علي المالكي
Member
(أعجميٌّ فالعَب به)
هذه العبارة شائعة بين أهل اللغة، وفحواها أن الكلمة الأعجمية إذا نُقِلَتْ إلى العربية فللعرب الحق في التصرف فيها وتبديل لفظها بحسب ما يقتضيه النظام اللغوي العربي، من دون التقيد بأصلها الأعجمي.
ولكن لو أن العرب اتفقوا واصطلحوا على تغييرٍ ما أو اثنين، فينبغب لنا نحن المعاصرين ألا نخرج عما اصطلحوا عليه ونأتي بقولٍ ثالثٍ؛ لأن ابتداع قولٍ غير معروف سيجعل الأمر عرضة للَّبس والإشكال، ونحن نعلم أن غاية الكلام إفهام المخاطب، فلو خاطبناه بما لا يألَفُه ولا يفهمه لخرجنا عن هذه الغاية.
وبالمثال يتضح المقال:
نعلم أن (سيبويه) اسمٌ أعجميُّ، فارسيُّ الأصل، وهو لقب لإمام النحاة عمرو بن عثمان بن قنبر.
والناس طوال هذه القرون قد تعارفوا على تعريبه بهيئة واحدة: سين مكسورة ممدودة، بعدها باء، ثم اللاحقة (ويه)، ولهم خلاف معروف في نطقها، وإن لم يكن ظاهرًا في اسم سيبويه، فلم أقف على من قرأه Siboyah. ولكن لنفترض أن هناك من قرأه حتى نضمّن كل الاحتمالات.
لو جاء أحد الناس في زماننا فأحدث قولًا جديدًا وسماه: (شِفاوي)، وقال: الشين جاءت في مكان السين في تعريباتٍ عدة، مثل: كشتال، عربوها إلى قَسْطال، وكذا الفاء والباء، كما في أصبهان وأصفهان، وكذا حذف الهاء من الآخر، كما في دستوره.
لو أتى بهذه الحجة على فِعْلِه، مع استدلاله بتلك المقالة، ولسانُ حاله يقول: لماذا تجُرّ باؤهم ولا تَجُر بائي؟
هل تُرى أنه سيُقبَل منه ذلك؟ أم سيكون محلًّا للانتقاد والإنكار لكونه أتى بما لم يتعارف عليه الناس ولا يفهمونه؟
هذا مع شهرة سيبويه التي بلغت ما بلغت مما طلعت عليه الشمس، فما بالكم بما هو أقل من منه شهرة؟!
فأظن أن الأمر ليس على إطلاقه في كل حال وكل زمان.
وأنتظر تعليقاتكم أهلَ الاختصاص..
هذه العبارة شائعة بين أهل اللغة، وفحواها أن الكلمة الأعجمية إذا نُقِلَتْ إلى العربية فللعرب الحق في التصرف فيها وتبديل لفظها بحسب ما يقتضيه النظام اللغوي العربي، من دون التقيد بأصلها الأعجمي.
ولكن لو أن العرب اتفقوا واصطلحوا على تغييرٍ ما أو اثنين، فينبغب لنا نحن المعاصرين ألا نخرج عما اصطلحوا عليه ونأتي بقولٍ ثالثٍ؛ لأن ابتداع قولٍ غير معروف سيجعل الأمر عرضة للَّبس والإشكال، ونحن نعلم أن غاية الكلام إفهام المخاطب، فلو خاطبناه بما لا يألَفُه ولا يفهمه لخرجنا عن هذه الغاية.
وبالمثال يتضح المقال:
نعلم أن (سيبويه) اسمٌ أعجميُّ، فارسيُّ الأصل، وهو لقب لإمام النحاة عمرو بن عثمان بن قنبر.
والناس طوال هذه القرون قد تعارفوا على تعريبه بهيئة واحدة: سين مكسورة ممدودة، بعدها باء، ثم اللاحقة (ويه)، ولهم خلاف معروف في نطقها، وإن لم يكن ظاهرًا في اسم سيبويه، فلم أقف على من قرأه Siboyah. ولكن لنفترض أن هناك من قرأه حتى نضمّن كل الاحتمالات.
لو جاء أحد الناس في زماننا فأحدث قولًا جديدًا وسماه: (شِفاوي)، وقال: الشين جاءت في مكان السين في تعريباتٍ عدة، مثل: كشتال، عربوها إلى قَسْطال، وكذا الفاء والباء، كما في أصبهان وأصفهان، وكذا حذف الهاء من الآخر، كما في دستوره.
لو أتى بهذه الحجة على فِعْلِه، مع استدلاله بتلك المقالة، ولسانُ حاله يقول: لماذا تجُرّ باؤهم ولا تَجُر بائي؟
هل تُرى أنه سيُقبَل منه ذلك؟ أم سيكون محلًّا للانتقاد والإنكار لكونه أتى بما لم يتعارف عليه الناس ولا يفهمونه؟
هذا مع شهرة سيبويه التي بلغت ما بلغت مما طلعت عليه الشمس، فما بالكم بما هو أقل من منه شهرة؟!
فأظن أن الأمر ليس على إطلاقه في كل حال وكل زمان.
وأنتظر تعليقاتكم أهلَ الاختصاص..