أريد أفضل تفسير يجيب على تساؤلاتي حول سورة الصافات .

إنضم
8 يناير 2012
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية
بسم1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك عدة تسؤلات أثيرت في ذهني وأنا أحفظ سورة الصافات ، فمن ذلك :

- ما الحكمة من اللفظ بقول الله تعالى ( فاجعلناهم الأسفلين ) في سورة الصافات ، بينما في سورة الأنبياء ( الأخسرين )

كنت سأقول ما الحكمة من التعبير ...
ولكن اعتقد أنه لا يجوز عقديا .. فأتمنى توجيهي للفظ الصحيح .


- نهاية كل قصة أثنى الله على نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس عليهم السلام ولم يكن ذلك الأسلوب القرآني مع لوط ويونس ؟ هل هناك حكمة ظهرت للمفسرين ؟


- الوجه الأخير عجيب جدا ..
كان يخاطب المشركين عن قضية افترائهم ونسبة الولد لله تعالى ( ..... ما لكم كيف تحكمون )
ثم حكى الله عن الملائكة ( وما منا إلا له مقام معلوم .... )
ثم التفات للغائب ( وإن كانوا ليقولون ... )

لم أستوعب هذا الأسلوب العظيم .. ليت أحد المشايخ يفيدني .

- ما الحكمة من تكرار الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم بالتولي والابصار ؟ والفرق بين وأبصرهم وأبصر ؟

وجزاكم الله خيرا ..
 
الفاضلة أم البراء الفاتح
أما قول الله تعالى : {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ }[الصافات:98]
فيقول الشعراوي في تفسيره : " ومعنى { فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ } [الصافات: 98] أي: في هذا المقام. وفي هذا الموقف الذي فعلوه بإبراهيم، فليسوا الأسفلين لأنهم كفار، إنما (أسفلين) لأنهم تعالَوْا على إبراهيم وتمكَّنوا منه، وقدروا على إلقائه في النار فعلاً وهي مشتعلة، وظنوا ساعتها أنهم هم العالون. "
أما ما جاء في سورة الأنبياء فيقول عنه الشعراوي في تفسيره : " ثم قول تعالى: { فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } [الأنبياء: 70] والأخسرون جمع أخسر، على وزن أفعل؛ ليدل على المبالغة في الخُسْران، وقد كانت خسارتهم في مسألة حَرْق إبراهيم من عِدَّة وجوه: أولاً أن إبراهيم عليه السلام لم يُصِبْه سوء رغم إلقائه في النار، ثم إنهم لم يَسْلَموا من عداوته، وبعد ذلك سيُجازون على فِعْلهم، هذا في الآخرة، فأيُّ خُسْران بعد هذا؟ "
وأما باقي الأسئلة التي تتساءلين عنها ، فعليك بتفسير الشعراوي ، فربما تجدين فيه ما تريدين .
أما عن تساؤلك عن اللفظ أو التعبير :
أما (التعبير) فيقول عنه فاضل السامرائي في كتابه التعبير القرآني : " لا خلاف بين أهل العلم أن التعبير القرآني تعبير فريد في علوه وسموه ، وأنه أعلى كلام وأرفعه . وأنه بهر العرب فلم يستطيعوا مداناته والإتيان بمثله مع أنه تحداهم أكثر من مرة . "
وأما (اللفظ) فمفردة لا تليق بكلام الله ، رغم أن العديد من الدارسين يستعملونها في كتاباتهم . ففي الإبانة لأبي حسن الأشعري : "فإن قال قائل : حدّثونا عن اللفظ بالقرآن كيف تقولون فيه ؟ قيل له : القرآن يُقرأ في الحقيقة ويُتلى ، ولايجوز أن يُقال : يُلفظ به ، لأن القائل لا يجوز له أن يقول : إن كلام الله ملفوظ به، لأن العرب إذا قال قائلهم : لفظت باللقمة من فمي فمعناه : رَمَيْتُ بها ، وكلام الله تعالى لا يقال : يُلفظ به ، وإنما يقال : يُقرأ ، ويُتلى ، ويُكتب ، ويُحفظ "
والله أعلم وأحكم
 
- نهاية كل قصة أثنى الله على نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس ولم يكن ذلك الأسلوب القرآني مع لوط ويونس ؟ هل هناك حكمة ظهرت للمفسرين ؟


*في سورة الصافات مع كل الأنبياء يقول (سلام على) ولم يقل ذلك في لوط ويونس فما دلالة هذا؟
د.فاضل السامرائى :
لما ننظر في قصة يونس الواردة في الصافات، هو ذكر عنه عدم الأَوْلى من فعله قال (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)) أبق أي فر هارباً، (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)) مليم يعني أتى فعلاً يستحق اللوم أما مُلام يعني أنت تلومه، هذا إسم مفعول، مليم إسم فاعل من ألام إذا فعل فعلاً يُلام عليه، يستحق اللوم. ربنا قال عن فرعون (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) الذاريات). وقال (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ (145)) لما ذكر عدم الأولى والمؤاخذات عليه هل يقول (سلام على يونس)؟! يعني لا يناسب بعد ذكر هذه المؤاخذات أن يقال له (سلام على يونس). وهو أدخلهم فيما بعد حينما فقال (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)) فدخل فيه يونس ولوط، هذا بالنسبة ليونس. أما بالنسبة لوط فإن قومه فعلوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين وهي حساسة يستحى من ذكرها ولا تكاد تذكر، لوط لم يؤمن به أحد من قومه إلا امرأته فلم ينجو من قومه أحد يذكره بالخير فيما بعد، كلهم أهلكوا وما نجا إلا هو وابنتاه فقط فلا يستقيم أن يقال (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) من الذي سيذكره؟ لا أحد فقال تعالى (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ). هذه مسألة والمسألة الأخرى نرى ماذا ذكر تعالى في لوط في الصافات نفسها لم يذكر أنه دعا قومه إلى شيء ولا حمل رسالة إليهم بخلاف الذين ذكر فيهم ذلك، كل ما قال في لوط (وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137)) لم يذكر أنه دعا قومه إلى شيء بينما الآخرين ذكر دعوتهم، إبراهيم دعا قومه وحاولوا حرقه لكن ما ذكر هذا مع لوط (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)، ما ذكره في لوط ليس مثل الأنبياء الآخرين. (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) َاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)) ذكر دعوته فقال (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)). يقال أيضاً نوح لم يذكر معه هذا وإنما قال (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77)) جعل ذريته هم الباقون والذرية تذكره فقال (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) إضافة إلى أنه قال (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)) نادانا يعني دعانا، ولم يذكر مع لوط انه دعا، من هو نعم المجيب؟ ربنا سبحانه وتعالى فمن نعمة الإجابة أن يترك عليه في الآخرين. ليس فقط أجبنا وإنما نعم المجيب، دعا وربنا أجاب ونعم المجيب فقال (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ).
 
عودة
أعلى