العمري

New member
إنضم
18 سبتمبر 2008
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
اليمن -إب
ظلت الحروف المقطعة في القرآن الكريم الشغل الشاغل لأغلب المفسرين ولن تجد كتاب تفسير ـ قديما كان أم حديثا ـ لم يقف متأملا عند تلك الحروف ، فعلى امتداد الزمان منذ بداية عهد التدوين وحتى اليوم والعلماء والباحثون يجربون كل الوسائل اللغوية والإمكانات الحديثة – كالحاسوب وغيرها- في فك شفرة هذه الحروف الغامضة...
وكل مفسر يسرد ما كتبه من سبقوه عن تلك الحروف وقد يناقش آراءهم تلك ومن ثم يدلي برأيه الخاص ، فتتفاوت الآراء حول تلك الحروف من عبارة: الله اعلم بمرادها انتهاء باستخدام الهيروغليفية في تفسيرها مرورا أنها من أسماء الله الحسنى ومن أسماء القرآن ومن أسماء النبي (ص) وغيرها من التفسيرات..
وهنا أقف عند أسمين شاعا بيننا أنهما من أسماء النبي (ص) وهما طه ويس فهل هما كذلك؟
ورد هذان في بداية سورتين سميتا بهما ففي سورة طه يقول الله (طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ( طه:1-2) وفي سورة يس {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (يس : 1-3).
وحجة من يقولون أنهما من أسماء النبي (ص) ان الناس اليوم يسمون أبناءهم بهذين الاسمين، إلى جانب ان الآيات بعد هذين الاسمين موجهة للنبي (ص) بالخطاب فعلى ذلك استنتجوا أنهما اسمان من أسامي النبي (ص) المتعددة مثل احمد / محمد / مصطفى ...الخ
إلى جانب ان بعض الفرق الإسلامية تعتمد على كون اسم (يس) انه من أسماء النبي (ص) في قراءة لقوله تعالى {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات : 130] هي (آل) بدل (إل) وتعني آل يس هو آل النبي (ص) رضي الله عنهم..
أقول هذه آراء قال بها بعض المفسرين لكنها ليست الوحيدة فـ (طه) و(يس) ليستا من أسماء النبي (ص) – من وجهة نظري- بل هي حروف مقطعة للأسباب التالية :-
1- هما حرفان مقطعان لأن كل الحروف المقطعة لها حق الصدارة في بداية السور ، أما كون السورة المحتوية عليها سميت بها فمشابه لسورة ق وسورة ص...
2 - كون المقطع الذي يليها موجه الخطاب فيه للنبي (ص) فهذا ليس دليلا على أن هذين الحرفين أو غيرهما من أسماء النبي (ص) ولو صح ذلك لكان (المص) في أول سورة الأعراف من أسماء النبي (ص)!
يقول الله سبحانه وتعالى (المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(الأعراف : 1 - 2)
ومثله : (حم عسق كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (الشورى:1-3).
(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (القلم:1-4) وغيرها كثير...فلا حجة في ذلك.
بل ان القرآن كله خطاب موجه إلى النبي (ص) بالدرجة الأولى – فهو أول متلقٍ- بحروف مقطعة أو بدون حروف مقطعة...
3 - أسماء النبي (ص) التي ذكرها الحديث القائل ( أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي ، وأنا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي) لم يتضمن هذين الاسمين وليس هناك نص صريح على ان هذين الاسمين هما من أسماء النبي (ص)..
4- القرآن الكريم لم يورد من أسماء النبي (ص) إلا محمداً واحمد إلى جانب ورود العديد من الصفات ( النبي /الرسول/ البشير/ النذير…..) وسؤالي: ما معنى هذين الاسمين ؟ إما ان كانا مشتقين فمن أين جاء اشتقاقهما خصوصا اننا نعرف اشتقاق الأسماء والصفات الأخرى كما جاء في سياق الحديث السابق….
اما الذين يقولون ان (يس) مركب من (يا) للنداء و(سين) فيجيب الراغب الاصفهاني في مفرداته “يس قيل معناه يا إنسان والصحيح ان يس هو من حروف التهجي كسائر أوائل السور”.
5- اذا كانا هذان الاسمان من أسماء النبي (ص) فلماذا لم نجد صحابيا ولا رجلا من آل البيت سمّى أولاده بهذين الاسمين ؟ و التابعين ولا أولادهم ؟ وهم احرص الناس على الاقتداء بالنبي الكريم ؟! مما يدل على كونهما استخدما كأسمين إنما حدث هذا في زمان متأخر.
وطريقة نطقهما مع كتابتهما مشابهة للحروف المقطعة التي تنطق كل حرف على حدة رغم كتابتها مترابطة..
6 - اما الآية في سورة الصافات {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات : 130] فبالرغم وجود تلك القراءة (آل ياسين ) الا ان سياق الآية لا يشير إلى آل النبي رضوان الله عليهم وأقرأ المقطع كاملا {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ } [الصافات :123 - 132] فالحديث في السورة كلها عن الأنبياء عليهم السلام ومنهم إلياس ولذلك كانت إل ياسين قراءة من إلياس مثلها سينين في ( طور سينين) هي قراءة من سيناء ، إلى جانب ان المقطع ليس فيه أي قرينة تدل على آل النبي رضوان الله عليهم ، واذا سقط ان (يس) ليس من اسماء النبي (ص) فتكون (إل ياسين) لا علاقة لها بآل النبي الكريم.
وأخيرا قد يسأل سائل: هل كون (طه) و(يس) حرفين مقطعين وليسا اسمين فهل يعني هذا ان على الذين حملوا هذين الاسمين ان يغيروا أسماءهم؟
اقول: لا ليس هذا مطلوبا ، فهناك أسماء مازلنا نتعامل معها مع علمنا بعدم صحتها ولا يضير هذا في شيء ، ومثال ذلك اسم (عبدالمطلب) فنحن نعلم جميعا ان (المطلب) ليس أسماء من أسماء الله الحسنى ، وقصة الاسم معروفة فإن ( المطلب) – احد جدود النبي (ص) – كان اخوه (شيبة) – الذي عُرف بعد ذلك بعبد المطلب – يعيش في غزة بيثرب عند اخواله ولا يعرفه اهل مكة فلما حمله اخوه المطلب الى مكة ودخل به على القوم مردفا له فقالت قريش من هذا ؟ فقال : عبدي فسمي عبد المطلب فشاع اللقب (عبدالمطلب) وطغى على الاسم الحقيقي شيبة ،وما زال اسم عبدالمطلب الى اليوم شائعا بيننا.
لذا فالهدف من هذا المقال ليس شطب الاسمين طه ويس بل معرفة معناهما وعدم إضفاء أي قداسة عليهما باعتقادنا أنهما من أسماء النبي (صلى الله عليه وسلم).. والله اعلم.
 
ظلت الحروف المقطعة في القرآن الكريم

والله اعلم.

ما رأيك يا أخي إن هنالك من يقول العكس ، أي لاوجود لتسمية الحروف ، ليس في الحروف التي تشير إليها ولكن جميع الحروف ، فهنالك من يراها أسماء وليست حروف ، وهنالك من يراها أمثال بالإضافة لكونها أسماء ، أقصد إن كل من : ا ، ب ، ج ، ح ، خ ، ت ، ث ، .... الخ ، هي أسماء والبعض يراها أمثال ، وبذلك فإن هذه التي نسميها حروف هي أيضا أسماء وأمثال ؟ وقرأت لأحدهم إن تسمية الحروف بدعة ، كون إن الله علم ءادم الأسماء كلها ولم يعلمه حروف ، أو سماها له أسماء ولم يسمها حروف ،
 
وأين سيذهب هؤلاء من الحديث المروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ".؟
 
حياكم الله..
كلمة حرف لم تذكر في القرآن الكريم إلا مرة واحدة فقط وذلك في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [سورة الحج : 11] وأعتقد المعنى هنا بعيد عن ما نذهب إليه بينما نرئ قول الله تعالى: (الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) [سورة يونس : 1] وقوله تعالى: (المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة الرعد : 1] فهل هنا المعنى أنها آيات كما ذكرت في كثير من المواضع في القرآن الكريم أم أسماء كما سبقني أخي فكري حمدي في المشاركة؟!
لله العلم.. فإذا كُنت قد خرجت من أصل المشاركة فأعتذر..
والله من وراء القصد..
 
عودة
أعلى