✿ ماذا حلّ بمصاحف عثمان رضي الله عنه ؟ جواب للشيخ المنجد ✿

إنضم
23/02/2015
المشاركات
564
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
غير معروف
منقول بتصرف يسير من موقع الشيخ

(( لم يثبت لدينا شيء عن مكان وجود هذه المصاحف اليوم ، ولا عن صحة ما تدعيه بعض المتاحف في العالم من احتوائها على بعض المصاحف العثمانية أو حتى مصحف عثمان الشخصي " المصحف الإمام "، وإن كنا كذلك لا ننفي صحة هذه الاحتمالات ، فعالم المخطوطات عالم عميق عمق التاريخ ، ومعقد بتعقيداته ، ولا يبعد أن تكون بعض المصاحف المسماة بالعثمانية اليوم هي فعلا تلك التي نسخت بأمر عثمان رضي الله عنه .


وللاطلاع على تفاصيل هذا الموضوع يمكن قراءة كتاب " أضواء على مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ورحلته شرقا وغربا " للدكتورة سحر السيد عبد العزيز سالم ، طبع مؤسسة شباب الجامعة ، الإسكندرية ، 1991م.


يقول الشيخ الزرقاني رحمه الله :


" ليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية الآن ، فضلا عن تعيين أمكنتها ، وقصارى ما علمناه أخيرا أن ابن الجزري رأى في زمانه مصحف أهل الشام ، ورأى في مصر مصحفا أيضا .


أما المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية : فإننا نشك كثيرا في صحة هذه النسبة إلى عثمان رضي الله عنه ؛ لأن بها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ، ولبيان أعشار القرآن ، ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ، ومن النقط والشكل أيضا .


نعم إن المصحف المحفوظ في خزانة الآثار بالمسجد الحسيني والمنسوب إلى عثمان رضي الله عنه مكتوب بالخط الكوفي القديم ، مع تجويف حروفه وسعة حجمه جدا ، ورسمه يوافق رسم المصحف المدني أو الشامي ، حيث رسم فيه كلمة : ( من يرتدد ) من سورة المائدة بدالين اثنين مع فك الإدغام ، وهي فيها بهذا الرسم .


فأكبر الظن أن هذا المصحف منقول من المصاحف العثمانية على رسم بعضها .


وكذلك المصحف المحفوظ بتلك الخزانة ، ويقال إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتبه بخطه ، يلاحظ فيه أنه مكتوب بذلك الخط الكوفي القديم ، بيد أنه أصغر حجما ، وخطه أقل تجويفا من سابقه ، ورسمه يوافق غير المدني والشامي من المصاحف العثمانية حيث رسمت فيه الكلمة السابقة : ( من يرتد ) بدال واحدة مع الإدغام ، وهي في غيرهما كذلك .


فمن الجائز أن يكون كاتبه عليا ، أو يكون قد أمر بكتابته في الكوفة .


" مناهل العرفان " (1/404-405)


ويقول الدكتور غانم القدوري :


" مسألة مصير المصاحف العثمانية الأصلية ، وهل من المحتمل أن يكون قد بقي منها شيء : هي مسألة تاريخية كبيرة ، ليس من اليسير – هنا – الإلمام بكل جوانبها ، ونكتفي بالإشارة إلى أن العلماء قد رووا – في وقت مبكر – ذهاب تلك المصاحف ، ولا شك أن من روى ذلك كانت روايته بقدر ما عرفه ، ولا ينفي أن تكون المصاحف العثمانية قد بقيت لعدة قرون بعد ذلك :


فبينما نجد الإمام مالك بن أنس (ت179هـ) يسأله ابن وهب عن مصحف عثمان رضي الله عنه ، فيقول : بأنه ذهب ، نجده يخرج لهم مصحفا قديما كان قد كتبه جده إذ كتب عثمان المصاحف .


ويُروى أن أبا عبيد قال : إنه رأى الإمام مصحف عثمان ، استخرج له من بعض خزائن الأمراء ، وأنه رأى فيه أثر دمه .


ويشير الداني (ت 444هـ) كثيرا إلى تتبعه بعض الحروف في المصاحف العتق ، فيقول – مثلا – إنه رأى مصحفا جامعا عتيقا كتب في أول خلافة هشام بن عبد الملك سنة عشر ومائة كان تاريخه في آخره .


كذلك يَروي ابن كثير (ت 774هـ) وابن الجزري (ت 833هـ) أنهما رأيا بعض المصاحف القديمة المكتوبة على الرق في جامع دمشق وفي مصر كذلك .


فهذه الروايات تشير إلى احتمال أن تكون المصاحف العثمانية الأصلية قد ظلت موجودة دهرا طويلا في المساجد الجامعة ، خاصة إذا تصورنا ما حظيت به تلك المصاحف من الرعاية والاحترام ، فهي المصاحف الأئمة التي نسخ الناس عنها مصاحفهم في الأمصار بعد إجماع الأمة على المصاحف التي نسخت في خلافة عثمان رضي الله عنه .


ومن الملاحظ أن أئمة رواية الرسم كثيرا ما يقولون إنهم رأوا كلمة معينة في المصحف الإمام مصحف عثمان ، كالذي يروى عن أبي عبيد ، وعاصم الجحدري ، ويحيى بن الحارث ، وأبي حاتم ، ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كتبت بأمر عثمان رضي الله عنه في أي مصر من الأمصار ، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب ، وربما تشمل أيضا المصاحف الكبيرة التي كانت توضع في المساجد الجامعة للقراءة أو لنسخ المصاحف منها ، والتي نسخت من المصاحف العثمانية الأصلية ، ولعل ذلك يفسر لنا أيضا ما يكتب في آخر بعض المصاحف من أنه بخط الخليفة عثمان ، أي بنفس الهجاء الذي كتبت عليه المصاحف التي نسخت في خلافة عثمان رضي الله عنه .


وتوجد الآن في مكتبات العالم مجموعة كبيرة من المصاحف القديمة ، أو قطع منها قد كتبت على الرق ، وبالخط الكوفي القديم ، مجردة من النقط والشكل ، ومن كثير مما ألحق بالمصاحف من أسماء السور وعدد آيها وغير ذلك ، بحيث تبدو أقرب إلى الصورة التي كانت عليها المصاحف الأولى .


ويثار السؤال القديم مرة أخرى في الوقت الحاضر ، وهو : هل يمكن أن يكون واحد من هذه المصاحف القديمة الباقية أحد المصاحف العثمانية الأصلية ؟


إن أغلب الباحثين أَمْيَل إلى استبعاد ذلك ، إذ من المتعذر اليوم العثور على مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وعليه تاريخ نسخه أو اسم ناسخه ، وكذلك فإنها في الغالب غير مجردة تماما من العلامات التي أدخلت في وقت متأخر ، إلى جانب أن إقرار ذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية واضحة وقوية ، ودراسة متعددة الوجود ، وهو ما لم يتح للدارسين بعد القيام بها .


ومهما كان الرأي في تلك المصاحف فإنها – دون شك – قديمة ترجع إلى القرون الهجرية الأولى ، بل ربما إلى القرن الأول بالذات ، خاصة حين لا يظهر فيها أي أثر للإصلاحات التي أدخلت على الخط العربي في النصف الثاني من القرن الأول الهجري ، إلا بعض العلامات النادرة أحيانا ، فهي بذلك أقرب إلى الفترة التي يحتمل أن تكون المصاحف العثمانية موجودة فيها ، وربما نسخت منها أو من مصحف نسخ من أحدها ، وهي لذلك خير ما يمثل واقع الرسم الذي نسخت به المصاحف العثمانية .


وتملك مكتبات التراث الإسلامية في مصر خير مجموعة من تلك المصاحف القديمة ، كذلك يروى أن أحد تلك المصاحف القديمة كان موجودا في الحرم النبوي في المدينة المنورة حتى الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، حيث نقله العثمانيون إلى الآستانة مع انسحابهم من أراضي الحجاز ، ويقال إنه انتقل إلى ألمانيا .


ومنها مصحف محفوظ الآن في مدينة طشقند في تركستان الإسلامية في روسيا ، وقد قامت بنشره – في مطلع هذا القرن – جمعية الآثار القديمة الروسية ، وطبعت منه خمسين نسخة ، ومع ذلك فإن الدراسات عن تلك المصاحف القديمة وعددها في مكتبات العالم لا تزال قليلة " انتهى باختصار يسير.


" رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية " (ص/188-191)
))



قلت:
١-هل استوفيت جميع الدراسات فيما يتعلق بهذه المصاحف الثلاثة
( مصحف طوبكاي، ومصحف الجامع الحسيني ، ومصحف طشقند)؟

٢- هل التعديلات والزخارف والنقوش تلغي تأريخ الخط الاصلي أو تأريخ البنية الهيكلية للنص (بمعنى ألا يوجد احتمال بكون الخط منذ عهد عثمان والتعديل في عهد غيره ، وعلى هذا يكون يكون المصحف الذي يعتقد أنه مصحف متأخر هو مصحف متقدم في الحقيقة ؟)

٣- أذكر أن ابن كثير رحمه الله ، ذكر في البداية والنهاية حادثة الحريق في الجامع الكبير في دمشق، وذكر أن المصحف قد احترق جزءه أوكله ( الوهم مني ) يقصد المصحف الكبير في الجامع .

٤- لا أدري عمّا بداخل الخزانة المصرية ، لكن لا أثق أنها في أيدٍ أمينة ! لو يُنقل مافيها للمدينة المنورة أفضل.
 
١-هل استوفيت جميع الدراسات فيما يتعلق بهذه المصاحف الثلاثة
( مصحف طوبكاي، ومصحف الجامع الحسيني ، ومصحف طشقند)؟
مصحف طوبقابي سراي درسه د. طيار آلتي قولاج ونشره كاملاً عام 2007م وفعل نفس الشي بالنسبة لمصحف المشهد الحسيني عام 2009، وممن خصص المصحف الحسيني بدراسة لغوية موازنة مع المصاحف القديمة الأستاذ إياد سالم السامرائي (انظر: هنا و هنا)
وأما مصحف طشقند فقد درسه بعض المستشرقين الروس لما كان في المكتبة الإمبراطورية العامة في سان بطرسبيرغ وتم نشره كنسخة طبق الأصل عام 1905.


٢- هل التعديلات والزخارف والنقوش تلغي تأريخ الخط الاصلي أو تأريخ البنية الهيكلية للنص (بمعنى ألا يوجد احتمال بكون الخط منذ عهد عثمان والتعديل في عهد غيره ، وعلى هذا يكون يكون المصحف الذي يعتقد أنه مصحف متأخر هو مصحف متقدم في الحقيقة ؟)

لا تلغيه إذا كانت مُضافة لاحقاً وليست من أصل المصحف.

٣- أذكر أن ابن كثير رحمه الله ، ذكر في البداية والنهاية حادثة الحريق في الجامع الكبير في دمشق، وذكر أن المصحف قد احترق جزءه أوكله ( الوهم مني ) يقصد المصحف الكبير في الجامع .
ليس ابن كثير بل ذكرها العلامة محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام) عند حديثه عن حريق الجامع الأموي، حيث ذكر أن المصحف الموجود في المقصورة الشرقية - والذي رأه ابن جبير وابن بطوطة وابن كثير وغيرهم - قد احترق بفعل النيران: (حتى إذا كانت سنة 1310هـ سرت النار إلى جذوع سقوفه فالتهمتها في أقل من ثلاث ساعات فدثر آخر ما بقي من آثاره ورياشه وحرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي كان جيء به من مسجد عتيق في بُصرى وكان الناس يقولون إنه المصحف العثماني)
فيما يرى البعض كالدكتور صبحي الصالح أنه أمسى زمناً عند قياصرة الروس ثم انتقل إلى بريطانيا !!
 
المصحف لم يخضع لفحص الكربون المشع حتى الآن.
أما التاريخ الذي اختاره السامرائي للمصحف فهو نهاية القرن الأول / بداية القرن الثاني الهجري.
مقدمة وخاتمة البحث تجدها في الروابط التي وضعتها في المشاركة السابقة.

 
عودة
أعلى