يوم عرفة

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
غدا - إن شاء الله - يوم التاسع من ذي الحجة ، وهو يوم عرفة ، فاعرفوا له فضله ، وقوموا بحقه .
قال القرطبي - رحمه الله : قيل : سميت تلك البقعة عرفات لأن الناس يتعارفون بها ، وقيل : لأن آدم لما هبط وقع بالهند وحواء بجدة فاجتمعا بعد طول الطلب بعرفات يوم عرفة وتعارفا ، فسمى اليوم عرفة والموضع عرفات.
والصواب ما رواه أحمد والطيالسي عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما: يَزْعُمُ قَوْمُكَ - فذكر حديثا طويلا وفيه - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟
قُلْتُ : لا ؛ قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ : عَرَفْتَ ؟ ( في رواية : هَلْ عَرَفْتَ ) قَالَ : نَعَمْ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ .
وروى عبد الرزاق عن علي - رضي الله عنه : لما فرغ إبراهيم من بنائه قال: قد فعلنا أي رب فأرنا مناسكنا: أبرزها لنا علمناها، فبعث الله جبريل فحج به حتى أتى عرفة فقال : قد عرفت ، وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، فلذلك سميت عرفة .
 
فضــل يــوم عرفـــة
ليوم عرفة فضائل متعددة :
1 - منها أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، ففي الصحيحين عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا !
قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟
قَالَ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } .
قَالَ عُمَرُ : قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ .ا.هـ . أراد أن يقول له : إنها نزلت في يوم عيدين .
2 - ومنها أنه عيد لأهل الإسلام ؛ فقد روى أحمد وأهل السنن إلا ابن ماجة عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ " .
3 - ومنها أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف ؛ ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ".
وروى أبو يعلى وابن حبان عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أفضل عند الله أفضل من أيام عشر ذي الحجة " فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : " هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله ، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي ، فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة " .
وروى مالك عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ " قِيلَ : وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ " .
4 - ومنها أن صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - أنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " .
هذا فضل من الله تعالى ونعمة ، فاحرصوا عليها أيها المسلمون ، وسلوا الله أن يلهمكم شكرها : فمن فضل الله تعالى أن جعل لغير الواقفين بعرفة عملا يبلغهم رضوان ربهم ومغفرة ذنوبهم ، فإن كان الذي وُفِق للذهاب للحج يرجع مغفورًا له بإذن الله الكريم ، فهذا الذي لم يتمكن من الذهاب شُرِع له صيام يوم عرفة لينال به مغفرة ذنبه بإذن الله الكريم .
هذا فضل عظيم ، فإذا فاتك فكيف ومتى تغفر ذنوبك أيها العبد ؟!
5 - ومن فضائله أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ؛ فقـد روى أحمد وأهل السنن عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى : " الْحَجُّ عَرَفَةُ ؛ مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ " . قَالَ وَكِيع - رحمه الله : هَذَا الْحَدِيثُ أُمُّ الْمَنَاسِكِ .ا.هـ .
 
عودة
أعلى