[TABLE="class: forumline, width: 100%"]
[TR="class: post post--13617"]
[TD="class: row2, width: 100%, bgcolor: #F5F5F5"][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="colspan: 2"]يونس عليه السلام / الجزء 3 - 2
وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ
الإنبات في القرآن : أن تخرج الأرض نباتا وزرعا ( بأمر وعناية إلهية ) فيكون فيه بركة ووفرة وفورة
عليه : تفيد العلو على شيء أسفل منها وملتصقة بها
شجرة : فالشجر بالمعنى القرآني
كل شيء أعلاه متشابك ومتداخل بعضه في بعض بحركة مضطربة وله جوف فارغ تحتها ( كالظل ما بين الأرض وأوراقها فهي تظلل ما تحتها ) [ف]
شجرة من يقطين ... ليس في تحديد لنوع معين ، أو أن هذه الشجرة خاصة ، وإنما هي شجرة من شجار اليقطين وهناك الكثير منها ،
و الله عز وجل قال شجرة بكل مقوماتها من جذر وساق وأوراق وزهور وثمر ساهمت في علاج سقم يونس عليه السلام
يقطين : فهذه الشجرة يعرفها نبي الله يونس عليه السلام فهي من نبات المكان الذي درجت رجله فيه ( الساحل الشامي ) فهذا النبات ليس بالغريب عنه وهذه النبتة نبتت عليه برحمة الرحمن فطابت نفسه وأمنت وحضنته وهو الأحوج إلى الأمن وتهدئة النفس فهو كالذي يخرج من عملية يحتاج إلى فترة نقاهة فكانت تحنو عليه وتدفئه من البرد وترد عنه الهواء وحر الشمس بتركيبها وشكلها وتضمد جراحه بأوراقها الغضة الوارفة من تحتها وتحميه من فوقها من الهوام ومن كل ما يسوءه من خطر وتسقيه من قطرات الندى التي تجمع بأبواقها وتطعمه بل بظلها حفظت عينيه من العمى عند الإنتقال من ظلام دامس إلى النور حتى صح جسمه وقوي وأمن من سقمه وشفا .
من خصائص شجرة اليقطين وما يرتبط بموضوع قصة نبي الله يونس عليه السلام
- نبات أرضي غير متسلق ذو ساق منحني يصل طوله إلى أربعة أمتار ذو أوراق عريضة محقانية
- جميع أجزائها يؤكل الورق والزهر والثمار والبذور وحتى الجذور
- أوراقها عريضة محقانية للخارج فهي تجمع الندى والمطر وتفرش الظل تحتها وترد الهواء للخارج
- تنبت شجرة اليقطين في التربة الرملية التي تتصف بإرتفاع نسبة الرمل بها عن الطين ، وإرتفاع النفاذية بها ، و جيدة التهوية ( مسامية ) وهي التربة التي تختص بها بلاد الشام الغربية الساحلية ومن ميزات هذه التربة تكون جافة غير رطبة فهي ستكون الفرش تحت نبي الله يونس عليه السلام وهي غير ثابتة ومعرضة للإنجراف فيجعلها غير صالحة لعمل بيوت للديدان والحشرات فيها وتسخن بسرعة لتحافظ على حرارة نبي الله يونس عليه السلام.
- تنبت في سواحل بلاد الشام الذي يمتاز بدرجة حرارة مناسبة لهذا النبات فالساحل الشامي الفنيقي مشهور منذ القدم بزراعة اليقطين ( وهي تلك المدن الفنيقية التي يمكن أن يكون نبي الله يونس عليه السلام درج وتربى فيها والتي يتوقع أن يكون الحوت نبذه عليها وهذا ما سأشير إليه في الجزء الأخير من قصة نبي الله يونس عليه السلام "خواطر وتساؤلات" إن شاء الله )
- موعد زراعة شجرة اليقطين من منتصف شهر ( 2 ) وحتى نهاية شهر ( 3 ) (سأوضح العلاقة بين هذا الموعد ووقت غرق نبي الله يونس عليه السلام في "خواطر وتساؤلات" الجزء الأخير من قصة نبي الله يونس عليه السلام إن شاء الله ).
بعض فوائد اليقطين التي عالجت سقم يونس عليه السلام
- يساعد على القيء و الاستفراغ ( مما ابتلعه نبي الله يونس عليه السلام وهو جوف الحوت )
- سهل الهضم يخفف العطش فهو خير أول أكل للصائم
- مسكن و مهدئ وخافض للحرارة وينعش الجسم ، حيث يساعد في تهدئة الأعصاب ويخفف من التوتر ويعالج حالات الاكتئاب وتنشيط الدماغ وتنمية تلافيف المخ ومنشط للحيوية الذهنية ( ونبي الله يونس عليه السلام كما مر معنا فهو عطش جائع خائف مرهق )
- علاج الجروح والقروح والحماية و الوقاية من الإلتهابات الجرثومية فيونس عليه السلام قد يكون لم يسلم من الجروح عند مساهمته لأصحاب الفلك أو عند سقوطه من الفلك أو عند إلتقامه من الحوت وتقلبه بين المفصليات والقشريات الصلبة في فم الحوت ورصه بلسانه الذي يصل كتلته إلى 3000 كغم .
- الوقاية من أمراض القلب التي قد تصيب حالات الخوف الشديد والتي تؤدي إلى تصلب الشرايين والسكتات القلبية .
- علاج أمراض الصدر والسعال وخاصة بعد دخول الماء إلى الرئتين
- تنظيف الكلى والكبد من السموم
- ينشط اللثة ويكافح تشققها و نبي الله يونس عليه السلام تعرض إلى حالة من الخوف الشديد أثناء هروبه من قومه وحتى نبذه من فم الحوت الذي يسبب العطش الشديد بالإضافة إلى قلة تناوله للماء أثناء تلك الرحلة المرعبة .
- طارد للديدان المعوية ويمنع وجودها فمن المحتمل أنه التقطها في جوف الحوت
- يجلي البصر ويمنع جفاف العين بعد أن كان في ظلمات مظلمة ومياه مالحة ويساعد ذلك ظلها الوريف الذي يظلل معتما على يونس عليه السلام خوفا من وهج الضوء الذي يعمي البصر
موجز لما كان مع يونس عليه السلام منذ نبذه وحتى بدء مرحلة رحلته الثانية الدعوية لقومه
- نبي الله يونس عليه السلام نبذ إلى العراء
- من البدهي أن يستلقي نبي الله يونس عليه السلام على الأرض من شدة إعيائه وتعبه وجوعه وخوفه
- أنبت الله عز وجل هذه النبتة بقربه وغطته أسفل منها وأسفل منه تراب الأرض التي خلق منها فكان كالجنين في رحمهما فأمن تحتها وأكل وشرب منها وقوي بدنه وزال تعبه
- فما إن عاد صحيحا سليما قويا بأمر الله عز وجل ومشيئته أذن الله عز وجل له بالخروج و الذهاب إلى قومه مرة ثانية .
وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿يونس: ٩٨﴾
أرسل نبي الله يونس عليه السلام إلى قرية نينوى وكانت حاضرة المدن وعاصمة أكبر مملكة في تلك الحقبة عاصمة الممكلة الأشورية
الشبه و الإختلاف بين القرية و المدينة في القرآن الكريم
القرى و المدن ذواتا أعمدة وأبنية تُعَمَّر بالناس ولولا الطعام و الشراب لخربت منهم وأصبحت خاوية على عروشها وما يميزهما عن بعض هو تعدد المناهج و الشرائع في كل منهما فأما القرية فتتصف بدين ومنهاج وشرع واحد لكل افرادها والمدينة تتصف بتعدد الديانات والمناهج والشرائع التي يتبعها أفراها .
القرية : ذات أعمدة وبناء مسكونة ، وذات دين واحد ومنهاج واحد خاص لجميع أفرادها يميزها عن باقي القرى
... فمثلا مكة والمدينة المنورة قرية لأن أهلها ذوي دين واحد وهو الدين الإسلامي والفاتيكان قرية لأن أهلها ذوي دين واحد وهو الدين النصراني
المدينة : ذات أعمدة وبناء مسكونة ، وذات ديانات ومناهج متعددة
... فمثلا والقدس مدينة لأن أهلها ذوي ديانات مختلفة
محور القرآن الكريم يدور حول قضية التوحيد وعدم الشرك بالله عز وجل وهذه الرسالة الأساس التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الرسل فنظرة القرآن الكريم إلى الأمور جميعها ( التوحيد ) فهو يؤكد على هذه القضية في كل آياته وسوره . ومن هنا عند وصف أرض في القرآن الكريم مأهولة بالناس فما يهمنا من أمرهم هو مقدار بعدهم أو قربهم من التوحيد ( مدى تطبيق شرع الله عز وجل أو الإبتعاد عنه وطبيعة المنهاج الذي يتبعونه )
لنتتبع الآيات للتوضيح والإستدلال
﴿ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ الكهف – 77
موسى و الخضر عليهما السلام دخلا القرية ولم يكن فيها موحد – حتى من كان فيها صالحا فقد مات - وكانوا كلهم من الكفار ( دين واحد خارج عن منهج التوحيد )
...
﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴾ الكهف – 82
ففي فترة إقامة الجدار بلغَّا دين التوحيد إلى الناس ( وهذه مهمة الرسل ) ولم يخرجا منها إلا وفيها من يوحد الله عز وجل ومنهم على الأقل غلاما الرجل الصالح ( الموحد ) فقبل خروجهم أصبح هناك أكثر من دين في القرية فتحولت إلى مدينة
وبالمثل
﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴾ يس – 13
كانوا غير موحدين بداية
﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴾ يس – 20
فأصبح فيها موحدين الرجل والرسل المبعوثين من الله عز وجل على لأهلها الكافرين
﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ التوبة – 101
فقد كانت المدينة المنورة فيها ديانات مختلفة ( الشرك و اليهودية و الإسلام )
ومن الطبيعي أن يرد الهلاك لقرية وليس لمدينة ( لأنها تتفق على دين واحد – ومن الطبيعي غير دين التوحيد ) وفي الغالب ( لفظة ) المدينة تشير إلى وجود ديانات مختلفة أحدها الإسلام دين التوحيد ( وأن هناك صراع دعوي فيها بين الحق [ص] والباطل [ق] )
وتحديدا أكثر
لماذا لم يطلق على القرية التي دخلها موسى و الخضر ابتداءا مدينة وهم على دين وأهل القرية على دين ( لأن موسى و الخضر عليهما السلام ليسا من أهل القرية الفعليين )
وكذلك أهل قرية لوط عليه السلام فهو ليس منهم فقد جاء مع نبي الله إبراهيم عليه السلام من العراق مهاجرا على أغلب الظن داعيا لهم مع أن أصولهم الأبوية واحدة ويتشاركون نفس اللغة إلا انهم كان قبله مهاجرين إلى الأرض المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿الأنبياء: ٧١﴾
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿العنكبوت: ٢٦﴾
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿الشعراء: ١٦١﴾
فالذي نجا آل لوط وليس أهل القرية
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴿النمل: ٥٦﴾
فنسبوا القرية لهم ولم ينسبوها لنبي الله لوط عليه السلام ..... وقد يكون مرادهم أن اجعلوا هذا المكان خاصا لفكركم ومنهجكم وطريقتكم واطردوا كال من يخالفكم
﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾ الأنبياء -74
فقد أتفق القوم كلهم على الكفر وعمل الخبائث
والله أعلم
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿يونس: ٩٨﴾
كشف العذاب : رفع وإزالة ( شيء سيء وضار ) يغطي ويحجب كل ( شيء آخر ) ، وبعد الكشف يظهر ويبان حسن وجمال ونضارة ( الشيء الآخر ).
فالحاجب ( الشيء السيء والضار ) وسع المحجوب ( الشيء الآخر ) أي أن
حجم الحاجب ومقداره ( الشيء السيء والضار ) أكبر من حجم ومقدار المحجوب ( الشيء الآخر )
الوسع : حجم ومقدار شيء أكبر من حجم ومقدار شيء آخر ( ويسعه ) أي يحيط به من جميع الجهات
كشفنا عنهم العذاب : وكـأن العذاب كان ظلة فوق رؤوسهم يغطيهم ، يغطي كل مدينة نينوى ، و ( الكشف يكون للستار ) والكشف للعذاب لحظيا وآنيا .
الخزي : إهانة وإذلال وقهر بالقول أو الفعل لفترة محدودة بتشهير أمام الخلق وهو شكل من أشكال العقوبة على فعل أو قول أو موقف مع إالإبقاء على حياة المخزي أو أثره للأعتبار والإتعاظ به .
عذاب الخزي : وكأن العذاب الذي كان سيصيب قوم يونس عليه السلام سيكون أثره بائنا عليهم ومشاهدا من الناس
- إما بإبقائهم أحياء دون موت بإهانتهم وإذلالهم وقهرهم وتصغيرهم بسبب إستعلائهم وكبرهم وبطرهم وفجورهم على الحق أمام الأمم فالعقوبة من جنس عملهم فكما كانوا بقمة العزة والمنعة والإستعلاء و الكبر والفجور كان الله عز وجل سيذيقهم الذل والهوان و الصغار و القهر
- وإما إبقاء أثرهم كما كان مع سلفهم من قوم عاد وهذا أشد وأعظم.
لنتتبع الأحداث من الأول
- دعوة يونس لأهل نينوى للإسلام
- رفضوا وآذو نبي الله يونس عليه السلام ... هددهم بعذاب الله إذا لم يؤمنوا
- لم يصبر على البقاء بينهم وخاف من بطشهم فهرب باتجاه البحر وظن أمرين ( نجاته وعذاب قومه )
- خلال هرب نبي الله يونس بدأت سحائب العذاب تتلبد في سماء نينوى وبدأت بوادر العذاب تتراءى مرأى العين وأصبح العذاب يحيق بهم من كل جانب
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الحميد الحماني، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن سعيد بن جبير قال: غشى قوم يونس العذاب، كما يغشي الثوب القبر
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
عن ابن عباس: إن العذاب كان هبط على قوم يونس، حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، فلما دعوا كشف الله عنهم
- فندم كل أهل نينوى على تكذيبهم رسولهم وحتى الملك وحاشيته وبدأت التوبة الشاملة للعامة و الخاصة وللكبير والصغير منهم فدعوا الله عز وجل بالنجاة و التوبة وجأروا إليه وتضرعوا
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 208)
عن قتادة: (إلا قوم يونس) ، قال: بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، يدعون الله أربعين ليلة، حتى تاب عليهم
· تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 207)
عن قتادة قوله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) ، يقول: لم يكن هذا في الأمم قبلهم لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلا قوم يونس، لما فقدوا نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، [وفرقوا] بين كل بهيمة وولدها، (2) ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم. قال: وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل ( وذكر ابن كثير نفس الرواية في تفسيره )
- أثناء ذلك وقع نبي الله يونس عليه السلام في محن على ظهر الفلك وفي بطن الحوت فدعا الله عز وجل أن ينجيه فنبذه في العراء حتى شفي من السقم الذي كان فيه
- أسرع نبي الله يونس عليه السلام قافلا لقومه مرة ثانية لدعوتهم وليدلهم على سبل النجاة من العذاب وهي الإيمان بالله وحده وبشرعه ثم نجاة قومه من العذاب
· أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿النمل: ٦٢﴾
· الجامع الصغير وزيادته (ص: 1370) " عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، لا يغني حذر من قدر و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل و إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة " ( حسن )
فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ
المتاع في الدنيا إلى حين وقت هلاك قريتهم
( خاطرة ) قرآءة في مدة متاع الأمم حتى موعد هلاكها إذا بدلت نعمة الله كفرا
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿يونس: ٩٨﴾
لولا : أداة شرط تفيد إمتناع حدوث شيء إلا بشرط شيء آخر ( أي لن يكشف العذاب " امتناع العذاب " عن قرية إلا بشرط إيمانها كلها وليس بعضا منها ، ولم تنج قرية من العذاب إلا قرية يونس عليه السلام لأنها القرية الوحيدة التي آمنت كلها بعكس جميع القرى التي كان يؤمن منها مجموعة فقط ( وينجيهم الله عز وجل مع نبيهم ) والباقين يبقوا على دينهم فيحل عليهم وعلى قريتهم سخط الله عز وجل وعذابه )
- متى بدأ متاع قرية يونس عليه السلام ؟
بعد إيمانها زمن الملك سنحاريب سنة 681 - 704 ق.م وفي القرآن الكريم بعد ( الفاء) في كلمة فنفعها" الفاء ليست أصلية من الفعل نفع "
- متى أستبيحت ( إنتهى متاع ) مدينة نينوى في القرآن الكريم ؟
بعد إنتهاء حرف النون في ( إلى حين ) سنة 612 ق.م
الحروف التي بين الفاء في فنفعهم والنون في حين
... نَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ
عددها 76 حرف
... فرضت ( الله أعلم بصحة هذه الفرضية ) أن كل حرف تعادل سنة واحدة ( فكان مقدار النفع لمدينة نينوى 76 سنة قمرية )
76 سنة قمرية تعادل 73 سنة ميلادية و 287 يوم تقريبا ( تقريبا 74 سنة ميلادية )
و رجعت بالسنين للوراء ( 74 سنة ميلادية ) منذ استباحة نينيوى أي منذ سنة 612 ق . م فكان التاريخ هو 688 ق . م وكان ذلك زمن الملك سنحاريب بعد توليه الملك ب 16 سنة .
أي مكثت نينوى 76 سنة قمرية تمتع بمتاع الدنيا ثم استبيحت بعدما بدلت نعمة الله كفرا ( أي تبدأ تقريبا مدة المتاع والزهو و العلو من سنة ( 688 – 612 ق . م )
ولا أعلم هل لهذا الرقم (76 سنة قمرية تعادل 73 سنة ميلادية و 287 يوم تقريبا ) علاقة بمدة متاع الأمم وتنعمها وحتى استباحتها إذا بدلت نعمة الله كفرا .
فهل دولة بني إسرائيل التي أعلنت سنة 1948 ستتنعم 74 سنة ميلادية ثم تستباح ( الجوس خلال الديار ) أي سنة 2022 م
وقد وجدت أن عدد حروف الآية ( 5 ) ( التي تبين موعد تنفيذ وعد الأولى ) من سورة الإسراء 76 حرف ... إذا فرضنا بالمثل أن عدد الحروف تعادل سنين قمرية
﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚوَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ﴿٥﴾ الإسراء
ومن الملاحظ في دولة بني إسرائيل ان مدة حكم رئيسها ( 7 سنوات ) فهل سيكون آخر رئيس لها هو الرئيس ( 11 ) الذي في زمنه سوف يتم القضاء على دولة بني إسرائيل ويجوس عباد الله خلال الديار ... الله أعلم
والشيء بالشيء يذكر
- ( لم أتحقق من المصدر ) يروي الكاتب العراقي محمد أحمد الراشد في محاضرة فلكية عن مذنب هالي قائلاً : عندما أُعلنت دولة إسرائيل عام 1948 دخلت عجوز يهودية عراقية جارة لنا على والدتي باكية ؛ فسألتها أمي : لماذا تبكين ، وقد أصبحت لكم دولة ؟. قالت العجوزاليهودية : إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. فالنبوءة لدينا تقول: إن عمر دولتنا سيكون (76) سنة قمرية
- ( لم أتحقق من المصدر ) هذه الرواية عادت للظهور عام 1982 أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان حيث أعلن (مناحيم بيغن) ـوهو زعيم سياسي متدين ـ في مؤتمر صحفي أن إسرائيل ستنعم بسلام كما نصت عليه التوراة لمدة أربعين عاماً، ثم تكون المعركة الفاصلة مع العرب.
- ( لم أتحقق من المصدر ) هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ( اليهودي ) قال بالحرف
HENRY KISSINGER PREDICTS,"IN TEN YEARS, THERE WILL BE NO MORE ISRAEL."
أي بمعنى أنه خلال 10 سنوات لن تكون هناك إسرائيل وكان ذلك التصريح سنة 2012
انتهى الجزء الثالث ويتبع الجزء الرابع إن شاء الله
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] إلى زمن 612 ق . م على يد البابلين بقيادة الملك البابلي نبوخذ نصر
[ب] إلى زمن 612 ق . م على يد البابلين بقيادة نبوخذ نصر ... سأتحدث عنها في آخر هذا الجزء ( 3 ) من السلسلة
[ج] فعند ذكر الركاب والمسافرين حصرا نقصد السفينة
مثال لا للحصر
﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّـهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚإِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٤١﴾ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ﴿٤٢﴾ هود
لاحظ سياق الكلام يشير إلى السفينة ( بصيغة المؤنث ) ...لأنها استخدمت لركوب البشر ... مع أنه ذكر قبل بضع آيات من نفس السورة
﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿٣٨﴾ هود
( بصيغة المذكر ) بهدف الإشارة إلى الوظيفة المتعددة من حمل أنواع مختلفة من بشر وحيوانات وبضائع ( بل حمل ما تبقى من الحضارة السابقة ونقلها من مكان وزمان إلى آخر ) ...
[د] سفينة فنيقية زمن الأشوريين
[ه] سفينة حربية أشورية
[و] لوحة جدارية توضح أن الأشوريين كانوا يحترفوا ضرب السهام وقد أشرت في القسم الأول أن يونس عليه السلام إبن أمير أشوري قد يكون تربى تربية عسكرية واحترف كل صروف العسكرية الأشورية ومنها ضرب السهام .
[ز] الجدال : نوع من المحاورة ( الحوار : الحديث ( مراجعة أكثر من مرة ) بين شخصين أحدهما يريد إقناع الآخر للعدول والرجوع عن موقفه وقراره ) التصادمية بين فكرتين للدفاع عن رأي أو فكرة أو موقف أو قضية ضد طرف آخر بضرب الأمثلة و الإستشهاد بالأدلة و الحجج و البراهين حيث يسعى كل طرف لإلزام الخصم برأيه وإثبات حقيقة فكرته ودحض فكرة خصمه وإثبات خطئها وقصورها
[ح] اشتهر الأشوريين بضرب السهام ولا ننسى أن يونس عليه السلام ابن رجل من أكابرة نينوى وأمرائها .
[ط] ﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾ المؤمنون
[ي]
- ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴿١٤٤﴾ الصافات
- ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾ الأنبياء
[ك] ارتقى واعتلى
[ل] أعمار الحيتان الزرقاء تقدر عمره 70 – 100 سنة
[م] سأتكلم في الجزء الرابع عن تشريح الجهاز الهضمي للحوت وأن نزول الطعام لمعدة الحوت من الفم أسهل بكثير من إرتداده وان حجم الطعام الذي ينزل لمعدة الحوت لا يتعدى قطره 25 سم أي أن نبي الله يونس يستحيل أن ينزل لمعدة الحوت .
[ن] سنوضح الآلية بالتفصيل في الجزء الرابع إن شاء الله عز وجل
[س] لا يحصل الحوت على الماء من ماء البحر إنما من الكائنات التي يتغذى عليه
[ع] لتسهيل سرعة عودته إلى مدينة نينوى
[ف] ( فائدة ) حتى يحكموك فيما شجر بينهم : حتى يحكموك فيما وقع بينهم من تشابك واضطراب ويخرجوا ويفرغوا ما في أنفسهم من كل شيء سبب هذا الشجار حتى تطيب أنفسهم .
[ص] عبادة الله عز وجل بما شرع
[ق] الباطل ( قوامه التعبد بغير شرع الله عز وجل أو عبادة من هو دون الله عز وجل ) وهو لباس إذا حل على شيء يفسده ويعطله يغطي ويحجب ويخفي ويواري الحق كله أو بعضا منه بطرق قولية أو فعلية أوعقدية نهى عنها الشرع وحرمها غير متماسك القوام سهل وسريع التفكك والتلاشي والإضمحلال
(اللباس : غطاء ( مادي أو معنوي ) زائد ليس أصيلا في الشيء ، لا يشف ما تحته " يحجب ويخفي ويواري ماوراءه " كليا أو جزئيا )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين أخوكم في الله ماجد تيم / أبو عبد الرحمن المقدسي
يتبع الجزء الرابع إن شاء الله ...........................
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR="class: post--13617"]
[/TR]
[/TABLE]