آيتان ظاهرهما التعارض موضوعهما عن " هل الإهلاك يكون للقوم الظالمين أم الصالحين " ؟؟؟

عمر محمد

New member
إنضم
24/12/2011
المشاركات
805
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
33
الإقامة
القاهرة
آيتان ظاهرهما التعارض موضوعهما عن " هل الإهلاك يكون للقوم الظالمين أم الصالحين " ؟؟؟

السلام عليكم
الآية الأولى:
" قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) " سورة الأنعام
الآية الثانية:
" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) " سورة الأنفال

فالأولى تقول: لا يُهلَك إلا القوم الظالمون
والثانية تقول: احذروا فتنة تصيب الظالم منكم والصالح
كيف نجمع بينهما ؟؟
 
السلام.عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيتين لا يظهر منهما التعارض البتة ، بل إن موضوعهما مختلف ، فواحدة تتحدث عن عذاب واهلاك والأخرى تتحدث عن فتنة واختبار ، وشتان بين الاثنين فالعذاب يوقعه الله على من غضب عليهم وقضى بغضبه ايقاع العذاب بحقهم ولكن الفتنة قد تصيب المؤمن والكافر وقد يسلط الله الكافرين على المؤمنين لابتلائهم واختبار صبرهم.وايمانهم والفتنة لا يلزم فيها وقوع الضرر او حدوث الالم والموت بل قد تكون نعمة وسعة رزق وقد تكون اضلالا عن الحق .والله اعلم
واذا كان هناك وجه للتعارض تراه اخي الكريم غير ما تبين فارجو توضيح المقصد وفقك الله
 
وقد يسلط الله الكافرين على المؤمنين لابتلائهم واختبار صبرهم وايمانهم
كيف نوفق بين هذا وبين [FONT=&quot]قول الله : " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) " سورة النساء[/FONT]
 
بسم1

أولا فإن فتنة المؤمنين على أيدي الكافرين مذكورة في كتاب الله وللتذكير في هذا المقام :
{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [النحل:110]
وكذلك أصحاب الأخدود في تحريق المؤمنين بالنار فكانت فتنة واختبار لهم :
{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } [البروج:10]
والعديد من المواضع التي ذكرت فيها الفتنة وأدواتها المختلفة من غواية وقتل واضلال وسحر وأما ما تفضلت بإيراده فهو جزء من آية ، فكان ينبغي أن يؤخذ السياق بالتفصيل فيقول جل وعلا:
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143)

السياق يظهر كما ترى في مقام الحساب يوم القيامة والمحاجّة وليس في الدنيا [
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا]، وإن جعل الله في الدنيا على المؤمنين فتنة وعذاباً بذنوبهم تسلطاً من الكافرين فلن يكون مآل ذلك سبيلاً على المؤمنين ينهي دولتهم وينهي شريعتهم ويستبيح إيمانهم .
روي عن يسيع الحضرمي قال : كنت عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له رجل يا أمير المؤمنين ، أرأيت قول الله : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا كيف ذلك؟ ، وهم يقاتلوننا ويظهرون علينا أحيانا ! فقال علي رضي الله عنه : معنى ذلك يوم القيامة يوم الحكم . وكذا قال ابن عباس : ذاك يوم القيامة . قال ابن عطية : وبهذا قال جميع أهل التأويل.
وتحتمل الآية من نزلت فيهم الآية ، والله لم يجعل عليهم من الكافرين سبيلا
 
عودة
أعلى