أثر العلوم على المصنفين في علوم القرآن .

إنضم
15 أبريل 2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
لعلي لست بحاجة إلى تقرير تداخل بعض أنواع العلوم ـ أو مسائلها ـ في علوم متعددة ، وإذا كانت هذه حقيقة لا غبار عليها ، فإنه مما لا شكَّ فيه أن من سبق بالتصنيف والتأليف ، فإنه سيكون له أثر على من سيصنف في علم آخر يشترك مع علم هذا المصنِّف .
وانظر ـ على سبيل المثال ـ ما كتبه سيبويه ( ت : تقريبًا : 175 ) في (باب الإدغام) ، فهو أصل لكل من بعده في هذا الباب ، خصوصًا من كتب في باب المخارج والصفات من علماء القراءة والتجويد ، سواءٌ في ذلك من اطَّلع على كلامه مباشرة أو من نقل ممن تقدمه من المقرئين والمجودين .
وهذه الاستفادة ممن سبق في التأليف لا يخرج عنها علم من العلوم ، لكن قد يحصل تهذيب وتطوير لتلك المسائل ذلك العلم المنقول منه ليتناسب مع مادة العلم المنقول إليه .
وإذا كانت بعض أنواع العلوم تكون مشتركةً بين العلوم ، فلا يقال : إنها أصل في هذا العلم ، وهي دخيلة على هذا العلم ؛ كما هو الحال في ملاحظة بعض العلماء أن علم المنطق دخيل على علم أصول الفقه .
وإنما يقال ـ في مثل هذه الحال ـ : إن الفضل للمتقدِّم في التأليف ، ثم ننظر في المتأخِّر ـ إذا كتب في هذا النوع من العلم المشترك الذي قد سُبق إليه ـ لأمور :
1 ـ هل أدخل من هذا النوع ما لا يدخل في علمه أو لا ؟
مثال ذلك : إننا نجد في كتب التجويد في صفات الحروف ( الذلاقة ، وضدها الإصمات ) ، وهاتان الصفتان لا علاقة لهما بالتجويد ، ودليل ذلك قول الخليل بن أحمد ( ت : 170 تقريبَا ) في مقدمة كتابه ( العين ) ، قال الليث : (قال الخليل: فإن وَرَدَتْ عليك كلمة رباعيَّة أو خماسيَّة معرَّاة من حروف الذَلَق أو الشفوية ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أنَّ تلك الكلمة مُحْدَثة مُبْتَدَعة، ليست من كلام العرب لأنك لست واجداً من يسمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعيَّة أو خماسيَّة إلاَّ وفيها من حروف الذَلَق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر.
قال الليث: قلت: فكيف تكون الكلمة المولدة المبتدعة غير مشوبة بشيء من هذه الحروف؟ فقال: نحو الكَشَعْثج والخَضَعْثَج والكَشَعْطَج وأشباهِهِنَّ، فهذه مولَّدات لا تجوز في كلام العرب، لأنه ليس فيهن شيء من حروف الذَلَق والشفوية فلا تَقْبَلنَّ منها شيئاً، وإنْ أشبَهَ لفظهم وتأليفهم، فإن النحارير منهم ربَّما ادخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللَّبس والتَعنُّيت) .
وإذا تأملت كلامه ؛ ظهر لك أن هاتين الصفتين لهما علاقة بمعرفة العربي من الأعجمي ، ولا علاقة له بالتجويد ، وذكرهما فيه فضلة لا تدعو الحاجة إليه .
2 ـ هل أضاف ما يحتاجه إليه علمه أو لا ؟
ومن أمثلة السلبية في هذا أننا لا نجد المصنفين في علو م القرآن يذكرون في علم الناسخ والمنسوخ مصطلح النسخ عند المتقدمين ، ومن أسباب ذلك أنهم إنما نقلوا مادة بحثهم في الناسخ والمنسوخ من كتب علماء أصول الفقه ، وعلماء أصول الفقه لم يُعنوا بهذا ، فأغفلوه ، فأغفله من كتب في علوم القرآن .
وإضافة ما يتعلق بمبحث مفهوم النسخ عند السلف ، وما يترتب عليه من أهم موضوعات الناسخ والمنسوخ في كتب علوم القرآن لوقوع تطبيقات كثيرة جدًا في هذه المسألة .
ومن باب الفائدة ، فإن الشاطبي ( ت : 790 ) قد تنبه لهذا ، وعقد لهذا الموضوع المسألة الثالثة من ( الفصل الثاني : في الإحكام والنسخ ) ، فقال : (المسألة الثالثة : وذلك أن الذي يظهر من كلام المتقدمين أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين فقد يطلقون على تقييد المطلق نسخا وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخا وعلى بيان المبهم والمجمل نسخا كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر نسخا لأن جميع ذلك مشترك في معنى واحد ) ، ثم ذكر تفصيل هذه المسألة ، والأمثلة الواردة فيها ، وبينها بيانًا شافيًا .
والموضوع في هذا يطول ، لكن لعلي أنقل ثلاثة نصوص يتبين منها أصل الموضوع الذي ذكرته لك ، ثم أبين من خلال النقل ما وقع من تأثُّرٍ بتقسيم ذلك العلم على علوم القرآن .
قال الزركشي ( ت : 794 ) : (لما كانت علوم القرآن لا تحصى، ومعانيه لا تستقصى، وجبت العناية بالقدر الممكن، ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع، ولما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه، وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة، ما بهر القلوب عجباً ليكون مفتاحاً لأبوابه، عنواناً في كتابه، معيناً للمفسر على حقائقه، مطلعاً على بعض أسراره ودقائقه، وسميته البرهان في علوم القرآن) .
وقال البلقيني ( ت : 824 ) في مواقع العلوم من مواقع النجوم : (قد اشتهرت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس، وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث وتلك الأنواع في سنده دون متنه، أوفي مسنديه وأهل فنه وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة، فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف)
وقال السيوطي ( ت : 911 ) في الإتقان : (ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتاباً في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث) .
فهؤلاء العلماء الثلاثة نظروا إلى علوم الحديث ، وهم يؤلفون في علوم القرآن ، لذا أثَّر عليهم هذا النظر ، ومن ذلك ما ورد في أسانيد القراءات :
قال البلقيني ( ت : 824 ) : ( الأمر الثاني: السند، وهوستة أنواع: المتوتر، الآحاد، الشاذ، قراءات النبي صلى الله عليه وسلم، الرواة، الحفاظ).
وقال السيوطي ( ت : 911 ) : (الثاني والعشرون: معرفة المتواتر. الثالث والعشرون: في المشهور. الرابع والعشرون: في الآحاد. الخامس والعشرون: في الشاذ. السادس والعشرون: الموضوع. السابع والعشرون: المدرج) .
والقراءات لا تخرج عن وصفين : متواترة أو شاذة ، وهذا بغض النظر عن المصطلحات العلمية التي يطلقها العلماء على القراءة المقبولة ( مستفيضة ، مشهورة ، قراءة العامة ... الخ ) .
وما تراه من الآحاد ، والموضوع ، والمدرج ، فإنه من أثر تقسيمات علماء الحديث ، ولا فائدة علمية أو عملية له في علم القراءة .
وإنا إذ أطرح هذه الفكرة بإيجاز ؛ أحب أن ألفت نظر إخواني إلى هذه المسألة ، وهي تداخل معلومات العلوم فيما بينها ، متى تتفق في العلمين ، ومتى تتمايز عن بعضهما ، وكيف يمكننا أن نخلص من هذا التداخل بالتعرف على ما نحتاج في هذا العلم وذاك ، وما لا نحتاج لكي نًلمَّ بأصول كلِّ علم ، ويكون عندنا القدرة على الاستيعاب .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخي الحبيب مساعد الطيار..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
هي نعمة من الله تعالى علي و عليك أغبط بها نفسي و أغبطك بها أن أتعلم منك و لا أجلس إليك فتثاب لعلمك التي تبثه و أثاب في العلم الذي أبحث عنه..
فجزاك الله خيرا..
و لعلي أسألك في ما كتبت بعض الاسئلة فاصبر علي..
فقد قلت
قال الزركشي ( ت : 794 ) : (لما كانت علوم القرآن لا تحصى، ومعانيه لا تستقصى، وجبت العناية بالقدر الممكن، ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع، ولما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه، وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة، ما بهر القلوب عجباً ليكون مفتاحاً لأبوابه، عنواناً في كتابه، معيناً للمفسر على حقائقه، مطلعاً على بعض أسراره ودقائقه، وسميته البرهان في علوم القرآن) .
.


-هل أحصيت علوم القرآن و استقصيت ؟ فإني أفهم من كلام الزركشي أن علوم القرآن في زمنه لم يؤتى عليها.. فإن كان كذلك .. هل يجوز الحديث عن علم العدد في القرآن ؟
- ما المقصود بالمتقدمين ؟ و هل أن الصحابة من هؤلاء المتقدمين الذين تحدث عنهم الزركشي ؟
هل الكلام عن الاعجاز في القرآن مرادف للتفسير ؟ أم أنهم ضربين من علوم القرآن ؟
كل واحد هو معين للثاني ؟ فإني أرى أن فهم الناس لعلم الاعجاز أنه نوع من التفسير بالرأي.. أرجو توضيحا أثابنا و أثابكم الله


وقال البلقيني ( ت : 824 ) في مواقع العلوم من مواقع النجوم : (قد اشتهرت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس، وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث وتلك الأنواع في سنده دون متنه، أوفي مسنديه وأهل فنه وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة، فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف)
.


قد ذكر البلقيني أنه ألف فيما وصل إلى علمه مما حواه القرآن من علوم.. فهل ثمة علوم لم تصل إلى علمه و لم تصل إلى علم معاصريه ؟

وقال السيوطي ( ت : 911 ) في الإتقان : (ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتاباً في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث) .
.

لماذا تعجب السيوطي من المتقدمين كونهم لم يؤلفوا في علوم القرآن كتبا ؟
و لماذا رأى أن يؤلف فيه ؟
و هل أصاب السيوطي في ذلك ؟

فهؤلاء العلماء الثلاثة نظروا إلى علوم الحديث ، وهم يؤلفون في علوم القرآن ، لذا أثَّر عليهم هذا النظر
.


قد ذكرتها أن كل من تعلم علما أثر فيه.. و أرى أن من اختص بعلوم الطبيعة و الرياضيات إذا تدبر القرآن فإن أثر علمه سيظهر عليه.. و ربما يظهر ذلك في من كتب عن الاعجاز العلمي و العددي في القرآن.. فهل يلام أؤلئك على ذلك ؟ أم يوجهوا ؟
وفقني و وفقكم الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركته
يغفر الله لي و لكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .

أما بعد :

لقد استفدت مما كتب جزاكم الله خيرا .

والقراءات لا تخرج عن وصفين : متواترة أو شاذة ، وهذا بغض النظر عن المصطلحات العلمية التي يطلقها العلماء على القراءة المقبولة ( مستفيضة ، مشهورة ، قراءة العامة ... الخ ) .
وما تراه من الآحاد ، والموضوع ، والمدرج ، فإنه من أثر تقسيمات علماء الحديث ، ولا فائدة علمية أو عملية له في علم القراءة .
وإنا إذ أطرح هذه الفكرة بإيجاز ؛ أحب أن ألفت نظر إخواني إلى هذه المسألة ، وهي تداخل معلومات العلوم فيما بينها ، متى تتفق في العلمين ، ومتى تتمايز عن بعضهما ، وكيف يمكننا أن نخلص من هذا التداخل بالتعرف على ما نحتاج في هذا العلم وذاك ، وما لا نحتاج لكي نًلمَّ بأصول كلِّ علم ، ويكون عندنا القدرة على الاستيعاب .

إن التقسيم الذي تبناه العلماء وشابه تقاسيم علم الحديث ،
قد نعلم به الرواية التي يجوز أن نقرأ بها في الصلاة .
وقد نعلم به الرواية التي يجوز العمل بها ( الأحكام )
فالرواية الشاذة لايجوز القراءة بها في الصلاة ، لكن استدل بها العلماء عند استنباطهم للأحكام .
فهذا التقسيم لا يخلو من فائدة .
وقد فكرت في أمر لا أدري هل حصل أم لا قبلا وهو أنه لو وجدت قراءات للفظة مشورة وآحاد وشاذة ، وكانت المشهورة دالة على حكم والشاذة على آخر فمن نقدم ، طبعا هذا أمر على وجه الافتراض.
إن العلماء عندما دونوا العلوم في السابق راعوا في وجهة نظري التكامل بين العلوم وسعوا لخدمة الهدف الأسمى وهو خدمة الدين وحماية بيضته والدفاع عنه ، وهذا معلوم، ويظهر أنهم راعوا هذا الضابط ، وعلم الحديث من علوم الآلة وضعه العلماء لخدمة علوم الشريعة وحفظ الدين ، فلا ضير إن استفاد منه أهل العلم كل في موقعه متى احتاج .

والله أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .

وقد فكرت في أمر لا أدري هل حصل أم لا قبلا وهو أنه لو وجدت قراءات للفظة مشورة وآحاد وشاذة ، وكانت المشهورة دالة على حكم والشاذة على آخر فمن نقدم ، طبعا هذا أمر على وجه الافتراض.

والله أعلم وأحكم.

للفائدة :
المرء يقول كلمة تبقى في ذمته ، وقد بحثت لأجد التالي:

إن الرأي الراجح والله أعلم – هو جواز صحة الاحتجاج بالقراءات الشاذة وذلك لأن ما يرويه الصحابي إما أن يكون قرآنًا أو يكون خبرًا وهذا الأخير إما سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام أو هو قول له فإن كان قرآنًا صُير إليه.

إن الفروق بين القراءات المتواترة والشاذة تكون في التعدد في الصور اللفظية ووجوه المعاني وغيرهما.

يقول ابن عبدالبر (الاحتجاج بما ليس في مصحف عثمان قال به جمهور العلماء ويجري عندهم مجرى خبر الواحد في العمل به دون القطع" .

ويفهم من كلام هذا الإمام أن الشافعية يقبلون القراءة البيانية ويعملون بها إذا صح سندها ولم يكن لها خبر يعارضها أو قياس.

مثال:
قوله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، في قراءة عائشة وابن عباس وجماعة: ((والصلاة الوسطى هي صلاة العصر)) [65، ص15] و[25، ج2 ص240].

وبناء على ورود القراءة الشاذة في الآية اختلف العلماء في المعنى المراد بالصلاة الوسطى، فذهب الجمهور إلى أنها صلاة العصر مستندين إلى القراءة الشاذة والبعض الآخر منهم ذهب كذلك إلا أنه لم يستند إلى القراءة بل استند إلى الأحاديث الصحيحة التي جاءت ببيان ذلك كالأحناف والشافعية كقوله عليه الصلاة والسلام "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا".

وذهب المالكية إلى أنها صلاة الصبح واحتجوا بما جاء بعدها من نهاية الآية "وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" فقالوا كونها قرنت بالقنوت ولم يثبت إلا لصلاة الفجر فدل على أن المراد بها صلاة الصبح، ولم يحتجوا بالقراءة الشاذة، فدل هذا على أن للقراءة الشاذة أثر على الأحكام الفقهية.

وروي أنها جاءت في مصحف عائشة " والصلاة الوسطى وصلاة العصر "
فقال أهل العلم أن العطف هنا عطف صفة ، لا عطف ذات ، وهذا التأويل لابد منه لوقوع هذه القراءة المحتملة في مقابل النصوص الصريحة الصحيحة من السنة النبوية .
فهذه القراءة من المتشابه .

وقد اتفق العلماء على أن الصلاة الوسطى آكد الصلوات الخمس ، واختلفوا في تعيننها .
فالقراءة المتواترة مطلقة لا تحدد صلاة معينة .
والقراءة الشاذة دلت على أنها صلاة العصر .
واجتهد العلماء للتوفيق بين الأحاديث والقراءات .
وقد ذهب جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
وقد قدمت الآية الشاذة على المتواترة ، لأنها وضحت المعنى ، مع ملاحظة أنة لا تضاد بين القراءتين .

ينظر:
أثر اختلاف القراءات في الأحكام الفقهية. د. عبدالله الدوسري.
القراءات الشاذة: أحكامها وآثارها.
د. إدريس حامد محمد
المصدر: جامعة الملك سعود، عمادة البحث العلمي، مركز بحوث كلية التربية، رقم (201)، 1424هـ-2003م
http://www.alukah.net/articles/1/51.aspx


والله أعلم وأحكم.
 
... وهذه الاستفادة ممن سبق في التأليف لا يخرج عنها علم من العلوم ، لكن قد يحصل تهذيب وتطوير لتلك المسائل ذلك العلم المنقول منه ليتناسب مع مادة العلم المنقول إليه .
وإذا كانت بعض أنواع العلوم تكون مشتركةً بين العلوم ، فلا يقال : إنها أصل في هذا العلم ، وهي دخيلة على هذا العلم ؛ كما هو الحال في ملاحظة بعض العلماء أن علم المنطق دخيل على علم أصول الفقه ....
2 ـ هل أضاف ما يحتاجه إليه علمه أو لا ؟...
وإنا إذ أطرح هذه الفكرة بإيجاز ؛ أحب أن ألفت نظر إخواني إلى هذه المسألة ، وهي تداخل معلومات العلوم فيما بينها ، متى تتفق في العلمين ، ومتى تتمايز عن بعضهما ، وكيف يمكننا أن نخلص من هذا التداخل بالتعرف على ما نحتاج في هذا العلم وذاك ، وما لا نحتاج لكي نًلمَّ بأصول كلِّ علم ، ويكون عندنا القدرة على الاستيعاب .
حفظكم الله شيخنا الفاضل ونفع بكم وبارك فيكم،
ما شاء الله فوائد نفسية أسأل الله أن ينفعنا بكم وبعلمكم،
وبعد، فهناك أمور :
الأول : ذكر الزركشي (794هـ) كلاماً ماتعاً في بداية كتابه الأصولي "البحر المحيط"،
ذكره في معرض رده على من قال إن علم الأصول مأخوذ من غيره فلا حاجة إليه وفيه إشارة إلى ما ذكرتم شيخنا من حصول التهذيب والتطوير للمسائل المنقولة من فن إلى فن.
وكذلك أشار إلى قولكم فيمن أخذ من علم آخر : هل أضاف ما يحتاجه إليه علمه؟ فقد ذكر ما أضافه الأصوليون في المباحث النحوية واللغوية.
فما أشرتم إليه حفظكم الله يبدو أنه قد حصل فيه كلام قديم وأن بعض من يمارس فناً إذا رأى مسائل في فن آخر تشبه مسائل فنه قد يتوهم أو يقول إن هذا مأخوذ من فني مع أنه لو نظر ودقق قد يجد فروقاً.
وسأسوق كلام الزركشي هنا لنفاسته قال رحمه الله :
".... فإن قيل هل أصول الفقه إلا نبذ جمعت من علوم متفرقة نبذة من النحو كالكلام على معاني الحروف التي يحتاج الفقيه إليها والكلام في الاستثناء وعود الضمير للبعض وعطف الخاص على العام ونحوه ونبذة من علم الكلام كالكلام في الحسن والقبح وكون الحكم قديما والكلام على إثبات النسخ وعلى الأفعال ونحوه ونبذة من اللغة كالكلام في موضوع الأمر والنهي وصيغ العموم والمجمل والمبين والمطلق والمقيد ونبذة من علم الحديث كالكلام في الأخبار فالعارف بهذه العلوم لا يحتاج إلى أصول الفقه في شيء من ذلك وغير العارف بها لا يغنيه أصول الفقه في الإحاطة بها فلم يبق من أصول الفقه إلا الكلام في الإجماع والقياس والتعارض والاجتهاد وبعض الكلام في الإجماع من أصول الدين أيضا وبعض الكلام في القياس والتعارض مما يستقل به الفقيه ففائدة أصول الفقه بالذات حينئذ قليلة؛
فالجواب منع ذلك فإن الأصوليين دققوا النظر في فهم أشياء من كلام العرب لم تصل إليها النحاة ولا اللغويون فإن كلام العرب متسع والنظر فيه متشعب فكتب اللغة تضبط الألفاظ ومعانيها الظاهرة دون المعاني الدقيقة التي تحتاج إلى نظر الأصولي باستقراء زائد على استقراء اللغوي مثاله دلالة صيغة افعل على الوجوب ولا تفعل على التحريم وكون كل وأخواتها للعموم ونحوه مما نص هذا السؤال على كونه من اللغة لو فتشت لم تجد فيها شيئا من ذلك غالبا وكذلك في كتب النحاة في الاستثناء من أن الإخراج قبل الحكم أو بعده وغير ذلك من الدقائق التي تعرض لها الأصوليون وأخذوها من كلام العرب باستقراء خاص وأدلة خاصة لا تقتضيها صناعة النحو وسيمر بك منه في هذا الكتاب العجب العجاب"
الثاني : سعت الشيخ محمد عمر بازمول مرةً ذكر أنه بحث بحثا يتعلق بطريقة أو خصائص تناول العلوم أو قريب من هذا العنوان لأني فهمت الفكرة ولكني لم أضبط العنوان، وفهمت أنه يريد أن أصحاب الفنون يختلفون في تناول الموضوع الواحد حسب ما يقتضيه فنهم قال ولو لم يكن كذلك لم يكن لأخذهم لها ودراستها في فنهم فائدة،
وذكر أن دراسة مباحث النحو في علوم القرآن ينبغي أن تدرس بناء على تقرير أصحاب علوم القرآن،
وقد مثل بحروف العطف فلها في القرآن أحكام خاصة غير ما عند النحاة قال : مثلاً الواو في القرآن تقتضي الترتيب وفي اللغة لا تقتضيه.
كذلك إذا أتيت إلى مباحث السنة في الأصول فلا تدرسه على نظرة المحدثين فلكل أصحاب فن نظرة.
وذكر الشيخ بازمول أيضاً :أن شيخ الإسلام أشار إلى هذا في مقدمة أصول التفسير لما ذكر أن بعض المفسرين قد يصحح قول ابن عباس أو ابن مسعود وإن كان ضعيفاً لشهرته عند تلاميذه ولكونه روي عنهم ذلك - فهذا تصحيح للمعنى - وقد ذكر الشيخ بازمول أن أحكام المحدث ينظر فيها إلى المعنى وإلى النسبة بخلاف الأصولي فينظر إلى المعنى.
هذا الذي فهمتُ من كلام الشيخ وإن شاء الله أكون أصبت الفهم لأني لم أطلع على بحثه وإنما سمته ذكره وذكر الأفكار السابقة في محاضرة في الجامعة الإسلامية بتاريخ2/4/1429هـ وعنوان المحاضرة : "اختلاف القراآت وأثره في التفسير" فمن عنده عن البحث علم عن طبعه أو وجوده فليفدنا.
الثالث : قولكم حفظكم الله :" كما هو الحال في ملاحظة بعض العلماء أن علم المنطق دخيل على علم أصول الفقه" جزاكم الله خيراً، علم المنطق كما تعلمون متقدم على أصول الفقه لأنه علم يوناني وإنما ترجم في عهد المأمون،
فهل اعتبار هؤلاء العلماء له دخيلاً لعدم الفائدة من إدخاله في علم الأصول أو لأمر آخر وكما تعلمون أن الأصوليين هم الآخذون من المناطقة،
وقد سبق كلام الزركشي لما قال :"ونبذة من علم الكلام كالكلام في الحسن والقبح وكون الحكم قديما والكلام على إثبات النسخ وعلى الأفعال ونحوه"
ففيه أن الأصوليين أخذو من المناطقة.
وأشار أبو زرعة العراقي أيضاً أن الأصوليين أخذوا من المناطقة لما ذكر الدلالات وهل يشترط في اللزوم أن يكون ذهنياً قال :" بل هو - أي الأصولي - كالمنطقي في ذلك وعنه تلقى هذه الدلالات والله أعلم" كما في الغيث الهامع شرح جمع الجوامع (1/114).
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
 
جزاكم الله خيرا ونفع بكم

على هذا نحتاج إلى دراسة علوم القرآن بشتى أنواعها دراسة جديدة بنفس المفسرين(وربما إعادة صياغة )
ويبقى المجال فسيحا ورحبا خاصة في التطبيقات من خلال كتب التفسير.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا يافضيلة المستشار...وجزى سبحانه باقي المشاركين..
ان علوم القرآن الكريم بحاجة والله تعالى أعلم الى-
1- الأختصار العلمي غير المخل.
2-التبسيط بمعنى صياغة العبارة السهلة المفهومة من أغلب القراء.
3-أبتكار الأفكار التي تؤدي الى انتشار تلك العلوم وترسيخها في العقول ولعل فضيلتكم
قد ساهم في هذا الأمر من خلال المخططات التوضيحية لعلوم القرآن الكريم.
4-نقد الكتب السابقة فربما وردت هنات من بعض المؤلفين تشوش الفهم السليم فمثلا
الكتب التي ذكرتها ياشيخ حفظكم الله تعالى..وهي البرهان والمواقع والأتقان أتمنى ان
تكتب عنها(ملاحظات)تساعد طلبة العلم في الفهم والأدراك.
وبارك الله تعالى في وقتكم حتى تخدموا كتاب الله تعالى والسلام.

البهيجي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل)
البهيجي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...ومن الأمور التي بحاجة الى مراجعة ان الكتب
والبحوث في علوم القرآن الكريم مستمرة بالنشر...ولكن الهفوات والتطويل وقلة التركيز
مستمرة وكأن البعض يتوهم أن كلما كبر حجم الكتاب كان أفضل!
ولهذا فأني أقترح-إن كان ممكنا-تشكيل لجنة إستشارية في هذا الملتقى المبارك تدعو
من يرغب بنشر كتابا أن يعرضه على اللجنة المقترحة لغرض تقييم الكتاب ونصح
مؤلفه..لخدمة القرآن الكريم والبحوث والكتب المتعلقة به....والله تعالى أعلم.

البهيجي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم...ومن الأمور التي أراها مفيدة لفهم علوم القرآن الكريم (تأليف موسوعة
لعلوم القرآن الكريم تجمع دقائق هذه العلوم بعبارة مفهومة ولاأدري هل أن هناك هيئة
علمية تسعى لهذا الأمر أو باشرت به؟)....أرجو الإجابة.. كما أدعو أعضاء وعضوات
المنتدى الى مناقشة هذا الموضوع....من النواحي التالية-
1-ماهي المواضيع ذات الأهمية البالغة التي ترغب أن تتصدى لها تلك الموسوعة؟
2-ماهي الكتب المتعلقة بعلوم القرآن التي ترغب أن تتناولها تلك الموسوعة بالشرح والتوضيح المختصر غير المخل؟
3- من هم العلماء الذين ترغب أن تترجم لهم الموسوعة ترجمة مختصرة؟
4- كم هي عدد الصفحات التي تقترحها لموضوع(أصول وقواعد التفسير)؟
5- كم هي عدد الصفحات التي تراها مناسبة لعرض أخطاء وهنات المفسرين؟
والله تعالى أعلم والسلام.

البهيجي
 
عودة
أعلى