أبو إسحاق الحضرمي
New member
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
فقد كنتُ وما زلتُ - ولله الحمد - أقوم بتدريس علم التجويد للإخوة والأخوات ببلادنا ، وتيسيره لهم ، وعمل عليه بعض الملخصات ، ومن الملخصات مبحث ( أسباب الإدغام ) أضعه هنا على عدَّة مشاركات لأستفيد من علم مشايخي وأحبتي طلبة العلم طالباً منهم التصويب والإفادة :
فمما جاء في المقدمة :
أما بعد: فهذا ملخص مختصر في باب ( المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين ) في علم التجويد ، جمعته بطلب من بعض الإخوان والأخوات عندما كنتُ أقوم بتدريس متن ( تحفة الأطفال ) للجمزوري – رحمه الله تعالى- في عدَّة دورات علميَّة تجويدية ، وكان من آخرها دورة معلمات القرآن الكريم بمقرأة تاج الوقار التابعة للقطاع النسوي بمدينة غيل باوزير .
وقد راعيتُ في كتابة هذا المختصر سهولة الألفاظ ، ووضوح العبارة ، واعتمدتُ فيه على ما تلقيناه عن مشايخنا وبعض المصادر في هذا الفن ، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقتُ في جمعه ، فمن وجد في هذا خطأً بيّناً فليرشد ، وله الدعاء مني مبذول ، وأسأل اللهَ تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا من أهل القرآن، وَصَلَى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَـيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم أَجْمَعِينَ، وَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلِيكَ .
تعريفهما : هما الحرفان اللَّذان اتفقا مخرجًا وصفةً (1).
يقول الشيخ الجمزوري – رحمه الله - في تحفته :
أقسام المثلين وحكم كل قسم وينقسم المتماثلان إلى ثلاثة أقسام :
1) المتماثلان الصغير: وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكنًا والثاني متحركًا .
وسمِّي صغيرًا لسكون أوَّلهما وتحرك الثاني فيسهل إدغامه لقلَّة العمل فيه . ( وسيأتي حكمه والأمثلة عليه ) .
2) المتماثلان الكبير: و هو أن يكون الحرف الأول متحرك ، والحرف الثاني متحرك أيضاً .
وسمِّي كبيرًا ؛ لأنَّ الحرفين فيه متحركان ، وعند من يدغمه يكون العمل فيه أكثر حيث يحتاج إلى تسكين الحرف الأول قبل إدغامه .
( والإدغام الكبير خاص بـقراءة بعض القُـرَّاء ، وسيأتي ما يدغمه حفص من الإدغام الكبير ) .
3) المتماثلان المطلق : و هو أن يكون الحرف الأول منهما متحركًا والثاني ساكنًا .
وسمِّي مطلقًا ؛ لعدم تقييده بصغير ولا كبير .
ومثاله : ( مَا نَـنْسَخ ) ، ( شَـقَقْنَا ) .
( وحكمُهُ: وجوب الإظهار عند جميع القُرَّاء ) .
حكمه : وجوب الإدغام لكلِّ القرَّاء بشروطه .
والأمثلة عليه :
1) الباء مع الباء : مثل : ( اضْـرِب بِّـعَصَاكَ ) ، ( اذْهَـب بِّكِتَابِي ) .
2) التاء مع التاء : مثل : ( رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ) ، ( إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ ) .
3) الدال مع الدال : مثل : ( وَقَد دَّخَلُوا ) .
4) الذال مع الذال : مثل : ( إِذ ذَّهَبَ ) .
5) الرَّاء مع الرَّاء : مثل : ( وَاذْكُـر رَّبَّـكَ كَثِيْراً ) .
6) النون مع النون : مثل : ( مِن نِّعْمَةٍ ) ، ( وَمَن نُّعَمِّرُهُ ) .
7) الفاء مع الفاء : مثل : ( فَلَا يُسْـرِف فِّي الْقَتْلِ ) .
8) اللام مع اللام : مثل : ( قُل لَّا يَعْلَمُ ) ، ( وَالَّـيْلِ ) .
9) الميم مع الميم : مثل : ( لَـهُم مَّا يَشَاؤُونَ ) ، ( إِنَّهُم مُّـرْتَقِبُونَ ) .
10) الكاف مع الكاف : مثل : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكـكُّمُ الْـمَوتُ ) .
11) الهاء مع الهاء : مثل : ( وَمَنْ يُكْـرِههُّنَّ ) ، ( أَيْنَمَا يـُوَجِّـههُّ ).
12) الواو مع الواو : مثل : ( بَمَا عَصَوا وَّكَانُوا ) ، ( اتَّـقَوا وَّ ءَامَنُوا ) .
* وبهذا نعـرف بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض التالين لكتاب الله تعالى في هذا الباب ، وذلك مثل:
1) همس التاء الساكنة التي بعدها التاء ( فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُم ) : وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل ، بل ندغم وتصبح هكذا : (فَمَا رَبِحَـتِّجَارَتُهُمْ ) .
2) قلقلة الدَّال الساكنة التي بعدها الدَّال ( وَقَد دَّخَلُوا ) : وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل ، بل ندغم وتصبح هكذا : ( وَقَـدَّخَلُوا ) .
3) قلقلة الباء الساكنة التي بعدها الباء ( اذْهَب بِّكَتَابِي ) : وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل ، بل تصبح هكذا : ( اذْهَـبِّكِتَابِي ) .
ويشترط في إدغام المثلين الصغير شرطان :
الأول :
أن لا يكون أول المثلين حرف مدٍّ ، مثل : ( ءَامَـنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالـِحَاتِ ) ، ( اصْـبِرُوْا وَ صَابِرُوا ) ، ( الَّذِيْ يُوَسْوِسُ ) ، ( فِيْ يَومٍ ) .
فهنا لا يصحُّ الإدغام حفاظاً على عدم ذهاب المد ، ولأنَّ الرِّواية عن حفص جاءت بالإظهار - والله أعلم -.
تنبيه : أما إن كانت الواو لينية - أي ساكنة وقبلها فتح - فإنها تدغم كما سبق ، لأنَّ الواو والياء اللَّيِّنتين يخرجان من مخرج المتحركتين ، ولم يقع في القرآن الكريم ياء لينية - أي ساكنة وقبلها فتح - بعدها ياء متحـركة .
الثاني :
إذا كان الأول من المثلين هاء سكت ، وهو في موضع واحد ، وهو قوله تعالى : ( مَالِيَه هَّلَكَ ) - في حالة الوصل - .
فهنا يكون فيها الوجهان :
1) الإدغام طرداً لقاعدة إدغام المثلين الصغير ، ننطقها هكذا ( مَالِـيَهَّلَكَ ) .
2) الإظهار مع السكت على الهاء . ( والسكت: الوقف قليلاً بدون تنفس ) .
* وأما في حالة الوقف : فإننا نقف على كلمة ( مَالِيَهْ ) مع التنفس ثم نبدأ ( هَلَكَ عَنِّي ) .
* وقد أشار إلى هذه الشـروط الشيخ الجمـزروي – رحمه الله - في منظومته ( كنز المعاني بتحرير حرز الأماني ) (1) ، فقال :
(1) ويقول بعضهم : هما الحرفان اللذان اتحدَّا في الاسم والرسم . ( هداية القارئ للمرصفي 1/217 ) .
(1) الفتح الرحماني شرح كنز المعاني بتحرير حرز الأماني صـ127، 237 .
فقد كنتُ وما زلتُ - ولله الحمد - أقوم بتدريس علم التجويد للإخوة والأخوات ببلادنا ، وتيسيره لهم ، وعمل عليه بعض الملخصات ، ومن الملخصات مبحث ( أسباب الإدغام ) أضعه هنا على عدَّة مشاركات لأستفيد من علم مشايخي وأحبتي طلبة العلم طالباً منهم التصويب والإفادة :
فمما جاء في المقدمة :
أما بعد: فهذا ملخص مختصر في باب ( المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين ) في علم التجويد ، جمعته بطلب من بعض الإخوان والأخوات عندما كنتُ أقوم بتدريس متن ( تحفة الأطفال ) للجمزوري – رحمه الله تعالى- في عدَّة دورات علميَّة تجويدية ، وكان من آخرها دورة معلمات القرآن الكريم بمقرأة تاج الوقار التابعة للقطاع النسوي بمدينة غيل باوزير .
وقد راعيتُ في كتابة هذا المختصر سهولة الألفاظ ، ووضوح العبارة ، واعتمدتُ فيه على ما تلقيناه عن مشايخنا وبعض المصادر في هذا الفن ، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقتُ في جمعه ، فمن وجد في هذا خطأً بيّناً فليرشد ، وله الدعاء مني مبذول ، وأسأل اللهَ تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا من أهل القرآن، وَصَلَى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَـيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم أَجْمَعِينَ، وَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلِيكَ .
الْمتماثلان
يقول الشيخ الجمزوري – رحمه الله - في تحفته :
إنْ في الصفات والمخارج اتفق ** حرفان فالمثلان فيهما أحق
أقسام المثلين وحكم كل قسم
1) المتماثلان الصغير: وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكنًا والثاني متحركًا .
وسمِّي صغيرًا لسكون أوَّلهما وتحرك الثاني فيسهل إدغامه لقلَّة العمل فيه . ( وسيأتي حكمه والأمثلة عليه ) .
2) المتماثلان الكبير: و هو أن يكون الحرف الأول متحرك ، والحرف الثاني متحرك أيضاً .
وسمِّي كبيرًا ؛ لأنَّ الحرفين فيه متحركان ، وعند من يدغمه يكون العمل فيه أكثر حيث يحتاج إلى تسكين الحرف الأول قبل إدغامه .
( والإدغام الكبير خاص بـقراءة بعض القُـرَّاء ، وسيأتي ما يدغمه حفص من الإدغام الكبير ) .
3) المتماثلان المطلق : و هو أن يكون الحرف الأول منهما متحركًا والثاني ساكنًا .
وسمِّي مطلقًا ؛ لعدم تقييده بصغير ولا كبير .
ومثاله : ( مَا نَـنْسَخ ) ، ( شَـقَقْنَا ) .
( وحكمُهُ: وجوب الإظهار عند جميع القُرَّاء ) .
حكم المثلين الصغير والأمثلة عليه
والأمثلة عليه :
1) الباء مع الباء : مثل : ( اضْـرِب بِّـعَصَاكَ ) ، ( اذْهَـب بِّكِتَابِي ) .
2) التاء مع التاء : مثل : ( رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ) ، ( إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ ) .
3) الدال مع الدال : مثل : ( وَقَد دَّخَلُوا ) .
4) الذال مع الذال : مثل : ( إِذ ذَّهَبَ ) .
5) الرَّاء مع الرَّاء : مثل : ( وَاذْكُـر رَّبَّـكَ كَثِيْراً ) .
6) النون مع النون : مثل : ( مِن نِّعْمَةٍ ) ، ( وَمَن نُّعَمِّرُهُ ) .
7) الفاء مع الفاء : مثل : ( فَلَا يُسْـرِف فِّي الْقَتْلِ ) .
8) اللام مع اللام : مثل : ( قُل لَّا يَعْلَمُ ) ، ( وَالَّـيْلِ ) .
9) الميم مع الميم : مثل : ( لَـهُم مَّا يَشَاؤُونَ ) ، ( إِنَّهُم مُّـرْتَقِبُونَ ) .
10) الكاف مع الكاف : مثل : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكـكُّمُ الْـمَوتُ ) .
11) الهاء مع الهاء : مثل : ( وَمَنْ يُكْـرِههُّنَّ ) ، ( أَيْنَمَا يـُوَجِّـههُّ ).
12) الواو مع الواو : مثل : ( بَمَا عَصَوا وَّكَانُوا ) ، ( اتَّـقَوا وَّ ءَامَنُوا ) .
* وبهذا نعـرف بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض التالين لكتاب الله تعالى في هذا الباب ، وذلك مثل:
1) همس التاء الساكنة التي بعدها التاء ( فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُم ) : وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل ، بل ندغم وتصبح هكذا : (فَمَا رَبِحَـتِّجَارَتُهُمْ ) .
2) قلقلة الدَّال الساكنة التي بعدها الدَّال ( وَقَد دَّخَلُوا ) : وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل ، بل ندغم وتصبح هكذا : ( وَقَـدَّخَلُوا ) .
3) قلقلة الباء الساكنة التي بعدها الباء ( اذْهَب بِّكَتَابِي ) : وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل ، بل تصبح هكذا : ( اذْهَـبِّكِتَابِي ) .
شروط إدغام المثلين الصغير
الأول :
أن لا يكون أول المثلين حرف مدٍّ ، مثل : ( ءَامَـنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالـِحَاتِ ) ، ( اصْـبِرُوْا وَ صَابِرُوا ) ، ( الَّذِيْ يُوَسْوِسُ ) ، ( فِيْ يَومٍ ) .
فهنا لا يصحُّ الإدغام حفاظاً على عدم ذهاب المد ، ولأنَّ الرِّواية عن حفص جاءت بالإظهار - والله أعلم -.
تنبيه : أما إن كانت الواو لينية - أي ساكنة وقبلها فتح - فإنها تدغم كما سبق ، لأنَّ الواو والياء اللَّيِّنتين يخرجان من مخرج المتحركتين ، ولم يقع في القرآن الكريم ياء لينية - أي ساكنة وقبلها فتح - بعدها ياء متحـركة .
الثاني :
إذا كان الأول من المثلين هاء سكت ، وهو في موضع واحد ، وهو قوله تعالى : ( مَالِيَه هَّلَكَ ) - في حالة الوصل - .
فهنا يكون فيها الوجهان :
1) الإدغام طرداً لقاعدة إدغام المثلين الصغير ، ننطقها هكذا ( مَالِـيَهَّلَكَ ) .
2) الإظهار مع السكت على الهاء . ( والسكت: الوقف قليلاً بدون تنفس ) .
* وأما في حالة الوقف : فإننا نقف على كلمة ( مَالِيَهْ ) مع التنفس ثم نبدأ ( هَلَكَ عَنِّي ) .
* وقد أشار إلى هذه الشـروط الشيخ الجمـزروي – رحمه الله - في منظومته ( كنز المعاني بتحرير حرز الأماني ) (1) ، فقال :
وما أول المثلين فيه مسكنٌ ** فلا بُدَّ من إدغامه متمثِّلا
لدى الكلِّ إلا حرف مدِّ فأظهرنْ ** كقالوا وَهُمْ في يومٍ وامدده مُسجَلا
لكلٍّ وإلا هاء سكتٍ بماليه ** ففيه لهم خُلْفٌ والإظْهارُ فضِّلا
بسكتٍ .................... ** ...............................
لدى الكلِّ إلا حرف مدِّ فأظهرنْ ** كقالوا وَهُمْ في يومٍ وامدده مُسجَلا
لكلٍّ وإلا هاء سكتٍ بماليه ** ففيه لهم خُلْفٌ والإظْهارُ فضِّلا
بسكتٍ .................... ** ...............................
(1) ويقول بعضهم : هما الحرفان اللذان اتحدَّا في الاسم والرسم . ( هداية القارئ للمرصفي 1/217 ) .
(1) الفتح الرحماني شرح كنز المعاني بتحرير حرز الأماني صـ127، 237 .