عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
25 وقفة تدبرية مع الجزء الثالث
2. ما أعظم الفرق! {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} فالولي هو الله، وثمرة الولاية إخراج من الظلمات إلى النور، وأما الكفار فأولياؤهم الطواغيت من الأنداد والأوثان، وأما الثمرة: { يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} .
3. في مقام المحاجة، إذا كابر المناظِر، فلينتقل معه إلى الحجة التي لا يمكنه الصمود لها، بدلاً من الاستغراق في نقاش على موضوع قد يصعب إقناع الطرف الآخر فيه، وهذا واضح في حجاج إبراهيم عليه السلام، فإن المكابر لما ادعى أنه يحيي ويميت قال له إبراهيم: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}.
4. اليقين والإيمان درجات : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة : 260].
5. المن والأذى بالصدقات كما أنه نقص في الدين فهو نقص في المروءة، ولا ينحصر في شأن الصدقات المالية، بل حتى الصدقة بالعلم والتعليم: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة : 263].
6. من أعظم الأمثلة في القرآن تأثيراً في وصف أثر الرياء على حبوط العمل، هو ما ذكره الله في هذه الآية: { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة : 266].
7. إذا همّت يدك بالاتجاه للجيب لإخراج صدقةٍ ما، فأنت بين وعدين، فأيهما تصدق؟ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة : 268].
8. احرص على أن يكون لك تنويع في الصدقات في هذه الأحوال والأوقات الأربعة: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} [البقرة : 274].
9. كيف يستريب مؤمن بشؤم الربا بعد قراءة هذه الآية؟ {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة : 276] فما أعظم الفرق بين المحق وبين التنمية والإثمار .. ومأساة الديون الأمريكية الحالية في هذا العام (1432هـ/2011م) شاهد واضح.
10. من أعظم مواعظ القرآن : التذكير باليوم الآخر ، وهذا أسلوب قرآني واضح، وقد جاء بعد آيات الربا: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة : 281].
11. آية الدين من أعظم ما يرد به على الذين يدعون أن الإسلام دين عبادة فقط، بل هو دين معاملةٍ أيضاً ، ومن عجائب بعض المفسرين، أنه جعل هذه الآية أرجى آية في كتاب الله! ففكر كيف ذلك.
12. هذا هو طريق الصحالبة: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } [البقرة : 285]، أما طريق اليهود: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } [البقرة : 93].
13. ألم تتفكر وأنت تقرأ هذه الآية: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران : 6] بهذا الاختلاف الواسع بين البشر في صورهم وأشكالهم؟
14. الهداية للحق مطلب، لكن أهم منها الثبات عليها، وهذا من خواص أدعية الراسخين في العلم: { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } [آل عمران : 8]، وفي هذه الآية عبرة، لأن من علم أن قلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، خاف من سوء الخاتمة، وتلك ـ أعني سوء الخاتمة ـ هي التي قصمت ظهور الصالحين.
15. كل الدنيا بزخارفها ، لا تساوي غمسة في الجنة، تأمل : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} [آل عمران : 14 ، 15].
16. من كان بالله أعرف كان منه أخوف، {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران : 16 ، 17] فمع كل هذه الأعمال، إلا أنهم يستغفرون!
17. قتلُ الأنبياء لا يمكن أن يكون بحق، فلماذا إذن قال: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ } [آل عمران : 21] ليؤكد على عظيم جرمهم، وأنه لا يمكن أن يكون ثمة شبهة في جواز قتلهم.
18. هل رأيتم أحداً تنازل عن ملكه طوعاً واختياراً؟ هذا نادر جداً، ولهذا جاء هذا التعبير القرآني العجيب: {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ } [آل عمران : 26]
19. إن كنت تدعي حب الله، فأرنا البرهان: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} [آل عمران : 31].
20. قاعدة من قواعد القرآن: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } [آل عمران : 36] فاين الذين يريدون التسوية بين من فرق الله بينهم.
21. تسمية الطفل، وتعويذه من الشيطان من هدي الصالحين قبلنا: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران : 36].
22. هل أنت إذا رزقت بولد أو رأيت زوجتك حاملاً تنوي أن يكون هذا الحمل خادماً للدين؟ تأمل في همة أم مريم العالية: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران : 35].
23. رؤية النعمة على الغير سبب لسؤال الله لا لحسد عباد الله، انظر ماذا صنع زكريا عندما رأى النعمة على مريم، توجه مباشرة بسؤال واهب الفضل والنعم: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} فجاءه الجواب مباشرة: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا} [آل عمران : 38 ، 39].
24. : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ } [آل عمران : 74] إذا قرأت هذه الآية، فنكس راسك وارفع يديك ضارعاً لربك سائلاً إياه أن يخصك برحمة منه.
25. لو كانت الكرة الأرضية كلها قطعةً ذهبية فهي لا تساوي كلمة التوحيد التي ينجو بها العبد من النار، تدبرها بالله : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ } [آل عمران : 91].