عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
49 مع الجزء الخامس عشر
2. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الإسراء: 1] سبحان من هذا كلامه! كم في هذه الآية من معاني؟ فنزّه نفسه عن العبث في أفعاله، حين قدّر هذا الإسراء، ثم بيّن أن الإسراء كان حقيقة ببدنه لا بروحه حيث قال: (بعبده) ولم يقل: بروحه؛ لأن السريان بالروح لا إعجاز، ثم بيّن زمان هذا الإسراء، وأنه في الليل، بل وفي جزء منه حين جاء بصيغة التنكير (ليلاً) ثم حدد المبتدأ والمنتهى (من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) ثم بيّن مزية المكان الذي حصل له الإسراء (باركنا حوله) ، ثم علل حكمة الإسراء، وهي رؤية شيء من آيات الله في السماء، ثم ختمت باسمين من أسماء الله الحسنى المناسبة لمعنى الآية، فمثل هذا الحدث العظيم تحت سمع الله وبصره، وهذا يتضمن الحفظ من جهة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتضمن تكذيب من كذّب من كذّب من الكفار بهذه الحادثة، فالمشهد كله تحت سمع الله وبصره، فسبحانك ربي، آمنت بك، وبكلامك، فيا رب لا تحرمنا بركته.
3. {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] هذه أعلى المقامات! العبودية مع الشكر، وتأمل تطابق هذا الوصف مع قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حين راجعته في قيام الليل، فيقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً".
4. {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7] المتوقع أن يقال: وإن أسأتم فعليها، كما هو أغلب آيات القرآن، وهذا موضع يحتاج إلى تدبر.
5. هذه من أعظم قواعد القرآن: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء: 9] ومن أراد أن يطلع على شيء من معاني هذه القاعدة فليقرأ تعليق العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان.
6. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9] البشارة بهذا القرآن لا تتحقق على وجهها إلا لأهل الإيمان، وأهل والتقوى كما في آية مريم: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ} [مريم: 97].
7. من الصفات اللازمة للآدمي: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } [الإسراء: 11].
8. {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] هذا يدل على أن الليل هو الأصل، ويوضحه آية يس: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} [يس: 37].
9. لا أعدل ممن يجعلك حكمً على نفسك: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13، 14].
10. قاعدة قرآنية: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [الإسراء: 15].
11. انتشار المعاصي والفسوق دون إنكار، مؤذن بدمار القرى وهلاكها: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [الإسراء: 16] وقَيْدُ الإنكار لا يؤخذ من هذه الآية، بل من آية هود: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117].
12. {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: 18] القيد (لمن نريد) يدل على أن الدنيا قد يعجّل فيها النعيم لبعض الناس دون بعض، أما الآخرة فلا بد أن يلقى فيها كلٌّ جزاءه: { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19].
13. هذه الحالة - في بر الوالدين -: لا يعرفها حق المعرفة إلا من عاشها: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا } [الإسراء: 23].
14. سلوة لكل من لا يجد من والديه عوناً على برّه، وهو يجتهد في ذلك: { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 25] ألا يكفي أن يعلم الله من قلبك حرصك على البر؟
15. أتعس أنواع الإخوة في هذه الحياة: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء: 27] فيا تعاسة المبذرين.
16. قاعدة في باب النفقات: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
17. أيها المفتي بغير علم، ألا يكفي هذا التخويف؟{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [الإسراء: 36].
18. من المكروه ما يكون محرّماً، فقد قال تعالى – بعد ذكر جملة من المحرمات-: { كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38].
19. {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [الإسراء: 41] إن لم تجد في قلبك تذكراً لمواعظ القرآن، فانتبه ! لا تكن من الطرف الثاني.
20. {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44] قف قليلاً .. التفت حولك، وارفع بصرك، وانظر ما تحتك من جمادات، وحشرات، كلها تسبح الرب العظيم.
21. {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59] التنصيص على آية ثمود من بين آيات الرسل؛ لأنها أوضح آية، ولا ينكرها إلا مكابر معاند، ومع هذا وجد من ينكرها! فالمشكلة ليست في كون الآيات واضحة أم غير واضحة، بل في العناد والجحود.
22. {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} [الإسراء: 60] سبحان الله! أتأمل في أحوال بعض الطغاة، فأتعجب!
23. لا نجاة من مكائد الشيطان إلا بتحقيق العبودية: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الإسراء: 65].
24. جنس الآدمي مكرم: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } [الإسراء: 70] فلا تجوز أذيته ولا إهانته بغير حق، ولو كان كافراً.
25. من يأمن على نفسه وهو يقرأ هذه الآية؟ ومن الذي لا يخاف على قلبه من الزيغ وهو يتأمل هذا الخطاب الإلهي لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [الإسراء: 73 - 75].
26. إذا اجتمع القرآن مع قيام الليل، فثمة الرفعة: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].
27. سمعت شيخنا العثيمين -رحمه الله- يقول عن هذه الآية: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82] هذه الآية مخيفة! فإما أن يكون القرآن شفاء ورحمة، فإن لم يحصل هذا للعبد، فليحذر أن يكون ممن لا يزيدهم القرآن إلا خساراً، والعياذ بالله.
28. من الأمثلة القرآنية: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه} [الإسراء: 84].
29. أي دلالة أعظم من هذه الآية على تقازم المخلوقين أمام بيان هذا القرآن: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء: 88].
30. لا بأس من الإغظ مع بعض الطغاة إذا ظهر عناده وطغيانه: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [الإسراء: 102].
31. لا تنال بركة هذا القرآن بالهذرمة، والقراءة السريعة: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } [الإسراء: 106].
32. كلما مررت بهذه الآية: { قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [الإسراء: 107 - 109] تذكرت كلمة محكمة مسددة متينة لعبدالأعلى التيمي، هو من بدائع التعليقات على الآيات: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه لأن الله نعت أهل العلم فقال: {ويخرون للأذقان يبكون}.
33. سورة الكهف ركّزت في حديثها على أربع أنواع من الفتن مع بيان المخرج منها: فتنة الدين، ثم المال، ثم العلم، ثم السلطان.
34.سمعت أحد الشباب ونحن في الحج في مشعر (منى) يبكي لمدة ثلث ساعة وهو يردد هذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا } [الكهف: 1] فعرفتُ أنه ذاق لذة نعمة القرآن.
35. فتنة الدين التي تعرض لها فتية الكهف عالجوها بالهرب من مواقع الفتن، ثم بالتضرع إلى الله والتعلق به سبحانه: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } [الكهف: 10].
36. {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الكهف: 16] وهكذا يتحول الكهف الضيق المظلم – إذا غشية الرحمة – مكاناً تنتشر فيه الرحمة؛ ليكون مكاناً آمناً على الأديان والأبدان! فبالله ما قيمة قصرٍ شاهق فيه من أنواع الطيبات والملذات، لكن حجبت عنه رحمة الله؟ إنه جحيم لا تطيقه القلوب المؤمنة .. لقد تذكرت ههنا كيف كانت حجرات النبي صلى الله عليه وسلم! حجر صغيرة، لكنها مملؤة بالنور: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } [الأحزاب: 34] ولله در حسان يوم قال:
بها حُجُراتٌ كانَ ينزِلُ وَسْطَها ... مِنَ الله نُورٌ يُسْتَضاءُ ويُوقَدُ
38. {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا } [الكهف: 19] بهذه الآية استدل من استدل من العلماء أن هؤلاء الفتية كانوا أبناء ملوك وعلية القوم.
39. قاعدة قرآنية: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24].
40. {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] الأمر بالصبر هنا يشير إلى أن الإنسان لا بد أن يجد من بعض إخوانه الصالحين بعض النقص، لكنهم خيرٌ من غيرهم، وإن كانت الدنيا بأيديهم!
41. {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] كان شيخنا العثيمين –رحمه الله- يقول: إذا رأيت من أمرك وشأنك انفراطاً، فتفقد قلبك في مواطن الذكر.
42. إذا كان هذا حال الماء، فكيف بوسط النار: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا } [الكهف: 29] نعوذ بالله تعالى من عذابه.
43. قصة صاحبي الجنة، تعالج فتنة المال، وكيف ينقسم الناس في هذه الفتنة!
44. من أحسن ما يوعظ به المتكبر تذكيره بأصل خلقته: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا } [الكهف: 37] .
45. {وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا } [الكهف: 42] أين الشرك في قصة الرجلين؟ هذا موضع تدبر، ويحتاج إلى دِقّة.
46. تأمل علاقة هذه الآية {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الكهف: 46] بقية السفينة والغلام الذي قتله الخضر، يظهر لك ربط بديع.
47. {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] كان بعض السلف يقول عمن سبقه: ضج القوم – يعني: خافوا- من الصغائر قبل الكبائر، فإياك أن يهوّن الشيطان الصغائر في عينيك، فإنها مسطورة مكتوبة.
48. قاعدة قرآنية: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].
49. {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } [الكهف 53 : 54] لو تصرفت قلوبهم مع القرآن لوجدوا مصرفاً عن نار جهنّم، فاللهم اجعلنا من المتعظين بالقرآن.
نتوقف عن بداية قصة موسى وهي تبدأ قبيل الجزء السادس عشر، وسنبدأ معها في وقفات الجزء السابع عشر بإذن الله