أعرابيٌّ جلفٌ جافٌ فهم القرآن حقّ الفهم !

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
06/02/2011
المشاركات
59
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
[align=justify]قال الثعلبي: وحدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن جعفر المذكر, ثنا الحاكم أبو محمد يحيى بن منصور, ثنا أبو رجاء محمد بن أحمد القاضي, ثنا أبو الفضل العباس بن أبي الفرج الرياشي, قال سمعت الأصمعي يقول: أقبلت ذات يوم من المسجد الجامع بالبصرة, فبينا أنا في بعض سككها إذ طلع أعرابي جلف جاف على قَعُود له متقلد سيفه, وبيده قوس.
فدنا وسلم, وقال لي: ممن الرجل؟
قلت: من بني الأصمع.
قال: أنت الأصمعي؟
قلت: نعم.
قال: ومن أين أقبلت؟
قلت: من موضع يُتلى فيه كلام الرحمن..
قال: وللرحمن كلام يتلوه الآدميون؟!
قلت: نعم.
قال: اتل علي شيئا منه.
فقلت له: انزل عن قعودك. فنزل, وابتدأت بسورة الذاريات, فلما انتهيت إلى قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} [الذاريات22].
قال: يا أصمعي, هذا كلام الرحمن؟
قلت: إي. والذي بعث محمدا بالحق إنه لكلامه, أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم!
فقال لي: حسبك. ثم قام إلى ناقته فنحرها, وقطعها بجلدها, وقال: أعِنِّي على تفريقها, ففرقناها على من أقبل وأدبر, ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما, وجعلهما تحت الرحل, وولى مدبرا نحو البادية, وهو يقول: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}!
فأقبلت على نفسي باللوم, وقلت: لم تنتبهْ لما انتبه له الأعرابي؟
فلما حججت مع الرشيد دخلت مكة, فبينا أنا أطوف بالكعبة إذ هتف بي هاتف بصوت دقيق, فالتفت فإذا أنا بالأعرابي نحيلا مصفارا, فسلم عليّ وأخذ بيدي, وأجلسني من وراء المقام, وقال لي: اتل كلام الرحمن, فأخذت في سورة الذاريات, فلما انتهيت إلى قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} صاح الأعرابي: "وجدنا ما وعدنا ربنا حقا"...
ثم قال: وهل غير هذا؟
قلت: نعم. يقول الله عز وجل: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}..
فصاح الأعرابي, وقال: "يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! ألم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟!
ألم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟!
ألم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟! "
وخرجت فيها روحه !
[انظرها, وانظر غيرها, في كتاب: التوابين, لابن قدامة, ت: عبد القادر الأرناؤوط, الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، 1403 - 1983] ص274-275.[/align]
 
لا أعتقد أخي الفاضل أن الأعرابي فهم القرآن حق الفهم ، بل ولا أدنى فهم
هذا إن صحت الحكاية
هذا التصرف من الأعرابي ـ إن صحت الحكاية ـ مخالف لهدي خير من فهم القرآن حق الفهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم


 
[align=justify]
- بارك الله فيك أخي أبا سعد , وشكر الله لك تعقيبك .
* أولًا: القصّة سيقت في مقام الوعظ, وليس هناك ما يثبتها أو ينفيها.
* ثانيًا: قولك "ولا أدنى فهم" يحتاج نظرًا, فالأعرابيّ أعلم منّا بكلام العرب, وسياقاته, ومايجري مجراه, بله فطرته التي هو عليها.
* ثالثًا: فِعْله الأوّلُ قد يكون من فرط حبّه, وامتثاله, وذاك غير خافٍ عليك, ولست أرى فيه محذورًا شرعيًّا, اللهم إلا إنِ اعتبرت ذبحه ناقته, وتوزيع لحمها من التصوّف المذموم!
* رابعًا: ساقَ لنا هذه القصّة شيخنا عبدالرزاق بن عبد المحسن العبّاد البدر, في شرحه اليوم على العقيدة الواسطيّة, وهو من تَعْرِفُ في العقيدة والبعد عن المبتدعات والوعظيّات المُتَكلّفة, وقد وسعني ما وسعه, فلست أحجّر واسعًا.

وفقنا الله وإياك.
[/align]
 

يا أبا الليث حفظك الله ورعاك
إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
ولهذا أمرنا الله تعالى باتباعه فقال:
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف (158)
وإذا كان الأعرابي الجلف قد فهم القرآن حق الفهم وتصرف بناء على فهمه فأين نضع هدي محمد صلى الله عليه وسلم وفهمه !؟
ثم تعالوا ننظر في القصة حتى نعرف أين نضعها:
الأعرابي لا يدري أن للرحمن كلاما يتلى
إذا هو لا يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا يعرف شرائع الإسلام
ثم يسمع سورة الذاريات حتى الآية المذكورة
ثم يذبح ناقته ويفرقها ولا أدرى لماذا فعل ذلك ؟
هل كان يبتغي الأجر من الله ؟
ثم كسر سيفه وقوسه ولا أدرى لماذا فعل ذلك ؟
وهل فعله ذلك فعل عقلاء ؟
ثم ولى مدبرا نحو البادية
وهنا لا بد أن نسأل الأصمعي "الكذاب" :
هل لقن الأعرابي الشهادتين ؟
هل علمه شرائع الإسلام ؟
أم أنه تركه ليذهب إلى البادية ويتعلمها هناك !؟
ثم أن الأصمعي بعد هذا يجد الأعرابي يوم حج مع الرشيد ولا ندري كم بين الحادثتين ، ربما أشهر أو سنوات الله أعلم !
ثم نجد الأعرابي يسأل الأصمعي أن يتلوا كلام الرحمن
ويتلوا الأصمعي نفس السورة
وأنا أسأل:
ألم يكن الأصمعي يحفظ غير سورة الذاريات !؟
ثم ألم يكن الأعرابي يصلي مع الناس عند الكعبة ويسمع القرآن !!؟
ثم لماذا لم يتأثر الأعرابي إلا بهذا القسم في سورة الذاريات ، وفي القرآن من القسم ما يزلزل الجبال الصم كأول سورة الطور ، وأول سورة القيامة !!؟
أخي الكريم أنا لا أثرب عليك في إيراد الحكاية ولكن أقول إن تراثنا مشحون بكثير من الخزعبلات ونرويها دون وعي ودون تمحيص ودون عرض عل العقل وعلى هدي القرآن والسنة.
فهل لا تزال ترى الأعرابي قد فهم القرآن حق الفهم ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله
القصة لها إسناد، ومن أسندك فقد أحالك.
والأصمعي إمام كبير من أئمة اللغة والأدب، وروى القراءة عن نافع وأبي عمرو البصري
فقد يكون عدم الضبط أو النكارة في بعض ألفاظ القصة ممن دونه من رجال الإسناد، على أن القصص لا يتشدد فيها كما في الأحاديث النبوية.
وإنما تؤخذ منها العبرة، مع إيماننا بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن قصص الأنبياء عليهم السلام المذكورة في القرآن العظيم وصحيح السنة فيها من العبرة والعظة ما لا يوجد في قصص غيرهم.
أما بالنسبة لهذه القصة المذكورة فمما يؤخذ منها - إن ثبتت- :

الإيمان بالخلف والأجر من الله لمن تصدق وأنفق.

فهم الأعرابي من القسم في (فورب السماء والأرض) والتأكيد بـ(إن) و(اللام) في (إنه لحق) بأن هناك من أنكر كلام الرب عز وجل، وهذا مذكور في علم البلاغة أن المُنكِر يُخاطب بكلام فيه أكثر من مؤكد، وكلما زادت عدد المؤكدات دل ذلك على زيادة إنكار المخاطب.

فموضع العبرة من القصة :
تذوق الأعرابي -بحكم سليقته وصفاء فطرته- لمعاني القرآن وإحساسه وتأثره بها وانعكاسها على شعوره وقوله وعمله
وهذا ما نفقده، والله المستعان.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أتفهم مناقشة الأخوة فيما يخص القصة السابقة ، وبغض النظر عن كل شيء ، إن في القصة تفسيرا عجيبا للآية ، فهل أخطأ الأعرابي في التفسير ومعانيه ، بغض النظر عن ردة فعله التي تتسم بعدم شمولية فهمه للشريعة ، فهل من موضح للأمر ؟

فهذه لمحة عن الأصمعي وترجمة مختصرة له ( منقوله )
، والذي لقبه الإمام الذهبي في "السير" بـ "الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب"
والذي قال فيه الإمام الشافعي "ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي" - فرحمهم الله تعالى - .
قال ابن خلكان في ترجمة الأصمعي :
"أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المعروف بالأصمعي الباهلي، وإنما قيل له الباهلي وليس في نسبه اسم باهلة لأن باهلة اسم امرأة مالك بن أعصر، وقيل إن باهلة ابن أعصر.
ومن هنا نعلم أن سبب تسميته هو نسبته إلى أحد جدوده : أصمع.
كان الأصمعي المذكور صاحب لغة ونحو، وإماما في الأخبار والنوادر والملح والغرائب .." ا.هـ
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -.
".. وقال محمد بن زكير الأسواني سمعت الشافعي يقول "ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي"
وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين:الأصمعي "ثقة"
وقال أبو معين الرازي سألت ابن معين عنه فقال "لم يكن ممن يكذب وكان من أعلم الناس في وقته"
وقال الآجري عن أبي داود "صدوق"
وقال الحربي "كان أهل البصرة من أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب والأصمعي"
وقال نصر بن علي سمعت الأصمعي يقول لعفان اتق الله ولا تغير حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولي قال نصر بن علي كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يتقي يفسر القرآن
وقال المبرد كان الأصمعي بحرا في اللغة وكان دون أبي زيد في النحو
وقال أبو العيناء سمعت إسحاق الموصلي يقول لم أر الأصمعي يدعي شيئا من العلم فيكون أحد أعلم به منه وقال الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن حبيب عن الأصمعي بلغت ما بلغت من العلم ونلت ما نلت بالملح وقال أبو العيناء توفي البصرة وأنا حاضر في سنة ثلاث عشرة ومائتين وقال خليفة مات سنة 15 وقال أبو موسى والبخاري مات سنة 16 وقال الكديمي سنة 17 وقال الخطيب بلغني أنه عاش 88 سنة. روى له مسلم في مقدمة كتابه وأبو داود في تفسير أسنان الإبل والترمذي في تفسير أم زرع .." ا.هـ
وذكر الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة العلامة أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس الأنصاري اللغوي ، فقال : "وقال بعض العلماء: كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة" ا.هـ
وقد بلغت مؤلفاته رحمه الله (61) مؤلفا وأغلبها لم يعرف مكانها فهي ما بين المفقودة أومجهولة المكان ، وقد عدها وذكر أساميها وصوابها ، محقق كتاب "ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه" للأصمعي رحمه الله ." أهـ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أتفهم مناقشة الأخوة فيما يخص القصة السابقة ، وبغض النظر عن كل شيء ، إن في القصة تفسيرا عجيبا للآية ، فهل أخطأ الأعرابي في التفسير ومعانيه ، بغض النظر عن ردة فعله التي تتسم بعدم شمولية فهمه للشريعة ، فهل من موضح للأمر ؟

أختنا الفاضلة
الأعرابي ليس له وجود إلا في ذهن من صنع القصة ومن يصدقها.
وأما الآية فيؤخذ تفسيرها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولغة العرب.
وإذا كان الأصمعي "الحقيقي" وليس " الكذاب" لم يتنبه إلى أن الله يخلف على المنفق فهذه مشكلة ، لن الله يقول:
( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ(39)
ومع هذا فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم نهى المسلم أن ينفق ماله كله ولا يترك لنفسه وأهله شيئا إلا في حالات خاصة.
وأما التذوق الذي ذكره الدكتور أحمد فأقول:
فلتصح القصة أولا ثم ليتذوق الأعرابي كيفما شاء.
على أي حال هذه القصة تذكرني بجماعة التبليغ وخيالهم الواسع وحبكاتهم العجيبة .
 

حبيبنا دكتور نعيمان
سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته
أقول بعضهم أيها الحبيب ممن كان يزورنا ويتحدث إلينا نسمع منهم قصص وحوادث عجيبة ، تلاحظ أن كلمة منها تنقض التي قبلها.
ومنهم أخيار يتكلمون بعلم وصدق : قال الله و قال رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولهم أسلوب أخاذ يرقق القلب ويزهد في الدنيا ويذكر بالآخرة ولا تمل كلامهم ، ولهم جهود نفع الله بها كثيرا من الناس ، وهذا لا ينكر ، ويذكر فيشكر.
وختاما أقول كما قال الله:
"ليسوا سواء"
 
إن كانَ من مأخَذٍ علَى الموضوع فهو في عنونةِ كاتبه الكريم بوصفِ (حقَّ الفَهمِ) وهذا على افتراضِ ثبوت القصة , فليس هذا حقَّ فهم الآيةِ ولا قريباً منهُ , والله أعلمُ.
 
إن كانَ من مأخَذٍ علَى الموضوع فهو في عنونةِ كاتبه الكريم بوصفِ (حقَّ الفَهمِ) وهذا على افتراضِ ثبوت القصة , فليس هذا حقَّ فهم الآيةِ ولا قريباً منهُ , والله أعلمُ.
هناك تفسير لغوي أليس كذلك ؟
فما هو الفهم الصحيح ؟ جزاكم الله خيرا .
 
أريد أن أسأل: ما الثمرة الإيمانية لآية: (وفى السماءرزقكم...)؟ وهل هذه الثمرة متحققة في واقعنا؟ لاشك أن التصرف المنسوب إلى الأعرابي - سواء ثبتت القصة أم لم تثبت - ليس مقبولاً من كل جوانبه شرعاً؟ لكن من هذا الذي يزعم أنه تفاعل مع الآية التفاعل الشرعي الصحيح؟ يذكرني هذا بمن أنكر على قوم يغشى عليهم من سماع القرآن وأنهم ليسوا على هدي الصحابة، فأجابه ابن تيمية بأن حال الصادقين منهم أقل من حال الصحابة، لكنهم أفضل ممن ينكر عليهم والقرآن لم يحرك في جسده شعرة- أو كما ذكر-.
 
التفاعل مع الآية ومع غيرها من الآيات التفاعل الشرعي الصحيح موجود عند كثير من المسلمين ولله الحمد
فكثير من المسلمين يعلمون علم اليقين أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، وأنه لا رازق لهم إلا هو ، وأن الأرزاق مقسومة وأن الآجال معلومة محدودة.
ومسألة التأثر بالقرآن يتفاوت فيها الناس ، بل إن الشخص الواحد يتفاوت تأثره بالقرآن من وقت إلى آخر ومن حال إلى حال.
وأفضل الأحوال وأكملها حال النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم من وصفهم الله في كتابه بقوله:
(قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109))الإسراء
وقوله:
( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) المائدة (83)
وقوله:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر (23)
 
"الكثيرون يعلمون علم اليقين أن الرزاق هو الله" دعوى عجيبة يكذبها الواقع ...أما كوننا نعرف أن الله هو الرزاق فنعم، أما علم اليقين فبيننا وبينه مفاوز، نستطيع أن نعيش في الوهم المريح -أننا متوكلون نعلم اليقين ...إلخ- لكن الحقيقة المرة والواقع الذي يفضحنا - خاصة في مواقف تعرض الإنسان لما يهدد دخل أو يقلله- يعرينا من كل الدعاوى، ترى هل المسلمون الذين لا يؤدون الزكاة - وهم ليسوا قلة ، وإلا لما وجد الفقر المدقع في أغنى البلاد الإسلامية- يعلمون علم اليقين؟ هل الذين يأكلون الربا أو يرتشون أو يخونون الأمانة...إلخ يعلمون علم اليقين أن الله هو الرزاق.
لو علمنا علم اليقين لسدنا الدنيا، و لو علم تجار المسلمين علم اليقين لما بقي فينا فقير.
وسنبقى " مكانك سر" ما لم نعترف.
 
[align=justify]
الإخوة الكرام,
تشكرون على مروركم, وتعقيبكم, وبارك الله فيكم.
وأودّ إيضاح أمورٍ مهمّة:
- أولهما: قولي : (حقّ الفهم), لم أقصد به المعنى العام, وليست اللام في "الفهم" استغراقيّة, بل هي ذهنيّة تخص فهمه البدويّ الفطريّ.
- ثانيهما: لقد ثرّب أخونا أبو سعد عليّ كثيرًا, ووصف الأصمعي بالكذب المُبالَغ فيه, والذي عرفته, وخبرته, وسمعته, وقرأته أنه من أقرب أهل اللغة إلى الدين, وأحفظهم له, قال عنه الربيع بن سليمان : سمعت الشافعى يقول : ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعى.
وقال محمد بن أبى زكير الاسوانى : سمعت الشافعى يقول : ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعى .
وقال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : الأصمعى ثقة .
وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازى: سألت يحيى بن معين عن الأصمعى فقال : لم يكن ممن يكذب، و كان من أعلم الناس فى فنه.
وقال أبو عبيد الآجرى: سئل أبو داود عن الأصمعى، فقال: صدوق.
وقال إبراهيم الحربى: كان أهل البصرة أهل العربية منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، و يونس بن حبيب، و الأصمعى. [والأقوال في تهذيب الكمال].
- ثالثًا: يسطيع كلٌّ أحدٌ إذا ردّ على أحدٍ أن يطرح عدة أسئلة, ويكثر من علامات الاستفهام, ويقول: انظروا, لماذا, وما إلى ذلك!
ونحن في مجلس عقلاء, تردّ الحجّة بالحجّة, وتبقى حوقلة العجائز خارجه للعجائز!
- رابعًا: ليت أن أخانا أبا سعد وغيره ممن ثرب عليّ أن يستثمر الجانب المضيء من القصة, ويعرف منهج العلماء في قصص الوعظ, ولو أردت أن أستقصي ذلك ما وسعتني طاقتي!
- خامسًا: استشهد شيخنا عبد الرزاق البدر بها اليوم صباحًا مرّة أخرى في درسه بالجامعة! ولست أعلم هل وسع أخانا ما وسع ابن قدامة, ورواة القصّة, والشيخ الأرناؤوط رحمه الله, وشيخنا عبد الرزاق العبّاد من إجرائها على ما وضعت له , أو لا؟!
- سادسًا: إلماحتك الكريمة عن جماعة التبليغ تذكّرني بقول الأول: (لا يُجْلَب التمر إلى هجر!), فأنا من باكستان, وبلادي تعرف أصولهم, وطرائقهم, وتخبرهم عن كثب, وما أمرهم عن أهل الحديث ببعيد.
- أخيرًا: وضعت ما وضعت, ناقلًا مسندًا, ظانًّا الخير في أهل هذا الملتقى, ومعترفًا بمكانبتهم العلمية, وعزفت عن التعليق عليه؛ احترامًا لعقولهم, وعلميّاتهم.
بارك الله فيكم, وجزاكم خيرًا على تفاعلكم.​
[/align]
 
الأخ أسامة بارك الله فيك
أنا لم أقل في الأصمعي شيئا فكن منصفا بارك الله فيك.
أنا أقول أصمعي القصة كذاب والقصة مكذوبة ، وقد نسب إلى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم من الكذب ما الله به عليم.
وأظن حوقلة العجائز خيرٌعملا ممن يستشهد بمثل هذه القصص الواهية
ومن يستشهد بمثلها فهو أبعد الناس عن العقل والعلم
وكان الأجدر بك أن تتأمل فيما طرحته من أسئلة وتستخدم عقلك لتميز الصحيح من الفاسد بدلا من أن تسلمه لغيرك.
ثم إن القصة كلها ظلمات بعضها فوق بعض ، والكذب ليس فيها جوانب مضيئة.
وأنت عرضت بضاعتك علينا بسند أو بغير سند ، وهذا ردنا عليك.
بارك الله فيك.
 
لولا أن أبا سعد قال ( هذا ردنا ) لما تكلمت لأنها توهم أن هذا رد أهل الملتقى أو أكثرهم على الأقل، وهذا يحتاج توكيلاً من أهل الملتقى كي يتكلم باسمهم.
 
"الكثيرون يعلمون علم اليقين أن الرزاق هو الله" دعوى عجيبة يكذبها الواقع ...أما كوننا نعرف أن الله هو الرزاق فنعم، أما علم اليقين فبيننا وبينه مفاوز، نستطيع أن نعيش في الوهم المريح -أننا متوكلون نعلم اليقين ...إلخ- لكن الحقيقة المرة والواقع الذي يفضحنا - خاصة في مواقف تعرض الإنسان لما يهدد دخل أو يقلله- يعرينا من كل الدعاوى، ترى هل المسلمون الذين لا يؤدون الزكاة - وهم ليسوا قلة ، وإلا لما وجد الفقر المدقع في أغنى البلاد الإسلامية- يعلمون علم اليقين؟ هل الذين يأكلون الربا أو يرتشون أو يخونون الأمانة...إلخ يعلمون علم اليقين أن الله هو الرزاق.
لو علمنا علم اليقين لسدنا الدنيا، و لو علم تجار المسلمين علم اليقين لما بقي فينا فقير.
وسنبقى " مكانك سر" ما لم نعترف.
انتظر منك أفضل من هذا يا أخ محمد
في المسلمين خير كثير وأهل يقين كثير
وفي المسلمين من ضعاف الإيمان واليقين كثير من أمثال من ذكرت
ثم يجب أن نفصل وفي هذا الموضع بالذات ـ موضع الرزق ـ بين المسلمات وبين الممارسة العملية ، ولهذا نجد الحق تبارك وتعالى احتج على من أشرك به بهذه المسلمة ، فقال:
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ) يونس(31)
وقال:
(أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) النمل (64)
وقال:
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)سبأ (24)
وقال:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فاطر (3)
وقال:
(أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) الملك (21)
إذا اليقينيات شيء والممارسة العملية شيء آخر
الناس كلهم يوقنون أن مصيرهم إلى الموت والفناء ولكنهم ينسون هذه القضية في زحمة الحياة.
كثيرون يوقنون أنهم سيبعثون ويحاسبون على أعمالهم ولكن هذه المسلمة تغيب عنهم كثيرا يحين يمارسون الحياة
وهذه قضية أدركها أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلمكما هو في حديث حنظلة الأسيدي:
روى مسلم رحمه الله بسنده ... عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا ذَاكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"
فإذا كان هذا حال أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون حالنا نحن في زمن الكفر والزندقة والحكم بغير ما أنزل الله والقنوات الفضائية وتنافس الدنيا ...الخ
الأمة تحتاج إلى تربية ، والتربية لا تكون إلا بمربين ، والمربون يحتاجون إلى من يسمح لهم بتربية الناس.
أسأل الله أن يصلح أحوال الأمة
وبارك الله في الأخ أسامة الذي كان سببا في هذا النقاش وأرجو أن لا يأخذ علي في نفسه فما أردت إلا الخير وهو نقل الحكاية بسندها ، لكن هذا لا يعني أنا لا نقول رأينا فيها.
بارك الله في الجميع.
 
أما ( ... الكذاب) فهي كلمة لا ينبغي أن تقال ولو كنت تقصد غيرالإمام الاصمعي لأنها موهمة، وهل يليق أن نصف عالماً ثقة بـ:(الكذاب) إذا اعتقدنا أن أحدهم اختلق كذبا ونسبه إليه؟
 
أنا لست من أهل اليقين يا أبا سعد فإن كنت منهم أو كنت تعرف أحداً منهم فدلني عليه حتى أتعلم منه، وإلا فلنلزم- أنا وأنت- الصمت فهو خيرٌ لنا من أن نتكلم في أمور أكبر منا بكثير ، اليقين مقام عال ( وكل يدعى وصلاً بليلى).
كان يمكن أن نستفيد من القصة عظمة مقام إقسام الله بنفسه ونأخذ هذا المعنى لقلوبنا علها تفيق بدلاً من أن ننقد ونحن غارقون في الوحل.
أما الصحابي الكريم حنظلة فذاك أطهر من أن يذكر في هذا المقام فليس معنى اليقين أن لا يغفل الإنسان لحظة، لكن الذي يبرمج حياته كلها أو أكثرها على غير ما يدعي اعتقاده من أن الله هو الرزاق إنسانٌ على خطر عظيم وبينه وبين اليقين مفاوز.
والسلام.
 
أما ( ... الكذاب) فهي كلمة لا ينبغي أن تقال ولو كنت تقصد غيرالإمام الاصمعي لأنها موهمة، وهل يليق أن نصف عالماً ثقة بـ:(الكذاب) إذا اعتقدنا أن أحدهم اختلق كذبا ونسبه إليه؟
هل هي الرغبة في الرد يا دكتور محمد وإلا إيه !!
أنا أعي ما أقول
وقولك " ولو كنت تقصد .." عبارة مضطربة تحتاج إلى تحرير ، فراجعها بارك الله فيك.
الأصمعي الذي في القصة كذاب ، لأن القصة كلها كذب في كذب ، وعجيب أن يشتغل طلبة العلم بالدفاع عن الكذب الصراح.
انظروا إلى هذا الأعرابي الذي يبدو أنه كان يعيش في عصر الجوال والقنوات الفضائية يقول :
أنت الأصمعي ؟
وكأن شهرة الأصمعي فاقت شهرة القرآن ومن أنزل عليه القرآن حتى بلغت مسامع الأعرابي الجلف الجاف ولم يبلغه أن للرحمن كلاما !!!!!!!!
ثم كم في الأرض وقتها ممن ينتسب إلى بني الأصمع !!!!!
حقيقة شر البلية ما يضحك
وأرجو أن تتحلى بالشجاعة يا أخ محمد ولا تستخدم سلطتك كمشرف في مصادرة الأراء ومن ثم حذف الموضوع.
 
أنا لست من أهل اليقين يا أبا سعد فإن كنت منهم أو كنت تعرف أحداً منهم فدلني عليه حتى أتعلم منه، وإلا فلنلزم- أنا وأنت- الصمت فهو خيرٌ لنا من أن نتكلم في أمور أكبر منا بكثير ، اليقين مقام عال ( وكل يدعى وصلاً بليلى).
كان يمكن أن نستفيد من القصة عظمة مقام إقسام الله بنفسه ونأخذ هذا المعنى لقلوبنا علها تفيق بدلاً من أن ننقد ونحن غارقون في الوحل.
أما الصحابي الكريم حنظلة فذاك أطهر من أن يذكر في هذا المقام فليس معنى اليقين أن لا يغفل الإنسان لحظة، لكن الذي يبرمج حياته كلها أو أكثرها على غير ما يدعي اعتقاده من أن الله هو الرزاق إنسانٌ على خطر عظيم وبينه وبين اليقين مفاوز.
والسلام.
يا أخي إذا كنت لست من أهل اليقين فسأل الله أن يجعلك منهم.
وأما أنا فأحسب إن شاء الله تعالى أني منهم.
وإذا كنت ترى أن هذه الأمور أكبر منك فدعها ولا تتكلم فيها ، أما أنا لا أراها أكبر مني فهي ديني .
وأما كلامك عن الصحابي فعجيب ها أنت تتكلم فيما هو أعظم وأطهر من الخلق كلهم وتذكره في هذا المقام ألا وهو كلام الله تعالى.
أنا حقيقة مصدوم من أسلوبك أخي الكريم
هذا لا يليق بمثلك بارك الله فيك.
 
ابتسامة واسعة:
في عصر الثّورة ظهرت ثوريّة شيخنا الحبيب أبي سعد الغامديّ -حفظه الله ورعاه- في الرّدود أو الرّعود العاصفة القاصفة.
 
-ولو كنت تقصد غير الإمام الأصمعي- جملة اعراضية نسيت وضع علامة (-) لتمييزها، وأقصد بها أنك ربما تقصد الراوي الذي تقوَّل على الأصمعي، وأنه هو الكذاب.
أما الرد لمجرد الرد فله أهله الذين عرفوا به في الملتقى.
والنكارة في القصة لم أنكرها لكنها كمئات القصص والمواقف التي يستشهد بها ويركز على جانب فيها ويتغافل عما سواه.
والذي استفدته من الآية - وهو ظاهر لا يحتاج إلى استنباط- هو أن الله أقسم بنفسه وبالتالي فالمقام الذي اقتضى ذلك عظيم.
أما الاستشهاد بحنظلة على عدم موافقة واقع المسلمين العملي لاعتقادهم وأنه أمر طبيعي لم يبرأ منه الصحابة فهذا هو محل اعتراضي.
عموماً أنت صاحب نفس طويل في النقاش، وبالتالي فلا بد أنك سترد ولو رددت فسترد ، وعليه فلن أرد عليك بعد هذا قط، أعاذني الله وإياك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
 
[align=justify]
بارك الله فيك.
- فهمت من كلامك تكذيب الأصمعي, يوم قلت: (ولا بدّ أن نسأل الأصمعيّ "الكذاب").
- أتيت بالقصة بسند وأحلت عليه, ولم أتركها هملًا تطير في الهواء!
- ثالثًا: أراك تتشبّث بنقطة بسيطة في ردّي وتترك الباقي!
أين أنت من ذكر العلماء لها, وآخرهم: الشيخ عبد الرزاق البدر؟!
وأزيدك سندًا آخر لها, فقد ذكرها البيهقيّ في الشعب, إذ قال:
1276 - وَفِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، رَحِمَهُ اللهُ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: "...." ثم ذكر القصة. [2/480, طبعة الرشد]
والسند كما تراه, أكابر عن أكابر, وفضلاء عن فضلاء, من علماء سلفنا الصالح, وهاك بيانًا عنهم:
1. أما البيهقيّ, فهو: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ).
قال عنه الذهبيّ في السير: "هُوَ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، الثَّبْتُ، الفَقِيْهُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ"!
وقد ثبت سماعه من شيخه أبو عبد الله الحافظ "الحاكم النيسابوريّ", قال الذهبي: "وَسَمِعَ مِنَ: الحَاكِم أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَافِظ، فَأَكْثَر جِدّاً، وَتَخَرَّج بِهِ".
2. وأما أبو عبد الله الحافظ, فهو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه "الحاكم".
قال عنه الذهبيّ: "الإِمَامُ، الحَافِظُ، النَّاقِدُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الضَّبِّيّ، الطَّهْمَانِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ...", وقد ذكر شيخه في تاريخِه, كما بين السمعاني في الأنساب [12/408, ط:المعلمي].
3. وأما شيخه الكارزيّ, فهو أبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ.
قال عنه السمعاني في الأنساب: "وكان أبو الحسن يحكم بين أهل تلك القرى، وكان صحيح السماع مقبولا في الرواية، وكان به صمم يحتاج الرجل أن يرفع صوته في القراءة عليه" [12/408. الطبعة السابقة].
وقال ياقوت في معجم البلدان: "أبو الحسن, الراوي لكتب أبي عبيد عن علي بن عبد العزيز، صحيح السماع مقبول في الرواية، قال الحافظ العساكري: علي بن محمد ابن إسماعيل أبو الحسن الطوسي الكارزي من قرية من قرى طوس، رحل وسمع بدمشق جماهير بن أحمد بن محمد الزّملكاني, وأبا العباس محمد بن الحسن ابن قتيبة بالرملة, وأبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الشاعر بالعراق, وأبا بكر بن خزيمة, وأبا العباس بن السرّاج، روى عنه أبو عبد الله الحاكم, وأبو نعيم الأصبهاني, وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي, وأبو سعد عبد الله بن أبي عثمان..." [4/428. ط: دار صادر], ووفاته على أبعد الأقوال في (362هـ).
4. وأما أبو رجاء القاضي, فهو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي.
وترجمته في الجواهر المضية في طبقات الحنيفة, إذ قيل عنه: "مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو رَجَاء القَاضِي الْجوزجَاني, قَاضِي نيسابور, تفقه عَلي أبي سُلَيْمَان الْجوزجَاني, صَاحب مُحَمَّد بن الْحسن. مَاتَ بجوزجان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ذكره الْحَاكِم فى تَارِيخ نيسابور وَذكر أَن لَهُ ابْنة سَمَّاهَا خَدِيجَة عاشت" [2/29. ط: كراتشي]. وسماع الكارزيّ منه واردٌ, لاسيّما وأنّه كان بلديّه في بعض فتراته.
5. وأما شيخه الرياشيّ, فهو أبو الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَرَجِ الرِّيَاشِي (257).
وثّقه الحافظ ابن حجر في التقريب, والذهبيّ في السير, وابن حبّان في الثقات, وغيرهم كثير!
وروى له أبو داود, وغيره من غير أهل السنن.
قال عنه الذهبيّ في السير: "العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الأَدبِ، أَبُو الفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ، البَصْرِيُّ، النَّحْوِيُّ".
وقال في موضع آخر: "وكان من بحور العلم"!
وقد أثبت الدكتور: محمد الشيخ عليو محمد, في كتابه "مناهج اللغويين في تقرير العقيدة" أنه من أهل السنة والجماعة الذين لم يتلبسوا ببدعة, وانظر كلامه عليه في المبحث الخامس عشر, من الباب الأول, ص263-268.
6. وأما الأصمعيّ, فهو ما نقلنا بعضًا من الكلام في الثناء وتعديله سابقًا, وقد ثبت مشيخته للرياشيّ, كما عند المزيّ في تهذيب الكمال.
هذا ما يتعلّق بسند البيهقيّ في الشعب, ولو وجدت فراغًا لأبنت لك عن السند الآخر!
وقد ذكر هذه القصة أيضًا: الإمام القرطبي في تفسيره! عند كلامه على قوله تعالى: {وفي الأرض آيات للموقنين}. [17/42. ط: دار الكتب المصريّة].
وأخلص مما سبق, إلى أن القصّة مرّت على عددٍ يقرب من عشر علماء, آخرهم شيخنا! وكلّهم عرفوا بالسنة! ولم يقولوا فيها ما قلته يا أبا سعد.
هذا إذا نظرنا إليها من جانب حديثيّ, أما إذا نظرنا إليها من الجانب التاريخيّ فلا أحتاج حينها إلى ما سبق من الدلائل الواضحات.
أخيرًا: ليتك انتبهت إلى كلامك يا أبا سعد, ففيه مبالغات, ومجازفات تحتاج نظرًا.
بارك الله فيك وسدد خطاك.
[/align]
 
[align=justify]
بارك الله فيك.
- فهمت من كلامك تكذيب الأصمعي, يوم قلت: (ولا بدّ أن نسأل الأصمعيّ "الكذاب").
- أتيت بالقصة بسند وأحلت عليه, ولم أتركها هملًا تطير في الهواء!
- ثالثًا: أراك تتشبّث بنقطة بسيطة في ردّي وتترك الباقي!
أين أنت من ذكر العلماء لها, وآخرهم: الشيخ عبد الرزاق البدر؟!
[/align]
لا ألومك على فعلك فأنت ذكرت القصة بسندها ,وإنما اعتراضي على العنوان.
وعليه فلا تلمني على فهمي لأن فهمي مبني على كتاب ربي تبارك وتعالى وهدي نبيي صلى الله عليه وسلم ثم أعملت عقلي في هذه القصة فرأيت أن الوضع عليها ظاهر.
وأما ذكر العلماء لها فلا غير من الأمر شيئا.
وإن أحببت فخذ كلامي إلى شيخك وأوقفه عليه وانظر ماذا يرجع وأفدنا فلعله يوقفنا على شيء غاب عنا.
وبارك الله فيك.
 
[align=justify]
أخيرًا: ليتك انتبهت إلى كلامك يا أبا سعد, ففيه مبالغات, ومجازفات تحتاج نظرًا.
بارك الله فيك وسدد خطاك.
[/align]
إذا كان كلامي فيه مبالغات ومجازفات فأين نضع القصة المخترعة ، في صف الوحي المنزل !!!!!!
ليتك توقفني على واحدة من المبالغات والمجازفات التي تحتاج إلى نظر !!؟
أنا أعلم أن الموضوع ربما سبب لك صدمة أخي الكريم
لكن هون عليك فكتب التراث عندنا فيها جبال من العجائب والغرائب
 
[align=justify]​
لا ألومك على فعلك فأنت ذكرت القصة بسندها ,وإنما اعتراضي على العنوان.
وعليه فلا تلمني على فهمي لأن فهمي مبني على كتاب ربي تبارك وتعالى وهدي نبيي صلى الله عليه وسلم ثم أعملت عقلي في هذه القصة فرأيت أن الوضع عليها ظاهر.
وأما ذكر العلماء لها فلا غير من الأمر شيئا.
وإن أحببت فخذ كلامي إلى شيخك وأوقفه عليه وانظر ماذا يرجع وأفدنا فلعله يوقفنا على شيء غاب عنا.
وبارك الله فيك.​
عجيب أمرك والله !
- اعترضت على العنوان, وقد أبنت لك عن مقصدي فيه.
- واعترضت على القصّة وأتيتك بسند لها صحيح!
- وقلت إن الوضع فيها ظاهر, ومعلومٌ أن هذا من المجازفات التي ما سمعنا بها من قبل! ولا تقبل بدون بيّنة, ولم أعرفك قبلُ من أهل الحديث حتى أقبلَ قولك!
- بقي أن أقولَ لك: لم يكفك ذكر العلماء لها, فما الذي يكفيك ؟! وماذا تريد بالضبط؟!

سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك.​
[/align]​
 
[align=justify]
فلما حججت مع الرشيد دخلت مكة, فبينا أنا أطوف بالكعبة إذ هتف بي هاتف بصوت دقيق, فالتفت فإذا أنا بالأعرابي [/align]
أعجب ما في القصة ذلك الهاتف الذي يأتي الى كثير من أهل التصوف فيوحي لهم ما يشاء. ولا أدري ما هي كيفيّته وكيف يجيء والى من يجيء؟؟؟؟؟
لم يتطرق أحد حول ماهيّة هذا الهاتف. وهل جاء هذا الهاتف الى أحد من الصحابة أو أهل الصلاح حتى تقرّوا به؟؟؟. وهل هذا الهاتف دليل على صدق القصة أم كذبها؟؟؟.
 
[align=justify]
عجيب أمرك والله !
- اعترضت على العنوان, وقد أبنت لك عن مقصدي فيه.
- واعترضت على القصّة وأتيتك بسند لها صحيح!
- وقلت إن الوضع فيها ظاهر, ومعلومٌ أن هذا من المجازفات التي ما سمعنا بها من قبل! ولا تقبل بدون بيّنة, ولم أعرفك قبلُ من أهل الحديث حتى أقبلَ قولك!
- بقي أن أقولَ لك: لم يكفك ذكر العلماء لها, فما الذي يكفيك ؟! وماذا تريد بالضبط؟!​

سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك.​
[/align]
[/INDENT]
وأنا لا أعرف إلا أنك أتيت بقصة موضوعة مخالفة لكتاب الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمنطق العقلاء.
والذي أريده هو أن أقول لو أن المسلمين سلموا من مثل هذه الخزعبلات لسلموا من شر كثيرا
ولو أن المسلمين سلموا من نقل وتدوين كلام الوضاعين لسلموا من البدع والخرافات التي أودت بكثير منهم.
ولو أن المسلمين سلموا من الوضاعين ومتلقفي كلام الوضاعين لسلم لنا وقتنا وسلمت لنا أعمارنا.
وأما قولي إذا لم يعجبك فأغلق عينيك عنه ولا تلتفت إليه.
 
على أي حال هذه القصة تذكرني ب جماعة التبليغ وخيالهم الواسع وحبكاتهم العجيبة .



وختاما أقول كما قال الله:
"ليسوا سواء"
خمسة تعجّبات من حبيبنا د. نعيمان جعلت حبيبنا أبا سعد يراجع موقفه .. فلله الحمد .
تضاف إلى هذه المكابدات :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=25456
 
أيها الأحبة ..
يبدو أن الموضوع خرج عن غرضه الذي سيق لأجله، والذي أبانه المشايخ: أحمد الرويثي ومحمد نصيف بما لا مزيد عليه، وأشكر الأخ أسامة على إيراد هذا الأثر الدال على التأثر بالقرآن، ويبقى التنبه فقط لكلمة (حق الفهم) كما ذكر الشيخ محمود الشنقيطي.
وفق الله الجميع لكل خير.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى