يَاأَيُّهَا الْمُلْحِدُونَ أَجِيبُوا

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
يَاأَيُّهَا الْمُلْحِدُونَ أَجِيبُوا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ.................

وَالْإِلْحَادُ: الْمَيْلُ عَنْ وَسَطِ الشَّيْءِ إِلَى جَانِبِهِ، وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى تَرْجِعُ مُشْتَقَّاتُهُ كُلُّهَا، وَلَمَّا كَانَ وَسَطُ الشَّيْءِ يُشَبَّهُ بِهِ الْحَقُّ وَالصَّوَابُ، اسْتَتْبَعَ ذَلِكَ تَشْبِيهَ الْعُدُولِ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ بِالْإِلْحَادِ، فَأُطْلِقَ الْإِلْحَادُ عَلَى الْكُفْرِ وَالْإِفْسَادِ، ويعدى حِينَئِذٍ ب (فِي) لِتَنْزِيلِ الْمَجْرُورِ بِهَا مَنْزِلَةَ الْمَكَانِ لِلْإِلْحَادِ، وَالْأَكْثَرُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ تَعَمُّدٍ لِلْإِفْسَادِ، وَيُقَالُ: لَحَدَ وَأَلْحَدَ، وَالْأَشْهُرُ أَلْحَدَ.

أَمَّا بَعْدُ ................

فَلَقَدْ أَعْجَبَنِي قَوْلُ مَنْ قَالَ لِأَهْلِ الْإِلْحَادِ الْمُنْكِرِينَ أَنَّ لِلْكَوْنِ إِلَهَاً – قَالَ : هَلْ تُصَدِّقُونَ وَجُودَ هَذَا الْفَيْرُوسِ الَّذِي هَزَّ الْعَاَلَمَ كُلَّهُ بَعَدَدِهِ وَعُدَدِهِ ؟

نَعَم تُصَدِّقُونَ وَذَلِكَ لِلآثَارِ الَّتِي تَرَوْنَهَا وَتَسْمَعُونَهَا مَعَ أَنَّهُ لَا يُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ.

وَأَنْتُم الْآنَ فِي هَلَعٍ – لَا أَطَالَ اللهُ أَعْمَارَ الْمُفْسِدِينَ الْمُعَانِدِينَ.

أَوَلَيْسَ مَا تَرَوْنَهُ فِي الْكَوْنِ مِنْ آثَارٍ هَيَ أَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى الْخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ ؟!

{أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ } {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }.


قَالَ تَعَالَى :{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36)..........أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)}

جَاءَ فِي كِتِابِ: بَصَائِرِ ذَوِى التَّمْييزِ فِى لَطَائِفِ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ ...........

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الطُّورِ : { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ } أَعَادَ (أَم) خَمْسَةَ عَشَرَ مَرّةً، وكَلُّهَا إِلْزَامَاتٌ لَيسَ لِلمُخَاطَبينَ بِهَا عَنْهَا جَوَابٌ.
 
قَوْلُهُ تَعَالَى :{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) }

قَالَ ابْنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ...............

وَهَذِهِ الْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى تَوْحِيدِهِ تَعَالَى بِالْعِبَادَةِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ كَالرَّازِيِّ وَغَيْرِهِ عَلَى وُجُودِ الصَّانِعِ فَقَالَ: وَهِيَ دَالَّةٌ عَلَى ذَلِكَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى، فَإِنَّ مَنْ تَأَمَّلَ هَذِهِ الْمَوْجُودَاتِ السُّفْلِيَّةِ وَالْعُلْوِيَّةِ وَاخْتِلَافِ أَشْكَالِهَا وَأَلْوَانِهَا وَطِبَاعِهَا وَمَنَافِعِهَا وَوَضْعِهَا فِي مَوَاضِعِ النَّفْعِ بِهَا مُحْكَمَةٌ، عَلِمَ قُدْرَةَ خَالِقِهَا وَحِكْمَتَهُ وَعِلْمَهُ وَإِتْقَانَهُ وَعَظِيمَ سُلْطَانِهِ....

كَمَا قَالَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ، وَقَدْ سُئِلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى وُجُودِ الرَّبِّ تَعَالَى؟ فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ الْبَعْرَةَ لَتَدُلُّ عَلَى الْبَعِيرِ، وَإِنَّ أَثَرَ الْأَقْدَامِ لَتَدُلُّ عَلَى الْمَسِيرِ، فَسَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ، وَأَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجٍ، وَبِحَارٌ ذَاتُ أَمْوَاجٍ؟ أَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى وُجُودِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ؟

وَقَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ:

فَيَا عَجَبًا كَيْفَ يُعْصَى الْإِلَهُ ... أَمْ كَيْفَ يَجْحَدُهُ الْجَاحِدُ ..
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةً ... تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ ...

وَقَالَ آخَرُونَ: مَنْ تَأَمَّلَ هَذِهِ السَّمَاوَاتِ فِي ارْتِفَاعِهَا وَاتِّسَاعِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْكَوَاكِبِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ الْمُنِيرَةِ مِنَ السَّيَّارَةِ وَمِنَ الثَّوَابِتِ، وَشَاهَدَهَا كَيْفَ تَدُورُ مَعَ الْفَلَكِ الْعَظِيمِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دُوَيْرَةٌ وَلَهَا فِي أَنْفُسِهَا سَيْرٌ يَخُصُّهَا، وَنَظَرَ إِلَى الْبِحَارِ الْمُلْتَفَّةِ لِلْأَرْضِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَالْجِبَالِ الْمَوْضُوعَةِ فِي الْأَرْضِ لِتَقَرَّ وَيَسْكُنَ سَاكِنُوهَا مَعَ اخْتِلَافِ أَشْكَالِهَا وَأَلْوَانِهَا كَمَا قَالَ: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فَاطِرٍ: 27، 28] وَكَذَلِكَ هَذِهِ الْأَنْهَارُ السَّارِحَةُ مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ وما ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ وَالنَّبَاتِ الْمُخْتَلِفِ الطُّعُومِ وَالْأَرَايِيحِ وَالْأَشْكَالِ وَالْأَلْوَانِ مَعَ اتِّحَادِ طَبِيعَةِ التُّرْبَةِ وَالْمَاءِ، عَلِمَ وُجُودَ الصَّانِعِ وَقُدْرَتَهُ الْعَظِيمَةَ وَحِكْمَتَهُ وَرَحْمَتَهُ بِخَلْقِهِ وَلُطْفَهُ بِهِمْ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْهِمْ وَبِرَّهُ بِهِمْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ وَلَا رَبَّ سِوَاهُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ، وَالْآيَاتُ فِي الْقُرْآنِ الدَّالَّةُ عَلَى هَذَا الْمَقَامِ كَثِيرَةٌ جِدًّا.
 
قالَ ابْنُ الْقِيَمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَدَارِجِ السَّالِكِينَ بَيْنَ مَنَازِلِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ...

وَلِهَذَا لَمْ تَدْعُ الرُّسُلُ قَطُّ الْأُمَمَ إِلَى الْإِقْرَارِ بِالصَّانِعِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَإِنَّمَا دَعَوْهُمْ إِلَى عِبَادَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ. وَخَاطَبُوهُمْ خِطَابَ مَنْ لَا شُبْهَةَ عِنْدِهِ قَطُّ فِي الْإِقْرَارِ بِاللَّهِ تَعَالَى. وَلَا هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ عَلَيْهِ. وَلِهَذَا {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10] وَكَيْفَ يَصِحُّ الِاسْتِدْلَالُ عَلَى مَدْلُولٍ هُوَ أَظْهَرُ مِنْ دَلِيلِهِ؟ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: كَيْفَ أَطْلُبُ الدَّلِيلَ عَلَى مَنْ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟ فَتَقَيُّدُ السَّائِرِ بِالدَّلِيلِ وَتَوَقُّفُهُ عَلَيْهِ، دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ يَقِينِهِ. بَلْ إِنَّمَا يَتَقَيَّدُ بِالدَّلِيلِ الْمُوصِّلِ لَهُ إِلَى الْمَطْلُوبِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ بِهِ. فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ - بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ - إِلَى دَلِيلٍ يُوَصِّلُهُ إِلَيْهِ، وَيَدُلُّهُ عَلَى طَرِيقِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ. وَهَذَا الدَّلِيلُ: هُوَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَهُوَ مَوْقُوفٌ عَلَيْهِ يَتَقَيَّدُ بِهِ. لَا يَخْطُو خَطْوَةً إِلَّا وَرَاءَهُ.

الشَّاهِدُ هُنَا .........

حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: كَيْفَ أَطْلُبُ الدَّلِيلَ عَلَى مَنْ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟
 
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَحْطَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي « نُونِيَّتِهِ »:

قُلْ لِلطَّبِيبِ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ إِنَّ الطَّبِيعَةَ عِلْمُهَا بُرْهَانِ

[TABLE="width: 703, align: right"]
[TR]
[TD]أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كُوْنِكَ نُطْفَةً في الْبَطْنِ إِذْ مُشِجَتْ بِهِ الْمَاآنِ


[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

[TABLE="width: 703, align: right"]
[TR]
[TD="colspan: 2"]أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ عُدتَّ عُلَيْقَةً في أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِينَ تَوَانِي


[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَوْنِكَ مُضْغَةً
[/TD]
[TD]في أَرْبَعِينَ وَقَدْ مَضَى الْعَدَدَانِ
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

أَتُرَى الطَّبِيْعَةَ صَوَّرَتْكَ مُصَوَّرًا بِمَسَامِعٍ وَنَوَاظِرٍ وَبَنَانِ

أَتُرَى الطَّبِيعَةَ أَخْرَجَتْكَ مُنَكَّسًا مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ وَاهِيَ الأَرْكَانِ
[TABLE="width: 703, align: right"]
[TR]
[TD]أَمْ فَجَّرَتْ لَكَ بِاللِّبَانِي ثَدْيَهَا فَرَضَعْتَهَا حَتَّى مَضَى الْحَوْلاَنِ

أَمْ صَيَّرَتْ في وَالِدَيْكَ مَحَبَّةً فَهُمَا بِمَا يُرْضِيكَ مُغْتَبِطَانِ

يَا فَيْلَسُوفُ لَقَدْ شُغِلْتَ عَنِ الْهُدَى بِالْمَنْطِقِ الرُّومِيِّ وَالْيُونَانِي
وَشَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ شِرْعَةٍ دِينُ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْعَدْنَانِ
هُوَ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَرْعُهُ وَهُوَ الْقَدِيمُ وَسَيِّدُ الأَدْيَانِ

هُوَ دِينُ آدَمَ وَالْمَلاَئِكِ قَبْلَهُ هُوَ دِينُ نُوحٍ صَاحِبِ الطُّوْفَانِ
وَلَهُ دَعَا هُودُ النَّبِيُّ وَصَالِحٌ وَهُمَا لِدِينِ اللهِ مُعْتَقِدَانِ


[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

وَبِهِ أَتَى لُوطٌ وَصَاحِبُ مَدْيَنٍ فَكِلاَهُمَا في الدِّينِ مُجْتَهِدَانِ

هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَيْهِ مَعًا وَبِهِ نَجَا مِنْ نَفْحَةِ النِّيرَانِ
هُوَ دِينُ دَاوُودَ الْخَلِيفَةِ وَابْنِهِ وَبِهِ أَذَلَّ لَهُ مُلُوكَ الْجَانِ


[TABLE="width: 703, align: right"]
[TR]
[TD]هُوَ دِينُ يَحْيَى مَعْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ نِعْمَ الصَّبِيُّ وَحَبَّذَا الشَّيْخَانِ


[/TD]
[/TR]
[/TABLE]


وَلَهُ دَعَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمٍ قَوْمَهُ لَمْ يَدْعُهُمْ لِعِبَادَةِ الصُّلْبَانِ

وَاللهُ أَنْطَقَهُ صَبِيًّا بِالْهُدَى في الْمَهْدِ ثُمَّ سَمَا عَلَى الصِّبْيَانِ

وَكَمَالُ دِينِ اللهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ صَلَّى عَلَيْهِ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ



وَبِهِ حَمَى اللهُ الذَّبِيحَ مِنَ الْبَلاَ لَمَّا فَدَاهُ بِأَعْظَمِ الْقُرْبَانِ

هُوَ دِينُ يَعْقُوبَ النَّبِيِّ وَيُونُسٍ وَكِلاَهُمَا في اللهِ مُبْتَلَيَانِ
 
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَحْطَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي « نُونِيَّتِهِ »:

قُل للطَبيبِ الفيلَسوفِ بزَعمهِ ... إن الطَبيعةَ عِلمُها بُرهانِ

أينَ الطبيعةُ عِندَ كَونِكَ نُطفةً ... في البَطنِ إذ مُشجَت به الماآنِ

أتُرى الطبيعةَ صَورَتكَ مُصوراً ... بمَسامعٍ ونَواظرٍ وبَنانِ

أينَ الطبيعةُ عِندَ كَونِكَ مُضغةً ... في أربعينَ وقد مَضى العَددانِ- أينَ الطبيعةُ حِينَ عُدت عُليقةً ... في أربعينَ وأربعينَ تواني
أتُرى الطبيعةَ أخرَجَتكَ مُنَكساً ... من بَطنِ أمِكَ واهيَ الأركانِ

أم فَجرَت لكَ باللِبانِ ثَديَها ... فرَضَعتَها حتى مَضى الحَولانِ
أم صَيرَت في والديكَ مَحَبةً ... فهما بما يُرضيكَ مُغتَبِطانِ

يا فَيلسوفُ لقد شُغِلتَ عَن الهُدى ... بالمَنطقِ الروميِ واليوناني

هو دينُ آدمَ والملائكِ قبلَه ... هو دينُ نوحٍ صاحبِ الطوفانِ
هو دينُ ربِ العالمينَ وشرعُه ... وهو القديمُ وسيدُ الأديانِ
وشَريعةُ الإسلامِ أفضلُ شِرعةٍ ... دينُ النبيِ الصادقِ العَدنانِ
وكمالُ دينِ اللهِ شَرعُ مُحمدٍ ... صَلى عليه مُنَزلُ القرآنِ
 
سؤالٌ مدهشٌ.......

ماذا تقول في ما قاله اللهُ تَعاَلَى .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ }
هل الذين آمنوا ...مؤمنون ؟
وقوله تعالى :{ قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (31) }

هل الذين آمنوا ....يصلون أم لا يصلون ؟

وهل قرأتَ يا أخي شيئا عن الخطاب في القرآن الكريم ...

لتقض وقتا مع كتاب البرهان للزركشي - أو كتاب الإتقان للسيوطي رحمهما الله ...
إن كان لديك بعض وقتٍ .....يسرنا الله وإياك لليسرى .
 
قَوْلُهُ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)
قَالَ فِي الْمُحُرَّرِ الْوَجِيزِ :
قوله : { اتَّقِ } مَعْنَاهْ دُمْ عَلَى الَّتْقْوَى ، وَمَتَى أُمِرَ أَحَدٌ بِشَيءٍ هُوَ بِهِ مُتَلَبِّسٌ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الَّدَوَامُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ عَلَى مِثْلِ الْحَالَةِ الْمَاضِيَةِ .
 
عودة
أعلى