محمد محمود إبراهيم عطية
Member
فضــل يــوم عرفـــة
التاسع من ذي الحجة
ليوم عرفة فضائل متعددة : منها أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، ففي الصحيحين عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا ! قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟ قَالَ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } قَالَ عُمَرُ : قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ[SUP] [1][/SUP].
ومنها أنه عيد لأهل الإسلام ؛ فقد روى أحمد وأهل السنن إلا ابن ماجة عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ "[SUP] [2] [/SUP].
ومنها أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ "[SUP] [3] [/SUP]. وروى أبو يعلى وابن حبان عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أفضل عند الله أفضل من أيام عشر ذي الحجة " فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : " هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله ، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي ، فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة "[SUP][4][/SUP].
وروى مالك عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ e قَالَ : " مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ " قِيلَ : وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ "[SUP][5][/SUP].
ومنها أن صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ "[SUP][6][/SUP].
هذا فضل من الله تعالى ونعمة ، فاحرصوا عليها أيها المسلمون ، وسلوا الله أن يلهمكم شكرها : فمن فضل الله تعالى أن جعل لغير الواقفين بعرفة عملا يبلغهم رضوان ربهم ومغفرة ذنوبهم ، فإن كان الذي وُفِق للذهاب للحج يرجع مغفورا له بإذن الله الكريم ، فهذا الذي لم يتمكن من الذهاب شُرِع له صيام يوم عرفة لينال به مغفرة ذنبه بإذن الله الكريم .
هذا فضل عظيم ، فإذا فاتك فكيف ومتى تغفر ذنوبك أيها العبد ؟!
ومن فضائله أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ؛ فقـد روى أحمد وأهل السنن عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى : " الْحَجُّ عَرَفَةُ مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ "[SUP] [7] [/SUP]. قَالَ وَكِيع - رحمه الله : هَذَا الْحَدِيثُ أُمُّ الْمَنَاسِكِ .ا.هـ .
[1] البخاري ( 45 ) ، ومسلم ( 3017 ) .
[2] أحمد : 4 / 152 ، وأبو داود ( 2419 ) ، والترمذي ( 773 ) وصححه ، والنسائي ( 3004 ) .
[3] مسلم ( 1348 ) .
[4] أبو يعلى ( 2090 ) ، و ابن حبان ( 3853 ) . قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد : 3 / 253 ) : رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقلي وثقه ابن معين وابن حبان وفيه بعض كلام وبقية رجاله رجال الصحيح .
[5] الموطأ : ، وعنه عبد الرزاق في المصنف ( 8832 ) وهو مرسل صحيح .
[6] مسلم ( 1162 ) .
[7] أحمد : 4 / 309 ، وأبو داود ( 1949 ) ، والترمذي ( 889 ) ، والنسائي (344) ، وابن ماجة ( 3015 ) .
التاسع من ذي الحجة
ليوم عرفة فضائل متعددة : منها أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، ففي الصحيحين عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا ! قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟ قَالَ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } قَالَ عُمَرُ : قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ[SUP] [1][/SUP].
ومنها أنه عيد لأهل الإسلام ؛ فقد روى أحمد وأهل السنن إلا ابن ماجة عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ "[SUP] [2] [/SUP].
ومنها أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ "[SUP] [3] [/SUP]. وروى أبو يعلى وابن حبان عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أفضل عند الله أفضل من أيام عشر ذي الحجة " فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : " هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله ، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي ، فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة "[SUP][4][/SUP].
وروى مالك عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ e قَالَ : " مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ " قِيلَ : وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ "[SUP][5][/SUP].
ومنها أن صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ "[SUP][6][/SUP].
هذا فضل من الله تعالى ونعمة ، فاحرصوا عليها أيها المسلمون ، وسلوا الله أن يلهمكم شكرها : فمن فضل الله تعالى أن جعل لغير الواقفين بعرفة عملا يبلغهم رضوان ربهم ومغفرة ذنوبهم ، فإن كان الذي وُفِق للذهاب للحج يرجع مغفورا له بإذن الله الكريم ، فهذا الذي لم يتمكن من الذهاب شُرِع له صيام يوم عرفة لينال به مغفرة ذنبه بإذن الله الكريم .
هذا فضل عظيم ، فإذا فاتك فكيف ومتى تغفر ذنوبك أيها العبد ؟!
ومن فضائله أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ؛ فقـد روى أحمد وأهل السنن عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى : " الْحَجُّ عَرَفَةُ مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ "[SUP] [7] [/SUP]. قَالَ وَكِيع - رحمه الله : هَذَا الْحَدِيثُ أُمُّ الْمَنَاسِكِ .ا.هـ .
[1] البخاري ( 45 ) ، ومسلم ( 3017 ) .
[2] أحمد : 4 / 152 ، وأبو داود ( 2419 ) ، والترمذي ( 773 ) وصححه ، والنسائي ( 3004 ) .
[3] مسلم ( 1348 ) .
[4] أبو يعلى ( 2090 ) ، و ابن حبان ( 3853 ) . قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد : 3 / 253 ) : رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقلي وثقه ابن معين وابن حبان وفيه بعض كلام وبقية رجاله رجال الصحيح .
[5] الموطأ : ، وعنه عبد الرزاق في المصنف ( 8832 ) وهو مرسل صحيح .
[6] مسلم ( 1162 ) .
[7] أحمد : 4 / 309 ، وأبو داود ( 1949 ) ، والترمذي ( 889 ) ، والنسائي (344) ، وابن ماجة ( 3015 ) .