محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قال ابن القيم -رحمه اللّٰه : اعْلَمْ أَنَّ أَشِعَّةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُبَدِّدُ مِنْ ضَبَابِ الذُّنُوبِ وَغُيُومِهَا بِقَدْرِ قُوَّةِ ذَلِكَ الشُّعَاعِ وَضَعْفِهِ ، فَلَهَا نُورٌ ، وَتَفَاوُتُ أَهْلِهَا فِي ذَلِكَ النُّورِ - قُوَّةً، وَضَعْفًا - لَا يُحْصِيهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى .
فَمِنَ النَّاسِ مَنْ نُورُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي قَلْبِهِ كَالشَّمْسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نُورُهَا فِي قَلْبِهِ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نُورُهَا فِي قَلْبِهِ كَالْمَشْعَلِ الْعَظِيمِ ، وَآخَرُ كَالسِّرَاجِ الْمُضِيءِ ، وَآخَرُ كَالسِّرَاجِ الضَّعِيفِ .
وَلِهَذَا تَظْهَرُ الْأَنْوَارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَيْمَانِهِمْ ، وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، عَلَى هَذَا الْمِقْدَارِ ، بِحَسَبِ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ نُورِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عِلْمًا وَعَمَلًا ، وَمَعْرِفَةً وَحَالًا .
وَكُلَّمَا عَظُمَ نُورُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَاشْتَدَّ ، أَحْرَقَ مِنَ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ وَشِدَّتِهِ ، حَتَّى إِنَّهُ رُبَّمَا وَصَلَ إِلَى حَالٍ لَا يُصَادِفُ مَعَهَا شُبْهَةً ، وَلَا شَهْوَةً ، وَلَا ذَنْبًا إِلَّا أَحْرَقَهُ ؛ وَهَذَا حَالُ الصَّادِقِ فِي تَوْحِيدِهِ ، الَّذِي لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا ، فَأَيُّ ذَنْبٍ ، أَوْ شَهْوَةٍ ، أَوْ شُبْهَةٍ دَنَتْ مِنْ هَذَا النُّورِ أَحْرَقَهَا ، فَسَمَاءُ إِيمَانِهِ قَدْ حُرِسَتْ بِالنُّجُومِ مِنْ كُلِّ سَارِقٍ لِحَسَنَاتِهِ ، فَلَا يَنَالُ مِنْهَا السَّارِقُ إِلَّا عَلَى غِرَّةٍ وَغَفْلَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا لِلْبَشَرِ ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ وَعَلِمَ مَا سُرِقَ مِنْهُ اسْتَنْقَذَهُ مِنْ سَارِقِهِ ، أَوْ حَصَّلَ أَضْعَافَهُ بِكَسْبِهِ ، فَهُوَ هَكَذَا أَبَدًا مَعَ لُصُوصِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، لَيْسَ كَمَنْ فَتَحَ لَهُمْ خِزَانَتَهُ ، وَوَلَّى الْبَابَ ظَهْرَهُ ..... ( مدارج السالكين : 1 / 338 ، 339 ) .
فَمِنَ النَّاسِ مَنْ نُورُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي قَلْبِهِ كَالشَّمْسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نُورُهَا فِي قَلْبِهِ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نُورُهَا فِي قَلْبِهِ كَالْمَشْعَلِ الْعَظِيمِ ، وَآخَرُ كَالسِّرَاجِ الْمُضِيءِ ، وَآخَرُ كَالسِّرَاجِ الضَّعِيفِ .
وَلِهَذَا تَظْهَرُ الْأَنْوَارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَيْمَانِهِمْ ، وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، عَلَى هَذَا الْمِقْدَارِ ، بِحَسَبِ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ نُورِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عِلْمًا وَعَمَلًا ، وَمَعْرِفَةً وَحَالًا .
وَكُلَّمَا عَظُمَ نُورُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَاشْتَدَّ ، أَحْرَقَ مِنَ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ وَشِدَّتِهِ ، حَتَّى إِنَّهُ رُبَّمَا وَصَلَ إِلَى حَالٍ لَا يُصَادِفُ مَعَهَا شُبْهَةً ، وَلَا شَهْوَةً ، وَلَا ذَنْبًا إِلَّا أَحْرَقَهُ ؛ وَهَذَا حَالُ الصَّادِقِ فِي تَوْحِيدِهِ ، الَّذِي لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا ، فَأَيُّ ذَنْبٍ ، أَوْ شَهْوَةٍ ، أَوْ شُبْهَةٍ دَنَتْ مِنْ هَذَا النُّورِ أَحْرَقَهَا ، فَسَمَاءُ إِيمَانِهِ قَدْ حُرِسَتْ بِالنُّجُومِ مِنْ كُلِّ سَارِقٍ لِحَسَنَاتِهِ ، فَلَا يَنَالُ مِنْهَا السَّارِقُ إِلَّا عَلَى غِرَّةٍ وَغَفْلَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا لِلْبَشَرِ ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ وَعَلِمَ مَا سُرِقَ مِنْهُ اسْتَنْقَذَهُ مِنْ سَارِقِهِ ، أَوْ حَصَّلَ أَضْعَافَهُ بِكَسْبِهِ ، فَهُوَ هَكَذَا أَبَدًا مَعَ لُصُوصِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، لَيْسَ كَمَنْ فَتَحَ لَهُمْ خِزَانَتَهُ ، وَوَلَّى الْبَابَ ظَهْرَهُ ..... ( مدارج السالكين : 1 / 338 ، 339 ) .