإشارة ويسمى التفسير الإشاري... التفسير المأثور: هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة بيانا لمراد الله تعالى من كتابه."
و يقول محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه التفسير و المفسرون:" يشمل التفسير المأثور ما جاء فى القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، وما نُقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما نُقِل عن الصحابة رضوان الله عليهم، وما نُقِل عن التابعين، من كل ما هو بيان وتوضح لمراد الله تعالى من نصوص كتابه الكريم."
و كون تفسير القرآن بالقرآن يأتي في مقدمة التفسير بالمأثور أمر لا غبار عليه، لذلك فقد استغربت كثيرا من تعقيبك.
و جزيت خيرا.
 
الفاضل ناصر عبد الغفور
شيخ الإسلام ابن تيمية يعني طرق التفسير .
وطرق التفسير ستة أنواع :
تفسير القرآن بالقرآن / تفسير القرآن بالسنة / تفسير القرآن بأقوال الصحابة / تفسير القرآن بأقوال التابعين / تفسير القرآن باللغة / تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد .
أما تفسير القرآن بالقرآن فهو ليس من التفسير بالمأثور . بل هو داخل ضمن تفسير من فسر به . يقول الدكتور مساعد الطيار في كتابه (فصول في أصول التفسير) : " إن تفسير القرآن بالقرآن لا نقل فيه ، بل هو داخل ضمن تفسير من فسر به . فإن كان المفسر هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو التفسير النبوي .
وإن كان المفسر هو الصحابي ، فهو من تفسير الصحابي .
وإن كان المفسر هو التابعي ، فهو من تفسير التابعي .
ثم لاحظ أن تفسير الصحابي أو التابعي القرآن بالقرآن هو من التفسير بالرأي . وذلك لأن طريق الوصول إلى تفسير هذه الآية بهذه الآية هو الرأي والاجتهاد "
مع فائق التقدير والاحترام
 
جزيت خيرا، لكن كون تفسير القرآن بالقرآن من قسم المأثور قال به غير واحد من العلماء- و قد ذكرت لك مثالين-،و هذا أمر متداول في الكتب و المحاضرات حتى صار و الله أعلم من البديهيات، ثم إن القول بأن تفسير القرآن بالقرآن لا نقل فيه، قد لا يسلم، لأنه ليس لكل أحد أن يفسر القرآن بالقرآن، فتفسير القرآن بالقرآن لا يقطع بصحته إلا في إحدى ثلاث حالات:
أن يكون الذي قام بذلك هو رسول الله صلى الله عليه و سلم.
أن يكون عليه إجماع.
أن يقول به صحابي و لا يعلم له مخالف.
أما ماعدا هذه الصور الثلاث فلا يجزم بصحته، لأنه اجتهاد من قائله و قد يكون مصيبا فيه كما قد يكون مخطئا.
و الله أعلم و أحكم.
 
السلام عليكم و رحمة الله بارك الله فيك
بالنسبة للتفسير بالمأثور :
_اقوال الصحابه
_اقوال التابعين
مع الملاحظة (مما ليس برأي)
فكما استشهدت ان اقوال التابعين تدخل ضمن هذا الصنف فالطبري اكثر منها : الكثير مما ذكره عن التابعين اجتهاداتهم و آراءهم
 
في هذا يجب تحديد معنى التفسير بالماثور ادا حدد المصطلح امكن تح ير محل النزاع والله اعلم
 
عودة
أعلى