أبو إسحاق الحضرمي
New member
التنبيه على الخطإ والجهل والتمويه
تأليف
الإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدَّاني
ت: 444 هـ
[align=justify]
موضوع الرِّسالة:
رد الإمام الداني رحمه الله بشدَّة وقسوة وتوبيخ على مسائل وردت إليه في علوم القرآن عن طريق الاستفتاء، بعث له بها أهل (مسجد يحيى بن عمَّار الطلمي) بدانية، يسألونه عنها بعد أن أثيرت عندهم. منها مسألة هل يعطى القارئ للقرآن الكريم العشر الحسنات للحرف إذا كان ملفوظاً به، وإن لم يكن مرسوماً ؟ . ومسألة تجزئة القرآن الكريم وعدد حروفه في زمن الحجَّاج.
قال في مقدمته:
(كتب إليَّ أهل مسجد يحيى بن عمَّار الظلمي بمدينة دانية، أنَّ رجلاً مدعيا لعلم القراءة، أطلق عندهم أشياء أنكروها، ومناكر استبشعوها، منها: أنَّ قارئ القرآن إنما يعطى لكل حرف عشر حسنات إذا كان الحرف ملفوظاً به، وإن لم يكن مرسوماً في الكتابة، ولا في المصاحف.
ومنها: أن القرآن إنما جُزِّئ وعُدَّت حروفه في زمن الحجاج، وأن ذلك لم يُعرف قبله، وأن الاشتغال بحفظ ذلك جهل وسخف، في أشباه هذه المناكر والجهالات. ذكروها وسألوني الجواب عن ذلك، والبيان عن حقيقته، والكشف عن جهالة هذا الإنسان وتمويهه، فأجبتهم عمَّا سألوه على حسب ما ذكروه، واستفتحتُ ذلك بأن قلتُ:
أمَّا بعد:
فإنَّ فرض الجواب قد تعيَّن، وبيان الحق قد وجب، والتحذير من التمويه والبهت والكذب قد لزم. فاعلموا -رحمكم الله- أنَّ هذا الإنسان الذي ذكرتم عنه هذه المنكرات، وأضفتم إليه هذه الجهالات، ممن يجب التحذير منه، ويلزم الانحراف عنه لأمور:
منها: ظهور كذبه، وسوء مذهبه، وإفراط جهله، وقبيح معتقده، ........ إلخ. ). ا.هـ.
قال في خاتمته:
(ولا أعلم جاهلاً سبق هذا الإنسان إلى القول بما قاله وأضافه إلى أهل الحجاز وأبي عمرو، فلا ينبغي الإصغاء إلى قوله، ولا يلتفت إلى خطئه ومخالفته، ولولا أنه في نهاية من الجهالة، ومن قلة المعرفة والدراية، لأكثرنا من إيراد النصوص والدلائل والشواهد على خطئه وبطلان قوله ومخالفته الجمهور من العلماء والنحويين والقراء فيما انتحله وذهب إليه، ولولا خيفة أن يغترَّ بقوله بعض العوام ويعمل به ضعفة الطلبة، لأضربنا عن البيان عن تمويهه وغفلته والكشف عن سوء مذهبه وقبيح انتحاله، ولذلك تحمَّلنا الجواب عن المسائل التي حرَّفها وأضاف الكذب والخطإ إلى الأئمة والرواة فيها. والله تعالى يوفقنا لما فيه صلاحنا وسدادنا، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد خاتم النبيين وآله وصحبه وسلم تسليماً) ا.هـ
قلتُ: وهذه الرسالة تمثل جانباً من الردود العلمية بين الأقران لاسيما إذا كانوا في تخصص واحد، ولم يذكر الإمام الداني رحمه الله في هذه الرسالة اسم خصمه صراحة، وهذا من أدبه رحمه الله.
والرسالة مطبوعة ضمن منشورات جمعية الأئمة المالكية للأبحاث والتراث (4)، ضبط نصها وعلَّق عليها وخرج أحاديثها وآثارها: أيوب بو لسعاء، وتقع مع المقدمة والفهارس في 59 صفحة.[/align]
موضوع الرِّسالة:
رد الإمام الداني رحمه الله بشدَّة وقسوة وتوبيخ على مسائل وردت إليه في علوم القرآن عن طريق الاستفتاء، بعث له بها أهل (مسجد يحيى بن عمَّار الطلمي) بدانية، يسألونه عنها بعد أن أثيرت عندهم. منها مسألة هل يعطى القارئ للقرآن الكريم العشر الحسنات للحرف إذا كان ملفوظاً به، وإن لم يكن مرسوماً ؟ . ومسألة تجزئة القرآن الكريم وعدد حروفه في زمن الحجَّاج.
قال في مقدمته:
(كتب إليَّ أهل مسجد يحيى بن عمَّار الظلمي بمدينة دانية، أنَّ رجلاً مدعيا لعلم القراءة، أطلق عندهم أشياء أنكروها، ومناكر استبشعوها، منها: أنَّ قارئ القرآن إنما يعطى لكل حرف عشر حسنات إذا كان الحرف ملفوظاً به، وإن لم يكن مرسوماً في الكتابة، ولا في المصاحف.
ومنها: أن القرآن إنما جُزِّئ وعُدَّت حروفه في زمن الحجاج، وأن ذلك لم يُعرف قبله، وأن الاشتغال بحفظ ذلك جهل وسخف، في أشباه هذه المناكر والجهالات. ذكروها وسألوني الجواب عن ذلك، والبيان عن حقيقته، والكشف عن جهالة هذا الإنسان وتمويهه، فأجبتهم عمَّا سألوه على حسب ما ذكروه، واستفتحتُ ذلك بأن قلتُ:
أمَّا بعد:
فإنَّ فرض الجواب قد تعيَّن، وبيان الحق قد وجب، والتحذير من التمويه والبهت والكذب قد لزم. فاعلموا -رحمكم الله- أنَّ هذا الإنسان الذي ذكرتم عنه هذه المنكرات، وأضفتم إليه هذه الجهالات، ممن يجب التحذير منه، ويلزم الانحراف عنه لأمور:
منها: ظهور كذبه، وسوء مذهبه، وإفراط جهله، وقبيح معتقده، ........ إلخ. ). ا.هـ.
قال في خاتمته:
(ولا أعلم جاهلاً سبق هذا الإنسان إلى القول بما قاله وأضافه إلى أهل الحجاز وأبي عمرو، فلا ينبغي الإصغاء إلى قوله، ولا يلتفت إلى خطئه ومخالفته، ولولا أنه في نهاية من الجهالة، ومن قلة المعرفة والدراية، لأكثرنا من إيراد النصوص والدلائل والشواهد على خطئه وبطلان قوله ومخالفته الجمهور من العلماء والنحويين والقراء فيما انتحله وذهب إليه، ولولا خيفة أن يغترَّ بقوله بعض العوام ويعمل به ضعفة الطلبة، لأضربنا عن البيان عن تمويهه وغفلته والكشف عن سوء مذهبه وقبيح انتحاله، ولذلك تحمَّلنا الجواب عن المسائل التي حرَّفها وأضاف الكذب والخطإ إلى الأئمة والرواة فيها. والله تعالى يوفقنا لما فيه صلاحنا وسدادنا، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد خاتم النبيين وآله وصحبه وسلم تسليماً) ا.هـ
قلتُ: وهذه الرسالة تمثل جانباً من الردود العلمية بين الأقران لاسيما إذا كانوا في تخصص واحد، ولم يذكر الإمام الداني رحمه الله في هذه الرسالة اسم خصمه صراحة، وهذا من أدبه رحمه الله.
والرسالة مطبوعة ضمن منشورات جمعية الأئمة المالكية للأبحاث والتراث (4)، ضبط نصها وعلَّق عليها وخرج أحاديثها وآثارها: أيوب بو لسعاء، وتقع مع المقدمة والفهارس في 59 صفحة.[/align]