محمد محمود إبراهيم عطية
Member
اختلف العلماء في تحديدها، وذكر الحافظ في (الفتح) ثمانية وأربعين قولا، ثم قال: هذا آخر ما وقفت عليه من الأقوال، وبعضها يمكن رده إلى بعض، وإن كان ظاهرها التغاير، وأرجحها كلها أنها في الوتر من العشر الأخيرة، وأنها تنتقل كما يفهم من أحاديث الباب، وأرجاها أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين على ما في حديث أبي سعيد وعبد الله بن أنيس، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. انتهى المراد منه . قال العلماء: الحكمة في إخفائها ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها. قلت: مما ورد فيها من أحـاديث واختلاف أهل العلم في اجتهادهم لتعيينها، يترجح القول بأنها في أوتار العشر الأخيرة كما في الصحيح، وأما ما ورد من تحديدها فهو اجتهاد سائغ.
وهاهنا نكتة لطيفة: فإن ليالي العشر الأخيرة من رمضان يمكن أن تكون كلها أوتارا. لأن الشهر يكون إما تسعة وعشرين وإما ثلاثين: فإن كان تسعة وعشرين، فتبدأ ليالي العشر بليلة العشرين، فيكون أوتار العشر: ليلة العشرين، والثاني والعشرين، والرابع والعشرين، والسادس والعشرين، والثامن والعشرين. وإن كان الشهر ثلاثين يوما، فتبدأ ليالي العشر بليلة الواحد والعشرين، وعليه فأوتار العشر بعدها: الثالث والعشرون، والخامس والعشرون، والسابع والعشرون، والتاسع والعشرون.
وإنما اقتضت الحكمة إبهامها، لأنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أدعى للاجتهاد في العبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإن الهمم تتقاصر على قيامها فقط.
وعلى ذلك، فمن يرد أن يوافقها، فعليه أن يجتهد في العشر الأخيرة عساه أن يصيبها، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها.
وهاهنا نكتة لطيفة: فإن ليالي العشر الأخيرة من رمضان يمكن أن تكون كلها أوتارا. لأن الشهر يكون إما تسعة وعشرين وإما ثلاثين: فإن كان تسعة وعشرين، فتبدأ ليالي العشر بليلة العشرين، فيكون أوتار العشر: ليلة العشرين، والثاني والعشرين، والرابع والعشرين، والسادس والعشرين، والثامن والعشرين. وإن كان الشهر ثلاثين يوما، فتبدأ ليالي العشر بليلة الواحد والعشرين، وعليه فأوتار العشر بعدها: الثالث والعشرون، والخامس والعشرون، والسابع والعشرون، والتاسع والعشرون.
وإنما اقتضت الحكمة إبهامها، لأنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أدعى للاجتهاد في العبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإن الهمم تتقاصر على قيامها فقط.
وعلى ذلك، فمن يرد أن يوافقها، فعليه أن يجتهد في العشر الأخيرة عساه أن يصيبها، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها.