يونس علسه السلام / الجزء 5
خواطر وتساؤلات
الجزء الخامس والأخير
سأختم مقالتي حول سلسلة نبي الله يونس عليه السلام بهذه الخواطر و التساؤلات التي فاض بها القريح
أولا : ( نسب يونس عليه السلام [أ] ) عند قراءتي لإحدى روايات أهل الكتاب ( أحب أن ِاشارككم بها )
ذكر في رواية يهودية في التلمود أن يونس عليه السلام ابن أرملة صرفة صيدا
وأرملة صرفة صيدا ( في كتب النصارى تحديدا لم تذكرها بالاسم ولم تُعَيِّنها هي أو ولدها ولم تحدد ما هي أصولوهم العرقية أو الدينية ) النص النصراني
ووجدت نصا فيما يسمى انجيل برنابا – الفصل العشرين - " ولقد كانت في زمن ايليا أرامل كثيرات في اليهودية ولكنه لم يرسل ليقات إلا إلى أرملة صيدا "
هذه الروايات ستفيدنا كثيرا في بحثنا من عدة نقاط ( فرضية أن أرملة صيدا هي أم يونس عليه السلام )
1- هل عدم تعيين من هي هذه الأرملة وتحديد هويتها أو هوية زوجها ونسبه من أجل ذلك ( كان يونس عليه السلام ينسب لأمه )
2- هل كانت هذه المرأة ( الأرملة ) هاربة بدينها وولدها من بلدها بعدما قتل زوجها ( الموحد ) واختبأت في هذه المدينة ( صرفة صيدا ) ولذلك لم يعرف لها أهلا أو نسبا أو جاها أو مالا ؟؟ علما أن هذه المدينة أقصى ما تستطيع الوصول إليه من ناحية الغرب الذي يقطع خط مسير هروبها البحر ( الأبيض المتوسط ) وإن كانت إسرائيلية فلم لم تذهب إلى أقاربها ألأنها أميرة معروفة [ب] عندهم وأول ما سيبحث الملك عليها عند أهلها وهل كانت الخلفية التاريخية ما بين أبو يونس عليه السلام ( الميت ) لها علاقة بهرب يونس عليه السلام من نينوى عندما فر وهرب مغاضبا لملكها
3- هل لاسم يونس عليه السلام علاقة بأنس قلب والدته التي لاقت صروف الخوف والوحشة و المطاردة فالناس تسمي وليدها تيمنا بما تأمل وتتوقع أن تناله من أبنائها .
4- وهل لصلاح والدي يونس عليه السلام وإيمانه فضل وكرامة من الله ورحمة في نشأة يونس عليه السلام على يد رسول كريم كما كان مع غلامي [ج] الخضر وموسى عليهم السلام .
5- حسب روايات أهل الكتاب أن الله عز وجل ( الرب ) أمر النبي إلياس عليه السلام ( إيليا ) أن يختبئ تحديدا عند هذه الأرملة خوفا من الملك الكافر ( وأنها قبلت ذلك فورا وآمنت به بل وأطعمته ما عندها من خبز مفضلة ذلك على إطعام ولدها الذي سوف يموت من الجوع ) فهل يعنى ذلك أنها كانت موحدة لله عز وجل تؤمن بالآله الذي يدعوا به هذا النبي الكريم .
6- إن كان ذلك صحيحا فهل النبي إلياس عليه السلام هو من رعى يونس عليه السلام وهو صغير ثم أكمل وأتم تربيته ورعايته وهو كبير تلميذ نبي الله إلياس عليه السلام ( النبي اليسع عليه السلام ) علما أن الثلاث أنبياء قريبين جدا في الحقبة الزمنية
7- أليست الكرامات لا تكون إلا للمؤمنين والمقربين جدا عند الله عز وجل وأولياؤه فهذه الأرملة قد أحيي طفلها بعد موته و طما الزيت في آنيتها فلم يكن ينضب و القمح فاض في أوعيتها و لم يكن ينقص طوال فترة المجاعة التي سادت تلك البلاد في تلك الحقبة بركة من الله عز وجل وفضله
فقد أكلت وشربت هي ووليدها وأمنت حتى طردت الجوع و الخوف من بيتها
8- ابن أرملة صرفة صيدا ( في الرواية اليهودية و النصرانية ) عندما كان طفلا مات وأحياه النبي إلياس عليه السلام ( ولو جمعنا رواية اليهود و رواية النصارى معا ) فهل كان ذلك درسا ليونس عليه السلام وهو في بطن الحوت تحديدا أن يحسن الظن بالله عز وجل فالله عز وجل الذي أحياه بعدما أجرى عليه الموت وهو صغير قادر على إخراجه من جوف الحوت ( الموت ) ولذلك فقد أحسن نبي الله يونس عليه السلام الظن بالله عز وجل ومكث يسبح كما كان خارج جوف الحوت في حين لو أن مَن دونه من البشر سيسيء الظن بالله عز وجل .
9- وهل لأجل موت يونس عليه السلام و إحياؤه وهو صغير علاقة بكونه أصبح من المخلدين في الأرض فنبذ إلى العراء ( ولو مر أحد غيره بما مر به ما نجا ) ولولا أنه كان من المسبحين للبث مخلدا حيا في بطن الحوت إلى يوم البعث .
ï´؟ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىظ° وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ï´؟الدخان: ظ¥ظ¦ï´¾
ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ï´؟ظ،ظ¤ظ£ï´¾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىظ° يَوْمِ يُبْعَثُونَï´؟ظ،ظ¤ظ¤ï´¾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ï´؟ظ،ظ¤ظ¥ï´¾ الصافات
10- وهل لأجل إحياء يونس عليه السلام وهو صغير ظن أنه لن يموت وأن الله عز وجل لن يميته مرة ثانية ويكتب ويقدر عليه الموت وهذا معنى ( أن لن نقدر عليه ) فأراد الله عز وجل أن يعلمه أن الله عز وجل قادر على كل شيء وإنما امره بين الكاف والنون .
11- ( صرفة صيدا ) هذه المدينة مدينة فنيقية ( مدينة الأبجدية الأوغاريتية ) فهل نهل يونس عليه السلام منها علوم الحروف والكتابة واستلهم منها الأبجدية اليونانية ( الخليط بين الأوغاريتية و العبرية و الأشورية ) ... فكما أشرنا في الجزء ( 2 ) كان يونس عليه السلام معلما للخط و الكتابة
12- ( صرفة صيدا ) هذه المدينة الفنيقية الساحلية مشهورة بالصيد و التجارة البحرية زمن الأشوريين فهل لذلك علاقة بأن يونس عليه السلام تعلم السفر بالبحر من تلك المدينة التي تربى فيها وهو صغير وأراد أن يهرب من الملك بحرا ( فلماذا اختار هذه الوسيلة البحرية للهرب ولِمَ لمَ ْيختار الهرب برا مثلا إلى مصر عدو الأشوريين )
13- في عهد سنحاريب ملك نينوى ( ملك قصتنا ) أخضع الساحل الفنيقي ومنها مدينة صيدا وصور وغيرها ، أفلهذا السبب أراد يونس عليه السلام أن يهرب من كل المدن الخاضعة لسلطان الملك لكي لا يصله جبروته وبطشه .
ثانيا
دين السحر والشعوذة الكهنوتي عند الأشوريين
كانت حضارات ما بين النهرين المتعاقبة حتى من من قبل زمن إبراهيم عليه السلام هي من وضعت أسس التنجيم
فالتنجيم هو أحد طرق الكهانة الدينية الباطلة و الضالة عن طريق التنبؤ الغيبي على سبيل الظن بناءا على حركة الشمس والقمر والكواكب والنجوم التي كانوا يعبدونها ويقدسونها وتعد من آلهتهم مستعينين بالسحر والشعوذة " . . . وكان الكاهن الديني الأكبر " المقدس " في الغالب هو الملك .
هذا الضرب من أساليب ( التنبؤ الغيبي الظني ) كان معتمدا في الأساس على إعمال العقل عن طريق التجريب و التجريد معتمدين على معلومات وبيانات أولية مجردة وعلى دراسة الظواهر الطبيعية القابلة للملاحظة والقياس بالحواس والتي يمكن تجربتها واختبارها بالدليل الحسي الملموس والرياضي المحسوب و ووضعوا نظريات بناءا عليها مكنتهم من التنبؤ من خلالها لبعض الظواهر الطبيعية كمواعيد الخسوف والكسوف وغيرها وتمازجت وتزاوجت هذه الأساليب بطرائق من السحر والشعوذة فتخلق دين مبني على الكهانة والسحر يخالف شرع الله عز وجل ونهجه ولا يستند أو يرجع إلى تدبير وتقدير الله عز وجل في هذا الكون فعطلوا وجود الله عز وجل وعطلوا عقولهم باتباع الباطل فطلس وطمس على بصائرهم بالسحر والشعوذة الكهنوتية فعميت أبصارهم من رؤية الحق فضلت وزاغت قلوب الناس وباتت يد الكهان هي الطولى التي تتحكم في رقاب العباد و البلاد فكان الواحد منهم يحكم عليهم بالحياة أو بالموت
ï´؟ ... قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ... ï´؟ظ¢ظ¥ظ¨ï´¾ البقرة [د]
حتى امتدت أيديهم إلى جميع مناحي الحياة وبثوا سمومهم العقدية فباتت وكأنها تسري في أوداج وعروق الناس كالدم.
حيث بدأ هذا الكفر الكهنوتي يعلوا شأنه ومقامه ويُقَّدس بين الناس تحديدا بعد موت نبي الله سليمان عليه السلام في زمن الممكلة الأشورية الحديثة والبابلية الكلدانية – أي زمن نبي الله يونس عليه السلام .
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىظ° مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـظ°كِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىظ° يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ï´؟ظ،ظ*ظ¢ï´¾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ غ– لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ï´؟ظ،ظ*ظ£ï´¾البقرة
فجاء يونس عليه السلام لتعديل سبل الناس ومسارها التشريعي وتصحيحه باتجاه سبيل الحق - سبيل الله عز وجل الذي رسمه وخطه لهم .
فكانت من هنا المواجهة بين الحق والباطل وكان مضمون رسالة يونس أن يعلم الناس مفهوم ( القدر ) المربتط بألوهية الله عز وجل وتوحيده والفرق بين ظن الناس وتقدير الخالق
الوقت و الأبراج و الأشوررين
لقد اهتم كهنة بلاد ما بين النهرين بعلم الفلك بلا شك فهو أحد أركان قيام دينهم الكهنوتي مع السحر فهم أول من ربط حركة الكواكب والنجوم بالوقت على الأرض فبدؤوا بتقيسم اليوم إلى ليل ( 12 ساعة ) ونهار ( 12 ساعة ) بمجموع اليوم الواحد ( 24 ) ساعة والساعة قاموا بتقسيمها إلى ( 60 ) دقيقة وقاموا بتقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام متعاقبة وتقسيم السنة إلى ( 12 شهر ) إعتمادا على دورية رؤية نجوم معينة في السماء كل ( 12 ) شهر وأسموها بالأبراج حيث أن كل شهر تظهر فيه مجموعة نجمية لا تظهر في غيره خلال السنة
وكان هذا التقسيم الذكي والبديع مع ما فيه من نواحي كهنوتية عندهم إلا أنهم كانوا يوظفوه كأداة لحساب الوقت من دقائق وساعات وأسابيع وأشهر وسنين ... فهل كان برج الحوت الذي يبدأ في اليوم 19 من الشهر 2 من كل سنة وينتهي في اليوم 20 من الشهر 3 من نفس السنة علاقة بوقت التقام الحوت لنبي الله يونس عليه السلام ) 19/2 – 20/3 علما أن هذه الفترة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أواخر الشتاء – موعد تكون المنخفضات الجوية - وبداية الربيع
· موعد إنطلاق المراكب البحرية التجارية من السواحل الشامية
· وموعد اليقطين السواحلي الشامي شجرة نبي الله يونس
ولا ننسى أن هذه الموعد يتلاءم كثيرا إلى حد التطابق مع أحداث قصة نبي الله يونس عليه السلام
كواليس المغاضبة بين يونس عليه السلام وقومه ...
من البدهي أنه ما من نبي يبعث لأمة ما إلا لتصحيح شرعها ومنهاجها ويأتي بأدلة على صدق نبوته من وحي ما برعوا فيه فما هي عقيدة أهل نينوى وبماذا برعوا وما الآية التي جاء بها يونس عليه السلام .......
كان قوم نينوى مشهور عنهم الكهانة و السحر والتنبؤ بالمستقبل فعندما أنبأهم نبي الله يونس عليه السلام برسالته التوحيدية والإيمان بالقدر خيره وشره ( تحديدا ) وسوء عاقبتهم إن هم كفروا وكذبوا رسالته بالهلاك ، وقد جاء نبي الله يونس عليه السلام بنبوءة حدد لهم فيها موعد هلاكهم بعد ( 40 يوما ) .
· الزهد لأحمد بن حنبل
عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ ، تَعَالَى : {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا} , قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا , فَنَزَلُوا عَلَى تَلٍّ وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا , فَدَعَوَا اللَّهَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
عن قتادة: (إلا قوم يونس) ، قال: بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، يدعون الله أربعين ليلة، حتى تاب عليهم
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 207)
عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، [وفرقوا] بين كل بهيمة وولدها، (2) ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم. قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل ( وذكر ابن كثير نفس الرواية في تفسيره )
فكان ظن أهل نينوى أن تحديد مدة معينة مستقبلية لنفاذ الوعد الذي حدده يونس عليه السلام هو من ضروب الكهانة التي برعوا فيها الموصوله بحبال الدجل و السحر و الشعوذة وقدرات عقولهم المحدودة و ما علموا أن نبوءة يونس عليه السلام كانت موصولة بحبل من وحي السماء وأمر تحقيقها بيد الله عز وجل وحده الذي يجري أمره فوق النواميس والقوانين .
اللقاء بين الوحي والعقل بين يونس عليه السلام والكهان
فكان رأي الكهان و السحرة من واقعهم المحسوس أنهم في قمة الأمان والمأمن فالواقع يناقض بالكلية كلام يونس عليه السلام وبعيدا جدا عن تحقيقه فكيف ينزل بهم العذاب وقد ملكوا الأرض وسخروا شعوبها فظنوا بكذب نبي الله يونس عليه السلام وغفلوا عن تدابير الله ومكره بهم
ï´؟ ... فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِï´؟الحشر: ظ¢ï´¾
ومن بداية تلاقي ( الوحي [ه] والعقل [و] ) بدأ الصدام والتصادم بين يونس عليه السلام صاحب المنهج الإلهي السماوي المستمد من الوحي بوين الكهان والعرافين أصحاب المنهج العقلي الفكري المجرد التجريبي و الممزوج بالسحر والشعوذة فكانت المغاضبة
وبعدها... ذهب نبي الله يونس عليه السلام بعيدا عن قومه
.... وحدثت أحداث ركوبه بالبحر والحوت ثم عودته لقومه قبل الأربعين ...
في خلال هذه الفترة بدأت تلوح غيوم العذاب تتلبد فوق مدينة نينوى فكانت السماء لا تظلهم إلا بشر والأرض لا تقلهم بخير ... فالسماء تكاد أن تتفطر من غضب الله عز وجل والأرض تكاد أن تخرج أثقالها وتتميز من الغيظ إيذانا لأمر الله عز وجل بهلاكهم ...فبدؤوا يستشعروا بالخوف وبمدى صدق يونس عليه السلام حتى أيقنوا بصدق نبوة نبيهم فتابوا وآبوا جميعا حتى ملكهم
.. وبدؤوا يجأرون إلى الله عز وجل داعين أن يرفع عنهم غضبه ومقته وعذابه عنهم ... حتى عاد يونس عليه السلام إلى قومه وهم على ذلك فكان حالهم غير الحال فكانوا لا يتضرعون إلا للمولى الله رب العالمين وكفروا بكل شيء دونه فأصبح في معيتهم ، وجميعا لا ينادون إلا المولى أن ينجيهم ويعفوا عنهم ويغفر لهم ما قدموا وما أخروا .
هنالك دعا يونس عليه السلام وقومه الله عز وجل أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يرحمهم ويرفع غضبه ومقته عنهم لضعف حالهم وقصور عقولهم فما إن أتموا الأربعين حتى رفع الله عز وجل عنهم العذاب الذي خيم فوق رؤوسهم وسرى من تحت أقدامهم فمتعهم الله إلى حين ...
الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (3/ 34)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم، لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل.
فالمدة بين عرض الدعوة و القبول وكشف العذاب ( 40 ) يوما
فبعد دعوة نبي الله يونس عليه السلام لقومه ومغاضبتهم وهروبه منهم بدأؤوا برؤية علامات ودلالات وإشارات قد يكون حدثهم عنها نبي الله يونس عليهالسلام مؤذنة على قرب العذاب مما اشارت على صدق قوله عندهم وهو ليس بين ظهراينهم
فسحائب العذاب بدأت تتراكب ووتتراكم حولهم فظن قومه أنهم واقعون في العذاب لا محالة وأن ما أخبرهم به نبي الله يونس هو الحق فجأروا إلى الله وتابوا ( فرؤية العذاب رأي العين قبل ان يحل بهم هو السبب الرئيس لتوبتهم )
قراءة ( في موعد هلاك قرية نينوى ) المدة الزمنية التي أمهل و وعد نبي الله يونس عليه السلام بتحقيق وعد الله وحلول العذاب على قومه
· الزهد لأحمد بن حنبل
عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ ، تَعَالَى : {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا} , قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا , فَنَزَلُوا عَلَى تَلٍّ وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا , فَدَعَوَا اللَّهَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
عن قتادة: (إلا قوم يونس) ، قال: بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، يدعون الله أربعين ليلة، حتى تاب عليهم
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 207)
عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، [وفرقوا] بين كل بهيمة وولدها، (2) ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم. قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل ( وذكر ابن كثير نفس الرواية في تفسيره )
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىظ° حِينٍ
عدد حروف ... قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا = 39 بعدها أتت كلمة ....... كَشَفْنَا (ترتيبها 40 )
الظن هي القضية المحورية في قصة يونس عليه السلام
لو دققنا في قصة يونس عليه السلام لوجدنا أن القضية المحورية هي الظن البشري فقوم يونس عليه السلام ظنوا بما ملكوا من علم ومن قدرات ، الله عز وجل وهبها لهم وقد يكون سخر لهم ما لم نعلم ، حتى ظنوا أنهم ببراعتهم قد ملكوا المستقبل فطغوا وتجبروا ولم يؤمنوا بأن النواميس والقوانين يمكن تغييرها و أنها تجري بأمر الله عز وجل فكانت نبوءة يونس عليه السلام التي تخرج عن كل المألوف والتوقعات وكهانتهم ... دليلا على قصور ظنهم ...
فبينما نجد أن الحديث عن ظن قوم يونس عليه السلام في القرآن الكريم كان تقريضا نجد أن القرآن الكريم يشير إلى ظن يونس عليه السلام تصريحا وقد أسهبنا في الحديث عن ظن يونس عليه السلام في موضع سابق
خاطرة ... ( حرب بين الوحي وبين الكهانة )
وكأن الله عز وجل أخر قبول دعاء قوم يونس عليه السلام لغاية الأربعين يوما لأنهم امتهنوا العرافة والكهانة وصدقوهم الجامع الصغير وزيادته (ص: 1089)
" عن أبي هريرة من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " ( صحيح )
- الجامع الصغير وزيادته (ص: 1089)
" عن بعض أمهات المؤمنين من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " ( صحيح )
فالدين عند الله الإسلام فشرع يونس عليه السلام هو شرع محمد صلى الله عليه وسلم
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ï´؟آل عمران: ظ،ظ©ï´¾
العداء بين الملك الأشوري الموحد والآلهة الوثنية ( الشمس )
هل غضب نبي الله يونس عليه السلام من الله عز وجل ( كما يدعي أهل الكتاب ) لأنه لم يعذب قومه
لم تخبر القصة أن يونس عليه السلام غضب من الله عز وجل أنه لم يعذبهم بل على العكس النبي كل ما يتمناه ايمان قومه رحمة بهم وأنه سوف يأتي بهم يوم القيامة يفاخر بهم يوم القيامة
الجامع الصغير وزيادته (ص: 745)
" عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: عرضت علي الأمم فرأيت النبي و معه الرهط و النبي و معه الرجل و الرجلان و النبي و ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي : هذا موسى و قومه و لكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي : هذه أمتك و معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و لا عذاب هم الذين لا يرقون و لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون " ( صحيح )
توزيع DNA من يسكن العراق حاليا ( تركيب DNA لأحد العراقيين ) .............
مما لفت نظري أن تركيب DNA للعراقيين به أخلاط ومن هذه الأخلاط أخلاط يهودية وذلك يؤكد على التمازج العرقي بين أهل العراق واليهود بالأضافة إلى أخلاط خرى
الجزء الخامس والأخير من سلسلة نبي الله يونس عليه السلام
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] سأتحدث في هذه السطور بنظرة ثانية عما ذكرت في الفصل الأول من هذه السلسلة
[ب] يرجع نسبها لنبي الله داود الذين توارث أبناؤه الملك من بعده في مملكتي يهوذا و السامرة
[ج] وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَاصَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَظ°لِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ï´؟الكهف: ظ¨ظ¢ï´¾
[د] كان نبي الله إبراهيم عليه السلام أول من جادل الكهان المقدسين وغلبهم حيث كان أسلوب نبي الله إبراهيم عليه السلام يستند إلى دحض أفكار مناظريه وإبطالها من الواقع الملموس الذي يعبدونه ويقدسونه .
ï´؟أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ï´؟ظ¢ظ¥ظ¨ï´¾ البقرة
بل تعدى كفر وطغيان الملك أنه ادعى بأنه هو الذي يتحكم في مقاليد الأمور كلها في السماء والأرض ويسيرها
... وكأن حال لسان إبراهيم عليه السلام يقول له هذه المخلوقات التي تعتمد عليها في الكهانة و السحر و تفسير الحوادث المستقبلية وحتى الأحلام لا تتحكم في مصائر الناس أو أحوالهم في المستقبل فالله عز وجل وحده هو الذي سطر بالقلم وقدر مقادير الخلق منذ الأزل وهو الذي يتحكم بها وبخط سيرها وببمقاليد الكون ومفاتيحه ومقدراته فإن كنت كما تزعم فأت بها من المغرب فالله عز وجل يأتي بها من المشرق .
وكذلك لا ننس النبي دانيال وقصته مع رؤيا ملك بابل الشهير نبوخذنصر وكهنته السحرة حين عجزوا عن تفسير رؤياه
[ه] يونس عليه السلام
[و] الكهان و المشعوذين
روابط سلسلة يونس عليه السلام كاملة على صيغة PDF
https://www.4shared.com/office/-zFlKiO6gm/___1.html
https://www.4shared.com/office/ckTJIooAfi/___2.html
https://www.4shared.com/office/9nKyfC7Yda/___3.html
https://www.4shared.com/office/Z4HqmEPuda/___4.html
https://www.4shared.com/office/K5Pr2VjVfi/___5.html
خواطر وتساؤلات
الجزء الخامس والأخير
سأختم مقالتي حول سلسلة نبي الله يونس عليه السلام بهذه الخواطر و التساؤلات التي فاض بها القريح
أولا : ( نسب يونس عليه السلام [أ] ) عند قراءتي لإحدى روايات أهل الكتاب ( أحب أن ِاشارككم بها )
ذكر في رواية يهودية في التلمود أن يونس عليه السلام ابن أرملة صرفة صيدا
وأرملة صرفة صيدا ( في كتب النصارى تحديدا لم تذكرها بالاسم ولم تُعَيِّنها هي أو ولدها ولم تحدد ما هي أصولوهم العرقية أو الدينية ) النص النصراني
ووجدت نصا فيما يسمى انجيل برنابا – الفصل العشرين - " ولقد كانت في زمن ايليا أرامل كثيرات في اليهودية ولكنه لم يرسل ليقات إلا إلى أرملة صيدا "
هذه الروايات ستفيدنا كثيرا في بحثنا من عدة نقاط ( فرضية أن أرملة صيدا هي أم يونس عليه السلام )
1- هل عدم تعيين من هي هذه الأرملة وتحديد هويتها أو هوية زوجها ونسبه من أجل ذلك ( كان يونس عليه السلام ينسب لأمه )
2- هل كانت هذه المرأة ( الأرملة ) هاربة بدينها وولدها من بلدها بعدما قتل زوجها ( الموحد ) واختبأت في هذه المدينة ( صرفة صيدا ) ولذلك لم يعرف لها أهلا أو نسبا أو جاها أو مالا ؟؟ علما أن هذه المدينة أقصى ما تستطيع الوصول إليه من ناحية الغرب الذي يقطع خط مسير هروبها البحر ( الأبيض المتوسط ) وإن كانت إسرائيلية فلم لم تذهب إلى أقاربها ألأنها أميرة معروفة [ب] عندهم وأول ما سيبحث الملك عليها عند أهلها وهل كانت الخلفية التاريخية ما بين أبو يونس عليه السلام ( الميت ) لها علاقة بهرب يونس عليه السلام من نينوى عندما فر وهرب مغاضبا لملكها
3- هل لاسم يونس عليه السلام علاقة بأنس قلب والدته التي لاقت صروف الخوف والوحشة و المطاردة فالناس تسمي وليدها تيمنا بما تأمل وتتوقع أن تناله من أبنائها .
4- وهل لصلاح والدي يونس عليه السلام وإيمانه فضل وكرامة من الله ورحمة في نشأة يونس عليه السلام على يد رسول كريم كما كان مع غلامي [ج] الخضر وموسى عليهم السلام .
5- حسب روايات أهل الكتاب أن الله عز وجل ( الرب ) أمر النبي إلياس عليه السلام ( إيليا ) أن يختبئ تحديدا عند هذه الأرملة خوفا من الملك الكافر ( وأنها قبلت ذلك فورا وآمنت به بل وأطعمته ما عندها من خبز مفضلة ذلك على إطعام ولدها الذي سوف يموت من الجوع ) فهل يعنى ذلك أنها كانت موحدة لله عز وجل تؤمن بالآله الذي يدعوا به هذا النبي الكريم .
6- إن كان ذلك صحيحا فهل النبي إلياس عليه السلام هو من رعى يونس عليه السلام وهو صغير ثم أكمل وأتم تربيته ورعايته وهو كبير تلميذ نبي الله إلياس عليه السلام ( النبي اليسع عليه السلام ) علما أن الثلاث أنبياء قريبين جدا في الحقبة الزمنية
7- أليست الكرامات لا تكون إلا للمؤمنين والمقربين جدا عند الله عز وجل وأولياؤه فهذه الأرملة قد أحيي طفلها بعد موته و طما الزيت في آنيتها فلم يكن ينضب و القمح فاض في أوعيتها و لم يكن ينقص طوال فترة المجاعة التي سادت تلك البلاد في تلك الحقبة بركة من الله عز وجل وفضله
فقد أكلت وشربت هي ووليدها وأمنت حتى طردت الجوع و الخوف من بيتها
8- ابن أرملة صرفة صيدا ( في الرواية اليهودية و النصرانية ) عندما كان طفلا مات وأحياه النبي إلياس عليه السلام ( ولو جمعنا رواية اليهود و رواية النصارى معا ) فهل كان ذلك درسا ليونس عليه السلام وهو في بطن الحوت تحديدا أن يحسن الظن بالله عز وجل فالله عز وجل الذي أحياه بعدما أجرى عليه الموت وهو صغير قادر على إخراجه من جوف الحوت ( الموت ) ولذلك فقد أحسن نبي الله يونس عليه السلام الظن بالله عز وجل ومكث يسبح كما كان خارج جوف الحوت في حين لو أن مَن دونه من البشر سيسيء الظن بالله عز وجل .
9- وهل لأجل موت يونس عليه السلام و إحياؤه وهو صغير علاقة بكونه أصبح من المخلدين في الأرض فنبذ إلى العراء ( ولو مر أحد غيره بما مر به ما نجا ) ولولا أنه كان من المسبحين للبث مخلدا حيا في بطن الحوت إلى يوم البعث .
ï´؟ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىظ° وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ï´؟الدخان: ظ¥ظ¦ï´¾
ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ï´؟ظ،ظ¤ظ£ï´¾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىظ° يَوْمِ يُبْعَثُونَï´؟ظ،ظ¤ظ¤ï´¾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ï´؟ظ،ظ¤ظ¥ï´¾ الصافات
10- وهل لأجل إحياء يونس عليه السلام وهو صغير ظن أنه لن يموت وأن الله عز وجل لن يميته مرة ثانية ويكتب ويقدر عليه الموت وهذا معنى ( أن لن نقدر عليه ) فأراد الله عز وجل أن يعلمه أن الله عز وجل قادر على كل شيء وإنما امره بين الكاف والنون .
11- ( صرفة صيدا ) هذه المدينة مدينة فنيقية ( مدينة الأبجدية الأوغاريتية ) فهل نهل يونس عليه السلام منها علوم الحروف والكتابة واستلهم منها الأبجدية اليونانية ( الخليط بين الأوغاريتية و العبرية و الأشورية ) ... فكما أشرنا في الجزء ( 2 ) كان يونس عليه السلام معلما للخط و الكتابة
12- ( صرفة صيدا ) هذه المدينة الفنيقية الساحلية مشهورة بالصيد و التجارة البحرية زمن الأشوريين فهل لذلك علاقة بأن يونس عليه السلام تعلم السفر بالبحر من تلك المدينة التي تربى فيها وهو صغير وأراد أن يهرب من الملك بحرا ( فلماذا اختار هذه الوسيلة البحرية للهرب ولِمَ لمَ ْيختار الهرب برا مثلا إلى مصر عدو الأشوريين )
13- في عهد سنحاريب ملك نينوى ( ملك قصتنا ) أخضع الساحل الفنيقي ومنها مدينة صيدا وصور وغيرها ، أفلهذا السبب أراد يونس عليه السلام أن يهرب من كل المدن الخاضعة لسلطان الملك لكي لا يصله جبروته وبطشه .
ثانيا
دين السحر والشعوذة الكهنوتي عند الأشوريين
كانت حضارات ما بين النهرين المتعاقبة حتى من من قبل زمن إبراهيم عليه السلام هي من وضعت أسس التنجيم
فالتنجيم هو أحد طرق الكهانة الدينية الباطلة و الضالة عن طريق التنبؤ الغيبي على سبيل الظن بناءا على حركة الشمس والقمر والكواكب والنجوم التي كانوا يعبدونها ويقدسونها وتعد من آلهتهم مستعينين بالسحر والشعوذة " . . . وكان الكاهن الديني الأكبر " المقدس " في الغالب هو الملك .
هذا الضرب من أساليب ( التنبؤ الغيبي الظني ) كان معتمدا في الأساس على إعمال العقل عن طريق التجريب و التجريد معتمدين على معلومات وبيانات أولية مجردة وعلى دراسة الظواهر الطبيعية القابلة للملاحظة والقياس بالحواس والتي يمكن تجربتها واختبارها بالدليل الحسي الملموس والرياضي المحسوب و ووضعوا نظريات بناءا عليها مكنتهم من التنبؤ من خلالها لبعض الظواهر الطبيعية كمواعيد الخسوف والكسوف وغيرها وتمازجت وتزاوجت هذه الأساليب بطرائق من السحر والشعوذة فتخلق دين مبني على الكهانة والسحر يخالف شرع الله عز وجل ونهجه ولا يستند أو يرجع إلى تدبير وتقدير الله عز وجل في هذا الكون فعطلوا وجود الله عز وجل وعطلوا عقولهم باتباع الباطل فطلس وطمس على بصائرهم بالسحر والشعوذة الكهنوتية فعميت أبصارهم من رؤية الحق فضلت وزاغت قلوب الناس وباتت يد الكهان هي الطولى التي تتحكم في رقاب العباد و البلاد فكان الواحد منهم يحكم عليهم بالحياة أو بالموت
ï´؟ ... قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ... ï´؟ظ¢ظ¥ظ¨ï´¾ البقرة [د]
حتى امتدت أيديهم إلى جميع مناحي الحياة وبثوا سمومهم العقدية فباتت وكأنها تسري في أوداج وعروق الناس كالدم.
حيث بدأ هذا الكفر الكهنوتي يعلوا شأنه ومقامه ويُقَّدس بين الناس تحديدا بعد موت نبي الله سليمان عليه السلام في زمن الممكلة الأشورية الحديثة والبابلية الكلدانية – أي زمن نبي الله يونس عليه السلام .
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىظ° مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـظ°كِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىظ° يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ï´؟ظ،ظ*ظ¢ï´¾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ غ– لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ï´؟ظ،ظ*ظ£ï´¾البقرة
فجاء يونس عليه السلام لتعديل سبل الناس ومسارها التشريعي وتصحيحه باتجاه سبيل الحق - سبيل الله عز وجل الذي رسمه وخطه لهم .
فكانت من هنا المواجهة بين الحق والباطل وكان مضمون رسالة يونس أن يعلم الناس مفهوم ( القدر ) المربتط بألوهية الله عز وجل وتوحيده والفرق بين ظن الناس وتقدير الخالق
الوقت و الأبراج و الأشوررين
لقد اهتم كهنة بلاد ما بين النهرين بعلم الفلك بلا شك فهو أحد أركان قيام دينهم الكهنوتي مع السحر فهم أول من ربط حركة الكواكب والنجوم بالوقت على الأرض فبدؤوا بتقيسم اليوم إلى ليل ( 12 ساعة ) ونهار ( 12 ساعة ) بمجموع اليوم الواحد ( 24 ) ساعة والساعة قاموا بتقسيمها إلى ( 60 ) دقيقة وقاموا بتقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام متعاقبة وتقسيم السنة إلى ( 12 شهر ) إعتمادا على دورية رؤية نجوم معينة في السماء كل ( 12 ) شهر وأسموها بالأبراج حيث أن كل شهر تظهر فيه مجموعة نجمية لا تظهر في غيره خلال السنة
وكان هذا التقسيم الذكي والبديع مع ما فيه من نواحي كهنوتية عندهم إلا أنهم كانوا يوظفوه كأداة لحساب الوقت من دقائق وساعات وأسابيع وأشهر وسنين ... فهل كان برج الحوت الذي يبدأ في اليوم 19 من الشهر 2 من كل سنة وينتهي في اليوم 20 من الشهر 3 من نفس السنة علاقة بوقت التقام الحوت لنبي الله يونس عليه السلام ) 19/2 – 20/3 علما أن هذه الفترة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أواخر الشتاء – موعد تكون المنخفضات الجوية - وبداية الربيع
· موعد إنطلاق المراكب البحرية التجارية من السواحل الشامية
· وموعد اليقطين السواحلي الشامي شجرة نبي الله يونس
ولا ننسى أن هذه الموعد يتلاءم كثيرا إلى حد التطابق مع أحداث قصة نبي الله يونس عليه السلام
كواليس المغاضبة بين يونس عليه السلام وقومه ...
من البدهي أنه ما من نبي يبعث لأمة ما إلا لتصحيح شرعها ومنهاجها ويأتي بأدلة على صدق نبوته من وحي ما برعوا فيه فما هي عقيدة أهل نينوى وبماذا برعوا وما الآية التي جاء بها يونس عليه السلام .......
كان قوم نينوى مشهور عنهم الكهانة و السحر والتنبؤ بالمستقبل فعندما أنبأهم نبي الله يونس عليه السلام برسالته التوحيدية والإيمان بالقدر خيره وشره ( تحديدا ) وسوء عاقبتهم إن هم كفروا وكذبوا رسالته بالهلاك ، وقد جاء نبي الله يونس عليه السلام بنبوءة حدد لهم فيها موعد هلاكهم بعد ( 40 يوما ) .
· الزهد لأحمد بن حنبل
عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ ، تَعَالَى : {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا} , قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا , فَنَزَلُوا عَلَى تَلٍّ وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا , فَدَعَوَا اللَّهَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
عن قتادة: (إلا قوم يونس) ، قال: بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، يدعون الله أربعين ليلة، حتى تاب عليهم
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 207)
عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، [وفرقوا] بين كل بهيمة وولدها، (2) ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم. قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل ( وذكر ابن كثير نفس الرواية في تفسيره )
فكان ظن أهل نينوى أن تحديد مدة معينة مستقبلية لنفاذ الوعد الذي حدده يونس عليه السلام هو من ضروب الكهانة التي برعوا فيها الموصوله بحبال الدجل و السحر و الشعوذة وقدرات عقولهم المحدودة و ما علموا أن نبوءة يونس عليه السلام كانت موصولة بحبل من وحي السماء وأمر تحقيقها بيد الله عز وجل وحده الذي يجري أمره فوق النواميس والقوانين .
اللقاء بين الوحي والعقل بين يونس عليه السلام والكهان
فكان رأي الكهان و السحرة من واقعهم المحسوس أنهم في قمة الأمان والمأمن فالواقع يناقض بالكلية كلام يونس عليه السلام وبعيدا جدا عن تحقيقه فكيف ينزل بهم العذاب وقد ملكوا الأرض وسخروا شعوبها فظنوا بكذب نبي الله يونس عليه السلام وغفلوا عن تدابير الله ومكره بهم
ï´؟ ... فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِï´؟الحشر: ظ¢ï´¾
ومن بداية تلاقي ( الوحي [ه] والعقل [و] ) بدأ الصدام والتصادم بين يونس عليه السلام صاحب المنهج الإلهي السماوي المستمد من الوحي بوين الكهان والعرافين أصحاب المنهج العقلي الفكري المجرد التجريبي و الممزوج بالسحر والشعوذة فكانت المغاضبة
وبعدها... ذهب نبي الله يونس عليه السلام بعيدا عن قومه
.... وحدثت أحداث ركوبه بالبحر والحوت ثم عودته لقومه قبل الأربعين ...
في خلال هذه الفترة بدأت تلوح غيوم العذاب تتلبد فوق مدينة نينوى فكانت السماء لا تظلهم إلا بشر والأرض لا تقلهم بخير ... فالسماء تكاد أن تتفطر من غضب الله عز وجل والأرض تكاد أن تخرج أثقالها وتتميز من الغيظ إيذانا لأمر الله عز وجل بهلاكهم ...فبدؤوا يستشعروا بالخوف وبمدى صدق يونس عليه السلام حتى أيقنوا بصدق نبوة نبيهم فتابوا وآبوا جميعا حتى ملكهم
.. وبدؤوا يجأرون إلى الله عز وجل داعين أن يرفع عنهم غضبه ومقته وعذابه عنهم ... حتى عاد يونس عليه السلام إلى قومه وهم على ذلك فكان حالهم غير الحال فكانوا لا يتضرعون إلا للمولى الله رب العالمين وكفروا بكل شيء دونه فأصبح في معيتهم ، وجميعا لا ينادون إلا المولى أن ينجيهم ويعفوا عنهم ويغفر لهم ما قدموا وما أخروا .
هنالك دعا يونس عليه السلام وقومه الله عز وجل أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يرحمهم ويرفع غضبه ومقته عنهم لضعف حالهم وقصور عقولهم فما إن أتموا الأربعين حتى رفع الله عز وجل عنهم العذاب الذي خيم فوق رؤوسهم وسرى من تحت أقدامهم فمتعهم الله إلى حين ...
الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (3/ 34)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم، لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل.
فالمدة بين عرض الدعوة و القبول وكشف العذاب ( 40 ) يوما
فبعد دعوة نبي الله يونس عليه السلام لقومه ومغاضبتهم وهروبه منهم بدأؤوا برؤية علامات ودلالات وإشارات قد يكون حدثهم عنها نبي الله يونس عليهالسلام مؤذنة على قرب العذاب مما اشارت على صدق قوله عندهم وهو ليس بين ظهراينهم
فسحائب العذاب بدأت تتراكب ووتتراكم حولهم فظن قومه أنهم واقعون في العذاب لا محالة وأن ما أخبرهم به نبي الله يونس هو الحق فجأروا إلى الله وتابوا ( فرؤية العذاب رأي العين قبل ان يحل بهم هو السبب الرئيس لتوبتهم )
قراءة ( في موعد هلاك قرية نينوى ) المدة الزمنية التي أمهل و وعد نبي الله يونس عليه السلام بتحقيق وعد الله وحلول العذاب على قومه
· الزهد لأحمد بن حنبل
عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ ، تَعَالَى : {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا} , قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا , فَنَزَلُوا عَلَى تَلٍّ وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا , فَدَعَوَا اللَّهَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
عن قتادة: (إلا قوم يونس) ، قال: بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، يدعون الله أربعين ليلة، حتى تاب عليهم
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 207)
عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، [وفرقوا] بين كل بهيمة وولدها، (2) ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم. قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل ( وذكر ابن كثير نفس الرواية في تفسيره )
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىظ° حِينٍ
عدد حروف ... قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا = 39 بعدها أتت كلمة ....... كَشَفْنَا (ترتيبها 40 )
الظن هي القضية المحورية في قصة يونس عليه السلام
لو دققنا في قصة يونس عليه السلام لوجدنا أن القضية المحورية هي الظن البشري فقوم يونس عليه السلام ظنوا بما ملكوا من علم ومن قدرات ، الله عز وجل وهبها لهم وقد يكون سخر لهم ما لم نعلم ، حتى ظنوا أنهم ببراعتهم قد ملكوا المستقبل فطغوا وتجبروا ولم يؤمنوا بأن النواميس والقوانين يمكن تغييرها و أنها تجري بأمر الله عز وجل فكانت نبوءة يونس عليه السلام التي تخرج عن كل المألوف والتوقعات وكهانتهم ... دليلا على قصور ظنهم ...
فبينما نجد أن الحديث عن ظن قوم يونس عليه السلام في القرآن الكريم كان تقريضا نجد أن القرآن الكريم يشير إلى ظن يونس عليه السلام تصريحا وقد أسهبنا في الحديث عن ظن يونس عليه السلام في موضع سابق
خاطرة ... ( حرب بين الوحي وبين الكهانة )
وكأن الله عز وجل أخر قبول دعاء قوم يونس عليه السلام لغاية الأربعين يوما لأنهم امتهنوا العرافة والكهانة وصدقوهم الجامع الصغير وزيادته (ص: 1089)
" عن أبي هريرة من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " ( صحيح )
- الجامع الصغير وزيادته (ص: 1089)
" عن بعض أمهات المؤمنين من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " ( صحيح )
فالدين عند الله الإسلام فشرع يونس عليه السلام هو شرع محمد صلى الله عليه وسلم
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ï´؟آل عمران: ظ،ظ©ï´¾
العداء بين الملك الأشوري الموحد والآلهة الوثنية ( الشمس )
هل غضب نبي الله يونس عليه السلام من الله عز وجل ( كما يدعي أهل الكتاب ) لأنه لم يعذب قومه
لم تخبر القصة أن يونس عليه السلام غضب من الله عز وجل أنه لم يعذبهم بل على العكس النبي كل ما يتمناه ايمان قومه رحمة بهم وأنه سوف يأتي بهم يوم القيامة يفاخر بهم يوم القيامة
الجامع الصغير وزيادته (ص: 745)
" عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: عرضت علي الأمم فرأيت النبي و معه الرهط و النبي و معه الرجل و الرجلان و النبي و ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي : هذا موسى و قومه و لكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي : هذه أمتك و معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و لا عذاب هم الذين لا يرقون و لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون " ( صحيح )
توزيع DNA من يسكن العراق حاليا ( تركيب DNA لأحد العراقيين ) .............
مما لفت نظري أن تركيب DNA للعراقيين به أخلاط ومن هذه الأخلاط أخلاط يهودية وذلك يؤكد على التمازج العرقي بين أهل العراق واليهود بالأضافة إلى أخلاط خرى
الجزء الخامس والأخير من سلسلة نبي الله يونس عليه السلام
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] سأتحدث في هذه السطور بنظرة ثانية عما ذكرت في الفصل الأول من هذه السلسلة
[ب] يرجع نسبها لنبي الله داود الذين توارث أبناؤه الملك من بعده في مملكتي يهوذا و السامرة
[ج] وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَاصَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَظ°لِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ï´؟الكهف: ظ¨ظ¢ï´¾
[د] كان نبي الله إبراهيم عليه السلام أول من جادل الكهان المقدسين وغلبهم حيث كان أسلوب نبي الله إبراهيم عليه السلام يستند إلى دحض أفكار مناظريه وإبطالها من الواقع الملموس الذي يعبدونه ويقدسونه .
ï´؟أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ï´؟ظ¢ظ¥ظ¨ï´¾ البقرة
بل تعدى كفر وطغيان الملك أنه ادعى بأنه هو الذي يتحكم في مقاليد الأمور كلها في السماء والأرض ويسيرها
... وكأن حال لسان إبراهيم عليه السلام يقول له هذه المخلوقات التي تعتمد عليها في الكهانة و السحر و تفسير الحوادث المستقبلية وحتى الأحلام لا تتحكم في مصائر الناس أو أحوالهم في المستقبل فالله عز وجل وحده هو الذي سطر بالقلم وقدر مقادير الخلق منذ الأزل وهو الذي يتحكم بها وبخط سيرها وببمقاليد الكون ومفاتيحه ومقدراته فإن كنت كما تزعم فأت بها من المغرب فالله عز وجل يأتي بها من المشرق .
وكذلك لا ننس النبي دانيال وقصته مع رؤيا ملك بابل الشهير نبوخذنصر وكهنته السحرة حين عجزوا عن تفسير رؤياه
[ه] يونس عليه السلام
[و] الكهان و المشعوذين
روابط سلسلة يونس عليه السلام كاملة على صيغة PDF
https://www.4shared.com/office/-zFlKiO6gm/___1.html
https://www.4shared.com/office/ckTJIooAfi/___2.html
https://www.4shared.com/office/9nKyfC7Yda/___3.html
https://www.4shared.com/office/Z4HqmEPuda/___4.html
https://www.4shared.com/office/K5Pr2VjVfi/___5.html