أسئلة واستشكالات في تفسير بعض الأيات الكريمات

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مؤمل
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

مؤمل

New member
إنضم
24/07/2003
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام من المشايخ وطلبة العلم وكل مشارك /
السلام عليكم ورحمة الله ..
نسأل الله أن يبارك في جهودكم ويفتح عليكم من بركاته من العلم النافع والعمل الصالح
وأن يجعلنا وإياكم جميعا من أهل القرآن الكريم حقا .

وبعد :

سؤالي الأول : عن قوله تعالى : {ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخِنَ في الأرض}
هل هو خاصّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم أو عامّ له ولأمته ؟
وقد قال العلماء : إن لفظ نبيّ في الآية من العامّ (نكرة في سياق النفي) المراد به الخصوص (يعني يراد به نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم)
فهل من إفادة من المشايخ ، وبيانٍ للحكم في هذه المسألة (الإثخان) المأخوذ من هذه الآية وما في معناها ؟
وجزاكم الله خيرا .
 
جزاك الله خيرا أخي الشيخ أبو مجاهد ، وقد طالعت البحث والمقالات التي أشرت بها
والحمد لله أحكام الأسرى في الإسلام مدروسة إن شاء الله ، ولا نستغني عن مزيد فوائدكم وعلمكم .

وفي الحقيقة كان سؤالي:

هل قال أحدٌ من العلماء بأن هذا خاصّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم دون أمته .
لأنه أورده بعض الناس في بعض النقاشات ؟

طبعا واضح من كلام المفسرين والفقهاء أنها عامة له ولأمته .
وأيضا لم نر العلماء ذكروها في الخصائص النبوية ، اللهم إلا أن تكون في بعض الكتب لم نطلع عليها ، فهي غير مشهورة وهذا يوضح ضعفها .

وإذا قلنا إنها عامة له ولأمته صلى الله عليه وسلم وهو المعروف ، وكالمطبق عليه .. فهل الآية باقية على إحكامها أو هل دخلها نسخ أو تخصيص ، أعني في المنع من الأسر قبل الإثخان .
كلام المفسين ، وما في المقالات المشار إليها وغيرها يفيد الجواب عن ذلك بما يكفي إن شاء الله، فالحمد لله .

بقي أن يقال : ظاهر الآية المنع (والأصل فيه التحريم) من أخذ الأسرى قبل الإثخان ، لأنها منعت من أخذ الأسرى إلى غايةٍ هي حصول الإثخان في الأرض .. فما حدّ الإثخان ؟

أي ما القدرُ من الإثخان الذي إذا تمّ جاز بعده أخذ الأسرى ؟

ولا بأس بالولوج إلى بعض الواقع اليوم .. ففي العراق مثلا ، إخواننا المجاهدون يأسرون بعض جنود العدو الصليبي مثلا ، فهل تمنَع هذه الآية اتخاذ الأسرى ، ومن ثم معاملتهم بإحدى المعاملات الأربعة على القول الراجح (القتل، الاسترقاق ، المنّ ، المفاداة) – هل تمنَعُ الآية ذلك ، وتوجِبُ القتل لا غير .

في الحقيقة هذا هو أصل المبحث .

فوائد جانبية :

ما وجه التعبير القرآني الكريم بــ "يثخن في الأرض" ولم يقل : يثخن في عدوّه مثلا؟ مع أنه هو الوجه في الاستعمال ؟
وما الحكمة في التعبير بـ "ما كان لنبيّ" دون غيره مما يمكن ؟


والله يبارك فيكم ويفتح علينا وعليكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أعتذر أخي مؤمل - حقق الله لك ما تأمله من مغفرته ورضوانه - عن التأخر في المدارسة معك فيما أوردته من سؤالات ، وأنا أفيد منك ، وأحرص على قراءة مشاركاتك ، ولكن أرجو منك دعوة صادقة بظهر الغيب أن يعينني على إتمام رسالتي للدكتوراه .

وثانياً : بعض الإشكالات التي أوردتها أولاً أجبتَ عنها في تعليقك الثاني .

ثالثاً : أنصحك بالقراءة في تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ، فإنه يجيب عن كثير من الإشكالات التي توردها ، وإذا لم يكن عندك فبإمكانك الإطلاع عليه من خلال الرابط الذي سأحيل إليه في آخر المشاركة .

رابعاً : هذا نص ما أورده ابن عاشور في تفسيره لآية الأنفال ، أنقله لك وللقراء ، وسأميز بعض الفقرات التي لها تعلق بما سألت عنه بلون آخر .

قال رحمه الله : ( قال ابن العربي في «العارضة»: روى عبيدة السلماني عن علي أنّ جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فخيّره بين أن يقرِّب الأسارى فيضرب أعناقهم أو يقبلوا منهم الفداء، ويُقتل منكم في العام المقبل بعدّتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل يخيّركم أن تقدّموا الأسارى وتضربوا أعناقهم أو تقبلوا منهم الفداء ويستشهد منكم في العام المقبل بعدتهم " ، فقالوا: يا رسول الله نأخذ الفداء فنقوى على عدوّنا ويقتل منّا في العام المقبل بعدّتهم، ففعلوا.

والمعنى أنّ النبي إذا قاتل فقتاله متمحّض لغاية واحدة، هي نصر الدين ودفع عدائه، وليس قتاله للملك والسلطان فإذا كان أتْباع الدين في قلّة كان قتل الأسرى تقليلاً لعدد أعداء الدين حتّى إذا انتشر الدين وكثر أتباعه صلح الفداء لنفع أتباعه بالمال، وانتفاء خشية عود العدوّ إلى القوة. فهذا وجه تقييد هذا الحكم بقوله: { ما كان لنبيء }.

والكلام موجّه للمسلمين الذين أشاروا بالفداء، وليس موجّهاً للنبيء صلى الله عليه وسلم لأنّه ما فعل إلاّ ما أمره الله به من مشاورة أصحابه في قوله تعالى:{ وشاورهم في الأمر } [آل عمران: 159] لا سيما على ما رواه الترمذي من أنّ جبريل بلّغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخيّر أصحابه ويدلّ لذلك قوله: { تريدون عرض الدنيا } فإنّ الذين أرادوا عرض الدنيا هم الذين أشاروا بالفداء، وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك حظّ.

فمعنى { ما كان لنبيء أن يكون له أسرى } نفي اتّخاذ الأسرى عن استحقاق نبي لذلك الكون.

[color=0000FF]وجيء بـ(نبيء) نكرِة إشارة إلى أنّ هذا حكم سابق في حروب الأنبياء في بني إسرائيل، وهو في الإصحاح عشرين من سفر التثنية.[/color]

[color=FF0000]ومثل هذا النفي في القرآن قد يجيء بمعنى النهي نحو{ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله }[الأحزاب: 53]. وقد يجيء بمعنى أنه لا يصْلح، كما هُنا، لأن هذا الكلام جاء تمهيداً للعتاب فتعيّن أن يكون مراداً منه ما لا يصلح من حيث الرأي والسياسة.[/color]

ومعنى هذا الكون المنفي بقوله: { ما كان لنبيء أن يكون له أسرى } هو بقاؤهم في الأسر، أي بقاؤهم أرقّاء أو بقاء أعواضهم وهو الفداء. وليس المراد أنّه لا يصلح أن تقع في يد النبي أسرى، لأنّ أخذ الأسرى من شؤون الحرب، وهو من شؤون الغلَب، إذا استسلم المقاتلون، فلا يعقِل أحدٌ نفيه عن النبي، فتعيّن أنّ المراد نفي أثره، وإذا نفي أثر الأسر صدق بأحد أمرين: وهما المنّ عليهم بإطلاقهم، أو قتلُهم، ولا يصلح المنُّ هنا، لأنّه ينافي الغاية وهي حتى يثخن في الأرض، فتعيّن أنّ المقصود قتل الأسرى الحاصلين في يده، أي أنّ ذلك الأجدر به حين ضَعُف المؤمنين، خضِداً لشوكة أهل العناد، وقد صار حكم هذه الآية تشريعاً للنبيء صلى الله عليه وسلم فيمن يأسرهم في غزواته.
[color=003300]والإثخان الشدة والغلظة في الأذى. يقال أثخنته الجراحة وأثخنه المرض إذا ثقل عليه، وقد شاع إطلاقه على شدّة الجراحة على الجريح. وقد حمله بعض المفسّرين في هذه الآية على معنى الشدّة والقوة. فالمعنى: حتى يتمكّن في الأرض، أي يتمكّن سلطانه وأمره.

وقوله: { في الأرض } على هذا جار على حقيقة المعنى من الظرفية، أي يتمكّن في الدنيا. وَحَمَلَهُ في «الكشّاف» على معنى إثخان الجِراحة، فيكون جرياً على طريقة التمثيل بتشبيه حال الرسول صلى الله عليه وسلم المقاتل الذي يَجرَج قِرنَه جراحاً قوية تثخنه، أي حتّى يُثخن أعداءه فتصير له الغلبة عليهم في معظم المواقع، ويكون قوله: { في الأرض } قرينة التمثيلية.[/color]

والكلام عتاب للذين أشاروا باختيار الفداء والميللِ إليه، وغضّ النظر عن الأخذ بالحزم في قطع دابر صناديد المشركين، فإنّ في هلاكهم خضداً لشوكة قومهم فهذا ترجيح للمقتضَى السياسي العَرضي على المقتَضَى الذي بُني عليه الإسلام وهو التيسير والرفق في شؤون المسلمين بعضهم مع بعض كما قال تعالى:{ أشداء على الكفار رحماء بينهم }[الفتح: 29].
وقد كان هذا المسلك السياسي خفيّاً حتّى كأنه ممّا استأثر الله به، وفي الترمذي، عن الأعمش: أنّهم في يوم بدر سبقوا إلى الغنائم قبل أن تحلّ لهم، وهذا قول غريب فقد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استشارهم، وهو في الصحيح.

وقرأ الجمهور { أن يكون له } ـ بتحتية ـ على أسلوب التذكير. وقرأه أبو عمرو، ويعقوب، وأبو جعفر ـ بمثناة فوقية ـ على صيغة التأنيث، لأنّ ضمير جمع التكسير يجوز تأنيثه بتأويل الجماعة.

والخطاب في قوله: { تريدون } للفريق الذين أشاروا بأخذ الفداء وفيه إشارة إلى أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام غيرُ معاتَب لأنّه إنّما أخذ برأي الجمهور وجملة: { تريدون } إلى آخرها واقعة موقع العلّة للنهي الذي تضمّنته آية { ما كان لنبيء } فلذلك فصلت، لأنّ العلّة بمنزلة الجملة المبيِّنة.

و { عرض الدنيا } هو المال، وإنّما سُمّي عرضاً لأنّ الانتفاع به قليل اللبث، فأشبه الشيء العارض إذ العروض مرور الشيء وعدم مكثه لأنه يعرض للماشين بدون تهيّؤ. والمراد عرض الدنيا المحض وهو أخذ المال لمجرد التمتع به.

والإرادة هنا بمعنى المحبّة، أي: تحبون منافع الدنيا والله يحبّ ثواب الآخرة، ومعنى محبّة الله إيّاها محبّته ذلك للناس، أي يحبّ لكم ثواب الآخرة، فعلّق فعل الإرادة بذات الآخرة، والمقصود نفعها بقرينة قوله: { تريدون عرض الدنيا } فهو حذف مضاف للإيجاز، وممّا يحسنه أنّ الآخرة المرادة للمؤمن لا يخالط نفعها ضرّ ولا مشقّة، بخلاف نفع الدنيا.

وإنما ذكر مع { الدنيا } المضافُ ولم يحذف: لأنّ في ذكره إشعاراً بعروضه وسرعة زواله.

وإنّما أحبّ الله نفع الآخرة: لأنّه نفع خالد، ولأنّه أثر الأعمال النافعة للدين الحقّ، وصلاح الفرد والجماعة. ...) إلى آخر ما ذكر ، وقد انتهى المقصود نقله .من هذا الموقع
أكبر موقع للتفاسير

وجواباً لسؤالك :" ما وجه التعبير القرآني الكريم بــ "يثخن في الأرض" ولم يقل : يثخن في عدوّه مثلا؟ مع أنه هو الوجه في الاستعمال ؟"
قال الألوسي في روح المعاني : ( وذكر في الأرض للتعميم ) انتهى .

ومن جميل تعليقات المفسرين ما ذكره الألوسي حول ختم الآية بقوله ( عزيز حكيم ) ؛ فقد قال : ( { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } يغلب أولياءه على أعدائه { حَكِيمٌ } يعلم ما يليق بكل حال ويخصه بها كما أمر بالإثخان ونهى عن أخذ الفدية حيث كان الإسلام غضاً وشوكة أعدائه قوية، وخير بينه وبين المن بقوله تعالى:{ فإمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء }
[محمد: 4] لما تحولت الحال واستغلظ زرع الإسلام واستقام على سوقه.)
 
أخي الشيخ أبو مجاهد العبيدي أثابكم الله وأحسن إليكم..
وجزاكم الله كل خير ، وبارك في جهدكم ومساعيكم .
وأسأل الله أن يُنجحكم ويوفقكم فيما أنتم بصدده من تحضير شهادة الدكتوراه ، وأن يجعلها لكم طريق خير ورفعة
وعوناً على الرقيّ في درجات الفضل في الدنيا والأخرى ..
وإن شاء الله لك منا الدعاء ، وأنت أيضا وجميع إخواننا لا تنسونا من الدعاء ، فوالله أنا بحاجة إلى دعائكم أعظم حاجة..
أشكرك على الجواب وما فيه من فوائد طيبة حصل بها جل المقصود ولله الحمد .
واعتذر عن التأخر ..
ولي أسئلة أخرى سأضعها قريبا إن شاء الله .
 
سؤال

سؤال

أخي الشيخ أبو مجاهد العبيدي أثابكم الله وأحسن إليكم..

هذا سؤال قديم كنت طرحته في "المشكاة" ويبدو أن ظروفا حالت دون بحثكم فيه ، ولعلكم تعيدون النظر فيه
أو من معكم من الإخوة المشايخ ، وهو :
في قوله تعالى " "وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء" :
السؤال عن وجه استعمال لفظ الناس في هذه الآية الكريمة ، ووجه أمره سبحانه وتعالى المنافقين أن يؤمنوا كما آمن الناس ؟
مع أنه من غير المعهود في خطاب الشارع الأمر بالكون كـ "الناس" أو الاحتجاج على المخالف بما عليه "الناس" ، بل قدر عرف عن الشارع في الجملة ذم ما عليه "الناس" في الأغلب، والنهي عن التقليد والإمعية وما قاربها من المعاني.
وفقكم الله وبارك فيكم.
 
السؤال الثالث :
قوله تعالى : وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (القصص : 14 )

هل هو النبوة أو دون ذلك ؟

معروف ذكرُ الخلاف فيها ، فهل من تحقيق في المسألة ، فتح الله عليكم ؟

وقصة موسى عليه السلام في سورة القصص من أكثر المواضع بسطا وفيها مبدأ وجوده ونشأته وغير ذلك ، ويمكن أن يجعلها الدارس لقصته عليه السلام الأصل ، ومعرفة جواب السؤال المذكور مفيد في معارف مثل : هل حالة الخوف التي عاشها تلك الفترة وقتله عليه السلام للقبطبي الذي من عدوه ، ثم استغفاره ودعؤه وما تلا ذلك إلى أن خرج من المدينة خائفا يترقب كان قبل نبوّته وبعثته أو بعده ، وما شابه ذلك .

أرجو أن أحظى بفوائدكم .. وجزاكم الله خيرا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي مؤمل

جواباً لسؤالك السابق عن قول الله تعالى : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء } أقول : لم يظهر لي أن عرف القرآن والمعهود في استعماله للفظ الناس ذكرهم في مقام الذم .

فقد تأملت ورود هذا اللفظ في القرآن فوجدت أنه يطلق أحياناً ويراد به أهل الإيمان كما في قول الله عز وجل : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (البقرة:207) وقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (آل عمران:21)



ويطلق أحياناً ويراد به الخصوص كما في قول الله تعالى : { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (البقرة:199)
ولعل الآية التي سألت عنها من هذا الاستعمال .قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره للناس هنا :
( ويعني ب " الناس " المؤمنين الذين آمنوا بمحمد ونبوته وما جاء به من عند الله . كما : 290 - حدثنا أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , عن بشر بن عمار , عن أبي روق , عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس } يقول : وإذا قيل لهم صدقوا كما صدق أصحاب محمد , قولوا : إنه نبي ورسول , وإن ما أنزل عليه حق , وصدقوا بالآخرة , وأنكم مبعوثون من بعد الموت . وإنما أدخلت الألف واللام في " الناس " وهم بعض الناس لا جميعهم ; لأنهم كانوا معروفين عند الذين خوطبوا بهذه الآية بأعيانهم . وإنما معناه : آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم من أهل اليقين والتصديق بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم , وما جاء به من عند الله وباليوم الآخر , فلذلك أدخلت الألف واللام فيه كما أدخلتا في قوله : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } 3 173 لأنه أشير بدخولها إلى ناس معروفين عند من خوطب بذلك .) انتهى



وأكثر ما يأتي هذا اللفظ في مقام العموم : فهو يشمل الناس عموماً مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم ، والسياق هو الذي يحدد المراد به .

قال تعالى : { فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
 
خطر لي معنى في معنى الناس في الآية التي أشار إليها الأخ مؤمل. وهي قوله تعالى :(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس...).
وهو أن المقصود بالناس هنا كما ذكرتم الصحابة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. فكأنهم هم فقط من يستحق أن يقال لهم : الناس ، لإيمانهم وكمالهم ، ورجاحة عقولهم باتباع الحق ، وما سواهم فلا يستحق ذلك. ويحضرني قول الشاعر :
[align=center]وإن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القومُ ، كل القوم يا أم مالك[/align]
 
الشيخان الكريمان /
أبو مجاهد العبيدي ، وعبد الرحمن الشهري ، جزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما ونفعنا بكما .
 
جزاكم الله خير الجزاء

و الله يزيدكم و يهديكم و يهدينا أجمعين .
 
السؤال الثالث :
قوله تعالى : وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (القصص : 14 )
هل هو النبوة أو دون ذلك ؟

معروف ذكرُ الخلاف فيها ، فهل من تحقيق في المسألة ، فتح الله عليكم ؟
وقصة موسى عليه السلام في سورة القصص من أكثر المواضع بسطا وفيها مبدأ وجوده ونشأته وغير ذلك ، ويمكن أن يجعلها الدارس لقصته عليه السلام الأصل ، ومعرفة جواب السؤال المذكور مفيد في معارف مثل : هل حالة الخوف التي عاشها تلك الفترة وقتله عليه السلام للقبطي الذي من عدوه ، ثم استغفاره ودعاؤه وما تلا ذلك إلى أن خرج من المدينة خائفا يترقب كان قبل نبوّته وبعثته أو بعده ، وما شابه ذلك .
أرجو أن أحظى بفوائدكم .. وجزاكم الله خيرا .

أخي العزيز مؤمل وفقه الله وزاده توفيقاً .
النبوة والرسالة لم يُؤتَها موسى عليه الصلاة والسلام إِلا في طريق عودتهِ من أرضِ مدين إلى مصر بعد كل الحوادث التي ذكرتم . وذلك عندما ذهب يبحث لأهله عن جذوة من النار لعلهم يصطلون بها من شدة البرد تلك الليلة التاريخية . وأما قبلها فلم يكن نبياً، وليس لأفعاله قبلها أحكام النبوة . والموضع الذي وردت فيه الآية الكريمة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)) لا يدل على أنها النبوة . وإنما الكمالات التي تسبقها إعداداً لها والله أعلم .
 
عودة
أعلى