فائدة فيما يخص النكت و اللطائف
موارد النكت و اللطائف.
لا يخلو كتاب من كتب التفسير من النكات و اللطائف,تقل عند بعض المفسرين و تكثر عند آخرين,و ذلك حسب اهتمامهم بها ,أو الفن الذي برزوا فيه ,أو المنهج و الاتجاه الذي أقاموا عليه تفسيرهم,أو نوع التفسير الذي التزموا به في الجملة.
و الملاحظ من هذا أن المهتمين بذكر اللطائف, و المبرزين في بعض العلوم التي تكثر فيها هذه النكات و الملح,كعلم البلاغة مثلا,و الذين ينتمي تفسيرهم إلى قسم التفسير بالرأي هم أكثر المفسرين إيرادا و ذكرا لها,و قَل أن تخلو لفظة قرآنية أو جملة أو أسلوب عندهم من لطيفة و بديعة .
و أما كتب التفسير التي سلك أصحابها اتجاها و منهجا معينا كمن غلب على تفسيرهم الاهتمام ببيان المعنى الإجمالي للآيات, أو اختاروا نوعا من أنواع التفسير كالتفسير بالمأثور,خاصة منها كتب التفاسير المسندة التي تكتفي بذكر النقول و عزوها إلى أصحابها دون ترجيح أو تقويم,فهذا النوع من التفاسير قل أن تجد فيها هذه الملح وإنما يستملحها قارئها و مطالعها.
ويمكن تقسيم الملح و اللطائف من حيث وجودها وعزوها إلى مصادرها إلى :
1/تفاسير معتنية بالملح و اللطائف بشكل ملفت للانتباه.
1ـ الكشاف للزمخشري(ت:538)
2ـ التفسير الكبير للفخر الرازي(ت:606)
3ـ نظم الدرر للبقاعي(ت:885)
4ـ إرشاد العقل السليم(ت:951)
5ـ حاشية على تفسير البيضاوي للشيخ زادة (ت:951)
6ـ السراج المنير للخطيب الشربيني(ت:977)
7ـ حاشية على تفسير البيضاوي للشهاب الخفاجي(ت:1069)
8ـ حاشية على تفسير الجلالين لسليمان الجمل(ت:1204)
9ـ روح المعاني للألوسي(ت:1270)
10ـ محاسن التأويل للقاسمي(ت:1332)
11ـ التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور(ت:1393)
2/تفاسير حوت كما قليلا من اللطائف و النكت لكنها مستعذبة,ومن أشهرها:
1ـ المحرر الوجيز لإبن عطية(ت:546) 2ـ تفسير ابن قيم جوزية(ت: )
3ـ رموز الكنوز للرسعني(ت:661) 4ـ أضواء البيان للشنقيطي(ت:1392)
5ـ تفسير القرآن الكريم لإبن عثيمين(ت: ) 6ـ نكت القرآن للقصاب(ت:360)
3/كتب علوم القرآن.
و هي على قسمين:الأول:كتب مفردة في نوع من أنواع علوم القرآن,وهي كثيرة من أهم أنواعها الوجوه و النظائر,و الآيات المتشابهات, ومشكل القرآن,وإعجاز القرآن, ومعاني القرآن, وكليات القرآن وغريب القرآن وغيرها,ومثل هذه الأنواع تكثر فيها اللطائف والملح,ومنه الإعجاز العددي وفيه كثير من النكت و توجد فيه مبالغات و تكلفات,
الثاني:كتب جمعت معظم أنواع علوم القرآن ومن أشهرها:البرهان للزركشي و الإتقان للسيوطي و الزيادة و الإحسان لإبن عقيلة المكي, وقد تضمنت هذه الكتب كما معتبرا من الملح و النكت في مختلف موضوعات علوم القرآن و نذكر على سبيل المثال بعض العناوين المنتمية للقسمين المذكورين:
1ـ الوجوه و النظائر في القرآن العظيم لمقاتل بن سليمان(ت:150)
2ـ الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها للدامغاني(ت:478)
3ـ تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة(ت:276)
4ـ ملاك التأويل لابن الزبير الغرناطي(ت:708)
5ـ درة التنزيل و غرة التأويل للخطيب الإسكافي(ت:420)
6ـ أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب التنزيل لمحمد بن أبي بكر الرازي(ت:691)
7ـ نكت و تنبهات في تفسير القرآن المجيد للبسيبلي التونسي (ت:830)
8ـ عجائب علوم القرآن لإبن الجوزي(ت:597)
9ـ فتح الرحمان بكشف ما يلتبس في القرآن لزكريا الأنصاري(ت:926)
وهناك دراسات حديثة كثيرة في موضوع اللطائف و الملح القرآنية ككتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) لعبد الخالق عظيمة و هو موسوعة في بابه,وكتاب(من لطائف التفسير)لأحمد عقيلان , و(لطائف قرآنية)لصالح الخالدي, و(صفاء الكلمة)لعبد الفتاح شاهين, وكتاب(على طريق التفسير البياني)لفاضل السامرائي و غيرها كثير.
4/كتب من غير مراجع علم التفسير.
ترد لطائف و ملح متعلقة بآيات القرآن أو ألفاظه أو أساليبه في كتب الفقه أو الأدب أواللغة و غيرذلك من العلوم, يذكرها أصحاب هذه الكتب عند استشهادهم بنص قرآني و استنباطهم لبعض الحكم و الأحكام منه,ز هذه تكثر في كتب أحكام القرآن و كتب اللغة وبشكل أخص كتب البلاغة و النحو,فكتاب (نتائج الفكر) للسيهلي(ت:581)هو في علم النحو,وقد لا يتوقع أن يوجد فيه مما يتعلق بالتفسير,لكن فيه من براعة السهيلي في استنباط الكثير من بلاغة القرآن و لطائف لغته ودقائقها الشيء الكثير,و يدلك على قيمة الكتاب إستفادة ابن القيم منه كثيرا في كتابه الماتع (بدائع الفوائد),وكتب الشيخ عبد الرحمان السعدي رحمه الله عامة تجد ما يستعذب من اللطائف و الفوائد المتعلقة بالتفسير و هي في مباحث العقيدة أو الأصول أو الفتاوى فترى على سبيل المثال عند حديثه عن معنى اسم اللطيف و ما معنى لطف الله بعباده يفيض رحمه الله في شرح اسم اللطيف و ما يتعلق بمعناه و بأنواعه و أمثلته ثم يذكر مثالا عبر عنه بأسلوب مشوق و عبارات جذابة اختصر فيها قصة يوسف عليه السلام و ما مر به من الأحوال و الأطوار التي انتهت بالاجتماع السار و إزالة الأكدار و صلاح حال الجميع و الإجتباء العظيم ليوسف على حد تعبيره رحمه الله ليصل إلى بيان معنى الآية{إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم}