رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فكنت قد طرحت في هذا الملتقى موضوعًا يتعلق بالقراءات عند ابن جرير ، وخلصت فيه إلى أن ابن جرير لا يردُّ قراءةً متواترةً ، وعللت ذلك الأمر بما تجده على هذا الرابط .
واليوم ظهر لي أن ابن جرير الطبري لم يكن عنده سند بقراءة حفص عن عاصم ، وإني أستبيحكم أيها القراء الكرم عذرًا في أن أذكر لكم قصة هذه الفائدة :
كنت يوم الثلاثاء الموافق ( 17 : 9 : 1424 ) أكتب في تفسير ( جزء تبارك ) تفسيرَ قوله تعالى : (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى) (المعارج:16) ، فقرأت في تفسير الطبري ط : دار هجر (23 : 216 ) ما نصُّه : (( ... والصواب من القول في ذلك عندنا أن لظى الخبر ونزاعة ابتداء فذلك رفع ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قراء الأمصار على رفعها ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب وإن كان للنصب في العربية وجه )) .
فاستغربت قولَه هذا ؛ لأنَّ قراءة حفص بنصب (نزاعةً ) ، والطبري يقول : (( ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب ، وإن كان للنصب في العربية وجه )) ، وعلقت عليه بأن كلامه يشير إلى أنه لم يكن عنده سندٌ بقراءة حفص عن عاصم .
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه كلام الطبري ، فاستغربه ، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري .
فقال لي : لو رجعت إلى كتابي ( مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ) إلى قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص ، ونظرت ماذا يقول فيها ، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص ، وقرأت تعليقات الطبري عليها ، فظهر لي بجلاءٍ ما توصلت إليه ـ وسيظهر لك ـ أيها القارئ الكريم ـ من خلال الأمثلة التي سأستعرضها لك إن شاء الله .
وأثناء بحثي في هذه المفردات وعرضها على تفسير الطبري اتصل بي الأخ الباحث حسين المطيري أستاذ القرآن بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه ما توصلت له ، فطرب له واستحسنه ، وذكر لي فائدة نفيسة تتعلق بطريقي عاصم ، وهو أن طريق شعبة هو المقدم عند المتقدمين ، ولعل هذا يشير إلى عدم ورود سند حفص عند الطبري ، وهذه الفائدة نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة ( ص : 71 ) ، قال فيه : (( وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم ؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا .
وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش ، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه ، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك ، وعَزَّ من يحسنها ، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات )) .
وإذا تأملت هذا النصَّ ظهر لك أن قراءة حفص عن عاصم في وقت الطبري (ت : 310 ) الذي كان في طبقة شيوخ ابن مجاهد ( ت : 324 ) لم يكن لها قبول كغيرها .
وبعد ذكري لك قصة هذه الفائدة أذكر لك أمثلة من تفسير الطبري تدلُّ على أنه لم يكن عنده سند حفص عن عاصم :
المثال الأول : قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) .
قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة قوله : ( لمهلكهم ) :
فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والعراق ( لِمُهْلَكِهم ) بضم الميم وفتح اللام ، على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا
وقرأه عاصم ( لِمَهْلَكهم ) بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا .
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه ( لِمُهْلَكهم ) بضم الميم وفتح اللام ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه ، واستدلالا بقوله : ( وتلك القرى أهلكناهم ) ؛ فأن يكون المصدر من ( أهلكنا ) إذ كان قد تقدم قبله أَولى )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 15 : 306 ـ 307 ) .
في هذا المثال ذكر قراءتين فقط : الأولى قراءة الجمهور ، والثانية قراءة عاصم ، وهي من طريق شعبة بن عياش .
ولم يذكر القراءة الثالثة ، وهي قراءة حفص عن عاصم ( لِمَهْلِكِهم ) بفتح الميم وكسر اللام .
ولو كانت عنده لما تركها ، وقد ذكر قراءة عاصم بنصِّها .
المثال الثاني : قوله تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25) .
قال الطبري : (( واختلف القرأة في قراءة قوله : (تساقط ) :
فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة والبصرة والكوفة ( تَسَّاقط ) بالتاء من تساقط وتشديد السين بمعنى تتساقط عليك النخلة رطبا جنيا ثم تدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدد ، وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة تسَّاقط النخلة عليك رطبا جنيَا .
وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة : ( تَسَاقط ) بالتاء وتخفيف السين ، ووجهوا معنى الكلام إلى مثل ما وجَّهه إليه مشددوها غير أنهم خالفوهم في القراءة .
وروي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك : ( يَسَّاقط ) بالياء .
حدثني بذلك أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق ، قال سمعت البراء بن عازب يقرؤه كذلك .
وكأنه وجه معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة يتساقط عليك رطبًا جنيًا .
وروي عن أبي نهيك أنه كان يقرؤه ( تُسقِط ) بضم التاء وإسقاط الألف .
حدثنا بذلك بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرؤه كذلك . وكأنه وجه معنى الكلام إلى : تسقط النخلة عليك رطبا جنيا .
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن هذه القراءات الثلاث ؛ أعني : تَسَّاقط بالتاء وتشديد السين ، وبالتاء وتخفيف السين وبالياء وتشديد السين قراءات متقاربات المعاني قد قرأ بكل واحدة منهن قراء أهل معرفة بالقرآن فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب الصواب فيه ... )) . تفسير الطبري ط : دار هجر (15 : 513 ـ 514 ) .
وهذه القراءات ليس فيها ـ كما ترى ـ قراءة حفص عن عاصم ( تُساقِط ) بضم التاء وكسر القاف ، ولو كانت عنده لذكرها ، وهو كما رأيت ذكر قراءات شاذة ، والله أعلم .
المثال الثالث : ( وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْب) (القصص: 32) .
قال الطبري : (( واختلفت القرأة في قراءة ذلك :
فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والبصرة ( من الرَّهَبِ ) بفتح الراء والهاء .
وقرأته عامة قرأة الكوفة ( من الرُّهْب ) بضم الراء وتسكين الهاء .
والقول في ذلك : أنهما قراءتان متفقتا المعنى ، مشهورتان في قراء الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب )) تفسير الطبري ط : دار هجر ( 18 246 ) .
ولم يذكر قراءة حفص بفتح الراء وتسكين الهاء ( من الرَّهْبِ ) ، ولو كانت عنده لذكرها ، والله أعلم .
المثال الثالث : قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب: 13) .
قال الطبري : (( والقرأة على فتح الميم من قوله : ( لا مَقَامَ لكم ) بمعنى لا موضع قيام لكم . وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها ؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها .
وذُكِرَ عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك : ( لا مُقَام ) لكم بضم الميم يعني لا إقامة لكم )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 19 : 43 ) .
ولم يورد أن هذه القراءة التي نسبها إلى أبي عبد الرحمن السلمي قرأ بها عاصم من طريق حفص ، ولو كانت عنده لذكرها ، ومن ثَمَّ ، فإنه لا يصحُّ في مثل هذا المقام أن يقال : إن الطبري ردَّ قراءة حفص عن عاصم ؛ لأنه لا يعلمها ، والله أعلم .
المثال الخامس : قوله تعالى : (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً) (غافر: 37) .
قال الطبري : (( وقوله : (فأطلع إلى إله موسى ) اختلف القرأة في قراءة قوله : ( فأطلع ) :
فقرأت ذلك عامة قرأة الأمصار (فأطلعُ ) بضم العين ردًّا على قوله : (أبلغُ الأسباب ) وعطفا به عليه .
وذُكِر عن حميد الأعرج أنه قرأ ( فأطلعَ ) نصبًا جوابا لِـ(لعلِّي ) ، وقد ذكر الفراء أن بعض العرب أنشده :
عل صروف الدهر أو دُولاتها
يدلننا اللمة من لَمَّاتِها
فتستريحَ النفس من زفراتها
فنصب فتستريحَ على أنها جواب لِلَعَلَّ
والقراءة التي لا أستجيز غيرها الرفعُ في ذلك ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 20 : 326 ـ 327 ) .
وهذه القراءة التي نسبها إلى حميد ، ولم يستجزها هي قراءة حفص عن عاصم ، ولكنه لم يذكرها عنه ؛ لأنها ليست عنده روايةً ، وهذه كسابقتها ، فلا يقال : عن الطبري ردَّ قراءة حفصٍ عن عاصمٍ ، وإنما يصح ذلك لو انه نصَّ على هذا السند من الرواية ثمَّ ردَّه ، والله أعلم .
وبعد هذه الأمثلة لعله يظهر لك جليًّا أن قراءة حفص عن عاصمٍ لم تكن من مرويات الطبري رحمه الله تعالى ، لذا لا يُشنَّع عليه بردِّ القراءة التي انفرد بها حفص ، بزعم أنها قراءة حفص عن عاصم ، وأنها متواترة ، فتأمل ذلك جيِّدًا تسلم من عيبِ هذا الإمام بما ليس فيه .
وقبل أن أختم هذا البحث أذكر مسألة ، ثمَّ مسردًا لانفرادات حفص لتراجع تعامل الطبري معها إن شئت .
أولاً : المسألة العلمية :
إذا ثبت أنَّ الطبري لم يُسند قراءة عاصم من طريق حفص ، وليست هذه الرواية من مروياته في القراءة ، فإنه لا يحسن رسم الكلمة التي انفرد بها حفص على ما يوافق قراءته ؛ لأن الإمام الطبري لا يفسر القرآن برواية حفص عن عاصم ، وسأذكر لك مثالاً يوضِّح وقوع اللبس على محقِّقي تفسير الطبري الفضلاء في دار هجر .
في قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم:22) .
قال الطبري (( ... (وألوانكم ) ؛ يقول : واختلاف ألوان أجسامكم .
( إن في ذلك لآيات للعالمين ) ؛ يقول : إن في فعله ذلك كذلك لعبرا وأدلة لخلقه الذين يعقلون أنه لا يعيبه إعادتهم لهيئتهم التي كانوا بها قبل مماتهم من بعد فنائهم .
وقد بينا معنى العالَمين فيما مضى قبل )) تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 18 : 479 ) .
لقد قرأ المحققون الفضلاء لفظ ( العالَمين ) بكسر اللام هكذا ( العالِمين ) ، ثمَّ أعادوا إلى ما ذكر الطبري أنه مضى قبل ، وذلك ـ كما ظنوا ـ ( ص : 407 ) من هذا الجزء ، وهو قوله تعالى : ( وما يعقلها إلا العالمون ) ( العنكبوت : 43 ) .
وهذا لا يتناسب مع قراءته التي دلَّ عليها بتفسيره حيث قال : (( لعبرة وأدلة لخلقه ... )) وهؤلاء هم العالَمون بفتح اللام ، لا العالِمون بكسرها ، والله أعلم .

ثانيًا : مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي :
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .
هذه بعض الانفرادات ، وبعضها تركته لأنه ذُكر في النقول السابقة ، وبعضها مما يتعلق بالأداء ، وهو مما لا يعتني به الطبري .
وأخيرًا أُشير إلى ملحوظة تحتاج إلى استقراءٍ آخر لعلي أنقله من رسالةِ ماجستير في اختيار أبي عبيد للباحث عبد الباقي سيسي .
ويظهر لي ـ وهو مما يحتاج إلى دراسة فاحصة ـ أن الطبري كوفي الأصول يعتمد على علمائهم ، فاعتمد على الفراء في الإعراب ، واعتمد على أبي عبيد في القراءة ، والله أعلم .
 
الأخ الشيخ المفضال أبا عبدالملك
رفع الله قدرك في عباده الصالحين ، وألحقني وإياك بمن أنعم عليهم من عباده المقربين ...
كم تتحفنا بالفوائد القيمة التي يعز وجودها ، ويشق الوصول إليها ...
وها أنا وقت السحر أستمتع بقراءة هذه الفائدة النفيسة ، وأدعو لك بالسداد والتوفيق
فلا عدمناك وفوائدك ...
 
تتميما للفائدة لي ملاحظتان:
الأولى قول الكاتب ما انفرد به حفص من طريق الشاطبية والدرة، فأقول بعد فحص سريع اتضح لي أنه انفراد حتى من طريق الطيبة والله أعلم.

ثانيا: حاولت أن أبحث أيضا في الأربع الشواذ ووجدت موافقاتهم في المواطن التالية فقط .


1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
وافقه الشنبوذي عن الأعمش

5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ،
وافقه الحسن

7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ،
وافقه اليزيدي

8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ،
وافقه الحسن

10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ،
وافقه الحسن

11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ،
وافقه ابن محيصن والمطوعي

12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ )
وافقه الحسن والمطوعي عن الأعمش

19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
وافقه الحسن

20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
وافقه ابن محيصن

24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ،
وافقه الشنبوذي
 
أحسنت النظر ،وبارك الله فيكم

أحسنت النظر ،وبارك الله فيكم

السلام عليكم : أخى الكريم الدكتور:مساعد الطيار
استمتعت كثيرا بقراءة بحثك السابق ،وسأعول عليه إن شاء الله فى تلخيص رسالتى الانفرادا ت عند علماء القراءات جمعا ودراسة، وهى تتعلق بالروايات المنسوبة للقراء العشرة المعروفين ولايقرأبها،
وكان من فوائد ماخرجت به أنه لاينبغى الاقتصار على الحكم عليها بالشذوذ فقط ،بل الواجب التعمق قليلا للوصول إلى أحكام تستخرج بعد الدراسة والبحث،فكان أن وجدت المسألة كالتالي:
1- روايات عن العشرة لاتوافق شيئا من المتواتر وكان حكمي عليها بالشذوذ رأسا.
وتحته :انفرادة مخالفة للمعروف، فهذه قد توافق قارئا من العشرة لكنها تخالف من نسبت له فى المتواتر الثابت.
وأيضا رواية الواحد لايشاركه غيره.
ومن الإضافات لهذا ماينسب للقراء العشرة وحصل فيه غلط أووهم ونحوه.
وخلاصة هذا كله قطعا أن الانفراد حاصل من القراء العشرة ورواتهم ،ولكن لايقرأبه لعدم ثبوته فى الكتب المعتمدة ،كاالنشر ونظمه الطيبة،ومابعدهما من الشراح،والتيسير والشاطبية،ومابعدهما من الشراح.
هذه خلاصة فكرة درستها فى رسالتى الدكتوراه،
وفى نظرى أن مابحثته أخى الدكتور مساعد هو من باب انفراد المفردة نفسها،وهو من الطبرى لاإشكال فيه فقد أنكر أبوعمرو بن العلاء قراءة (لايعذب بالفتح) فى سورة الفجر ،وهى متواترة عن الكسائي ويعقوب وعلل ذلك بأنه يتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ماجاءت بهالعامة،انظر جمال القراء1/234. وجزاكم الله خيرا.
 
فائدة نفيسة حقاً ، أدى عدم التنبه لها إلى وقوع كثير من الباحثين في الطعن بمنهج الإمام الطبري في مناقشة القراءات في تفسيره الجليل ، فجزاك الله خيراً أبا عبدالملك على تحقيقك وتمحيصك ، ودقة منزعك ، وبعد غورك في البحث عن المشكلات.
وهذا درس لنا معشر التلاميذ أن نتريث في بحوثنا وأحكامنا على كتب العلماء المتقدمين ومناهجهم في مصنفاتهم ، وأن لا نقدم على (وقد ظهر لي ) (وقد تبين لي) وأمثالها من العبارات إلا وقد تحققنا من ذلك ، وقلبنا النظر في ما نقوله ونبحثه ، حرصاً على العدل والحقيقة.
وتأملوا هذه الفائدة التي أشار إليها الدكتور مساعد الطيار هنا ، فقد كتبت كثير من البحوث للرد على الطبري في رده للقراءات المتواترة ، وكذلك تحقيق تفسير الطبري على أنه قام بذلك معتمداً على رواية حفص عن عاصم. وربما يتبين لك غير ذلك لو حققت النظر.
أسأل الله أن يبارك للشيخ مساعد في وقته وعلمه ، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة كتاب الله بعلم وعدل وإخلاص.
 
لكن ما سبق لا يرد الإشكال في أنه رد قراءة عشرية بل سبعية متواترة، لأن كونها كذلك دليل عليه حتى لو لم تصله، فالتقصير والتسرع واقع منه لا محالة.
وكل ما في الأمر هو التماس العذر له ومعرفة سبب الأخطاء التي وقعت منه رحمه الله تعالى.
ونحن اليوم إذ سهل الأمر بالنسبة لنا لوجود الشاطبية والدرة والطيبة بين أيدينا، لكنه هو العالم الذي نصبه بعض العلماء مجددا للقرن.

فسبحان الله الواحد الأحد.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الكريم د. مساعد، على هذه الفائدة القيمة
أخي الكريم راجي رحمة ربه، إذا لم يكن لك اعتراض على الفائدة التي ذكرها د. مساعد الطيار، فأعتقد أن هذا مما يعذر به الإمام ابن جرير، ولا لوم عليه، ولا أظن أن مثل هذا مما يختلف فيه الناس، فقولك: فالتقصير والتسرع واقع منه لا محالة، لا يخلو من تحامل على الإمام، فإن البشر مهما بلغوا فهم كما وصف خالقهم(( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) وإنما محل اللوم هو رد الأمر بعد أن يثبت عنده.
كما أود لفت نظرك الكريم إلى أن مصطلح القراءات(( العشر)) و((السبعية)) مصطلح حادث لم يظهر إلا بعد ابن جرير الطبري فلا يسوغ محاكمته إلى أمر ظهر بعده، وهذا أمر يكثر وقوعه عند الباحثين في مناقشتهم للمتقدمين في موضوع القراءات
وتقبل مني كل تحية وتقدير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ناصر الماجد
محاضر بقسم القرآن جامعة الإمام
 
الأخ الماجد، اعتراضك غير مسلم.
فابن مجاهد مولده 245 ووفاته سنة 324 هـ
وهو مسبع السبعة ومن ألف كتاب السبعة الذي سارت به الركبان وفيه رواية حفص وشبعة كلاهما عن عاصم
وموطنه في عاصمة الخلافة (بغداد فرج الله عنها وعن أهلها)
وقد تصدر للإقراء فيها مدة وأقرأ خلقا لا يحصون، وانتهت إليه رياسة هذا الفن.

إلا أن يقال أنه ألف كتابه بعد وفاة ابن جرير المعاصر له ( وفاته 310 هـ)

لأن ابن جرير من طبقة شيوخه بل وروى عنه كما في الغاية وسماه محمد بن عبدالله (نقلا عن جامع البيان للداني)

لكن يظل التواتر لحفص مشكل لأنه انتقال لهذه الرواية جمعا عن جمع.

عموما باب تحسين الظن واسع فرحم الله ابن جرير رحمة واسعة
 
"قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص "

"نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة ( ص : 71 ) ، قال فيه : (( وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم ؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا . وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش ، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه ، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك ، وعَزَّ من يحسنها ، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات )) ."

أقول هذه النصوص تؤكد الشك الذي في نفسي في تواتر قراءة حفص عن عاصم.
فلو كانت متواترة وغابت قراءة حفص عن الإمام الطبري، فهل من المعقول أن تخفى عليه من طرق آخرى؟
ثم إن حفصاً ضعيف جداً عند علماء الحديث بل متروك ومجروح في عدالته.
ولم يكن المقدّم عند أهل الكوفة كما يظهر من كلام ابن مجاهد. وهذا لا يجوز إهماله.
 
أحببت أن أشير هنا إلى أن أكثر من رد على الإمام الطبري في مسألة رده للقراءات المتواترة هم ممن يقرأون برواية حفص رحمه الله.
وأريد أن أسأل الدكتور مساعد الطيار وفقه الله عن الرواية التي فسر الإمام الطبري القرآن الكريم بناءً عليها. ما هي تلك الرواية ؟
 
أخي الكريم عبد الرحمن
من المعلوم أن ابن جرير كان له اختيار خاص ، وهو لا يخرج عن قراءة السبعة ، وله طريقة وافق فيها غيره في طريقة اختياره ، كاختيار القراءة التي قرأ بها الأكثرون ، أو الموافقة لرسم المصحف ، أو التي يصح معنها وتفصح على غيرها ، أو التي توافي تأويل أهل التأويل ، وغير ذلك من حججه في ترجيح القراءة .
 
ناقشت هذا الموضوع مع أحد الحفاظ المتبحرين في علوم القراءات والتفسير وغيرها، فقال لي:

هذا الادعاء ليس له دليل قوي يعتمد عليه، لعدة أسباب منها:

أن حفص كراو معتبر لعاصم معروف لدى جمع غفير من المحدثين كالإمام أحمد وغيره وقد ذكروا ضعفه في الحديث ومتانته في القراءة وهذا مشتهر قبل الطبري بمائة عام ، فكيف يخفى على مثله.

أن الطبري لا يصرح باسم القارئ ولا الراوي في معظم تفسيره بل يقول قراءة الكوفة وقراءة البصرة إلخ.

أن منهجه المردود هو الاعتراض على معظم القراءات التي تخالف الجماعة بزعمه أي إن انفرد قارئ أو راو بحرف فإنه يرجح قراءة الجمهور ولا يخفى ما فيه من تعسف مرفوض. وهذا المنهج سار عليه في كثير من المواطن.

أن ما أطلقه من عبارات قاسية على ما انفرد به حفص أطلقه كذلك على ما انفرد به ابن كثير، والكسائي وحمزة وغيرهم ولم يسلم منه إلا نافع وأبي عمرو مع ترجيحه لغير قراءتهما في مواطن أيضا. ومن أمثلة ذلك ما ذكره عن قراءة فتلقى آدم من ربه كلمات.

غاية ما في الأمر أن الباحث خرج بنتيجته هذه لكثرة اعتراض الطبري على مواطن انفرادات حفص مقارنة بغيره لكثرتها عنده مقارنة بغيره لا أكثر.

ويختم بأن ما يمكن أن يفيد في هذا البحث هو الاطلاع على ما ذكره الطبري في كتابه الذي أفرده عن القراءات القرآنية.

والله أعلم
 
شكر وتقدير للأستاذ القدير مساعد الطيار زادك الله علماً ونفع الله بك

وأضيف تأكيداً للسؤال الذي طرحه الأخ عبد الرحمن الشهري : هل هناك رواية قد اعتمدها ابن جرير في تفسير محددة ؟
 
أخي متعلم
لقد بينت أنه لم يعتمد قراءة أحد القراء السبعة أو العشرة ، بل كان له اختيار لا يخرج عن هذه القراءات .

أخي راجي رحمة ربه
كلام الشيخ الذي عرضت عليه هذا الموضوع قد ذكر فيه قضايا علمية في طريقة الطبري مع القراء ، وياليتك ـ مشكورًا ـ أن تذكر المواطن التي تدلُّ على ذلك ، وذلك في قول الشيخ الذي عرضت عليه ( أن ما أطلقه من عبارات قاسية على ما انفرد به حفص أطلقه كذلك على ما انفرد به ابن كثير، والكسائي وحمزة وغيرهم ولم يسلم منه إلا نافع وأبي عمرو مع ترجيحه لغير قراءتهما في مواطن أيضا) .
وهذا الذي يذكره الشيخ مهمٌ جدًّا إذا ثبت باستقراء القراءات التي اعترض عليها الطبري .
ثمَّ إن الذي خلصت إليه ان الطبري لم يعتمد على طريق حفص عن عاصم ؛ لأنها ليست من أسانيده ، ولم أذكر أنه يطعن في قراءة حفص عن عاصم .
وهنا يحسن الفرق بين أمرين : الأول : أن تكون الرواية عند الطبري ، لكنه يضعفها بسبب سندها عنده ؛ كقراءة ابن عامر .
الثاني : أن لا تكون القراءة المروية من طريقٍ من الطرق عنده أصلاً . وهذه إذا ردَّ القراءة التي توافقها لا يعني أنه ردَّ القراءة من تلك الطريق لأنها ليست عنده أصلاً ، وهذا هو الحال في رواية حفص عن عاصم ، فإنها ليست من مرويات الطبري ، والله أعلم .
وأشكرك ، كما أشكر الأخوة كثيرًا على التجاوب مع هذا الموضوع ، وأتمنى من الجميع ان يكون النقاش نقاشًا علميًا هادئًا ، وأن لا نخرج بهذا الملتقى عن هذا المستوى من النقاش ، فالمراد الفائدة والوصول إلى الحق ، بارك الله لكم في علمكم ووقتكم ونفع بكم أينما كنتم .
 
بارك الله فيك يا شيخ مساعد. سأفعل إن شاء الله.

وعندي سؤلان:

هل لك أن تذكر، كيف عرفت أنه وقف على قراءة ابن عامر تصريحا.

فهل هذا في التفسير أم أنك وقفت على كتاب الطبري في القراءات الذي ذكره الشيخ لأني شخصيا لم أطلع عليه.
 
هذه بعض الأمثلة التي ليس فقط رجح الطبري غيرها بل حكم بعدم جواز القراءة بها أو نحوه وهي التي أحالني عليها الشيخ، استخرجتها من مواطنها كما طلبت مني وأضفت لها ما وجدت موافقته من الأربع الشواذ:

قال الطبري:

واختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأته قراء الحجاز والعراق : { وكذلك زين } بفتح الزاي من " زين " { لكثير من المشركين ‏قتل أولادهم } بنصب القتل , { شركاؤهم } بالرفع . بمعنى أن شركاء هؤلاء المشركين الذين زينوا لهم قتل أولادهم , فيرفعون ‏الشركاء بفعلهم , وينصبون القتل لأنه مفعول به . وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام : " وكذلك زين " بضم الزاي " لكثير من ‏المشركين قتل " بالرفع " أولادهم " بالنصب وشركائهم " بالخفض , بمعنى : وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم ‏أولادهم . ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الإثم , وذلك في كلام العرب قبيح غير فصيح . وقد روي عن بعض ‏أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام , رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل ‏العراق ينكرونه , وذلك قول قائلهم : فزججته متمكنا زج القلوص أبي مزاده والقراءة التي لا أستجيز غيرها : { وكذلك زين ‏لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم } بفتح الزاي من " زين " ونصب " القتل " بوقوع " زين " عليه وخفض " أولادهم ‏‏" بإضافة " القتل " إليهم , ورفع " الشركاء " بفعلهم لأنهم هم الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم على ما ذكرت من التأويل . ‏وإنما قلت : لا أستجيز القراءة بغيرها لإجماع الحجة من القراء عليه , وأن تأويل أهل التأويل بذلك ورد , ففي ذلك أوضح البيان ‏على فساد ما خالفها من القراءة . ولولا أن تأويل جميع أهل التأويل بذلك ورد ثم قرأ قارئ : " وكذلك زين لكثير من المشركين ‏قتل أولادهم شركائهم " بضم الزاي من " زين " ورفع " القتل " وخفض " الأولاد " " والشركاء " , على أن " الشركاء " ‏مخفوضون بالرد على " الأولاد " بأن " الأولاد " شركاء آبائهم في النسب والميراث كان جائزا . ولو قرأه كذلك قارئ , غير أنه ‏رفع " الشركاء " وخفض " الأولاد " كما يقال : ضرب عبد الله أخوك , فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله , ‏كان ذلك صحيحا في العربية جائزا .‏

أقول:
فهنا رد صريح لقراءة ابن عامر

===============

وقد قرأ بعضهم : " فتلقى آدم من ربه كلمات " فجعل الكلمات هي المتلقية آدم . وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ ‏كان كل ما تلقاه الرجل فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه , فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء ويخرج من الفعل أيهما ‏أحب , فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع " آدم " على أنه المتلقي الكلمات لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء ‏السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات , وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه ‏السهو والخطأ . ‏

وهنا رد صريح لقراءة ابن كثير ووافقه ابن محيصن من الأربع

===============


وقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ : { إلا أماني } مخففة , ومن خفف ذلك وجهه إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتح , والقرقور قراقر , ‏وإن ياء الجمع لما حذفت خففت الياء الأصلية , أعني من الأماني , كما جمعوا الأثفية أثافي مخففة , كما قال زهير بن أبي سلمى : ‏أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم وأما من ثقل : { أماني } فشدد ياءها فإنه وجه ذلك إلى نحو جمعهم ‏المفتاح مفاتيح , والقرقور قراقير , والزنبور زنابير , فاجتمعت ياء فعاليل ولامها وهما جميعا ياء أن فأدغمت إحداهما في الأخرى ‏فصارتا ياء واحدة مشددة . فأما القراءة التي لا يجوز غيرها عندي لقارئ في ذلك فتشديد ياء الأماني , لإجماع القراء على أنها ‏القراءة التي مضى على القراءة بها السلف مستفيض , ذلك بينهم غير مدفوعة صحته , وشذوذ القارئ بتخفيفها عما عليه الحجة ‏مجمعة في ذلك وكفى خطأ على قارئ ذلك بتخفيفها إجماعا على تخطئته .‏

وهنا رد صريح لقراءة أبي جعفر ووافقه الحسن من الأربع

===============
قول الرجل : أنشدك بالله والرحم . قال محمد : وعلى هذا التأويل قول بعض من قرأ قوله : " والأرحام " بالخفض عطفا بالأرحام على الهاء التي في قوله " به " , كأنه أراد : واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام , فعطف بظاهر على مكني مخفوض . وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض إلا في ضرورة شعر , وذلك لضيق الشعر ; وأما الكلام فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق والرديء في الإعراب منه .

ثم قال:

قال : والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب : { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام } بمعنى : واتقوا الأرحام أن تقطعوها , لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض , إلا في ضرورة شعر , على ما قد وصفت قبل.


وهذا رد لقراءة حمزة.وقد وافقه المطوعي من الأربع
 
جزاك الله خيرا قد قرأته وعلقت عليه، وبقي ما سوى قراءة ابن عامر.
 
شكر الله لك حرصت أخي راجي رحمة ربه .
وأعود إلى سؤال الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ومتعلم في سؤالهما عن القراءة التي يقرأ بها ابن جرير ، فقد وقفني الأخ الفاضل حسين المطيري على فائدة في هذا الباب أنقلها لكم ، وهي في ترجمة ابن جرير في معجم الأدباء ، وهي من أنفس ما تُرجم لحياة ابن جرير وعلمه ، وأُحرِّصكم على الرجوع إليها لما فيها من النفائس .
ورد في معجم الأدباء ( تحقيق : إحسان عباس ) نصوص تدل على أنه كان يقرأ بقراءة حمزة أول أمره ، ثم انتقل عنها إلى اختيار خاصٍّ به ، ومن هذه النصوص :
( 6 : 2455 ) / قال ابن كامل : (( وكان أبو جعفر يقرأ قديمًا لحمزة قبل أن يختار قراءته .
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني : قال لنا أبو جعفر : قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي ، وكان الطلحي قد قرأ على خلاد ، وخلاد قرأ على سليم بن عيسي ، وسليم قرأ على حمزة ، ثمَّ أخذها أبو جعفر عن يونس بن عبد الأعلى عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة .
وقال ابن كامل : قال لنا أبو بكر ابن مجاهد ـ وقد ذكر فضل كتابه في القراءات ـ ، وقال : إلا أني وجدت فيه غلطًا ، وذكره لي ، وعجِبت من ذلك ، مع قراءته لحمزة وتجويده له ، ثم قال : والعلة في ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام ؛ لأنه بنى كتابه على كتاب أبي عبيد ، فأغفل أبو عبيد هذا الجرف ، فنقله أبو جعفر على ذلك )) .
 
فضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ونفع به
وهذه فائدة عثرت عليها أثناء قراءتي في كتاب غاية النهاية لابن الجزري رحمه الله 1/72 تؤكد ما ذهبتم إليه من أن ابن جرير الطبري رحمه الله كان له اختياره الخاص في القراءة.
حيث ذكر ابن الجزري في ترجمة أحمد بن عبدالله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجبني(381هـ) أنه قرأ على جماعة منهم محمد بن جرير الطبري الإمام باختياره سنة ثمان وثلاثمائة.

وفي غاية النهاية لابن الجزري 1/254 وجدت فائدة أخرى لها تعلق بروايتي حفص وشعبة رحمهما الله. نقل ابن الجزري في ترجمة حفص قول ابن مجاهد : (قال ابن مجاهد :بينه - أي حفص بن سليمان – وبين أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرين حرفاً في المشهور عنهما).
 
مما يقوي ما تفضل به الدكتور مساعد الطيار من قوله عن الإمام الطبري:(واعتمد على أبي عبيد في القراءة ) نصٌّ وجدته في كتاب (إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه) 1/321 :(واتفق القراء على كسر الصاد من (صِنوان) لأَنَّهُ جمع صِنو ، والتثنية صِنْوانٌ والجمع صِنْوانٌ ، ومثله قِنو وقِنوان... إِلا ما حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن أبا عبدالرحمن السلمي ، قرأ {صُنْوانٌ وغَيْرُ صُنْوانٍ} بضم الصاد.
قال أبو عبيد : ولا أعلم أحداً قرأ به.
قال أبو عبدالله – وهو ابن خالويه : قد قرأ به عاصم في رواية حفص وهما لغتان ).
وهذا يؤكد استنتاج الدكتور مساعد أن الطبري قد اعتمد في القراءة على كتاب أبي عبيد ، ففاته مثل هذا فيما يبدو.فهو لم يتوقف عند هذه اللفظة والقراءات فيها . انظر : تفسير الطبري (هجر) 13/421
وهذه الرواية عن حفص غير مشهورة في كتب القراءات المشهورة ، وهي رواية أحمد بن يزيدي الحلواني عن أبي شعيب القواس عن حفص عن عاصم ابن أبي النجود . وذكر ابن مجاهد أنه حدثه بهذا الحسنُ بن العباس عن الحلواني عن القواس عن حفص عن عاصم ، قال : ولم يقله غيره عن حفص. وذكر الأصبهاني في المبسوط أنه قرأها على أبي بكر النقاش فذكرها له عن الحلواني عن القواس عن حفص ، ثم قال :
وقد ذكرت في الأسانيد أنه قال : قرأت على جماعة بقراءة حفص عن عاصم فلم يختلفوا عليَّ في شيء إلا في حرف واحد وهو هذا الحرف).
وقال الشهاب في حاشيته:( ولكن لم تقع هذه القراءة منسوبة إلى حفص في كتب القراءات المشهورة ، بل عزوها إلى ابن مصرف والسلمي وزيد بن علي ، وسبب اختلافهم أن القراءات السبع لها طرق متواترة ، وقد ينقل عنهم من طرق أخر قراءة ، فتكون شاذة ، وقارئها أحد السبعة فاعرفه). انظر : معجم القراءات للخطيب 4/379
وهذه فائدة ثمينة نبه إليها الشهاب الخفاجي ، من أن أحد القراء السبعة أو رواتهم قد تروى عنه رواية شاذة ، فيستغرب طالب العلم كيف تنسب قراءة شاذة لقارئ من القراء السبعة أو رواتهم.
ولعل هذا يضاف حاشية على مقالة الدكتور مساعد حفظه الله في كتابه (مقالات في أصول التفسير وعلوم القرآن) ص 327
 
تتميما للفائدة يحسن الاطلاع على كتاب دفاع عن القراءات في مواجهة الطبري للدكتور لبيب السعيد فان فيه ما يقطع بان الطبري قد رد بعض القراءات المتواترة لغير حفص
وهو راي جنح اليه بعض المفسرين كالزمخشري وغيره ورد قولهم صاحب كتاب لطائف الاشارات الى فنون القراءات وكذلك ابو حيان في تفسيره وكذلك ابو شامة في ابراز المعاني من حرز الاماني وغيرهم غفر الله لهم جميعا ورحمهم
والشكر كله للدكتور الطيار فماهذه باول بركاته رضي الله عنه
 
مساعد الطيار قال:
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه كلام الطبري ، فاستغربه ، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري .
فقال لي : لو رجعت إلى كتابي ( مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ) إلى قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص ، ونظرت ماذا يقول فيها ، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص ،
...
ثانيًا : مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي :
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .
هذه بعض الانفرادات ،

مع الاحتياج الشديد لمثل هذا الكتاب أقصد مفردات العشر إلا أنه للأسف الشديد، بعد مراجعة سريعة للكتاب ألفيت فيه قصورا بينا حيث فاته في الفرش مواضع تفوق الحصر لم يسلم منها أحد من القراء، مع الحظ الأوفر لأبي جعفر.

حتى لحفص هناك استدراكات على ما سبق، لعلي أنشط قريبا لنقلها

وهناك استدراكات أخرى غير الفرش تتعلق بإيراد الأصول تحت الفرش، وعدم اعتبار الكلمات المطردة التي تقرب من الأصول.

وجزى الله المؤلف خيرا لسبقه في هذا الباب، وإن كان التريث في مثل أمور تتعلق بالقرآن أولى ليخرج العمل قريبا من الصواب.
 
قال فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري : " وهذه فائدة ثمينة نبه إليها الشهاب الخفاجي ، من أن أحد القراء السبعة أو رواتهم قد تروى عنه رواية شاذة ، فيستغرب طالب العلم كيف تنسب قراءة شاذة لقارئ من القراء السبعة أو رواتهم. " اهـ
قلتُ : بارك الله فيكم يا شيخ ، ولا غرابة لو تأملنا كلام أئمة التحقيق وعلماء هذا الفن.
قال ابن الجزري في (النشر) :
" كل قراءةٍ وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحلّ إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ، ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين. ومتى اختل ركنٌ من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أو عمّن هو أكبر منهم " (1)
وقال أبو شامة في (المرشد الوجيز) :
"لا ينبغي أن يُغترّ بكل قراءة تُعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة ، وأنها أنزلت هكذا ، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط. وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم ، بل إن نقلتَ عن غيرهم من القراء ، فذلك لا يخرجها عن الصحة ، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف ، لا على من تنسب إليه ، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئٍ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشّاذ ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم ، تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن
غيرهم " (2)

--------------------------------
(1) نقلا عن : السيوطي : " الإتقان في علوم القرآن " ص236
(2) المصدر نفسه : ص237
 
الاستدراكات على ما انفرد به حفص:

سورة النحل آية 12
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
قرأ حفص بنصب وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ - وبرفع وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
وقرأ ابن عامر برفع آخر الأسماء الأربعة
والباقون بنصب آخر الأربعة ولا يخفى أن نصب مسخرات يكون بالكسرة لكونه جمعا بألف وتاء .


سورة النحل آية 43
نُوحِي إِلَيْهِمْ قرأ حفص بالنون وكسر الحاء ، والباقون بالياء وفتح الحاء

سورة سبأ آية 9
كِسَفًا فتح حفص السين وأسكنها غيره .

هذا ما ظهر لي بنظرة سريعة ورجوعا لبدور القاضي أما ما لغير حفص فأكثر بكثير خاصة أبو جعفر ويعقوب فقد سهى المؤلف هداه الله عن الكثير من الانفرادات التي لهما ولغيرهما من بقية العشرة من طريق الشاطبية والدرة

لذا ينبغي عدم الاعتماد على كتابه في حصر الانفرادات فيما يذكره، ونقطة أخرى وهي أنه كم من انفراد لأحد من العشر من طريق الصغرى وليس هو كذلك من طرق النشر أقصد العشر الكبرى.
لكن يلتمس للمؤلف العذر أنه ألزم نفسه بطريقي الشاطبية الدرة فقط كما هو واضح من عنوان كتابه.
 
مشايخنا الكرام , هل يمثل هذا البحث نهاية في نتيجته ام انه بداية ؟
حيث انني وجدت الطبري لا يلتزم بذكر كل القراءات , مثل تركه لحكاية الخلاف في الانبياء 7 و قد قرأ حفص و حمزة و الكسائي ( نوحي ) بخلاف الباقين بالياء
و كذلك فقد ترك غيره حكاية اختلاف حفص
مثل القرطبي في الانعام 16 حيث نسب فتح الياء و كسر الراء للكوفيون مع ان حفص يضم الياء و يفتح الراء
و كذلك الاعراف 90
و مثله ابي حيان في يس 68 حيث نسب التخفيف لعاصم مع ان حفصا روايته التشديد

هذا بشكل عام , اما في موقف الطبري بالذات , فهل يمكن ان نعتبر ان عدم رواية الطبري لاختلاف حفص , عدم اعتداد منه بها خاصة في ظل ما ذكره الاخ محمد الامين بخصوص قيمة تلك القراءة قديما ؟
و خاصة في ظل موقف الطبري المعروف في انتقاده لاي قراءة - ايا كانت حفص و غيره - لا تتفق و مذهبه ؟
 
يشكل عليّ ايضا اننا نتكلم عن رواية حفص و كأنها رواية خاصة بشخصه
و المفترض انها منسوبه له لكنها قراءة غيره معه...
و بحسب ما جاء هنا , فالمفترض انها قراءة السلمي و ان الكوفة كلها قد اخذت القراءة عن السلمي عندما ارسله عثمان مع المصحف
و ليس بين حفص و بين السلمي -امام الكوفة- الا ( عاصم ) , و الخبر ينص ان رواية حفص هي نفسها قراءة السلمي , فهل غابت قراءة الكوفة كلها عن الامام الطبري ؟
 
عودة
أعلى