محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قد كانت الرسل – عليهم السلام – قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبشرون به بالعهد الذي أخذه الله تعالى عليهم ، قال عز وجل : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ } ( آل عمران : 81 ) ؛ حتى كان آخرهم عيسى عليه السلام ؛ قال الله تعالى : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } ( الصف : 6 ) ؛ وهذا كان معروفًا عند أهل الكتاب في زمانه صلى الله عليه وسلم ؛ بل كان يهود يستفتحون به على الأوس والخزرج قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ؛ وقد آمن به من علماء يهود عبد الله بن سلام رضي الله عنه بعد أن هاجر صلى الله عليه وسلم ؛ وقصة إسلامه معروفة مشهورة ، وأسلم غيره من اليهود - أيضًا ؛ وشهد له بعض علماء يهود وإن لم يؤمن.
وشهد له صلى الله عليه وسلم علماء النصارى في عصره ، وآمن منهم النجاشي وعدي بن حاتم وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين .
وشهد له بالنبوة – أيضًا – بعض عظماء النصارى ، كهرقل عظيم الروم كما رواها البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .
فهكذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وعلم ببعثته علماء اليهود والنصارى ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من صد عنه ... ثم انتشر دين الله تعالى في ربوع الأرض ، وبقي من لم يؤمن بهذا الدين العظيم يحاول الطعن فيه وفي رسوله صلى الله عليه وسلم وفي أحكامه .. ولكن أنى يضر السحابَ نبحُ الكلابِ ؟
كناطح صخرة يومًا ليفْلِقَهَا ... فلم يُضِرْهَا وأوهى قرنه الوعل
ويتتابع دخول الناس في دين الله أفواجًا ؛ ويوقن أهل العقول بأنه لا يمكن أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم إلا رسولًا ، ويشهد له عبر القرون بذلك الداني والقاصي من المنصفين ردًّا على الشبهات التي تثار حوله صلى الله عليه وسلم لتنال منه ، وهيهات هيهات ؛ وأنا أنقل هنا بعض هذه الشهادات :
قال توماس كارلايل ( 1795 – 1881 ) الكاتب الإنجليزي المعروف : هل رأيتم قط .. أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دينًا عجبًا .. إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب ! فهو إذا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت ، وإنما هو تل من الأنقاض وكثيب من أخلاط المواد ، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثنى عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن ؛ وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته .. كذب ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيّلوه حقًّا . ومحنةٌ أن ينخدع الناس شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل .ا.هـ .
وقال جوستاف لوبون في ( حضارة العرب ص 116 ) : إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدًا مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله .ا.هـ .
وقال الدكتور مايكل هارث في كتابه ( العظماء مائة ) : إن اختياري لمحمد ليكون رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات ، ربما أدهش كثيرًا من القراء ؛ ولكن في اعتقادي أن محمدًا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .ا.هـ .
وقال د. نظمي لوقا في كتابه ( محمد الرسالة والرسول ص 183 – 186 ) : ماذا بقي مِن مزعمٍ لزاعم ؟ إيمان امتحنه البلاء طويلاً قبل أن يُفاء عليه بالنصر ، وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام .. ونزاهة ترتفع فوق المنافع ، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة ، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع ؛ لم يفد [ أي يستفيد ] ولم يورث آله ، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها ؛ وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش .. لم يمكن لنفسه ولا لذويه ، وكانت لذويه – بحكم الجاهلية – صدارة غير مدفوعة ، فسوّى ذلك كله بالأرض ؛ أي قالة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق ؟
لا خيرة في الأمر ، ما نطق هذا الرسول عن الهوى .. وما ضلَّ وما غوى .. وما صدق بشرٌ إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين .
ولو أردنا استيعاب تلكم الكلمات المنصفة الشاهدة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وسمو رسالته وعظيم شريعته ، لضاق بنا المقام ، ولخرج عن حد المقصود منه .
شهد الأنام بفضله حتى العدا ... والفضل ما شهدت به الأعداء
وشهد له صلى الله عليه وسلم علماء النصارى في عصره ، وآمن منهم النجاشي وعدي بن حاتم وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين .
وشهد له بالنبوة – أيضًا – بعض عظماء النصارى ، كهرقل عظيم الروم كما رواها البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .
فهكذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وعلم ببعثته علماء اليهود والنصارى ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من صد عنه ... ثم انتشر دين الله تعالى في ربوع الأرض ، وبقي من لم يؤمن بهذا الدين العظيم يحاول الطعن فيه وفي رسوله صلى الله عليه وسلم وفي أحكامه .. ولكن أنى يضر السحابَ نبحُ الكلابِ ؟
كناطح صخرة يومًا ليفْلِقَهَا ... فلم يُضِرْهَا وأوهى قرنه الوعل
ويتتابع دخول الناس في دين الله أفواجًا ؛ ويوقن أهل العقول بأنه لا يمكن أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم إلا رسولًا ، ويشهد له عبر القرون بذلك الداني والقاصي من المنصفين ردًّا على الشبهات التي تثار حوله صلى الله عليه وسلم لتنال منه ، وهيهات هيهات ؛ وأنا أنقل هنا بعض هذه الشهادات :
قال توماس كارلايل ( 1795 – 1881 ) الكاتب الإنجليزي المعروف : هل رأيتم قط .. أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دينًا عجبًا .. إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب ! فهو إذا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت ، وإنما هو تل من الأنقاض وكثيب من أخلاط المواد ، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثنى عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن ؛ وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته .. كذب ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيّلوه حقًّا . ومحنةٌ أن ينخدع الناس شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل .ا.هـ .
وقال جوستاف لوبون في ( حضارة العرب ص 116 ) : إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدًا مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله .ا.هـ .
وقال الدكتور مايكل هارث في كتابه ( العظماء مائة ) : إن اختياري لمحمد ليكون رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات ، ربما أدهش كثيرًا من القراء ؛ ولكن في اعتقادي أن محمدًا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .ا.هـ .
وقال د. نظمي لوقا في كتابه ( محمد الرسالة والرسول ص 183 – 186 ) : ماذا بقي مِن مزعمٍ لزاعم ؟ إيمان امتحنه البلاء طويلاً قبل أن يُفاء عليه بالنصر ، وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام .. ونزاهة ترتفع فوق المنافع ، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة ، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع ؛ لم يفد [ أي يستفيد ] ولم يورث آله ، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها ؛ وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش .. لم يمكن لنفسه ولا لذويه ، وكانت لذويه – بحكم الجاهلية – صدارة غير مدفوعة ، فسوّى ذلك كله بالأرض ؛ أي قالة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق ؟
لا خيرة في الأمر ، ما نطق هذا الرسول عن الهوى .. وما ضلَّ وما غوى .. وما صدق بشرٌ إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين .
ولو أردنا استيعاب تلكم الكلمات المنصفة الشاهدة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وسمو رسالته وعظيم شريعته ، لضاق بنا المقام ، ولخرج عن حد المقصود منه .
شهد الأنام بفضله حتى العدا ... والفضل ما شهدت به الأعداء