السقف المرفوع يشمل السماء الكونية والجوية (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)

إنضم
08/02/2024
المشاركات
72
مستوى التفاعل
6
النقاط
8
العمر
52
الإقامة
مصر، المنصورة
السقف المرفوع يشمل السماء الكونية والجوية
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)


لو أنصف الإنسان في عصرنا الحديث لكان التطاول في البُنيان، وما يستلزمه من رفع الأسقُف، وحفظها من السقوط أو الزوال خير شاهد على أن لهذا الكون خالق مُدبر عليم، عرف كيف يرفع لنا السماء الجوية (الغلاف الجوي)، والسماء الكونية (السماوات العُلا) بغير عمد نراها، وليس العجب في ذلك فقط، ولكن أيضاً في جعلها سقفاً محفوظا من السقوط علينا أو الزوال عنا، وهذا السقف بحسب المُعطيات العلمية عن عُمر الكون والغلاف الجوي، قاوم السقوط أو الزوال لمليارات السنوات، فسُبحان من أبدع وأتقن صنعته.

قال الله (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ)، وقال (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)، وقال (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ)، وقال (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)، وقال (ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه)، وقال (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا)، وقال (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ).

ولنا أن نسأل عن المقصود بالسقف، والسماء، والسماوات، في الآيات السابقة، هل قصد الله السماوات العُلا الكونية فقط، أم السماء الجوية فقط (الغلاف الجوي)، أم قصدهما معاً.

إذا رجعنا لكتب التفسير القديمة لجواب هذا السؤال فسنجد أن أغلبها لا تذكر إلا السماوات العُلا فقط، وآياتها من الشمس والقمر والنجوم، وكيف أن الله حفظها من السقوط على الأرض أو الزوال مُبتعدة عنها، وحفظها من الشياطين أن تسترق السمع. ومع أن الغلاف الجوي لُغةً يعتبر سماء وسقفاً لأرضنا، وبه من الآيات الكثير، إلا أن المفسرين لم ينتبهوا له ولعظيم آياته عند تفسير الآيات السابقة، وهم في ذلك معذورون لأنهم لم يقوموا بدراسة الغلاف الجوي، ولا عرفوا ثقل وزنه وصعوبة رفعه، أو أنه قد يفلت من جاذبية الأرض فيتركها مُبتعداً عنها، فكان كل تركيزهم مُنصب على ما ظهر لهم من آيات السماوات العُلا.

وأما التفاسير الحديثة فقل منها من ينتبه لدخول الغلاف الجوي في مُسمى السماء والسقف، فمثلاً يقول السعدي في تفسيره للسقف المرفوع (هو السماء، التي جعلها الله سقفا للمخلوقات، وبناء للأرض، تستمد منها أنوارها، وينزل الله منها المطر)، فأدخل سماء المطر (الغلاف الجوي) في تفسير السقف المرفوع.
ويقول ابن عاشور في تفسير السقف المحفوظ بعد أن أنهى كلامه عن حفظ السماوات العُلا (وكذلك ما يبدو لنا من جهة السماء مثل السحاب والبرق والرعد)، ويقول أيضاً في تفسير آية (وإلى السماء كيف رُفعت)، بعد ذكر النظر لرفع السماوات العُلا وآياتها، فقال (يرقبون أنواء المطر ويشيمون لمع البروق، فقد عرف العرب بأنهم بنو ماء السماء)، فجعل النظر لآيات الغلاف الجوي من المطر والبرق، جزء من تفسير السماء المرفوعة بغير عمد. وهذه الإشارات من ابن عاشور لم تكن صدفة، فهو من أوائل العلماء الذين تحيروا في فهم مُراد الله من السماء، هل هي الكونية أو الجوية، أو كلاهما معاً، فقال بالثلاثة أقوال وذلك في تفسير آية (ويمسك السماء أن تقع على الأرض) وأنقال ما قاله بإختصار:

١. ولفظ السماء يجوز أن يكون بمعنى ما قابل الأرض فيكون كُلاً شاملاً للعوالم العلوية التي لا نحيط بها علماً كالكواكب السيّارة وما الله أعلم به.

٢. ويجوز أن يكون لفظ السّماء بمعنى المطر، فكان في إمساك نزوله منة على الناس.

٣. ويجوز أن يكون لفظ السماء قد أطلق على جميع الموجودات العلوية التي يشملها لفظ (السماء) الذي هو ما علا الأرض، فالله يُمسك ما في السماوات من الشهب ومن كريات الأثير والزمهرير عن اختراق كرة الهواء، ويمسك ما فيها من القُوى كالمطر والبرَد والثلج والصواعق من الوقوع على الأرض.

ولأن السماء لُغةً تشمل الكونية والجوية معاً وجميع الآيات السابقة التي ذكرت السقف، والمفرد سماء، والجمع سماوات، ليس في سياقها قرينة تشير للكونية فقط أو للجوية فقط، فالسياق عام يصلح لوصف الجوية والكونية معاً، فكلتاهما سقف للأرض، وكلتاهما مرفوعتان عن الأرض بغير عمد، وكلتاهما محفوظتان ممسوكتان من الوقوع على الأرض، أو الزوال عنها، ولذا فإنني أرجح القول الثالث لإبن عاشور، والذي قال فيه بجواز أن تكون السماء في الآيات السابقة كونية وجوية معاً، وهو استنتاج يتماشى مع دقة المُصطلحات القرآنية التي غالبًا ما تحمل معاني متعددة تتناسب مع مختلف الأزمنة والاكتشافات العلمية.

وهذا الإستنباط السابق الذي يجعل الغلاف الجوي سماء مرفوعة، ومحفوظة عن السقوط أو الزوال، مثل السماء الكونية، سيفتح بابًا لتجديد النظر في آليات رفع الغلاف الجوي بغير عمد، وكيفية إمساكه بالأرض وحفظه من السقوط أو الزوال، وآليات حفظه للأرض، بجانب آليات رفع الالسماء الكونية بغير عمد، وكيفية إمساكها بالأرض وحفظها من السقوط أو الزوال، وآليات حفظها للأرض، فليست الجوية فقط هي ما تعمل كسقف حافظ ومحفوظ للأرض، وإنما الكونية أيضاً.

■ ملحوظة
سبق أن بينت التفسير العلمي للآيات السابقة في بحث بعنوان (إشارات قُرآنية للجاذبية، وإمساك السماء المرفوعة عن السقوط أو الزوال)، وفيه رجحت أن "السماء" تشمل الغلاف الجوي والسماوات الكونية معًا، وبينت آليات رفعهما ومنعهما من السقوط أو الزوال، في إطار المعارف العلمية الحديثة، ويمكن مُراجعة البحث على الرابط التالي؛

اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك وما كان من خطأ أو سهو او نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.

د. محمود عبد الله نجا
كلية طب، جامعة المنصورة، مصر
 
الظاهر والله أعلم أن غالب ما نراه من نجوم هي زينة للسماء الدنيا فقط، والسماء بناء محكم، له أبواب، ويوم القيامة تنفطر وتنشق، فليست السماء مجرد فضاء، بل بناء محكم شديد، والله أعلم.
 
السماء" تشمل الغلاف الجوي والسماوات الكونية معًا
بل هو كما قال الدكتور المطري هي السماء الدنيا فقط تشمل الكون المشهود بنجومه وكواكبه وشموسه ومجراته وكذا سموات سماء الغلاف الجوي بطبقاته السبع، أما باقي السموات العلا فهي من عالم الغيب والذي قوانينه غير القوانين الفيزيائية المتعارف عليها في عالمنا.
 
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا دكتور على هذا الموضوع الرائع
لي مداخلة بعد اذنك احب فيها توضيح الحقائق الأتية:
1- السماء الدنيا هي الوحيدة التي زينت بزينة النجوم وكذلك زينة الكواكب بحسب صريح الآيات القرآنية.
2- لفظ السماء يفسر حسب سياق الآية فمنها ما يدل على السماء داخل الغلاف الجوي (الجو) مثل قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) وقوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) ويقصد بالسماء في هذه الحالة السماء داخل الغلاف الجوي للأرض ، وهناك ايه جاءت اكثر تحديد لقوله تعالى (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) في هذه الآية نجد انه تم تحديد موقع السحاب وهي التي ينزل الله منها لأمطار، لان الماء لم يأتي من الفضاء لقوله تعالى ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)).
3- جاء لفظ السماء حاوي للسبع السماوات لقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)) في هذه الآية نجد ان السبع السماوات كانت عبارة عن سماء واحده وبعد ذلك قضاهن الله سبع سماوات في يومين، كذلك قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) أي ان السماوات كانت في البداية سماء واحده وهي عبارة عن دخان ثم امر الله بتحويلها الى سبع سماوات. (يمكنكم الاطلاع على كتاب الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية)
4- يطلق اسم السماء على كل سماء بشكل مفرد من السماوات السبع لقوله تعالى (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) وهنا تم تحديد أي سماء زينت بزينه المصابيح.
5- جاء لفظ السماء بمعنى السماء خارج الغلاف الجوي للأرض ، لقوله تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)) هذه الآية توضح ان السماء ستاتي بدخان يشاهده الخلق، وقوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)) وقوله تعالى (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10))
6- جاء لفظ السماء مشمول الغلاف الجوي وما فوق الغلاف الجوي من السماء لقوله تعالى (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)) وقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)) أي ان في السماء رزق البشر مثل الامطار وكذلك ما وعد الله به ان يتحقق مثل الدخان الذي سبق الإشارة اليه وأيضا مثل النجم الطارق .. الخ

مما سبق نجد ان كلمة السماء تختلف مقاصدها بحسب موضعها بالجملة والسماء هي كلمه تعني السمو والعلو، ونحن البشر نستخدم هذا المصطلح أيضا للتعبير عن السماء فوق روسنا وخارج الغلاف الجوي فنقول السماء تمطر وكذلك نقول النجوم تتلألأ في السماء.

طبقات الغلاف الجوي
هناك اية جاءت لتوضح أهمية ومكانة الغلاف الجوي للأرض لقوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16))) والأرض والسماء بينهما فاصل وهو الغلاف الجوي وكما نعرف انه ذو فائدة كبيرة على الحياه بالأرض، وكذلك الحال الى الفواصل والفراغات بين السماوات السبع نفسها وكذلك الأرض والسماء الدنيا لقوله تعالى ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)) وفي هذه الآية نجد انه ورد لفظ السماوات بالجمع بدل حالة المفرد في الآية التي سبقتها وهنا اختلف المعنى عن السابق، ليشمل الجميع ويؤكد الأيهم السابقة، وهناك كير من الآيات ورد لفظ السماوات والأرض وما بينهما، نظراً لأهمية ما بينهما.

السقف المحفوظ
قال تعالى (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)) هذه الآية تشمل السماء الذي يمثل سقف للكرة الأرضية أي ما يشاهده البشر وما يمكن مشاهدته هو طبقات الغلاف الجوي وكذلك النجوم والمجرات في السماء الدنيا، هذا السقف محفوظ من قبل الخالق العظيم من خلال امساكه للسماء من الوقوع على الأرض لقوله تعالى (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ)) كذلك الغلاف الجوي يؤدي دور كبير في حماية الأرض من الشهب والنيازك وكذلك يحبس الاوكسجين والهواء من الخروج الى الفضاء، تجدر الإشارة الى أن العلماء لاحظوا ان كوكب المشتري بجاذبيته الكبير يعمل على جذب كثير من الشهب والنيازك التي تهدد الأرض قبل وصولها الأرض، وهذا الامر يعد من احد أنظمة الأمان للسقف المحفوظ، وهناك أيضاً حزام كايبر.

وبالحديث عن الزمن الذي وجد فيه الغلاف الجوي فهو الوقت الذي فتق الله الرتق الذي بين السماوات والأرض لقوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)) ومعنى الفتق هنا هو الفصل أي كان السديم (الدخان) يغطي الأرض اي لا يوجد غلاف يفصل الأرض عن السماوات وبعدها تكون الغلاف وفصل الأرض عن السماوات.

اعتقد يا دكتور ان الامر بحاجة الى بحث وتعمق وتفسير ادق فكلمة السماء تكررت بما يقارب 120 مره، وفي حالة الجمع (السماوات) تكررت بما يقارب 185، أي ورد ذكرهما الاثنين لأكثر من 300 مرة بالقران الكريم وهي عدد كبير يحتاج الى دارسة.
تفضلوا بقول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
 
الظاهر والله أعلم أن غالب ما نراه من نجوم هي زينة للسماء الدنيا فقط، والسماء بناء محكم، له أبواب، ويوم القيامة تنفطر وتنشق، فليست السماء مجرد فضاء، بل بناء محكم شديد، والله أعلم.
جزاكم الله خيرا على تعليقكم

أولا أتفق معكم ١٠٠ % أن السماء العلا الكونية بناء محكم شديد وليست فضاء، وهذا أمر معلوم بنص القرآن.

ثانيا
هل ذكر تزيين السماء الدنيا بالنجوم يمنع وجود نجوم في باقي السماوات؟، وهل نحن بالفعل لا نرى سوى السماء الدنيا؟

قال الله
أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ
وملكوت السماوات يشمل كل طبقات الغلاف الجوي وكل السماوات العُلا، لأن لفظة السماوات عامة ولا يقيدها شيء، بل الإطلاق أولى لأن عجز الآية فيه اشارة عامة )وما خلق الله من شيء(، أي كل شيء.

وأوضح من ذلك أن الله لم يجعل البروج في السماء الدنيا فقط، ولكن أطلق فقال (والسماء ذات البروج(، والسماء اسم جنس فتحتمل كل السماوات العلا، ولا أعلم لماذا خص الله السماء الدنيا بالزينة وأطلق البروج في كل السماوات، مازلت أحاول الجواب.

بل وأصرح من ذلك قول الله
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩)، ومن للعاقل، ففي السماوات عقلاء مكلفون غيرنا، وظلالهم أي ظلال من في السماوات ومن في الأرض، فجعل الله لعقلاء السماوات ظلا كظلنا وذلك يتطلب جسم كثيف يمنع مرور الضوء خلاله ليتكون له ظل، ووجود ظل لدواب السماء يستدعي وجود شموس تشرق وتغرب بدورات لا يعلمها الا الله والشمس لا تظهر الا بغلاف جوي يجلي الشمس (والنهار اذا جلاها)، ويؤكد وجود شمس تشرق وتغرب وجود الغدو والأصال، فالغدو يشير الى اول النهار والأصال تشير الى وقت الغروب.
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير
(والظلال : جمع ظل ، وهو صورة الجسم المنعكس إليه نور . والضمير في ظلالهم راجع إلى من في السماوات والأرض. والظل مخصوصٌ بالصالح له من الأجسام الكثيفة ذات الظل تخصيصاً بالعقل والعادة ، وهو عطف على { من } ، أي يسجد مَن في السماوات وتسجد ظِلالهم .
والغدُوّ : الزمان الذي يغدو فيه الناس ، أي يخرجون إلى حوائجهم : إما مصدراً على تقدير مضاف ، أي وقت الغدو؛ وإما جمع غُدوة ، فقد حكي جمعها على غُدوّ ، وتقدم في آخر سورة الأعراف .
والآصال : جمع أصيل ، وهو وقت اصفرار الشمس في آخر المساء ، والمقصود من ذكرهما استيعاب أجزاء أزمنة الظل .
ومعنى سجود الظلال أن الله خلقها من أعراض الأجسام الأرضية ، فهي مرتبطة بنظام انعكاس أشعة الشمس عليها وانتهاء الأشعة إلى صلابة وجه الأرض حتى تكون الظلال واقعة على الأرض وُقوعَ الساجد).

وإذا ربطنا ذلك بقول الله )رب المشارق والمغارب(، فلا مانع من وجود مشارق ومغارب في باقي السماوات

وأيضا لو ربطناه بقول الله عن السماء المبنية )رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها(، فالظلام والضحى ظاهرتان في كل سماء، والضحى يلزمه شمس، قال الله (والشمس وضحاها).

وأخيرا قول الله
(تبارك الذي جعل في السماء بروجا، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا)

وكما قلت سابقا البروج في كل سماء ولا تختص بالسماء الدنيا، وبعض المفسرين جعل الهاء في )فيها( تعود للبروج أي أن البروج فيها سُرج وأقمار، والله أعلم.

وعليه حصر النجوم والكواكب في السماء الدنيا لا أراه قولا صوابا والله أعلم.
 
بل هو كما قال الدكتور المطري هي السماء الدنيا فقط تشمل الكون المشهود بنجومه وكواكبه وشموسه ومجراته وكذا سموات سماء الغلاف الجوي بطبقاته السبع، أما باقي السموات العلا فهي من عالم الغيب والذي قوانينه غير القوانين الفيزيائية المتعارف عليها في عالمنا.
أعتذر عن قبول قول الدكتور المطري وذلك للآتي
١. راجع المداخلة السابقة مباشرة تعرف ان كل السماوات العلا منظورة
٢. الغلاف الجوي ليس من السماء الدنيا ولكنه سماء تحت السماء الدنيا
جرت العادة أن الجمع (سماوات) في القُرآن يُفهم على أنه السماوات العُلى الكونية، وقلما نجد من ينتبه لأن لفظة (سماوات) لُغةً يمكن أن تشير للغلاف الجوي (السماء الجوية) مثلما يمكن أن تشير للسماء الكونية، وذلك بحسب السياق.
فمثلاً تفسير الجمع (سماوات) في آية (خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام)، ليس هو نفسه في آية (خلق السماوات والأرض في ستة أيام)، ففي الآية الأولى ذكر الله خلق ما بين السماوات والأرض، ولم يذكره في الثانية. وقد ذكر بعض المفسرين أن الخلق الذي بين السماوات والأرض هو الهواء، وثبت حديثاً أن الغلاف الجوي يمتد للقمر، ويمكن مراجعة ذلك في بحث (هل يمتد الغلاف الجوي بين الأرض والسماء الدُنيا؟)، على الرابط التالي؛

وعليه فالسماوات في الآية الأولى كونية فقط، ولا تشمل الغلاف الجوي لأنه موصوف بقول الله (وما بينهما)، وأما السماوات في الآية الثانية فتشمل الكونية والجوية معاً لأن الآية لم تذكر خلق (ما بينهما)، والخلق عام للكونية والجوية، وهذا ما قرره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٤ / ٤١٧)، فقال (فَتَارَةً يَذْكُرُ الله وَمَا بَيْنَهُمَا فِيمَا خَلَقَهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَتَارَةً لَا يَذْكُرُهُ، وَهُوَ مُرَادٌ، فَإِنْ ذَكَرَهُ كَانَ إيضَاحًا وَبَيَانًا وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ دَخَلَ فِي لَفْظِ " السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ).
فالغلاف الجوي خلقه الله من دُخان الأرض، ولُغةً يُعتبر سماء تحت السماء الدُنيا، ويجوز جمعه مع السماوات الكونية العُلى في لفظة واحدة، سواء بالمفرد (سماء) أو بالجمع (سماوات).

ملحوظة
مما سبق نستطيع استخلاص قاعدة مهمة لفهم مصطلح سماء وسماوات في القُرآن، فنقول (كل سماء وسماوات في القُرآن، تشمل الكونية والجوية طالما لم يكن في السياق قرينة تدل على الكونية فقط أو الجوية فقط).

سؤال لمن فهم القاعدة السابقة
ما المقصود بسماوات الرتق، وسماء الرجع، وسماء الحُبُك، وسماء الطارق، والسماء المرفوعة بغير عمد، والسماء الممسوكة عن الزوال، وبديع السماوات، وخالق السماوات، وفاطر السماوات؟

٣. لا يوجد دليل على أن باقي السماوات العلا لها قوانين غير القوانين الفيزيائية المتعارف عليها، فكما سترى في المداخلة اعلاه ان هناك عقلاء في هذه السماوات لهم ظلال مثلنا، ولهم غدو واصال، وشروق وغروب، وليل وضحى، بل واجسامهم من ماء فالله خلق كل دابة من ماء، وجل من الماء كل شيء حي
 
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا دكتور على هذا الموضوع الرائع
لي مداخلة بعد اذنك احب فيها توضيح الحقائق الأتية:
1- السماء الدنيا هي الوحيدة التي زينت بزينة النجوم وكذلك زينة الكواكب بحسب صريح الآيات القرآنية.
2- لفظ السماء يفسر حسب سياق الآية فمنها ما يدل على السماء داخل الغلاف الجوي (الجو) مثل قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) وقوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) ويقصد بالسماء في هذه الحالة السماء داخل الغلاف الجوي للأرض ، وهناك ايه جاءت اكثر تحديد لقوله تعالى (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) في هذه الآية نجد انه تم تحديد موقع السحاب وهي التي ينزل الله منها لأمطار، لان الماء لم يأتي من الفضاء لقوله تعالى ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)).
3- جاء لفظ السماء حاوي للسبع السماوات لقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)) في هذه الآية نجد ان السبع السماوات كانت عبارة عن سماء واحده وبعد ذلك قضاهن الله سبع سماوات في يومين، كذلك قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) أي ان السماوات كانت في البداية سماء واحده وهي عبارة عن دخان ثم امر الله بتحويلها الى سبع سماوات. (يمكنكم الاطلاع على كتاب الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية)
4- يطلق اسم السماء على كل سماء بشكل مفرد من السماوات السبع لقوله تعالى (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) وهنا تم تحديد أي سماء زينت بزينه المصابيح.
5- جاء لفظ السماء بمعنى السماء خارج الغلاف الجوي للأرض ، لقوله تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)) هذه الآية توضح ان السماء ستاتي بدخان يشاهده الخلق، وقوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)) وقوله تعالى (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10))
6- جاء لفظ السماء مشمول الغلاف الجوي وما فوق الغلاف الجوي من السماء لقوله تعالى (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)) وقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)) أي ان في السماء رزق البشر مثل الامطار وكذلك ما وعد الله به ان يتحقق مثل الدخان الذي سبق الإشارة اليه وأيضا مثل النجم الطارق .. الخ

مما سبق نجد ان كلمة السماء تختلف مقاصدها بحسب موضعها بالجملة والسماء هي كلمه تعني السمو والعلو، ونحن البشر نستخدم هذا المصطلح أيضا للتعبير عن السماء فوق روسنا وخارج الغلاف الجوي فنقول السماء تمطر وكذلك نقول النجوم تتلألأ في السماء.

طبقات الغلاف الجوي
هناك اية جاءت لتوضح أهمية ومكانة الغلاف الجوي للأرض لقوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16))) والأرض والسماء بينهما فاصل وهو الغلاف الجوي وكما نعرف انه ذو فائدة كبيرة على الحياه بالأرض، وكذلك الحال الى الفواصل والفراغات بين السماوات السبع نفسها وكذلك الأرض والسماء الدنيا لقوله تعالى ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)) وفي هذه الآية نجد انه ورد لفظ السماوات بالجمع بدل حالة المفرد في الآية التي سبقتها وهنا اختلف المعنى عن السابق، ليشمل الجميع ويؤكد الأيهم السابقة، وهناك كير من الآيات ورد لفظ السماوات والأرض وما بينهما، نظراً لأهمية ما بينهما.

السقف المحفوظ
قال تعالى (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)) هذه الآية تشمل السماء الذي يمثل سقف للكرة الأرضية أي ما يشاهده البشر وما يمكن مشاهدته هو طبقات الغلاف الجوي وكذلك النجوم والمجرات في السماء الدنيا، هذا السقف محفوظ من قبل الخالق العظيم من خلال امساكه للسماء من الوقوع على الأرض لقوله تعالى (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ)) كذلك الغلاف الجوي يؤدي دور كبير في حماية الأرض من الشهب والنيازك وكذلك يحبس الاوكسجين والهواء من الخروج الى الفضاء، تجدر الإشارة الى أن العلماء لاحظوا ان كوكب المشتري بجاذبيته الكبير يعمل على جذب كثير من الشهب والنيازك التي تهدد الأرض قبل وصولها الأرض، وهذا الامر يعد من احد أنظمة الأمان للسقف المحفوظ، وهناك أيضاً حزام كايبر.

وبالحديث عن الزمن الذي وجد فيه الغلاف الجوي فهو الوقت الذي فتق الله الرتق الذي بين السماوات والأرض لقوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)) ومعنى الفتق هنا هو الفصل أي كان السديم (الدخان) يغطي الأرض اي لا يوجد غلاف يفصل الأرض عن السماوات وبعدها تكون الغلاف وفصل الأرض عن السماوات.

اعتقد يا دكتور ان الامر بحاجة الى بحث وتعمق وتفسير ادق فكلمة السماء تكررت بما يقارب 120 مره، وفي حالة الجمع (السماوات) تكررت بما يقارب 185، أي ورد ذكرهما الاثنين لأكثر من 300 مرة بالقران الكريم وهي عدد كبير يحتاج الى دارسة.
تفضلوا بقول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
أشكرك اخي الحبيب على كل هذه المداخلة الكبيرة، وهناك نقاط اتفق معك فيها ونقاط يسعنا الاختلاف حولها، وان شاء الله أعود للرد قريبا
 
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا دكتور على هذا الموضوع الرائع
لي مداخلة بعد اذنك احب فيها توضيح الحقائق الأتية:
1- السماء الدنيا هي الوحيدة التي زينت بزينة النجوم وكذلك زينة الكواكب بحسب صريح الآيات القرآنية.
2- لفظ السماء يفسر حسب سياق الآية فمنها ما يدل على السماء داخل الغلاف الجوي (الجو) مثل قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) وقوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) ويقصد بالسماء في هذه الحالة السماء داخل الغلاف الجوي للأرض ، وهناك ايه جاءت اكثر تحديد لقوله تعالى (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) في هذه الآية نجد انه تم تحديد موقع السحاب وهي التي ينزل الله منها لأمطار، لان الماء لم يأتي من الفضاء لقوله تعالى ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)).
3- جاء لفظ السماء حاوي للسبع السماوات لقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)) في هذه الآية نجد ان السبع السماوات كانت عبارة عن سماء واحده وبعد ذلك قضاهن الله سبع سماوات في يومين، كذلك قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) أي ان السماوات كانت في البداية سماء واحده وهي عبارة عن دخان ثم امر الله بتحويلها الى سبع سماوات. (يمكنكم الاطلاع على كتاب الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية)
4- يطلق اسم السماء على كل سماء بشكل مفرد من السماوات السبع لقوله تعالى (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) وهنا تم تحديد أي سماء زينت بزينه المصابيح.
5- جاء لفظ السماء بمعنى السماء خارج الغلاف الجوي للأرض ، لقوله تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)) هذه الآية توضح ان السماء ستاتي بدخان يشاهده الخلق، وقوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)) وقوله تعالى (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10))
6- جاء لفظ السماء مشمول الغلاف الجوي وما فوق الغلاف الجوي من السماء لقوله تعالى (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)) وقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)) أي ان في السماء رزق البشر مثل الامطار وكذلك ما وعد الله به ان يتحقق مثل الدخان الذي سبق الإشارة اليه وأيضا مثل النجم الطارق .. الخ

مما سبق نجد ان كلمة السماء تختلف مقاصدها بحسب موضعها بالجملة والسماء هي كلمه تعني السمو والعلو، ونحن البشر نستخدم هذا المصطلح أيضا للتعبير عن السماء فوق روسنا وخارج الغلاف الجوي فنقول السماء تمطر وكذلك نقول النجوم تتلألأ في السماء.

طبقات الغلاف الجوي
هناك اية جاءت لتوضح أهمية ومكانة الغلاف الجوي للأرض لقوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16))) والأرض والسماء بينهما فاصل وهو الغلاف الجوي وكما نعرف انه ذو فائدة كبيرة على الحياه بالأرض، وكذلك الحال الى الفواصل والفراغات بين السماوات السبع نفسها وكذلك الأرض والسماء الدنيا لقوله تعالى ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)) وفي هذه الآية نجد انه ورد لفظ السماوات بالجمع بدل حالة المفرد في الآية التي سبقتها وهنا اختلف المعنى عن السابق، ليشمل الجميع ويؤكد الأيهم السابقة، وهناك كير من الآيات ورد لفظ السماوات والأرض وما بينهما، نظراً لأهمية ما بينهما.

السقف المحفوظ
قال تعالى (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)) هذه الآية تشمل السماء الذي يمثل سقف للكرة الأرضية أي ما يشاهده البشر وما يمكن مشاهدته هو طبقات الغلاف الجوي وكذلك النجوم والمجرات في السماء الدنيا، هذا السقف محفوظ من قبل الخالق العظيم من خلال امساكه للسماء من الوقوع على الأرض لقوله تعالى (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ)) كذلك الغلاف الجوي يؤدي دور كبير في حماية الأرض من الشهب والنيازك وكذلك يحبس الاوكسجين والهواء من الخروج الى الفضاء، تجدر الإشارة الى أن العلماء لاحظوا ان كوكب المشتري بجاذبيته الكبير يعمل على جذب كثير من الشهب والنيازك التي تهدد الأرض قبل وصولها الأرض، وهذا الامر يعد من احد أنظمة الأمان للسقف المحفوظ، وهناك أيضاً حزام كايبر.

وبالحديث عن الزمن الذي وجد فيه الغلاف الجوي فهو الوقت الذي فتق الله الرتق الذي بين السماوات والأرض لقوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)) ومعنى الفتق هنا هو الفصل أي كان السديم (الدخان) يغطي الأرض اي لا يوجد غلاف يفصل الأرض عن السماوات وبعدها تكون الغلاف وفصل الأرض عن السماوات.

اعتقد يا دكتور ان الامر بحاجة الى بحث وتعمق وتفسير ادق فكلمة السماء تكررت بما يقارب 120 مره، وفي حالة الجمع (السماوات) تكررت بما يقارب 185، أي ورد ذكرهما الاثنين لأكثر من 300 مرة بالقران الكريم وهي عدد كبير يحتاج الى دارسة.
تفضلوا بقول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
وعليكم السلام ورحمة الله
معذرة لتأخر الرد لانشغالي

١. بالنسبة لقولكم عن أن التزيين للسماء الدنيا فقط، فجوابه في رودي أعلاه فأرجو الإطلاع عليها

٢. أتفق معكم أن المراد من لفظة السماء يحدده السياق، وأن الأمثلة التي سقتها وفيها السحاب ونزول الماء تدل على الغلاف الجوي، وفقط أضيف تعبير لعله جديد بالنسبة للكثيرين فأقول الأصل في كل سماء وسماوات في القرآن من حيث اللغة أن تشمل الغلاف الجوي والسماوات العُلا، إذا كان مقصود الآية وصف الكون من حول الأرض، وبذلك نستثني من هذا القانون السماء بمعنى سقف البيت، والسماء بمعنى العلو المطلق لله، والسماء بمعنى الجنة عند بعض أهل العلم، وان شاء الله قريبا انشر بحث السماء والسماوات في القُرآن من منظور اللغة والسياق واقوال المفسرين.

٣. أتفق معكم أن لفظة السماء المفردة قد يُراد بها السماوات السبع العلا، وأتفق في مثال ءأنتم اشد خلقا أم السماء بناها، ولكن سأختلف معكم مستقبلا في فهم سماوات فصلت الدخانية، هل هي السماوات العلا أم يراد بها خلق طبقات الغلاف الجوي، ولها بحث خاص باذن الله يتناول جميع الايات التي اشارت للسماوات بالعدد سبعة، فأصبحت لا تحتمل ان تكون جوية وكونية معا، ولكن اما جوية فقط، أو كونية فقط.

٤. رجاء تراجع قول المفسرين في السماء التي تأتي بالدخان (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين)، فأقوالهم تدل على أن السماء في الآية هي الغلاف الجوي وليس السماء الكونية..

٥. أتفق معكم أن سماء الحبك، والسماء التي تمور، هي الكونية، وأضف لهما السماء التي تنفطر، وتنشق، وتتشقق، وتكشط، وتفتح أبوابها، وأيضاً سماء الطارق، وسماء البروج، وان شاء الله أذكر البقية في بحث السماء والسماوات في القرآن.

٦. أتفق معكم أن لفظة سماء المفردة ولفظة سماوات الجمع قد تشمل الجوية والكونية في بعض المواضع، واتفق معكم على مثال (وفي السماء رزقكم)، ومثله قول الله (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء)، فهنا السماء كونية وجوية، فعلم الله شامل في الكل، ورزقه في الكل. وفي قول الله (خالق السماوات والأرض)، و(فاطر السماوات والأرض)، و(بديع السماوات والأرض)، فكلها تشمل الكونية والجوية معا، لأن السياق ليس به تخصيص والافعال الواردة بالآيات تنطبق على الكونية والجوية.

ولكن اختلف معكم في جعلكم السماء المبنية تشمل الجوية، فالبناء صفة السماء الكونية فقط لأن فيها الشدة، والتوسع، قال الله (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)، فهذه صفة السبع الشداد الطباق الطرائق العلا، وهو ما عليه إجماع المفسرين، ففرق كبير بين سماء مبنية رفع الله سمكها ثم سواها، وسماء دخانية سواها الله بدون بناء أو رفع سمك، وإن شاء الله أبين الفرق بينهما في بحث السبع سماوات.

ولي أن أسألك ما هو دليلكم على أن بناء السماء تم للسماء الدخانية وليس للسماء التي فتقها الله من رتق السماوات والأرض، فهل تتخيل أن الله فتق الارض فصارت أرضا صلبة وفيها جبال واقوات ومازالت السماوات الكونية دخان؟، وهل قال العلم بذلك، وهل هناك دليل واحد قال بأن فتق الرتق أنتج دخان؟

٧. بالنسبة لخلق السماء أو السماوات والأرض وما بينهما

جرت العادة أن الجمع (سماوات) في القُرآن يُفهم على أنه السماوات العُلى الكونية، وقلما نجد من ينتبه لأن لفظة (سماوات) لُغةً يمكن أن تشير للغلاف الجوي (السماء الجوية) مثلما يمكن أن تشير للسماء الكونية، وذلك بحسب السياق.
فمثلاً تفسير الجمع (سماوات) في آية (خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام)، ليس هو نفسه في آية (خلق السماوات والأرض في ستة أيام)، ففي الآية الأولى ذكر الله خلق ما بين السماوات والأرض، ولم يذكره في الثانية. وقد ذكر بعض المفسرين أن الخلق الذي بين السماوات والأرض هو الهواء، وثبت حديثاً أن الغلاف الجوي يمتد للقمر، ويمكن مراجعة ذلك في بحث (هل يمتد الغلاف الجوي بين الأرض والسماء الدُنيا؟)، على الرابط التالي؛

وعليه فالسماوات في الآية الأولى كونية فقط، ولا تشمل الغلاف الجوي لأنه موصوف بقول الله (وما بينهما)، وأما السماوات في الآية الثانية فتشمل الكونية والجوية معاً لأن الآية لم تذكر خلق (ما بينهما)، والخلق عام للكونية والجوية، وهذا ما قرره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٤ / ٤١٧)، فقال (فَتَارَةً يَذْكُرُ الله وَمَا بَيْنَهُمَا فِيمَا خَلَقَهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَتَارَةً لَا يَذْكُرُهُ، وَهُوَ مُرَادٌ، فَإِنْ ذَكَرَهُ كَانَ إيضَاحًا وَبَيَانًا وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ دَخَلَ فِي لَفْظِ " السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ).
فالغلاف الجوي خلقه الله من دُخان الأرض، ولُغةً يُعتبر سماء تحت السماء الدُنيا، ويجوز جمعه مع السماوات الكونية العُلى في لفظة واحدة، سواء بالمفرد (سماء) أو بالجمع (سماوات).


٨. أتفق معكم أن السقف المحفوظ يشمل الجوية والسماء الدنيا، ولكن معهم أيضا باقي السماوات العلا، فكما أن كل طبقات الغلاف الجوي سقف لنا فكذلك كل طباق أي طبقات السماء العلا سقف لنا، رفعها الله فأمسكها عن الوقوع علينا أو الزوال عنا.


٩. ما هو فهمكم لآية فتق الرتق، وما المقصود بالسماوات فيها، وهل الفتق حدث لحظي أم طريقة خلق وإيجاد على مراحل متعاقبة؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا كثيرا على التوضيح
احب ان أوضح ان الأرض اكتمل خلقها في يومين والسماء لا تزال دخان لقوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)، سورة فصلت) وتشير ( ثم استوى ) الى التتابعية والاستمرار، أي ان الأرض صار لها شكلها الكروي بينما لا زالت السماء جلها دخان، من بعد ذلك قضاهن الله سبع سماوات وأعطى كل سماء أوامر او تعليمات لما يجب ان تحتويه وانظمتها .. الخ.
اذاً حتى هذه اللحظة لم يتم الفتق، وكانت السماوات والأرض متلاصقة أي انه لا يوجد فواصل، ولكن عملية الفتق لم تتم الا بعد وجود السماوات لقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)) لاحظ ان اللفظ جاء بالجمع السماوات.

وهنا اصبح لدينا حقائق وهي على النحو التالي:
1- اكتمل خلق الأرض في اليومين الأولى، بينما لا تزال السماء دخان وهي سماء واحدة، وهذا يعني ان التلامس بينها لن يكون تلامس مواد صلبه بل مادة صلبة التي تمثل الأرض مع ما يحيط بها من سديم.
2- قضي الامر من قبل الخالق العظيم بتكوين السبع السماوات.
3- وجدت السماوات السبع وكل سماء لها أوامر خاصة بها لكنها لا زالت متلاصقة ومتصلة فيما بينها وما بين الأرض نفسها، وقطعا لن يكون الارتباط صخري او ارتباط بمواد صلبة.

وبالاستنباط نتوصل الى أن الأرض أصبحت كروية وتم خلقها بشكل نهائي الى اليوم الثاني. ولكن إرساء الرواسي وتغير معالم السطح من مد القارات وظهور المخلوقات لم يتم حتى نهاية اليوم الثاني، كما ورد في الآيات السابقة والتي استغرقت أربعة أيام، والفتق هنا يعني الفصل بينهما وكلمة الفتق تعني خروج الأرض من ملامسة السديم والفضاء الخاص بالسبع السماوات، وهذا يعني ان الأرض صار لها غلاف جوي خاص بها، وللتشبيه وتسهيل الفهم نجد ان كلمة الفتق يتداوله الأطباء عندما يحدث هنا خروج للأمعاء الى تجويف البطن من الغشاء المحيط للأمعاء، أي ان السديم انزاح عن الأرض وتكون الغلاف الجوي.
تقبلوا خالص التقدير
وليد احمد الغشم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا كثيرا على التوضيح
احب ان أوضح ان الأرض اكتمل خلقها في يومين والسماء لا تزال دخان لقوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)، سورة فصلت) وتشير ( ثم استوى ) الى التتابعية والاستمرار، أي ان الأرض صار لها شكلها الكروي بينما لا زالت السماء جلها دخان، من بعد ذلك قضاهن الله سبع سماوات وأعطى كل سماء أوامر او تعليمات لما يجب ان تحتويه وانظمتها .. الخ.
اذاً حتى هذه اللحظة لم يتم الفتق، وكانت السماوات والأرض متلاصقة أي انه لا يوجد فواصل، ولكن عملية الفتق لم تتم الا بعد وجود السماوات لقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)) لاحظ ان اللفظ جاء بالجمع السماوات.

وهنا اصبح لدينا حقائق وهي على النحو التالي:
1- اكتمل خلق الأرض في اليومين الأولى، بينما لا تزال السماء دخان وهي سماء واحدة، وهذا يعني ان التلامس بينها لن يكون تلامس مواد صلبه بل مادة صلبة التي تمثل الأرض مع ما يحيط بها من سديم.
2- قضي الامر من قبل الخالق العظيم بتكوين السبع السماوات.
3- وجدت السماوات السبع وكل سماء لها أوامر خاصة بها لكنها لا زالت متلاصقة ومتصلة فيما بينها وما بين الأرض نفسها، وقطعا لن يكون الارتباط صخري او ارتباط بمواد صلبة.

وبالاستنباط نتوصل الى أن الأرض أصبحت كروية وتم خلقها بشكل نهائي الى اليوم الثاني. ولكن إرساء الرواسي وتغير معالم السطح من مد القارات وظهور المخلوقات لم يتم حتى نهاية اليوم الثاني، كما ورد في الآيات السابقة والتي استغرقت أربعة أيام، والفتق هنا يعني الفصل بينهما وكلمة الفتق تعني خروج الأرض من ملامسة السديم والفضاء الخاص بالسبع السماوات، وهذا يعني ان الأرض صار لها غلاف جوي خاص بها، وللتشبيه وتسهيل الفهم نجد ان كلمة الفتق يتداوله الأطباء عندما يحدث هنا خروج للأمعاء الى تجويف البطن من الغشاء المحيط للأمعاء، أي ان السديم انزاح عن الأرض وتكون الغلاف الجوي.
تقبلوا خالص التقدير
وليد احمد الغشم
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خيرا

١. بالنسبة لقولكم (الأرض صار لها شكلها الكروي بينما لا زالت السماء جلها دخان).
لا اعرف لماذا قلت جلها دخان، ولم تقل كلها كما قال القرآن، الله قال (ثم استوى الى السماء وهي دخان)، واللفظ واضح جدا أنه يصف كل السماء، ولكن هذا الوضوح سيسبب اشكالية حقيقية في مواجهة نظرية الإنفجار الكبير التي تقول بخلق الأرض بعد السماء بنجومها وليس قبلها، وأظن هذا ما جعلكم تقولون جلها بدلا من كلها، فجلها تجعل هناك نجوم لخلق الأرض، ولكن وضوح النص يأبى أن تكون جلها دخان، بل كلها دخان، ولهذا كتبت بحث قلت فيه بأن دخان فصلت ليس هو الغبار الكوني وبأدلة يقينية، والبحث منشور على هذا الموقع المبارك على الرابط التالي؛

٢. تقول ( من بعد ذلك قضاهن الله سبع سماوات وأعطى كل سماء أوامر او تعليمات لما يجب ان تحتويه وانظمتها .. الخ. اذاً حتى هذه اللحظة لم يتم الفتق، وكانت السماوات والأرض متلاصقة أي انه لا يوجد فواصل، ولكن عملية الفتق لم تتم الا بعد وجود السماوات لقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)) لاحظ ان اللفظ جاء بالجمع السماوات).

وهنا يبرز سؤالان غاية في الأهمية
الأول
من أين جاءت السماوات الدخانية إذا لم يكن فتق الرتق قد حدث؟، كل اهل العلم فهموا فتق الرتق على أنه الفصل بين السماوات والأرض، فأصبح هناك كيانان، وللأسف فهم الجميع أن فتق الرتق أنتج السماوات الدخانية في فصلت مع أن الله لم يقل ذلك، ولا أعلم حديث صحيح قال ذلك، فقط توهمنا أن فتق الرتق أنتج أرض صلبة وجبال في ظل وجود سماء دخانية. وأنت الآن تخالف أهل العلم وتجعل الدخان مازال مرتتق مع الأرض الصلبة، بدون بيان الكيفية.

الثاني
كيف للمادة الصلبة للأرض أن تكون رتق مع الدخان؟!!!، وكيف يحدث فتق بين صلب ودخان، الا أن يكون هذا الدخان نتج عن هذه الأرض، فكان بالفعل مرتتق معها.

٣. تقول (اكتمل خلق الأرض في اليومين الأولى، بينما لا تزال السماء دخان وهي سماء واحدة، وهذا يعني ان التلامس بينها لن يكون تلامس مواد صلبه بل مادة صلبة التي تمثل الأرض مع ما يحيط بها من سديم).

وسؤالي من أين أتيت بالسديم الذي هو غبار كوني ونجوم، بينما السماء كلها دخان؟!!!!!!!
هكذا أدخلت افتراض جديد على آيات فصلت، وهي لم تقل ذلك.

٤. تقول ( قضي الامر من قبل الخالق العظيم بتكوين السبع السماوات).
رجاء تفسر لنا كيف خلق الله السبع سماوات الكونية بعد خلق الأرض، والى ماذا كانت الأرض ممسوكة قبل خلق السماوات، وهل يصلح الدخان لامساك الأرض عن الزوال (ان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا).

٥. تقول (وجدت السماوات السبع وكل سماء لها أوامر خاصة بها لكنها لا زالت متلاصقة ومتصلة فيما بينها وما بين الأرض نفسها، وقطعا لن يكون الارتباط صخري او ارتباط بمواد صلبة).

اذا كيف صار للأرض وجود وهي مازالت في الرتق، وكيف تخيلت ان يبرد سطحها وتنشأ الجبال وهي مازالت متصلة بالمصدر النجمي شديد الالتهاب؟
ولماذا لم تفسر شكل الارتباط طالما ليس صخري أو مواد صلبة.

٦. تقول (وكلمة الفتق تعني خروج الأرض من ملامسة السديم والفضاء الخاص بالسبع السماوات، وهذا يعني ان الأرض صار لها غلاف جوي خاص بها).

وقولك يجعل فتق الرتق بمعنى فصل الأرض عن السديم بالغلاف الجوي، فكيف للغلاف الجوي أن يتكون والأرض ملتصقة بسديم شديد الحرارة، وهذه الحرارة لن تحرق الغلاف الجوي فقط بل ستذيب الأرض نفسها.

رجاء اعادة التفكير في هذا السيناريو الذي افترضته لفهم دخان فصلت وفتق الرتق، فقد زاد الامور تعقيدا.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلن اخي العزيز من المؤكد انك لا تقرأ ما ينشر من مواضيع في هذا الموقع وقد سبق وتحدثت عن دحض نظرية الانفجار الكوني.
نظرية الانفجار الكوني العظيم هي نظرية خرافية تفترض ان الطبيعة خلقت نفسها وخلقت الكون، وهي نظرية يتفلسف بها العلماء وللأسف علماء الفضاء العرب معهم.
اطلب منكم اعاده قراءة لآيات التتابعية التي تحدثت عنها في الموضوع، فالأرض خلقت في يومين أي ان جميع ذراتها وعناصرها اكتملت وانزل الحديد من بعد ذلك للأرض، وهناك احاديث تشير الى ان الدخان الذي نتج من عملية تكوين الأرض علا فوقها فسمي سماء، يمكن البحث عنها والتحقق منها.
الدخان هو نفسه السديم، فالقرآن اطلق على السديم تسمية دخان وهذا ما اكدة العلماء بان الدخان هو افضل لفظ يطلق على السديم.
نظرية الانفجار الكوني هي نظرية مبنيه على أساس ملاحظة العلماء للتوسع الكوني أي انهم شاهدو السديم يتمدد وهذا يدل على انفجار وعلى هذا الأساس كونوا نظرياتهم،
لا يحدث الانفجار الا من مادة متكونه بالأصل قامت بالانفجار اذن بداية الكون هو منذ وجود المادة التي انفجرت وليس من بعد الانفجار، وهذا لا تجده في النظرية، اذن ما هو الذي انفجر، حتى العلماء اعادوا صياغة النظرية اكثر من مره، لانهم يحاولون اثبات اتوماتيكية الطبيعة بخلق الكون، مستثنيين وجود الخالق العظيم، كما ان الانفجار يخلف الدمار والخراب لا النظام الذي نشاهده في السماوات. الموضوع طويل ويستحيل شرحة هنا ولكي ازيل الغموض لديك يمكنك قراءة كتاب ( الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية) على الرابط : noor-book.com/hfpvzd3 فيه الإجابات التي تبحث عنها.
جميل ان تطرح المواضيع والأفكار للمناقشة، ولكن يجب البحث في الاحاديث والقرآن عن ما يعزز النتائج التي نتوصل اليها وكذلك المقالات السابقة او الأبحاث، .
تقبل مني خالص التقدير والاحترام
اخوك
وليد احمد الغشم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلن اخي العزيز من المؤكد انك لا تقرأ ما ينشر من مواضيع في هذا الموقع وقد سبق وتحدثت عن دحض نظرية الانفجار الكوني.
نظرية الانفجار الكوني العظيم هي نظرية خرافية تفترض ان الطبيعة خلقت نفسها وخلقت الكون، وهي نظرية يتفلسف بها العلماء وللأسف علماء الفضاء العرب معهم.
اطلب منكم اعاده قراءة لآيات التتابعية التي تحدثت عنها في الموضوع، فالأرض خلقت في يومين أي ان جميع ذراتها وعناصرها اكتملت وانزل الحديد من بعد ذلك للأرض، وهناك احاديث تشير الى ان الدخان الذي نتج من عملية تكوين الأرض علا فوقها فسمي سماء، يمكن البحث عنها والتحقق منها.
الدخان هو نفسه السديم، فالقرآن اطلق على السديم تسمية دخان وهذا ما اكدة العلماء بان الدخان هو افضل لفظ يطلق على السديم.
نظرية الانفجار الكوني هي نظرية مبنيه على أساس ملاحظة العلماء للتوسع الكوني أي انهم شاهدو السديم يتمدد وهذا يدل على انفجار وعلى هذا الأساس كونوا نظرياتهم،
لا يحدث الانفجار الا من مادة متكونه بالأصل قامت بالانفجار اذن بداية الكون هو منذ وجود المادة التي انفجرت وليس من بعد الانفجار، وهذا لا تجده في النظرية، اذن ما هو الذي انفجر، حتى العلماء اعادوا صياغة النظرية اكثر من مره، لانهم يحاولون اثبات اتوماتيكية الطبيعة بخلق الكون، مستثنيين وجود الخالق العظيم، كما ان الانفجار يخلف الدمار والخراب لا النظام الذي نشاهده في السماوات. الموضوع طويل ويستحيل شرحة هنا ولكي ازيل الغموض لديك يمكنك قراءة كتاب ( الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية) على الرابط : noor-book.com/hfpvzd3 فيه الإجابات التي تبحث عنها.
جميل ان تطرح المواضيع والأفكار للمناقشة، ولكن يجب البحث في الاحاديث والقرآن عن ما يعزز النتائج التي نتوصل اليها وكذلك المقالات السابقة او الأبحاث، .
تقبل مني خالص التقدير والاحترام
اخوك
وليد احمد الغشم
وعليكم السلام ورحمة الله
أهلا وسهلا بكم
لا اعرف لماذا فسرت الدخان بالسديم طالما أنت منكر بالكلية لنظرية الإنفجار الكبير، فماذا يعني عندكم سديم؟، ومن أين أتيت بهذا المصطلح لتفسير دخان فصلت؟
السديم عند العلم الذي ترفضه عبارة عن غبار كوني ونجوم أولية، وكلمة دخان لغويا لا تحتمل وصف الغبار الكوني ولا النجوم الأولية، راجع بحثي ترتيب خلق السماوات والأرض، وخطأ تفسير الدخان بالغبار الكوني

ولم تجب عن سؤالي
كيف نشأت أرض صلبة بجبالها في وسط دخاني يتكون من بخار الماء كما تقول التفاسير؟

وحقيقة أستغرب محاولة تفسير نشأة السماوات والأرض من خلال آية واحدف في فصلت، وتترك باقي أدلة القرآن، وأستغرب أنك جعلت اية فصلت هي المسار المشترك لخلق السماوات والأرض، وجعلت فتق الرتق فرع، وهذا بخلاف فهم كل العلماء الذين جعلوا آية فتق الرتق هي المسار المشترك، وآية فصلت الفرع، فالكل فهم أن الفتق أنتج الأرض والسماء الدخانية معاً، ومع أنني لا أوافقهم في وصف ناتج الرتق بالسماء الدخانية، وأرى أن الفتق انتج السماء المبنية والأرض، ولكن أتفق معهم في أن الفتق أنتج أرض وسماء.

وأما احاديث الدخان فلا يثبت منها شيء، وغالبا مشابهة لما عند اليهود في سفر التكوين.

وبالله سامحني فالسيناريو الذي قدمته غير مقنع ولم يفسر شيء، كل ما زدته عن اي مفسر هو استعمال مصطلح السديم بدلا من مصطلح الدخان، وعلوم الكون الرصدية لا توافقك ابدا في نشأة الأرض بعد أجرام السماء الكونية، فالكون مليء بأجرام أكبر وأقدم من الأرض، وبالتالي أنت في صدام حقيقي مع العلم وبدون رأي علمي يدعم قولك، بل وتستدل لصحة ما تقول بجزء من علم أنت ترفضه، وهو تفسيرك للدخان بالسديم، وحتى الأدلة الشرعية لا تدعمك، فخلق الأرض في يومين عند اهل العلم هو فتق الرتق، وأنت جعلت فتق الرتق بعد خلق الأرض.
 
السلام عليكم اخي العزيز
لا توجد كلمة السديم في القران لان القران وصفها بالدخان، كما أن السديم يسمى باللغة الإنجليزية (nebula) وهي كلمة يعود جذورها الى اللغة اللاتينية وتعني (ضباب، بخار، دخان، زفير) " وهي معرفة في موقع مركز الفضاء هيوستن ويمكنك الاطلاع عليها على الرابط: https://spacecenter.org/what-is-a-nebula/
الأرض خلقت في يومين لقوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12))
من الآية السابقة نجد ان الله عز وجل يخبرنا بان الأرض خلقت في يومين والسماء لا تزال دخان او كما نسميها نحن سديم وبعدها شكلت السماوات السبع في اليومين اللاحقين، أي ان الأرض هي اول مخلوق في السماوات السبع،
كما انه روى عن ابن جرير ، وغيره عن ابن عباس : إن الله عز وجل كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء، فسما عليه فسمي سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان، وكان ذلك الدخان من نفس الماء حين تنفس، ثم جعلها سماء واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات)
_ لم يكن هناك انفجار كوني ولكن الله رفع سمك السماوات لقوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)) والرفع هو التوسعة الى الأعلى وعملية الرفع او التوسع لم تتم الا والسماء أصبحت بناء لقوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) هذا التوسع لا زال مستمر والبنية موجودة، اما نظرية الانفجار تفسر ان الكون تشكل من الانفجار أي ان الانفجار حدث في البداية ثم تكونت بنية السماوات من مجرات ونجوم بفعل الانفجار والضغط والسحق والجاذبية و و و الخ. أي انها تفترض عدم وجود خالق بل وجود قوانين فيزيائية وطبيعية هي التي شكلت هذه السماوات وكل الخلق جاء وفق نظرية دارون للتطور.
_ سورة فصلت وباقي سور القران الكريم والآيات التي وردت عن السماوات والأرض جميعها تدعم بعضها ولا تتناقض مع بعضها.
تقبل تحياتي
وليد الغشم
 
السلام عليكم اخي العزيز
لا توجد كلمة السديم في القران لان القران وصفها بالدخان، كما أن السديم يسمى باللغة الإنجليزية (nebula) وهي كلمة يعود جذورها الى اللغة اللاتينية وتعني (ضباب، بخار، دخان، زفير) " وهي معرفة في موقع مركز الفضاء هيوستن ويمكنك الاطلاع عليها على الرابط: https://spacecenter.org/what-is-a-nebula/
الأرض خلقت في يومين لقوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12))
من الآية السابقة نجد ان الله عز وجل يخبرنا بان الأرض خلقت في يومين والسماء لا تزال دخان او كما نسميها نحن سديم وبعدها شكلت السماوات السبع في اليومين اللاحقين، أي ان الأرض هي اول مخلوق في السماوات السبع،
كما انه روى عن ابن جرير ، وغيره عن ابن عباس : إن الله عز وجل كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء، فسما عليه فسمي سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان، وكان ذلك الدخان من نفس الماء حين تنفس، ثم جعلها سماء واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات)
_ لم يكن هناك انفجار كوني ولكن الله رفع سمك السماوات لقوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)) والرفع هو التوسعة الى الأعلى وعملية الرفع او التوسع لم تتم الا والسماء أصبحت بناء لقوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) هذا التوسع لا زال مستمر والبنية موجودة، اما نظرية الانفجار تفسر ان الكون تشكل من الانفجار أي ان الانفجار حدث في البداية ثم تكونت بنية السماوات من مجرات ونجوم بفعل الانفجار والضغط والسحق والجاذبية و و و الخ. أي انها تفترض عدم وجود خالق بل وجود قوانين فيزيائية وطبيعية هي التي شكلت هذه السماوات وكل الخلق جاء وفق نظرية دارون للتطور.
_ سورة فصلت وباقي سور القران الكريم والآيات التي وردت عن السماوات والأرض جميعها تدعم بعضها ولا تتناقض مع بعضها.
تقبل تحياتي
وليد الغشم
وعليكم السلام ورحمة الله
فلنأخذ تعريف السديم nebula حسب الموقع الذي وضعت رابطه بنفسك، وستجد أنك اقتبست ما تقوله نظرية الانفجار الكبير مع أنك منكر لها، فأعجب كيف تفسر الآية بجزء من نظرية لا تعترف بصحتها، فالسديم كما ترى في النقل الانجليزي عبارة عن سحابة وليست دخان، سحابة تتكون من غبار كوني وغاز تشغل الحيز بين النجوم، وتعمل كحاضنة للنجوم الجديدة، وعليه فاما تستشهد بالسديم كما هو في نظرية الانفجار الكبير أو تتركه بالكلية، فالسديم علميا نشأ بعد النجوم وليس قبلها، وبالتالي الأرض علميا خلقت بعد السماء بنجومها وليس قبلها، وكونك تريد التمسك بحرفية ترتيب آيات فصلت فتجعل خلق الأرض قبل السماء فلابد ان تبحث عن علم آخر غير الموجود لاثبات وجهة نظرك، فتفسر كيف تكون الدخان أو السديم كما تحب أن تسميه، ولا أتفق مع ذلك، وتبين مما يتكونالسديم، وما هي وظيفته، او تكتفي بقول هذا ترتيب القرآن وهو مخالف للعلم ولا اعلم كيف أوفق بينهما.

What is a nebula?

A nebula is an enormous cloud of dust and gas occupying the space between stars and acting as a nursery for new stars. The roots of the word come from Latin nebula, which means a “mist, vapor, fog, smoke, exhalation.” Nebulae are made up of dust, basic elements such as hydrogen and other ionized gases. They either form through clouds of cold interstellar gas and dust or through the aftermath of a supernova.

بالنسبة للحديث الذي استدللت به فرجاء تثبت أنه صحيح من خلال اقوال المحدثين.

بالنسبة لنظرية الانفجار الكبير فأنا لا اقبلها بالكلية ولا أرفضها بالكلية وسبق نشرت نقد لها على صفحات هذا الموقع سأضع لك رابطه


وأما بالنسبة لفهم فتق الرتق، وفهم المراد بالسماء والسماوات، فأنشره قريبا بإذن الله، وبعده أنشر بحث سماوات فصلت الدخانية، ولعلنا نكمل النقاش بعدهما بإذن الله تعالى، وأنا متفق معك على أن ترتيب فصلت صحيح، الأرض ثم السماوات، ولكن اختلف معكم في فهم سماوات فصل وبأدلة كثيرة أنشرها في وقتها. أترككم في أمان الله وحفظه.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للجميع
يجب ان نسال كيف كانت جميع السماوات السبع بنفس الوقت مرتقه ومتصلة بالأرض؟ وكيف تم فتقهما؟
مع الاخذ في الاعتبار بان الأرض اكتمل خلقها وصارت كرويه؟
وفرضيتي تقول ان السماوات مع الأرض كانت جميعها تقع ضمن نطاق السديم (الدخان) أي ان السماوات السبع متصلة ببعضها بالسديم وعلى وجه التحديد السماوات هي طبقات ولكنها لم تنفصل عن بعضها لا زالت متلاصقة، وكذلك الأرض متصلة معها داخل السماء الدنيا، وانفصلت عن السماوات من خلال خروجها من السديم او النظام السابق، وسيكون ذلك من خلال تكون الغلاف الجوي الذي صار يفصلها حتى عن جو الفضاء.
ارجو ان تتوفق في بحثك
تفضلوا بقبول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للجميع
يجب ان نسال كيف كانت جميع السماوات السبع بنفس الوقت مرتقه ومتصلة بالأرض؟ وكيف تم فتقهما؟
مع الاخذ في الاعتبار بان الأرض اكتمل خلقها وصارت كرويه؟
وفرضيتي تقول ان السماوات مع الأرض كانت جميعها تقع ضمن نطاق السديم (الدخان) أي ان السماوات السبع متصلة ببعضها بالسديم وعلى وجه التحديد السماوات هي طبقات ولكنها لم تنفصل عن بعضها لا زالت متلاصقة، وكذلك الأرض متصلة معها داخل السماء الدنيا، وانفصلت عن السماوات من خلال خروجها من السديم او النظام السابق، وسيكون ذلك من خلال تكون الغلاف الجوي الذي صار يفصلها حتى عن جو الفضاء.
ارجو ان تتوفق في بحثك
تفضلوا بقبول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خير الجزاء
ما رأيك لو تفكر في السيناريو الآتي
عندنا مسار مشترك للأرض والسماء اسمه الرتق
تم فتق الأرض عن السماء في يومين
يعني حدث ليس لحظي ولكن احتاج زمن كبير، ثلث مدة خلق السماوات والأرض
ماذا حدث في اليومين من أحداث؟
هل سبق فتق أرضنا عن السماء الدنيا احداث اخرى، أو بكلام أدق فتوقات أخرى حدثت خلال اليومين؟
لما لا، يومين زمن كبير
والرتق اسم جنس ممكن اطلاقه على كل ناتج من نواتج الفتق الأول، والفتق فعل مستمر طالما هناك رتق يحتاج لفتق
فلماذا لا يكون هناك فتوقات كثيرة تمت داخل الرتق، فتوقات متتالية قسمت الرتق لسماوات سبع مبنية، فأصبحت كل سماء رتق جديد به مواد كل اجرامه بما في ذلك أرضنا المرتوقة داخل بناء السماء الدنيا.
ثم حدثت فتوقات متتالية بداخل كل سماء مبنية أنتجت أجرامها وسدمها الخاصة بها، واخيرا تظهر أرضنا بالفتق الخاص بها من السديم الذي تقول به في السماء الدنيا، فأرضنا الصلبة محتاجة لنظام جاذبية يمسكها للسماء، فلم تنشأ معلقة في فراغ سقفه دخان كما نتوهم، وهذا التوهم سببه أننا نفترض دوما أن الفتق أنتج أرض صلبة وسماء دخانية بلا دليل؟!!!

الله لم يقل أنه فتق الرتق فأنتج سماء دخانية

نحن توهمنا ذلك من سياق ايات فصلت، مع أن عندنا سياق آيات النازعات الذي يتحدث عن بناء السماء، ولم يذكر مدة بناءها، مع أنها ظهرت للوجود بمجرد حدوث فتق الرتق، فالسماء المبنية حتى تم رفع سمكها واغطاش ليلها واخراج ضحاها احتاجت ستة أيام من بداية فتق الرتق لأن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، والسماوات موجودة في الرتق مثل الأرض، فلماذا تخيلنا أن الارض فتقت صلبة والسماء ظلت دخان لمدة أربعة ايام؟؟؟؟
نحن للأسف فهمنا هذا من ظاهر آيات فصلت، هناك يومان للأرض ويومان للسماوات السبع الكونية، ويومان لجبال الارض وأقواتها، فتخيل يا مؤمن لن اقارن خلق الأرض في يومين بخلق السماء في يومين، ولكن اقارن خلق الجبال كجزء من الارض يحتاج ليومين، وسبع سماوات مبنية يتم في يومين، هل تظن هذا أمر منطقي؟

رجاء راجع تفسير الطبري والقرطبي لفتق الرتق، وحاول تجمع الاراء الاربعة لتفسيرها بدلا من محاولة الترجيح بينها

ورجاء فكر لماذا نفهم سماوات فصلت على أنها تشير للسماء الكونية المبنية، ألا تحتمل لغة أن تكون سماوات الأرض الجوية )الغلاف الجوي(، أليس الغلاف الجوي هو سماء تفصلنا عن السماء الدنيا؟
وفكر لماذا لم يقل الله أنه استوى الى سماء فصلت الدخانية فبناها سبع سماوات بدلا من قوله فقضاهن بمعنى سواهن، أليست لفظة البناء كانت ستكون أدق لو كان الكلام عن سماوات النازعات المبنية، فحينها نستحضر ايات النازعات ونحن نقرأ آيات فصلت، بدلا من أن نتوهم ذلك.

وفكر هل هناك تسوية تحدث الا بعد إتمام الخلق؟!، فكيف يسوي الله السماء الدخانية سبع سماوات بدون البناء؟

ولكن في سورة النازعات التسوية وقعت بعد البناء، السماء بناها، ورفع سمكها ثم سواها

الا يجعلنا ذلك نفهم سماوات فصلت الدخانية بغير ما فهمنا به سماوات النازعات المبنية؟!

وفقكم الله لكل خير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا على التوضيح
اتفق معك في بعض الجوانب، واحب التوضيح الى عدد من الحقائق لكي تتسلسل افكارك وهي كالتالي:-

1- ان الله خلق الأرض في يومين، ولكن نهاية اليومين كانت السماء ما تزال دخان والله سبحانه وتعالى دقيق في اختيار الكلمات والالفاظ.

2- بعد اليومين الاولين قضت مشيئة الله ان يجعلها سبع سماوات، كونه أوحى الى كل سماء امرها فهذا يعني ان كل سماء بدأت تتكون محتوياتها بالفعل، أي تم بنائها، لم تعد فقط مكونه من سديم وتجدر الإشارة الى ان السديم لا يزال موجود في بعض مناطق السماء.

3- ضلت السماوات متلاصقة مع بعضها والأرض كذلك من ضمنها.

4- تم فصل الأرض عن السماوات السبع، لقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30))) من هذه الآية نجد ان الله يوضح لنا ان السماوات السبع والأرض كانتا رتقاً ففتقهما (ضمير مثنى) أي ان السماوات لا زالت رتقا مع بعضها البعض ولكن ما فصل منها فقط هي الأرض.

5- السماوات لا يمكن اعتبارها طبقات الغلاف الجوي وذلك لقوله تعالى ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) وهنا أوضح الله سبحانه وتعالى ان السماء الأدنى هي التي زينت بالمصابيح أي النجوم، وحتى لم يقل مصباح فيعني الشمس فقط وانما قصد بها هنا النجوم والمجرات المضيئة واي اجسام مضيئة، وهي صفة مقتصرة على السماء الدنيا أي السماء الأولى، اضافه الى ان هناك مخلوقات من الملائكة والدواب في السماوات السبع لقوله تعالى (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)) ونحن لا نرى دواب وحيوانات في طبقات الغلاف الجوي للأرض، كذلك الحال في قوله تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)) في هذه الآية نجد ان عرض الجنة يساوي عرض السماوات + الأرض، ولو كانت طبقات الغلاف الجوي هي السبع السماوات كما تشير فهاذا يعني ان عرض الجنة صغير يمكن حسابة عن طريق حساب قطر الغلاف الجوي الخارجي، كذلك طي السبع السماوات لن يكون طي لطبقات الغلاف الجوي.
كما ان هناك احاديث توضح حجم السماوات الى الكرسي وحتى حجم الكرسي الى العرش اقتبس منها الاتي:
قال ابن جرير: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله ﷺ: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس.

وقال: قال أبو ذر  سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض.
وعن ابن مسعود قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله، ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله.
قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. قال: وله طرق.

وعن العباس بن عبدالمطلب  قال: قال رسول الله ﷺ: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض. والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم أخرجه أبو داود وغيره.

6- لا زالت السماوات متلاصقة مع بعضها وقد تم بناء محتويات كل سماء ولكنها تعد ضمن سماء واحدة ، ثم بعد ذلك تم رفع سمك هذه السماء أي توسعت السماء وهي تتضمن جميع السماوات السبع أي ان السماوات السبع ازدادت في السمك. لقوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وحتى الان لم تفصل السماوات السبع وظلت الأرض في حالة التمهيد.

7- تم رفع وفصل السماوات بغير عمد لقوله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)) من هذه الآية نجد ان الله سبحانه وتعالى رفع السماوات عن بعضها أي فصلها عن بعض، الرفع هنا لا يعني زيادة السمك بل يعني الفصل.

ومن خلال هذه التقدير وبالمقارنة مع ما تم اكتشافه فأتوقع ان جميع ما تم اكتشافه لم يتعدى السماء الدنيا.
ارجو أن أكون قد أوضحت لكم.
وأتمنى ان تقوم بعمل بحث لجميع الآيات التي احتوت على هذا الجانب مع جميع الاحاديث، هذا البحث سيأخذ منكم وقت ويجب ان يبنى على أسس عملية ومنهجية لكي تستطيع الوصول الى نتائج مرضية

تفضلوا بقبول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا على التوضيح
اتفق معك في بعض الجوانب، واحب التوضيح الى عدد من الحقائق لكي تتسلسل افكارك وهي كالتالي:-

1- ان الله خلق الأرض في يومين، ولكن نهاية اليومين كانت السماء ما تزال دخان والله سبحانه وتعالى دقيق في اختيار الكلمات والالفاظ.

2- بعد اليومين الاولين قضت مشيئة الله ان يجعلها سبع سماوات، كونه أوحى الى كل سماء امرها فهذا يعني ان كل سماء بدأت تتكون محتوياتها بالفعل، أي تم بنائها، لم تعد فقط مكونه من سديم وتجدر الإشارة الى ان السديم لا يزال موجود في بعض مناطق السماء.

3- ضلت السماوات متلاصقة مع بعضها والأرض كذلك من ضمنها.

4- تم فصل الأرض عن السماوات السبع، لقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30))) من هذه الآية نجد ان الله يوضح لنا ان السماوات السبع والأرض كانتا رتقاً ففتقهما (ضمير مثنى) أي ان السماوات لا زالت رتقا مع بعضها البعض ولكن ما فصل منها فقط هي الأرض.

5- السماوات لا يمكن اعتبارها طبقات الغلاف الجوي وذلك لقوله تعالى ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) وهنا أوضح الله سبحانه وتعالى ان السماء الأدنى هي التي زينت بالمصابيح أي النجوم، وحتى لم يقل مصباح فيعني الشمس فقط وانما قصد بها هنا النجوم والمجرات المضيئة واي اجسام مضيئة، وهي صفة مقتصرة على السماء الدنيا أي السماء الأولى، اضافه الى ان هناك مخلوقات من الملائكة والدواب في السماوات السبع لقوله تعالى (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)) ونحن لا نرى دواب وحيوانات في طبقات الغلاف الجوي للأرض، كذلك الحال في قوله تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)) في هذه الآية نجد ان عرض الجنة يساوي عرض السماوات + الأرض، ولو كانت طبقات الغلاف الجوي هي السبع السماوات كما تشير فهاذا يعني ان عرض الجنة صغير يمكن حسابة عن طريق حساب قطر الغلاف الجوي الخارجي، كذلك طي السبع السماوات لن يكون طي لطبقات الغلاف الجوي.
كما ان هناك احاديث توضح حجم السماوات الى الكرسي وحتى حجم الكرسي الى العرش اقتبس منها الاتي:
قال ابن جرير: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله ﷺ: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس.

وقال: قال أبو ذر  سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض.
وعن ابن مسعود قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله، ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله.
قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. قال: وله طرق.

وعن العباس بن عبدالمطلب  قال: قال رسول الله ﷺ: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض. والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم أخرجه أبو داود وغيره.

6- لا زالت السماوات متلاصقة مع بعضها وقد تم بناء محتويات كل سماء ولكنها تعد ضمن سماء واحدة ، ثم بعد ذلك تم رفع سمك هذه السماء أي توسعت السماء وهي تتضمن جميع السماوات السبع أي ان السماوات السبع ازدادت في السمك. لقوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وحتى الان لم تفصل السماوات السبع وظلت الأرض في حالة التمهيد.

7- تم رفع وفصل السماوات بغير عمد لقوله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)) من هذه الآية نجد ان الله سبحانه وتعالى رفع السماوات عن بعضها أي فصلها عن بعض، الرفع هنا لا يعني زيادة السمك بل يعني الفصل.

ومن خلال هذه التقدير وبالمقارنة مع ما تم اكتشافه فأتوقع ان جميع ما تم اكتشافه لم يتعدى السماء الدنيا.
ارجو أن أكون قد أوضحت لكم.
وأتمنى ان تقوم بعمل بحث لجميع الآيات التي احتوت على هذا الجانب مع جميع الاحاديث، هذا البحث سيأخذ منكم وقت ويجب ان يبنى على أسس عملية ومنهجية لكي تستطيع الوصول الى نتائج مرضية

تفضلوا بقبول خالص التقدير
وليد احمد الغشم
وعليكم السلام ورحمة الله

لماذا تصر على ان فتق الرتق حصل بعد خلق الأرض فقط؟!!، مع أن كل التفاسير تعتبره قبل خلق الأرض!!!
أليس القول بفتوق كثيرة أولى؟

لماذا تصر على استخدام مصطلح السديم وسبق بينت لك أنه لا يصح الا داخل سماء مبنية سبقت الأرض؟!!!

لماذا تصر على ان معنى سماء فصلت هو الكونية مع أن السماء لغوياً تحتمل الجوية كما تحتمل الكونية، والتفريق بحاجة لقرائن؟

تفضلتم بذكر قرينة (وزينا السماء الدنيا بمصابيح)، مع أن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب، فيمكن ان يقال بأنه خبر جديد يضاف لخبر خلق الارض وجبالها واقواتها وغلافها الجوي، ومناسبة ذكره بعد خلق الغلاف الجوي هو أن هذه الزينة لا تظهر الا بتشتيت الغلاف الجوي لأضواءها.

لم تعط دليل واضح على أن سماوات النازعات المبنية هي سماوات فصلت الدخانية، فقط توهم ذلك بدون أدلة

ولم تعط دليل على أن فتق الرتق أنتج سماء دخانية، ولم ينتج السماوات المبنية

الاشكال ليس في آيات القرآن فهي دقيقة محكمة ولا شك في ذلك، ولا يوجد قول اصدق من قول الله، ولكن الاشكال في فهمنا للآيات وترتيب السيناريو، بدليل ان هناك سيناريوهات كثيرة مقترحة سواء من المفسرين القدماء، او من كتاب الاعجاز العلمي حديثا، ورأيي المتواضع أن السبب في ذلك هو غياب القاعدة المنضبطة التي تجعلنا نفهم المراد من صطلح سماء وسماوات في القرآن، متى تكون بمعنى الجوية فقط، ومتى تكون بمعنى الكونية فقط، ومتى تحتملهما معا؟

الله يرزقني وإياكم الفهم الصحيح
وشاكر لكم طول بالكم وأدبكم الراقي في الحوار، وتشرفت بمعرفتكم
اخوك/ محمود نجا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم وجزاك الله خير
في رأيي ان الاختلاف ظاهرة جيدة من اجل الوصول الى الحقائق والمعرفة، لأننا جميعاً نبحث عن المعرفة، فكل شخص قادر على رؤية الامر من زاوية مختلفة وهذا سيعمل على اثراء هذه المواضيع.
ليست القضية اني مصر لكن الامر يحتاج الى بحث عميق في الآيات والاحاديث مع اقرانها مع ما توصل اليه العلم من حقائق، في النهاية نحن نضع اجتهادات تتضمن تفسير للآيات القرآنية والاحاديث مع ما هو مكتشف وواقع، سبقنا العلماء الاولون وقاموا بتفسير الآيات بما هو متاح لهم من المعرفة، ونحن نمشي على خطائهم، حيث اصبح الحصول على المعلومات والمعارف في زمننا هذا اسهل واسرع واكثر ضخامة، في النهاية نحن نسعى الى التفكر في خلق الله وكذلك نريد ان نكون السباقين في وضع المعارف والحقائق، والتي من شأنها هداية كثير من الناس، ولا نريد ان نقول أن القران سبق وان ذكر حقيقه بعد اكتشفها، لكن يفترض ان نضع الحقائق قبل اكتشافها، ونقول هذا ليس اكتشاف بل حقيقه موثقه في كتبنا ذكرها القرآن، المستشرقين نقلوا العلوم الإسلامية للغرب وبنو حضارتهم ونحن المسلمون تراجعنا للخلف، واصبح للأسف اختلاف الراي لنا عادة تؤدي الى التشتت والتفرقة، لذلك انا مع طرح كل الفكر والبحث عن اجوبتها في القرآن الكريم.
اعيد شكري وتقديري لك مجددا، وانا أتطلع الى الحصول على نتائج البحث الذي ستقوم بأعداده عن السماوات، لعله يكون اول بحث مستفيض في هذا الجانب.
تفضل بقبول خالص التقدير
اخوكم
وليد الغشم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم وجزاك الله خير
في رأيي ان الاختلاف ظاهرة جيدة من اجل الوصول الى الحقائق والمعرفة، لأننا جميعاً نبحث عن المعرفة، فكل شخص قادر على رؤية الامر من زاوية مختلفة وهذا سيعمل على اثراء هذه المواضيع.
ليست القضية اني مصر لكن الامر يحتاج الى بحث عميق في الآيات والاحاديث مع اقرانها مع ما توصل اليه العلم من حقائق، في النهاية نحن نضع اجتهادات تتضمن تفسير للآيات القرآنية والاحاديث مع ما هو مكتشف وواقع، سبقنا العلماء الاولون وقاموا بتفسير الآيات بما هو متاح لهم من المعرفة، ونحن نمشي على خطائهم، حيث اصبح الحصول على المعلومات والمعارف في زمننا هذا اسهل واسرع واكثر ضخامة، في النهاية نحن نسعى الى التفكر في خلق الله وكذلك نريد ان نكون السباقين في وضع المعارف والحقائق، والتي من شأنها هداية كثير من الناس، ولا نريد ان نقول أن القران سبق وان ذكر حقيقه بعد اكتشفها، لكن يفترض ان نضع الحقائق قبل اكتشافها، ونقول هذا ليس اكتشاف بل حقيقه موثقه في كتبنا ذكرها القرآن، المستشرقين نقلوا العلوم الإسلامية للغرب وبنو حضارتهم ونحن المسلمون تراجعنا للخلف، واصبح للأسف اختلاف الراي لنا عادة تؤدي الى التشتت والتفرقة، لذلك انا مع طرح كل الفكر والبحث عن اجوبتها في القرآن الكريم.
اعيد شكري وتقديري لك مجددا، وانا أتطلع الى الحصول على نتائج البحث الذي ستقوم بأعداده عن السماوات، لعله يكون اول بحث مستفيض في هذا الجانب.
تفضل بقبول خالص التقدير
اخوكم
وليد الغشم
أسأل الله أن يرزقني وإياكم التوفيق والسداد
 
عودة
أعلى