كريم جبر منصور
New member
بسم1
أزمة النص التجويدي؟ أم أزمة ثقة؟السلام على اهل القرآن ورحمة الله وبركاته
لماذا (نزعل) أحياناً في بعض مناقشاتنا التجويدية ؟! وكأننا نناقش بعضنا لنزعل لا لنتفق.
نقرأ النص التجويدي في كتب الاكابر ونقطع بصحة صدوره فلماذا نختلف بفهمه وتفسيره وطبعا سنختلف بتطبيق ما يترتب عليه من احكام؟
والنص طبعا يصف صوتا وأرى ان من اصعب المهمات وصف الصوت اذ لا لون له ولا رائحة ولا طعم ، فيحاول الواصف ان يقربه إلى أقرب صورة صوتية(وليست هي) ولن يفلح الا ان يوصل الصوت إلي باذني السليمة ودماغي السليم فينطبع في مخيلتي وأكرره فيثبت وأستدعيه متى شئت.
ولهذا فان وصف لفظ الحروف بمختلف اللغات يحتاج إلى جهد جهيد ولو لا الحفاظ على الصوت اللغوي – على ما تبقى منه – لما كان لنا لغة أصيلة، وهنا يكمن سر محافظة الصوت القرآني على لغتنا العربية الفصحى.
وأزمتنا كقرآنيين ليست كأزمة اهل اللغة في أننا نخشى معصية الله في تغيير الصوت القرآني فترانا نبذل الجهد العميق في الوصول إلى الأداء الدقيق لئلا نقع في جب مخالفة مُنزل النص القرآني.
ولذا ترى أحدنا يأخذ حرفه بالمشافهة والتلقي ويقرأ ويقريء به زمناً، ولكنه ما ان يتبين له لاحقاً - بدراسته الصوتية ومناقشاته العملية والعلمية – بطلان ذلك الأداء الصوتي تراه يعزف عما تعلمه وسلّم به آنفاً لأننا رواد حق ونخشى الاستمرار على الخطأ الذي اكتشفناه بما آتانا الله من قابليات عقلية مختلفة.
ولكن لمَ لا يعود الآخرون إلى ما أراه من مميزات صوتية؟ ، لمَ لا يرون ما أرى؟ انهم يقرأون النص الذي أقرأه ويجزمون بصحته، فلمَ يصرون على رأيهم ويخطّؤوني(يخطّئوني؟) ؟ لماذا لا نتفق على ما أرى – لا على ما يرون فإنهم مخطئون؟ لماذا يعيبون علي فهمي وأدائي؟ آهٍ منهم آه!
ليتهم يرون بعيني ، ويسمعون بإذني ، ويستسلمون لي ويسلمون بقولي.
الاحتمالات:
1-النص التجويدي يعوزه البيان القاطع الذي لا يدع مجالا للشك واعمال الفكر في تحميله ما يطيق او ما لا يطيق.
وهنا طبعا سنلقي باللائمة على القدامى الذين لم يضعوا ما يكفي من الوضوح في النص لتلافي وقوع الخلاف(أو بالحقيقة لم يضعوا رأيي- أنا - فآهٍ منهم)،
وأرى ان السبب انهم لم يختلفوا في المطلب الذي اختلفنا فيه فما أعاروه أي اهتمام، ولو رجع الآن بي الزمان إلى ايامهم لشكوت لهم الحال وطلبت منهم جميعا-عنوة- ان يضيفوا العبارات التي أريدها أنا والموافقة لما أراه أنا حتى أنتصر أنا (ذبحتنا الأنا ، وأعوذ بالله من الأنا) وان لم يفعلوا فسأمسك بكتبهم وأضيف بها ما أريد وأشتهي وأعود لكم وانا منتصر!!!!!
2-النص واضح البيان لكن الطرف الآخر قليل الفهم وأنا الفاهم الوحيد بل سيد الفاهمين على الاطلاق، واصحاب الطرف الآخر إما:
انهم يعلمون أنهم قليلو الفهم(وهو جهل بسيط) وما أسهل معالجة ذلك،
أو انهم لا يعلمون أنهم قليلو الفهم(وهو جهل مركب) ولن يتم معالجة ذلك مطلقا،
او يعلمون ولكنهم يجهلون أعلميتي الفائقة ، فكيف أثبتها لهم؟ يآآآ ألله
او يعلمون أعلميتي الفائقة جيداً وينكرونها بغياً وعدْواً ، آهٍ منهم ، انه العناد والمكابرة ، لايريدون أن يعترفوا لي بالتقدم عليهم!!!!.
المصيبة ، انهم قد وافقهم جماعة ترى ما يرون، وأنا وافقني جماعة ترى ما أرى
أنا أراهم معاندون لما يرونه حقاً ولعلهم – بل أكيدا-يرون اني معاند لما يرون.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
ولكن ، لحظة لحظة يا (أنا) لماذا لا يكون العكس هو الصحيح ، أنا قليل الفهم وهم الأعلم والأكثر فهماً للنص وتحليله.
ألا يمكن انهم لا يرون حقا ما ارى وأنا حقا لا أرى ما يرون
يبدو اني قد تقمصت الفكرة الفلانية قلباً وقالباً وبدأت الآن أحلل كل النصوص وألوي أعناقها وأقحمها غصباً لتصبح كنصوص مؤيدة لما أرى وبدأت بتأليب النصوص البعيدة جدا وأستدعيها لموافقة ما أقول وبدأت أحشد كل طاقاتي لتفتيت صخرة كل نص يخالف فكرتي وأروضه لمصلحتي.
نحن اتفقنا على الكثير الكثير وسلمنا به، اذن لا تتوفر دواعي حب المخالفة والحرص على تخطئة الطرف الآخر، فما زلت أكتب بعد كل تحليل عبارة(والله أعلم) وهذا اعتراف باحتمال وجود أوجه لا تبين لي.
اذن اختلاف الافهام ظاهرة طبيعية لا مَرضيّة بدليل اني غيرت بعض آرائي التي سلمت بها سابقاً وان تبين لي بعد ذلك خطأها سأتركها حتماً ، المهم اني استخدمت الأدوات الصحيحة لاستنباط سليم ولم أحكّم الهوى والأنا المريضة وغايتي رضا الخالق وان سخط المخلوق، فان وراءنا مساءلات ومساءلات (وقفوهم انهم مسؤولون).
المهم احترام رأي الآخر وعدم الاستهزاء به والسخرية منه وعدم رميه بالابتداع والاصرار على الاثم الا بدليل قاطع ففوق كل ذي علم عليم.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم