أشكل عليّ كلام ابن عطية ....

إنضم
11/02/2009
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الدمام
قال ابن عطية رحمه الله عند تفسير قوله تعالى : " تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " 105 من سورة آل عمران
قال : وقوله : { عذاب عظيم } يعني أنه أعظم من سواه ، ويتفاضل هذان العرضان بأن أحدهما يتخلله فتور ، وأما الجزء الفرد من هذا وذلك فسواء ، هذا تحرير مذهب أصحابنا الأصوليين رحمهم الله .

فمن لي ببيان وشرح هذا الكلام ، وله جزيل الشكر .
 
الذي يظهر - والعلم عند الله - أن التفاضل بين العذاب الذي هو أعظم من سواه ، وبين ما سواه ؛ فما سوى العذاب العظيم يحدث فيه فتور ، أما العظيم فلا فتور فيه ، وأما كونهما عذاب بعد ذلك فسواء .
 
تعقيبا فقط على توضيح الاخ الكريم محمد محمود عطية وعرضا آخر للفكرة
اولا: فسقطت (لا) قبل (تكونوا) فالمفروض انها (لا تكونوا كالذين تفرقوا .. الآية)
ثانيا: فابن عطية يقول ( ويتفاضل هذان العوضان ) وليس ( ويتفاضل هذان العرضان ).
ثالثا : وهذا مزيد توضيح لما تفضل به اخي محمد محمود عطية بأن العوضان هما (العذاب) و (العذاب العظيم) فيعني المؤلف رحمه الله فيما يظهر لي ان الفتور في العذاب مجردا ، اما العذاب العظيم فهو اشد لا فتور فيه
فالعذاب مجردا (هو الفرد المقصود في كلام ابن عطية رحمه الله)
اي : ليس لهم عذاب فقط بل لهم عذاب عظيم لا يفتر عنهم ولاتقل شدته وعظمه
والله أعلى وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
 
بسم1
اولا: فضبط اللفظة عرضان لا عوضان، لانه هو المثبت في النسخ المحققة المطبوعة، والذي يشهد له سياق الكلام على ما سيبين، ولست ادري من اين لكم هذا الضبط؛ والذي فيه العوضان غير هذا كقوله تعالى: ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب، وربنا ءاتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون.
وبعد، فقد جاء هذا الكلام اولا في تفسيرة للاية في سورة البقرة
في قوله تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ، وعَظِيمٌ معناه بالإضافة إلى عذاب دونه يتخلله فتور، وبهذا التخلل المتصور يصح أن يتفاضل العرضان، كسوادين أحدهما أشبع من الآخر، إذ قد تخلل الآخر ما ليس بسواد.
والموضع الثاني ما ذكرتم:من سورة ال عمران
عذاب عظيم
يعني أنه أعظم من سواه ، ويتفاضل هذان العرضان بأن أحدهما يتخلله فتور ، وأما الجزء الفرد من هذا وذلك فسواء، هذا تحرير مذهب أصحابنا الأصوليين

فتحرير الكلام بعد التمهيد له: ان العرض ما يقابل الجوهر وهو مصطلحان كلاميان، وبذا جاءت الاشارة الى مذهب الاصحاب الاصوليين اي اهل اصول الدين واصول الفقه الاشاعرة.
وعندهم تبعا للمتكلمين
ان العرض: هو الموجود القائم بغيره، و ان الجوهر: ماقام بذاته، والجوهر الفرد: هو الجزء الذي لايتجزأ ولايتحيز لخلوه من الابعاد الثلاث؛ ولهذا تحرز بعبارة وأما الجزء الفرد من هذا وذلك فسواء ، فهو في ذاته لايتفاضل على ما اصل والتزم، فانفصل عنه بالقول ان التفاضل بالنسبة لعذاب متخلل بفتور فهو اعظم من سواه.
اما وصفه بالعظيم: فلشمول العذاب جميع اجزاء الانسان بحيث لايخلو جزء من الم، وتوالي الالام على الجسم بحيث لايتخللها فرجة، وكلا الوجهين من العذاب مجتمع للكافرين، افاد الاخير الامام الشهرستاني

والحمد لله رب العالمين
 
تعقيب صغير:
لا شك أن المراد بالعرضين الاصطلاح الكلامي كما تفضل الأخ ببيانه..لكن المراد ب"الجزء الفرد "المعنى اللغوي لا الاصطلاحي أي القطعة من العذاب.. ولا يمكن أن يراد به الجزء الذي لا يتجزأ لأن هذا يدخل في تركيب الجوهر لا العرض...
فالعرض هو ما لا يقوم بنفسه فكيف يتكون من الجزء الفرد وهو بالضرورة قائم بنفسه!
وتفسير ابن عطية لوصف عظيم جاء تحت إكراه المذهب الكلامي الذي يرى أن العرض الواحد هو نفسه في كل محلات عروضه، فالسواد في هذا الجسم هو مثل السواد في جسم آخر فلا يمكن أن يقع التفاضل في السوادية نفسها، لأن الشيء لا يتفاضل مع نفسه..لكن قد يقال كيف تقولون لا يتفاضل العرضان ونحن نرى بياضا أشد من بياض وصفرة أخف من صفرة..؟
فجواب ابن عطية أن التفاوت لم يحصل في البياض أو السواد نتيجة اختلاف اللونين بل لأمر آخر، وهو أن أحد اللونين تخللته أجزاء أجنبية فانكسرت حدته وظهر معها الخفوت أو الضعف...أما الفرد من اللون فهو نفسه حيثما كان..
ولما كان العذاب عرضا -كما زعم المتكلمون- فقد انطبق عليه القانون نفسه..أي إن العذاب هو نفسه حيثما سرى...
لكن يشكل عليهم الأمر بوصف "عظيم "الذي يلزم عنه التفاوت والتفاضل..
فكان التوجيه الذي لا يتعارض مع القاعدة الكلامية وهو كون العذاب العظيم هو العذاب المستمر الذي لا يتخلله شيء قياسا على الألوان.
 
عودة
أعلى