مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فكنت قد طرحت في هذا الملتقى موضوعًا يتعلق بالقراءات عند ابن جرير ، وخلصت فيه إلى أن ابن جرير لا يردُّ قراءةً متواترةً ، وعللت ذلك الأمر بما تجده على هذا الرابط .
واليوم ظهر لي أن ابن جرير الطبري لم يكن عنده سند بقراءة حفص عن عاصم ، وإني أستبيحكم أيها القراء الكرم عذرًا في أن أذكر لكم قصة هذه الفائدة :
كنت يوم الثلاثاء الموافق ( 17 : 9 : 1424 ) أكتب في تفسير ( جزء تبارك ) تفسيرَ قوله تعالى : (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى) (المعارج:16) ، فقرأت في تفسير الطبري ط : دار هجر (23 : 216 ) ما نصُّه : (( ... والصواب من القول في ذلك عندنا أن لظى الخبر ونزاعة ابتداء فذلك رفع ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قراء الأمصار على رفعها ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب وإن كان للنصب في العربية وجه )) .
فاستغربت قولَه هذا ؛ لأنَّ قراءة حفص بنصب (نزاعةً ) ، والطبري يقول : (( ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب ، وإن كان للنصب في العربية وجه )) ، وعلقت عليه بأن كلامه يشير إلى أنه لم يكن عنده سندٌ بقراءة حفص عن عاصم .
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه كلام الطبري ، فاستغربه ، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري .
فقال لي : لو رجعت إلى كتابي ( مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ) إلى قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص ، ونظرت ماذا يقول فيها ، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص ، وقرأت تعليقات الطبري عليها ، فظهر لي بجلاءٍ ما توصلت إليه ـ وسيظهر لك ـ أيها القارئ الكريم ـ من خلال الأمثلة التي سأستعرضها لك إن شاء الله .
وأثناء بحثي في هذه المفردات وعرضها على تفسير الطبري اتصل بي الأخ الباحث حسين المطيري أستاذ القرآن بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه ما توصلت له ، فطرب له واستحسنه ، وذكر لي فائدة نفيسة تتعلق بطريقي عاصم ، وهو أن طريق شعبة هو المقدم عند المتقدمين ، ولعل هذا يشير إلى عدم ورود سند حفص عند الطبري ، وهذه الفائدة نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة ( ص : 71 ) ، قال فيه : (( وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم ؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا .
وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش ، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه ، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك ، وعَزَّ من يحسنها ، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات )) .
وإذا تأملت هذا النصَّ ظهر لك أن قراءة حفص عن عاصم في وقت الطبري (ت : 310 ) الذي كان في طبقة شيوخ ابن مجاهد ( ت : 324 ) لم يكن لها قبول كغيرها .
وبعد ذكري لك قصة هذه الفائدة أذكر لك أمثلة من تفسير الطبري تدلُّ على أنه لم يكن عنده سند حفص عن عاصم :
المثال الأول : قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) .
قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة قوله : ( لمهلكهم ) :
فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والعراق ( لِمُهْلَكِهم ) بضم الميم وفتح اللام ، على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا
وقرأه عاصم ( لِمَهْلَكهم ) بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا .
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه ( لِمُهْلَكهم ) بضم الميم وفتح اللام ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه ، واستدلالا بقوله : ( وتلك القرى أهلكناهم ) ؛ فأن يكون المصدر من ( أهلكنا ) إذ كان قد تقدم قبله أَولى )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 15 : 306 ـ 307 ) .
في هذا المثال ذكر قراءتين فقط : الأولى قراءة الجمهور ، والثانية قراءة عاصم ، وهي من طريق شعبة بن عياش .
ولم يذكر القراءة الثالثة ، وهي قراءة حفص عن عاصم ( لِمَهْلِكِهم ) بفتح الميم وكسر اللام .
ولو كانت عنده لما تركها ، وقد ذكر قراءة عاصم بنصِّها .
المثال الثاني : قوله تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25) .
قال الطبري : (( واختلف القرأة في قراءة قوله : (تساقط ) :
فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة والبصرة والكوفة ( تَسَّاقط ) بالتاء من تساقط وتشديد السين بمعنى تتساقط عليك النخلة رطبا جنيا ثم تدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدد ، وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة تسَّاقط النخلة عليك رطبا جنيَا .
وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة : ( تَسَاقط ) بالتاء وتخفيف السين ، ووجهوا معنى الكلام إلى مثل ما وجَّهه إليه مشددوها غير أنهم خالفوهم في القراءة .
وروي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك : ( يَسَّاقط ) بالياء .
حدثني بذلك أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق ، قال سمعت البراء بن عازب يقرؤه كذلك .
وكأنه وجه معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة يتساقط عليك رطبًا جنيًا .
وروي عن أبي نهيك أنه كان يقرؤه ( تُسقِط ) بضم التاء وإسقاط الألف .
حدثنا بذلك بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرؤه كذلك . وكأنه وجه معنى الكلام إلى : تسقط النخلة عليك رطبا جنيا .
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن هذه القراءات الثلاث ؛ أعني : تَسَّاقط بالتاء وتشديد السين ، وبالتاء وتخفيف السين وبالياء وتشديد السين قراءات متقاربات المعاني قد قرأ بكل واحدة منهن قراء أهل معرفة بالقرآن فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب الصواب فيه ... )) . تفسير الطبري ط : دار هجر (15 : 513 ـ 514 ) .
وهذه القراءات ليس فيها ـ كما ترى ـ قراءة حفص عن عاصم ( تُساقِط ) بضم التاء وكسر القاف ، ولو كانت عنده لذكرها ، وهو كما رأيت ذكر قراءات شاذة ، والله أعلم .
المثال الثالث : ( وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْب) (القصص: 32) .
قال الطبري : (( واختلفت القرأة في قراءة ذلك :
فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والبصرة ( من الرَّهَبِ ) بفتح الراء والهاء .
وقرأته عامة قرأة الكوفة ( من الرُّهْب ) بضم الراء وتسكين الهاء .
والقول في ذلك : أنهما قراءتان متفقتا المعنى ، مشهورتان في قراء الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب )) تفسير الطبري ط : دار هجر ( 18 246 ) .
ولم يذكر قراءة حفص بفتح الراء وتسكين الهاء ( من الرَّهْبِ ) ، ولو كانت عنده لذكرها ، والله أعلم .
المثال الثالث : قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب: 13) .
قال الطبري : (( والقرأة على فتح الميم من قوله : ( لا مَقَامَ لكم ) بمعنى لا موضع قيام لكم . وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها ؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها .
وذُكِرَ عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك : ( لا مُقَام ) لكم بضم الميم يعني لا إقامة لكم )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 19 : 43 ) .
ولم يورد أن هذه القراءة التي نسبها إلى أبي عبد الرحمن السلمي قرأ بها عاصم من طريق حفص ، ولو كانت عنده لذكرها ، ومن ثَمَّ ، فإنه لا يصحُّ في مثل هذا المقام أن يقال : إن الطبري ردَّ قراءة حفص عن عاصم ؛ لأنه لا يعلمها ، والله أعلم .
المثال الخامس : قوله تعالى : (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً) (غافر: 37) .
قال الطبري : (( وقوله : (فأطلع إلى إله موسى ) اختلف القرأة في قراءة قوله : ( فأطلع ) :
فقرأت ذلك عامة قرأة الأمصار (فأطلعُ ) بضم العين ردًّا على قوله : (أبلغُ الأسباب ) وعطفا به عليه .
وذُكِر عن حميد الأعرج أنه قرأ ( فأطلعَ ) نصبًا جوابا لِـ(لعلِّي ) ، وقد ذكر الفراء أن بعض العرب أنشده :
عل صروف الدهر أو دُولاتها
يدلننا اللمة من لَمَّاتِها
فتستريحَ النفس من زفراتها
فنصب فتستريحَ على أنها جواب لِلَعَلَّ
والقراءة التي لا أستجيز غيرها الرفعُ في ذلك ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 20 : 326 ـ 327 ) .
وهذه القراءة التي نسبها إلى حميد ، ولم يستجزها هي قراءة حفص عن عاصم ، ولكنه لم يذكرها عنه ؛ لأنها ليست عنده روايةً ، وهذه كسابقتها ، فلا يقال : عن الطبري ردَّ قراءة حفصٍ عن عاصمٍ ، وإنما يصح ذلك لو انه نصَّ على هذا السند من الرواية ثمَّ ردَّه ، والله أعلم .
وبعد هذه الأمثلة لعله يظهر لك جليًّا أن قراءة حفص عن عاصمٍ لم تكن من مرويات الطبري رحمه الله تعالى ، لذا لا يُشنَّع عليه بردِّ القراءة التي انفرد بها حفص ، بزعم أنها قراءة حفص عن عاصم ، وأنها متواترة ، فتأمل ذلك جيِّدًا تسلم من عيبِ هذا الإمام بما ليس فيه .
وقبل أن أختم هذا البحث أذكر مسألة ، ثمَّ مسردًا لانفرادات حفص لتراجع تعامل الطبري معها إن شئت .
أولاً : المسألة العلمية :
إذا ثبت أنَّ الطبري لم يُسند قراءة عاصم من طريق حفص ، وليست هذه الرواية من مروياته في القراءة ، فإنه لا يحسن رسم الكلمة التي انفرد بها حفص على ما يوافق قراءته ؛ لأن الإمام الطبري لا يفسر القرآن برواية حفص عن عاصم ، وسأذكر لك مثالاً يوضِّح وقوع اللبس على محقِّقي تفسير الطبري الفضلاء في دار هجر .
في قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم:22) .
قال الطبري (( ... (وألوانكم ) ؛ يقول : واختلاف ألوان أجسامكم .
( إن في ذلك لآيات للعالمين ) ؛ يقول : إن في فعله ذلك كذلك لعبرا وأدلة لخلقه الذين يعقلون أنه لا يعيبه إعادتهم لهيئتهم التي كانوا بها قبل مماتهم من بعد فنائهم .
وقد بينا معنى العالَمين فيما مضى قبل )) تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 18 : 479 ) .
لقد قرأ المحققون الفضلاء لفظ ( العالَمين ) بكسر اللام هكذا ( العالِمين ) ، ثمَّ أعادوا إلى ما ذكر الطبري أنه مضى قبل ، وذلك ـ كما ظنوا ـ ( ص : 407 ) من هذا الجزء ، وهو قوله تعالى : ( وما يعقلها إلا العالمون ) ( العنكبوت : 43 ) .
وهذا لا يتناسب مع قراءته التي دلَّ عليها بتفسيره حيث قال : (( لعبرة وأدلة لخلقه ... )) وهؤلاء هم العالَمون بفتح اللام ، لا العالِمون بكسرها ، والله أعلم .
ثانيًا : مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي :
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .
هذه بعض الانفرادات ، وبعضها تركته لأنه ذُكر في النقول السابقة ، وبعضها مما يتعلق بالأداء ، وهو مما لا يعتني به الطبري .
وأخيرًا أُشير إلى ملحوظة تحتاج إلى استقراءٍ آخر لعلي أنقله من رسالةِ ماجستير في اختيار أبي عبيد للباحث عبد الباقي سيسي .
ويظهر لي ـ وهو مما يحتاج إلى دراسة فاحصة ـ أن الطبري كوفي الأصول يعتمد على علمائهم ، فاعتمد على الفراء في الإعراب ، واعتمد على أبي عبيد في القراءة ، والله أعلم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فكنت قد طرحت في هذا الملتقى موضوعًا يتعلق بالقراءات عند ابن جرير ، وخلصت فيه إلى أن ابن جرير لا يردُّ قراءةً متواترةً ، وعللت ذلك الأمر بما تجده على هذا الرابط .
واليوم ظهر لي أن ابن جرير الطبري لم يكن عنده سند بقراءة حفص عن عاصم ، وإني أستبيحكم أيها القراء الكرم عذرًا في أن أذكر لكم قصة هذه الفائدة :
كنت يوم الثلاثاء الموافق ( 17 : 9 : 1424 ) أكتب في تفسير ( جزء تبارك ) تفسيرَ قوله تعالى : (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى) (المعارج:16) ، فقرأت في تفسير الطبري ط : دار هجر (23 : 216 ) ما نصُّه : (( ... والصواب من القول في ذلك عندنا أن لظى الخبر ونزاعة ابتداء فذلك رفع ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قراء الأمصار على رفعها ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب وإن كان للنصب في العربية وجه )) .
فاستغربت قولَه هذا ؛ لأنَّ قراءة حفص بنصب (نزاعةً ) ، والطبري يقول : (( ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب ، وإن كان للنصب في العربية وجه )) ، وعلقت عليه بأن كلامه يشير إلى أنه لم يكن عنده سندٌ بقراءة حفص عن عاصم .
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه كلام الطبري ، فاستغربه ، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري .
فقال لي : لو رجعت إلى كتابي ( مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ) إلى قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص ، ونظرت ماذا يقول فيها ، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص ، وقرأت تعليقات الطبري عليها ، فظهر لي بجلاءٍ ما توصلت إليه ـ وسيظهر لك ـ أيها القارئ الكريم ـ من خلال الأمثلة التي سأستعرضها لك إن شاء الله .
وأثناء بحثي في هذه المفردات وعرضها على تفسير الطبري اتصل بي الأخ الباحث حسين المطيري أستاذ القرآن بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه ما توصلت له ، فطرب له واستحسنه ، وذكر لي فائدة نفيسة تتعلق بطريقي عاصم ، وهو أن طريق شعبة هو المقدم عند المتقدمين ، ولعل هذا يشير إلى عدم ورود سند حفص عند الطبري ، وهذه الفائدة نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة ( ص : 71 ) ، قال فيه : (( وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم ؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا .
وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش ، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه ، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك ، وعَزَّ من يحسنها ، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات )) .
وإذا تأملت هذا النصَّ ظهر لك أن قراءة حفص عن عاصم في وقت الطبري (ت : 310 ) الذي كان في طبقة شيوخ ابن مجاهد ( ت : 324 ) لم يكن لها قبول كغيرها .
وبعد ذكري لك قصة هذه الفائدة أذكر لك أمثلة من تفسير الطبري تدلُّ على أنه لم يكن عنده سند حفص عن عاصم :
المثال الأول : قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) .
قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة قوله : ( لمهلكهم ) :
فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والعراق ( لِمُهْلَكِهم ) بضم الميم وفتح اللام ، على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا
وقرأه عاصم ( لِمَهْلَكهم ) بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا .
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه ( لِمُهْلَكهم ) بضم الميم وفتح اللام ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه ، واستدلالا بقوله : ( وتلك القرى أهلكناهم ) ؛ فأن يكون المصدر من ( أهلكنا ) إذ كان قد تقدم قبله أَولى )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 15 : 306 ـ 307 ) .
في هذا المثال ذكر قراءتين فقط : الأولى قراءة الجمهور ، والثانية قراءة عاصم ، وهي من طريق شعبة بن عياش .
ولم يذكر القراءة الثالثة ، وهي قراءة حفص عن عاصم ( لِمَهْلِكِهم ) بفتح الميم وكسر اللام .
ولو كانت عنده لما تركها ، وقد ذكر قراءة عاصم بنصِّها .
المثال الثاني : قوله تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25) .
قال الطبري : (( واختلف القرأة في قراءة قوله : (تساقط ) :
فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة والبصرة والكوفة ( تَسَّاقط ) بالتاء من تساقط وتشديد السين بمعنى تتساقط عليك النخلة رطبا جنيا ثم تدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدد ، وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة تسَّاقط النخلة عليك رطبا جنيَا .
وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة : ( تَسَاقط ) بالتاء وتخفيف السين ، ووجهوا معنى الكلام إلى مثل ما وجَّهه إليه مشددوها غير أنهم خالفوهم في القراءة .
وروي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك : ( يَسَّاقط ) بالياء .
حدثني بذلك أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق ، قال سمعت البراء بن عازب يقرؤه كذلك .
وكأنه وجه معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة يتساقط عليك رطبًا جنيًا .
وروي عن أبي نهيك أنه كان يقرؤه ( تُسقِط ) بضم التاء وإسقاط الألف .
حدثنا بذلك بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرؤه كذلك . وكأنه وجه معنى الكلام إلى : تسقط النخلة عليك رطبا جنيا .
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن هذه القراءات الثلاث ؛ أعني : تَسَّاقط بالتاء وتشديد السين ، وبالتاء وتخفيف السين وبالياء وتشديد السين قراءات متقاربات المعاني قد قرأ بكل واحدة منهن قراء أهل معرفة بالقرآن فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب الصواب فيه ... )) . تفسير الطبري ط : دار هجر (15 : 513 ـ 514 ) .
وهذه القراءات ليس فيها ـ كما ترى ـ قراءة حفص عن عاصم ( تُساقِط ) بضم التاء وكسر القاف ، ولو كانت عنده لذكرها ، وهو كما رأيت ذكر قراءات شاذة ، والله أعلم .
المثال الثالث : ( وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْب) (القصص: 32) .
قال الطبري : (( واختلفت القرأة في قراءة ذلك :
فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والبصرة ( من الرَّهَبِ ) بفتح الراء والهاء .
وقرأته عامة قرأة الكوفة ( من الرُّهْب ) بضم الراء وتسكين الهاء .
والقول في ذلك : أنهما قراءتان متفقتا المعنى ، مشهورتان في قراء الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب )) تفسير الطبري ط : دار هجر ( 18 246 ) .
ولم يذكر قراءة حفص بفتح الراء وتسكين الهاء ( من الرَّهْبِ ) ، ولو كانت عنده لذكرها ، والله أعلم .
المثال الثالث : قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب: 13) .
قال الطبري : (( والقرأة على فتح الميم من قوله : ( لا مَقَامَ لكم ) بمعنى لا موضع قيام لكم . وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها ؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها .
وذُكِرَ عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك : ( لا مُقَام ) لكم بضم الميم يعني لا إقامة لكم )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 19 : 43 ) .
ولم يورد أن هذه القراءة التي نسبها إلى أبي عبد الرحمن السلمي قرأ بها عاصم من طريق حفص ، ولو كانت عنده لذكرها ، ومن ثَمَّ ، فإنه لا يصحُّ في مثل هذا المقام أن يقال : إن الطبري ردَّ قراءة حفص عن عاصم ؛ لأنه لا يعلمها ، والله أعلم .
المثال الخامس : قوله تعالى : (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً) (غافر: 37) .
قال الطبري : (( وقوله : (فأطلع إلى إله موسى ) اختلف القرأة في قراءة قوله : ( فأطلع ) :
فقرأت ذلك عامة قرأة الأمصار (فأطلعُ ) بضم العين ردًّا على قوله : (أبلغُ الأسباب ) وعطفا به عليه .
وذُكِر عن حميد الأعرج أنه قرأ ( فأطلعَ ) نصبًا جوابا لِـ(لعلِّي ) ، وقد ذكر الفراء أن بعض العرب أنشده :
عل صروف الدهر أو دُولاتها
يدلننا اللمة من لَمَّاتِها
فتستريحَ النفس من زفراتها
فنصب فتستريحَ على أنها جواب لِلَعَلَّ
والقراءة التي لا أستجيز غيرها الرفعُ في ذلك ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 20 : 326 ـ 327 ) .
وهذه القراءة التي نسبها إلى حميد ، ولم يستجزها هي قراءة حفص عن عاصم ، ولكنه لم يذكرها عنه ؛ لأنها ليست عنده روايةً ، وهذه كسابقتها ، فلا يقال : عن الطبري ردَّ قراءة حفصٍ عن عاصمٍ ، وإنما يصح ذلك لو انه نصَّ على هذا السند من الرواية ثمَّ ردَّه ، والله أعلم .
وبعد هذه الأمثلة لعله يظهر لك جليًّا أن قراءة حفص عن عاصمٍ لم تكن من مرويات الطبري رحمه الله تعالى ، لذا لا يُشنَّع عليه بردِّ القراءة التي انفرد بها حفص ، بزعم أنها قراءة حفص عن عاصم ، وأنها متواترة ، فتأمل ذلك جيِّدًا تسلم من عيبِ هذا الإمام بما ليس فيه .
وقبل أن أختم هذا البحث أذكر مسألة ، ثمَّ مسردًا لانفرادات حفص لتراجع تعامل الطبري معها إن شئت .
أولاً : المسألة العلمية :
إذا ثبت أنَّ الطبري لم يُسند قراءة عاصم من طريق حفص ، وليست هذه الرواية من مروياته في القراءة ، فإنه لا يحسن رسم الكلمة التي انفرد بها حفص على ما يوافق قراءته ؛ لأن الإمام الطبري لا يفسر القرآن برواية حفص عن عاصم ، وسأذكر لك مثالاً يوضِّح وقوع اللبس على محقِّقي تفسير الطبري الفضلاء في دار هجر .
في قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم:22) .
قال الطبري (( ... (وألوانكم ) ؛ يقول : واختلاف ألوان أجسامكم .
( إن في ذلك لآيات للعالمين ) ؛ يقول : إن في فعله ذلك كذلك لعبرا وأدلة لخلقه الذين يعقلون أنه لا يعيبه إعادتهم لهيئتهم التي كانوا بها قبل مماتهم من بعد فنائهم .
وقد بينا معنى العالَمين فيما مضى قبل )) تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 18 : 479 ) .
لقد قرأ المحققون الفضلاء لفظ ( العالَمين ) بكسر اللام هكذا ( العالِمين ) ، ثمَّ أعادوا إلى ما ذكر الطبري أنه مضى قبل ، وذلك ـ كما ظنوا ـ ( ص : 407 ) من هذا الجزء ، وهو قوله تعالى : ( وما يعقلها إلا العالمون ) ( العنكبوت : 43 ) .
وهذا لا يتناسب مع قراءته التي دلَّ عليها بتفسيره حيث قال : (( لعبرة وأدلة لخلقه ... )) وهؤلاء هم العالَمون بفتح اللام ، لا العالِمون بكسرها ، والله أعلم .
ثانيًا : مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي :
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .
هذه بعض الانفرادات ، وبعضها تركته لأنه ذُكر في النقول السابقة ، وبعضها مما يتعلق بالأداء ، وهو مما لا يعتني به الطبري .
وأخيرًا أُشير إلى ملحوظة تحتاج إلى استقراءٍ آخر لعلي أنقله من رسالةِ ماجستير في اختيار أبي عبيد للباحث عبد الباقي سيسي .
ويظهر لي ـ وهو مما يحتاج إلى دراسة فاحصة ـ أن الطبري كوفي الأصول يعتمد على علمائهم ، فاعتمد على الفراء في الإعراب ، واعتمد على أبي عبيد في القراءة ، والله أعلم .