أخص أوصاف الإله

إنضم
1 مايو 2010
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الطائف / حي السداد
بسم الله الرحمن الرحيم​
يرى المعتزلة أن أخص أوصاف الإله هو القــدم ! ويرى الأشاعرة أن أخص أوصافه القدرة على الخلق والاختراع ؛ فليس ذلك لغيره أصلا . ويرى السلف أن القدرة على الخلق من أخص أوصافه ، وأخص أوصافه لا تنحصر في صفة واحدة ؛ فعلمه بكل شيء ؛ وقدرته على كل شيء ، ونحو ذلك كل ذلك من أخص أوصافه . وهذا ليس خلافا نظريا ، بل هو خلاف حقيقي ترتب عليه مخالفة السلف في كثير من أبواب الاعتقاد ؛ ومن ذلك : -
1- في باب الصفات ؛ فأنكر المعتزلة صفات الله تعالى بناء على هذا الأصل ؛ فمن أثبت لله تعالى صفة قديمة فقد جعل لله شريكا في أخص أوصافه ؛ وهو القدم ! ولهذا يعتبرون إثبات الصفات شركا وتمثيلا ؛ لامتناع المشاركة له في أخص أوصافه !
2- في باب القدر وتأثير الأسباب ؛ فلما رأى الأ شاعرة أن أخص أوصاف الإله القدرة على الخلق والاختراع بنوا على ذلك إنكار فاعلية غيره حقيقة ؛ فأنكروا تأثير الأسباب ، وزعموا أن الله يفعل عندها لا بها ! وأنكروا فاعلية العبد ؛ وزعموا أنه يفعل مجازا لا حقيقة ؛ وإنما هو كاسب لا فاعل ، وفسروا الكسب بوقوع المقدور بين قادرين ! وهو كلام غير معقول ، أو مجرد ستار للقول بالجبر الذي أقر الرازي بالقول به في المطالب العالية ، وكذلك الجرجاني إلا أنه اعتبر الأشاعرة من الجبرية المتوسطة لا الخالصة ! أما ابن رشد فقد جعل الكسب والجبر بمعنى !
3- في الألوهية ؛ فقد فسر الأشاعرة الإله بأخص أوصافه عندهم ؛ وهو الخلق ؛ ولهذا اعتبروا الألوهية بمعنى الربوبية تماما ؛ وفسروا الشهادة بمعنى ( لاخالق إلا الله ) ، وأنكروا أن يكون صرف شيء من العبادات لغير الله شركا إلا إذا تضمن الشرك في الربوبية !! فمن تقرب إلى غير الله ، أو دعا غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله فإنه لا يكون مشركا حتى يعتقد أن للمدعو تأثيرا في جلب المنافع ودفع المضار ؛ لأنه لم يفرد الرب بأخص أوصافه ؛ وهو الخلق والتأثير !
 
أشكر الإخوة الكرام على مشاركتهم وبخصوص ما طلبه الأستاذ الدكتور صالح الفايز فالمرجع كتاب الاستغاثة لابن تيمية ص 314 ، 315 وكذلك الرسالة التدمرية ص 117 ، 118 ، 210
 
عودة
أعلى