أريد تعليقاً على هذا الكلام

إنضم
25/08/2010
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
قرأت لبعض الباحثين فقرة عنوانها (سليمان هو أول من بنى المسجد الأقصى)
وتعليقي ليس على العنوان إنما على ما أتى تحتها وهو التالي فقال:
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه).
هذا الحديث يؤكد:
1- أن مملكة داوود وسليمان أي مملكة بني إسرائيل الأولى كانت في فلسطين.
2- أن سليمان عليه السلام بنى بيت المقدس.
3- أن سليمان عليه السلام هو أول من بنى المسجد الأقصى.
وأما التسمية بالمسجد فهي التسمية الإسلامية له وجاءت بعد حادثة الإسراء واما في عهد سليمان عليه السلام فقد جاءت تسميته في القرآن بالصرح ,(قيل لها ادخلي الصرح) واما الترجمة العربية للتوراة فأعطته اسم الهيكل ,والمعى لكلتا التسميتين واحد,وهو البناء الضخم المرتفع.وعلى كل الأحوال فإن المسجد الأقصى القائم حاليا يجثم في نفس المكان الذي أقيم فيه صرح سليمان,والغريب أن الكثير من أئمة المسلمين وعامتهم ينكرون هذه الحقيقة,ربما ظنا منهم أن اعترافهم بها يعطي الصهاينة حقا في هدم المسجد وبناء هيكلهم مكانه ويُسقط أحقية المسلمين فيه,ويضعف موقفهم في الدفاع عنه,حتى وصل الأمر ببعضهم إلى مخالفة النص القرآني ,وإنكار تواجده في الأرض المقدسة جملة وتفصيلا.انتهى كلامه بنصه
فما قول مشايخنا الأفاضل في هذا الكلام؟
جزاكم الله خيرا
 
قرأت لبعض الدكاترة فقرة عنوانها (سليمان هو أول من بنى المسجد الأقصى)
وتعليقي ليس على العنوان إنما على ما أتى تحتها وهو التالي فقال:
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه).
هذا الحديث يؤكد:
1- أن مملكة داوود وسليمان أي مملكة بني إسرائيل الأولى كانت في فلسطين.
2- أن سليمان عليه السلام بنى بيت المقدس.
3- أن سليمان عليه السلام هو أول من بنى المسجد الأقصى.
وأما التسمية بالمسجد فهي التسمية الإسلامية له وجاءت بعد حادثة الإسراء واما في عهد سليمان عليه السلام فقد جاءت تسميته في القرآن بالصرح ,(قيل لها ادخلي الصرح) واما الترجمة العربية للتوراة فأعطته اسم الهيكل ,والمعى لكلتا التسميتين واحد,وهو البناء الضخم المرتفع.وعلى كل الأحوال فإن المسجد الأقصى القائم حاليا يجثم في نفس المكان الذي أقيم فيه صرح سليمان,والغريب أن الكثير من أئمة المسلمين وعامتهم ينكرون هذه الحقيقة,ربما ظنا منهم أن اعترافهم بها يعطي الصهاينة حقا في هدم المسجد وبناء هيكلهم مكانه ويُسقط أحقية المسلمين فيه,ويضعف موقفهم في الدفاع عنه,حتى وصل الأمر ببعضهم إلى مخالفة النص القرآني ,وإنكار تواجده في الأرض المقدسة جملة وتفصيلا.انتهى كلامه بنصه
فما قول مشايخنا الأفاضل في هذا الكلام؟
جزاكم الله خيرا
لا أعتقد أن سليمان عليه السلام هو أول من بني المسجد الأقصى ، لأن الحديث الصحيح يدل على أن المسجد الأقصى بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاما ، وإذا كان إبراهيم عليه السلام هو الذي بنى المسجد الحرام فلا يمكن أن يكون سليمان هو أول من بنى الأقصى لأن بين إبراهيم عليه السلام وسليمان قرون.
"عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ قَالَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ" متفق عليه
أما كون دولة دواد وسليمان كانت في فلسطين فنعم.
وأما القول أن الصرح هو المسجد فهذا يحتاج إلى دليل.

 
أولا : لا دليل في الحديث الشريف على أن سليمان عليه الصلاة والسلام هو أول من بنى المسجد الأقصى ؛ وغاية ما فيها أنه لما بناه طلب الله تعالى المسائل الثلاث ؛ فقد يكون بني قبله وجدده هو .
ثانيا : وأما القول بأن الصرح هو المسجد ؛ فلا أعرفه لا في اللغة ، ولا في غيرها ؛ بل الظاهر أن الصرح بنيان جميل واسع شفاف عظيم .
ثالثا : على فرض التسليم بأن سليمان عليه الصلاة والسلام هو أول من بنى المسجد الأقصى فذلك لا يعطي اليهود الحق فيه ؛ فسليمان من المسلمين ، وهم أحق به وبموسى من بني إسرائيل .
إذن ليست ملكية اليهود للمسجد الأقصى حقيقة كما يظن الكاتب لا من حيث التاريخ ولا من حيث الواقع .
وكون الصرح هو المسجد يحتاج إلى دليل .
وكون سليمان عليه السلام هو أول من بنى المسجد يحتاج إلى دليل ؛ ولو ثبت أنه أول من بناه فإن ذلك لا يقدم ولا يؤخر في المسألة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
كتبتها قبل أن أرى تعليق الأخ أبي سعد .
 
أحسن الله إليكما
لمّا أكملتُ قراءة باقي كلام هذا الباحث وجدته يقول بعدها بصفحات مانصه:
(وأستطيع وصف هذا الصرح بأنه بناء ضخك ومرتفع,كانت الصخرة تقع في مركزه,تحيط بها ساحة واسعة,أرضيتها من الزجاج المصقول,يُرى من خلالها ماء يجري أسفل منها أو ماء راكد في أحواض مائية,وُضع فيها ما استجلبه سليمان من المناظر والمشاه البحرية,مما استخرجه له الشياطين من أعماق البحر,وعلى أطراف تلك الساحة أُقيمت المحاريب العديدة للعبادة من كل جانب.والله أعلم.
وقد سمعتُ من زميل لي زار المسجد الأقصى وتجول فيه أن هناك آبارا واحواضا مائية,تحت ساحة المسجد الأقصى مباشرة,فإذا كان ذلك صحيحا,ومع علمنا بأن المسجد الأقصى بُني في نفس موقع المسجد السابق,وأن الصخرة هي القبلة الفعلية لليهود فهذا الأمر يؤكد أن الصرح الذي قد بُني في عهد سليمان عليه السلام هو المسجد الذي دخلهأولئك المبعوثين أول مرة وخربوه ونهبوا محتوياته ,فلم يبق له أثر يُذكر,وعدم وجود آثار له يؤكد أن هذا الصرح لم يتم بناؤه بالطرق المالوفة سواء بهندسة البناء أو بالمواد المستخدمة فبُناته هم الجن والشياطين وبالتاكيد تختلف عما يستخدمه البشر وربما يكون هذا الرح الخرافي هو مادفع نبوخذ نصر صاحب حدائق بابل المعلقة للإغارة على بني إسرائيل في المرة الأولى لنهب محتوياته). انتهى كلامه بنصه
وأنا لا أخفيكم مشايخنا بارك الله فيكم أن لم أسترح لكلام كثير جدا من كلام هذا الرجل وأشعر أنه يُعمل عقله بطريقة غريبة
فأرجو التعليق مرة أخرى.
وقد كتبت هذا قبل تعليق الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن جزاه الله عني كل خير وأُشهد الله أني أحبه في الله حبا جما لا يعلمه إلا الله
 
أخي الكريم أحمد معوض بارك الله فيك
أولاً : ليتك تحدد المرجع الذي ذكر الكلام لنرجع له فنقرأ ما قبله وما بعده لنتصور المسألة جيداً .
ثانياً : ينبغي البحث أولاً عن درجة الحديث من حيث القبول، وقد بحثت في موقع الدرر السنية عن الحديث فوجدت خلاصة الحكم عليه أَنَّه صحيح الإسناد .
ثالثاً : يبقى بعد ذلك النظر في الاستنتاجات التي استنتجها الباحث من الحديث بمفرده ، وقد لاحظت في عدد من الدراسات التي دارت حول فلسطين وتاريخها مبالغة بعض الباحثين الذين يكتبون في تاريخ بني إسرائيل في فلسطين أنهم يحاولون نفي أي حق تاريخي لهم في فلسطين حتى لا يكون ذلك مؤيداً لما يطالب به اليهود اليوم من حقوق في فلسطين . وإذا ثبتت مثل هذه النصوص وكانت دلالتها واضحة فنحن أحقُّ بسليمان عليه السلام من اليهود الذين خالفوه عليه السلام وخالفوا شريعة موسى عليه السلام وشريعة الأنبياء من بعده .
وفقكم الله لكل خير .
 
شيخنا الكريم عبد الرحمن سأرسل لك المصدر على الخاص دفعا للتشويش على إخواننا في الملتقى وإن أردتم أن تذكروا أنتم اسم هذا الباحث لكم ذلك
وجزاكم الله خيرا
 
أحسن الله إليكما
لمّا أكملتُ قراءة باقي كلام هذا الباحث وجدته يقول بعدها بصفحات مانصه:
(وأستطيع وصف هذا الصرح بأنه بناء ضخك ومرتفع,كانت الصخرة تقع في مركزه,تحيط بها ساحة واسعة,أرضيتها من الزجاج المصقول,يُرى من خلالها ماء يجري أسفل منها أو ماء راكد في أحواض مائية,وُضع فيها ما استجلبه سليمان من المناظر والمشاه البحرية,مما استخرجه له الشياطين من أعماق البحر,وعلى أطراف تلك الساحة أُقيمت المحاريب العديدة للعبادة من كل جانب.والله أعلم.
وقد سمعتُ من زميل لي زار المسجد الأقصى وتجول فيه أن هناك آبارا واحواضا مائية,تحت ساحة المسجد الأقصى مباشرة,فإذا كان ذلك صحيحا,ومع علمنا بأن المسجد الأقصى بُني في نفس موقع المسجد السابق,وأن الصخرة هي القبلة الفعلية لليهود فهذا الأمر يؤكد أن الصرح الذي قد بُني في عهد سليمان عليه السلام هو المسجد الذي دخلهأولئك المبعوثين أول مرة وخربوه ونهبوا محتوياته ,فلم يبق له أثر يُذكر,وعدم وجود آثار له يؤكد أن هذا الصرح لم يتم بناؤه بالطرق المالوفة سواء بهندسة البناء أو بالمواد المستخدمة فبُناته هم الجن والشياطين وبالتاكيد تختلف عما يستخدمه البشر وربما يكون هذا الرح الخرافي هو مادفع نبوخذ نصر صاحب حدائق بابل المعلقة للإغارة على بني إسرائيل في المرة الأولى لنهب محتوياته). انتهى كلامه بنصه
وأنا لا أخفيكم مشايخنا بارك الله فيكم أن لم أسترح لكلام كثير جدا من كلام هذا الرجل وأشعر أنه يُعمل عقله بطريقة غريبة
فأرجو التعليق مرة أخرى.
وقد كتبت هذا قبل تعليق الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن جزاه الله عني كل خير وأُشهد الله أني أحبه في الله حبا جما لا يعلمه إلا الله
الحفريات الصهيونية ذاتها لم تثبت اي أثر يهودي في الأقصى
ولو ثبت لهم فهذا لايعطيهم الحق في الأرض
 
أقصانا لا هيكلهم

أقصانا لا هيكلهم

أ‌. د. محمد حافظ الشريدة
أستاذ الشريعة في جامعة النجاح الوطنية – نابلس

المقدمة

المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين و ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام بمكة ، و ثالث مسجد تشد إليه الرحال بعد المسجدين الحرام و النبوي . إليه أسري بالرسول صلى الله عليه و سلم ، و منه بدأ معراجه إلى السماء ، و فيه أم الأنبياء. و هو الذي قال فيه رب العزة ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) .
هذا المسجد المبارك تعرض و يتعرض لاعتداءات كثيرة طالت الإنسان و البنيان ، بزعم أنه في موضع الهيكل ، غير أن أعظم خطر يهدده هو جهل المسلمين بحقيقته ، هذا الجهل الذي يشتد على أيدي الصهاينة - عليهم لعنة الله - و الذي زادت وسائل الإعلام منه بقصد منها أو بغير قصد ، حتى بات المسلمون في حيرة من أمر مسجدهم المقدس .. ما هو المسجد الأقصى ؟ إن الأقصى هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة ، فوق جبل موريا أحد الجبال الأربعة التي تقوم عليها القدس ، و يمتد الأقصى على مساحة شبه مربعة تبلغ 144 ألف متر مربع ، تضم فضلاًً عن الساحات المكشوفة أكثر من 200 مبنى تاريخي بين مساجد ، و قباب ، و سبل ، و أبواب و مدارس ، و بوائك ، و مصاطب ، و آبار ، و غيرها . و هو المسجد الذي يسميه العامة ( الحرم القدسي الشريف ) و لكنها تسمية خاطئة لا تصح ، ففي الإسلام حرمان فقط متفق عليهما هما : المسجد الحرام و المسجد النبوي .
فهو ليس المبنى الثماني الشكل ذو القبة الذهبية المسمى بقبة الصخرة فقط .. كما أنه ليس المسجد ذو القبة الرصاصية الذي يسمى بالجامع القبلي و يسميه البعض جامع المسجد الأقصى فقط ...
بل كلاهما جزء منه .. جزء من كامل مساحة الأقصى المحاطة بالسور ، و التي ما تغيرت منذ عهد آدم عليه السلام _ أول من بنى الأقصى على أرجح الأقوال _ دون أن يكون قبله كنيس و لا هيكل و لا معبد . ثم تتابعت بعده عمليات الترميم و إعادة البناء .. فقد عمره سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد ، و عمره أبناؤه إسحاق و يعقوب عليهم السلام من بعده ، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه ، حوالي العام 1000 قبل الميلاد .
و في العهد الإسلامي ، باشر الأمويون بناء الأقصى بشكله الحالي حيث شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي ، و أتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705ميلادي ، بنوا قبة الصخرة ، و الجامع القبلي ، و استغرق هذا كله قرابة 30 عاماً من 66هجرية / 685ميلادية _ 96هجرية / 715ميلادية ، ثم توالت عمليات التعمير و الترميم على يد العباسيين و الأيوبيين و المماليك و العثمانيين . و للأقصى عشرة أبواب مفتوحة هي : باب الأسباط ، و باب حطة ، و باب شرف الأنبياء ( فيصل ) ، و باب الغوانمة ( الخليل ) ، و باب الناظر ، و باب الحديد ، و باب القطانين ، و باب المتوضأ ( المطهرة ) ، و باب السلسلة ، و باب المغاربة ، كما أن له خمسة أبواب مغلقة . و من دخل الأقصى فأدى الصلاة ، سواء في داخل قبة الصخرة ، أو الجامع القبلي ، أو تحت شجرة من أشجاره ، أو قبابه ، أو فوق مصطبه ، أو عند رواق ، فصلاته مضاعفة الأجر بخمسمائة ضعف كما هو وارد عن المصطفى صلى الله عليه و سلم .

المسجد الأقصى و هيكل سليمان

يزعم اليهود بأن بقعة المسجد الأقصى هو مكان الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام و هذا غير ثابت شرعاً و تاريخاً للأدلة التالية :
1 – أن سليمان الذي يريدون أن يرفعوا على أنقاض المسجد الأقصى هيكلاً له ، عمل على تجديد هذا المسجد العتيق المبارك الذي بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً .. و ذلك بعد أن اندرست معالمه عبر القرون المتطاولة ، فكيف بمن يجدد مسجداً هو ثاني مسجد نبي على وجه الأرض و له من المكانة ما له ، أن يبني مكانه أو أسفله أو حتى بجواره هيكلاً تتنافى رسالته مع رسالة المسجد تنافياً يصل إلى حد أن يبنى أحدهما على أنقاض الآخر كما يزعم اليهود ؟

2- إن الملاحظ في حديث المؤرخين القدامى من أمثال ابن الأثير ت630 هجرية في كتاب (الكامل) و ابن كثير ت747 هجرية في كتابه (البداية و النهاية ) و غيرهما ، أنهم لم يعرضوا سوى لبناء المسجد و إتمامه على يد داود و سليمان عليهما السلام و لم يتطرقوا للحديث عن الهيكل ، بل إن الذين كتبوا في هذا الموضوع من الباحثين التوراتيين و الإفرنج و من ساندهم من حراس الفكر الآسن العربي في جامعاتنا و مراكز أبحاثنا ممن أشاروا إلى وجوده لم يقدموا دليلاً أو مصدراً واحداً يكشف عن حقيقة هذه المفردة كما خالها معشر يهود سوى التوراة ، إذ لم تسهم المخلفات الأثرية في إثبات ذلك كما لا توجد مصادر تاريخية تدعم السجل التوراتي ، و ممن قرروا تلك الحقيقة من علماء الآثار في الجامعة العبرية و غيرها ( أمنون بن ثور ) و ( طومسون ) و ( روني ريك ) و ( ميللر ) و (غاريبيى ) و ( ليتش ) و ( فلاناغن ) و غيرهم ، و من ثم وضح الإجماع في السنوات الأخيرة على أن فكرة مملكة سليمان و هيكله المزعوم في فلسطين تتداعى تدريجياً ، و قد أسهم هذا الغياب للأدلة و الآثار بقوة في إسقاط ماضي هذا الهيكل المتخيل ، و إن كانت فكرته لا تزال تهيمن على خطاب الدراسات التوراتية على الرغم من أن التوراة باعتبارها نصاً مقدساً ليست مرجعاً و لا تعكس بالضرورة الحقائق التاريخية ، و الأمر فيها _ على ما يبدو _ لا يعدو أن يكون محاولة ممن صاغوا التوراة في القرن الثاني ق.م لإثبات تواجد لليهود بأي شكل في أرض الميعاد .

3- و تدعيماً لما سبق تقريره من عدم وجود أي أثر يدل على وجود الهيكل نقول : إنه و منذ أن وطئت أقدام الاستعمار الأوروبي الأرض العربية في القرن التاسع عشر ، و المستشرقون و علماء الآثار ما انفكوا يتوافدون على القدس باعتبارها مهد المسيح و مكان دعوته و أيضاً بوصفها أرض التوراة ، و قد استغلت الحركة الصهيونية هذا الأمر في خططها للترويج لدعوى عودة اليهود إلى الأرض المقدسة ، مستفيدة من أطماع القوى الأوروبية الاستعمارية في الشرق و كونت من أجل العثور على أي أثر يثبت حقها للعودة ، جمعيات و مؤسسات و مدارس بحثية كان من أهمها :
صندوق استكشاف فلسطين و هو هيئة بريطانية أنشأت عام 1865م ، جمعية الاستكشاف الفلسطينية و هي جمعية يهودية أمريكية تأسست عام 1870م ، جمعية الآثار التوراتية و هي جمعية بريطانية أنشأت عام 1870م ، و الجمعية الألمانية للأبحاث الفلسطينية أنشأت عام 1877م ، و المدرسة الفرنسية للدراسات التوراتية و الأثرية أنشأت عام 1892م ، و الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية أنشأت عام 1879م ، و المدرسة الألمانية للأبحاث الشرقية للقدس تأسست عام 1900م و هي تعرف الآن باسم مدرسة أولبرايت نسبة لاسم العالم التوراتي وليام فولبرايت يهودي الأصل ، و المعهد البروتستانتي الألماني للدراسات التاريخية في الأرض المقدسة أنشأ عام 1902م ، و قد باءت كل مساعي هذه الجمعيات بالفشل الذريع في إيجاد دليل أثري واحد يثبت وجود بقية للهيكل أسفل المسجد الأقصى المبارك .
و خارجاً عن نطاق العمل المنظم و الكثيف لهذه الجمعيات و وريثاتها من المؤسسات الإسرائيلية فقد عملت في مدينة القدس تحديداً ، للبحث عن بقايا هيكل سليمان ، عدة بعثات أثرية معنية بالحفائر ، انطلقت جميعها من فرضية صحة ما جاء في التوراة من معلومات تاريخية و حضارية كان أهمها : حفائر باركلي المبشر الأمريكي و كانت عام 1839م ، حفائر شارلفروارن الضابط الإنجليزي ، و كانت عام 1867م ، حفائر بلبيس و هي فيما بين عامي 1893م 1896م ، حفائر الكابتن واركر ضابط إنجليزي و كانت عام 1911م بناء على طلب و تمويل المليونير اليهودي روتشيلد ، حفائر ماكاليستر الإنجليزي للآثار عام 1923-1926م ، حفائر كروفوت عام 1927م ، حفائر المدرسة الإنجليزية للآثار عام 1961م ، حفائر مصلحة الآثار الإسرائيلية عام 1967م تحت إشراف دهنس ، الحفائر المشتركة بين الجامعة العبرية و جمعية الكشف الإسرائيلي منذ 1968م ، و لم تسفر كل هذه الحفائر كذلك عن أي شيء سوى تشويه معالم الآثار و الحضارة الإسلامية .

4- يدعم ما سبق شهادة الدكتورة ( كاتلين كابينوس ) مديرة الحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس التي قررت سنة 1968م ضمن فريق من علماء الآثار المسيحيين عدم وجود أي أثر لهيكل سليمان ، و شهادة فريق المهندسين العالميين الذين درسوا التربة التي يقوم عليها المسجد الأقصى في وقت لاحق ، و تعمقوا فيها و خلصوا إلى أنه لا يوجد في ذلك المكان أي دليل أو شبهة لأي أثر من الهيكل الذي تدعي الصهيونية أنه مدفون بجوار حائط البراق الغربي بالمسجد الأقصى .

5- ثم إن القول بثبوت أحقية اليهود في بلاد المسلمين المقدسة بحجة الهيكل و بمجرد انتسابه لنبي الله سليمان الذي يعدونه نبياً من أنبيائهم ، قول خاطئ و مجاف للحقيقة ، ذلك أن سليمان و جميع آبائه و أجداده من النبيين ما كانوا قط في يوم من الأيام يهوداً أو نصارى أو عابدين لعجل أو وثن ، و العقل و النقل يقضيان بهذا ، فجميعهم كانوا على ملة أبيهم إبراهيم حنيفاً مسلماً ، و الشرك أبغض ما يكون إلى قلوبهم ، و هم ما بعثوا إلا لترسيخ عقيدة التوحيد التي هي في الأساس ملة إبراهيم و وصيته إليهم ، و اليهودية و النصرانية ما ظهرت و ما وجدت إلا فيما بعد فأنى له أن يكون هو أو أحد من أبنائه كذلك ( و ما أنزلت التوراة و الإنجيل إلا من بعده .. آل عمران/65 ) ؟ ، و عليه فعندما يقرر القرآن حقيقة ( ما كان إبراهيم يهودياً و لا نصرانياً و لكن كان حنيفاً مسلماً و ما كان من المشركين .. آل عمران / 67 ) ، يكون قد وافق العقل في تقرير ما كان عليه أبو الأنبياء و ما كان عليه أبناؤه بالطبع من التوحيد الخالص ، و ما عند القوم من دليل يثبت أنهم أو أن واحداً منهم سواء سليمان أو غيره كانوا على غير ذلك ، و من هنا وجه رب العزة خطابه مستنكراً و قائلاً ( أم تقولون إن إبراهيم و إسماعيل و إسحق و يعقوب و الأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله و من أظلم ممن كتم شهادةً عنده من الله و ما الله بغافل ٍ عما تعملون .. البقرة /140) و إذا كان الجواب عن هذه التساؤلات بالنفي ف ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا .. آل عمران / 68 ) ذلك أن محمداً صلى الله عليه و سلم و أتباعه هم الذين اتبعوا الملة الإسلامية التي هي وصية إبراهيم أبي الأنبياء كما أنها وصية نبي الله إسرائيل نفسه اللتين جاء ذكرهما في قوله تعالى ( ووصى بها إبراهيم بنيه و يعقوبُ يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون .. البقرة / 132 ) فاتبعها محمد صلى الله عليه و سلم و اتباعه و خالفها و لا يزال أهل الكتاب من اليهود و النصارى .

و هكذا كان الحال في أمر اتباعها من دونهم بالنسبة لسليمان عليه السلام ، و ماذا بعد أن صار الخلق و الطير المسخر له دعاةً لدينه الإسلام ، فلقد جاءه الهدهد _ بعد أن استعرض عليه السلام ملكه و لم يجده _ جاءه مستنكراً لما تفعله ملكة سبأ قائلاً : ( وجدتها و قومها يسجدون للشمس من دون الله الذي يخرج الخبء في السماوات و الأرض و يعلم ما تخفون و ما تعلنون . الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم .. النمل / 24- 26 )و بعد محاورة و مداورة بينها و بين سليمان ( قالت رب إني ظلمت نفسي و أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.. النمل / 44 ) و لقد جاء أمر الله و استنكاره لأولئك الزاعمين أنهم على درب هذه الصفوة من الخلق المتحكمين فيهم على الرغم من براءة هذه الصفوة منهم ، و ذلك في قوله سبحانه ( قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون .. البقرة / 136) و لكن ( كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم و شهدوا أن الرسول حق و جاءهم البينات و الله لا يهدي القوم الظالمين .. آل عمران / 86 ) .
و نخلص من هذا إلى أمرين مهمين لا تقل أحداهما أهمية عن الأخرى ، الأول : أن الديانات لا تقوم على الأعراق و النزعات ، و أن الإسلام ما كان قط للعرب وحدهم و إلا كانت الديانات السماوية حواجز تحول دون التقاء الشعوب . الثاني : أن المسلمين من سلالة إسماعيل هم الوارثون الشرعيون لتراث الأنبياء لأنهم الذين آمنوا برسالاتهم الحقة بعد أن كفر بها غيرهم و هم الذين ورثوا بيت المقدس و سائر المقدسات الإبراهيمية و الموسوية و السليمانية بعد أن تسبب غيرهم في خرابها ، و هم الذين حافظوا _ على الأحقاب و الأزمان _ على تيك المقدسات و اعتبروها جزءاً لا يتجزأ من تراثهم الديني و الروحي بعد أن شوه غيرهم معالمها بالحفائر و الجرافات ، ألا يدل كل هذا _ بعد أن عرفنا أن القدس بأنبيائها و رسلها تنتمي إلى الإسلام قلبا و قالباً من قديم الحقب _ على أحقية المسلمين في هذه المدينة المباركة ، سيما و أنه لا يوجد أي معلم أثري لليهود في أرجائها ؟ و ألا يدل ذلك أيضاً و في ظل ما يحدث للمسلمين هناك و في بلادهم من انتهاكات لهم و لمقدساتهم على أنهم أولى الناس في الحفاظ على الممتلكات و الأرواح و المقدسات ؟

6- و حين هاجر صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة عقد بعد الهجرة مباشرة عقداً مع يهودها أقرهم فيه على دينهم و أموالهم و شرط لهم و اشترط عليهم ، فلو كان هناك هيكل بحق كما يزعم يهود عصرنا لما خفي ذلك عن أسلافهم ممن عاصروا رسول الله و ساكنوه ، بل و لطالبوه صلى الله عليه و سلم به و لأثبتوا أحقيتهم له أو لنصوا على الأقل على ملكيتهم إياه إن لم يتظاهروا بشأنه و يحتجوا على ذهابه إليه ، سيما و قد عرفوا بإسرائه إليه و معراجه منه للسماء ، منازعته إياهم فيه .

7- يقول الشيخ رائد صلاح : و أؤكد كذلك أن جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك التي وقعت و من ورائها لا يزال يكمن حلم المؤسسة الإسرائيلية الأسود الطامع بإزالة المسجد الأقصى المبارك و بناء هيكل على أنقاضه وقعت علماً و أن قادة هذه المؤسسة يعلمون في قرارة أنفسهم أن الفهم الديني السليم و الفهم التاريخي الموضوعي و نتائج دراسات علماء الآثار كلها تؤكد بطلان الادعاء القائل إن المسجد الأقصى كان قد بني على أنقاض هيكل ، لا بل إن هناك من يقول من علماء آثار يهود مثل ( هرتسوغ ) أنه لم يكن أصلاً شيء اسمه هيكل أول و لا هيكل ثان ، و ها هي صحيفة ( يدعوت أحرونوت ) العبرية نشرت بتاريخ 7/6/1998م على لسان باحثي الآثار اليهوديين ( إسرائيل فنقلشطين ) و ( دافيد أو سيشقين ) ما يلي : ( القدس في أيام الملك سليمان كانت تجمعاً صغيراً ، و لم تكن عاصمة لإمبراطورية كما هو وارد في ( المقراه ) لذلك هناك تساؤل كبير : هل الملك سليمان بنى الهيكل الأول كما هو وارد في التناخ )، و واضح جداً أنني لن أخوض في هذا الموضوع و إن كنت قد كتبت عنه كتابات مفصلة في مقالات أخرى ، و لكنني أقول على عجالة إن بعض نصوص الكتب الدينية اليهودية على الرغم من تحريفها إلا أنها تتحدث عن أكثر من هيكل أو ما يسمى ( بيت الرب ) في بعض النصوص ، و تتحدث عن أكثر من وصف مكاني و عمراني لنفس هذا الهيكل ، لدرجة أنك تجد نفسك أمام هيكل قد يكون في جبل جرزيم في نابلس و قد يكون في منطقة ( بيت إيل ) البعيدة كل البعد عن حرم المسجد الأقصى و قد يكون في جبل موريا و قد يكون في مكان رابع مجهول تحدثت عنه هذه النصوص الدينية المحرفة و لم تحدد وصفه بالضبط ، و هذا يعني وفق قناعتي أن تناقض هذه النصوص الدينية المحرفة في حديثها عن وصف الهيكل و تحديد مكانه ووصف هذا المكان أن هذا التناقض يلغي بعضها بعضاً و يؤكد أن حديث المؤسسة الإسرائيلية عن وجود هيكل كان تحت المسجد الأقصى ما هو إلا وهم ديني روجوا له عن سبق إصرار بهدف استغلال هذا الوهم الديني و محاولة فرض مطالب باطلة لتجميع الشعب اليهودي عليها تدعو إلى بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى ، و بذلك يختلفون المبرر الكاذب لاحتلال القدس الشريف و احتلال المسجد الأقصى باسم هذا الوهم الديني .

و لذلك ظهر من بينهم جماعة اليهود السامريين أو ما يعرفون اليوم باسم ( اليهود السمرا ) و قد تجرأ زعيمهم المدعو ( عبد المعين صدقة ) و قال للأستاذ محمود مصالحة في مقابلة وثقها الأستاذ محمود في كتاب له اسمه ( المسجد الأقصى المبارك و هيكل بني إسرائيل ) قال هذا الزعيم السامري اليهودي : في ديننا لا يوجد هيكل و إنما توجد خيمة الاجتماع أو المشكان ، حيث وضعت خيمة الاجتماع هنا على جبل جرزيم و ليس في القدس ... أما القدس فلم يرد لها ذكر عندنا بتاتاً ... أكرر و أقول : نحن لا نؤمن بالقدس و لا يوجد قدس في التوراة ، و لم يرد للقدس في الخمسة أسفار و هي التكوين ، الخروج ، لاويين ، عدد ، تثنية ، الاشتراع ،..) ، و مع هذا التخبط الفاحش فيما بين اليهود أنفسهم إلا أنها وقعت جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك إسرائيلية التخطيط و روهانية التنفيذ لتجسد دوساً صارخاً على الفهم الديني الحق الذي جاء به القرآن الكريم و السنة النبوية عندما تحدثا عن المسجد الأقصى المبارك حيث يؤكد جامع هذه الأدلة من القرآن و السنة أن المسجد الأقصى المبارك بني على أرض خالية من أي بناء آخر و بني بداية في عهد نبي الله آدم عليه السلام ثم تعاهده الأنبياء و الرسل بالرعاية و توارثوا أمانة عمارته و صيانته حتى انتهى الأمر إلى خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم و إلى أمته من بعده حتى يرث الله الأرض و من عليها .

8- كما و يقول الشيخ رائد صلاح أيضاً : ها هم نفس علماء الآثار اليهود الذين أشرفوا على الحفريات التي كانت و لا تزال تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية تحت حرم المسجد الأقصى ، ها هم يؤكدون و في مقدمتهم ( مئير بن دوف ) و ( مازارا ) و ( بن دافيد ) أنه و على الرغم من تواصل حفرياتهم منذ عام 1967م تحت حرم المسجد الأقصى المبارك إلا أنهم لم يجدوا أي أثر يذكر و لو كان بحجم كفة اليد يبين أنه كان هناك هيكل أول أو ثان ذات يوم تحت المسجد الأقصى المبارك لدرجة أن ( مازارا ) تجرأ و قال : إن الحفريات التي أجراها ( بن دافيد ) شرق الحرم القدسي لم تثبت أية آثار أو وجود لليهود ) ، و مع ذلك و مع أن صوت علماء الآثار الموضوعي قد قال كلمته مؤكداً أن المسجد الأقصى قد أقيم على أرض خالية من أي بناء آخر بدليل أنه لو أقيم على أنقاض هيكل محروق أو مهدوم كما تدعي المؤسسة الإسرائيلية لكان من المفروض أن تظهر هذه الطبقة المحروقة أو التي تحمل بقايا الهدم بعد سنوات طويلة من الحفريات تحت حرم المسجد الأقصى ، و لكن كما بات معلوماً فإن نتائج الحفريات قد أكدت أن المسجد الأقصى المبارك ، قائم على طبقة أرض أصلية خالية من بقايا أي بناء كان فيما مضى ، و مع ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية قد ضربت كل هذه الحقائق عرض الحائط .
9- كما و يقول الشيخ أيضاً : و لو تناولنا جانب القراءة التاريخية لوجدنا أن الاستقراء التاريخي النزيه يفضح بطلان الأباطيل الإسرائيلية التي لا يزالون يروجونها حول أسطورة هيكل كان ذات يوم تحت المسجد الأٌقصى ، و الحديث يطول حول هذا الموضوع ، و على عجالة أقول لقد استوقفني المشهد التاريخي المتفق عليه و الذي يقول إن القائد الرومي ( هدريان ) قد اقتحم القدس و حرثها بالمحاريث حتى أنه لم يبق حجراً على حجر و لذلك لي أن أتساءل : من أين جاء الادعاء الإسرائيلي الكاذب أن حائط الأقصى المبارك الغربي هو من بقايا الهيكل الثاني ؟ ، علماً أن هدريان لم يبق حجراً على حجر من أي بناء في كل القدس الشريف عندما قام بحرثها بعد أن احتلها القائد ( طيطس ) الرومي ، و هل يصدق مجنون أن هدريان قد حرث كل الأبنية إلا أنه تعمد عن سبق إصرار أن يحتفظ فقط بحائط واحد للهيكل الثاني ، حتى يقال بعد ذلك أن هذا هو حائط المبكى الذي تبقى من الهيكل الثاني ؟ أي هراء هذا ؟! و أي ضحك على العقول ؟! و مع ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية قد تنكرت لكل ذلك ، و ها هي لا تزال تحشد قواتها المدججة بالسلاح في الساحة الملاصقة لحائط الأقصى المبارك الغربي مدعية ادعاء ً سمجاً باطلاً أن هذا الحائط هو حائط المبكى و أن هذه الساحة هي ساحة المبكى .
10- و في سياق إثبات بطلان دعوى اليهود في المطالبة بإعادة بناء هيكل سليمان يشير الأستاذ سعيد العاني في بحثه ( هيكل سليمان حقيقة أم خيال ) إلى أن سليمان بن داود عليه السلام ليس يهودياً ، فقد ورد في كتاب العهد القديم ، و في سفر صموئيل الثاني بالذات ، أن أمه ( بتشيع ) ليست يهودية الأصل ، و لا شك أن النبي سليمان عليه السلام ما كان ليحصل على إعتراف الجهات الدينية الرسمية به كيهودي ، لو وجد بيننا اليوم و ذلك لأن الديانة اليهودية تحرم تماماً الاعتراف بيهودية أبناء من أمهات غير يهوديات .

لكن الغرابة تظهر في دعوى اليهود و تشددهم القاضي بضرورة هدم الأقصى الشريف لبناء هيكل سليمان ، فمن جهة ( و بحسب اعتقادهم ) تم بناء الهيكل على يد رجل لا ينتمي للديانة اليهودية بصلة ، فأمه ليست يهودية ، كما أنه مات على الكفر بزعمهم !! و من جهة أخرى تؤكد الحقائق أن المسجد الأقصى تم بناؤه على يد إبراهيم عليه السلام قبل بناء هيكل سليمان ب 1000عام ! فكيف بني الهيكل تحت حرم قائم قبله ب 1000عام و ما زال بحفظ الله ؟!
لقد أكد علماء الآثار عدم وجود أي دلائل على أن الهيكل كان على أرض المسجد الأقصى و قبة الصخرة ، فهذه الحفريات التي بدأ ت في أواخر 1967م و ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا لم تتمكن من إثبات دعواهم ، و كل ما وصل إليه علماء الآثارمن خلال تلك الحفريات آثار أموية و رومانية و بيزنطية ، هذا ما صرح به عالم الآثار الأمريكي ( غوردن فرانز ) الذي أمضى عامين في أعمال الحفريات في القدس ، و هذا ما أكده مصمم ( مجسم الهيكل ) ( إيغي يوناه ) بقوله : لا أعرف مكان الهيكل و لا أحد يعرف ، كل ما أعرفه أن كل هؤلاء الذين يقولون إنهم يريدون الهيكل ، إنما يريدون في الدرجة الأولى تدمير المسجد !
نعم .. إن بناء الهيكل ليس هدفاً يهودياً ، بل هدم المسجد الأقصى و قبة الصخرة هو هدف أولئك ! فإلغاؤهما من الوجود هو إلغاء لتطلعات المسلمين لمقدساتهم ، و لتحريرهم للأرض المقدسة ..!!


نعم ، لقد أعطى الله تعالى هذه الأرض لبني إسرائيل عندما كانوا يمثلون أمة التوحيد في الأزمان الغابرة ، و لا نخجل أو نتردد في ذكر هذه الحقيقة و إلا خالفنا صريح القرآن ، من ذلك قول موسى عليه السلام لقومه كما ذكر ذلك القرآن الكريم ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم و لا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) ( المائدة 21 ) فلما كفروا بالله و عصوا رسله و قتلوا الأنبياء حلت عليهم لعنة الله تعالى ، و تحولت شرعية حكم الأرض المقدسة إلى الأمة التي سارت على منهج الأنبياء و هي أمة الإسلام .

و لليهود محطات و اعتداءات حاولت و تحاول من خلالها تهويد القدس و هدم الأقصى نذكر منها :

1- 28/1/2007 – كشفت الأقصى لإعمار المقدسات بتاريخ 28/ 1 / 2007 عن قيام جمعية إلعاد الإسرائيلية و بواسطة سلطة الآثار الإسرائيلية بحفر نفق جديد يبدأ من أسفل منطقة عين سلوان ، تمر بمحاذاة مسجد عين سلوان و تحت أرض وقفية مسيحية ، و يتجه النفق مئات الأمتار حتى يصل إلى الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى أسفل مبنى المتحف الإسلامي الواقع داخل المسجد الأقصى المبارك .

2- 15/1/2007 – هناك حفريات إسرائيلية جديدة أقصى ساحة البراق في حارة المغاربة تقوم بها سلطة الآثار و على مساحة واسعة ، حيث ظهرت و بشكل واضح آثار لمبان عربية و إسلامية كثيرة من حقب تاريخية قريبة و بعيدة المدى من الفترة العثمانية و العهود الإسلامية التي سبقتها كالفترة المملوكية و الأيوبية ، و اللافت أن الجرافات الإسرائيلية قامت بهدم بعض الأبنية و إزالتها من المكان ، و واكب هذا الحديث عن هدم طريق المغاربة ما يشير إلى نوايا خبيثة محددة

3- 10 / 1/2007 كشفت مؤسسة الأقصى عن بداية بناء لكنيس يهودي جديد يبعد عن المسجد الأقصى 50 متراً فقط تقوم به جمعية ( عطيرات كوهنيم ) اليهودية و يقام الكنيس على أرض وقفية تابعة ل ( حمام العين ) الذي يبعد أمتاراً عن مدخل حائط البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك ، علماً أن الوثائق التاريخية و الإسلامية تؤكد أن حمام العين هو حمام و بناء مملوكي أنشأه الأمير تنكز الناصري سنة 737هجرية / 1337م ، و أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون ، و أن الجزء الأكبر من وقف حمام العين و ريعه وقف لمصلحة المكتبة الخالدية المشهورة بالقدس الواقعة في المنطقة المجاورة للحمام ، و ذلك في عام 1900م ، و تدل على ذلك وثائق المحكمة الشرعية في القدس .

4- تم الكشف عن عمليات حفر كبيرة في هذه المنطقة السابقة ( حمام العين ) ، و أن الحفريات الإسرائيلية عميقة جداً يتجاوز عمقها ال 25متراً تحت الأرض ، و بعرض يتجاوز 30 متراً باتجاه جنوب شمال و بطول لا يقل عن 40 متراً باتجاه باب المطهرة _ أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك _ بما يعني أن هذه الحفريات لا تبعد إلا أمتاراً قليلة عن باب المطهرة و أسوار المسجد الأٌقصى الغربية .

5- الحديث عن هدم طريق المغاربة بدأ في 16/12/2006م لكن الهدم بدأ في 7 فبراير 2007م بدعوى الاستعجال ببناء جسر علوي جديد محاذي للجدار الغربي للمسجد الأٌقصى ، و الخطورة هنا أن هذا الجسر الجديد يوصل إلى باب المغاربة و الذي يشكل المدخل الرئيسي لاقتحامات القوات الإسرائيلية و الجماعات اليهودية للمسجد الأٌقصى ، و بحسب مصادر صحفية إسرائيلية فقد دعت هذه الشخصيات و المؤسسات و من بينها الراب ( شموئيل ربنوفيتس ) و مهندسين من صندوق إحياء تراث المبكى ، و آخرين ، و إلى هدم طريق باب المغاربة ليتسنى لهم مباشرة بناء الجسر المذكور و أكدت سلطة الآثار الإسرائيلية أنه بالفعل سيتم هدم طريق باب المغاربة ، و تجاهلت الجهات الإسرائيلية القيمة الدينية و التاريخية و العمرانية و الحضارية لهذه الطريق معتبرين إياه مجرد أكوام من التراب .!!

- نبذة عن باب المغاربة :
يعد باب المغاربة هو أقرب الأبواب إلى حائط البراق ، و كان في البداية باب صغير ثم تم توسيعه قرب الباب من حي العرب المغاربة الذين قدموا من شمال إفريقيا ، هو السبب في تسمية الباب بهذا الاسم .

أيام الحكم الأردني ( 1948-1967م) تم توسيع الباب لتمكن العربات من الدخول و لكن لم يكن هذا هو الترميم الأخير الذي مر به الباب بعد توحيد المدينة ، و يوجد على الباب من الخارج قوس يشبه الوسائد الحجرية و فوقه زخرفة مستديرة بشكل وردة ، و في مركز القوس نجمة داود .

- يوجد باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأٌقصى المبارك ، و يوصل إليه بطريق صاعدة أقيمت فوق تلة ترابية ترتفع حتى تلاصق جدار الأقصى ، و لهذا فإن هذا الطريق و هذه التلة تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الأقصى المبارك ، و يستخدم الطريق ممراً إلى الأٌقصى للمصلين القادمين من باب المغاربة الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي يقع فيها و التي عرفت على مر التاريخ بحي المغاربة حيث رابط المغاربة الذين قدموا القدس منذ الفتح الصلاحي عام 1187م/ 583هجرية , غير أن الصهاينة و منذ احتلالهم القدس عام 1967م استولوا على حي المغاربة خاصة و أنه يشرف على حائط البرا ق ( يطلق عليه اسم حائط المبكى ) الشهير في المسجد الأقصى المبارك و الذي يدعون أنه جزء من الجدار الغربي لمعبدهم / هيكلهم المزعوم . و من ثم دمروا المنطقة تماماً و سووها بالأرض و حولوها إلى ساحة باسم ساحة المبكى ، في إطار سعيهم لتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك ، و تغيير المعالم الإسلامية في القدس و الأقصى . كما و منعوا المسلمين منذ ذلك الحين من الوصول إلى حائطهم العزيز ، منعوهم من استخدام باب المغاربة ، حيث صادر الصهاينة مفاتيح هذا الباب التاريخي الذي يجاور موضع الصلاة الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك منذ بدء الاحتلال .. و لم يقف الأمر عند هذا الحد ، فتحت ستار البحث عن آثار المعبد المزعوم ، انطلقت الحفريات الصهيونية في ساحة البراق ، ( حي المغاربة سابقاً ) و امتدت تحت الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك إلى ما داخل المسجد ، كما فتحت أنفاق امتدت بطول الجدار الغربي للأقصى و أقيم في بعضها كنس يهودية أيضاً ! .. كل ذلك أدى إلى انهيار جزء من طريق المغاربة في شهر شباط عام 2004 م .
- و بدلاً من ترميم الجزء المتساقط ، أو ترك الأوقاف الإسلامية لتقوم بواجب ترميمه ، أعلن الصهاينة العام الماضي عزمهم هدم الطريق الأثرية كلها ، في أضخم انتهاك للمسجد الأقصى المبارك منذ الاحتلال لو تم . فالطريق و التلة الترابية ، فضلاً عن كونهما جزءاً لا يتجزأ من الأقصى لملاصقتهما جداره الغربي ، تعتبران كذلك دعامة أساسية لهذا الجدار ، مما يعني أن عمليات الهدم المستهدفة هذه ستؤدي إلى تخلخل أساسات المسجد الأقصى المبارك . و تأتي مساعي هدم طريق باب المغاربة ضمن مخططات صهيونية لإحداث توسعة وصفت بأنها الأكبر لساحة البراق الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك ، و تشمل بناء جسر بديل في هذه الساحة يقود إلى باب المغاربة ، و منه إلى الأقصى ، حتى يمكن لشرطة الاحتلال اقتحامه في أي وقت و بسهولة .

6- 3 /1/2006 – تم الكشف عن كنيس إسرائيلي جديد و حفريات متواصلة و بناءات إنشائية تحت المسجد الأقصى المبارك ، و اعتبر الشيخ عكرمة صبري _ مفتي القدس و الديار الفلسطينية و رئيس الهيئة الإسلامية العليا _ حينئذ أن الخطرعلى المسجد الأقصى قد بلغ أقصى درجات الخطورة مؤكداً على إقامة المؤسسة الإسرائيلية غرفاً جديدة تحت الأقصى تعرض التاريخ اليهودي المزعوم .
كما تحدث الشيخ رائد صلاح في مؤتمر صحفي بأن مصمماً يسمى ( الياف نحليئيلي ) قام على مدار السبع سنوات الماضية بإقامة متحف يضم سبع غرف تحت المسجد الأقصى و اجتهد معتدياً أن يجسد من خلال هذه الغرف ما يدعي بقوله أنه تاريخ الشعب الإسرائيلي قديماً و حديثاً ، لقد صممت هذه الغرف حيث حملت كل غرفة رمزاً معيناً كمراحل ما يدعيه من تاريخ الشعب الإسرائيلي قديماً و حديثاً .
يدعى هذا المتحف ب ( متحف الأجيال ) ويقع أسفل المسجد الأقصى في مناطق الحفريات عند الجدار الغربي للأقصى ( ساحة البراق ) و هذا المتحف يضم سبع غرف أسفل محيط المسجد الأقصى المبارك تشرح للأجيال اليهودية حسب زعمهم تاريخ شعب إسرائيل


7- أيضاً سبق هذا العام الماضي الكشف عن نفق إسرائيلي جديد في منطقة سلوان يرتبط طرفه الآخر أسفل المسجد الأقصى و هو بعمق أكثر من 12م و تقوم به جمعية ( إلعاد ) اليهودية و هذا النفق يكشف أوله ، أما استمراره فمخفي بحاجز خشبي ، إلا أن الملاحظ أن عملية الحفريات مستمرة و بعدة اتجاهات ، تشعب هذه الأنفاق و عمقها أدت إلى انهيار ترابي كبير تحت ساحة مسجد عين سلوان ، في حين تحدث مصادر إسرائيلية أن أرضية النفق المذكور هو جزء من الطريق الهيرودياني و أن عملية الحفريات فيه كشف عن آثار للتاريخ العبري المزعوم من عهد الهيكل الأول و الثاني !!

7- يسعى الإسرائيليون إلى تهويد الحارات المحيطة بالمسجد الأٌقصى المبارك ، مثال ذلك : حارة الشرف ، حارة فلسطينية كاملة ، و الآن مع كل أسف نجح الصهاينة في تهويدها و أطلقوا عليها اسم حارة اليهود .
8- وزارة السياحة ، و منذ احتلال إسرائيل المدينة المقدسة ( القدس ) عام 1967م عملت على تضليل الأفواج السياحية القادمة من مختلف أنحاء العالم و تغييب التاريخ الإسلامي الممتد على مدار أربعة عشر قرناً من الزمان في المدينة بشكل عام و في المسجد الأٌقصى بشكل خاص ، حيث منعت المرشدين السياحيين من العرب من مزاولة مهنة الإرشاد السياحي و عدم إعطاء رخصة مزاولة إلا للمرشدين السياحيين من اليهود .
9- تنشط في الفترة الأخيرة ما يسمى منظمة ( نساء من أجل الهيكل ) و هي منظمة يهودية نسائية تقوم بنشاطات متواصلة تهدف إلى رفع مستوى الاهتمام النسوي و المشاركة في ترويج فكرة وجوب بناء الهيكل الثالث المزعوم ، و من أجل ذلك تقوم هذه المنظمة بعقد حلقات بيتية و دروس أسبوعية و مؤتمرات نسائية جماهيرية ، فقد قامت حتى الآن بأربع مؤتمرات حاشدة ، و تركزت جل هذه النشاطات حول وجوب بناء الهيكل الثالث المزعوم . و هذه المجموعة من النساء يسكن بعضهن في القدس المحتلة و بعضها في المستوطنات التي أقيمت على أرض الضفة الغربية المحتلة . و هي تقوم كذلكً بجمع التبرعات و خاصة المصاغ الذهبي من النساء موضحة بأن الذهب يصاغ من جديد بما يدعى ( معهد الهيكل ) لصناعة أدوات الهيكل الثالث المزعوم ، و تعتبر ( تسيبوراه فيل ) إحدى المؤسسات لهذه المنظمة و التي تسكن في شقة على جبل الزيتون المواجه للمسجد الأقصى و تقول : أنا غير مستعدة للاكتفاء بالصلاة في المسجد الأقصى بل لابد من بناء الهيكل الثالث بأسرع وقت . و تضيف : في الحقيقة عندما أنظر إلى وجهة المسجد الأقصى _ جبل الهيكل كما تقول زوراً و بهتاناً _ فإنني في الحقيقة لا أرى قبة الصخرة الصفراء بل أرى الهيكل الثالث و قد بني . في إشارة واضحة إلى الهوس و الحمى التي وصلت إليه مثل هذه المجموعات.
و ترى ( تسيبوراه ) و غيرها أن العمل من أجل إقامة الهيكل الثالث المزعوم هو الأمر المركزي و الجوهري في حياتهن و أنهن المكملات الحقيقيات للصهيونية ، من أجل ذلك تسعى هي و الأخريات في منظمة ( نساء من أجل الهيكل ) إلى توزيع النشرات و المطويات الشارحة و الداعية إلى أهمية و وجوب بناء الهيكل الثالث المزعوم ، و تعتبر أن المحور المهم و الأساس الذي يجب العمل على تحقيقه هو بناء الهيكل و ليس زيادة حائط المبكى _ حائط البراق _ فحسب ، فإن بناء الهيكل يعطي الكيان الصهيوني قوة روحية و سياسية و اقتصادية ، و من أجل ربط العنصر النسائي بفكرة الهيكل تضغط منظمة ( نساء من أجل الهيكل ) على رجالات الدين اليهود بإصدار فتوى تجيز للمرأة اليهودية بزيارة المسجد الأقصى في وضعه الحالي _ أغلبية رجال الدين عندهم لا يجيزون ذلك حتى الآن _ بل إن هذه المنظمة تدعو العرائس اليهوديات بجعل زيارة المسجد الأٌقصى أحد مراسيم يوم الزفاف و هو ما حدث بالفعل في أكثر من مرة ، حيث زارت العرائس اليهوديات المسجد الأقصى في صبيحة يوم زفافهن بمشاركة مرافقات ، و اعتبرن ذلك أحد مراسيم حفل الزفاف و العرس .
10- و من الضروري أن نعلم أن مظاهر تواصل اعتداء المؤسسة الإسرائيلية على المسجد الأقصى لم تتوقف ، فها هي ذا تواصل القيام بحفرياتها حتى الآن تحت المسجد الأٌقصى مباشرة ، و ها هي تمنع إدخال أي مواد إعمار إلى المسجد الأقصى المبارك لمواصلة إعماره و صيانته ، و ها هي تقوم بوضع آلات تصوير علنية و سرية حول كل المسجد الأقصى لرصد تحركات وفود المسلمين و المسلمات في المسجد الأقصى ، و ها هي تقوم بتمديد شبكة تيار كهربائي على امتداد أكثر من جهة من محيط المسجد الأقصى خاصة الجهة الغربية بهدف أن تشغل هذه الشبكة كلما دفعتها مزاجيتها الاحتلالية ، و عندها سترسل هذه الشبكة موجات كهربائية مؤلمة و مؤذية لكل الأهل المرابطين في المسجد الأقصى ، و ها هي المؤسسة الإسرائيلية باتت تمنع كل يوم جمعة كل من هو دون الخمسة و الأربعين عاماً من دخول المسجد الأقصى ، و ها هي باتت تصدر فرمانات احتلالية لمنع من تشاء من دخول المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد ، و لقد وصل عدد الممنوعين إلى ما يزيد عن الخمسمائة ، و ها هي فرضت إدخال المجتمع الإسرائيلي بقوة السلاح إلى المسجد الأٌقصى يومياً باسم فتح باب السياحة ، و ها هي من خلال محكماتها العليا صادقت على دخول المجموعات اليهودية الإرهابية أمثال أمناء جبل الهيكل إلى المسجد الأٌقصى ، و لا تزال تواصل عداءها .


يمكن لنا أن نساهم في الدفاع عن القدس ، من خلال كثير من الأعمال الصالحة المثمرة منها :

1- تزويد أنفسنا و أطفالنا بالمعلومات و الحقائق عن القدس و ما تتعرض له من أخطار و عمليات طمس الملامح العربية و الإسلامية ، و فرض الطابع الصهيوني على البلدة القديمة و كل أحياء القدس .
2- إدخال مواد عن القدس في مناهج المدارس على مستوى وطن العرب و بلاد المسلمين .
3- إضافة قسم جديد تحت اسم ( قسم القدس ) في مكتبات فلسطين ، و وطن العرب و بلاد المسلمين . و أن يشمل وثائق و صور و معلومات .
4- زراعة شجرة في القدس .
5- المساهمة في بناء منزل في القدس .
6- المساهمة في تعليم تلميذ في مدارس القدس .
7- المساهمة في تعليم طالب في جامعة القدس .
8- المساهمة في تزويج شاب في القدس .

إن قضية القدس و المسجد الأقصى المبارك هي قضية كل مسلم ، و هي أمانة في أعناقنا ، فلنبذل في سبيل ذلك ما نستطيع ، و الله معنا و لن يردنا خائبين بإذنه تعالى .

http://www.israj.net/vb/t9899/

 
المسجد ليس المكان المرتفع كما جاء في المقال بل هو اسم المكان بغض النظر عن البناء ,وابراهيم على الأرجح ليس أول من بنى المسجد الحرام :
{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }

وقد بين الله له موضع البيت بعدما كبر اسماعيل عليه السلام : {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود }

والنبي صلى الله عليه وسلم قدم المسجد الأقصى وكان مكان البناء وكانت اليهود قد جعلت الصخرة مزبلة نكاية باليهود .

أما هيكل سليمان فنحن نقول أن الأنبياء كانوا مسلمين لربهم وأن الوعد قد أتى لبني اسرائيل بخراب المسجد مرتين وقد حدث الخراب الأول قبل سليمان عليه السلام أيام السبي البابلي والذي أعادهم الى فلسطين الملك طالوت وكان داود عليه السلام من جنده وهو من قتل جالوت .
أما هيكل سليمان الذي تدعيه اليهود فلا نعلم أيقصدون به المسجد أم بناء خاص بسليمان . وعلى أي حال فإن الخراب الثاني كان بتدمير كل شيء حتى لم يبقى حجر على أثر .
وهذا بخلاف قوله أن المسجد تسمية اسلامية بعد نبوة محمدصلى الله عليه وسلم والآية واضحة :{فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا }
 
( المسجد الذي دخله أولئك المبعوثين أول مرة وخربوه ونهبوا محتوياته ). انتهى كلامه بنصه
شكرا على مداخلات الأعضاء الكرام إلا أني سأنحى بالموضوع منحى آخر - مع أن المقال فيه عدة مناحي تستحق النقاش-
وهو في كلامه عن الوعد الأول المذكور في سورة الإسراء
لم يرد في القرآن عن أولئك أنهم خربوا المسجد ونهبوا محتوياته فما دليله على ما كتبت يده
وفي رأيي أن أصحاب الوعد الأول كانوا على الإسلام وفي تصوري أنهم صحابة رسول الله والله أعلم بمراد كلامه.
والسلام عليكم
 
إلى كل من شارك في هذا الموضوع من مشايخنا الأفاضل بارك الله فيهم ونفع بمشاركاتهم جزاكم الله خيرا,سأرسل لكلٍ منكم على الخاص رسالة بها طلب وفي ضوئها نعيد النظر في كلام الباحث.
شكر الله لكم.
 
عودة
أعلى