عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
39 وقفة مع الجزء الرابع عشر
- {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [الحجر: 3] طول الأمل، أعظم العوائق دون اتباع الحق، واللحاق بركب المؤمنين، والذين سيتمنى المفرط أنه سلك سبيلهم ولكن بعد فوات الأوان: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2].
- أكّد الله تعالى حفظه للقرآن بأكثر من مؤكد: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] فأكّده بحرف التويد (إن) واللام الداخلة على الاسم.
- أعظم أنواع الفتنة أن يشربها العبد، حتى تتخلله كما يتخلل الدم الجسد: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الحجر: 12].
- كيف يقلق الإنسان على الرزق والله يقول: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} [الحجر: 20]، ولكن موازين الرزق لا يقدرها الناس، بل هي عند ربي في كتاب: { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 20، 21] فهو الذي يعطي ويمنع، ويقبض ويبسط.
- كم نجح الشيطان في مهمته هذه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [الحجر: 39] فزيّن الباطل، والكفر، والبدعة، والمعصية، فانج يا عبدالله، واحذر أن يغرّك، وأعظم سبيل للنجاة تحقيق العبودية، والإخلاص لله تعالى، تدبر هذه: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40]، ثم قال بعدها: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [الحجر: 42]
- هذا نص في عدد أبواب جهنّم: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} [الحجر: 44] وفي السنة جاء النص في الصحيحين على أن عدد أبواب الجنة ثمانية.
- لا تكتمل الإخوة، ولا تقع لذة المودة إذا كانت النفوس تتلجلج فيها جرثومة الغل: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47].
- المنهج الصحيح في الدعوة والوعظ، وهو التوازن بين الترغيب والترهيب: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ } [الحجر: 49، 50] نعم، قد يقتضي بعض المقامات ترجيح أحدهما، وأما ترجيح أحدهما مطلقاً فغلط بيّن، ومخالف لطريقة القرآن.
- السلام عند الدخول مشروع في الأمم السابقة: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا } [الحجر: 52] بل ومن أخلاق الملائكة.
- من أمثال القرآن: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } [الحجر: 56].
- لما انتكست فطرة قوم لوط، وانقلبت تماماً، كانت العقوبة مناسبة لجرمهم، فقلبت قراهم، وأتبعوا بالحجارة التي هي عقوبة الزناة: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ } [الحجر: 74].
- لا ينتفع بأمثال هذه القصص إلا أصحاب الفراسة، والنظر: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر: 75].
- من أوتي القرآن، فقد أوتي ما هو خيراً من الدنيا وزينتها، ولذا فلا يمكن أن يمتلئ قلبٌ بهذا القرآن، وتعلو قيمة الدنيا في قلبه على هذا الكتاب العظيم، ولا يفتن بها: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحجر: 87، 88].
- من أعظم أدوية القلق: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97 - 99] فافزع إلى التسبيح، والصلاة، وسترى الأثر.
- سورة النحل هي سورة النعم - كما قال بعض السلف – ولهذا تضمنت التذكير بعشرات النعم، وفيها الموضع الوحيد في آية الأمر بالشكر: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [النحل: 114] ففي جميع المواضع: واشكروا لله، إلا في هذه السورة: النص على النعمة.
- قد يأتي الفعل الماضي والمراد به المستقبل لقرينة: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } [النحل: 1] ففي قوله (فلا تستعجلوه) دليل على أن المراد: سيأتي.
- {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 8] دخل تحت هذه الآية جميع المخترعات الحديثة.
- {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18] وهنا ختمت الآية بهذين الاسمين، ولعل في هذا إشارة إلى عفو الله تعالى عن تقصير العباد في شكر النعم، وأنه سبحانه يقبل منهم القليل.
- بركة العلم النافع لا تنقطع حتى يوم القيامة، وفي أرض المحشر: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ } [النحل: 27].
- {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32] طابت حياتهم، فطابت وفاتهم.
- التوحيد لا يتحقق إلا بتجريد العبادة، والكفر بالأنداد: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [النحل: 36].
- لا أحد أحرص من النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الخلق، ومع هذا فأمر الهداية أمر رباني محض: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} [النحل: 37] وفي هذا درس للداعية، فقد يبتلى بانحراف أقرب الناس إليه.
- لا يمكن فهم القرآن بغير السنة: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44].
- من أدوية العجب الحاسمة: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] فلأي شيء يفخر العبد أو يتكبر وهو لا ينفك عن إنعام الله وفضله.
- { لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} [النحل: 62] هل تعلم ما معنى (يفرطون)؟ قال ابن عباس: منسيون في النار!! تالله لو نسيك أحدهم في غرفة مكيفة أسبوعا كاملاً لرأيت أن ذلك عذاباً، فيكف بمن ينسى أبد الآباد؟!
- مقاصد تنزيل الوحي: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
- من أدوية الحسد، فهم معنى هذه الآية: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} [النحل: 71].
- إذا قرأت هذه الآية: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78] وعرفت أنك أنت والأئمة الكبار تشتركون في هذه الآية، دفعك هذا لأن تجتهد في التعلم، والتحصيل، لعلك تكون ممن أئمة هذا الدين.
- من أعظم الأصول التي قامت عليها الشرائع: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90].
- {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96] هذه ليست خاصة في الأرزاق، بل حتى القوى الحسيّة: من السمع، والبصر، والقوى الأخرى.
- وعدٌ لا يخلف، فاين الباحثين عن السعادة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]، وفيها دلالة على أن الأنثى والذكر في باب الجزاء سواء.
- من أعظم أسباب دفع كيد الشيطان الإيمان الصادق وصدق التوكل: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [النحل: 99].
- من مقاصد التنزيل: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 102].
- النطق بالكفر على سبيل الإكراه لا تترتب عليه الأحكام، بشرط طمأنينة القلب بالإيمان: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا } [النحل: 106].
- {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] جاءت هذه الآية التي تنطبق على كثير من المدن والقرى، بعد أن ذكر في هذه السورة عدداً غير قليل من النعم، فمن قابلها بالكفر، فهذه عاقبته.
- ويل لمن يفتون بغير علم: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].
- حين وصف الله خليله إبراهيم بأنه أمّة، بيّن سبحانه الأسباب التي جعلته كذلك: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } [النحل: 120 - 122] القنوت (طول العبادة) ، والتوحيد، الشكر للنعم (وهذا مناسب لمقصود السورة)، ثباته على المنهج .
- منهج للدعاة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل: 125] ثم قال بعدها: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل: 127].
- من أسباب نيل معية الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128].
والله أعلم وأحكم