أزمة النص التجويدي؟ أم أزمة ثقة؟

إنضم
11/07/2012
المشاركات
604
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
العراق
بسم1
أزمة النص التجويدي؟ أم أزمة ثقة؟
السلام على اهل القرآن ورحمة الله وبركاته
لماذا (نزعل) أحياناً في بعض مناقشاتنا التجويدية ؟! وكأننا نناقش بعضنا لنزعل لا لنتفق.
نقرأ النص التجويدي في كتب الاكابر ونقطع بصحة صدوره فلماذا نختلف بفهمه وتفسيره وطبعا سنختلف بتطبيق ما يترتب عليه من احكام؟
والنص طبعا يصف صوتا وأرى ان من اصعب المهمات وصف الصوت اذ لا لون له ولا رائحة ولا طعم ، فيحاول الواصف ان يقربه إلى أقرب صورة صوتية(وليست هي) ولن يفلح الا ان يوصل الصوت إلي باذني السليمة ودماغي السليم فينطبع في مخيلتي وأكرره فيثبت وأستدعيه متى شئت.
ولهذا فان وصف لفظ الحروف بمختلف اللغات يحتاج إلى جهد جهيد ولو لا الحفاظ على الصوت اللغوي – على ما تبقى منه – لما كان لنا لغة أصيلة، وهنا يكمن سر محافظة الصوت القرآني على لغتنا العربية الفصحى.
وأزمتنا كقرآنيين ليست كأزمة اهل اللغة في أننا نخشى معصية الله في تغيير الصوت القرآني فترانا نبذل الجهد العميق في الوصول إلى الأداء الدقيق لئلا نقع في جب مخالفة مُنزل النص القرآني.
ولذا ترى أحدنا يأخذ حرفه بالمشافهة والتلقي ويقرأ ويقريء به زمناً، ولكنه ما ان يتبين له لاحقاً - بدراسته الصوتية ومناقشاته العملية والعلمية – بطلان ذلك الأداء الصوتي تراه يعزف عما تعلمه وسلّم به آنفاً لأننا رواد حق ونخشى الاستمرار على الخطأ الذي اكتشفناه بما آتانا الله من قابليات عقلية مختلفة.
ولكن لمَ لا يعود الآخرون إلى ما أراه من مميزات صوتية؟ ، لمَ لا يرون ما أرى؟ انهم يقرأون النص الذي أقرأه ويجزمون بصحته، فلمَ يصرون على رأيهم ويخطّؤوني(يخطّئوني؟) ؟ لماذا لا نتفق على ما أرى – لا على ما يرون فإنهم مخطئون؟ لماذا يعيبون علي فهمي وأدائي؟ آهٍ منهم آه!
ليتهم يرون بعيني ، ويسمعون بإذني ، ويستسلمون لي ويسلمون بقولي.
الاحتمالات:
1-النص التجويدي يعوزه البيان القاطع الذي لا يدع مجالا للشك واعمال الفكر في تحميله ما يطيق او ما لا يطيق.
وهنا طبعا سنلقي باللائمة على القدامى الذين لم يضعوا ما يكفي من الوضوح في النص لتلافي وقوع الخلاف(أو بالحقيقة لم يضعوا رأيي- أنا - فآهٍ منهم)،
وأرى ان السبب انهم لم يختلفوا في المطلب الذي اختلفنا فيه فما أعاروه أي اهتمام، ولو رجع الآن بي الزمان إلى ايامهم لشكوت لهم الحال وطلبت منهم جميعا-عنوة- ان يضيفوا العبارات التي أريدها أنا والموافقة لما أراه أنا حتى أنتصر أنا (ذبحتنا الأنا ، وأعوذ بالله من الأنا) وان لم يفعلوا فسأمسك بكتبهم وأضيف بها ما أريد وأشتهي وأعود لكم وانا منتصر!!!!!

2-النص واضح البيان لكن الطرف الآخر قليل الفهم وأنا الفاهم الوحيد بل سيد الفاهمين على الاطلاق، واصحاب الطرف الآخر إما:
انهم يعلمون أنهم قليلو الفهم(وهو جهل بسيط) وما أسهل معالجة ذلك،
أو انهم لا يعلمون أنهم قليلو الفهم(وهو جهل مركب) ولن يتم معالجة ذلك مطلقا،
او يعلمون ولكنهم يجهلون أعلميتي الفائقة ، فكيف أثبتها لهم؟ يآآآ ألله
او يعلمون أعلميتي الفائقة جيداً وينكرونها بغياً وعدْواً ، آهٍ منهم ، انه العناد والمكابرة ، لايريدون أن يعترفوا لي بالتقدم عليهم!!!!.
المصيبة ، انهم قد وافقهم جماعة ترى ما يرون، وأنا وافقني جماعة ترى ما أرى
أنا أراهم معاندون لما يرونه حقاً ولعلهم – بل أكيدا-يرون اني معاند لما يرون.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
ولكن ، لحظة لحظة يا (أنا) لماذا لا يكون العكس هو الصحيح ، أنا قليل الفهم وهم الأعلم والأكثر فهماً للنص وتحليله.
ألا يمكن انهم لا يرون حقا ما ارى وأنا حقا لا أرى ما يرون
يبدو اني قد تقمصت الفكرة الفلانية قلباً وقالباً وبدأت الآن أحلل كل النصوص وألوي أعناقها وأقحمها غصباً لتصبح كنصوص مؤيدة لما أرى وبدأت بتأليب النصوص البعيدة جدا وأستدعيها لموافقة ما أقول وبدأت أحشد كل طاقاتي لتفتيت صخرة كل نص يخالف فكرتي وأروضه لمصلحتي.

نحن اتفقنا على الكثير الكثير وسلمنا به، اذن لا تتوفر دواعي حب المخالفة والحرص على تخطئة الطرف الآخر، فما زلت أكتب بعد كل تحليل عبارة(والله أعلم) وهذا اعتراف باحتمال وجود أوجه لا تبين لي.
اذن اختلاف الافهام ظاهرة طبيعية لا مَرضيّة بدليل اني غيرت بعض آرائي التي سلمت بها سابقاً وان تبين لي بعد ذلك خطأها سأتركها حتماً ، المهم اني استخدمت الأدوات الصحيحة لاستنباط سليم ولم أحكّم الهوى والأنا المريضة وغايتي رضا الخالق وان سخط المخلوق، فان وراءنا مساءلات ومساءلات (وقفوهم انهم مسؤولون).
المهم احترام رأي الآخر وعدم الاستهزاء به والسخرية منه وعدم رميه بالابتداع والاصرار على الاثم الا بدليل قاطع ففوق كل ذي علم عليم.

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
 
1-النص التجويدي يعوزه البيان القاطع الذي لا يدع مجالا للشك واعمال الفكر في تحميله ما يطيق او ما لا يطيق.
السلام عليكم
أستاذنا الكبير كريم جبر منصور هذا كلام جيد في نبذ التعصب ؛ ولكن لابد من الاختلاف في المسائل ، ووضع كل طرف أدلته دون تعصب .
والمسائل الصوتية هي بالفعل من أصعب المسائل التى يمكن أن تحسم ، إلا أن وجود مجيدي قراءة القرآن خففوا عنا هذه الصعوبة .
وأعطك مثالا ولا أقصد محاورة أو ناقشا في هذه المسألة وهى قضية (الفرجة والإطباق ) بعيدا عن سرد الأدلة :
إذا وجدت من يخبرك بأن ابن غلبون يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض ..فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟
إذا وجدت من يخبرك بأن الشاطبي يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض .. فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟
إذا وجدت من يخبرك بأن ابن الباذش يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض ..فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟
إذا وجدت من يخبرك بأن ابن شريح يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض .. فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟
إذا وجدت من يخبرك بأن مكي القيسي يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض..فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟
إذا وجدت من يخبرك بأن السخاوي يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض ..فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟
إذا وجدت من يخبرك بأن أبي شامة يقول بالإطباق مع الغنة ، ثم تجده ممن قرؤوا بالإظهار المحض ..فهل هذا استدلال يلتفت إليه ؟

شيخنا مثل هؤلاء يدعونك للتعصب ويصدمونك حتى يصل الأمر بك ـ وأنت مجبر ـ أن تخبرهم بأن العلم في واد وهم في واد آخر مادامت هذه طريقة الاستدلال .
وضعت هذه المسألة هدية لشيخي الأهدل ومحمد الجزائري وأنت معهم يا شيخ كريم
ولكم تحياتي
والسلام عليكم
 
ولكن لابد من الاختلاف في المسائل ، ووضع كل طرف أدلته دون تعصب .
والمسائل الصوتية هي بالفعل من أصعب المسائل التى يمكن أن تحسم ،
إلا أن وجود مجيدي قراءة القرآن خففوا عنا هذه الصعوبة .

وضعت هذه المسألة هدية لشيخي الأهدل ومحمد الجزائري وأنت معهم يا شيخ كريم
شكرا جزيلا شيخي الاستاذ عبدالحكيم على اطلاعك على موضوعي والتعليق عليه
والحقيقة اني في مسألة الفرجة لم أدلي برأيي فيها بعد، لاني أخشى زعلك علي ان قلت بالاطباق او زعل الأخرين ان قلت بالفرجة-بسمة- فلا تضعني مع الشيخ الاهدل والجزائري يا شيخ
وبيني وبينك كلكم صح(صحْ بالعراقي يعني أليس كذلك وصحيح) لأن كلكم صحَّ عنده ما يراه صح، صح؟
ولو لم يصح عنده ما يراه صح، لأخبرنا بذلك ، ولا أظن ان احدا منا يخالف الصح الذي يراه، صح؟
الله يصحّي الأجواء والنفوس في كل بلاد المسلمين ويجعلها صاحية ومنتبهة لما يُحاك لها
قل آمييين
 
صحصح الأمر، وأظنك يا شيخ كريم رجلا صحصوحا.
انظر التاج ماد صحح.
 
صحصح الأمر: تبين، مثل حصحص.
رَجلٌ صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ، بضمّهما، إِذا كان يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها.
 
السلام عليكم، أخوتي الأحبة، الخلاف وارد ولكنه لا يرتقي إلى مستوى الزعل والهجر والتبديع، وأنا شخصيَّاً لم ألتمس ذلك عند قراءتي على مشايخي .
 
الاخ سمير عمر ، الاخ محمد صفاء طه الحمودي ، سلمكما الله
بورك فيكما ، ارجو ان تكونا دوماً صحصوحان، ولا تزعلان على اخوانكما لاختلاف وحهات النظر
 
النص التجويدي بين سلامة الفهم وتعصب النفوس

النص التجويدي بين سلامة الفهم وتعصب النفوس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فلا شكَّ في أنَّ الاتفاق رحمة والخلاف عذاب ، والنصوص التجويدية الواردة عن السلف تختلف باختلاف علمية الشيخ أو المؤلف ( صاحب النص ) وتمكنه من علمي التجويد واللغة ، فكلما كان صاحب النص متمكناً من علمه ضابطاً له كلما كان نصُّه دقيقاً وواضحاً ويعطي صورة صوتية ونطقية واضحة عن الظاهرة ، طبعاً والعكس صحيح .
فابن مجاهد مثلاً يذكر في كتابه السبعة عندما يذكر مسائل المد ، فيقول : وهذا على التقريب ، وابن غلبون الحلبي ( ت 389 هـ ) يقول في إرشاده عن إشمام الصاد الزاي ، ولا يضبطه الخط ، وإنما يضبط بالمشافهة ، والداني يقول : ولا تضبطه إلا المشافهة وغيرها من نصوص العلماء الموجودة في كتب التجويد والقراءات منذ ابن مجاهد حتى يومنا هذا .
إذن علماؤنا القدامى قدَّموا لنا خلاصة فكرهم وعلمهم وما وصلوا إليه ، في زمن لم يكن لديهم مختبرات صوت ، ولا وسائل ضبط صوتي حديثة أو أجهزة تسجيل أو غيرها ، فوصفوا لنا القضايا والمسائل التجويدية وصفاً دقيقاً ، فلا لوم عليهم من هذه الجهة ، انظر إلى الخليل كيف قال مخارج الحروف سبعة عشر مخرجاً ، ثم جاء المحدثون وقالوا : إنما هي عشرة . وإذا دققنا النظر نجد أن كثيراً من الخلاف بين القدامى والمحدثين يعود إلى تقارب مخارج الحروف .
ونأتي نحن الآن ونفسر ، كما يحلو لنا ، إن صح التعبير .
لذا أقول : إن فهم نصوص علمائنا القدامى يجب أن يخضع للدليل العلمي الصحيح وليس للهوى والرغبة في التحذلق ، فيا مرحباً بالحقيقة العلمية القائمة على الدليل الذي لا يقبل الشك ، مهما كان قائله قديماً أو حديثاً ، ونرفض ، كل الرفض ، الرأي القائم على التعصب الأعمى وليس له دليل علمي صحيح يؤيده ويشهد له .
فما أشد حاجتنا اليوم إلى قراءة نصوص السلف بعمق ودقة وفهم سليم علمي متجرد عن الهوى وحظوظ النفس .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
لذا أقول : إن فهم نصوص علمائنا القدامى يجب أن يخضع للدليل العلمي الصحيح وليس للهوى والرغبة في التحذلق ، فيا مرحباً بالحقيقة العلمية القائمة على الدليل الذي لا يقبل الشك ، مهما كان قائله قديماً أو حديثاً ، ونرفض ، كل الرفض ، الرأي القائم على التعصب الأعمى وليس له دليل علمي صحيح يؤيده ويشهد له .
فما أشد حاجتنا اليوم إلى قراءة نصوص السلف بعمق ودقة وفهم سليم علمي متجرد عن الهوى وحظوظ النفس .
صح السانك ، والله ما عدوتَ الحق جعلك الله من المجلين للحقائق والمستخرجين للدقائق والمزيلين للعوائق أمام فهم الوثائق
 
من أجمل ما قرأت من موضوعات، التجرد من أهم الصفات التي يحتاج إليها طالب العلم، كثيرون الذين يغوصون في المسائل ويذهبون فيها كل مذهب، ولكن تبقى منهجية التعامل مع الخلاف وتفاوت الفهم بين المتحاورين غائبة في كثير من الأحيان.
وكما قلتم يجب أن يضع المحاور نفسه في موضع المخالف، وينظر بمنظاره، حتى يأخذ الأمر بتجرد، ثم يظل بعد ذلك الخلاف سائغاً، حتى لو بقي كل واحد على رأيه، ونسع الآخرين بالقلوب قبل العقول.

شكر الله لكم هذا الموضوع المهم الذي ينبغي أن نذكر به أنفسنا دوماً.
 
ثم يظل بعد ذلك الخلاف سائغاً، حتى لو بقي كل واحد على رأيه، ونسع الآخرين بالقلوب قبل العقول.
أحسنت القول يا اخي محمد سيف
جعل الله قلبك وعاءً للمكرمات ومنبعا للطيبات ومستودعا للباقيات الصالحات
 
عودة
أعلى