إن المتأمل لمواسم العبادة التي جعلها الله للمسلمين تتلاحق الموسم تلو الموسم، والعبادة تلو العبادة ليدرك كم هي نعمة من نعم الله علينا، فلولاها لقضمنا الروتين والملل في هذه الحياة قضما، ولمزق أرواحنا مهما تراءت لنا حياتنا بأنها حافلة متغيرة، فالحياة إنما تستزف أرواحنا وأجسادنا وتستهلكها أيما استهلاك، وحين نحاول الترفيه عن أنفسنا فإن غاية ما نريحه فينا هي أجسادنا، وتبقى الأرواح مظلومة تذبل وتشيخ داخل الأجساد.
لكن مواسم العبادة المتتابعة والمتنوعة هذه إنما تأتي برحمة الله لتنشط منا الروح والجسد.
كتبنا الله جميعا من أهل طاعته السعداء، ورزقنا غنيمة ثمينة من كل تلك المواسم ليدفع الله بها عنا أهوال ما هو آت، ويرفع بها درجاتنا إلى الفردوس الأعلى.
اللهم آمين..