عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
40 وقفة تدبرية مع الجزء الرابع
2.وصف الله تعالى الوجوه يوم القيامة هنا بوصفين، فقال: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [آل عمران : 106]، وفي سورة طه: { {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا } [طه : 102] فكيف الجميع ؟ هذا موضع تدبر.
3.قد يجعل الله لبعض أعدائه أسباباً دنيوية يتقوون بها في حرب أولياء الله، قال تعالى عن اليهود: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران : 112] وحبل الناس: هو العهد.
4.من أدب القرآن: الإنصاف في تقييم الأمم والمجتمعات، فإن الله تعالى لما ذكر بعض عقوباته على أهل الكتاب، قال: { لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } [آل عمران: 113].
5.البطانة أثرها خطير على القيادات العليا، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا } [آل عمران: 118] فاللهم اصلح بطانة من وليته أمر المسلمين.
- لن تستجلب رحمة الله بأعظم من طاعة الله ورسوله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132].
- كيف يقنط من سمع ربه يعده بجنة عرضها السموات والأرض؟ وهو ممن قيل فيه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 135] فالخطأ ليس عيباً، بل العيب والعار هو الاستمرار على الذنب.
- لا يوجد مستريح من المؤمنين والكفار: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ } [آل عمران: 140] ولكن الفرق كم قال سبحانه في الآية الأخرى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ } [النساء: 104].
- دين الله لا يرتبط برجل، ولو كان شخص محمد صلى الله عليه وسلم : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144].
- لا يغني حذر من قدر: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا } [آل عمران: 145].
- تأسرني كثيراً ـ والله ـ هذه الدعوات من هؤلاء المجاهدين العظام، الذين بذلوا ما بذلوا ومع هذا يقولون: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [آل عمران: 147] حقاً: من كان بالله أعرف كان منه أخوف.
- قاعدة قرآنية: {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } [آل عمران: 149].
- الشرك بالله أحد أسباب ضعف القلوب: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا } [آل عمران: 151].
- الإخلاص التام عزيز، : {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152].
- من حكم الابتلاء: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ } [آل عمران: 153].
- الموت في سبيل الله، خير مما يجمع الخلق كلهم من حطام هذه الدنيا الفاني: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [آل عمران: 157] لكن لا يفقه هذا المعنى إلا من نور الله بصائرهم، جعلنا الله منهم.
- لا تتصور أن الناس سيقبلون عليك وأخلاقك عسره، فقد قيل لمن هو خير مني ومنك: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران: 159].
- قاعدة قرآنية: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160].
- تساؤل مثير للتأمل: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 162].
- الخذلان أمام العدو له أسباب كثيرة تلتقي عند هذا المعنى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } [آل عمران: 165].
- في هذه الآية: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} [آل عمران: 167] إشارة إلى أن بعض من كان منافقاً ذلك اليوم أو كافراً سيسلم فيما بعد، والله أعلم.
- الموت في سبيل الله هو الحياة الحقيقة: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران: 169].
- من مواضع ذوق التوكل، أن يشعر المؤمن أن الناس كلهم ضده، وهو على الحق وحده: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 173].
- سبحان الله! كيف طاف بي طائف أمم الكفر التي تستضعف المسلمين اليوم، وأنا أقرأ هذه الآية: { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران: 178].
- قد تحار عقولنا في بعض حَكَمِ الله وأقداره، ولكن تأتي هذه الآية لتكشف شيئاً من الأسرار: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179] فعقولنا لا تحتمل جميع ما وراء سجف الغيب.
- البخلاء مساكين، خسروا نعيما معدلا في الدنيا بذوق لذة الكرم، وباءوا بالخسران هناك: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} [آل عمران: 180].
- ما أكفرك ابن آدم حين تقول: { إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181] والسؤال: من الذي أغناك أيها الجاحد؟
- معيار الفوز الحقيقي: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185].
- خاف بعض السلف من هذه الآية: {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] فهل خفتها مثلهم؟ نعوذ بالله من الرياء والسمعة.
- أحباب الله حقاً لا ينفكون أبدا عن ذكره على كل أحوالهم: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } [آل عمران: 191] فكم نذكره نحن في اليوم والليلة؟ وكم هي مساحة الغفلة في أوقاتنا؟
- ما ذا يضيرك ألا يعلم الناس بحسنة عملتها في الخفاء، وأنت تقرأ هذه الآية: { لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } [آل عمران: 195]؟
- سلوة للمؤمنين والمستضعفين: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196، 197].
- الفلاح ثمنه ليس سهلاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
- سورة النساء أكثرت من الحديث عن المستضعفين، وحقوقهم، والتحذير من العبث بها، وفي أول هذه السورة تنويه بشأن المرأة واليتيم.
- إذا كان إيتاء الصغار نوعاً من السفه في التصرف المالي، وذلك خشية أن يعبث به، فغن العابث بالمال وإن كان كبيراً في السن سفيهٌ في شرع الله، تأمل: { وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5].
- نموذج من التربية الاقتصادية في القرآن: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 6].
- لا أدري كيف يجرؤ أحدٌ على أكل مال يتيم بعد قراءة هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [النساء: 10].
- قاعدة قرآنية: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} [النساء: 11].
- لا يقدم أحدٌ على المعصية عامداً ذاكراً مختاراً إلا لجهله: { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ } [النساء: 17] ولذا قال السلف: كل من عصى الله فهو جاهل.
- قاعدة قرآنية: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
والله تعالى أعلم وأحكم