د. محي الدين غازي
New member
لفضيلة الوالد الدكتور محمد عناية الله سبحاني حفظه الله
هناك نوع من العطف يشتبه على كثير من الناس أمره، وذلك كقوله تعالى في سورة والصافات:
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
قال الزمخشري، وهو يتحدث عن تلك الآيات: فإن قلت : أين جواب لما؟ قلت: هو محذوف تقديره: فلما أسلما وتله للجبين وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا كان ما كان مما تنطق به الحال ولا يحيط به الوصف من استبشارهما واغتباطهما، وحمدهما للّه وشكرهما على ما أنعم به عليهما، من دفع البلاء العظيم بعد حلوله، وما اكتسبا في تضاعيفه بتوطين الأنفس عليه من الثواب والأعواض ورضوان اللّه الذي ليس وراءه مطلوب.(الكشاف-سورةالصافات: 4/55)
فالذي قاله الزمخشري لم يزد على أن ملأ ما يُتوهم فيه من فراغ، وجعل الكلام تاما حسب قواعد النحو،حيث قدّر فيه جواب الشرط، ولكن هذا التقدير طمس مافي الآية من روعة وجمال، وجرّدها مما تتميز به من بلاغة عالية سامقة، فالواقع أنه ليس هناك حذف جواب الشرط، وإنما دخل واو العطف على جواب الشرط، وهو قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) فالمعروف في الشرط وجوابه أن الشرط يسبق جواب الشرط، حيث يتحقق الشرط أولا، ثم يتبعه جوابه، ولكن قد ينتقض هذا العرف، حيث يقع الشرط وجوابه معاً، ولايفصلهما أيّ فاصل زمني. وهذا الذي حدث في هذا الحدث العظيم، فلم يكن هناك أيّ فاصل زمنيّ بين إسلام سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، وتلّ إبراهيم لإسماعيل للجبين، وبين نداء ربهما لإبراهيم.
فالواو الذي دخل على جواب الشرط، وهو قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) يدل على هذا الاتصال الزمني بين الشرط وجوابه، ولولم يكن هذا الاتصال الكامل بين الشرط وجوابه لعملت الشفرة عملها !
أشباه ونظائر لهذا الأسلوب:
ويوجد في القرآن أشباه ونظائر لهذا الأسلوب، منها قوله تعالى في سورة يوسف:
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)
قال أبوحيان في تأويل الآية: "واختلفوا في جواب لمّا أهو مثبت؟ أم محذوف؟ فمن قال : مثبت ، قال : هو قولهم قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق أي : لما كان كيت وكيت ، قالوا وهو تخريج حسن. وقيل : هو أوحينا ، والواو زائدة ، وعلى هذا مذهب الكوفيين يزاد عندهم بعد لما ، وحتى ، وإذا. وعلى ذلك خرجوا قوله : فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أي : ناديناه وقوله : حتى إذا جاؤوها وفتحت أي : فتحت. وقول امرئ القيس : فلما أحربا ساحة الحي وانتحى. أي : انتحى. ومن قال : هو محذوف ، وهو رأي البصريين ، فقدره الزمخشري : فعلوا به ما فعلوا من الأذى ، وحكى الحكاية الطويلة فيما فعلوا به ، وما حاوروه وحاورهم به. قدره بعضهم : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب عظمت فتنتهم ، وقدّره بعضهم جعلوه فيها ، وهذا أولى إذ يدل عليه قوله : وأجمعوا أن يجعلوه. (البحرالمحيط-سورةيوسف: 6/248)
وقال الشوكاني:{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } من عند يعقوب { وَأَجْمَعُواْ } أمرهم { أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَةِ الجب }وجواب « لما » محذوف لظهوره ودلالة المقام عليه ، والتقدير: فعلوا به ما فعلوا، وقيل : جوابه { قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } وقيل : الجواب المقدّر جعلوه فيها. وقيل: الجواب: { أوحينا } والواو مقحمة، ومثله قوله تعالى: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وناديناه } أي: ناديناه. (فتح القدير-سورة يوسف)
هذا ما ذكره المفسرون في تأويل الآية، وقد فصلناها آنفا في قصةسيدنا إبراهيم و سيدنا إسماعيل عليهما السلام. فهنا أيضا دخل الواو على جواب الشرط دلالةً على رعاية الله سبحانه وتعالى لسيدنا يوسف رعايةً حاضرةً ساهرةً، ودخل دلالةً على الاتصال الزمني بين الشرط وجوابه، فلم يكن هناك أيّ فاصل زمني بين ذهابهم بيوسف، وإجماعهم أن يجعلوه في غيابة الجب، وبين إيحاء الله سبحانه وتعالى إلى يوسف بما أوحى إليه، إذهابا لهمّه، وتطمينا لقلبه.
وجاء على نفس الأسلوب قوله تعالى:
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)
فواضح أن الجملة:( وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) وقعت جوابا للشرط بدليل قوله تعالى في حال الكفار: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا).
وإنما دخل الواو على جواب الشرط في ذكر المتقين بيانا لما اختص الله به المتقين من حفاوة حارة، وكرامة بالغة، حيث تفتح لهم أبواب الجنة، مع وصولهم إليها، وكأن الجنة كانت لهم بانتظار! فلايكون هناك أيّ فاصل زمني بين وقوع الشرط وجوابه، بل يقع الشرط والجواب معا، خلاف ماهو معهود في الشرط وجواب الشرط، حيث يقع الشرط ، ثم يتبعه الجزاء.
ويقاربه قوله تعالى في سورة ص:
هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50)
هناك نوع من العطف يشتبه على كثير من الناس أمره، وذلك كقوله تعالى في سورة والصافات:
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
قال الزمخشري، وهو يتحدث عن تلك الآيات: فإن قلت : أين جواب لما؟ قلت: هو محذوف تقديره: فلما أسلما وتله للجبين وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا كان ما كان مما تنطق به الحال ولا يحيط به الوصف من استبشارهما واغتباطهما، وحمدهما للّه وشكرهما على ما أنعم به عليهما، من دفع البلاء العظيم بعد حلوله، وما اكتسبا في تضاعيفه بتوطين الأنفس عليه من الثواب والأعواض ورضوان اللّه الذي ليس وراءه مطلوب.(الكشاف-سورةالصافات: 4/55)
فالذي قاله الزمخشري لم يزد على أن ملأ ما يُتوهم فيه من فراغ، وجعل الكلام تاما حسب قواعد النحو،حيث قدّر فيه جواب الشرط، ولكن هذا التقدير طمس مافي الآية من روعة وجمال، وجرّدها مما تتميز به من بلاغة عالية سامقة، فالواقع أنه ليس هناك حذف جواب الشرط، وإنما دخل واو العطف على جواب الشرط، وهو قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) فالمعروف في الشرط وجوابه أن الشرط يسبق جواب الشرط، حيث يتحقق الشرط أولا، ثم يتبعه جوابه، ولكن قد ينتقض هذا العرف، حيث يقع الشرط وجوابه معاً، ولايفصلهما أيّ فاصل زمني. وهذا الذي حدث في هذا الحدث العظيم، فلم يكن هناك أيّ فاصل زمنيّ بين إسلام سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، وتلّ إبراهيم لإسماعيل للجبين، وبين نداء ربهما لإبراهيم.
فالواو الذي دخل على جواب الشرط، وهو قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) يدل على هذا الاتصال الزمني بين الشرط وجوابه، ولولم يكن هذا الاتصال الكامل بين الشرط وجوابه لعملت الشفرة عملها !
أشباه ونظائر لهذا الأسلوب:
ويوجد في القرآن أشباه ونظائر لهذا الأسلوب، منها قوله تعالى في سورة يوسف:
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)
قال أبوحيان في تأويل الآية: "واختلفوا في جواب لمّا أهو مثبت؟ أم محذوف؟ فمن قال : مثبت ، قال : هو قولهم قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق أي : لما كان كيت وكيت ، قالوا وهو تخريج حسن. وقيل : هو أوحينا ، والواو زائدة ، وعلى هذا مذهب الكوفيين يزاد عندهم بعد لما ، وحتى ، وإذا. وعلى ذلك خرجوا قوله : فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أي : ناديناه وقوله : حتى إذا جاؤوها وفتحت أي : فتحت. وقول امرئ القيس : فلما أحربا ساحة الحي وانتحى. أي : انتحى. ومن قال : هو محذوف ، وهو رأي البصريين ، فقدره الزمخشري : فعلوا به ما فعلوا من الأذى ، وحكى الحكاية الطويلة فيما فعلوا به ، وما حاوروه وحاورهم به. قدره بعضهم : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب عظمت فتنتهم ، وقدّره بعضهم جعلوه فيها ، وهذا أولى إذ يدل عليه قوله : وأجمعوا أن يجعلوه. (البحرالمحيط-سورةيوسف: 6/248)
وقال الشوكاني:{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } من عند يعقوب { وَأَجْمَعُواْ } أمرهم { أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَةِ الجب }وجواب « لما » محذوف لظهوره ودلالة المقام عليه ، والتقدير: فعلوا به ما فعلوا، وقيل : جوابه { قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } وقيل : الجواب المقدّر جعلوه فيها. وقيل: الجواب: { أوحينا } والواو مقحمة، ومثله قوله تعالى: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وناديناه } أي: ناديناه. (فتح القدير-سورة يوسف)
هذا ما ذكره المفسرون في تأويل الآية، وقد فصلناها آنفا في قصةسيدنا إبراهيم و سيدنا إسماعيل عليهما السلام. فهنا أيضا دخل الواو على جواب الشرط دلالةً على رعاية الله سبحانه وتعالى لسيدنا يوسف رعايةً حاضرةً ساهرةً، ودخل دلالةً على الاتصال الزمني بين الشرط وجوابه، فلم يكن هناك أيّ فاصل زمني بين ذهابهم بيوسف، وإجماعهم أن يجعلوه في غيابة الجب، وبين إيحاء الله سبحانه وتعالى إلى يوسف بما أوحى إليه، إذهابا لهمّه، وتطمينا لقلبه.
وجاء على نفس الأسلوب قوله تعالى:
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)
فواضح أن الجملة:( وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) وقعت جوابا للشرط بدليل قوله تعالى في حال الكفار: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا).
وإنما دخل الواو على جواب الشرط في ذكر المتقين بيانا لما اختص الله به المتقين من حفاوة حارة، وكرامة بالغة، حيث تفتح لهم أبواب الجنة، مع وصولهم إليها، وكأن الجنة كانت لهم بانتظار! فلايكون هناك أيّ فاصل زمني بين وقوع الشرط وجوابه، بل يقع الشرط والجواب معا، خلاف ماهو معهود في الشرط وجواب الشرط، حيث يقع الشرط ، ثم يتبعه الجزاء.
ويقاربه قوله تعالى في سورة ص:
هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50)