أسئلة إلى منكري الإعجاز العلمي

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
هل يمكن للعالم الفلكي غير المسلم أن ينظر في آيات القرآن التي تتحدث عن خلق الكون ويجد فيها ما يدل على أن القرآن من عند الله؟

هل يمكن للطبيب غير المسلم أن ينظر في الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان ويجد فيها الدليل على أن القرآن من عند الله؟

هل يمكن لعالم النفس غير المسلم أن ينظر في الآيات التي تتحدث عن طبيعة النفس الإنسانية ويصل من خلال ذلك إلى أن القرآن من عند الله؟

هل يمكن لعالم الاجتماع غير المسلم أن ينظر في الآيات التي تتحدث عن تقسيم البشر وبعض التجمعات البشرية التي تحدث عنها القرآن ويصل من خلال ذلك إلى أن القرآن من عند الله؟

هل يمكن لعالم النبات غير المسلم.................؟

هل يمكن لعالم الحيوان غير المسلم..................؟

هل يمكن لعالم الأرصاد الجوية .....................؟

هل يمكن للمهندس غير المسلم .................؟
 
أولا:
سأجيب على الأسئلة وإن لم أكن من منكري الإعجاز أو التفسير العلمي.

ثانيا:
الجواب على أسئلتك:

نعم بالطبع ..

بشرط أن ينظر فيما دلت عليه الآية وقت نزولها، لا فيما يُدعى أنها دلت عليه بغير برهان جلي.
 
أخي الكريم حجازي:

عندما نزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عرفت قريش والعرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن هذا الكلام الذي جاء به محمد من حيث بيانه وبلاغته لا يكون لبشر، فدل هذا على أن القرآن من عند الله.

أما في باب الإعجاز العلمي المدعى، فالأمر مختلف، ذلك أني - بوصفي أحد منكري الإعجاز العلمي- لا أدعي أن القرآن أشار إلى حقائق علمية كشف عنها العلم الحديث، ولا سبق إلى تقريرها.

وبالتالي فإن الجواب : لا يمكن.

وهذا الجواب مبني على قولي بتهافت الإعجاز العلمي المدعى من حيث المبدأ. هذا رأيي في الموضوع. وهذه دعوى في مقابل دعوى القائلين بالإعجاز العلمي، فيكون المصير إلى الدليل حكماً بيننا.

وبارك الله فيك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
دلالة الآيات القرآنية الكريم لا يحيط بها زمن ، فإذا كان الكلام صفة المتكلم ، فإن آيات القرآن الكريم ستأخذ صفة المتكلم بها ، فهي كلام أزلي قديم صالح لكل زمان ومكان ، لذلك فإننا لا نقف على مدلول الآيات الكريمة في عصر معين
ومعنى التفسير عند أهل التفسير هو محاولة الكشف عن معاني الايات القرآنية الكريمة بقدر الطاقة البشرية . ولا شك أن هذه القدرة البشرية تختلف من عصر إلى عصر ، ولا يمكن أن تحيط بكل معاني ودلالات الآيات الكريمة .
فمن أوجه الإعجاز القرآني ، أنه لا يمل قارئه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، فمعانيه تتجدد باستمرار ، وتحاكي أحوال البشر ومستوياتهم المتنوعة وعلومهم المتنوعة ، فكل إنسان يجد من القرآن الكريم ما يقيم به الحجة على أنه كلام الله تعالى فيهتدي بهديه.
 
أخي الكريم حجازي:

عندما نزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عرفت قريش والعرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن هذا الكلام الذي جاء به محمد من حيث بيانه وبلاغته لا يكون لبشر، فدل هذا على أن القرآن من عند الله.

هذا أمر لا اعتراض عليه وليس هو محل النقاش، ولكن هذا يحصر قيام الحجة على العرب دون غيرهم.

أما في باب الإعجاز العلمي المدعى، فالأمر مختلف، ذلك أني - بوصفي أحد منكري الإعجاز العلمي- لا أدعي أن القرآن أشار إلى حقائق علمية كشف عنها العلم الحديث، ولا سبق إلى تقريرها.

عدم إدراكك لهذه الحقيقة ليس حجة على من أدرك ، وعجز الإنسان عن إدراك بعض الحقائق ليس دليلا على عدم وجود تلك الحقائق ، وأعتقد أن هذه هي مشكلتك ولا أنتقص بهذا من قدرك إطلاقا ، ولكن الراسخون في العلم قد يدركون ما لايدركه غيرهم.

وبالتالي فإن الجواب : لا يمكن.

وهذا الجواب مبني على قولي بتهافت الإعجاز العلمي المدعى من حيث المبدأ. هذا رأيي في الموضوع. وهذه دعوى في مقابل دعوى القائلين بالإعجاز العلمي، فيكون المصير إلى الدليل حكماً بيننا.

وبارك الله فيك.

أما قولك : لا يمكن . فهذه كما قلت أنت دعوى منك تحتاج إلى دليل وأنت لا تملكه.
أما القول الآخر فهي حقيقة مثبتة بالأدلة ، وإذا كنت لا تستطيع أن ترى الأدلة أو لا تستطيع إستيعابها فهذه مشكلتك أنت ولا تغير من الحقائق شيئا.

الناس يا أخي الكريم يختلفون في قدراتهم وأفهامهم ومداركهم وهذه سنة الله في خلقه، ولهذا قال الله تعالى:
(وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء : 83 )
 
منكرو الإعجاز العلمي في القرآن – ابتداء بأول واحد منهم وانتهاء بآخرهم - هم السبب في ما نحن فيه من التخلف .
ولولا هؤلاء المنكرون لاستطاع المفكرون المسلمون الانطلاق من الآيات القرآنية إلى الاكتشافات العلمية ، ولكن أنى لهم ذلك وهناك من لا يتقن غير إعلان الحرب عليهم واتهامهم بكل ما في جعبته من التهم ..ولذلك حدث العكس ، فأغلب الاكتشافات العلمية الثابتة جاءت من عند غير المسلمين ، وتنبه المسلمون لوجودها في القرآن .
وهذا ما يحصل في الإعجاز العددي حاليا .
هل يغيب عن بال هؤلاء أن القرآن هو كتاب الله للناس كافة ؟ وإذا كان الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم قد وجدوا في لغته ما يدلهم على مصدره ، فما العجب أن يجد البعض في إعجازه العلمي ما يدلهم على مصدره ؟ وان يجد البعض في إعجازه العددي ما يدلهم على مصدره ؟
بل إن البعض قد يجد في سلوك المسلم – بعيدا عن الإعجاز - ما يجعله يؤمن بهذا الكتاب .
إن وظيفة وجوه الإعجاز واحدة ، فما يحققه الإعجاز البياني قد يحققه العلمي أو العددي أو أي وجه آخر ..
وليت منكري الإعجاز العلمي أن ينسوا للحظات أنهم مسلمون ، ولو لم يكونوا كذلك لكانت آراؤهم غير ما هي عليه ، وأن يدعوا غيرهم يعملوا فيما لا طاقة لهم عليه .
 
لمن يقول الله تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)
ويقول ( والذين يتفكرون في خلق السموات والأرض...)
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)
(ما فرطنا في الكتاب...).....
ما معنى أن نسير في الأرض ، وكيف ننظر كيف بدأ الخلق
من الذي يتفكر في خلق السموات ، وليست السماء وحدها بل السموات ، الذين ينكرون أن الأرض كروية ، ويقولون إن العلم بكروية الأرض لا يهمنا في شيء ولو كان مهما لذكره الله صراحة في الآيات الكريمة ؟؟ هل يريد من القرآن الكريم أن ينزل له وحده على منهجه الذي يرتئيه... حتى لو كان نزول القرآن كذلك هل تراه يتبع ما فيه؟؟؟
الذين يثبتون أوجه الإعجاز يأتون بعلم جديد ، يظهر أن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى ويحث الناس على الدخول في هذا الدين
فما العلم الذي يأتي به من ينكر الإعجاز العلمي . وفي عرف العلماء المُثبِتُ أولى في الاتباع من المنكر ؛ لأن المثبت إنما يتحدث عن أمر ظهر له ، والنافي إنما ينفي أمرا غاب عنه ، فالذي يظهر له العلم أولى بالاتباع .
والله تعالى أعلم
 
أيها الأحبة ..
دعونا نتكلم بعلم ..
أما العاطفة وإرسال الأقوال دون تحقيق فلا يغنيان من الحق شيئا.
 
أيها الإخوة الكرام
إن الأسلوب الذي يطرح فيه الإعجاز العلمي في الملتقى فيه إشكالات ، وكله يتَّسِم بالدخول في التفاصيل قبل التأصيل .
ولو تُتُبِّعت المسألة تاريخيًا لظهر كثير من الخلل الواقع في الإعجاز العلمي الذي ملأه بعض مؤيديه بدعوى عريضة ، حتى صيروا أقوالهم فيه كالوحي ، وأن مخالفهم مخالف للوحي ، وأنه درويش ( ما يفهم حاجة) .
وأتمنى أن يكون الطرح علميًا بعيدًا عن بعض التشنجات والعبارات المجازِفة .
وأنا أستغرب من الشيخ الكبير ( عبد الله جلغوم) في مداخلته حيث يقول : ( منكرو الإعجاز العلمي في القرآن – ابتداء بأول واحد منهم وانتهاء بآخرهم - هم السبب في ما نحن فيه من التخلف .
ولولا هؤلاء المنكرون لاستطاع المفكرون المسلمون الانطلاق من الآيات القرآنية إلى الاكتشافات العلمية ، ولكن أنى لهم ذلك وهناك من لا يتقن غير إعلان الحرب عليهم واتهامهم بكل ما في جعبته من التهم ..ولذلك حدث العكس ، فأغلب الاكتشافات العلمية الثابتة جاءت من عند غير المسلمين ، وتنبه المسلمون لوجودها في القرآن .
وهذا ما يحصل في الإعجاز العددي حاليا
).
وهذه مغالطة ظاهرة ، وهل يظن أستاذنا أن القول بالإعجاز العلمي والانسياق وراءه هو الذي سيقيم لنا المصانع وآلات القوة التي ندحر بها الأعداء ؟!
إن الهروب إلى الإعجاز العلمي دليل على ( العجز العلمي ) في الأمور الدنيوية ، وهذا ظاهر لمن تأمل حال الأمة الإسلامية ، ولمن تأمل سبب نشوء القول بالإعجاز العلمي الذي لم يُسبق به المعاصرون .
وإن الإعجاز العلمي لن يوصلنا إلى صنع قنبلة ، ولا إلى مضادات طائرات كي ندافع بها عن أنفسنا ، بل السبيل الصحيح أن توجد قوة تحمي العلم الديني والدنيوي لنتمكن من الأخذ بالقوة المطلوبة في قوله تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ، وتأمل كيف قرن الله إنزال الكتاب والميزان بإنزال الحديد في قوله تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحديد :25) ، فإن العلم لا يمكن أن يقوم بدون قوة تحمية ، وشاهد هذا من واقعنا المعاصر ظاهر ، فهل احتاجت باكستان لإعجاز العلمي لتصنع القنبلة النووية ؟!
وهل احتاجت إيران الإعجاز العلمي لتمشي في خطوات صنع القنبلة؟!
إننا بحاجة إلى عقل وعلم ، وأقول ـ مع كامل اعتذاري ـ إن مما ينقصنا ( التحرير العلمي ) في جميع علومنا الدينية والدنيوية ، وإننا نكتفي ـ مع الأسف ـ بالأدنى من هذه الامور ، وشاهد ذلك أنك ترى اليوم الواعظ مفتيًا ، والمهندس مفسرًا ، والجيولوجي أصوليًًا ، وهلم جرًّا مما يخالف الحرص على الأخذ من أهل الاختصاص ، والحديث في هذا ذو شجون ، وإني لأسأل الله أن يكون النقاش في هذا الموضوع وفي غيره نقاشًا علميًا جادًّا ، وأتمنى أن من لا يكون من المختصين أن لا يبارزهم بدعوى أن القرآن ميسر لكل أحد ، وأن في هذا تحجيرًا على المسلمين ، فيجب أن نفرق بين أمرين : كوننا يمكن أن نفهم شيئًا من القرآن ، وكوننا يمكن أن نتناقش فيه كما يتناقش فيه أهل الاختصاص ، والفرق بين الأمرين ظاهر .
وإن مما يؤسف عليه في هذا المجال أن أغلب من دخل في الإعجاز العلمي حصلت له ( طفرة النظَّام ) التي هي من المستحيلات عند العقلاء ، وهي جواز الانتقال من حال إلى حال دون المرور بالحالة الوسط بينهما ، وهذا هو حال كثيرين ممن دخل في الإعجاز العلمي ؛ تراه صيدليًا ،ثم ـ بلا مقدمات ـ صار مفسرًا يخطِّئ كبار المفسرين ، ويدعي عليهم الجهل ، فهل مثل هذا يجوز؟!
إنني من خلال قراءتي لمن يُدَّعى بأنهم من أحسن من تكلم في الإعجاز العلمي يقعون في هذا ، وأقف هنا لأنني لو استمرَّيت في الكتابت لما توقفت والمجال في ذلك واسع جدَّا .
 
دكتور حسن ، حفظكم الله :
من هم الذين تقول عنهم ( الذين ينكرون أن الأرض كروية ) ؟
وأتمنى أن تراجع أقوال العلماء في قوله : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) .
ثم إنه لا يلزم من ينفي أن يأتي بعلم ، فقولكم : ( فما العلم الذي يأتي به من ينكر الإعجاز العلمي . وفي عرف العلماء المُثبِتُ أولى في الاتباع من المنكر ؛ لأن المثبت إنما يتحدث عن أمر ظهر له ، والنافي إنما ينفي أمرا غاب عنه ، فالذي يظهر له العلم أولى بالاتباع )، فلو أخذنا هذا على إطلاقه ، فإن متفلسفة الصوفية والباطنية وغيرهم سيحتجون بمثل هذه القاعدة في تأويلاتهم الباطنية .
وإن قلت بأنهم يأتون بباطل ، فستنقلب عليك الدعوى نفسها ، وسيحتج عليك بمثل ما قلت من هذا التقعيد.
والمسألة لا تحتاج إلى مثل هذا ، بل إن من يدَّعي أمرًا حادثًا ( الإعجاز العلمي ) عليه الدليل لأقامة صحته ، وصحة برهانه عليه .
 
الشيخ أبا عبدالملك جزاكم الله خيرا على طرحكم ..
 
بارك الله فيك وأحسن إليك يا شيخ مساعد...
 
[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الأخ مساعد الطيار المحترم
بفضل الله إني مسلم ولا أنتمي إلى أي حزب أو جماعة ولا يهمني مذهب من يأتي بالحق فأنا أتّبع الحق الذي يأتي به ، وإن جاء بالباطل تركت الباطل الذي يأتي به ،لكن دون أن أضع حواجز بيني وبين المذاهب الإسلامية المختلفة ، فالحق غايتي ، والحق ما أنشد لا المذاهب . فإن جاء الصوفية أو غيرهم بالحق تبعت الحق الذي معهم ، وإن جاء الوهابية أو السلفية بالحق تبعت الحق الذي معهم .... لأتحقق بنهج النبي صلى الله عليه وسلم .
والذي أعلمه وتحدثت عنه في أن الذي يثبت أولى بالاتباع من الذي ينفي ليس مطلقا كما فهمته ، فالذي يثبت بالقاعدة والبرهان والدليل هو الذي أتبعه ، سواء كان إثباته في تقرير أمر ، أم في إثبات نفيه كل ذلك بالحجة والبرهان القوي . فالذي يقول بأن الذّرة فيها نواة متعادلة من البروتونات والنيوترونات مع الإلكترونات التي تدور حولها ، ويمكن لبعض الأنوية إذا قصفت بإلكترونات في ظروف محددة أن تنتج طاقة عظيمة ، ودرجة حرارة تعادل التي على الشمس ، وجاء بالبرهان والدلائل والتجارب العملية على قوله ، أصدّقه فيما يقول . أما إن قال لي شخص بأن هذا أمر خرافي وهذا ضرب من الجنون ولم يأتني بأي برهان على قوله ، أنكِرُ عَليه قَوْلَه وبذلك يكون الأولى بالاتباع هو من يثبت وجود الأمر أو عدم وجوده بالحجة والدليل.
أما ما أشرتم علي بالاطلاع عليه ، فقد قرأت فيه الكثير ، وإن كان عندكم مزيد من العلم أو مراجع أو بحوث في هذا المجال سواء من تأليفكم أو من تأليف غيركم فترشدوني إليها ، أكون في غاية الامتنان
وأجو الأخ مساعد الطيار أن يقرأ النص الذي سأنقله لاحقا ، ويجيبني بصراحة ، هل من عاقل وعالم يقول بما يوافق هذا النص؟؟؟ ألهذه الدرجة تلوى أعناق النصوص وفق فهم البعض ليقرر قوله بأي ثمن ؟؟؟؟ ويأتي ويقول بأن الله يريد كذا ، ويعني بقوله كذا..
وهذا كلامه هو وليس كلام الله ، فالنتق الله تعالى ، ونتجرد من هذا السجن للعقول والعلوم عسى أن نعيد مجد ديننا وشعوبنا ونرتقي إلى الدرجة التي خلقنا الله تعالى لأجلها . فإذا سألت أحدا من علماء الشريعة كيف ينتقل الالكترون في مداراته حول أنوية الذرات هل ينتقل بطريق ثابتة أم بقفزات يدخل فيها بأبعاد مختلفة عن الأبعاد التي نعرفها فأكاد لا أكاد أجد جوابا ، أو سألتهم ما هي الموصلات الفائقة أو ماهي وسائل التخلص من الجاذبية الأرضية .... فمتى سأجد الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟ بقولي بأن الشمس تدور حول الأرض؟؟؟؟؟؟؟
هذا النص الذي أشرت إليه فأرجو أن تتدبره :

[[align=justify]QUOTE=عمر المقبل;32276]ثم وقفت على جواب فيه تفصيل أكثر لشيخنا العثيمين ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ حيث يقول ـ جواباً على السؤال التالي :
ما معنى قوله تعالى (وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
فأجاب رحمه الله تعالى... وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح ...ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك
ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن
فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاور وإذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها ...
فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث ... وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا الأمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة ... هذا ما نعتقده في هذه المسألة
أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق
ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم
فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين
والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض. [/align]
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية ،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)[/QUOTE][/align]


أرجو التعليق من جميع الإخوة على مثل هذه النصوص
وإن أحببت أخي مساعد جئتك بالكثر الكثير . لكني لست أهدف للنيل من أحد ، أسأل الله تعالى أن يغفر زلاتنا ويستر عيوبنا ويحسن ختامنا ، ويعاملنا بما هو أهل له ، إنه هو أهل الرحمة وأهل المغفرة.
 
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ليت الذين يتمسكون بمثل هذه الأقوال يجيبوك ، ونحن معك منتظرون .
 
الأخوة الكرام،

استشهد الأخ الدكتور الطيار بقوله تعالى:" وأنزلنا الحديد..."، ومن يرجع إلى كتب التفسير القديمة يجد أن المفسرين رحمهم الله يُخرجون كلمة:"أنزلنا " عن ظاهر معناها. ويبدو أن الذي دفعهم إلى ذلك عجزهم عن تصور أن الحديد قد نزل على الأرض كما ينزل المطر.
 
أبا عمرو
عهدتك لمَّاحًا ، فما بالك خانتك دقتك اليوم؟!
أنا لم أعرج على معنى الإنزال ، ولم أرده في استشهادي ياحبيبي .
وإنما أردت أن أقول : إن الحديد يمثل القوة المادية التي تحمي القوة الروحية المتمثلة بالقرآن والميزان ، فأرجو أن تتأمل ذلك مشكورًا .
 
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أجيبك عنها اليوم إن شاء الله، فإنني الآن مشغول...

وإن شاء الله فلن يطول انتظارك والأخ جلغوم...
 
أيها الإخوة الكرام
، فهل احتاجت باكستان لإعجاز العلمي لتصنع القنبلة النووية ؟!
وهل احتاجت إيران الإعجاز العلمي لتمشي في خطوات صنع القنبلة؟!
إننا بحاجة إلى عقل وعلم ، .

أوافقك دون تردد نحن بحاجة إلى العقل ومما لا شك فيه أن أبناء امتنا يمتلكون عقولا مثلهم مثل باقي البشر ، ولكن هناك دائما من يحجر على هذه العقول ،بطريقة أو بأخرى ، وهذه هي المشكلة ..
فأما عن عدم الحاجة إلى الإعجاز العلمي لتصنيع القنبلة النووية لدى باكستان ، فالدول النووية كلها لم تكن بحاجة إلى أي وجه من وجوه إعجاز القرآن .. لقد احترمت عقول أبنائها .. أما نحن - وكما جاء في نقل الأخ حسن - فهناك من يصر على السخرية والاستهزاء بعقولنا ، يريدنا أن نصدق أن الأرض ثابتة والشمس تدور ، إلى غير ذلك من المزاعم وعجائب الأقوال ... والويل لمن ينكر ذلك ..
قرأت قبل أيام عن عالمة سعودية - في امريكا - اكتشفت تقنية حديثة للجراحة بواسطة الضوء ، وقد نالت على ذلك جائزة مقدارها ثلاثة ملايين دولار ، والله يعلم ماذا ستكتشف بعد .... هل كان بإمكانها أن تصل إلى ما وصلت إليه لو لم تكن خارج عالمنا المنكوب بأبنائه؟
وأخيرا لماذا لا نخاطب العالم ونخبره بالحقيقة ، حقيقة ثبات الأرض ، والقصة الإسلامية لاختلاف الليل والنهار كما نراها ؟ لماذا نتركهم يتخبطون في علومهم الباطلة ونظرياتهم المتغيرة .
مع فائق الاحترام لشخصكم الكريم
 
أخي بكر الجازي حفظك الله
أرجو إجابتي عن مقالي السابق ، وعن آخر مقالة لي في نقد موضوع : تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) لأن الكلام واحد وما من داعي لإعادته هنا ، ولا أعرف السبب في تفريع مباحث الإعجاز العلمي ، وجعلها في أكثر من موضوع ، فهذا يؤدي إلى تشتيت فكر القارئ ، ويبعده عن مجاراة الأدلة والشواهد ، التي قد تتكرر في جميع هذه الموضوعات المطروحة في قسم التفسير .
أنا في انتظارك
أخوك د.حسن عبد الجليل العبادلة
 
أخي بكر الجازي حفظك الله
أرجو إجابتي عن مقالي السابق ، وعن آخر مقالة لي في نقد موضوع : تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) لأن الكلام واحد وما من داعي لإعادته هنا ، ولا أعرف السبب في تفريع مباحث الإعجاز العلمي ، وجعلها في أكثر من موضوع ، فهذا يؤدي إلى تشتيت فكر القارئ ، ويبعده عن مجاراة الأدلة والشواهد ، التي قد تتكرر في جميع هذه الموضوعات المطروحة في قسم التفسير .
أنا في انتظارك
أخوك د.حسن عبد الجليل العبادلة

أستاذي الكريم:

سأوافيك بالجواب إن شاء الله، إن لم يكن اليوم فغداً صباحاً...

وبارك الله فيك...
 
أستاذنا الكريم مساعد الطيار حفظه الله

لم يكن كلامي إلا توظيفاً للفرصة التي سنحت لإعطاء المثال على الإعجاز العلمي، ولم يدر بخلدي أن أرد كلاماً لك بارك الله فيك.
 
الأستاذ الكريم حسن عبد الجليل:

هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به.

[align=justify]

وهذا كلامه هو وليس كلام الله ، فالنتق الله تعالى ، ونتجرد من هذا السجن للعقول والعلوم عسى أن نعيد مجد ديننا وشعوبنا ونرتقي إلى الدرجة التي خلقنا الله تعالى لأجلها . فإذا سألت أحدا من علماء الشريعة كيف ينتقل الالكترون في مداراته حول أنوية الذرات هل ينتقل بطريق ثابتة أم بقفزات يدخل فيها بأبعاد مختلفة عن الأبعاد التي نعرفها فأكاد لا أكاد أجد جوابا ، أو سألتهم ما هي الموصلات الفائقة أو ماهي وسائل التخلص من الجاذبية الأرضية .... فمتى سأجد الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟ بقولي بأن الشمس تدور حول الأرض؟؟؟؟؟؟؟

ليس مطلوباً إلى علماء الشرع أن يأتوك بجواب على هذا...

ولا أظنك عرفت الجواب على هذه الأسئلة من القرآن، ولا أن القرآن دلك عليها، ولكن عرفنا هذا من التجربة والملاحظة التي أدت بأهل العلوم الحديثة إلى هذه النتائج. فكيف ندعي أن القرآن دل على حقائق استفدناها من التجربة والملاحظة أو من البراهين المنطقية والرياضية لا من آيات القرآن؟

أما فتوى الشيخ ابن عثيمين، فقد ظن رحمه الله أن هناك تعارضاً بين ظاهر لفظ القرآن، ودعاوى أهل العلوم الحديثة، فقدم ظاهر القرآن والسنة على نظريات هي فيما أداه إليه نظره من المختلف فيها. ولو تأملت ما نقلتَ لنا في آخر كلامه عرفتَ أنه – رحمه الله- معذور في اجتهاده:

[align=justify]

[[align=justify]QUOTE=عمر المقبل;32276]

فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين
والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض. [/align]
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية ،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
[/align]

[/QUOTE]

ولو كان دوران الأرض عند الشيخ –رحمه الله- من اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً لعدل عن ظاهر القرآن إلى تأويلٍ جارٍ على أصول العربية، ولكان فهمه بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح كما تراه بيّناً في كلامه.

فيبقى الخطب في هذا الأمر يسيراً...

والخطأ واردٌ في تأويلِ القرآنِ وتفسيرِه عند الأوَّلين والآخرين، وليسوا منه بمعصومين، فقد ذكرَ الإمام القرطبيُّ رحمه الله – المتوفى سنة 671 هـ- في تأويلِ قولِه تعالى ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الرَّعد:3):

(مسألة: في هذه الآيةِ ردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ كالكُرةِ، وردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ تهوِي أبوابها عليها، وزعمَ ابنُ الرَّاونديِّ أنَّ تحت الأرضِ جسماً صَعَّاداً كالرِّيحِ الصعَّادةِ؛ وهي منحدرةٌ فاعتدلَ الهاوي والصعادي في الجِرْمِ والقوَّةِ فتوافقا. وزعمَ آخرون أنَّ الأرضَ مركَّبةٌ من جسمين: أحدُهما منحدرٌ، والآخرُ مصعدٌ، فاعتدلا، فلذلك وَقَفَت. والذي عليه المسلمون وأهلُ الكتابِ القولُ بوقوفِ الأرضِ وسكونها ومدِّها، وأنَّ حركتَها إنما تكونُ في العادةِ بزلزلةٍ تصيبُها).

فقد ظنَّ - رحمه اللهُ- أنَّ هذه الآيةَ ردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ كُرَوِيَّةٌ، وذكر أيضاً أن الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها (أي أنها لا تتحرك)، وهذا ما أداه إليه اجتهاده، وهو فيه معذور رحمه الله، إذ لم يثبت له أن الأرض كروية، ولا أنها تتحرك.

أما الإمام الشوكاني – المتوفى سنة 1250- فله في تفسير الآية نظرٌ آخر، إذ يقولُ في تفسير الآية نفسها:

(ولمّا ذكرَ الدَّلائلَ السَّماويَّةَ، أتبعَها بذكرِ الدَّلائلِ الأرضيَّةِ، فقالَ ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ﴾، قال الفرّاءُ: بسطَها طولاً وعرضاً. وقالَ الأصمُّ: إنَّ المَدَّ: هو البسطُ إلى ما لا يُدرَكُ منتهاه، وهذا المدُّ الظّاهرُ لِلْبَصَرِ لا يُنافي كُرِيَّتَها في نفسِها لِتباعُدِ أطرافِها).

فانظر إلى الإمام الشوكاني رحمه الله يقرر أنَّ مدَّ الأرضِ لا يُنافي كُرَوِيَّتَها، وإذا ما ثبتَ – عقلاً- أنَّ الأرضَ كُرَوِيَّةٌ كان هذا مانعاً عقليّاً من حملِ "مدِّ الأرضِ" الواردِ في الآيةِ على معنى المدِّ المقابلِ للكُرَوِيَّةِ، أي أنَّ المدَّ المقصودَ بالآيةِ هو المدُّ الظاهرُ لِلبَصَرِ، لا على معنى أنها سطحٌ غيرُ كُرويٍّ، وكذلك فإنَّ استقرارَ الأرضِ وثباتَها، وعدمَ الإحساسِ بحركتِها لا يلزمُ منه أنها لا تدورُ حولَ نفسِها وحول الشمسِ.

ونحن وقد عرفنا أنَّ الأرضَ كرويَّةٌ، عرفنا أنَّ المقصودَ بِقولِه تعالى ﴿مَدَّ الأَرْضَ﴾ إنما هو بسطُها، وليس يلزمُ من كونها مبسوطةً ألاّ تكونَ كُرويَّةً، فإنَّ هذه الكرةَ الكبيرةَ الضخمةَ لا تظهرُ كُرَوِيَّتُها بالإضافةِ إلى حجمِ الإنسانِ أو طولِه، كما أنَّه لو قيلَ لك إنَّ هذا المصباحَ الكهربائيَّ في غرفتِك يضيءُ وينطفيءُ لم تصدِّق ذلك، وما تدركُه ببصرِك أنَّ ضوءَه ثابتٌ مستقرٌّ، فإن قيل لك إنَّه يضيءُ وينطفيءُ خمسين مرَّةً أو ستِّين مرَّةً في الثانيةِ، فلا تَتَمَكَّنُ عينُك من ملاحظةِ ذلك لسرعتِه، قضى عقلُك بإمكانِ ذلك، ثمَّ إذا ما أقمنا لك الدَّلائلَ الفيزيائيَّةَ والكهربيَّةَ على أنَّه بالفعلِ يضيءُ وينطفيءُ لم تَتَرَدَّدْ في قبولِ ذلك، فقولُك بأنَّه ضوءٌ مستقرٌّ ثابتٌ صحيحٌ بالإضافةِ إلى مُدرَك البصرِ، وقولُك بأنَّه ضوءٌ متقطِّعٌ متردِّدٌ صحيحٌ بالإضافةِ إلى قوانينِ الكهرباءِ في توليدِ التَّيّارِ المُتَرَدِّدِ، وليس يلزمُ من كونِه متقطِّعاً في قوانين الكهرباءِ أن يكونَ متقطِّعاً للأبصارِ، ولذلك نأخذ كلام الإمام الشوكاني ونرد كلام القرطبي – رحمهما الله- فيما ذهب إليه.

وواقعُ الأمرِ أنَّ تفسيراتِ العلماءِ السابقين واجتهاداتهم في هذا البابِ إنما هي لِدرءِ تعارضِ العقلِ والنقلِ، أي ما يُتَوَهَّمُ من أدلَّةِ النَّقلِ أنَّه معارضٌ لأدلَّةِ العَقلِ، أو ما ظاهرُه معارضةُ العقلِ، فيصارُ إلى التَّأويلِ على ما تحتمِلُه اللغةُ ومعهودُ العربِ في كلامِها. وكذلك الأمرُ هنا، يكونُ الكلامُ على وجهٍ، والمعارضُ له على وجهٍ آخرَ بحيث لا يتعارضان حقيقةً، وإن كنت تظنُّهما في ظاهرِ الأمرِ متعارضين، فإذا ما فهمنا من آيةٍ ما معنىً معيَّناً، ثم تبيَّنَ أنَّ هذا المعنى الذي فهِمناه يعارضُ أدلَّةَ العقلِ، عرفنا أنَّ هذا المعنى الذي فهمناه غيرُ مقصودٍ بالآيةِ تنزيهاً لِلقرآنِ عن التناقضِ والاختلافِ، وذلك بناءً على اليقينِ الذي لا يتطرَّقُ إليه الشكُّ بأنَّ هذا القرآنَ كلامُ اللهِ الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِه. وفرقٌ كبيرٌ بين من يردُّ وجهاً من وجوهِ التأويلِ لمخالفتِه أدلَّةَ العقولِ، وبين من يدَّعي أنَّ في هذه الآياتِ إعجازاً علميّاً، ويحمِّلُ آياتِ القرآنِ ما لا تحتملُ.

غاية الأمر إذن يا أخي الكريم أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أخطأ فيما ذهب إليه من أن الأرض تدور حول الشمس، كما أن القرطبي أخطأ حين ظن أن الأرض ساكنة غير كروية.

ثم إني محدثك بأمر آخر:

ألا ترى معي أن هؤلاء الأئمة ممن أخطؤوا معذورون فيما أداهم إليه اجتهادهم؟ ذلك أن ما فهموه من نصوص القرآن هو أول ما يغلب على الظن؟

فالشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- ذهب إلى أن الشمس تدور لا الأرض أخذاً بظاهر قوله تعالى فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، إذ أسند الجريان للشمس، ومن قوله (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) إذ أسند للشمس، كما أن الإمام القرطبي فهم بأن الأرض غير كروية من قوله تعالى (مد الأرض) وهذا أمر يمكن أن نفهمه من ظاهر الآيات.

فلما كان هذا الفهم مخالفاً للمعقول المحسوس، عندي وعندك، صرنا إلى التأويل، وقلنا إن المقصود إنما هو حركة الشمس الظاهرية، وقلنا إن المقصود بمد الأرض ليس على ما ينافي كرويتها، وهذا تأويل جارٍ على لغة العرب.

فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.

فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟

وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟


هذا والله أعلم، وصل اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم...
 
هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به...

فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.

فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟

وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ ...

هذا أمر أعجب من العجب نفسه
أولا: تقول بأن ابن عثيمين أخطأ ، فكيف يفتي بهذا الخطأ ، أليس في الديار من هو عالم بحقيقة تفسير الآية ؟؟ هل تكون الفتوى من شخص واحد أم من جماعة من العلماء يتشاورون فيمن بينهم بالحجّة والدليل ....؟؟؟؟
ثانيا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها ، وهو أن الشمس تدور في فلك لها ، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار ، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
أما المعنى الثاني : فهو لم يقم عندي أصلا ، فكيف تقول تحصَل لدينا معنيان تحتملهما الآية ، كيف تحمّل المعنى الذي تحصّل عندك وهو خاطئ وتعلم خطأه يقينا للآية القرآنية الكريمة . هذا أمر لا يسلّم لك ، وبحاجة إلى نظر .
فما رآه أي بشر من خطأ في دلالات الآيات الكريمة إنما يرجع لسوء فهمه لا إلى دلالات الكتاب الكريم ، وهو منزه عن الخطأ ، قال تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)

ثالثا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لا أجعل العقل حكما على الآيات الكريمة ، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعقل آياته في الخليقة ، ولم يهبنا العقل لنلغيه ثم نفسر القرآن الكريم وفق ما نشتهي ، وآيات القرآن الكريم الآمرة بإعمال العقل في آيات الله في خلقه كثيرة ، والوعيد بترك إعمال العقل شديد ، قال تعالى :
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:242)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
(لأنفال:22) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4)
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12)
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67)
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44)
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:63)
(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:24)
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10)

أما العبارة الأخيرة فتضيق نفسي كلما قرأتها ؟؟ أخي الحبيب كيف تجرؤ على التدارك على آيات الكريم ؟؟؟ وكيف استطعت أن تكتب عبارة
فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ [/color

هل هذا من وجهة نظرك إدعاء صحيح ، كيف توصلت إلى هذا المعنى ، بأي لغة فهمته؟؟؟؟

القرآن الكريم لم ينزل بلسان بيّن فحسب ، بل نزل بلسان مبين قال تعالى :
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195) ، وأرى أن عباراتك الأخيرة بعيدة كل البعد عن هذه الصفة القرآنية الكريمة .

ثم أين الإجابة التي وعدت بها ، لم أجد لها أثر في حديثك ، إلا القول بأن ابن عثيمين أخطأ في تفسيره وتعذره ، ثم بعد ذلك تأتي لتقرر بأن فهمه الخاطئ هو الأقرب لمعنى الآية ، إن هذا لأمر عجاب
 
هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به...

فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.

فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟

وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ ...

هذا أمر أعجب من العجب نفسه
أولا: تقول بأن ابن عثيمين أخطأ ، فكيف يفتي بهذا الخطأ ، أليس في الديار من هو عالم بحقيقة تفسير الآية ؟؟ هل تكون الفتوى من شخص واحد أم من جماعة من العلماء يتشاورون فيمن بينهم بالحجّة والدليل ....؟؟؟؟
ثانيا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها ، وهو أن الشمس تدور في فلك لها ، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار ، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
أما المعنى الثاني : فهو لم يقم عندي أصلا ، فكيف تقول تحصَل لدينا معنيان تحتملهما الآية ، كيف تحمّل المعنى الذي تحصّل عندك وهو خاطئ وتعلم خطأه يقينا للآية القرآنية الكريمة . هذا أمر لا يسلّم لك ، وبحاجة إلى نظر .
فما رآه أي بشر من خطأ في دلالات الآيات الكريمة إنما يرجع لسوء فهمه لا إلى دلالات الكتاب الكريم ، وهو منزه عن الخطأ ، قال تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)

ثالثا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لا أجعل العقل حكما على الآيات الكريمة ، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعقل آياته في الخليقة ، ولم يهبنا العقل لنلغيه ثم نفسر القرآن الكريم وفق ما نشتهي ، وآيات القرآن الكريم الآمرة بإعمال العقل في آيات الله في خلقه كثيرة ، والوعيد بترك إعمال العقل شديد ، قال تعالى :
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:242)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
(لأنفال:22) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4)
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12)
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67)
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44)
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:63)
(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:24)
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10)

أما العبارة الأخيرة فتضيق نفسي كلما قرأتها ؟؟ أخي الحبيب كيف تجرؤ على التدارك على آيات القرآن الكريم ؟؟؟ وكيف استطعت أن تكتب عبارة
فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ [/color

هل هذا من وجهة نظرك إدعاء صحيح ، كيف توصلت إلى هذا المعنى ، بأي لغة فهمته؟؟؟؟

القرآن الكريم لم ينزل بلسان بيّن فحسب ، بل نزل بلسان عربي مبين قال تعالى :
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195) ، وأرى أن عباراتك الأخيرة بعيدة كل البعد عن هذه الصفة القرآنية الكريمة .

ثم أين الإجابة التي وعدت بها ، لم أجد لها أثرا في حديثك ، إلا القول بأن ابن عثيمين أخطأ في تفسيره وتعذره ، ثم بعد ذلك تأتي لتقرر بأن فهمه الخاطئ هو الأقرب لمعنى الآية ، إن هذا لأمر عجاب
 
بل أحسب أن كلامي دقيق، وفي محله، وسأعود إن شاء الله لبيان ما أشكل عليك في كلامي...

وما أطلبه إليك يا أستاذنا وألزم به نفسي أن يتروى كل منا في فهم كلام مخالفه.

وبارك الله فيك...
 
الأخ الكريم حسن عبد الجليل:

1. لو تأملت الكلام جيداً عرفت أنني لم أقصد التدارك على الآيات الكريمة، وإنما هو من باب إلزام المخاطب، ولذلك جئت بجملة معترضة هي:

(وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه)

وخشيت ألا يفهم على غير وجهه، فوكدت الأمر، ومع ذلك فقد فهمتَه - غفر الله لك- على غير وجهه، ومع ذلك أقول: إن الشيخ ابن عثيمين والإمام القرطبي رحمهما الله كانا معذورين فيما ذهبا إليه لأن الآية تتحدث عن طلوع الشمس وغروبها، ولم تسند شيئاً من الحركة للأرض.

ثم قلتُ إذا كنا في الحديث عن الإعجاز العلمي، وإثبات أن هذا القرآن من عند الله، أفلم يكن من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة بدلاً من هذا التلميح والتلويح؟

ولا شك أن التصريح في هذا الباب أقوى من التلميح...

فكان الأولى بناء على هذا أن تكون صياغة الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية، فيكون هناك تصريح بأن الأرض تدور.

وهذا ليس من باب الاستدراك على الآية، بل من باب إلزامكم أيها القائلون بالإعجاز العلمي، فلم لم تكن الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية فلا يخطيء في تفسيرها القرطبي ولا ابن عثيمين.

على كل حال:

لفت نظري قولك:

ثانيا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها ، وهو أن الشمس تدور في فلك لها ، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار ، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....

وحبذا لو شرحتَ لنا كيف فهمت من قوله تعالى ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الأرض تدور حول محورها أو حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول.

أين الدلالة في الآية الكريمة على ما فهمتَه منها؟؟!
 
ثم قلتُ إذا كنا في الحديث عن الإعجاز العلمي، وإثبات أن هذا القرآن من عند الله، أفلم يكن من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة بدلاً من هذا التلميح والتلويح؟

ولا شك أن التصريح في هذا الباب أقوى من التلميح...
فكان الأولى بناء على هذا أن تكون صياغة الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية، فيكون هناك تصريح بأن الأرض تدور.

وهذا ليس من باب الاستدراك على الآية، بل من باب إلزامكم أيها القائلون بالإعجاز العلمي، فلم لم تكن الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية فلا يخطيء في تفسيرها القرطبي ولا ابن عثيمين

لا ، ليس من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة
فلماذا ؟
نحن لاننكر معك أن التصريح أقوى من التلميح كما تقول
لاننكر هذا وليس فى وسع عاقل أن ينكره
ولكن فلتعلم يا أخى الكريم أن التصريح - وان كان أقوى من التلميح - فانه ليس بأحكم منه
ففى كثير من الأحيان تقتضى منا الحكمة أن نلجأ الى التلميح بدلا من التصريح

وقد اقتضت الحكمة الالهية ذلك فى باب الاعجاز العلمى لأن عقول العرب الأولين لم تك مهيأة لقبول واستيعاب الحقائق العلمية التى لم تنكشف للناس الا مؤخرا جدا
هذا وجه واحد من أوجه الحكمة فى ذلك ، والا فهناك وجوه أخرى لها ، قد يكون منها أن الله عز وجل لا يريد منا أن نؤمن قهرا أو كرها ، بل طواعية واختيارا
قال تعالى : " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "
فلو أنه عز وجل صرح بالحقائق العلمية منذ أربعة عشر قرنا لكان فى هذا الحجة البالغة علينا نحن المعاصرين مما يوجب علينا أن تخضع رقابنا لاعجاز القرآن فى هذه الحالة دون أن يأتى من يجادلنا فى الاعجاز العلمى للقرآن الكريم مثلما تفعل الآن

ولا تنسى يا أخى الفاضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :
" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
وتمشيا مع هذا النهج الحكيم لم يك من الحكمة فى شىء أن يصرح القرآن الكريم بالحقائق العلمية لقوم أميين
وعلى هذا فقولك السابق ليس فيه الزام للقائلين بالاعجاز العلمى كما ظننت
وفقك الله الى الحق وأنار بصيرتك
 
بل هو في محله أخي الكريم...

لا شك عند العقلاء أن ظاهر قوله تعالى ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الشمس هي التي تتحرك، وأن الحركة أسندت إليها، ولكنا عدلنا عن هذا الظاهر لما قام لدينا من أدلة العقل.

فلماذا لم تكن على وجه يسند الدوران إلى الأرض فلا يخطيء في فهمها جهابذة العلماء كالقرطبي وابن عثيمين رحمهما الله؟

ويبقى السؤال متوجهاً للأستاذ حسن عبد الجليل ولك أنت إن كنت توافق الأستاذ حسناً في فهمه لها، ولكل من يوافق الأستاذ في فهمه:

حبذا لو شرحتَ لنا كيف فهمت من قوله تعالى ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الأرض تدور حول محورها أو حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول.

أين الدلالة في الآية الكريمة على ما فهمتَه منها؟؟!
 
[align=center]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أيها الإخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الأمراض الخطيرة التي فشت في أعقاب الزمن وأصبح مرضا مستعصيا على العلاج[/align][align=center]مرض التعالم[/align]
 
لا ، ليس من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة
فلماذا ؟
نحن لاننكر معك أن التصريح أقوى من التلميح كما تقول
لاننكر هذا وليس فى وسع عاقل أن ينكره
ولكن فلتعلم يا أخى الكريم أن التصريح - وان كان أقوى من التلميح - فانه ليس بأحكم منه
ففى كثير من الأحيان تقتضى منا الحكمة أن نلجأ الى التلميح بدلا من التصريح

وقد اقتضت الحكمة الالهية ذلك فى باب الاعجاز العلمى لأن عقول العرب الأولين لم تك مهيأة لقبول واستيعاب الحقائق العلمية التى لم تنكشف للناس الا مؤخرا جدا
هذا وجه واحد من أوجه الحكمة فى ذلك ، والا فهناك وجوه أخرى لها ، قد يكون منها أن الله عز وجل لا يريد منا أن نؤمن قهرا أو كرها ، بل طواعية واختيارا
قال تعالى : " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "
فلو أنه عز وجل صرح بالحقائق العلمية منذ أربعة عشر قرنا لكان فى هذا الحجة البالغة علينا نحن المعاصرين مما يوجب علينا أن تخضع رقابنا لاعجاز القرآن فى هذه الحالة دون أن يأتى من يجادلنا فى الاعجاز العلمى للقرآن الكريم مثلما تفعل الآن

ولا تنسى يا أخى الفاضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :
" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
وتمشيا مع هذا النهج الحكيم لم يك من الحكمة فى شىء أن يصرح القرآن الكريم بالحقائق العلمية لقوم أميين
وعلى هذا فقولك السابق ليس فيه الزام للقائلين بالاعجاز العلمى كما ظننت
وفقك الله الى الحق وأنار بصيرتك


يبدو أن الأخ بكر لم يرقب قولى جيدا ، أو لم يبصره بجلاء نتيجة صغر البنط الذى ظهرت به مداخلتى السابقة على غير العادة
ولذلك قمت باعادة مداخلتى مع تكبير البنط ليتبين الكلام
ومن الواضح أن كلامى كان يدور بالأساس حول قضية التصريح والتلميح فى القرآن بشأن الاعجاز العلمى
ولم أتطرق الى مسألة دوران الأرض أو الشمس وأيهما يدور حول الآخر
وكنت أحب أن يبدى الأخ بكر رأيه فيما أوردته من كلام عن حكمة التلميح الى الحقائق العلمية دون التصريح بها فى القرآن الكريم ، وأن يكون رده داخل هذا الاطار ثم ننتقل من بعدها الى مسألة الدوران
 
أما فيما يخص مسألة دوران الشمس حول الأرض والتى تراها - أخى بكر - أنها الأقرب الى ظاهر النص ، وذلك فى قوله تعالى : " وترى الشمس اذا طلعت . . . " فلا أرى فى الآية ما يدل على ذلك من قريب أو بعيد كما ترى أنت ، وهذا لأن الآية لا تقرر صراحة أن الشمس هى التى تدور حول الأرض ، بل غاية ما نستفيده منها أن الشمس تبدو كذلك فى رأى العين ، أى للناظر اليها ، دل على ذلك قوله ( وترى ) ، فالآية انما تصف مشهدا بشريا لا تقرر حقيقة علمية ، فانتبه أخى الى ذلك المعنى
ثم انى سائلك عن قوله تعالى فى نفس السورة والذى هذا نصه :
" حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة . . "
فبالله عليك نبئنى : هل دل هذا النص على أن الشمس تغرب بالفعل فى عين حمئة ؟!!
أم أن غاية ما يفيده النص هو أنها تبدو كذلك فى رأى العين ؟ أى للناظر اليها ، ولذى القرنين تحديدا
هداك الله الى الحق وأنار بصيرتك
ولا تنس أن تجيبنى عما أوردته لك فى المداخلة السابقة بخصوص حكمة التلميح ، هذا اذا شئت وتفضلت ، والسلام عليكم أخى الفاضل
 
حياك الله أخي العليمي:


أما فيما يخص مسألة دوران الشمس حول الأرض والتى تراها - أخى بكر - أنها الأقرب الى ظاهر النص ، وذلك فى قوله تعالى : " وترى الشمس اذا طلعت . . . " فلا أرى فى الآية ما يدل على ذلك من قريب أو بعيد كما ترى أنت ، وهذا لأن الآية لا تقرر صراحة أن الشمس هى التى تدور حول الأرض ، بل غاية ما نستفيده منها أن الشمس تبدو كذلك فى رأى العين ، أى للناظر اليها ، دل على ذلك قوله ( وترى ) ، فالآية انما تصف مشهدا بشريا لا تقرر حقيقة علمية ، فانتبه أخى الى ذلك المعنى

أنا لم أقل إنها تدل صراحة أخي الكريم، بل قلت "ظاهر الآية"، والمقصود هو بيان أن الأئمة السابقين معذورون في قولهم إن الأرض ثابتة، لما نرى من حركة الشمس الظاهرية أولاً، وثانياً لما نرى من إسناد الطلوع والغروب – أي الحركة- إلى الشمس.

ثم إن الأستاذ حسن عبد الجليل ادعى أنه يفهم من الآيات أن الأرض تدور حول محورها، وهذا نص قوله أنقله مرة أخرى:

ثانيا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها ، وهو أن الشمس تدور في فلك لها ، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار ، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....

فكيف فهم من الآية أن الأرض تدور حول محورها مع أنها ظاهرها يضيف الحركة إلى الشمس؟

هذا ما أريد أن أستوضحه من الأستاذ حسن أو ممن يقول بقوله؟

هل تدل الآية على حركة الأرض حول محورها؟

أما بخصوص حكمة التلميح، فلا أرى قولك فيه صواباً، بل إن التصريح في مواطن الإعجاز والتحدي أبلغ وأوكد...

إذا كان هناك كتابان في الرياضيات أو في الفيزياء، أحدهما يشرح الحقائق العلمية على وجه التلميح والتلويح، والآخر يصرح ويستفيض في ضرب الأمثلة وعرض الحلول لها، فأي الكتابين تقرأ؟

فكيف بكتاب تزعمون أنه جاء ليدل على حقائق قبل 1400 سنة؟ ألم يكن الأبلغ والأقطع في الحجة أن يأتي بالحقائق تصريحاً؟!
 
حياك الله أخي العليمي

أما بخصوص حكمة التلميح، فلا أرى قولك فيه صواباً، بل إن التصريح في مواطن الإعجاز والتحدي أبلغ وأوكد...

إذا كان هناك كتابان في الرياضيات أو في الفيزياء، أحدهما يشرح الحقائق العلمية على وجه التلميح والتلويح، والآخر يصرح ويستفيض في ضرب الأمثلة وعرض الحلول لها، فأي الكتابين تقرأ؟

فكيف بكتاب تزعمون أنه جاء ليدل على حقائق قبل 1400 سنة؟ ألم يكن الأبلغ والأقطع في الحجة أن يأتي بالحقائق تصريحاً؟!


لو أنه أتى بالحقائق تصريحا لا تلميحا كما تريد لما كان هناك كافر على وجه الأرض ، وهذا يتنافى مع ارادة الخالق بأن يكون الايمان به و بكتابه بالغيب وأن يصدر عن النفس طواعية واختيارا ولا يكون فيه اكراه وقهر
وقد أوردت لك الآيةالكريمة التى تفيد ذلك وتجدها فى مطلع سورة الشعراء
ثم انك تغالط نفسك بهذا المطلب ، لأنك سبق أن قلت مرارا وتكرارا أن القرآن يجب فهمه على معهود العرب الأولين ، فهل كانت الحقائق التى كشف عنها العلم الحديث من معهود العرب الأولين ؟!!
وتخيل معى لو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لصناديد قريش أن الأرض التى يدبون عليها انما هى كرة تدور ، وأن دورانها يكون حول نفسها وحول الشمس ، فماذا تتوقع أن تكون ردة فعلهم ؟!!
ثم انى قد أوردت لك حديث النبى صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
فهذا الأمر ممن تلقاه النبى ؟
أليس من رب القرآن تبارك وتعالى ؟
وعليه يمكن أن نستنبط أن القرآن انما يخاطب العرب الأولين على قدر عقولهم ، وهذا يقتضى التلميح الى ما يفوق علمهم لا التصريح به
ثم علاوة على ما سبق كله كان عليك أن تتذكر أن التلميح وليس التصريح كان هو دأب النبى فى خطابه للناس
فكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول : ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟
فكان يستعمل التلميح حتى لا يجرح أحدا بالتصريح ، وهذا من هديه الشريف ومن خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم
وحاصل القول : أن التلميح قد يكون فى مواطن عديدة أبلغ وأحكم من التصريح
هداكم الله الى الحق باذنه وأنار بصيرتكم
 
عفوا أخى الكريم ، لم أتبين قصدك
فما وجه الاعتراض أكرمك الله ؟
فانما عنيت : من أنزل القرآن تبارك وتعالى

العبارة أخي الكريم توحي بأن القرآن كسائر المربوبات "مخلوق"، والقرآن كلام الله المنزل ، والكلام صفة من صفاته جل وعلا.
 
العبارة أخي الكريم توحي بأن القرآن كسائر المربوبات "مخلوق"، والقرآن كلام الله المنزل ، والكلام صفة من صفاته جل وعلا.

طبعا لم أقصد هذا المعنى ولا طرأ على فكرى أصلا
وقد كان من الممكن أن أقول فى ايجاز : أليس من الله ؟ ، ولكنى أردت أن أن أضع القرآن فى صورة قياس منطقى تكون نتيجته أن القرآن يخاطب العرب الأولين على قدر عقولهم ، وبالتالى يمتنع أن يصرح لهم بالحقائق العلمية التى تفوق عقولهم وتضيق عنها مداركهم فى ذلك الوقت ، ولكن لأن القرآن يخاطب عصورا أخرى مقبلة ستكون أكثر تقدما فى العلوم والمعارف فكان الأسلوب الأمثل فى مخاطبتهم هو التلميح والاشارة ، من حيث أن التصريح ممتنع للسبب المذكور آنفا

هذا هو - أخى الكريم - السر فى صياغتى لتلك العبارة ، ولولا أن الأخ بكر لا يكف عن جدالنا حتى فى أبسط الحقائق لما كنا لجأنا الى صياغة تلك الأقيسة المنطقية ذات العبارات الموهمة خلاف ما نقصد
ومع هذا فلك الشكر أخانا الكريم على هذا التنبيه ، وقد سررت به ، ونرجو أن يكون هذا دأبكم معنا على الدوام ، جزاكم الله خيرا
 
لا زلنا نطلب من الأخ الكريم حسن عبد الجليل، والإخوة مثبتة الإعجاز العلمي أن يشرحوا لنا كلام الدكتور حسن:

ثانيا : العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها ، وهو أن الشمس تدور في فلك لها ، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار ، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....

كيف يفهم من الآية ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار؟

إذا كنت أجادل في أبسط الحقائق فأفهمونا يا إخوة كيف نستنبط هذا من الآية؟
 
إن الهروب إلى الإعجاز العلمي دليل على ( العجز العلمي ) في الأمور الدنيوية، وهذا ظاهر لمن تأمل حال الأمة الإسلامية ولمن تأمل سبب نشوء القول بالإعجاز العلمي الذي لم يُسبق به المعاصرون.
وإن الإعجاز العلمي لن يوصلنا إلى صنع قنبلة، ولا إلى مضادات طائرات كي ندافع بها عن أنفسنا
 
عودة
أعلى