عبدالله عمر أحمد
New member
جاء في تفسير الكفاية لابن خضر الجزء (3):
عند تفسير قوله تعالى:{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 66]
قوله تعالى: {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}[البقرة:66]، "أي عظةً وذكرى لكل عبدٍ صالحٍ متّقٍ لله سبحانه وتعالى"[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].
قال ابن عباس:" وتذكرة وعبرة {لِّلْمُتَّقِينَ}"[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].
وعن ابن عباس-أيضا-:"{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، يقول :للمؤمنين الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعتي"[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP].
وقال الربيع:" فكانت موعظة للمتقين خاصة"[SUP]([/SUP][4][SUP])[/SUP]. وروي عن أبو العالية[SUP]([/SUP][5][SUP])[/SUP] مثل ذلك.
قال الطبري:أي:" وتذكرة للمتقين، ليتعظوا بها، ويعتبروا، ويتذكروا بها"[SUP]([/SUP][6][SUP])[/SUP].
قال الزجاج:" أي: يتعظ بها أهل التقوى، فيلزمون ما هم عليه"[SUP]([/SUP][7][SUP])[/SUP].
وفي قوله تعالى:{لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة:66]، وجهان:
أحدهما: المراد بهم: الذين من بعدهم إلى يوم القيامة. قاله ابن عباس[SUP]([/SUP][8][SUP])[/SUP]، والحسن[SUP]([/SUP][9][SUP])[/SUP]، وقتادة[SUP]([/SUP][10][SUP])[/SUP]، وابن جريج[SUP]([/SUP][11][SUP])[/SUP]، وهو قول الجمهور.
عن ابن عباس في قوله: "{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، إلى يوم القيامة"[SUP]([/SUP][12][SUP])[/SUP].
عن الحسن: "{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، بعدهم فيتقوا نقمة الله ويحذروها"[SUP]([/SUP][13][SUP])[/SUP].
عن قتادة: "{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، أي: بعدهم"[SUP]([/SUP][14][SUP])[/SUP].
الثاني: أن المراد بهم: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قاله السدي[SUP]([/SUP][15][SUP])[/SUP]، وعطية[SUP]([/SUP][16][SUP])[/SUP]، واختاره الثعلبي[SUP]([/SUP][17][SUP])[/SUP].
عن السدي: أما{مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، فهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم"[SUP]([/SUP][18][SUP])[/SUP].
قال عطية:" لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا يلحدوا في حرم الله"[SUP]([/SUP][19][SUP])[/SUP].
والقول الأول هو الصحيح، لأنه أعم، وعليه الجمهور. والأخذ بالعموم أولى من التخصيص، لأن التشريع جاء عاما.-والله أعلم-.
و"المراد بالموعظة –هاهنا- الزاجر، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله، وما تحيلوا به من الحيل، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم، كما روي عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ"[SUP]([SUP][20][/SUP][/SUP])"[SUP]([SUP][21][/SUP][/SUP]).
و"المراد بالموعظة هاهنا الزاجر، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله، وما تحيلوا به من الحيل، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم، كما روي عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ"[SUP]([SUP][22][/SUP][/SUP])"[SUP]([SUP][23][/SUP][/SUP]).
([1]) صفوة التفاسير: 1/57.
([2]) أخرجه الطبري(1164):ص2/180-181.
([3]) تفسير الطبري(1165):ص2/181.
([4]) تفسير الطبري(1170):ص2/181.
([5]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(685):ص1/135.
([6]) تفسير الطبري:2/!80.
([7]) معاني القرآن: 1/149.
([8]) تفسير الطبري(1166):ص2/181، وابن أبي حاتم(684):ص1/135.
([9]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(686):ص1/135.
([10]) تفسير الطبري(1167):ص2/181.
([11]) تفسير الطبري(1171):ص2/182.
([12]) تفسير الطبري(1166):ص2/181، وابن أبي حاتم(684):ص1/135.
([13]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(686):ص1/135.
([14]) تفسير الطبري(1167):ص2/181.
([15]) تفسير الطبري(1169):ص2/181، وابن أبي حاتم(688):ص1/135.
([16]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(687):ص1/135.
([17]) أنظر: تفسير الثعلبي: 1/213. ثم قال:" فلا يفعلون مثل فعلهم".
([18]) تفسير الطبري(1169):ص2/181، وابن أبي حاتم(688):ص1/135.
([19]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(687):ص1/135.
([20])حديث مرفوع عن أبي هريرة، أخرجه الإمام ابن بطة العكبري في إبطال الحيل ـ رقم(56) ـ قال: حدثنا به أبو الحسن أحمد بن مسلم، حدثنا الحسن بن محمد الصبّاح الزعفراني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث. وانظر: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية " (ق 11/2 و144 و2). وقال ابن كثير في تفسيره (1/293):" هذا إسناد جيد، وأحمد بن محمد مسلم هذا وثّقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح". وقال ابن القيم في تهذيب السنن (5/103):"إسناده حسن وإسناده مما يُصححه الترمذي". وقال الإلباني في (إرواء الغليل 5/375):"وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال التهذيب، غير أبي الحسن أحمد بن محمد بن مسلم وهو المخرمي، كما جاء منسوباً في أكثر من موضع في كتابه الآخر الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية".
([21]) تفسير ابن كثير: 1/293.
([22])حديث مرفوع عن أبي هريرة، أخرجه الإمام ابن بطة العكبري في إبطال الحيل ـ رقم(56) ـ قال: حدثنا به أبو الحسن أحمد بن مسلم، حدثنا الحسن بن محمد الصبّاح الزعفراني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث. وانظر: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية " (ق 11/2 و144 و2). وقال ابن كثير في تفسيره (1/293):" هذا إسناد جيد، وأحمد بن محمد مسلم هذا وثّقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح". وقال ابن القيم في تهذيب السنن (5/103):"إسناده حسن وإسناده مما يُصححه الترمذي". وقال الإلباني في (إرواء الغليل 5/375):"وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال التهذيب، غير أبي الحسن أحمد بن محمد بن مسلم وهو المخرمي، كما جاء منسوباً في أكثر من موضع في كتابه الآخر الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية".
([23]) تفسير ابن كثير: 1/293.
---------------------------------
رابط تفسير الكفاية:
https://www.mediafire.com/file/bdo0g9o8euq1rid/alkefaya1-40.rar/file
عند تفسير قوله تعالى:{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 66]
قوله تعالى: {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}[البقرة:66]، "أي عظةً وذكرى لكل عبدٍ صالحٍ متّقٍ لله سبحانه وتعالى"[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].
قال ابن عباس:" وتذكرة وعبرة {لِّلْمُتَّقِينَ}"[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].
وعن ابن عباس-أيضا-:"{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، يقول :للمؤمنين الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعتي"[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP].
وقال الربيع:" فكانت موعظة للمتقين خاصة"[SUP]([/SUP][4][SUP])[/SUP]. وروي عن أبو العالية[SUP]([/SUP][5][SUP])[/SUP] مثل ذلك.
قال الطبري:أي:" وتذكرة للمتقين، ليتعظوا بها، ويعتبروا، ويتذكروا بها"[SUP]([/SUP][6][SUP])[/SUP].
قال الزجاج:" أي: يتعظ بها أهل التقوى، فيلزمون ما هم عليه"[SUP]([/SUP][7][SUP])[/SUP].
وفي قوله تعالى:{لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة:66]، وجهان:
أحدهما: المراد بهم: الذين من بعدهم إلى يوم القيامة. قاله ابن عباس[SUP]([/SUP][8][SUP])[/SUP]، والحسن[SUP]([/SUP][9][SUP])[/SUP]، وقتادة[SUP]([/SUP][10][SUP])[/SUP]، وابن جريج[SUP]([/SUP][11][SUP])[/SUP]، وهو قول الجمهور.
عن ابن عباس في قوله: "{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، إلى يوم القيامة"[SUP]([/SUP][12][SUP])[/SUP].
عن الحسن: "{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، بعدهم فيتقوا نقمة الله ويحذروها"[SUP]([/SUP][13][SUP])[/SUP].
عن قتادة: "{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، أي: بعدهم"[SUP]([/SUP][14][SUP])[/SUP].
الثاني: أن المراد بهم: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قاله السدي[SUP]([/SUP][15][SUP])[/SUP]، وعطية[SUP]([/SUP][16][SUP])[/SUP]، واختاره الثعلبي[SUP]([/SUP][17][SUP])[/SUP].
عن السدي: أما{مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}، فهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم"[SUP]([/SUP][18][SUP])[/SUP].
قال عطية:" لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا يلحدوا في حرم الله"[SUP]([/SUP][19][SUP])[/SUP].
والقول الأول هو الصحيح، لأنه أعم، وعليه الجمهور. والأخذ بالعموم أولى من التخصيص، لأن التشريع جاء عاما.-والله أعلم-.
و"المراد بالموعظة –هاهنا- الزاجر، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله، وما تحيلوا به من الحيل، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم، كما روي عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ"[SUP]([SUP][20][/SUP][/SUP])"[SUP]([SUP][21][/SUP][/SUP]).
و"المراد بالموعظة هاهنا الزاجر، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله، وما تحيلوا به من الحيل، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم، كما روي عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ"[SUP]([SUP][22][/SUP][/SUP])"[SUP]([SUP][23][/SUP][/SUP]).
([1]) صفوة التفاسير: 1/57.
([2]) أخرجه الطبري(1164):ص2/180-181.
([3]) تفسير الطبري(1165):ص2/181.
([4]) تفسير الطبري(1170):ص2/181.
([5]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(685):ص1/135.
([6]) تفسير الطبري:2/!80.
([7]) معاني القرآن: 1/149.
([8]) تفسير الطبري(1166):ص2/181، وابن أبي حاتم(684):ص1/135.
([9]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(686):ص1/135.
([10]) تفسير الطبري(1167):ص2/181.
([11]) تفسير الطبري(1171):ص2/182.
([12]) تفسير الطبري(1166):ص2/181، وابن أبي حاتم(684):ص1/135.
([13]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(686):ص1/135.
([14]) تفسير الطبري(1167):ص2/181.
([15]) تفسير الطبري(1169):ص2/181، وابن أبي حاتم(688):ص1/135.
([16]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(687):ص1/135.
([17]) أنظر: تفسير الثعلبي: 1/213. ثم قال:" فلا يفعلون مثل فعلهم".
([18]) تفسير الطبري(1169):ص2/181، وابن أبي حاتم(688):ص1/135.
([19]) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم(687):ص1/135.
([20])حديث مرفوع عن أبي هريرة، أخرجه الإمام ابن بطة العكبري في إبطال الحيل ـ رقم(56) ـ قال: حدثنا به أبو الحسن أحمد بن مسلم، حدثنا الحسن بن محمد الصبّاح الزعفراني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث. وانظر: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية " (ق 11/2 و144 و2). وقال ابن كثير في تفسيره (1/293):" هذا إسناد جيد، وأحمد بن محمد مسلم هذا وثّقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح". وقال ابن القيم في تهذيب السنن (5/103):"إسناده حسن وإسناده مما يُصححه الترمذي". وقال الإلباني في (إرواء الغليل 5/375):"وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال التهذيب، غير أبي الحسن أحمد بن محمد بن مسلم وهو المخرمي، كما جاء منسوباً في أكثر من موضع في كتابه الآخر الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية".
([21]) تفسير ابن كثير: 1/293.
([22])حديث مرفوع عن أبي هريرة، أخرجه الإمام ابن بطة العكبري في إبطال الحيل ـ رقم(56) ـ قال: حدثنا به أبو الحسن أحمد بن مسلم، حدثنا الحسن بن محمد الصبّاح الزعفراني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث. وانظر: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية " (ق 11/2 و144 و2). وقال ابن كثير في تفسيره (1/293):" هذا إسناد جيد، وأحمد بن محمد مسلم هذا وثّقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح". وقال ابن القيم في تهذيب السنن (5/103):"إسناده حسن وإسناده مما يُصححه الترمذي". وقال الإلباني في (إرواء الغليل 5/375):"وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال التهذيب، غير أبي الحسن أحمد بن محمد بن مسلم وهو المخرمي، كما جاء منسوباً في أكثر من موضع في كتابه الآخر الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية".
([23]) تفسير ابن كثير: 1/293.
---------------------------------
رابط تفسير الكفاية:
https://www.mediafire.com/file/bdo0g9o8euq1rid/alkefaya1-40.rar/file