(2) التعريف بالرسائل المختصرة في علم القراءات (الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة)

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
01.png

الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة
للإمام عثمان بن عمر الناشري الزبيدي
ت: 848 هـ
موضوع الكتاب:
قراءة الأئمة الثلاثة فوق السبعة، وهم أبو جعفر المدني، ويعقوب الحضرمي، وخلف العاشر، فهو خاص بهم كما هو واضح من العنوان، وقد حوى على ذكر: سورة أم القرآن، ثم ذكر الإدغام، وعقبه بهاء الكناية، ثم الهمزتان من كلمة، ثم الهمز المفرد، ثم النقل، ثم أحكام النُّون السَّاكنة والتنوين، ثم الوقف على مرسوم الخط، ثم ياءات الزوائد، ثم فرش الحروف سورةً سورة بدءاً بسورة البقرة إلى آخر سور القرآن الكريم.
منهجه فيه:
أترك التعريف بمنهجيته لمؤلِّفه حيث يقول في مقدمته تعريفاً به: (وبعد: فهذه الحروف التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها السبعة، وهم: أبو جعفر ويعقوب وخلف، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس، وفائدتُها: الإحاطة بجميع القرَّاء).
ويذكر القارئ ثم يورد الحرف الذي انفرد به عن بقية السبعة، وكان مصدره في الكتاب هو منظومة: "الدُّرَّة المضية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية" لشيخه الإمام محمَّد بن الجزري، وفي ذلك يقول: (وإنَّما اعتبرتُ الدُّرَّة المضية فقط في إنفراد الثلاثة عن السبعة ذلك).
وقال: (واعلم أنَّي لا ألتزم ذكر الوجه الموافق للسَّبعة، وإن ذكرتُه فلا حرج).
هل التزم المؤلِّف بمنهجه في الكتاب ؟:
أخبر المؤلِّف أنه اعتبر منظومة شيخه "الدُّرَّة" فقط في إنفراد الثلاثة لكنه لم يلتزم هذا المنهج في كلِّ الكتاب، فقد اعتمد على كتابي: "الشاطبية" و"الطيبة" في مواضع من هذا الكتاب، وينَبِّه أحياناً إلى بعض الكلمات، ويعقب ذلك بقوله: "لكنني التزمتُ" وأحياناً لا يذكر ذلك، وسأورد ما وقفتُ عليه:
1) قوله: (ابن وردان باختلاس ﴿ترزقانه﴾ وقد ذكر في الطيبة لقالون لكني التزمتُ الزيادة باعتبار الشَّاطبية من الدُّرَّة)
2) قوله: (أبدل أبو جعفر كلَّ همزةٍ ساكنة مطلقاً خلا ﴿نَبِّئْهُمْ﴾ و﴿أَنْبِئْهُم﴾، وأمَّا ﴿نَبِّئْنا﴾ في يوسف، فمفهوم الدُّرَّة إبدالُه، وزاد في الطيبة عدمه)
3) قوله: (ونقل ابن وردان ﴿ مِلْءُ الأَرْضِ ﴾ أعني همزة ﴿ مِلْءُ ﴾ وقفاً ووصلاً، وذكر الشيخ في الطيبة عنه خلافاً في لفظ ﴿ مِلْءُ ﴾).
4) قوله: (رُويس ﴿اللهِ الَّذي﴾ بكسر الهاء وصلاً ويرفع في الابتداء، وكذلك فتح ﴿أَنَّا صَبَبْنَا﴾ وصلاً، وكسر ابتداءً، وهذا في عبس، وكذلك ذكر في الطيبة في ﴿عَالِمِ الغَيْبِ﴾ في المؤمنين أنَّه رفع في الابتداء فقط بخلف عنه، وليس في هذه المسائل مخالفة للسبعة في الجملة، بل ذكرها باعتبار أنَّه لم يوافق أحداً في الحالين).
5) قوله: (ابن وردان ﴿أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد﴾ بضمِّ السِّين وحذف الياء، وفتح العين والميم من غير ألف، وهذه المسألة لم يذكرها في الطيبة)
6) قوله: (أبو جعفر ﴿الرِّيَاح﴾ بالجمع هنا، وفي الأنبياء، وفي سبأ وصاد، وزاد في الطيبة حرف الحج بخلاف عنه)
7) قوله: (أبو جعفر ﴿يُسْئَلُ﴾ بضمِّ الياء، وقد رُوي عن البزي، لكنني التزمتُ ذكر انفرادات الدُّرَّة باعتبار الشَّاطبية، والضمُّ مذكور للبزي في الطيبة).

قلتُ: نظم هذا الكتاب المقرئ عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الحضرمي المكي رحمه الله في منظومة أسماها "اللمعة نظم الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة" قال في مطلعها:
ومن بعد بسم الله أحمده علا
وصلِّ على خير الأنامِ ومن تلا

وبعد خذ نظم انفراد ثلاثةٍ
كما الدُّرَّة اعلمْ في اصطلاحٍ مؤصَّلا
وقد حقق هذه الرسالة الباحثان د. إياد السامرائي ويعقوب السامرائي -حفظهما الله- وهو منشور ضمن مجلة الإمام الشاطبي بجدة، واستفدتُ هنا مما كتباه، وتحقيقهما على نسخة واحدة، وقد يسَّر الله لهما للكتاب أكثر من نسخة خطية بعدُ، ولعلَّ أخانا د. إيَّاد السامرائي -حفظه الله- يحدِّثنا عن الكتاب أكثر.
 
بارك الله فيك أخي أبا إسحاق على هذا العرض، وكما ذكرتَ فقد يسر الله عز وجل لي أكثر من نسخة للكتاب وأنا الآن أعيد تحقيق الكتاب بالمقابلة بين النسخ، وبعض الإضافات على الدراسة والتحقيق، وأفدتُ كثيراً مما كتبتَ عن المؤلف في كتابك القيم، نسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل.
 
أحسن الله إليكم يا شيخ أحمد، وهو كما قلتم، ووقع السقط مني في نقلها من المخطوط كما هي، وها هي صورة المخطوط بين يديك
5826alsh3er.jpg

 
عودة
أعلى