مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة:118) .
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى : (مثل قولهم ) ، ومن ثَمَّ ، فما بعدها مفصول عنها .
ويكون مقول القول محذوفاً ، قد دلَّ عليه سباق الآية ، وهو ما ذكره الله من قولِ الذين لا يعلمون : ( لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ) ، فمقولهم المحذوف : هو هذا الاقتراح .
ولو وصل القارئ قولَه تعالى : ( مثل قولهم ) بقوله تعالى : ( تشابهت قلوبهم ) ؛ لتُوهِّم أن جملة : ( تشابهت قلوبهم ) هي مقولُ القَولِ ، وليس الأمر كذلك ، وبناءً عليه لَزِمَ الوقف على قوله : ( مثل قولهم ) ؛ لِيُفهَم المعنى بالفصل .
قال شيخ زاده في حاشيته على البيضاوي : (( قوله : (تشابهت قلوبهم ) استئناف على وجه تعليلِ تشابُهِ مقالتِهم بمقالةِ من قبلهم )) (1) .
وقال الآلوسي في قوله : (تشابهت قلوبهم ) : (( والجملة مقررة لما قبلها )) (2) .
وقال أبو حيان : (( ( تشابهت قلوبهم ) الضمير عائد على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم ، لما ذكر تماثل المقالات ، وهي صادرة عن الأهواء والقلوب ، ذَكَرَ تماثلَ قلوبهم في العمى والجهل ؛ كقوله تعالى : ( أتواصوا به ) ( الذاريات : 53 ) )) (3) .
أقوال علماء الوقف :
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ :
الأول : أنَّ الوقف تامٌّ ، وهو اختيار ابن مجاهد أحمد بن موسى (4) ، والهمذاني (5) .
الثاني : أنَّ الوقف كافٍ ، وبه قال الأنصاري (6) .
الثالث : أنه حسن ، وهو قول الأشموني (7) .
الرابع : أنه مطلق ، وهو قول السجاوندي (8).
و الأَولى في الحكم هنا : الفصلُ بين الجملتين ، للْعِلَّةِ المذكورة ، وهي أن يُتَوَهَّمَ أنَّ قوله تعالى : (تشابهت قلوبهم ) من مقول الكفار .
والصواب أن المقول محذوف ، وأن هذه الجملة مستأنفة ، وبهذا يكون قول الأشموني بأنه وقف حَسَنٌ غير صحيح ، لأنه يلزم من ذلك التعلق الإعرابي وهو غير موجود .
ومع هذا الاستئناف هل الوقف من التام أو الكافي ؟.
الأصحُّ أنَّ الوقف كافٍ ؛ لأن السياق ما زال متصلاً بالحديث عن الكفار ، ويؤكد ذلك الضمير في قوله : ((قلوبهم )) ، فهو يعود على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم المذكورين في الآية . وبهذا تكون الآية مرتبطة بما قبلها في المعنى ، واللهُ أعلمُ .
و أما حكم السجاوندي بأنه مطلق ، فصحيح أيضًا ؛ لأن جملة : (تشابهت قلوبهم ) يصحُّ البدء بها ، لأن ضابطَ الوقف المطلق عنده هو صِحَّةُ البَدْءِ بما بعد الوقف . والله أعلم .
ــــــــــــــــ
(1 ) حاشية شيخ زاده على البيضاوي 1 : 402 .
(2) روح المعاني 1 : 370 ، وانظر : التحرير والتنوير 1 : 689 ، فقد ذكر مثل ذلك .
(3) البحر المحيط 1 : 367 ، وانظر : تفسير ابن جزي 1 : 58 .
(4) انظر : القطع والائتناف 161 .
(5) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1 : 73 .
(6) المقصد 47 ـ 48 .
(7) منار الهدى 47 ـ 48 .
(8) علل الوقوف 1 : 121 .
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى : (مثل قولهم ) ، ومن ثَمَّ ، فما بعدها مفصول عنها .
ويكون مقول القول محذوفاً ، قد دلَّ عليه سباق الآية ، وهو ما ذكره الله من قولِ الذين لا يعلمون : ( لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ) ، فمقولهم المحذوف : هو هذا الاقتراح .
ولو وصل القارئ قولَه تعالى : ( مثل قولهم ) بقوله تعالى : ( تشابهت قلوبهم ) ؛ لتُوهِّم أن جملة : ( تشابهت قلوبهم ) هي مقولُ القَولِ ، وليس الأمر كذلك ، وبناءً عليه لَزِمَ الوقف على قوله : ( مثل قولهم ) ؛ لِيُفهَم المعنى بالفصل .
قال شيخ زاده في حاشيته على البيضاوي : (( قوله : (تشابهت قلوبهم ) استئناف على وجه تعليلِ تشابُهِ مقالتِهم بمقالةِ من قبلهم )) (1) .
وقال الآلوسي في قوله : (تشابهت قلوبهم ) : (( والجملة مقررة لما قبلها )) (2) .
وقال أبو حيان : (( ( تشابهت قلوبهم ) الضمير عائد على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم ، لما ذكر تماثل المقالات ، وهي صادرة عن الأهواء والقلوب ، ذَكَرَ تماثلَ قلوبهم في العمى والجهل ؛ كقوله تعالى : ( أتواصوا به ) ( الذاريات : 53 ) )) (3) .
أقوال علماء الوقف :
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ :
الأول : أنَّ الوقف تامٌّ ، وهو اختيار ابن مجاهد أحمد بن موسى (4) ، والهمذاني (5) .
الثاني : أنَّ الوقف كافٍ ، وبه قال الأنصاري (6) .
الثالث : أنه حسن ، وهو قول الأشموني (7) .
الرابع : أنه مطلق ، وهو قول السجاوندي (8).
و الأَولى في الحكم هنا : الفصلُ بين الجملتين ، للْعِلَّةِ المذكورة ، وهي أن يُتَوَهَّمَ أنَّ قوله تعالى : (تشابهت قلوبهم ) من مقول الكفار .
والصواب أن المقول محذوف ، وأن هذه الجملة مستأنفة ، وبهذا يكون قول الأشموني بأنه وقف حَسَنٌ غير صحيح ، لأنه يلزم من ذلك التعلق الإعرابي وهو غير موجود .
ومع هذا الاستئناف هل الوقف من التام أو الكافي ؟.
الأصحُّ أنَّ الوقف كافٍ ؛ لأن السياق ما زال متصلاً بالحديث عن الكفار ، ويؤكد ذلك الضمير في قوله : ((قلوبهم )) ، فهو يعود على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم المذكورين في الآية . وبهذا تكون الآية مرتبطة بما قبلها في المعنى ، واللهُ أعلمُ .
و أما حكم السجاوندي بأنه مطلق ، فصحيح أيضًا ؛ لأن جملة : (تشابهت قلوبهم ) يصحُّ البدء بها ، لأن ضابطَ الوقف المطلق عنده هو صِحَّةُ البَدْءِ بما بعد الوقف . والله أعلم .
ــــــــــــــــ
(1 ) حاشية شيخ زاده على البيضاوي 1 : 402 .
(2) روح المعاني 1 : 370 ، وانظر : التحرير والتنوير 1 : 689 ، فقد ذكر مثل ذلك .
(3) البحر المحيط 1 : 367 ، وانظر : تفسير ابن جزي 1 : 58 .
(4) انظر : القطع والائتناف 161 .
(5) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1 : 73 .
(6) المقصد 47 ـ 48 .
(7) منار الهدى 47 ـ 48 .
(8) علل الوقوف 1 : 121 .