آية تشير الى قدرة الإنسان على الطيران

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
يقول الله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33)
لم يكن في تصور الأولين قدرة الإنسان على ركوب الفضاء والتحليق في الأجواء . ولذلك فقد ظلت هذه الآية محصورة المعنى الى أن جاء اختراع الطيران واختراع الصواريخ النفاثة والمركبات الفضائية التي وصل بعضها الى المريخ.
هذه الآية موجهة للجن والإنس . والحكمة في ذكر الجن أولاً قبل الإنس هي قدرة الجن على الطيران ومهارته في ذلك أكثر من الإنسان . ولكن ذلك لا يخرج أن الخطاب موجه فعلاً للإنس والجن معاً . والخطاب خطاب تحدي كما قال كثير من المفسرين وهو عدم قدرتهم في اختراق السموات بسبب المسافات الشاسعة الهائلة وعدم قدرتهم على اختراق الأرض أيضاً بسبب الحرارة العالية والضخور المنصهرة في باطن الأرض. . ولكنه مع ذلك خطاب علمي وجيه يدل على استحالة اختراق السموات والأرض بلا سلطان . والسلطان كلمة واسعة الدلالة لا نريد أن ندخل في متاهات تفسيراتها العديدة . ولكن علماء الفلك يقولون . أن في الفضاء الواسع وعند توغل المركبات الفضائية حول الأجرام فإن كتل النحاس الملتهب تعيق حركة تلك المركبات بل إن الاصطدام بواحدة من هذه الكتل أمراً محققاً.
الدكتور زغلول النجار له أبحاث عديدة حول هذه الآية يمكن الرجوع اليها من خلال موقعه.
ولكن الذي يهمنا من ذلك كله . أن الإنسان استطاع أن يصل بعض المسافات داخل الجرم السماوي مما يدل على إعجازية هذه الآية ودلالاتها المستقبلية كما هو شأن الكثير من الآيات الكريمات.
وأما الكلمات التعبيرية في الآية الكريمة مثل كلمة (تنفذوا ) والتي تختلف في المعنى الدقيق عن كلمة تطيروا . وكذلك كلمة شواظ . فإن لأهل اللغة في استخدام تلك الكلمات دون غيرها تدعيماً يزيد في جلالة هذه الآية وأسرارها السابرة.
 
أخي الكريم تيسير : هذا مثال حي ومجال رحب للنقاش الهادئ لتطبيق قواعد التفسير للوصول إلى دلالة علمية استدلالا بآية من آيات القرآن الكريم , وهل يصح الاستدلال بها أم لا؟
أولا:
يقول الله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33)
لم يكن في تصور الأولين قدرة الإنسان على ركوب الفضاء والتحليق في الأجواء . ولذلك فقد ظلت هذه الآية محصورة المعنى الى أن جاء اختراع الطيران واختراع الصواريخ النفاثة والمركبات الفضائية التي وصل بعضها الى المريخ.
.

هذا النقل الذي نقلته بارك الله فيك فيه هضم لفهم العلماء السابقين من السلف ومن جاء بعدهم .. سبحان الله ( ظلت هذه الآية محصورة المعنى إلى أن جاء اختراع الطيران ...)
أقل ما يعبّر به إن صح الاستدلال .. أن يقال: إن كلام العلماء لا يناقض هذا القول أو يمنعه, قد يكون العلماء السابقين لم يدركو كنه هذه الحقيقة العلمية وكيفيتها , أما عدم معرفتهم بالمراد أو أن المعنى ظل محصوراً فلا.

ثانيا: بالنسبة لدلالة هذه الآية على ما تفضلت به فأسوق كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسالة حيث ذكر كلاما منطقيا وقد ضمن كلامه التعليق على الاستدلال بهذه الآية

- نص الرسالة -
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فقد تواترت الأخبار بإنزال مركبة فضائية على سطح القمر بعد المحاولات العديدة التي استنفدت فيها الطاقات الفكرية والمادية والصناعية عدة سنوات وقد أثار هذا النبأ تساؤلات وأخذاً ورداً بين الناس.

فمن قائل: إن هذا باطل مخالف للقرآن، ومن قائل : إن هذا ثابت والقرآن يؤيده، فالذين ظنوا أنه مخالف للقرآن قالوا : إن الله أخبر أن القمر في السماء فقال: ]تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً[(1). وقال: ]وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً[(2). وإذا كان القمر في السماء فإنه لا يمكن الوصول إليه، لأن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أشرف الخلق ومعه جبريل أشرف الملائكة وكان يستإذاً ويستفتح عند كل سماء ليلة المعراج ولا يحصل لهما دخول السماء إلا بعد أن يفتح لهما فكيف يمكن لمصنوعات البشر أن تنزل على سطح القمر وهو في السماء المحفوظة.

والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا : إن الله قال في سورة الرحمن: ]يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان[(3). والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.

وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.

1- أما كون القرآن لا يخالفه فلأن القرآن كلام الله تعالى المحيط بكل شيء علماً فهو سبحانه يعلم ما كان وما يكون من الأمور الماضية والحاضرة، والمستقبلة، سواء منها ما كان من فعله، أو من خلقه فكل ما حدث أو يحدث في السموات أو في الأرض من أمور صغيرة، أو كبيرة ظاهرة، أو خفية فإن الله ـ تعالى ـ عالم به ولم يحدث إلا بمشيئته وتدبيره لا جدال في ذلك.

فإذا كان كذلك فالقرآن كلامه وهو سبحانه أصدق القائلين ومن أصدق من الله قيلاً، وكلامه أحسن الكلام وأبلغه في البيان، ومن أحسن من الله حديثاً فلا يمكن أن يقع في كلامه الصادر عن علمه، والبالغ في الصدق والبيان غايته لا يمكن أن يقع في كلام هذا شأنه ما يخالف الواقع المحسوس أبداً، ولا أن يقع في المحسوس ما يخالف صريحه أبداً.

ومن فهم أن في القرآن ما يخالف الواقع، أو أن من المحسوس ما يقع مخالفاً للقرآن ففهمه خطأ بلا ريب.

والآيات التي يظنها بعض الناس دالة على أن القمر في السماء نفسها ليس فيها التصريح بأنه مرصع في السماء نفسها التي هي السقف المحفوظ نعم ظاهر اللفظ أن القمر في السماء نفسها، ولكن إن ثبت وصول السفن الفضائية إليه ونزولها على سطحه فإن ذلك دليل على أن القمر ليس في السماء الدنيا التي هي السقف المحفوظ وإنما هو في فلك بين السماء والأرض كما قال ـ تعالى ـ: ]وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون[(1). وقال ـ تعالى ـ: ]لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون[(2). قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : "يدورون كما يدور المغزل في الفلكة، وذكر الثعلبي والماوردي عن الحسن البصري أنه قال: "الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة به ولو كانت ملصقة به ما جرت" ذكره عنهما القرطبي في تفسير سورة يس.

والقول بأن الشمس والقمر في فلك بين السماء والأرض لا ينافي ما ذكر الله من كونهما في السماء، فإن السماء يطلق تارة على كل ما علا قال ابن قتيبة: "كل ما علاك فهو سماء" فيكون معنى كونهما في السماء أي في العلو أو على تقدير مضاف أي في جهة السماء.

وقد جاءت كلمة السماء في القرآن مراداً بها العلو كما في قوله تعالى: ]ونزلنا من السماء ماء مباركاً[(3). يعني المطر، والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض.

وإذا ثبت ما ذكروا عن سطحية القمر فإن ذلك يزيدنا معرفة في آيات الله العظيمة حيث كان هذا الجرم العظيم وما هو أكبر منه وأعظم يجري بين السماء والأرض إلى الأجل الذي عينه الله تعالى لا يتغير ولا يتقدم ولا يتأخر عن السير الذي قدره له العزيز العليم، ومع ذلك فتارة يضيء كله فيكون بدراً ، وتارة يضيء بعضه فيكون قمراً أو هلالاً ذلك تقدير العزيز العليم.

وأما ما اشتهر من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة فإن هذا مما تلقي عن علماء الفلك والهيئة وليس فيه حديث صحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك أن ابن كثير رحمه الله مع سعة اطلاعه لما تكلم على أن الشمس في الفلك الرابع قال: "وليس في الشرع ما ينفيه بل في الحس وهو الكسوفات ما يدل عليه ويقتضيه". ا.هـ فقوله: "وليس في الشرع ما ينفيه". واستدلاله على ثبوته بالحس دليل على أنه ليس في الشرع ما يثبته أي ما يثبت أن الشمس في الفلك الرابع والله أعلم.

2- وأما كون القرآن لا يدل على وصول السفن الفضائية إلى القمر فلأن الذين ظنوا ذلك استدلوا بقوله تعالى: ]يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان[(1). وفسروا السلطان بالعلم.

وهذا الاستدلال مردود من وجوه:

الأول: أن سياق الآية يدل على أن هذا التحدي يكون يوم القيامة ويظهر ذلك جلياً لمن قرأ هذه السورة من أولها فإن الله ذكر فيها ابتداء خلق الإنسان والجان، وما سخر للعباد في آفاق السموات والأرض، ثم ذكر فناء من عليها ثم قال: ]سنفرغ لكم آيٌّهَ الثقلان[(2). وهذا الحساب ثم تحدى الجن بأنه لا مفر لهم ولا مهرب من أقطار السموات والأرض فيستطيعون الهروب ولا قدرة لهم على التناصر فينصروا وينجوا من المرهوب، ثم أعقب ذلك بذكر الجزاء لأهل الشر بما يستحقون، ولأهل الخير بما يؤملون ويرجون.

ولا شك أن السياق يبين المعنى ويعينه فرب كلمة أو جملة صالحة لمعنى في موضع ولا تصلح له في موضع آخر، وأنت ترى أحياناً كلمة واحدة لها معنيان متضادان يتعين المراد منهما بواسطة السياق كما هو معروف في كلمات الأضداد في اللغة.

فلو قدر أن الآية الكريمة تصلح أن تكون في سياق ما خبراً لما سيكون في الدنيا فإنها في هذا الموضع لا تصلح له بل تتعين أن تكون للتهديد والتعجيز يوم القيامة وذلك لما سبقها ولحقها من السياق.

الثاني : أن جميع المفسرين ذكروا أنها للتهديد والتعجيز وجمهورهم على أن ذلك يوم القيامة وقد تكلم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي على هذه الآية في سورة الحجر عند قوله ـ تعالى ـ: ]ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين . وحفظناها من كل شيطان رجيم[(1). ووصف من زعم أنها تشير إلى الوصول إلى السماء وصفه بأنه لا علم عنده بكتاب الله.

الثالث: أنه لو كان معناها الخبر عما سيحدث لكان معناها يا معشر الجن والإنس إنكم لن تنفذوا من أقطار السموات والأرض إلا بعلم وهذا تحصيل حاصل فإن كل شيء لا يمكن إدراكه إلا بعلم أسباب إدراكه والقدرة على ذلك، ثم إن هذا المعنى يسلب الآية روعتها في معناها وفي مكانها فإن الآية سبقها الإنذار البليغ بقوله ـتعالىـ:]سنفرغ لكم أيه الثقلان[(2). وتلاها الوعيد الشديد في قوله: ]يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران[(3).

الرابع: أن دلالة الآية على التحدي ظاهرة جداً.

أولاً: لما سبقها ويتلوها من الآيات.

ثانياً: أن ذكر معشر الجن والإنس مجتمعين معشراً واحداً فهو قريب من مثل قوله ـ تعالى: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً[(4).

ثالثاً: أن قوله: ]إن استطعتم[ ظاهر في التحدي خصوصاً وقد أتى بـ "إن" دون "إذا" تدل على وقوع الشرط بخلاف "إن".

الخامس: إنه لو كان معناها الخبر لكانت تتضمن التنويه بهؤلاء والمدح لهم حيث عملوا وبحثوا فيما سخر الله لهم حتى وصلوا إلى النفوذ وفاتت النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هم أسرع الناس امتثالاً لما دعا إليه القرآن.

السادس: أن الآية الكريمة علقت الحكم بالجن والإنس ومن المعلوم أن الجن حين نزول القرآن كانوا يستطيعون النفوذ من أقطار الأرض إلى أقطار السماء كما حكى الله عنهم ]وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً . وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً[(5). فكيف يعجزهم الله بشيء كانوا يستطيعونه، فإن قيل : إنهم كانوا لا يستطيعونه بعد بعثة النبي، صلى الله عليه وسلم، قلنا:هذا أدل على أن المراد بالآية التعجيز لا الخبر.

السابع: أن الآية علقت الحكم بالنفوذ من أقطار السموات والأرض ومن المعلوم أنهم ما استطاعوا ولن يستطيعوا أن ينفذوا من أقطار السموات مهما كانت قوتهم.

الثامن: أن الآية الكريمة أعقبت بقوله ـ تعالى ـ: ]يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران[(1). ومعناها والله أعلم انكم يا معشر الجن والإنس لو حاولتما النفوذ من ذلك لكان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس والمعروفأإن هذه الصواريخ لم يرسل عليها شواظ من نار ولا نحاس فكيف تكون هي المقصود بالآية.

التاسع: أن تفسيرهم السلطان هنا بالعلم فيه نظر فإن السلطان ما فيه سلطة للواحد على ما يريد السيطرة عليه والغلبة ويختلف باختلاف المقام فإذا كان في مقام العمل ونحوه فالمراد به القوة والقدرة ومنه قوله تعالى عن إبليس: ]إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون . إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون[(2). فالسلطان في هذه الآية بمعنى القدرة ولا يصح أن يكون بمعنى العلم، ومنه السلطان المذكور في الآية التي نحن بصددها فإن النفوذ عمل يحتاج إلى قوة وقدرة والعلم وحده لا يكفي وهؤلاء لم يتوصلوا إلى ما ذكر عنهم بمجرد العلم ولكن بالعلم والقدرة والأسباب التي سخرها الله لهم، وإذا كان السلطان في مقام المحاجة والمجادلة كان المراد به البرهان والحجة التي يخصم بها خصمه ومنه قوله تعالى: ]إن عندكم من سلطان بهذا[(3). أي من حجة وبرهان ولم يأت السلطان في القرآن مراداً به مجرد العلم والاشتقاق يدل على أن المراد بالسلطان ما به سلطة للعبد وقدرة وغلبة.

فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:

أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.

الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون.

بقي أن يقال : إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل بالإمكان إنزال إنسان على سطحه؟.

فالجواب : أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك وأن بني آدم لا يحيون إلاّ في الأرض يقول الله ـ تعالى ـ: ]فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون[(1). فحصر الحياة في الأرض والموت فيها والإخراج منها، وطريق الحصر فيها تقديم ما حقه التأخير، ونحو هذه الآية قوله ـ تعالى ـ: ]منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى[(2). حيث حصر ابتداء الخلق من الأرض، وأنها هي التي نعاد فيها بعد الموت ونخرج منها يوم القيامة، كما أن هناك آيات تدل على أن الأرض محل عيشة الإنسان ]ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش[(3). فظاهر القرآن بلا شك يدل على أن لا حياة للإنسان إلا في هذه الأرض التي منها خلق، وإليها يعاد، ومنها يخرج، فالواجب أن نأخذ بهذا الظاهر وأن لا تبعد أوهامنا في تعظيم صناعة المخلوق إلى حد نخالف به ظاهر القرآن رجماً بالغيب، ولو فرض أن أحداً من بني آدم تمكن من النزول على سطح القمر وثبت ذلك ثبوتاً قطعياً أمكن حمل الآية على أن المراد بالحياة المذكورة الحياة المستقرة الجماعية كحياة الناس على الأرض، وهذا مستحيل والله أعلم.

وبعد فإن البحث في هذا الموضوع قد يكون من فضول العلم لولا ما دار حوله من البحث والمناقشات حتى بالغ الناس في رده وإنكاره، وغلا بعضهم في قبوله وإثباته، فالأولون جعلوه مخالفاً للقرآن، والآخرون جعلوه مؤيداً بالقرآن فأحببت أن أكتب ما حررته هنا على حسب ما فهمته بفهمي القاصر وعلمي المحدود.

وأسأل الله أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه نافعاً لعباده والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله، وصحبه أجمعين.


-- الحواشي ---
(1) سورة الفرقان، الآية: 61.
(2) سورة نوح، الآية: 16.
(3) سورة الرحمن، الآية: 33.
(1) سورة الأنبياء، الآية: 33.
(2) سورة يس، الآية: 40.
(3) سورة ق، الآية: 9.
(1) سورة الرحمن، الآية: 33.
(2) سورة الرحمن، الآية: 31.
(1) سورة الحجر، الآيتان: 16-17.
(2) سورة الرحمن، الآية: 31.
(3)سورة الرحمن، الآية: 35.
(4) سورة الإسراء، الآية: 88.
(5) سورة الجن، الآيتان: 8-9.
(1) سورة الرحمن، الآية: 35.
(2) سورة النحل، الآيتان: 99-100.
(3) سورة يونس، الآية: 68.
(1) سورة الأعراف، الآية: 25.
(2) سورة طه، الآية: 55.
(3) سورة الأعراف، الآية: 10.
نقل هذا البحث من : رسالة حول الصعود إلى القمر للشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
 
يبدو ان قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة قديم جداً فهو لم يتطرق رحمه الله الى وصول الإنسان الى ما هو أبعد من القمر الى المريخ . وهذا يبدو من خلال كلامه رحمه الله : انظر:تواترت الأخبار بإنزال مركبة فضائية على سطح القمر بعد المحاولات العديدة التي استنفدت فيها الطاقات الفكرية والمادية والصناعية عدة سنوات وقد أثار هذا النبأ تساؤلات وأخذاً ورداً بين الناس.
وأيضاً كلامه رحمه الله في نهاية فتواه التي استخرجتها من الأصل حيث يقول:
إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل بالإمكان إنزال إنسان على سطحه؟ .
فالجواب : أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك وأن بني آدم لا يحيون إلاّ في الأرض يقول الله تعالى: { فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } . فحصر الحياة في الأرض والموت فيها والإخراج منها، وطريق الحصر فيها تقديم ما حقه التأخير، ونحو هذه الآية قوله تعالى: { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } . حيث حصر ابتداء الخلق من الأرض، وأنها هي التي نعاد فيها بعد الموت ونخرجمنها يوم القيامة، .انتهى كلامه رحمه الله.
وأظن ان امكانية موت الإنسان على غير هذه الأرض ممكنة واردة أيضاً من خلال مجمل قوله تعالى: أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
وأظن ايضاً أن تسخير الكون للإنسان ومنه النجوم والكواكب لا يمنع استثمارها واستغلالها والوصول اليها لأن كل ذلك لا يخرج عن معنى التسخير (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)
 
يبدو ان قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة قديم جداً فهو لم يتطرق رحمه الله الى وصول الإنسان الى ما هو أبعد من القمر الى المريخ .
بارك الله فيكم . وهل ادعى أحد أنه وصل إلى المريخ ؟ ( استفهاما ) .
 
هنا مسألتان :
الأولى: إمكانية الصعود إلى القمر من عدمه؟
فالشيخ ابن عثيمين يرى من خلال ما نقلته أنه ليس هناك ما يثبت وليس هناك ما يمنع .

الثانية وهي التي تعنينا: الاستدلال بآية الرحمن على الصعود إلى القمر وهي محل النقاش ومن أجله سقت كلام الشيخ رحمه الله في رده الاستدلال بهذه الآية على هذا الاحتمال.
 
بارك الله بكم
ولكن هل يبدو لكم أن الجهة الصحيحة في الاستفسار عن الأجرام يُسأل عنها صاحب فقه وتفسير أم صاحب علم متخصص في الأجرام والأفلاك؟؟ ومن الأصلح في الإجابة الصحيحة الشافية المقنعة حتى عن الآية التي نحن في صددها الآن ؟ صاحب فقه أم عالم أجرام ؟؟
أنا أستأنس بما يقوله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المعنى العام للآية الذي يمكن له أن يتقبل صعود الإنسان للقمر . أما حيثية الصعود وإمكانيتها وظروفها فيجب أن تكون من عالم فلك مسلم ثقة هذا إن كنا نحترم أهل التخصص . ولذلك فأنا أميل الى الدكتور زغلول النجار الى هذه الحيثية أكثر من الذي يحفظ السنن ويعلم كل الفنون الأخرى. ألم يقل رب العزة : واسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. ؟
لا نريد أن تضحك علينا الأمم إذا ما زلنا في صراع وتشكيك هل وصل الإنسان الى القمر أم لا.
لقد كان من حق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن يشكك في ذلك وقد حاولت أن أعذره كون الرسالة التي كتبها قديمة وكونه أيضاً عالم جليل يتعامل مع هكذا أحداث بمنتهى الحذر والحيطة ولا لوم عليه البتة في ذلك رحمه الله رحمة واسعة . وجزاه عن المسلمين كل الخير.
 
بارك الله فيكم . وهل ادعى أحد أنه وصل إلى المريخ ؟ ( استفهاما ) .
نعم يا أخي ادعى الأمريكان أن مركبة غير مأهولة نزلت بالفعل على سطح المريخ واحضرت بعض عينات من التربة والآف الصور التي التقطتها. وكان ذلك عام 2006 بل وقبلها أيضاً.
ولا يشترط أن تكون المركبة مأهولة ولكن ذلك الحدث يقترب من نزول الإنسان على سطح الكوكب الأحمر قريباً.
 
لا نريد أن تضحك علينا الأمم إذا ما زلنا في صراع وتشكيك هل وصل الإنسان الى القمر أم لا.
بارك الله فيكم ، هم أنفسهم أول من شكك فيه وما زالوا ! وألفوا لذلك كتبا ونشروا مواقع على الشبكة عدة ، تقفون عليها ببحث سريع ، وقد ضحكوا علينا إذ صدقناهم فيه ، وبعض من شكك من المتخصصين أصلا .
ليس هناك دليل واحد نثق به على أنهم وصلوا إلى القمر - بل على العكس هناك من الأدلة على بطلانه ما يطول الحديث ببسطه - ، وليس هناك تواتر على ذلك كما ظن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، فلم يأتنا الخبر إلا من جهة واحدة ! وكانت عسكرية ! وفي حالة حرب ! وإن تواتر ذلك وشاع في كل الطبقات دونها !
لست أقول بامتناع حدوث ذلك في المستقبل ، ولا أعلم ما يمنع وصول الإنسان إلى القمر أو المريخ يوما .
لكن ذلك لم يحدث إلى الآن قط ، وإن وصلت أجهزتهم إلى المريخ وأرسلت صورا وحللت عينات من تربته .
 
أخي الحبيب تيسير ..
ذكر الشيخ أبو عبد الرحمن المدني في المشاركة 5 أن هناك مسألتان:
الأولى متعلقة بالوصول إلى القمر.
والثانية متعلقة بدلالة الآية على هذا الوصول من عدمه.
ويهمنا ويهمك في ملتقى أهل التفسير معرفة المسألة الثانية، وهي التي جاء فيها كلام الشيخ ابن عثيمين، وأن الآية لا تدل على هذا الاستدلال بغض النظر عن إمكانية تحققه أو لا، فهذه هي التي يسأل فيها أهل العلم الشرعي ولا علاقة للفلكيين بها.
أما المسألة الأولى فهي التي يسأل فيها علماء الفلك -وليس الدكتور زغلول منهم بالطبع فهو عالم جيولوجيا- فأرجو ألا يساق الحديث إليها.

وفقك الله وسددك.
 
ما يهمنا ويهمك في ملتقى أهل التفسير معرفة المسألة الثانية، وهي التي جاء فيها كلام الشيخ ابن عثيمين، وأن الآية لا تدل على هذا الاستدلال بغض النظر عن إمكانية تحققه أو لا، فهذه هي التي يسأل فيها أهل العلم الشرعي ولا علاقة للفلكيين بها.
أما المسألة الأولى فهي التي يسأل فيها علماء الفلك -وليس الدكتور زغلول منهم بالطبع فهو عالم جيولوجيا- فأرجو ألا يساق الحديث إليها.
وفقك الله وسددك.
بارك الله بكم وسددك على الخير خطاكم. وأنتم أساتذتنا نجلكم ونقدركم . وليس لنا هدف إلا التذاكر في آيات الله تعالى . وبعد أخي الحبيب:
إذا أردنا أن نعرف أن الآية تصلح للاستدال لصعود الإنسان وتحليقه في الأجواء يجب أن نعرف ما معنى اقطار السموات والأرض . فهل يعني بأقطار السموات ما هو خارجها أم ما هو داخلها؟؟؟ وسواء كان المقصود داخلها أم خارجها فإن الإنسان بالفعل وصل الى بعض أركانها العلوية , وهذا مسلم به فلماذا لا يصلح الاستدلال بها؟؟.
وإذا كانت لا تشير الى النفوذ من أقطار السموات والأرض فإلى أي شيء تشير إذاً. وما فائدة هذا التحدي والذي أكده كثير من العلماء حتى الأقدمين منهم؟؟؟
الآية معناها ببساطة: يا أيها الجن والإنس إن استطعتم أن تخترقوا السموات والأرض وتنفذوا منها فافعلوا . فلن تفعلوا ذلك إلا بسلطان.
بعض العلماء قالوا هي تهديد ووعيد في الآخرة. وهذا جيد مقبول ولا ننفيه . ولكن لا يمنع أيضاً أن يكون المعنى عام في الدنيا والآخرة بدليل الآية نفسها وهو قوله (فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) والآخرة ليس فيها تحدي ولا حتى مجادلة بحقائق. . والعبرة بعموم اللفظ .
وأيضاً : إذا كان المعنى يقصد به الآخرة فقط فما فائدة قوله تعالى : لا تنفذون إلا بسلطان؟؟؟.فكلمة سلطان شرط لازم التحقيق في خرق السموات والأرض مما يدل على إمكانية التحقيق إن وجد .
أنا أقول والله تعالى أعلم : أن هذه الآية آية تحدي بعدم النفوذ من أقطار السموات أي خارجها . ولكن داخلها أمر هيًن حاصل . وكذلك خرق الأرض غير ممكن لما تحويه من نيران وصخور ملتهبة . ولكن النفوذ خارج غلافها الجوي ممكن وقد حصل مرات ومرات. فتظل الآية ضمن التحدي غير ممكن التحقيق سواء كان ذلك في الدنيا أم في الآخرة. والله تعالى أعلم
 
معنى (أقطار السماوات والأرض) ومعنى (النفوذ) يبينه علماء التفسير أخي الحبيب، وتفسيرهم لا ينبني عليه مسألة الوصول إلى القمر أو المريخ أوغيره من عدمه.
وما معنى الآية؟ وإلى أي شيء تشير؟ وبم وقع التحدي بها؟ ...
كل هذا قد بينه المفسرون بما يثلج الصدر ويوضح المعنى ..
 
ولتكتمل الفائدة أسوق إليك أخي ما قاله بعض المفسرين:

" { إن استطعتم } إن قدرتم { أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَـٰرِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أن تخرجوا من جوانب السمـٰوات والأرض هاربين من الله تعالى فارين من قضائه سبحانه: { فَٱنفُذُواْ } فاخرجوا منها وخلصوا أنفسكم من عقابه عز وجل. والأمر للتعجيز { لاَ تَنفُذُونَ } لا تقدرون على النفوذ { إِلاَّ بِسُلْطَـٰنٍ } أي بقوة وقهر وأنتم عن ذلك بمعزل وألف ألف منزل " روح المعاني

" هذا إعلان لهم بأنهم في قبضة الله تعالى لا يجدون منجىً منها...والنفوذ والنفاذ: جواز شيء عن شيء وخروجُه منه. والشرط مستعمل في التعجيز، وكذلك الأمر الذي هو جواب هذا الشرط من قوله: { فانفذوا } ، أي وأنتم لا تستطيعون الهروب... أي فهذه السماوات والأرض أمامكم فإن استطعتم فاخرجوا من جهة منها...وجملة { لا تنفذون إلاَّ بسلطان } بيان للتعجيز الذي في الجملة قبله فإن السلطان: القدرة، أي لا تنفذون من هذا المأزق إلا بقدرة عظيمة تفوق قدرة الله الذي حشركم لهذا الموقف، وأنَّى لكم هاته القوة " التحرير والتنوير

وعليه نلحظ أخي الكريم أن الآية تدل على خلاف ما ظننت، فسواء قلنا إنها دالة على أمر في الدنيا أو في الآخرة فالتحدي واحد، والأمر للتعجيز في الحالين، وهو أن العباد في قبضة الله تعالى مهما وصلوا إليه من قوة وعلم.

وقد سقت إليك نقلين من كتب المتأخرين، لأدلك على أن كلمة المفسرين ومناهجهم واحدة في القديم والحديث.
ففهم الآية قائم على معرفة سياقها ومفرداتها ودلالة تركيبها وعادة القرآن الكريم في أمثالها ..

وهكذا تجتمع أصول التفسير وعلومه في الوصول للفهم الصحيح، وهو ما لا يدركه إلا علماء التفسير ..


وفقك الله ونفع بك.
 
وللشيخ الشنقيطي تعليق مفيد حول هذه الآية في سورة الحجر فليرجع إليه وذكر من معاني السلطان : قول ابن عباس ( الحجة والبينة) وبيّن أنه لا ينطبق على السلطان الذي حملوه على هذه الآية
 
وهكذا تجتمع أصول التفسير وعلومه في الوصول للفهم الصحيح، وهو ما لا يدركه إلا علماء التفسير ..
أخي الفاضل
حتى ابن عثيمين رحمه الله لم ينف بالكلية أن هناك قول لبعض العلماء بالاستدلال على الطيران من خلال تلك الآية . أنظر ماذا يقول رحمه الله:
والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا : إن الله قال في سورة الرحمن: ]يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان[(3). والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.
وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.
رأي ابن عثيمين رحمه الله فضفاض ومتسع واستخدامه كلمة (يظهر لي) تدل على عدم الجزم والقطع في المسألة رغم ميله للرأي الآخر.وهذا هو شأن العالم الرباني المنصف الذي يدرك الخلاف والاختلاف .
 
يقول مصطفى العدوى في كتابه سلسلة التفسير :
وثمّ قول آخر ألا وهو: أن هذا القول في الحياة الدنيا، فيبين الله سبحانه وتعالى أنه لا طاقة ولا قدرة للإنس ولا للجن على اختراق السماوات، وعلى التنصت عليها كما كان الجن يفعلون قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان مسترقو السمع من الجن -كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يعرجون إلى السماء واحداً فوق الآخر كما وصفه سفيان راوي الحديث بوضع إحدى كفيه على الأخرى إلى أن يصلوا إلى السماء، فيتصنتون على سماء الدنيا، ويستمعون إلى الملائكة وهم يتحدثون في العنان بما سيكون، فيخطفون الخبر من هؤلاء الملائكة ثم يمضون سريعاً إلى الكهنة والسحرة، فيلقون الخبر ومعهم مائة كذبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم شددت الحراسة على السماء كما قالت الجن: { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } [الجن:9] ، وكما قال الله سبحانه: { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ } [الصافات:6-9] ، فمن حاول اختراق السماوات سلطت عليه الشهب وأرسلت عليه النجوم فكانت رجوماً له، كما قال سبحانه: { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ } [الملك:5].
فالقول الثاني في تأويل هذه الآية: أن هذا في الحياة الدنيا، وهو تحدٍ للإنس والجن، وبيان عجز الإنس والجن عن اختراق السماوات واختراق الأرض.
وعلى ذلك فقد ذهب الشنقيطي رحمه الله على إنكار وصول الإنسان الى القمر ونفي ذلك لاستحالته. يقول مصطفى العدوي :وبهذه الآية وبضمينتها في سورة (ص) استدل الشنقيطي رحمه الله تعالى على بطلان المدّعى الذي فحواه: أن الإنسان صعد إلى القمر، ووصف هذه الأقوال بأنها أكاذيب، محتجاً بقوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ } [ص:10]
فهل ما ذهب اليه الشنقيطي رحمه الله صحيح؟؟ ونحن نرى بأم أعيننا الصواريخ العابرة للقارات والأقمار الصناعية التي توصل الينا الإشارات التلفزيونية والإنترنت؟؟!!!
أظن أن أول رائد فضاء عربي مسلم,زار القمر هو الأمير سلطان بن سلمان ما زال حياً يرزق وبإمكان المحطات الفضائية الإسلامية أن تجري معه لقاء حول رحلته الشهيرة ليصبح الشك يقيناً.
 
أخي الفاضل
حتى ابن عثيمين رحمه الله لم ينف بالكلية أن هناك قول لبعض العلماء بالاستدلال على الطيران من خلال تلك الآية .

نعم هو لم ينفه، بل ذكره ليرد عليه بتسعة أوجه، قال بعدها: " فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:
أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.
الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون"

فهذا هو الشاهد أخي الحبيب وهو ما اتفقت عليه كلمة المفسرين.

والذي ينبغي أن نخرج به هو أن الحديث منصب على ما تدل عليه الآية، وأنه لا علاقة لها بمسألة الطيران ولا الوصول إلى القمر، فلا داعي لربط القضيتين ببعضهما، فالقرآن لم يتحدث عن هذه القضية أصلا ولم تدل عليه هذه الآية ولا غيرها إثباتا كما أنها لم تنفه.
هذا مؤدى كلام الشيخ ابن عثيمين والمفسرين قبله وكلام الإخوة أعلاه.

وبهذا نحفظ لكتاب الله تعالى حرمته فيما يصح أنه دل عليه، ونترك لعلماء الفلك وغيرهم مجالهم وبحثهم دون أن نربط بحوثهم قسرا بكتاب الله..

والله الموفق.
 
والذي ينبغي أن نخرج به هو أن الحديث منصب على ما تدل عليه الآية، وأنه لا علاقة لها بمسألة الطيران ولا الوصول إلى القمر، فالقرآن لم يتحدث عن هذه القضية أصلا ولم تدل عليه هذه الآية ولا غيرها إثباتا كما أنها لم تنفه.
ولكن الشنقيطي رحمه الله وكما أوردت نفى من خلال الفهم الأول إمكانية الوصول الى القمر وقد ربط ذلك مع الآية الكريمة. فارجع أخي الحبيب لما قاله الشنقيطي بمشاركتي السابقة . وبارك الله بك.
 
أظن أن أول رائد فضاء عربي مسلم,زار القمر هو الأمير سلطان بن سلمان ما زال حياً يرزق وبإمكان المحطات الفضائية الإسلامية أن تجري معه لقاء حول رحلته الشهيرة ليصبح الشك يقيناً.
بارك الله فيكم ، أما رائد فضاء فنعم ، أما زار القمر فلا ! ولم يقل ذلك أحد أبدا .
رواد الفضاء حاليا أقصى ما يخرجون إليه هو محطة الفضاء الدولية ISS ، وطاقمها رائدان أو ثلاثة لا غير - خشية حادث قد يذهب بهم كما حدث من قريب - ، وبُعدها عن الأرض كبعد المدينة عن مكة ( حوالي 400 كم ) فقط ! أي واحد من ألف من المسافة بين الأرض والقمر ( حوالي 400 ألف كم ) !
وهي تدور حول الأرض كأي قمر اصطناعي ، وأي رحلة إليها تشد أنظار العالم أياما ، وتكون حالات طوارئ وتأهب في ناسا غير عادية ، وليس يحدث ذلك إلا كل فترة ؛ لتغيير الطاقم ، أو نقل طعام أو أجهزة ، أو تطوير بعض الأجزاء أو غير ذلك من إصلاحات تتم على متنها .
وأعتذر إليكم من استطراداتي خارج الموضوع ؛ إذ لا أحسن مثلكم الحديث فيه ، شيء في نفسي بثثته . نفع الله بكم .
 
ولكن الشنقيطي رحمه الله وكما أوردت نفى من خلال الفهم الأول إمكانية الوصول الى القمر وقد ربط ذلك مع الآية الكريمة. فارجع أخي الحبيب لما قاله الشنقيطي بمشاركتي السابقة . وبارك الله بك.
ومعنى ذلك بصياغة اخرى: أن نفي الشنقيطي رحمه الله في وصول الإنسان الى القمر من خلال تفسيره للآية يعني أنها تنفع للاستدلال بطيران الإنسان في السماء. فالنفي هناك إثبات هنا . أرجو أن تكون قد وضحت الصورة.
 
بارك الله فيكم ، أما رائد فضاء فنعم ، أما زار القمر فلا ! ولم يقل ذلك أحد أبدا .
رواد الفضاء حاليا أقصى ما يخرجون إليه هو محطة الفضاء الدولية ISS ، وطاقمها رائدان أو ثلاثة لا غير - خشية حادث قد يذهب بهم كما حدث من قريب - ، وبُعدها عن الأرض كبعد المدينة عن مكة ( حوالي 400 كم ) فقط ! أي واحد من ألف من المسافة بين الأرض والقمر ( حوالي 400 ألف كم ) !
وهي تدور حول الأرض كأي قمر اصطناعي ، وأي رحلة إليها تشد أنظار العالم أياما ، وتكون حالات طوارئ وتأهب في ناسا غير عادية ، وليس يحدث ذلك إلا كل فترة ؛ لتغيير الطاقم ، أو نقل طعام أو أجهزة ، أو تطوير بعض الأجزاء أو غير ذلك من إصلاحات تتم على متنها .
وأعتذر إليكم من استطراداتي خارج الموضوع ؛ إذ لا أحسن مثلكم الحديث فيه ، شيء في نفسي بثثته . نفع الله بكم .
هناك مدارات دائرية منخفضة تدور فيها أقمار صناعية لغايات التصوير تبعد عن الأرض ما بين 200كلم الى 1000كلم
ومدارات بيضاوية شاهقة الإرتفاع فيها أقمار صناعية لغايات البث التلفزيزني وتبعد عن محور الأرض 36000كلم.
ورحلة الأمير سلمان تجاوزت هذا الأرتفاع وخرجت المركبة التي كان على متنها عن المجال المغناطيسي والغلاف الجوي الأرضي . وليست العبرة الآن في والوصول الى القمر. ولكن العبرة بخروج المركبة عن غلاف الأرض وتحررها من الجاذبية الأرضية.
ارجع لهذا الرابط
http://www.4geography.com/vb/t1439.html
 
بارك الله فيكم ، رحلة الأمير سلطان كانت على ارتفاع 387 كم فقط ( وهنا تفاصيل الرحلة STS-51-G لديسكفري في يوليو 1985م ، والتي كان على متنها مع ستة غيره ، وقد أطلقوا فيها أحد أقمار عربسات ) .
وما قصدت من تعليقاتي على كلامكم - مع خروجها عن المسألة الأولى موضوع الملتقى - إلا تصحيحا لبعض تصوراتكم عن الفضاء وأهله ، وكان كل كلامي عن الإنسان وليس عن أجهزته التي في طريقها الآن لبلوتو ، ولا علاقة لمشاركاتي هنا بالآية موضوع بحثكم ، وإن جاءت تحشية واستطرادا . وفقنا الله وإياكم لما يحب .
 
ومعنى ذلك بصياغة اخرى: أن نفي الشنقيطي رحمه الله في وصول الإنسان الى القمر من خلال تفسيره للآية يعني أنها تنفع للاستدلال بطيران الإنسان في السماء. فالنفي هناك إثبات هنا . أرجو أن تكون قد وضحت الصورة.

الصورة واضحة -حفظك الله- من أول مرة، وقد تبين أعلاه أن الاستدلال بالآية إثباتا أو نفيا مرجوح، ورد ابن عثيمين على الأمرين، وأنه الموافق لما عليه جماهير المفسرين سلفا وخلفا..
وفقك الله.

 


الصورة واضحة -حفظك الله- من أول مرة، وقد تبين أعلاه أن الاستدلال بالآية إثباتا أو نفيا مرجوح، ورد ابن عثيمين على الأمرين، وأنه الموافق لما عليه جماهير المفسرين سلفا وخلفا..
وفقك الله.
أن تكون المسألة راجحة أو مرجوحة فهذه قضية اخرى لأنه يجب مراعاة ما يلي فيها:
أولاً: المسألة حداثية ليس للأولين فيها خلاق وذلك بسبب عدم ظهور الطيران في وقتهم.
وثانياً: على علماء التفسير الذين يشككون في وصول الإنسان الى القمر أن يتثبتوا المسألة بشكل يقيني . إذ أن التشكيك في الوصول اليه يزيد المسألة تعقيداً وتشابكاً.فالمسألة تظل مفتوحة كغيرها من المسائل الى حين البت بها بالشكل اليقيني الذي لا يقبل الظن لأن الظن لا يغني عن الحق شيئاً..
سدد الله خطاك ووفقك الى ما يحب ويرضى.
 
عودة
أعلى