رواء صادق
New member
بسم1
بعد دراسة مفردة الامام الحسن البصري من (سورة الفاتحة إلى سورة الكهف) أحببت المشاركة ببعض النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثي المتواضع لمادة القراءات - وليعذرني أهل العلم والتخصص - فإن وجدت قبولاً فالحمد لله على نعمته ، وإن كان غير ذلك فلعلي أنهل من علمهم وفوائدهم..
وهذه خاتمة البحث:
وهنا يأتي السؤال: كيف نُقلت إلينا هذه الكلمات عن الحسن البصري ، وهو من عُرف واشتُهر عنه بغزارة علمه وسعة مداركه؟ هل كان يقرأ بها على أنها شاذ؟ أم أنها كانت قراءة صحيحة ثم شذت ؟ وماسبب ذلك؟
ونجيب على ذلك:
أولاً: لا احتمال لمخالفة هذه الكلمات لوجه من وجوه اللغة العربية، لوجود توجيهات لها في اللغة.
ثانياً: على أساس اعتبار العلماء في وجوب القراءة بمرسوم الخط ، يترجح أن الكلمات في المبحث الأول ـ (الكلمات المخالفة لمرسوم الخط) ـ كان سبب ردها وعدّها من القراءات الشاذة هي مخالفتها لمرسوم مصاحف الأمصار.
ثالثاً: يبقى لدينا المبحث الثاني ـ ( الكلمات التي لم تخالف مرسوم الخط )ـ فهنا نعود للسند وننظر على أي اعتبار للسند اعتبر العلماء هذه القراءة شاذة؟
- إما ضعف الرواة والطرق
- أو مخالفة القراءة للأثر
- أو عدم شهرة القارئ بالإقراء
- أو انفراد القارئ وشذوذه
- أو مخالفة القارئ لما استقرّ عليه رأي المحققين
- أو أنه ما ذكر على وجه الحكاية لا الرواية
ومن خلال ترجمة الإمام وشيوخه ورواته اتضح مايأتي:
1- شهرة الإمام الزاهد الحسن البصري بعدالته وعلمه وحفظه تُبعد احتمال أن يكون قد تهاون في أخذ القراءة ، بل على العكس كان يذمّ بعض مقرئي زمانه ممن لم يتورع في أخذ القراءة ، أو أخذها للشهرة .
2- تواتر قراءة الحسن البصري منه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة عمن أخذها من شيوخه.
3- عدم تصدّيه للإقراء وتفرغه للقراءة يحتمل أن يكون سبباً في شذوذ قراءاته وعدم تواترها من بعده، لأن العلماء عدّوا شهرة القارئ بالإقراء ضابطاً أساساً في قبول قراءته.
4- ما ذُكر عن تلميذه النحوي (عيسى الثقفي ) بأن له اختياراً في القراءات على أساس العربية وترك الناس قراءته، تجعل احتمال بدء شذوذ قراءة الحسن البصري من عنده واردة.
هذا والله أعلم