***أثر عن صحابي حقه أن يكون بين عينيّ كل طالب تفسير***

إنضم
07/07/2010
المشاركات
207
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
بالمدينة المنورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإليكم هذا الأثر الذي أقل ما يقال عنه أنه من متين العلم حقا، يثلج الصدر ويبهج النفس ويعجز عن وصفه اللسان فرضي الله عن قائله الذي قال عنه رسول صلى الله عليه وسلم عندما بعثه قاضيا إلى أهل اليمن ( إني بعثت لكم خير أهلى).
الْأَثَرِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ ثْنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ثَنِي عِمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ الْكِنَائِيُّ عَنْ زِيَادٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ :
يَقْرَأُ الْقُرْآنَ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ لَهُ فِيهِ هَوًى وَنِيَّةٌ يُفَلِّيهِ فَلْيَ الرَّأْسِ يَلْتَمِسُ أَنْ يَجِدَ فِيهِ أَمْرًا يَخْرُجُ بِهِ عَلَى النَّاسِ أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِهِمْ أُولَئِكَ يُعْمِي اللهُ عَلَيْهِمْ سُبُلَ الْهُدَى،
وَرَجُلٌ يَقْرَؤُهُ لَيْسَ لَهُ فِيهِ هَوًى وَلَا نِيَّةٌ يُفَلِّيهِ فَلْيَ الرَّأْسِ ، فَمَا تَبَيَّنَ لَهُ مِنْهُ عَمِلَ بِهِ وَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ وَكَلَهُ إِلَى اللهِ ، لَيَتَفَقَّهَنَّ أُولَئِكَ فِقْهًا مَا فَقِهَهُ قَوْمٌ قَطُّ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ مَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَيَبْعَثَنَّ اللهُ لَهُ مَنْ يُبَيِّنُ لَهُ الْآيَةَ الَّتِي أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ أَوْ يُفْهِمَهُ إِيَّاهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ) تفسير المنار(3/147)

فأرجو من مشائخنا الفضلاء التكرم بالحديث عن هذا الأثر من خلال:
أولا: الإسناد صحة وضعفا
ثانيا:من خرجه من أئمة الحديث
ثالثا:من شرحه من العلماء
رابعا:الفوائد والاستنباطات
وههنا ملاحظة: {لمَ أغفل كبار علماء التفسير إيراد هذا الأثر في مصنفاتهم}
وجزاكم الله خيرا
 
إشارة أولية

إشارة أولية

أخي الكريم من المعلومات الأولية التي أقدمها حول الأثر الذي سألت عنه ، أن ابن تيمية رحمه الله ذكره في فتاواه بهذا اللفظ:
رواه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وقد ذكره الطلمنكي - حدثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم ثني عمارة بن راشد الكناني عن زياد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :" يقرأ القرآن رجلان فرجل له فيه هوى ونية يفليه فلي الرأس يلتمس أن يجد فيه أمرا يخرج به على الناس أولئك شرار أمتهم أولئك يعمي الله عليهم سبل الهدى، ورجل يقرؤه ليس فيه هوى ولا نية يفليه فلي الرأس فما تبين له منه عمل به ؟ وما اشتبه عليه وكله إلى الله ليتفقهن فيه فقها ما فقهه قوم قط حتى لو أن أحدهم مكث عشرين سنة فليبعثن الله له من يبين له الآية التي أشكلت عليه أو يفهمه إياها من قبل نفسه". . قال بقية: أشهدني ابن عيينة حديث عتبة هذا".ج4/17.
 
أخي الكريم : هذا الأثر لم أجد من أهل العلم من تكلم على إسناده ، والذي يظهر أن فيه بعض الضعف ؛ فعتبة بن أبي حكيم ضعفه بعضهم ، وبقية بن الوليد مدلس مشهور بذلك إلا أنه هنا صرح بالتحديث ، وأما زياد فلم أعرفه .
وقد ذكر بعض أهل العلم هذا الأثر في تراجم بعض هؤلاء الرجال ولم يعقب عليه بشيء فكأنه يصححه بذلك .
وأما معناه فلا شك في صحته .
والله تعالى أعلم .
 
وأما معناه فلا شك في صحته .
.
بورك فيك على ما تفضلت
ولكن في المتن جملة تحتاج إلى مزيد بيان وهي:
أو يفْهِمَهُ إِيَّاهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ
فكيف يتم ذلك؟
وأيضا من أين يعلم بأن هذا الفهم هو المراد والمقصود من الآية؟
وأما تدليس بقية وأنه صرح بالتحديث فالذي أعلمه وأرجو التصحيح إن أنا أخطأت هو :
أن بقية معروف بتدليس التسوية ولابد أن يصرح بالتحديث في جميع الإسناد.
وإلى غير ذلك من المسائل التي تستخرج من هذا الأثر
أسعفونا بما يريح نفوسنا
وجزاكم الله خيرا
محبكم ومقدركم ابن اليعربي
 
بورك فيك على ما تفضلت
ولكن في المتن جملة تحتاج إلى مزيد بيان وهي:
أو يفْهِمَهُ إِيَّاهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ
فكيف يتم ذلك؟
وأيضا من أين يعلم بأن هذا الفهم هو المراد والمقصود من الآية؟
وأما تدليس بقية وأنه صرح بالتحديث فالذي أعلمه وأرجو التصحيح إن أنا أخطأت هو :
أن بقية معروف بتدليس التسوية ولابد أن يصرح بالتحديث في جميع الإسناد.
وإلى غير ذلك من المسائل التي تستخرج من هذا الأثر
أسعفونا بما يريح نفوسنا
وجزاكم الله خيرا
محبكم ومقدركم ابن اليعربي

أخي الفاضل : الجملة المذكورة لا إشكال فيها ؛ فقد يفهم بعض العلماء أو طلبة العلم ؛ بل وحتى صغار طلبة العلم مسائل في آيات من كتاب الله تعالى وتكون موافقة للحق ؛ وقد كان صغار الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يفهمون بعض المعاني من آيات لم يفهمها كبارهم وأوعية العلم فيهم وذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء ..
وأما بقية بن الوليد فإنه ثقة وهو من أوعية العلم الكبار ؛ نعم هو مدلس مشهور بالتدليس مكثر له عن الضعفاء ؛ لكن القاعدة عند أهل العلم أن الثقة إذا كان مدلسا وصرح بالتحديث عن الثقات فإنه يقبل حديثه ، ولذا تجد الإمام مسلما روى له عندما صرح بالتحديث عن الثقات ، وكلام أهل العلم في ذلك مشهور متداول .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
هذا ما توصلت إليه بالنسبة لرجال الإسناد:
1- ( د ت س ) إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
قال النسائي عنه : ثقة حافظ للحديث. تهذيب التهذيب
2- م د س ق (مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة) يزيد بن عبد ربه الزبيدي قال عنه ابن معين: ثقة صاحب حديث. تهذيب التهذيب
3- بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد ثقة ما روى عن المعروفين وما روى عن المجهولين فليس بشيء
4- عتبة بن أبي حكيم قال الألباني في السلسلة الضعيفة :الجمهور على تضعيف عتبة بن أبي حكيم وأن ضعفه مفسر مبين فضعفه هو الذي ينبغي اعتماده في ترجمته وقد لخص ذلك كله الحافظ ابن حجر فقال : صدوق يخطىء كثيرا
5- عمارة بن راشد بن كنانة الليثى ويقال ابن راشد بن مسلم روى عن ابى هريرة مرسل وسمع ابا ادريس وجبير بن نفير وروى عن زياد عن معاوية روى عنه عتبة بن ابى حكيم والافريقى وعبد الله بن عيسى سمعت ابى يقول ذلك وسألته عنه فقال هو مجهول. الجرح والتعديل لابن ابي حاتم
والله أعلم.
 
أخي الكريم :
ترجيح الإمام الألباني لتضعيف عتبة فيه نظر ؛ فقد وثقه كثير من الأئمة وحكم بعضهم بأن الجمهور وثقه ؛ والذين ضعفوه لم يبين أغلبهم سبب تضعيفه والجرح لا يقبل إلا مفسرا كما هو معلوم ؛ فأقل أحوال حديثه أن يكون حسنا ؛ لأن المحقق في شأنه يتضح له أنه إنما أوتي من قبل حفظه لا صدقه وعدالته .
وقد قرأت كلام الألباني رحمه الله تعالى الذي ذكرت كله فوجدت فيه تكلفا لا يخفى على من له دراية بعلم الحديث .
بقي أن يقال إن رواية بقية عنه فيها نظر فقد ضعفها بعض الأئمة .
أما بقية فلا مزيد بيان على ما تقدم بشأنه وهو معلوم لدى الجميع .
والخلاصة أن هذا الأثر يمكن أن يطعن في إسناده بتلك العلل مجتمعة ، ولكنه يبقى مع ذلك مقبولا صالحا للاحتجاج .
والله تعالى أعلم .
 
أخي الكريم :
ترجيح الإمام الألباني لتضعيف عتبة فيه نظر ؛ فقد وثقه كثير من الأئمة وحكم بعضهم بأن الجمهور وثقه ؛ والذين ضعفوه لم يبين أغلبهم سبب تضعيفه والجرح لا يقبل إلا مفسرا كما هو معلوم
والله تعالى أعلم .
إليك ماذكره الألباني بشأن عتبة:
أما النووي فقال " المجموع " ( 2/99 ) : فيه عتبة بن أبي حكيم، وقد اختلفوا في توثيقه، فوثقه الجمهور ولم يبين من ضعفه سبب ضعفه والجرح لا يقبل إلا مفسرا فيظهر الاحتجاج بهذه الرواية
قلت (الألباني): وفي هذا الكلام نظر من وجهين :
الأول:قوله: وثقه الجمهور فإن هذا يوهم أن الذين ضعفوه قلة وليس كذلك فقد تتبعت أسماءهم فوجدتهم ثمانية من الأئمة وهم :
1 - أحمد بن حنبل، كان يوهنه قليلا.
2 - يحيى بن معين، قال مرة : ضعيف الحديث، وقال أخرى : والله الذي لا إله إلا هو لمنكر الحديث.
3 - محمد بن عوف الطائي : ضعيف.
4 - الجوزجاني : غير محمود في الحديث، يروي عن أبي سفيان حديثا يجمع فيه جماعة من الصحابة، لم نجد منها عند الأعمش ولا غيره مجموعة.
5 - النسائي : ضعيف، وقال مرة : ليس بالقوي.6 - ابن حبان : يعتبر حديثه من غير رواية بقية عنه.
7 - الدارقطني : ليس بالقوي، كما تقدم.8 - البيهقي : غير قوي، كما يأتي.
وتتبعت أيضا أسما الموثقين فوجدتهم ثمانية أيضا وهم :
1 - مروان بن محمد الطاطري : ثقة.2 - ابن معين : ثقة.3 - أبو حاتم الرازي : صالح.4 - دحيم : لا أعلمه إلا مستقيم الحديث.
5 - أبو زرعة الدمشقي، ذكره في " الثقات ".6 - ابن عدي : أرجوأنه لا بأس به.7 - الطبراني : كان من ثقات المسلمين.
8 - ابن حبان، ذكره في " الثقات ".
هذا كل ما وقفت عليه من الأئمة الذين تكلموا في عتبة هذا توثيقا وتجريحا ومن الظاهر أن عدد الموثقين مثل عدد المضعفين سواء وبذلك يتبين خطأ القول بأنه وثقه الجمهور ولوقيل : ضعفه الجمهور لكان أقرب إلى الصواب وإليك البيان : لقد رأينا اسم ابن معين وابن حبان قد ذكرا في كل من القائمتين، الموثقين والمضعفين، وما ذلك إلا لاختلاف اجتهاد الناقد في الراوي، فقد يوثقه، ثم يتبين له جرح يستلزم جرحه به فيجرحه، وهذا الموقف هو الواجب بالنسبة لكل ناقد عارف ناصح، وحينئذ فهل يقدم قول الإمام الموثق أم قوله الجارح ؟ لا شك أن الثاني هو المقدم بالنسبة إليه، لأنه بالضرورة هو لا يجرح إلا وقد تبين له أن في الراوي ما يستحق الجرح به، فهو بالنسبة إليه جرح مفسر فهو إذن مقدم على التوثيق، وعليه يعتبر توثيقه قولا مجروحا مرجوعا عنه، فيسقط إذن من القائمة الأولى اسم ابن معين وابن حبان كموثقين وينزل عددهم من الثمانية إلى الستة !ثم إن قول ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ليس نصا في التوثيق ولئن سلم فهو أدنى درجة في مراتب التعديل، أو أول مرتبة من مراتب التجريح، مثل قوله : ما أعلم به بأسا كما في " التدريب " ( ص 234 ).ومما سبق يتبين بوضوح أن الجمهور على تضعيف عتبة بن أبي حكيم، وأن ضعفه مفسر مبين، فضعفه هو الذي ينبغي اعتماده في ترجمته، وقد لخص ذلك كله الحافظ ابن حجر في كلمته المتقدمة :صدوق يخطىء كثيرا، فهذا جرح مفسر فمن أين جاء به الحافظ لولا بعض الكلمات التي سبق بيانها من بعض الأئمة ؟
 
أخي الكريم : قرأت كلام الألباني كما بينت لك في المشاركة السابقة ؛ وقلت لك إن فيه تكلفا ظاهرا لا يخفى على مبتدئ في علوم الحديث .
وتوضيحا للواضحات أقول لك : خلاصة كلام الموثقين لعتبة بن أبي حكيم :
قال ابن عدي : َأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ
ونقل ابن شاهين َقول ابن معين عتبَة بن أبي حَكِيم ثِقَة
ونقل المزي وابن عساكر وغيرهما قول مروان بن محمد الطاطري : عتبة بن أبي حكيم ثقة
وقول ابن معين عتبة بن أبي حكيم ثقة
وذكر أبو زرعة نفرا من الثقات فذكر منهم عتبة بن أبي حكيم
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي، عَنْ دحيم: روى عنه الشيوخ، لا أعلمه إلا مستقيم الحَدِيث
وَقَال أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِي: عتبة بْن أَبي حَكِيم من ثقات الْمُسْلِمِينَ.
وقد فهم هذا الكلام إماما الجرح والتعديل المتأخرين : الذهبي وابن حجر ؛ فقال الأول :
هو متوسط حسن الحديث ، وقال الثاني : صدوق يخطئ كثيرا.
فأقل أحوال حديثه أن يكون حسنا ؛ وبقيت علة تضعيف ابن حبان رحمه الله تعالى لرواية بقية عنه ؛ فلم أجد ما تعلل به رواية بقية عنه ولم أجد من أهل العلم من نص على ذلك غير ابن حبان ؛ مع أنه ذكر عتبة في كتابه الثقات . والله تعالى أعلم .
الكامل في ضعفاء الرجال (7 / 66) لابن عدي. الثقات لابن شاهين (ص: 181) تاريخ دمشق لابن عساكر (38 / 232) تهذيب الكمال في أسماء الرجال (19 / 302) ميزان الاعتدال (3 / 28)
والله تعالى أعلم .
 
بارك الله فيك على توضيح الواضحات وتوسيع الواسعات وتكبير الكبيرات
وجزيتم خيرا
أخي الكريم : تركت كفة خاوية ، والعدل أن تقول إني أنا قمت بتوضيح الواضحات ، وأنك أنت وسعت الواسعات وكبرت الكبيرات وشعبت المتشعبات ؛ فاستحققت - بفتح التاء على الخطاب - بذلك شكر الشاكرين ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإليكم هذا الأثر الذي أقل ما يقال عنه أنه من متين العلم حقا، يثلج الصدر ويبهج النفس ويعجز عن وصفه اللسان فرضي الله عن قائله الذي قال عنه رسول صلى الله عليه وسلم عندما بعثه قاضيا إلى أهل اليمن ( إني بعثت لكم خير أهلى).
الْأَثَرِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ ثْنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ثَنِي عِمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ الْكِنَائِيُّ عَنْ زِيَادٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ :
يَقْرَأُ الْقُرْآنَ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ لَهُ فِيهِ هَوًى وَنِيَّةٌ يُفَلِّيهِ فَلْيَ الرَّأْسِ يَلْتَمِسُ أَنْ يَجِدَ فِيهِ أَمْرًا يَخْرُجُ بِهِ عَلَى النَّاسِ أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِهِمْ أُولَئِكَ يُعْمِي اللهُ عَلَيْهِمْ سُبُلَ الْهُدَى،
وَرَجُلٌ يَقْرَؤُهُ لَيْسَ لَهُ فِيهِ هَوًى وَلَا نِيَّةٌ يُفَلِّيهِ فَلْيَ الرَّأْسِ ، فَمَا تَبَيَّنَ لَهُ مِنْهُ عَمِلَ بِهِ وَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ وَكَلَهُ إِلَى اللهِ ، لَيَتَفَقَّهَنَّ أُولَئِكَ فِقْهًا مَا فَقِهَهُ قَوْمٌ قَطُّ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ مَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَيَبْعَثَنَّ اللهُ لَهُ مَنْ يُبَيِّنُ لَهُ الْآيَةَ الَّتِي أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ أَوْ يُفْهِمَهُ إِيَّاهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ) تفسير المنار(3/147)

فأرجو من مشائخنا الفضلاء التكرم بالحديث عن هذا الأثر من خلال:
أولا: الإسناد صحة وضعفا
ثانيا:من خرجه من أئمة الحديث
ثالثا:من شرحه من العلماء
رابعا:الفوائد والاستنباطات
وههنا ملاحظة: {لمَ أغفل كبار علماء التفسير إيراد هذا الأثر في مصنفاتهم}
وجزاكم الله خيرا

وهناك أمر ألا وهو لما أغفل كبار علماء التفسير إيراد هذا الأثر في مصنفاتهم:
1- يبدو لي أن المعاني التي دار عليها هذا الأثر يوجد معناها في كثير من النصوص .
2- وقد أشكل علي أمر يخص العبارة التالية :
" لَيْسَ لَهُ فِيهِ هَوًى وَلَا نِيَّةٌ "
النية لابد أن تكون حاضرة ، فالأعمال بالنيات ، فيحتاج المرء إلى تفسير للمقصد وتوضيح لأمر موهم قليلا ، والله أعلم.
 
أختي أظن أن النية هنا ليست كالنية في الحديث الشريف والله أعلم
 
هذا الإسناد ذكره البخاري في التاريخ الكبير.
وعمارة بن راشد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه الذهبي : (روى عنه جماعة، ومحله الصدق).
وأما زياد فالأقرب أنه مولى ابن عياش، وهو يروي عن معاذ بلاغاً.
والله تعالى أعلم.
 
أختي أظن أن النية هنا ليست كالنية في الحديث الشريف والله أعلم
أختي قلت سابقا:
وقد أشكل علي أمر يخص العبارة التالية :
" لَيْسَ لَهُ فِيهِ هَوًى وَلَا نِيَّةٌ "
عندما ينفي الهوى لا إشكال ، لأنه كما أعلم مذموم على كل حال ، أما نفي وجود النية بالكلية ، فهذ الذي جعلني أذكر حديث:
إنما الأعمال بالنيات
فكيف يرزق العبد توفيقا بلا نية
قال الربيع بن سليمان كنا يومًا عند الشافعي إذا جاء شيخ عليه ثياب صوف و في يده عُكـازة ، فقام الشافعي وسوّى عليه ثيابه و سلّم على الشيخ و جلس ، و أخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ : أسأَل ؟
الشافعي : سَل .
الشيخ : ما الحجة ( الدليل و البرهان ) في دين الله ؟؟
الشافعي : كتاب الله
الشيخ : و ماذ ؟
الشافعي : سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الشيخ : و ماذا ؟؟
الشافعي : اتفاق الأمة .
الشيخ : من أين قُلت : إتفاق الأمة .؟؟
( تدبّر الشافعي ساعة ، فقال الشيخ )
الشيخ : أجلتك ثلاثًا ، فإن جئت بحجة من كتاب الله و إلا تب إلى الله تعالى .
( فتغيّر لون الشافعي ، ثم إنه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر و العصر و قد انتفخ وجهه و يداه و رجلاه و هو مِستقام ، فجلسَ ، فلم يكن بأسرع من أن جـاء الشيخ ، فسلم و جلس فقال )
الشيخ : حاجتي
الشافعي : نعم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى : " و من يُشاقق الرسول من بعد ماتبيّن له الهُدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولّى "
فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض .
الشيخ : صدقــت .
( قام فذهب )
( ثم قال الشافعي لجلسائه ) قرأت القرآن ، في كل يوم و ليلة ثلاث مرّات حتى وقفت عليه ! . " أهـ
فقد يذاكر العالم ويدرس مجتهدا لحل مسألة كما في القصة السابقة ، لا قاصدا اتباع الهوى ولا ينوي ذلك ، وأيضا لا يخلوا من النية الطيبة المباركة ، وهذه النقطة مشكلة أيضا لمن راجع الأثر ، و تحتاج توجيها ليزول الإشكال والإيهام.
والله أعلم.
 
ينظر للفائدة موضوع :
ميل ابن عاشور إلى ضعف دلالة (ومن يشاقق الرسول) على حجية الإجماع.
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=12749
فقد يشكل عل البعض إجابة الإمام الشافعي ثم رجوعه لكتاب الله تعالى باحثا ودارسا للأمر مرة أخرى .
 
الإخوة الأفاضل ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من العلامات الدالة على صحة المتن أن يوافق روح الكتاب والسنة :
فالقرآن الكريم قسم الناس من حيث قراءة القرآن وتأويله إلى قسمين :
الأول : طائفة في قلوبهم زيغ : يتبعون الهوى في التفسير ، ولهم نية مبيتة للفتنة . جاء في تفسير الطبري "عن عائشة رضي الله عنها قالت : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ } إلى قوله :{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} فقال : فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم "
الثاني : الراسخون في العلم : يتبعون الحق ( لا هوى في النفس ولا نية مبية للفتنة ) ، يؤمنون بالقرآن كله محكمه ومتشابهه .
والتقوى أساس العلم : {... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282
والعلم يأتي بالطلب والسعي إليه . والفهم من الله : {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ...} الأنبياء79
ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس بقوله : (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل )) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب .
والله أعلم
 
أشكر الجميع على ما تفضلوا به ،،
وأود أن أذكر مثالا لما ورد في هذا الأثر وذلك في قوله(حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ مَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَيَبْعَثَنَّ اللهُ لَهُ مَنْ يُبَيِّنُ لَهُ الْآيَةَ الَّتِي أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ أَوْ يُفْهِمَهُ إِيَّاهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ)
والمثال هو:
قال أبو حيان في تفسيره:
(وقبل تسطير هذه الأقوال هنا وقعت على جملة منها فلم يلق لخاطري منها شيء فرأيت في النوم أنني أمشي في رصيف ومعي رجل أباحثه في قوله كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ فقلت له ما مرّ بي شيء مشكل مثل هذا ولعل ثم محذوفا يصح به المعنى وما وقفت فيه لأحد من المفسرين على شيء طائل ثم قلت له ظهر لي الساعة تخريجه وأن ذلك المحذوف هو نصرك واستحسنت أنا وذلك الرجل هذا التخريج ثم انتبهت من النوم وأنا أذكره)
مثال آخر:
قال ابن سعدي في تفسيره عند قوله تعالى(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ):
وهذا الموضع من أشكل المواضع عليَّ في التفسير، فإن ما ذكره كثير من المفسرين، من أن المراد بالذرية الآباء، مما لا يعهد في القرآن إطلاق الذرية على الآباء، بل فيها من الإيهام، وإخراج الكلام عن موضوعه، ما يأباه كلام رب العالمين، وإرادته البيان والتوضيح لعباده....فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد اللّه تعالى ....وهو أنه سيكون أعظم آيات الفلك في غير وقتهم وفي غير زمانهم حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية الشراعية منها والنارية والجوية السابحة في الجو كالطيور ونحوها والمراكب البرية مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية نبَّه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال:
{ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } أي: المملوء ركبانا وأمتعة) انتهى باختصار.
وحبذا لو تم جمع أقوال علماء التفسير عن آيات أشكل عليهم تفسيرها ثم تبين لهم بعد مدة من البحث والمطالعة معناً آخر أو ترجيحُ معناً سابق .
وجزاكم الله خيرا
 
التعديل الأخير:
أشكر الجميع على ما تفضلوا به ،،
وأود أن أذكر مثالا لما ورد في هذا الأثر وذلك في قوله(حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ مَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَيَبْعَثَنَّ اللهُ لَهُ مَنْ يُبَيِّنُ لَهُ الْآيَةَ الَّتِي أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ أَوْ يُفْهِمَهُ إِيَّاهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ)

مثال آخر:
قال ابن سعدي في تفسيره عند قوله تعالى(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ):
وهذا الموضع من أشكل المواضع عليَّ في التفسير، فإن ما ذكره كثير من المفسرين، من أن المراد بالذرية الآباء، مما لا يعهد في القرآن إطلاق الذرية على الآباء، بل فيها من الإيهام، وإخراج الكلام عن موضوعه، ما يأباه كلام رب العالمين، وإرادته البيان والتوضيح لعباده....فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد اللّه تعالى ....وهو أنه سيكون أعظم آيات الفلك في غير وقتهم وفي غير زمانهم حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية الشراعية منها والنارية والجوية السابحة في الجو كالطيور ونحوها والمراكب البرية مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية نبَّه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال:
{ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } أي: المملوء ركبانا وأمتعة) انتهى باختصار.
وحبذا لو تم جمع أقوال علماء التفسير عن آيات أشكل عليهم تفسيرها ثم تبين لهم بعد مدة من البحث والمطالعة معناً آخر أو ترجيحُ معناً سابق .
وجزاكم الله خيرا

هذا الاختيار من ابن سعدي رحمه الله تعالى ترد عليه اعتراضات لا يقف أمام أي واحد منها .
ولعل أضعفها يسقطه ؛ وهو : كيف يعجز الله تعالى قوما ويقيم عليهم الحجة بشيء لم ولن يشاهدوه أو يشاهدوا مثله ..؟
هذا فضلا عن أنه لم يقل به أحد قبله فيما أعلم .
وأقوى التفاسير عندي في الآية الكريمة قولان :
1 - أن المقصود بالذرية الآباء وهذا ليس بممتنع لا لغة ولا شرعا .
2 - أن المقصود بالذرية الأبناء في أصلاب آبائهم عندما كانوا في سفينة نوح عليه الصلاة والسلام .
والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى