[13] فائدة من رسالة:"بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء" للإمام ابن البَنّا الحنبلي.

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
[13] فائدة من رسالة:"بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء" للإمام ابن البَنّا الحنبلي.

بسم1​
الأربعاء 29رمضان1434
[align=justify]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛ فهذا فوائد مختارة من رسالة: "بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء، وإيضاح الأدوات التي بُني عليها الإقراء" للإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البَنّا الحنبلي (ت471هـ) -رحمه الله-، وقد اعتمدتُ على الطبعة التي حقّقها الأستاذ الدكتور غانم قّدُّوري الحَمَد، ونشرتها دار عَمّار بالأردن - الطبعة الأولى 1421هـ.
1. فإنك لما رأيتَ كتاب "التجريد في التجويد" واستحسنتَ أصوله وفصوله = أحببتَ إتباعه بمختصر في معايب ألفاظ يتكلَّفها كثير من القراء على غير أصل، ولا هي داخلةٌ في حد تجويد ولا ترتيل، وإنما يكون ذلك ممن يتكلَّف التجويد من غير أن يقتبسه من علم مُجيد، وسألتَ كشف عوارض في لسان الإنسان كرهها الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- وغيره من الفقهاء في الإمامة. ص35-36
2. العيوب الفَضِعَة في النفس التي يجب أن يجتنبها القارئ حين القراءة والدرس: من ذلك تحريك الرأس عن يمين وشمال، كالالتفات أو تحريكه بزَعْزَعة من سُفْل إلى عُلْو، أو عُلْوٍ إلى سُفْل، كالإيماء بنعم ولا في المخاطبات.
ومنه: عبوس الوجه وتقطيبه، وتصغير العينين، وتعالي أعالي الخدَّين، وتلوين الحاجبين، وتعويج الشفتين، وإقامة العنق وإحناؤه بما يخرج عن العادة المألوفة، والشاكلة المعروفة، والزحف والتنقّل من جِلْسة إلى خلافها كثيرًا، والعبثُ بالأصابع والشعر.
وليكن في هيئته عند جلوسه وتلاوته على أجمل ما يراه، مباينًا لما ذكرناه وأشباهه مما لا يرضاه، فهو لحاله أفضل، ولجماله أنبل. ص36-37
3. وأما عيوب الأصوات التي يجب أن يجتنبها، فمن ذلك: الجهر الصاعق، والغضّ الزاهق، واستكداد الصوت حتى ينقطع، ونقله من حال إلى حال في تباعد الانتقال، وربما أفضى ذلك إلى اختلاج الصدر والكتفين، وتغيّر اللون والعين، وتدرّ عروقه، وتفسد حروفه. ص37
4. ويُحذَر في الساكن من عيبين: أحدهما: السرعة به حتى يصيرَ متحرِّكًا، والثاني: التشديد له حتى يزيده ثقلا. ص38
5. وكذلك يُحذَر من زيادة المدود الذي يخرجه عن حدّه، فيعتقد أنه تجويد وأنه فيه من المحسنين، ولا يعلم أنه من المسيئين. ص38
6. ومن العيوب: الزَّحْر، وصفته: تمديد الحروف، خارجًا عن سَنن حدّها حتى تتقلَّصَ لذلك جلدة الوجه. ص38
7. وليحذر أن يخرج طرف لسانه بالذال والظاء والثاء. ص41
8. وصف قراءة ذي الصوت الحسن: يقرأ بخشوع وافتكار، وتحزين واعتبار، يعطي الحروف حقوقها، ويأتي بالتلاوة بكمال شرائطها، فذلك الذي ينبغي أن يُجالَس، قد سَلِم من الافتتان في تلاوته، والإفحاش في قراءته، فالنفوس إلى سماع ما يتلو مائلة، والقلوب عليه غير عادلة...فإن كان له مجلس للقراءة فإنه يُقصَد، وإن كان صاحب محراب فإنه يُصلَّى خلفه؛ تبرّكًا بما يسمعون، وتفهّمًا بما يعون، فَهُم بذلك يؤجرون، وعند سماع كتاب الله يَخشون.
9. أحال المصنِّف على كتاب له اسمه: "آداب القراء وصنعة الإقراء". ص46
10. وليراعِ في محرابه الوقوف المستحسنة، وليتجنّب الفاحشة المستنكَرة، وإن كان ذلك تجب مراعاته في كل حال، إلا أن المحراب يُراعى فيه من يستمع ويتلو أكثر. ص47
11. ولا يقرأ إلا بالمشهور من القراءات والروايات، وليجتنب الشواذ من ذلك، وإن كانت جائزة في العربية. وما خالف المصحف منها = فهو المجمَع على تركه، وإن كانت شهدت العربية بصحته؛ لأن القراءة سنة لا يجوز مخالفتها ولا العدولُ عنها. ص48
12. ولا بدّ أن يُسمعَ أذنيه في الصلاة ما يقرأ به، وكذلك الأذكار في الصلاة وما محلّه اللسان، وأما في غير الصلاة فقال أبو الحسين بن المنادي: صفة التخافت: تحريك اللسان والشفتين عن قلوص نَفَس لا صوتَ له ولا همهمة، و لا زمزمة، إلا أنه متى ترك استعمال اللسان = فليس بقارئ. ص51
13. وأما اللُّثْغة في بعض حروف التهجّي فإن كانت عسيرة = لم ينجح فيها الدواء، وكان الاحتيال في إذهابها شغلاً غير ربيح، وإن كانت يسيرة = سهل علاجها، ونقصت نقصانًا بيِّنًا. ص55

[/align]
(تم بحمد الله)
 
وليحذر أن يخرج طرف لسانه بالذال والظاء والثاء. ص41
السلام عليكم
آمل في مراجعة هذا النص ، أو التوضيح أكثر لأن نصوص القدامى تدل على تجاوز طرف اللسان الثنيتين :

قال المهدوي في شرح الهداية : المخرج الثاني عشر : له ثلاثة أحرف الظاء والذال والثاء مخرجهن من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا خارجًا عنها شيئا)ا.هـ ص77ج1
قال الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي( 686 هـ ):" فإن أدغمت الصاد في أختيها فالأولى إبقاء الإطباق كما مر، قال سيبويه: إدغام حروف الصفير بعضها في بعض أكثر من إدغام الظاء والثاء والذال بعضها من بعض، لأن الثلاثة الأخيرة إذا وقفت عليها رأي طرف اللسان خارجا عن أطراف الثنايا، بخلاف حروف الصفير، والاعتماد بالإدغام على الحرف المنحصر بالأسنان أسهل منه على الحرف الرخو الخارج عن رءوس الأسنان..) شرح شافية ابن الحاجب ص283 ج3
وقال الإمام البرسوي( ت1187) في السيف المسلول في الرد على منكر المنقول لتصحيح الضاد ص18:..وهو مخرج الذال المعجمة والثاء المثلثة أيضًا فيجاوز رأس الثنيتين في هذه الثلاثة )أ.هـ
قال الإمام محمد نمر النابلسي (كان حيا سنة 1325هـ) في كتابه (إتحاف العباد في معرفة النطق بالضاد ) حيث قال عند حديثه عن مخرج حروف اللثة:..فرأس اللسان يجاوز رأس الثنيتين قليلا إلي جهة الخارج في هذه الحروف بحيث يري الناظر رأس اللسان وقال مكي إن هذه الثلاثة حروف يخرجن من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا والمعني واحد ..)ص65
إذا كان هذا كلام سيبويه وتبعه المهدوي وغيره فلا كلام ولعل في كلام البنا تصحيف نأمل في مراجعته .والله أعلم
والسلام عليكم
 
لعل ابن البنا قصد الحذر من المبالغة في اخراج اللسان من بين الثنايا والله اعلم
 
لعل ابن البنا قصد الحذر من المبالغة في اخراج اللسان من بين الثنايا والله اعلم
السلام عليكم
أعتقد ذلك ولذلك طلبت مراجعة النص ، ولا شك أن النص موهم لمنع إخراج اللسان ، وهذا ما ذهب إليه الشيخ أيمن سويد وموافقوه بعدم إخراج اللسان في هذه الأحرف الثلاثة ووضع طرف اللسان بين الثنايا العليا والسفلى دون تجاوز ، ولا شك أن نصا مثل هذا النص غنيمة لتأكيد مقالتهم . والله اعلم .
والسلام عليكم
 
أرى والله أعلم أن النص السابق قد حذر من إخراج طرف اللسان بالكلية يا مولانا، فهو قد قال: وليحذر أن يخرج طرف لسانه بالذال والظاء والثاء.
ولم يقل على سبيل المثال: وليحذر أن يخرج أي جزء من طرف اللسان، وظني أنه تعمد ذكر طرف اللسان على إطلاقه للتحذير من خروج طرف اللسان كاملا، إلا أن يكون طرف اللسان هو نقطة دقيقة لا تتجزأ فحينها يصح استدلال الدكتور أيمن ومن ذهب لمذهبه، إلا أن الأمر بخلاف ذلك، والله أعلم.
 
قال الاستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في شرحه المقدمة الجزرية ص268:
(وحذر علماء التجويد من المبالغة في خروج طرف اللسان في نطق الأصوات الثلاثة) وذكر في الهامش : ينظر ابن البناء: بيان العيوب ص 41 ، والأندرابي: الايضاح ص350
واعتقد ان الخلاف ناشيء من فهم معنى طرف اللسان تشريحيا ، ولي فيه وقفة أخرى في وقت آخر ان شاء الله
 
عودة
أعلى