أرجو الرد في أسرع وقت " اعجاز القرآن في المقاطعة

إنضم
26/05/2003
المشاركات
284
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الإمارات - الشارقة
بسم الله الرحمن الرحيم

(( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ))

هذه الآية رقم ( 57 )

من سورة الاحزاب

وهو الرقم التسلسلي التجاري لجميع المنتجات الدانماركية !!!

فهل بعد القرآن من بيان واعجاز !!!

أرجو بيان هذا الأمر وفقكم الله
 
أخي الكريم
سأحيلك فوراً لمقال ماتع لفضيلة الشيخ خالد السبت حفظه الله حول الإعجاز العددي في القرآن، رداً على دعوى الإعجاز القرآني في حادثة مركز التجارة في أمريكا ...
http://www.islamselect.com/index.php?ref=838&pg=mat&CR=20&ln=1
وأنقله بكامله هنا للتسهيل:
دعوى الإعجاز القرآني في حادثة مركز التجارة في أمريكا

خالد بن عثمان السبت



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،

فقد كثر السؤال عن ورقة تداولها الناس، كما نشر مضمونها في الشبكة العنكبوتية، وحاصلها: الربط بين آية من سورة براءة، وبين ما حدث لبرجي التجارة في أمريكا، ومع تهافت محتوى تلك الورقة في ميزان العلم الصحيح إلا أن كثيراً من الناس اغتروا بها، واعتبروا ذلك من أدلة إعجاز القرآن حيث أخبر عن هذا الأمر قبل وقوعه بما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان !!! وفي آخر الورقة حث على تصويرها ونشرها !

وقد عجبت من جرأة كاتبها على الله، وعلى كتابه، والله يقول:} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(33){ [سورة الأعراف]. وقال: }قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ(69){ [سورة يونس]. وقال:} إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ(105){ [سورة النحل].

ولما كان إيمان السلف رضي الله عنهم وافراً وعلومهم راسخة؛ اشتد تحرجهم من القول على الله بلا علم، وكانوا أبعد الناس عن التكلف:

◄ فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ على المنبر:} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31){ [سورة عبس]. فقال:" هذه الفاكهة عرفناها فما الأب ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال:" إن هذا لهو التكلف يا عمر !! "[إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور في تفسيره، والحاكم والبيهقي في الشعب]. وفي رواية عن أنس رضي الله عنهم قال:" كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي ظهر قميصه أربع رقاع، فقرأ:} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31){ [سورة عبس]. فقال: فما الأب؟ ثم قال: إن هذا لهو التكلف !! فما عليك أن لا تدريه ؟"[ إسناده صحيح . أخرجه عبد بن حميد في تفسيره، وابن سعد، وابن جرير، والبيهقي في الشعب، وأصله في البخاري-مختصرا- ].

◄ وهذا ابن عباس حَبْر الأمة وترجمان القرآن – كما روى عنه ابن أبي مليكة – أنه:" سُئِل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير]. وسأله رجل عن:} يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ(5) {[سورة السجدة]. فقال له ابن عباس: فما:} يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ(4) {[سورة المعارج] فقال له الرجل: إنما سألتك لتحدثني !! فقال ابن عباس:" هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما" [إسناده صحيح .أخرجه أبو عبيد، وابن جرير].

◄ وهذا جندب بن عبدالله رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه طلق بن حبيب، فيسأله عن آية من القرآن، فقال:" أُحَرِّج عليك إن كنت مسلماً لَمَا قمت عني – أو قال – أن تُجالسنى" [إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير، ولعل السائل أورد عليه مسألة مُتَكَلَّفة وإلا فمن المعلوم أن السؤال عما يعني في التفسير وغيره أمر غير مٌستنكر].

ولم يكن هذا الورع والتحرز مقتصراً على الصحابة رضي الله عنهم بل كان خٌلقاً لمن جاء بعدهم من أهل الرسوخ والتٌقى:

◄ فهذا سعيد بن المسيب رحمه الله- وهو من خيار علماء التابعين- يٌسئل عن تفسير آية من القرآن فيقول:" إنا لا نقول في القرآن شيئاً"[ إسناده صحيح . أخرجه أبن جرير وابن سعد]. وذكر عنه يحي بن سعيد أنه:" كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن"[ إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد وابن جرير]. وسأله رجل عن آية من القرآن، فقال:" لاتسألني عن القرآن..."[ إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد وابن جرير وابن أبي شبية] .

◄ وقال يزيد بن أبي يزيد:: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحرام والحلال وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأنه لم يسمع"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير].

◄ وأخرج ابن جرير عن عبيد الله بن عمر قال:" أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبيد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع"[ إسناده صحيح].

◄ وقال هشام بن عروة بن الزبير:" ما سمعت أبي يؤول آية من كتاب الله قط"[ إسناده جيد . أخرجه أبو عبيد].

◄ وسأل محمد بن سيرين عَبِيْدة السلماني عن آية من القرآن، فأجابه بقوله:" ذهب الذين كانوا يعلمون فِيْم أُنزل القرآن، فاتق الله وعليك بالسَّداد"[ إسناده صحيح أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب].

◄ هذا إبراهيم النخعي يقول:"كان أصحابنا – يعنى أصحاب ابن مسعود كعلقمة والأسود وغيرهم من أصحاب ابن مسعود – يتقون التفسير ويهابونه"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن أبي شبية، والبيهقي في الشعب، وأبو نعيم في الحلية].

◄ قال الشعبي رحمه الله:"والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله عز وجل"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير].

◄ قال مسروق:"اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله" [إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد].

◄ هذا شيخ الاسلام ابن تيمية مع تبحره في العلم، وسعة اطلاعه حتى أنه إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحَكَم بأن لا يعرفه أحد مثله، وله يد طولى في التفسير، مع قوة عجيبة في استحضار الأدلة من الكتاب والسنة [انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 706] . مع هذا كله، كان يرحمه الله يقول:"ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني" [العقود الدرية ص26، وهو في الكواكب ص 78].

◄ هذا طرف يسير من شدة تحرزهم في الكلام على التفسير، وأما ما ورد عنهم من عظيم الورع في الفتيا والجواب على المسائل الموجهة إليهم؛ فهذا أمر يطول وصفه، ولا تحتمله هذه المقدمة .[ للتوسع انظر على سبيل المثال: سنن الدرامي 1/53 فما بعدها، الموافقات 4/286] .

◄وبعد هذا أقول: أين حال هؤلاء المجترئين على الله تعالى من حال هؤلاء السلف رضي الله عنهم؟

أما الرد على مضمون تلك الورقة المشار إليها فمن ثمانية أوجه، هي:

الأول: أن مدار هذه الفرية يعود إلى ما يسمونه بـ:" الإعجاز العددي في القرآن " . وهذا النوع من الإعجاز باطل جملة وتفصيلاً، إذ لم يكن معهوداً لدى المخاطبن بالقرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الأمة بكتاب الله، وأبرها قلوباً، وأكثرها صواباً، فلم ينُقل عن أحد منهم بإسناد صحيح شئ من هذا القبيل إطلاقاً، ولو كان هذا من العلم المعتبر لكانوا أسبق الناس إليه، وأعلم الأمة به، وذلك أن هذا الأمر لا يتطلب آلات وتقنيات حتى يتمكن الإنسان من اكتشافه، وإنما هو مجرد إحصاء وعدد، وهذا أمر لا يُعْوِز أحداً، وقد عدَّ السلف جميع كلمات القرآن، وجميع حروفه، وعرفوا بذلك أعشاره، وأرباعه، وأثلاثه، وأخماسه، وأسداسه، وأسباعه وأثمانه وأنصاف ذلك كله، وغير ذلك بدقه متناهية كما هو معروف في محله [انظر في ذلك على سبيل المثال: فنون الأفنان لابن الجوزي، البرهان للزركشي، الاتقان للسيوطي 1/197، جمال القراء للسخاوي 1/231].

فكيف خفي عليهم هذا العلم جملة وتفصيلاً وعرفه من بعدهم؟ هذا لا يكون أبداً، وما يذكره بعضهم من أمثلة على هذا الإعجاز المزعوم كثير منه لا يصح فيه العد أصلاً – كما في موضوعنا هذا كما سيأتي – وما كان العد فيه صحيحاً فإنه ما يُذكر معه إنما هو من باب الموافقة والمصادفة، ولا يعجز الإنسان إذا أحصى أموراً كثيرة مما ورد في القرآن – مثلاً – كعدد المرات التي ذكرت فيها الجنة، والنار، والبر، والأبرار، والخير، والشر، والنعيم، والجزاء، والعذاب، والمحبة، والبغض، والكفار، وأصحاب الجنة، وأصحاب النار، والمؤمنون، والكفار، والمنافقون، والكفر، والإيمان، والنفاق ... الخ.

فإذا أحصيت ذلك كله ستجد أشياء منه تستطيع أن تلفق منها بعض الفِرَى، فقد تتساوى بعض الأعداد، أو يكون بعضها على النصف بالنسبة لغيره، وهكذا مما لا يعجز معه أهل التلبيس من إيجاد وجوه للربط بينها، يطرب لها بعض السذج والمغفلين . وليس المقصود هنا التفصيل فيما يٌسمى بـ ( الإعجاز العددي ) [ورأيت بعضم يحتج له بأن الله جعل خزنة النار تسعة عشر، وهذا الحكمة يعلمها الله تعالى ولكن ما وجه الإعجاز في ذلك ؟ وهكذا سائر الأعداد المذكورة في القرآن كأبواب النار وغير ذلك وسيكون بيان ذلك كله – ان شاء الله – في غير هذه الورقات عند الكلام على التفسير العلمي للقرآن]. وإنما المقصود الإشارة الى بطلان هذا الأمر الذي تدور حوله تلك الورقة المشار إليها .

الثاني: زعم هذا الكاتب أن رقم السورة – وهو تسعة – موافق للشهر الذي وقع فيه الحدث، وهو الشهر التاسع . والجواب عن هذا لا يخفي إذ إن ترتيب السور في المصحف لم يكن عن توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان عن اجتهاد صدر عن الصحابة رضي الله عنهم في زمن عثمان رضي الله حينما جمع الناس على مصحف واحد.[مع أننا نقول في الوقت نفسه : إن هذا الترتيب وقع عليه إجماع الصحابة رضي عنهم في زمن عثمان رضي الله عنه، فينبغي اتباعه في طباعة المصاحف ولا تصح مخالفته].

وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز أن يٌرتب على هذا الترتيب للسور استنباطات في المعاني ولا غيرها، ومعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم قبل جمع عثمان رضي الله عنه للمصاحف كانوا يتفاوتون في ترتيب مصاحفهم، فبعضهم كان يرتب السور حسب النزول، وبعضهم على غير ذلك، وبهذا تعرف قيمة ما بناه ذلك الكاتب على هذا الرقم (9).

الثالث: زعم كاتب الورقة أن سورة براءة تقع في الجزء الحادي عشر من أجزاء القرآن الكريم، وأن هذ يوافق اليوم الذي وقع فيه الحدث، وهو اليوم الحادي عشر .

والجواب عن هذا يتبين مما قبله، إذ لو لم تٌرتب السور في المصحف على هذا الترتيب الذي أجمع عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم زمن عثمان رضي الله عنه لما وقعت السورة في الجزء المشار إليه . هذا من جهة.

ومن جهة أخرى نقول: إن تجزئة القرآن على ثلاثين جزءاً لم تكن معروفة زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة، ولا في زمن عثمان رضي الله عنه ولا قبله ولا بعده، وإنما وقع ذلك بعدهم، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحزبون القرآن بطريقة أخرى حسب السور على النحو الآتي:

1- السبع الطوال . 2- المئتين . 3- المثاني . 4- المفصل .

ولا شك أن هذا الترتيب الذي كانوا عليه أدق وأفضل، إذ إن ترتيب القرآن على الأجزاء يفضي إلى انتهاء الجزء قبل تمام المعنى، حيث يفصل بين أجزاء الموضوع الواحد، أما طريقة الصحابة رضي الله عنهم فهي – كما سبق – على السور، وبناء على ذلك تكون المعاني تامة .

وإذا كان الأمر كذلك فليس لأحد أن يتمسك برقم الجزء الذي وقعت فيه السورة ليربط بينه وبين أمر آخر ليخرج لنا بمعنى كهذا .

الرابع: في البداية كانت الآية التي تعلق بها الكاتب هي الآية رقم (110) من سورة التوبة ، وهي قولة تعالى:} لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(110){ وإنما تعلق بهذة الآية لتوافق عدد الأدوار في الأبراج حيث تبلغ هذا العدد، ولكن مضمون الآية لا يساعده، وإنما المناسب ان تكون الآية التي قبلها وهي (109) وذلك قوله تعالى:} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (109){ ثم رأيت في الأوراق المنشورة مؤخراً الإحالة إلى هذه الآية (109) لكن هذه يتطلب كذبة إضافية لحبك الدعوى، ولم يتطلب هذا من الكتاب كبير جهد حيث زعم أن عدد الأدوار (109) فأسقط دوراً ليوافق ذلك مدَّعاه، وهذا من أعجب الأمور !! ولا أدري كيف يسمح الناس لمثل هذا أن يستخف بعقولهم إلى هذا الحد ؟

الخامس: أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي، وهو حساب متوارث عن أمم وثنية، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة، وهو الأدق والأضبط، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:[أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ] أخرجه أحمد والبيهقي في الشعب، وإسناده حسن، وذكره الألباني في الصحيحة، وصحيح الجامع .

وهذا لا يعُرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهله، ويدل عليه أيضاً الحديث المخرج في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. . . " وقد صرح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس [انظر : الفتح 4/291، وانظر 7/323].

وقال ابن القيم رحمه الله تعليقا على قوله تعالى:} هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ(5){ [سورة يونس] .

وقوله تعالى:} وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(38)وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ(39){ [سورة يس] .ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط، وأصح للضبط من الحساب الشمسي، ويشترك فيه الناس دون الحساب، ولهذا قال تعالى في القمر}وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ(5){ [سورة يونس].

ولم يقل ذلك في الشمس، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره ونزوله في منازله لا على حساب الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمة وحفظاً لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب، وتعذر الغلط والخطأ فيه، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب .[ مفتاح دار السعادة ص 538-539].

وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب الشمسي، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله برده بعد أن نسبة لابن القيم [ انظر الفتح 7/323].

الواقع أنه لم يكن معتبراً في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم، ويؤيده ما أخرجه الطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :" ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس، إنما كان يوم تٌستر فيه الكعبة، وكان يدور في السنة وكانوا يأتون فلاناً اليهودي – يعني ليحسب لهم – فلما مات أتوا زيد ين ثابت فسألوه"[قال في الفتح : وسنده حسن 4/248].

وقد فسره الحافظ رحمه الله بما نقله من كتاب "الأثار القديمة "للبيروني، ما حاصله:"أن جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية، قال الحافظ : فمـن ثم احتاجوا إلى مـن يعرف الحسـاب ليعتمدوا عليه في ذلك " [السابق، وللتوسع في هذا الحساب راجع : صحيح الأعشى 2/382-401].

السادس: أن الآية المشار إليها تتحدث مع ما قبلها وبعدها عن مسجد الضرار الذي بناه المنافقون، وربطها بالحدث الجديد تلاعب بكتاب الله تعالى، وتحميل له ما لا يحتمل إطلاقاً من أي وجه من وجوه الدلالة المعروفه لدى العلماء وهذا أمر أوضح من أن يشرح .

السابع: زعم كاتب الورقة أن عدد الحروف من بداية السورة إلى الآية (109) = (2001)حرفاً. وهذا إضافة الى الأوجه السابقة الدالة على عدم الاعتداد به فإنه كذب محض، ذلك أن كل وجهين (صفحتين) من المصحف الكريم تحويان ما يقرب من ألف حرف، وعد الأوجه من أول السورة إلى الأية المشار اليها يبلغ (7.5) تقريباً، فإذا اعتبرت هذا العدد عرفت البون الشاسع بين ما ذكره الكاتب وبين الحقيقه، ولذا رأيت في بعض طبعات تلك الورقه المعدلة أن هذا الرقم (2001) هو عدد الكلمات من أول السورة إلى الآية المشار اليها، وهذا أيضاً غير صحيح ذلك أن العدد الحقيقي للكلمات هناك يزيد على (2920) كلمة . وإذا أحسنَا الظن بالكاتب قلنا إنه لا يحسن العد، ذلك أن الكلمة عند أهل العربية ثلاثة أقسام: 1- الاسم. 2- الفعل. 3- الحرف الذي جاء لمعنى نحو : من، على، إلى، والباء وغيرها من حروف الجر وما في حكمها، وهكذا الضمائر سواء كانت متصلة أو منفصلة فإنها تٌعد كلمات أيضاً .

الثامن : زعم الكاتب أن المركز المشار إليه يقع على شارع اسمه: (جرف هار) . وهكذا كذب مٌلفق، وقد سألت من يعرفون تلك البلاد فلم يعرفوا هذا الاسم، كما اطلعت على بعض المعلومات والخرائط التي توضح الموقع وما حوله عبر الشبكة العنكبوتية، وليس لهذا الاسم الحقيقي للشارع فنقول: إن هذا الاسم أعجمي، والقرآن بلسان عربي مبين، ومعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني، وإنما تفٌسر الألفاظ بحسب ما وٌضعت له من المعاني في اللغة التي تضاف إليها، فكم من لفظة أعجمية توافق لفظاً كلمة عربية وتناقضها في معناها ومدلولها، ولا يقول أحد له أدنى مسكة من عقل بأن هذه الألفاظ المتوافقة في مجرد اللفظ أنها تٌحمل على مدلول واحد . ومعلوم أن (الجرف) في العربية هو المكان الذي يأكله السيل[انظر : المفردات للراغب (مادة : جرف)]. وأما (الهار) فإن أصل هذه الكلمة يدور على معنى واحد هو السقوط والانهدام[انظر المقاييس في اللغة، كتاب الهاء، باب الهاء والواو].

ولا يبعد على هذا الكاتب وأمثاله أن يخرج علينا باستنباط جديد بعد أن عرف معنى هاتين اللفظين في لغة العرب، وهو أن يقول بأن المبنى المشار إليه يمر بجانبه نهر، فهو يقع على ضفافه بالتالي فهو على جرف هار !!!! والدجل ليس له حد يتنهي إليه.

في الختام أنبه القارئ الكريم أن المقصود الأهم من كتابة هذه الورقات إنما هو التبيه على حال هذه المٌختلقات وهي كثيرة ومتنوعة وذلك بعرضها على ميزان العلم فينكشف أمرها، وهذا الذي بين يديك يمكنك أن تعتبر به حال كثير مما يمر بك مما قد يستهوي بعض السذج والبسطاء،،، والله الموفق .
انتهى كلامه حفظه الله.



وفقك الله وسددك.
 
القرآن أسمى وأجل من هذا

القرآن أسمى وأجل من هذا

الأخ الفاضل : أبو خطاب - حفظه الله -
أنا أعلم أنك أقدر على رد مثل هذا مني ولكنك تطلب رأي الأعضاء حتى تتضح الصورة أكثر ، فهذه كلمات كتبتها على عجل لست أقصدك بها وإنما أقصد بها المشغولين بمثل هذه الأمور .
أظن مثل هذا الأمر صار خطأه بينا لكل منصف وإلا فعلى العجل :
ماذا عن الرقم التسلسلي لمنتجات إسرائيل ؟ّ!
وماذا عن الرقم التسلسلي لمنتجات أمريكا ؟!
وماذا عن الرقم التسلسلي لمنتجات النرويج ؟!
وهلم جرا ، ألم يقم كل هؤلاء بإيذاء الرسول ؟!
إن مثل هذا الهراء هو - والله أعلم - من تحريف الكلم عن مواضعه
فالقرآن أرفع من أن يشير ولو مجرد إشارة إلى مثل هذا العبث ، وهذه الطريقة إحدى الطرق الشيطانية لتفريغ القرآن من مضمونه ، وأمتنا في هذه الأيام لما ملئت حياتها بالتفاهات والفراغ صار هذا حالها مع القرآن وإلا فإعمال الفكر في مثل هذا أليس أولى منه إعماله في معنى آية أو في فائدة مهمة
إن كل هذا يفعل بدافع إظهار إعجاز القرآن وليس في هذا أي إعجاز بل هو شيء ترضى به العقول الضعيفة فمثل هذا لا يتطلب التنقيب في كتب ولا الجلوس في حلق العلم ولا حتى كثرة كد للذهن ولا إتعاب بل هو شيء من الممكن أن يقوله أي إنسان مهما كان
ينبغي علينا أن نتعلم منهج القرآن في كل حال وفي كل أزمة حتى نعرف ماذا نصنع وكيف نعمل ؟ وهذا الذي قال هذا الكلام ليته يستثمر وقته في تعلم المنهج القرآني عند إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا في مراحل ضعف المسلمين فليست هذه أول مرة ولا آخر مرة ينال من رسول الله لكن المهم أن نعرف من أين أوتينا وكيف نتصرف
لقد أرشد الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى كيفية مواجهة الأذى في حال الضعف فقال
" إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
ولما وصم المشركون رسول الله بأنه أبتر لم تنزل الآيات بنفي التهمة عن رسول الله أولا بل أرشدت رسول الله ماذا يصنع ثم نفت التهمة " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر " فأرشدته أولا إلى الطاعة ثم نفت عنه اتهام المشركين
فبطاعة الله أولا ندفع عن ديننا وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنفسنا كل أذى فما تجرأ الأعداء إلا بسبب بعدنا عن الطاعات وانهماكنا في الذنوب
فالحل الأساسي واضح في هذه الآيات لمن أراد
وسأنقل كلام شيخنا الدكتور مساعد في الربط بين الأحداث وبين آيات القرآن فهو مفيدا جدا بخصوص سؤالك
قال - حفظه الله - " " لقد كتبت في هذا الموضوع رسالة أرجو أن ييسر الله أمرها ، وقد كنت أتحاشى الكتابة في هذا الموضوع لما فيه من كثرة المطروح ، وبعد أن قرأت في بعض هذه الكتب التي تتحدث عن الإعجاز العلمي ، ظهر لي أن الأمر يحتاج إلى إيضاح لهذا الموضوع ، وضبطٍ لما يُفسَّر به القرآن من هذه القضايا التي أنتجها البحث التجريبي المعاصر ، وظهر لي أن في تسميته بهذا الاسم خللاً ، وأنه يصدق عليه أن يكون " دلائل صدق القرآن " ، وليس الإعجاز ، كما في نسبته إلى " العلمي " خللاً آخر ؛ لأنه يُفهم منه أن التفسيرات غيره ليست علميه ، مع ملاحظة أن هذه التسمية فيها آثار التغريب الذي يجعل العلوم الدنيوية توسم بالعلم ، وغيرها من العلوم الأدبية والاجتماعية والشرعية على وجه الخصوص لا توسم بذلك ، والموضوع ذو شجون ، وإنما أشرت إليه هنا لأخلص إلى سؤالين طُرحا عليَّ بشأن مسألتين متعلقتين بما يُسمى الإعجاز :

السؤال الأول : فيما ظهر لبعض الناس من توافق عددي بين ماحصل من الحدث العظيم الذي عاقب الله به الكفار ف (11 : 9 : 2001) مع آية في سورة التوبة ، فقد ظهر لذلك القارىء أن الآية العاشرة بعد المائة (110) تشير إلى أحد البرجين الذي تتكون طوابقه من هذا العدد ، وأن عدد السورة في ترتيب المصحف هي التاسعة تشير إلى الشهر الميلادي ، وأن الجزء الذي فيه هذه الآية هو الحادي عشر تشير إلى اليوم الذي وقع فيه هذا الحدث ، فزعم أن هذا من إعجاز القرآن ؛ لأنه ـ بزعمه ـ أشار إلى هذا الحدث المستفبلي ! .

ولا أدري لِمَ لَم ينظر إلى العدّ بالحساب القمري ، ولا ذكر البرج الثاني الذي لا يتوافق مع العدد الذي ظهر له ؟! .

وهذا بلا شك موافقة إلى غير مقصودة ، والآية نازلة في مسجد الضرار ، وليس هنا علاقة بينها وبين ما حدث لا من قريب ولا من بعيد ، ومن قال : إن هذا البرج من مباني الضرار ، فأين موقع الآخر من الآية ، وإذا كان يعد هذين البرجين من مباني الضرار ، قياسا عل مسجد الضرار ، فإنه يدخل في الآية كل مباني الضرار التي يعملون بها ضد العالم ، وضد المسلمين بالذات .

ثم ما الحاجة الداعية إلى هذا الربط الغريب العجيب ، ومن ذا الذي يجزم بأن هذا مراد الله . إن هذا مما يحل في الرأي المذموم ؛ لأنه قول على الله بغير علم ، ما أكثر مايقع من أصحاب مايسمى بالإعجاز العلمي ، أو التفسير العلمي .

وهل يعتمد صاحب هذا القول على أن هذا الترتيب جاء بالتوفيق ، أم يرى أنه على ما جاء من مصادفة الترتيب هذه .

فإن كان جاء مصادفة ، فما أكثر المصادفات التي يمكن أن تظهر لك ، فقد تظهر لك مصادفات متعلقة بالأرقام وأ،ت تقرأ كتاب تاريخ ، أو غيره ، فهل هذه المصادفات من قبيل الأعجاز ؟! .

وإن كان يزعم أن هذا مراد ، وأنه ليس من قبيل المصادفة ، فقوله منقوض بأمور :
الأول : أن ترتيب الأجزاء من عمل المتأخرين ، وليس فيه توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو عمل اجتهادي .

الثاني : أن في ترتيب السور قولين : قيل : إنه اجتهادي ، وقيل : إنه توقيفي ، ولعل من ظهر له ذها التوافق العجيب لا يعلم بهذا ، وإن علم فهل حرر مسألة التوقيف والاجتهاد في ترتيب السور ليجعل ما توصل إليه من هذا التوافق صحيحا .

الثالث : هل يعلم قائل هذا القول علما يسمى " علم عدِّ الآي " وهل يعلم أنه مختلف في عدد آي السورة على قولين : الجمهور على أنها مائة وثلاثون آية ، وفي العد الكوفي الذي عليه عدُّ المصحف الذي بين يديك عدد آياتها مائة وتسع وعشرون آية . وعلى قول الجمهور ينتقض عدد الآية ؛ لأنه يكون عددها على قولهم آية 111 ، فهل دري بهذا ، وحرر هذه المسألة ؟ .

وكأني بك القريء الكريم تقول : قد أطالت في هذا ، وهو مما لايحتاج إلى إطالة في بطلانه ، فأقول لك معتذرا : إن عصرك عصر يسود فيه من يأتي بالغرائب ، ويبرز فيه من يحسن جلبها ن فأحببت أن أرد من يتعرض لكتاب الله بما لا يقبله عقل العقلاء ؟ ولكي يعلم أن العلم له باب من أراده من غير بابه خرج بما لا تقبله العقول ، وجاء بما لا ينطلي إلا على قلوب الأغرار ، ولو كانوا يٌعدون عند الناس من الكبار .

وإني أخبرك بأنك لست بحاجة للإثبات عظمة القرآن وصدقه إلى هذا السبيل ، وهو ما يسمى بالإعجاز ، إذ أنه ليس هو السبيل الوحيد لإثبات عظمة هذا القرآن ، بل هو أحد هذه السبل ، واعلم أن العلم وحده قد لا يكفي ما لم يكن له قوة تحميه ، وإن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ، فافهم عني ما قلت ، والله الموفق إلى سواء السبيل .

السؤال الثاني : قال السائل سمعت في شريط الإعجاز العلمي للدكتور زغلول النجار حديثه عن ما يتعلق بقوله تعالى : " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ " [ حديد : 25] وكان مما قاله في هذا ما نصه : " كنت أٌ لقي هذه المحاضرة في جامعة ملبورن في أستراليا من أربع سنوات ، فوقف لي أستاذ كيمياء في الجامعة ، وقال لي : ياسيدي ، هل حاولت أن تقارن بين رقم سورة الحديد في القرآن الكريم والوزن الذري للحديد ، ورقم الآية في السورة والعدد الذري للحديد ؟ .

قلت له : لا ، موضوع الأرقام موضوع حرج للغاية ، إذا لم يدخله الإنسان بحذر شديد يدمِّر نفسه .

قال : ارجوك ، حينما تعود إلى بلدك أن تتحقق من هذه القضية ...

أتيت بالمصحف الشريف ، وبالجدول الدوري للعناصر ، وكتاب في الكيمياء غير العضوية ، فأذهلني أن رقم سورة الحديد سبع وخمسون ، والحديد له ثلاث نظائر ( 54 ، 56 ، 57 ) ورقم الآية في السورة ( 25 ) ، والعدد الذري للحديد ( 26 ) ، فقلت : إن هذا القرب الشديد لا بدَّ أن له تفسيرا ، فألهمني ربي آية قرآنية مبهرة ، يقول فيها الحق تبارك وتعالى مخاطبا هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ... " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " [ الحجر : 87 ] ، فالقرآن بنصه يفصل الفاتحة عن بقية بنصه يفصل الفاتحة عن بقية القرآن الكريم ، ويعتبر الفاتحة مقدمة للقرآن ، فقلت : إذا فصلنا الفاتحة عن بقية سور القرآن الكريم يصبح رقم سورة الحديد ( 56 ) ، ولو بقيت ( 57 ) ، ففيه نظير للحديد ( 57 ) ، لكن أكثر النظائر انتشارا للحديد ( 56 ) .

الآية رقم (25 ) ، والعدد الذري للحديد ( 26 ) ، ووجدت القرآن الكريم يصف الفاتحة بأنها سبع من المثاني ، وآياتها ستٌّ ، فالبسملة آية من الفاتحة وآية من كل سورة قرآنية ذكرت فيها البسملة ما عدا سورة التوبة ، فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد يصبح رقم الآية ( 26 ) ، ويعجب الإنسان إلى هذه اللفتة المبهرة ، من الذي علَّم المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك قبل ألف واربع مئة سنة ، لم يكن أحد يعلم شيئا عن الأوزان الذرية ، ولا لأعدادها الذرية ، ولكن هذه معجزة هذا الكتاب الخاتم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهذه الومضات القرآنية المبهرة تبقى دائما شهادة صدق على أن القرآن كلام الله ، وأن هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي " ( محاضرة الإعجاز العلمي في القرآن الكرم ، للدكتور زغلول النجار ، تسجيلات أحد ) .

ولا أرى أنه يخفى غلى العامي قبل المتعلم ذلك التكلف الذي قام به الدكتور الفاضل لإثبات قضية لا شأن لها في ذاتها ، فضلا عن أن تكون معجزة من معجزات القرآن ، ولا يخفى على طالب العلم ما وقع له في تفسير الآية ، ولا أدري هل يعرف الدكتور الفاضل التفسير النبوي لهذه الآية ؟! فالوارد عنه صلى الله عليه وسلم يجعل السبع المثاني والقرآن العظيم وصفين للفاتحة ، والعطف هنا من باب عطف الصفات لا عطف الذوات ، فقد روى البخاري وغيره جملة من الأحاديث في هذا المعنى ، ومنها :

‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ :‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏أُمُّ الْقُرْآنِ ‏هِيَ :‏‏ السَّبْعُ الْمَثَانِي ‏ ‏، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ .

رواه البخاري برقم (4704) ، وقال ابن كثير معلقا على هذه الروايات : " فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقران العظيم " . تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، تحقيق : سامي السلامة (547:1) ، وما دام ثبت النص عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، فإن غيره من الأقوال تسقط ، ويكون تفسير الآية ما قاله صلى الله عليه وسلم .

كما لا يخفى ما وقع منه في جزمه بأن البسملة آية من كل سورة ، بلا تحقيق في هذه المسائل ، ولا رجوع إلى أهل العلم الذين يُعرفُ كلامهم فيها ، بل اختار ما يناسب ما يريد أن يذهب إليه ، وهو معرض عن ما لا يناسبه ، بلا تحقيق علميٍّ ، كما عوده البحث في العلوم التجريبية ، وهل يصح هذا الاختيار بلا تحقيق ؟!

وكذلك لا يسعفه علم عدِّ الآي فعدد آيات السورة في العدِّ الكوفي والبصري (29) ، وفي عد الباقين (28) ؛ وبهذا تكون الآية (24) بدلا من أن تكون (25) ، ولو جعل البسملة آية على هذا القول ، لصارت الآية (25) ولا نتقض ما بناه أيضا .

وكل هذا التكلف في محاولة ربط مثل هذه القضايا بالقرآن إنما يصدر ممن يأتي إلى القرآن بمقررات سابقة ويريد أن يطوِّع القرآن لمقرراته ، ضاربا بكل ما خالفها عُرض الحائط ، ولوكان ما خالف قوله هو العلم الصحيح ، وفي هذه المحاضرة في الإعجاز العلمي أخطاء أخرى ليس هذا محل عرضها . " مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ص : 7
 
إعجاز القرآن الكريم حق ، و له وجوهه ، و دعوى الإعجاز العددي لم تثبت بشكلها هذا

إعجاز القرآن الكريم حق ، و له وجوهه ، و دعوى الإعجاز العددي لم تثبت بشكلها هذا

قوله تعالى { إن الذين يؤذون ...}: عام في كل من يؤذون الله و رسوله ، لمجيئه بلفظ من ألفاظ العموم ، و هو الاسم الموصول : " الذين " ،

و ذلك الرقم التسلسلي التجاري خاص بجميع المنتجات الدانماركية وحدها ،

- فالوعيد في تلك الآية الكريمة يعم من صدر عنه الأذى ، و ليس خاصا بمن انطبق على منتجاتهم رقم الآية : ( 57 ) ،
و إلا خرج عن ذلك الوعيد بقية الأرقام " الكودية " للبلاد الأخرى التي صدر عنها مثل ذلك الأذى كالنرويج و غيرها ،
و قطعا الأرقام " الكودية " تختلف باختلاف البلاد ،

فينبغي علينا صون القرآن الكريم عن أمثال تلك الدعاوى ، كالقول ب " الإعجاز العددي " ، مما لا وجه له من الحقيقه إلا بتعسف و تكلف ،

*** نعم : القرآن الكريم معجز لكل البشر ، و الإعجاز فيه قائم و دائم إلى آخر الدهر ، لا ريب في ذلك أبدا ،

و لكن هذا شيء و تلك الدعاوى شيء آخر

- و وجوه إعجاز القرآن الكريم أسمى من ذلك ، و لفظ " الإعجاز " يعنى : عجز البشر كافة عن الإتيان بمثل أي وجه من وجوهه ،

و بهذا يمكن الحكم على صحة قول ما بوجه للإعجاز

و دعوى " الإعجاز العددي " في القرآن الكريم دعوى غير صحيحة على تلك الصورة المذكورة ،
و يجري استخدامها لأغراض مريبة ، مثل الرقم ( 19 ) لتأييد المظاهر و الدعاوى الماسونية و البهائية
فلنحذر ذلك ، و لنحكم معنى الإعجاز في كل ما يعرض علينا من قول


{ و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } .
صدق الله العظيم
 
المشكلة في دول تتداعى لا في دولة

المشكلة في دول تتداعى لا في دولة

أخي الكريم أبا خطاب حفظك الله :
مع تأكيدي على ما قاله أخي أبو عبد العزيز وأخي أبو صفوت والأخ د أبو بكر، فإني أضيف أيضاً فأقول : لا نجعل من العاطفة سبباً لأن نتمسك بقشة ندعي فيها النجاة من الغرق ونعتبر مثل هذه الأمور مرهماً شافياً ونسوق له ، فنحن الآن أمام تداع دولي على المسلمين ، فالمشكلة ليست مشكلة الدنمارك وإنما هي مشكلة دول تنصر بعضها في الإساءة إلى المسلمين بنبيها الرؤوف الرحيم ، ولا نريد أن نحول القرآن إلى أرقام وننسى ما فيه من الإعجاز والبيان ومنهج الحياة وفقني الله وإياك.
 
قال مسروق : (( اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله ) .
 
(وجهة نظر)

(وجهة نظر)

لو سلمنا بدعوى الإعجاز في مثل هذه الأمور التي لا يمكن أن نلحظ غياب التعسف الفاضح والتكلف الواضح فيها ألا يشكل علينا الخلاف في عد الآي بين العلماء(إن وجد)؟؟
ولو كانت هذه الآية ذات رقم آخر يوافق منتجات دولة أخرى هل سنسمع من يتعظ ويقول أن من ثمرة الخلاف في عدالآي شمول أرقام الآيات لأرقام منتجات الغرب؟؟؟
لا شك أن ماسبق هو محل خلاف بين الناس..
لكن ما يتفق عليه المسلمون هو أن كلام الله إنما أنزل للعظة والتدبر وليس هذ التعسف من ذلك في شيئ...
 
رد إضافي

رد إضافي

كلام المشائخ الفضلاء والإخوة الأكارم كافٍ شافٍ في هذه القضية.

و ورد إلى ذهني هذا التساؤل:

لو سلمنا بأن رقم الآية بالفعل من الإعجاز العددي في القرآن، فماذا نقول لو تراجعت الدنمارك واعتذرت وعاد الناس لمنتجاتها؟
أو ماذا نقول لو عدّلت منظمة التجارة نظام ترقيم المنتجات الدولي هذا فتغير رقم منتجات الدنمارك؟
هل سيفقد القرآن خصيصة من خصائصه حينئذٍ ؟؟

الحق أبلج والباطل لجلج ...

ودمتم
 
لا نملك إلا ان نشكر هذا الملتقى المبارك ومشايخنا الكرام بارك الله فيهم وفي علمهم
 
بارك الله فيكم..

بارك الله فيكم..

jewelst-r7eb1.gif

جزاكم الله خيرا ..
القرآن الكريم أجل وأسمى من هذا..


[line]
[align=center]ملئ الفؤاد محبة وتلهفا
توقا و شوقا للحبيب المصطفى
إنا لتهفو للرسول قلوبنا
والقلب تتبعه الجوارح إن هفا
ليس الذي أبدى هواه مغاليا
كلا و من ذاب حبا مسرفا
إن المحب لمن يحب لتابع
فإذا رأى أثرا لمن يهوى اقتفى
مدت أيادينا لهدي محمد
وتلقفت ما جاء منه تلقفا
هو من نحب ومن أحب نحبه
صدقا وليس تنطعا وتكلفا
جئنا جميعا نستقي من ورده
ونرد عنا ما يكون مخالفا
ونورث الأجيال حب نبينا
من جاء فينا رحمة وتعطفا
حبيبي يا رسول الله
يا من ملأت الفؤاد حبا..
يا رسول الله..أنت الحبيب..يا محمد[/align]


33099.gif
 
عودة
أعلى